دروس التفسير في المسجد الحرام - الجزء الثالث - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

2 من 27|دروس التفسير في الحرم المكي|تفسير سورة آل عمران|010-015|صالح الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. دروس التفسير في المسجد الحرام للشيخ صالح فوزان الفوزان حفظه الله. تفسير سورة ال عمران الدرس الثاني. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم - 00:00:00ضَ

ان الذين كفروا لن تغني عنهم اموالهم ولا اولادهم من الله شيئا اه واولئك هم وقود النار كدأب ال فرعون والذين من قبلهم كذبوا باياتنا فاخذهم الله بذنوبهم والله شديد العقاب - 00:00:21ضَ

قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم وبئس المهاد قد كان لكم اية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله واخرى كافرة يرونهم مثلهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء - 00:00:53ضَ

ان في ذلك لعبرة لاولي الابصار زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن قل اعوذ برب الناس - 00:01:27ضَ

قل اانبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها وازواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد - 00:02:03ضَ

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين هذه الايات الكريمة من سورة ال عمران جاءت بعد قول الراسخين في العلم - 00:02:39ضَ

لما دعوا ربهم قالوا ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب ربنا انك جامع الناس ليوم لا ريب فيه ان الله لا يخلف الميعاد - 00:03:15ضَ

ذكر سبحانه وتعالى انه في هذا اليوم الذي يجمع الله فيه الناس فانه لا ينجو فيه الا اهل الايمان اهل الايمان بالله سبحانه وتعالى واما الكفار فانهم يهلكون في نار جهنم - 00:03:41ضَ

لا نجاة لهم منها ان الذين كفروا والمراد بالكفر كفر بالله عز وجل والكفر برسله وملائكته وكتبه واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره فالكفر يشمل هذا كله لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم - 00:04:20ضَ

عن الايمان قال الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره فمن كفر بركن من هذه الاركان الستة فهو الكافر حقا ان الذين يكفرون بالله ورسله - 00:05:00ضَ

ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلا اولئك هم الكافرون حقا واعتدنا للكافرين عذابا مهينا ان الذين كفروا لن تغني عنهم اموالهم - 00:05:32ضَ

ولا اولادهم من الله شيئا هذا مثل قول ابراهيم عليه السلام يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم. يوم القيامة لا ينفع الانسان كثرة ما له - 00:06:06ضَ

ولا كثرة اولاده ما دام انه لم يؤمن بالله فانه لا تنفعه هذه الاشياء انما هذه الاشياء في الدنيا انتهى مفعولها وانتهى وقتها. اما الاخرة فلا ينفع فيها الا العمل الصالح - 00:06:33ضَ

كما قال تعالى وقالوا نحن اكثر اموالا واولادا وما نحن بمعذبين تظنون ان الله اعطاهم المال والاولاد في الدنيا هذا دليل على كرامتهم وانهم في الاخرة لا يعذبون قال تعالى - 00:07:08ضَ

قل ان ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن اكثر الناس لا يعلمون وما اموالكم ولا اولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى الا من امن وعمل صالحا فاولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا - 00:07:42ضَ

وهم في الغرفات امنون والله جل وعلا قال المال والبنون زينة الحياة الدنيا فالباقيات الصالحات خير عند ربك ثواب وخير اما لا فالاموال والاولاد متعة في هذه الدنيا وزينة في هذه الدنيا - 00:08:08ضَ

وقد يعطي الله المال والاولاد من هو عدو له ليستدرجه بذلك كما قال جل وعلا ولا تعجبك اموالهم ولا اولادهم انما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق انفسهم - 00:08:48ضَ

وهم كافرون فالله اعطاهم الاموال والاولاد ليستدرجهم بها ويشغلهم بها في هذه الدنيا ولهذا قال جل وعلا مناديا للمؤمنين يا ايها الذين امنوا لا تلهكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله - 00:09:18ضَ

ومن يفعل ذلك فاولئك هم الخاسرون فالذي يتلهى بماله وباولاده عن العمل الصالح عن العمل للاخرة هذا هو الخاسر يوم القيامة لن تغني عنهم اموالهم ولا اولادهم حتى لو ان احدا منهم جاء بملئ الارض ذهبا - 00:09:52ضَ

