كتاب التوحيد - الشرح الثاني - الشيخ سعد بن شايم الحضيري
2 - كتاب التوحيد - باب فضل التوحيد وما يكفر الذنوب ( 1 ) - الشيخ سعد بن شايم الحضيري
Transcription
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:00ضَ
واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد ايها الاخوة الفضلاء هذا هو المجلس الثاني في التعليق على كتاب التوحيد وهو في شرح الباب الثاني - 00:00:16ضَ
من كتاب التوحيد الامام المجدد محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى السلام قال رحمه الله باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب وقول الله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون - 00:00:36ضَ
وعن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله - 00:01:00ضَ
وان عيسى عبد الله ورسوله وكلمته القاها الى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق ادخله الله الجنة على ما كان من العمل اخرجه ولهما في حديث عتبان فان قال فان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله - 00:01:12ضَ
قال وعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال موسى يا ربي علمني شيئا اذكرك وادعوك به. او اذكرك وادعوك به قال يا موسى قل لا اله الا الله - 00:01:39ضَ
قال يا ربي كل عبادك يقولون هذا هلا يا موسى لو ان السماوات السبع وعامرهن غيري والاراضين السبع في كفة ولا اله الا الله في كفة مالت بهن لا اله الا الله - 00:01:58ضَ
رواه ابن حبان والحاكم وصححه وللترمذي وحسنه عن انس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى يا ابن ادم لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة - 00:02:15ضَ
هذا الباب ذكر فيه الشيخ رحمه الله اية واربعة احاديث. قال باب فضل او باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب. اما ان تقول باب فضل التوحيد على الاظافة او على القطع - 00:02:36ضَ
باب فضل التوحيد يعني فيه ذكر فضائل التوحيد توحيد الله عز وجل وما يكفر من الذنوب اي وتكفيره للذنوب تكفيره للذنوب لان ما هنا مصدرية يعني انها تسبق وما دخلت عليه اه بمصدر - 00:02:53ضَ
المعنى وتكفيره للذنوب ذكر فيه اه مسألة شيئين الاول فظل التوحيد وما يرفع الله به الدرجات او ينجي به من النار ويدخل الجنة والثاني التكفير للذنوب. ولذلك اورد فيه الادلة على هذا وهذا - 00:03:14ضَ
ثم ذكر قول الله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون هذه الاية جاءت في سياق محاجة آآ ابراهيم لقومه بعدما قال فاي الفريقين احق بالامن ان كنتم تعلمون - 00:03:35ضَ
قال الله جوابا لهذا السؤال لانهم خوفوه وحاجوه وخوفوه بالاوثان والاصنام التي كانوا يعبدونها تبين انه لا يخاف لا يخافها ثم قال فاي الفريقين يعني الموحد او المشرك احق بالامن - 00:03:57ضَ
هنا لو لاحظنا السياق كانوا يخوفونه في الدنيا يخوفونه بنزول نقم هذه الاوثان عليه بالدنيا فاذا كان الكلام على الامن في الدنيا في سياق الكلام ثم قوله بعد ذلك الذين امنوا - 00:04:16ضَ
ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اي لم يلبسوه بشرك اي لم يلبسوه لان السياق كان في مجادلة ابراهيم لقومه في الاوثان والاصنام الشرك بالله عز وجل ولهذا لما نزلت هذه الاية - 00:04:39ضَ
خشي منها اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وفزعوا اليه وقالوا يا رسول الله اينا لم لم آآ يظلم نفسه ظنوا ان قوله ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اه هو آآ ظلم الانسان لنفسه بالذنوب - 00:05:00ضَ