ليفتدي نفسه من النار لم يقبل منه ذلك لا يقبل منهم فدية مهما كثرت حتى لو جاءوا بملئ الارض ذهبا ما قبله الله منهم يوم القيامة لن تغني عنهم اموالهم ولا اولادهم من الله شيئا - 00:10:26ضَ

اي شيء كانها غير موجودة اللي هو يوم القيامة لا ينفع الا العمل الصالح الا من امن وعمل صالح فاذا من الله على العبد بالمال والاولاد الصالحين من الله عليه بالمال الطيب - 00:10:58ضَ

والاولاد الصالحين ولكنه مع ذلك لم ينسى ذكر الله ولم يلهو عن ذكر الله فهذا جمع الله له بين خيري الدنيا والاخرة وقد يكون ماله قربة له عند الله يتصدق منه - 00:11:31ضَ

ويزكي وينفع وينفق في سبيل الله والاولاد يعينونه على طاعة الله واذا مات يدعون له كما قال صلى الله عليه وسلم اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث - 00:11:57ضَ

صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له فليس معنى الاية اننا نترك الاموال والاولاد ولكن معناها اننا لا نلهو بالاموال والاولاد عن ذكر الله سبحانه وتعالى - 00:12:24ضَ

وكذلك علينا ان نربي الاولاد على طاعة الله عز وجل وان نخلص الاموال من الربا ومن الحرام والمكاسب الخبيثة وان ننفق في طاعة الله سبحانه وتعالى والنبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:12:53ضَ

نعم المال الصالح للرجل الصالح اما مع الكفر فان الاموال والاولاد لا تنفع يوم القيامة اما مع الايمان فاذا وفق الانسان لاستعمال الاموال في طاعة الله ووفق لتربية الاولاد على طاعة الله - 00:13:22ضَ

فانها تكون خيرا له في الدنيا والاخرة قال جل وعلا واولئك اي الذين كفروا الاشارة الى الذين كفروا هم وقود النار حطبها الوقود بفتح الواو ما توقد به النار من الحطب ونحوه - 00:13:54ضَ

واما الوقود بضم الواو فهو الاشتعال واللهب واولئك هم وقود النار تشتعل النار في اجسامهم تشتعل في اجسامهم مع الحجارة كما قال جل وعلا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة - 00:14:34ضَ

يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة هذا وقود نار جهنم الناس وهم الكفار تشتعل في اجسامهم والحجارة التي هي حجارة الكبريت او حجارة الاصنام انكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم - 00:15:06ضَ

انتم لها واردون لو كان هؤلاء الهة ما وردوها كل فيها خالدون وقولوا واولئك هم وقود النار من نار جهنم والعياذ بالله وليس ذلك في يوم او في ساعة يشتعلون ثم يحترقون - 00:15:39ضَ

ثم يضمحلون لا بل انها باقية وهم باقون فيها تشتعل فيهم دائما وابدا لا نهاية لها والعياذ بالله واولئك هم وقودوا النار بسبب كفرهم بالله عز وجل فالله خلق النار - 00:16:08ضَ

للكافرين واعدها للكافرين اعدت للكافرين والجنة اعدت للمتقين فريق في الجنة وفريق في السعير وليس هناك دار ثالثة في يوم القيامة ما ليس هناك الا النار او الجنة فانظر اين تصير - 00:16:43ضَ

ما دمت على قيد الحياة اعمل عمل اهل الجنة ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا والله امرك بالعمل العمل الصالح ويسره لك واعانك عليه - 00:17:23ضَ

فاذا ضيعت الفرصة ولم تعمل او عملت عملا وافسدته بالمفسدات فلا تلومن الا نفسك فالله اقام الحجة على عباده بين لهم سبحانه طريق الجنة وبين لهم طريق النار فعليك ان تختار طريق الجنة - 00:17:56ضَ

وطريق الجنة فيه مصاعب ومشاق لا بد ان تصبر عليه فطريق النار فيه ملذات وشهوات فاياك ان تغتر بها قال صلى الله عليه وسلم حفت النار حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات - 00:18:32ضَ

فاذا كنت تريد الجنة فعليك بالعمل الصالح والصبر على المشاق الجنة لا تنال الا بعمل بعمل صالح من توحيد وصلاة وصيام من توحيد وصلاة وزكاة وصيام وحج وجهاد في سبيل الله - 00:19:06ضَ