كما في حديث ابن مسعود في الصحيحين انه لما نزلت هذه الاية شق ذلك على اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فجاؤوا اليه فقالوا يا رسول الله اينا لم يظلم نفسه - 00:05:16ضَ
فقال انه ليس كما تظنون او الليس الذي تعنون الم تسمعوا ما قال العبد الصالح ان الشرك لظلم عظيم يعني قول وقال انما بين انه الشرك. كما في رواية في المسند قال انما هو الشرك - 00:05:26ضَ
فبين هنا ان الذي سلم من الشرك له الامن له الامن له الامن في الدنيا والامن في الاخرة في الدنيا من العقوبات التي ينزلها الله باعدائه كفار يؤمنه من ذلك. وله الامن في الاخرة من النار - 00:05:45ضَ
كما انه مهتدون لهم الهداية والى الصراط المستقيم في الدنيا والهداية في الاخرة انه في الاخرة ايضا اه العبد يهدى الى جنات النعيم ويهدى في الصراط ويسدد ويسدد في قبره كذلك يوم القبر واول منازل الاخرة - 00:06:06ضَ
يهدى الى الاجابة. قال عز وجل يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والاخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء هم في حاجة الى هداية الى اجابة اسئلة القبر - 00:06:32ضَ
واسئلة الاخرة المهم انه آآ وهنا ذكر العلماء انه قوله الامن لهم الامن وهم مهتدون يعني الامن والهداية على ان معنى ان الذين وحدوا الله تعالى ولم يخلطوا توحيدهم بشرك مطلقا. شرك هنا - 00:06:45ضَ
آآ نكرة في سياق النفي وهي قول لم يلبسوا ايمانهم بشرك قالوا نكرة يفيد العموم فيعم الشرك الاكبر والشرك الاصغر هو الشرك الاكبر الذي يخرج من الملة نفيه ويعم الشركة الاصغر الذي لا يخرج من الملة وانما هو شرك - 00:07:11ضَ
آآ كما سماها الله ورسوله شركا فاذا سلم منها هذين الشركين فان الله عز وجل آآ يؤمنه الامن هل ينال الامن مطلقا؟ كل الامن او ينال مطلق الامن مسمى الامن - 00:07:35ضَ
قال العلماء الامن امنان امن مطلق وامن مقيد الامن المطلق هو الامن الكامل وهذا لا يتحقق الا لاهل الايمان الكامل الذين لم يلبسوا ايمانهم بشرك ولا بظلم وآآ تابوا من الذنوب او اجتنبوها فهؤلاء لهم الامن المطلق - 00:08:03ضَ
لانهم اولياء الله الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون هم لا خوف الذين امنوا وكانوا يتقون وصفهم بالايمان ويضاده الكفر والشرك وكانوا يتقون يتقون الشرك والذنوب - 00:08:25ضَ
هؤلاء لا خوف عليهم ولا هم يحزنون اه النوع الثاني الامن المقيد الذي قيد باجتناب الذنوب وهو انه يأمن من الخلود في النار يأمن من عقوبات الكفار لا تنزل عليه لانه مسلم - 00:08:46ضَ
هذا هو الذي قصر في الطاعات قصر في الطاعات فله امن لكن امن بحسبه حتى لو حوسب بذنوبه في الاخرة عذب عليها فله امن ان لا يخلد في النار اسأل الله ان يعيذنا من النار والمسلمين - 00:09:07ضَ
على كل من مات على التوحيد تائبا من الذنوب فهذا له الامن التام ان الله يدخله الجنة ويعيده من النار ومن مات على التوحيد وهو هذا النوع الثاني من مات على التوحيد وهو مصر على الكبائر - 00:09:26ضَ
هذا تحت المشيئة له الامن من ان يخلد في النار وله قد يعفو الله عنه ولا يدخله النار وان ادخل النار بذنوبه فله الامن انه لا يكون من الخالدين وهذا داخل تحت قول الله عز وجل - 00:09:45ضَ
ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء يعني اذا ما دون الشرك من الذنوب يغفرها الله. لمن يشاء اذا شاء ان يغفر لبعض عباده. شاء غفر لهم بدون توبة. وان شاء - 00:10:05ضَ
ان يحاسبهم حاسبهم هذه الاية في غير التائبين اذا مات على التوحيد فانه تحت المشيئة اما من تاب من الذنوب الذي قال الله عز وجل فيه قل يا عبادي الذين اسرفوا على - 00:10:21ضَ