وصبر على طاعة الله سبحانه وتعالى هذا هو طريق الجنة وهو طريق يرتفع والارتفاع فيه مشقة على الناس اما طريق النار فهو طريق منحدر سهل على الناس الانحدار اسهل على الناس من - 00:19:37ضَ

الارتفاع اعدت قال جل وعلا واولئك هم وقودوا النار ثم قال سبحانه وتعالى قل للذين كفروا قل ايها الرسول وبلغ الذين كفروا الذين ذكرهم الله في الاية الاولى ان الذين كفروا لم تغني عنهم اموالهم ولا اولادهم - 00:20:09ضَ

هذا خبر والخبر الثاني قل لهم ايضا ستغلبون وتحشرون الى جهنم وبئس المهاد قل للذين كفروا ستغلبون مهما عندكم من القوة ومهما عندكم من العتاد فانكم ستغلبون لان القوة مهما بلغت - 00:20:52ضَ

قوة السلاح قوة المال مهما بلغت مع عدم الايمان لا تغني شيئا ومآلها الى الهزيمة ستغلبون هذا خبر من الله سبحانه وتعالى لان الكفار تطاولوا على الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:21:27ضَ

تطاولوا عليه وعلى اصحابه في مكة حتى اخرجوهم منها وهاجروا الى المدينة ثم صاروا يحيكون الدسايس للقضاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه فالله طمأن رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين - 00:21:55ضَ

فقال لرسوله قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم وبئس المهاد وقد تحقق وعد الله سبحانه وتعالى قريبا فغلبوا في اول وقعة بينهم وبين المسلمين وهي وقعة بدر مع مع قوتهم - 00:22:28ضَ

وكثرتهم وقوة عتابهم وقلة عدد المسلمين وظعف المسلمين مع هذا غلب الكفار وانتصر المسلمون قل للذين كفروا ستغلبون نعم تداوي ال فرعون والذين من قبلهم كذبوا باياتنا فاخذهم الله بذنوبهم والله شديد العقاب - 00:23:00ضَ

هذي بعد قوله تعالى قل للذين هذه بعد قوله تعالى ان الذين كفروا لن تغني عنهم اموالهم ولا اولادهم من الله شيئا واولئك هم وقود النار كدأب ال فرعون ال فرعون اتباع فرعون - 00:23:35ضَ

وهو الجبار ملك مصر الجبار الذي ادعى الربوبية وقال انا ربكم الاعلى وعنده من القوة ما عنده مما غره اغراه وتكبر على الحق كفر بالرسول بالرسولين موسى وهارون عليهما السلام - 00:23:59ضَ

وهؤلاء الذين كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم دأبهم دأب ال فرعون دأبهم باب ال فرعون يعني سجيتهم وسيرتهم كسيرة ال فرعون وهل نفع فرعون هل نفعه ملكه وبطشه وجبروته - 00:24:36ضَ

وجنوده لم ينفعه ذلك لما تكبر عن الحق وكفر بالله اهلكه الله ومن معه تدا بها لفرعون والذين من قبلهم من الامم الكافرة فعادوا وثمود قوم ابراهيم قوم نوح من قبل - 00:25:08ضَ

امم لما كفرت بالله اهلكها الله ولم تنفعها اموالها ولا اولادها فهؤلاء الكفار الذين اذوا محمدا صلى الله عليه وسلم صفتهم سجيتهم كصفة اولئك وسيحل بهم ما حل باولئك اهتدى بها لفرعون والذين من قبلهم - 00:25:34ضَ

تدأ بال فرعون والذين من قبلهم من الامم السابقة كذبوا بايات الله كذبوا بايات الله كما كذب هؤلاء المشركون من قريش وغيرهم كذبوا بايات الله التي جاء بها رسول الله صلى الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:26:18ضَ

كذبوا باياتنا باياتنا مضافة الى الله جل وعلا لانها منزلة من عند الله ايات القرآن فاخذهم الله بذنوبهم بذنوبهم لم يظلمهم الله جل وعلا لم يأخذهم بغير ذنوب فالعقوبة انما تكون على الذنوب - 00:26:48ضَ