لا تقنطوا رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم هذا في التائبين يغفرها جميعها اذا تابوا فان الله يغفر لهم وعدهم الله ذلك ولذلك قال عز وجل - 00:10:37ضَ
والذين لا يدعون مع الله الها اخر. الشرك لا يعبدون غير الله ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى اثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا الا من تاب - 00:10:54ضَ
يعني الذي مات على الشرك يخلد فيه مهان الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما فمن تاب فليبشر بوعد الله الذي لا يخلف الميعاد - 00:11:11ضَ
ثم قال المصنف رحمه الله وعن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه اه قال رسول الله قبل هذا الاية التي اه ذكرها المصنف وجه مطابقتها للباب. فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب انها - 00:11:29ضَ
فيها ان من مات على التوحيد فله الامن بخلاف غيره من الاعمال يعني آآ يعني اذا انعدم التوحيد ووجدت اعمال صالحة لا تنفع يعني لو كان انسان يتصدق ويصلي وهو مشرك لا ينفعه اعماله لماذا؟ لانه من عدم الاصل الذي به تقبل الاعمال كما قال عز وجل وقدمنا الى ما عملوا من عمل - 00:11:51ضَ
فجعلناه هباء منثورا اثبت ان لهم اعمالا لكنها ذهبت هباء منثورا بسبب لكن من وجد معه التوحيد فهذا الذي وعده الله عز وجل الحديث الذي ذكره حديث عبادة ابن الصامت - 00:12:19ضَ
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من شهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله وان عيسى عبد الله ورسوله بان هذه فيها رد على النصارى الذين يقولون عيسى ابن الله - 00:12:33ضَ
ويقولون هو ابن الاله فهو اله يقول وان عيسى عبد الله ورسوله وكلمته القاها الى مريم وروح منه منه هذي فيها بيان النعيسة عبد كغيره من الرسل ورسول ارسله الله - 00:12:47ضَ
الى بني اسرائيل داعيا الى التوحيد وانه كلمة الله القاها الى مريم كلمته لماذا كلمته ما معنى كلمته؟ هي كن فيكون كما قال عز وجل ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم - 00:13:06ضَ
خلقه من تراب ثم قال له كن مثل ما خلق ادم من تراب بلا اب ولا ام وقال له كن فكان كذلك عيسى خلقه الله بلا اب بام بلا اب وقال له كن فكان - 00:13:23ضَ
الله على كل شيء قدير هنا يبين هذا انه كلمته اي كلمة كن القاها الى مريم وروح منه انه روح من الارواح من الله مخلوق روح منه اي مخلوقة كما قال - 00:13:38ضَ
اه كما هو اجماع الاسلام وكما هو اه دلائل الكتاب والسنة انها رح مخلوقة انها نفخها جبريل لان الله ارسل اليه قال ارسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا. روح جبريل - 00:13:56ضَ
روح القدس جبريل ارسله اليها فنفخ في جيبها. اخذ جيب ونفخ فيه قالت اني اعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا تسور عليها دخل عليها مكان مغلق مريم عليها السلام لما كانت في مكان مغلق لا احد يأتيها - 00:14:15ضَ
كفرها الله زكريا عليه السلام كلما دخل عليها زكريا المحراب ووجد عندها رزقه. المفتاح مع زكريا فقط نبي من النبي زكريا عليه السلام المهم انها فلما جاءها الملك نفخ قال انما انا رسول ربك - 00:14:37ضَ
اهب لك غلاما ذكيا في جيبها حملت منه الله على كل شيء قدير. لو شاء الله كن دون ان يرسل هذا الروح اه والله على كل شيء قدير لكن ليظهر لها ذلك وانه تمثل فتعرف لا - 00:14:54ضَ