فهذا تحذير لكل عاقل ان يقلع من الذنوب ويبتعد عنها لان لا تهلكه. كما اهلكت الامم السابقة كذبوا باياتنا اخذهم الله عاقبهم الله جل وعلا بذنوبهم بسبب ذنوبهم فهذا فيه التحذير - 00:27:22ضَ

من الذنوب والعياذ بالله وانها سبب لاخذ الله لاصحابها فاخذهم الله بذنوبهم والله شديد العقاب الله جل وعلا شديد العقاب لا يطاق عقابه ولا يمنع وليس عقابا سهلا يتحمل ولكنه عقاب شديد - 00:27:54ضَ

وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد تعليم مؤلم وشديد قوي والله شديد العقاب نسأل الله العافية فاخذهم الله بذنوبهم والله شديد العقاب ثم قال - 00:28:33ضَ

لهؤلاء المشركين الذين وقفوا في وجه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم اصحابه المؤمنين واذوهم وساموهم سوء العذاب ان هؤلاء سبيلهم سبيل من قبلهم سبيلهم سبيل من قبلهم سيغلبون ويحشرون الى جهنم. مثل من قبلهم - 00:29:11ضَ

ولا تنفعهم قوتهم فلن تنفع القوة قوم نوح ولا قومه هود ولا قوم صالح ولا فرعون ولا غيره من الجبابرة لم تنفعهم قوتهم فالقوة اذا لم يكن معها ايمان بالله فانها تكون في نحور اصحابها - 00:29:47ضَ

تكون في نحور اصحابها ويردها الله عليهم وهذه سنة الله في الكفار من قديم الزمان فلا يغتر الكفار اليوم من اليهود والنصارى والشيوعيين والملاحدة لا يغتر بما فتح عليهم من الاختراعات والصناعات - 00:30:13ضَ

فانها سترجع عليهم في يوم من الايام لا يغتروا بذلك فالقوة اذا خلت من الايمان فانها تكون عقوبة على اصحابها ستغلبون هذا خبر من الله جل وعلا تحقق قريبا في وقعة بدن - 00:30:43ضَ

اول وقعة في الاسلام يوم الفرقان الذي فرق الله فيه او فرق الله فيه بين الحق والباطل وذلك ان المشركين لما اخرجوا رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه وسلبوا اموالهم وديارهم - 00:31:20ضَ

وذهبوا الى المدينة ليس معهم شيء ليس معهم شيء وصاروا عند اخوانهم الذين اوهم ونصروهم من الانصار النبي صلى الله عليه وسلم اراد ان يعوض المسلمين مما افتقدوه من اموالهم - 00:31:50ضَ

من اموال الكفار لان هذا من الانتصار من الظالم فالكفار ظلموهم واخذوا اموالهم وديارهم واولادهم حتى خرجوا مجردين فكانوا ظلمة جبابرة النبي صلى الله عليه وسلم اراد ان يعوض المسلمين من اموال الكفار الظلمة - 00:32:26ضَ

لما علم ان عيرا قدمت من الشام معها اموال لقريش في مكة خرج صلى الله عليه وسلم بعدد قليل من اصحابه يبلغون ثلاث مئة وبضعة عشر ليس معهم ركايب الا قليلة الاربعة - 00:33:02ضَ

يتعاقبون على الراحلة الواحدة وليس معهم سلاح يكفي وليس معهم خيل ولم يخرجوا لقتال لم يخرجوا لقتال وانما خرجوا ليعترضوا القافلة ويأخذ الاموال من الكفار الذين ظلموا المسلمين سلبوهم اموالهم - 00:33:32ضَ

الكفار لما علموا بخروج الرسول صلى الله عليه وسلم جمعوا كيدهم وقوتهم وبأسهم وخرجوا يريدون حماية العير حماية القافلة ولكن قائد القافلة وهو ابو سفيان بن حرب لما علم بخروج الرسول صلى الله عليه وسلم غير الطريق - 00:34:10ضَ

غير الطريق الذي عليه المسلمون يترصدون له وذهب مع طريق الساحل ونجا بالعير سلمت العين وعلمت قريش بذلك لكن حملهم الاشر والبطر على ان يستمروا في سيرهم. الله هو الذي يسوقهم سبحانه وتعالى - 00:34:44ضَ

على ان يستمروا في سيرهم وينزل في بدر يعملون الفرح والسرور والبذخ والاكل والشرب وتعزف على رؤوسهم القينات والمغنيات حتى يتسامع بهم العرب يقولون كذا حتى يتسامع بهم العرب الرسول صلى الله عليه وسلم وصل الى بدر - 00:35:13ضَ

والكفار وصلوا الى بدر فتقابلوا من غير ميعاد لكن الله هو الذي اتى بهم من غير ميعاد اذا انتم في العدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى يعني من الوادي والركب اسفل منكم الركب هو العين - 00:35:52ضَ

صار راح مع الطريق الاسفل من جهة البحر ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ولكن ليقضي الله امرا كان مفعولا الله اراد ذلك سبحانه وتعالى عند ذلك لما علم النبي صلى الله عليه وسلم ان العير - 00:36:15ضَ

افلتت وان الكفار حضروا ومعهم القوة والبأس الرسول ليس معه الا عدد قليل وايضا ليس معهم استعداد استعداد يكفي استشار اصحابه استشار اصحابه هل يقاتلهم؟ او يرجع فاشاروا عليه بالقتال - 00:36:43ضَ

اشار اصحابه عليه بالقتال فعزم صلى الله عليه وسلم على القتال وبات يدعو ربه كل الليل يدعو ربه بالنصر كما ذكر الله جل وعلا ذلك فلما اصبح صفى اصحابه امام الكفار وصف الكفار - 00:37:13ضَ

جنودهم وتقابل الجيشان تقاتلوا في بدر تقاتلوا في بدر وانزل الله الملائكة اولا انزل مطرا انزل مطرا يلبد الارض تحت اقدام المسلمين حتى يثبتوا ثم انزل الملائكة تشجع المسلمين تشجعهم - 00:37:43ضَ

وترهب الكفار فما كان من المسلمين الا ان انتصروا على الكفار فقتلوا منهم سبعين واسروا منهم سبعين وغنموا ما معهم من القوة ومن العتاد ومن المواشي وقتل اكابر الكفار ابو جهل - 00:38:18ضَ

ابو جهل وعتبة وشيبة واكابر الكفار قتلوا في هذه الوقعة فرجع المسلمون بالغنايم ورجعوا بالاسرى سبعين اسير وقتلوا اكابر الكفار ببدر انهزم المشركون هزيمة ذريعة تسامعت العرب بهزيمة قريش فوقع الرعب في جميع قلوب الكفار في اي مكان. في هذه الوقعة العظيمة. وقعة بدر - 00:38:48ضَ

الله ذكر المشركين بهذه وقال سبحانه قد كانت لكم اية في فئتين فئة الكفار وفئة المسلمين التقتا وان التقتا فيه في بدر فئة تقاتل في سبيل الله وهم المؤمنون في سبيل الله لاعلاء كلمة الله - 00:39:31ضَ

جاءتم تقاتلوا في سبيل الله واخرى يرونهم مثليهم يرونهم مثليهم في العدد لان الكفار يقربون من الالف والمسلمون ثلاث مئة وبضعة عشر فقط يرونهم مثليهم فالمسلمون يرون الكفار اكثر منهم عددا - 00:40:08ضَ

وقيل المعنى الكفار يرون المسلمين مثليهم. الله كثر المسلمين في اعين الكفار حتى يرهبوا يرونهم مثليهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء نؤيد بنصره من يشاء فقبل المعركة المسلمون يرون الكفار مثليهم - 00:40:38ضَ

لاجل ان يستعدوا ويعتصموا بالله والكفار يرون المسلمين ايضا مثليهم لاجل ان يرهبوا فالله ارى كلا من الطائفتين الاخرى انها مثليها هذا قبل قبل المعركة اما لما دارت المعركة صلاه - 00:41:12ضَ

قلل عدد المسلمين في اعين الكفار وقلل عدد الكفار في اعين فالمسلمين واذ يريكموهم اذ التقيتم في اعينكم قليلا ويقللكم في اعينهم ليقضي الله امرا كان مفعولا والى الله ترجع الامور - 00:41:41ضَ

قبل المعركة كل فريق يرى ان قبيله اكثر منه واما وقت المعركة فكل فريق يرى ان قبيله اقل منه حكمة من الله سبحانه وتعالى انتهت المعركة بالنصر المؤزر للمسلمين والهزيمة على الكفار وتحقق قول الله جل وعلا ستغلبون - 00:42:08ضَ