لا تحمل من دون ان تدري من اين جاء هذا الشيء مسل لها بشرا سويا حتى تتمكن من رؤيته ونفخ في جيبها فحملت الشاهد من هذا ان عيسى هو كلمة الله وروح منه. قال ابي بن كعب - 00:15:12ضَ
رضي الله عنه الصحابي الجليل عيسى روح من الارواح التي خلقها الله عز وجل عز وجل واستنطقها بقوله الست بربكم قالوا بلى بعثه الله الى مريم فدخل فيها دخل فيها اي في آآ من جيبها - 00:15:32ضَ
اه الشاهد من هذا انه قال ادخله الله الجنة على ما كان من العمل ادخله الله الجنة اذا شهد بالتوحيد والايمان فان الله يدخله الجنة. على ما كان من العمل - 00:15:56ضَ
على وجهين من التفسير بعض العلماء قال على ما كان من العمل اي بحسب عمله هو بحسب فان كان من الصالحين دخل الجنة بعد البعث والمحاسبة او من السبعين الفا ادخله الله الجنة - 00:16:08ضَ
وان كان من المقصرين فهو تحت المشيئة فان شاء الله ادخله الجنة مباشرة وانشاء حاسبه على ذنوبي ونوقش بها ثم بعد ذلك يدخل الجنة بعد ما يحاسب عليها في النار. فهو على ثلاثة هذه الوجوه. اما من الصالحين الذين رجحت حسناتهم على سيئاتهم او كانت ممحوة - 00:16:31ضَ
السيئات فهذا من الذين يدخلون الجنة اه بإذن الله دون اه دون عذاب واما ان يكون ممن آآ حوسب او وزنت حسناته السيئة فرجحت حسناته او من الذين شاء الله ان يدخلهم - 00:16:58ضَ
دون عذاب تحت المشية او ممن حوسب فعذب فيخرج من النار لان الله لا يخلد المسلمين في النار الموحدين هذه الاحاديث فيه بيان ان عصاة الموحدين لا يدخلون النار وفيه ان الله يعفو عن السيئات - 00:17:17ضَ
قبل التوبة قبل العقوبة قد تحت المشيئة قال ولهما في حديث عتبان عتبان ابن مالك الانصاري قال فيه فان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله - 00:17:37ضَ
من كان صادقا بقول لا اله الا الله ولذلك كرر هذه الكلمة كررها كثيرا حتى كل ما تكررها تمحو السيئات تبقى دائما في في تطهير نفسك. قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الايمان - 00:17:53ضَ
يخلق في في القلب كما تخلق كما يخلق الثوب. يعني يبلى فجددوا ايمانكم قالوا كيف نجدده يا رسول الله؟ قال قولوا لا اله الا الله كيف يخلق الايمان بالثوب؟ كيف يبلى؟ يبلى بسبب الذنوب - 00:18:12ضَ
نقصان لان الايمان يزيد وينقص. يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية كما هو معتقد السلف ومعتقد اهل السنة والجماعة ان الايمان يزيد وينقص. فاذا قلت لا اله الا الله اتيت بافضل الكلام - 00:18:30ضَ
حسنة عظيمة جدا فانت تجدد ايمانك. فيبقى الايمان متجددا الشاهد فيه ان من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله حرمه الله على النار حرمه الله على النار. قال شيخ الاسلام بن تيمية - 00:18:46ضَ
هذا الحديث هذه الاحاديث انما هي فيمن قالها ومات عليها كما جاءت مقيدة لانه قال قال مخلصا من قلبه كما في رواية وقال في رواية مستيقنا بها قلبه. وهنا قال يبتغي بذلك وجه الله. في رواية غير شاك فيها - 00:19:02ضَ
دل على انه من قالها بصدق ويقين فانه آآ فعند ذلك يتوب الى الله لانه كل ما اقترف الذنوب بصدق ايمانه يتوب الى الله يبقى في حالة تجديد الايمان. هذا معنى - 00:19:22ضَ
قال الحسن البصري معنا هذا الحديث هذه الحديث ان من قال هذه الكلمة لا اله الا الله وادى حقها وفريضتها فان الله ها حرم عليه النار. لانه هذا وعد الله. والله لا يخرج به احد - 00:19:40ضَ
نسأل الله تعالى ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح وان يختم لنا بالخاتمة الحسنة انه جواد كريم والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد السلام عليكم الله وبركاته - 00:19:55ضَ