ولدوا ولم يقف الحد عند الهزيمة والغلبة وانما وتحشرون الى جهنم هزيمة في الدنيا ونار في الاخرة والعياذ بالله وبئس المهاد بئس الفراش النار بئس الفراش والعياذ بالله بئس الفراش والمهد الذي يفترشونه - 00:42:39ضَ

الله جل وعلا قال لهم قد كان لكم اية اي علامة على قدرة الله على قدرة الله جل وعلا وعلى نصره لعباده المؤمنين وان كانوا قلة وهزيمة الكفار وان كانوا كثرة - 00:43:17ضَ

في هذه المعركة العظيمة والله يؤيد بنصره من يشاء يؤيد يقوي بنصره النصر من عند الله جل وعلا. مهوب النصر بالسلاح والقوة وكثرة الجنود النصر من عند الله يهبه لعباده المؤمنين - 00:43:42ضَ

وان كانوا قلة اذا صدقوا وصبروا نعم قد يحصل على المسلمين هزيمة على ايدي الكفار كما حصل في وقعة احد وهذا بسبب من قبل المسلمين حصل من المسلمين خلل ومعصية - 00:44:10ضَ

فالله جل وعلا عاقبهم وهزمهم امام عدوهم تهذيبا لهم. وتعليما لهم. وتمحيص صلاهم فالمسلمون قد ينهزمون امام الكفار لسبب من عند انفسهم اولما اصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها قلتم انى هذا - 00:44:36ضَ

قل هو من عند انفسكم ان الله على كل شيء قدير ولقد صدقكم الله وعده. تحسونهم باذنه يعني تقتلونهم فاذا فشلتم تنازعتم في الامر وعصيتم من بعد ما اراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة ثم - 00:45:05ضَ

عنه ليبتليكم ولقد عفا الله عنكم الله جل وعلا عفا عنهم واخبرهم بذلك لئلا يحزنوا وهذه بشرى من الله للمؤمنين بعد التأديب لهم عفا الله عنه والله يؤيد بنصره من يشاء - 00:45:32ضَ

ان في ذلك اي في هذه الوقعة رقعة بدر لعبرة لاولي الابصار لاولي الالباب لعبرة لاولي الالباب الى اولي الابصار. اولي الابصار يعني البصائر والعقول يعتبرون في ان القوة لا تنفع وحدها - 00:46:00ضَ

لابد من الايمان وانه مع الايمان الصحيح ولو كانت القوة قليلة فان الله يمنح النصر لاهلها. كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله والله مع الصابرين فالان كما تعلمون المسلمون في غاية الضعف الان - 00:46:29ضَ

والكفار في غاية القوة ولكن المسلمين اذا صدقوا مع الله وصبروا على ايمانهم وثبتوا على دينهم فان العاقبة لهم والكفار وان اعطوا من القوة ما اعطوا فان مردهم الى الهزيمة - 00:47:04ضَ

والخسارة في الدنيا والاخرة هذه سنة الله سبحانه وتعالى ولا يحسبن الذين سبقوا ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا انهم لا يعجزون انهم لا يعجزون الله جل وعلا وان اعطى الكفار واستدرجهم - 00:47:26ضَ

فان هذا لا ينفعهم ولا يستمر لهم ما هم فيه اما المؤمنون اذا صدقوا مع الله فهم على خير والعاقبة للمتقين ان في ذلك لعبرة اي موعظة موعظة لاولي لاولي الابصار - 00:47:58ضَ

ثم قال سبحانه وتعالى زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب زين للناس - 00:48:27ضَ

هذه الامور صارت مقبولة عند اصحاب النظرة القريبة الذين لا ينظرون للعواقب فهم يغترون بهذه الزخارف زين للناس حب الشهوات هذي طبيعة البشر انهم يحبون الشهوات الا من اعطاه الله ايمانا - 00:48:59ضَ

وبصيرة ينظر في المستقبل وان هذه الشهوات وان كانت لذتها عاجلة فعاقبتها وخيمة عاقبتها سيئة حب الشهوات جمع شهوة جمع شهوة وما تشتهيه النفس وتميل اليه من النساء بدأ بالنساء - 00:49:35ضَ

بدأ بالنساء لان النساء اشد فتنة من غيرهن ولهذا قال صلى الله عليه وسلم ما تركت بعدي فتنة اضر على الرجال من النساء فبدا بالنساء لشدة الافتتان بهن ليحرر عباده - 00:50:07ضَ

من ذلك حذرهم من فتنة النسا والنساء حبائل الشيطان الا من من الله عليها بالايمان والصلاح والاستقامة واما في في جملة النسا فهن فتنة من النساء زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين - 00:50:33ضَ

ولا البنين الذرية كما سبق كما سبق في الاية الاولى ان البنين يأخذون رغبة الانسان وانشغاله معهم من النساء والبنين والقناطير المقنطرة الشهوة في النساء هذا امر طبيعي امر طبيعي - 00:51:07ضَ

ولكن من استعف بالنساء عن الحرام تزوج عن الحرام وتسرى وعف نفسه هذا خير له والبنين كذلك من رباهم على الخير والطاعة صاروا عونا له على طاعة الله واما من اهملهم صاروا خسارة عليه - 00:51:47ضَ

والقناطير المقنطرة قناطير جمع قنطار وهو المال الكثير القنطار هو المال الكثير. والمبلغ الكبير من المال. المقنطرة. من الذهب والفضة الذهب هو انفس المعادن وكذلك بعده الفظة معدنان نفيسان تنافس الناس - 00:52:14ضَ

فيهما ويحبون الذهب والفضة والخيل المسومة الخيل المسومة قيل المراد بها الراعية التي ترعى وهي السائمة وقيل المراد بها المجملة بالغرة والتعجيل المجملة المسومة يعني المجملة بالغرة في وجهها والتحجيل في اطرافها - 00:52:50ضَ

هذي انفس الخيل واحسنها منظر والخيل المسومة والانعام وهي الابل والبقر والغنم كثير من الناس يحبون الانعام لكن الخيل هي انفس البهايم عند الناس والانعام يدخل فيها الابل ويدخل فيها البقر ويدخل فيها الغنم - 00:53:22ضَ

والحرث وهو الزراعة ففيه من يرغب الزراعة والغرس والانتاج يتفكه بذلك وينشغل بالحرف وهذه كما ذكرنا ان استغلت في الخير صارت خيرا وان استغلت في في الشر صارت شرا على صاحبها حسب - 00:53:52ضَ

ما يتجه به الانسان مع هذه الامور لكن الغالب انها تأخذ عقل الإنسان وفكره وتشغله عن ذكر الله عز وجل الا من وفقه الله قال جل وعلا ذلك متاع الحياة الدنيا. هذه الامور التي تعجب الناس - 00:54:24ضَ

ويحبونها حبا شديدا هي مؤقتة متاع الحياة الدنيا تفنى تعبنا وتنقطع ولا تستمر فلا تغتر بها ايها الانسان ذلك متاع الحياة الدنيا والمتاع هو ما يتمتع به مدة ثم يزول - 00:54:51ضَ

والله عنده حسن المآبي المرجع خير من هذه الامور عند الله خير من هذه الامور. هذه امور قليلة وامور زائلة. لكن ما عند الله احسن وابقى والله عنده حسن المآل يعني المرجع. فلا تتعلق بهذه الامور وتترك حسن المآب - 00:55:24ضَ

والعمل الصالح والله عنده حسن المآب. قل اؤنبئكم بخير من ذلكم من خير من هذه الشهوات والنسا والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والقيل المسومة والانعام الحرب عند الله ما هو خير من هذه الامور - 00:55:54ضَ

فاطلبوا ما عند الله الذي يبقى ولا ولا ينقطع ولا تنشغلوا بالمتاع القليل الزائل بخير من ذلكم للذين اتقوا للذين اتقوا خاصة للذين اتقوا اما الكفار فليس لهم نصيب من هذه من هذا المآب الحسن - 00:56:19ضَ

الذين اتقوا عند ربهم عند ربهم لهم عند ربهم جنات جمع جنة جنات ما هي جنة واحدة جنات كثيرة لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى ايها الجنات وهالمزرعة اللي انت - 00:56:48ضَ

اشغلك في الدنيا جنات انت تبي زرع تبي غراس تبي اشجار تبي فواكه الله عنده جنات فاطلب الجنات التي عند الله جنات تجري من تحتها الانهار. هي جنات منظرها يأخذ - 00:57:08ضَ

العقول وايضا تحت تجري تحتها الانهار المتعددة التي ذكر الله منها انهار مما غير اس وانهار من لبن لم يتغير طعمه وانهار من خمر لذة للشاربين وانهار من عسل مصفى - 00:57:30ضَ

ولهم فيها من كل الثمرات هذا في الجنة وهو دائم ومستمر. اما ما في الدنيا فهو منقطع وهالك قارن بين هذا وهذا تجري من تحتها الانهار وازواج مطهرة ان تعجبك النساء في الدنيا - 00:57:57ضَ

وهن على ما فيهن من الاخلاق التي قد تكون ذميمة او من الاوساخ والاشياء المكروهة الله عنده نسا احسن منهن وازواجهم مطهرة طهرة مما يعتري نساء الدنيا من الحيض والنفاس والبول والغائط وغير ذلك - 00:58:21ضَ

ازواج مطهرة مطهرات في اخلاقهن ومطهرات من النجاسات. والقاذورات فاذا كنت تحب النساء تطلب هذه هذه الازواج في الجنة لا تقتصر على نساء الدنيا ما هو بيقول لك اترك نساء الدنيا - 00:58:51ضَ

يقول لك لا تقتصر عليها وتنسى نساء الجنة وازواج مطهرة اعظم من ذلك كله ورضوان من الله رضوان من الله يحل رضوانه على اهل الجنة فلا يسخط عليهم ابدا ورضوان من الله - 00:59:17ضَ

والله جل وعلا يقول في الاية الاخرى ورضوان من الله اكبر اكبر مما في الجنة كلنا يحل عليهم رضاه فلا يسخط عليهم ابدا والله بصير بالعباد الله جل وعلا بصير بمن يستحق - 00:59:42ضَ

هذه الجنات ومن لا يستحقها الله لا يعطيها كل احد وانما يعطيها بمن يعلم انه يستحقها والله بصير بالعباد. وايضا الله بصير باعمال. باعمال العباد الله بصير باعمالهم فان كانت - 01:00:05ضَ

اعمالهم تؤهلهم لدخول هذه الجنات فان الله جل وعلا يرزقهم هذه الجنة. وان كانت اعمالهم لا تؤهلهم فلن ينالوها او ليس لهم اعمال فلن ينالوها ابدا. اما ملاذ الدنيا النساء والبنين - 01:00:34ضَ

والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخير المسومة والانعام والحرق هذه ينالها المسلم والكافر ينالها المسلم والكاذب اما هذه الجنات وما فيها فلا ينالها الا اهل الايمان الا اهل الايمان واما الكفار فانها حرام عليهم. انه من يشرك بالله - 01:01:01ضَ

فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار هذا ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يصلح اعمالنا واقوالنا وان يثبتنا واياكم على ديننا الى يوم نلقاه وان يكفينا شر اعدائنا من الكفار والمنافقين وان يصلح لنا - 01:01:34ضَ

والعمل ويثبتنا على ذلك الى يوم نلقاه اللهم انصر دينك وكتابك. امين. وسنة نبيك. وعبادك المؤمنين. امين. اللهم دمر اعدائك اعداء الدين من اليهود والنصارى وسائر الكفرة ومن اعانهم من المنافقين والمرتدين اللهم شتت شملهم - 01:02:03ضَ

وخالف بين كلمتهم واجعل بأسهم بينهم واجعل كيدهم في نحورهم. امين. واكفنا شرورهم. انك على كل شيء قدير. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد على اله واصحابه اجمعين - 01:02:30ضَ

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين شكرا لكم سماحة الشيخ بارك الله فيكم ونفع بعلمكم وجزاكم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء - 01:02:52ضَ

اما اول سؤال هذه الليلة يقول السائل بماذا توصون الشباب في هذا الزمن الذي كثر فيه الفتن نوصيهم بتقوى الله سبحانه وتعالى ونوصيهم بطلب العلم نوصيهم بطلب العلم لا سيما عند اشتداد الفتن - 01:03:18ضَ

فانه لا ينجي من هذه الفتن الا العلم النافع مع العمل الصالح العلم النافع مع - 01:03:42ضَ