قصص الأنبياء - الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد

(20) شعيب عليه السلام | الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد

عبدالقادر شيبة الحمد

الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى. اما بعد ايها المستمعون الكرام نتحدث اليكم عن شعيب نبي الله ورسوله الموصوف بانه خطيب الانبياء عليهم الصلاة والسلام واكثر اهل العلم ينسبونه الى ابراهيم خليل الرحمن عليهما الصلاة والسلام. وبعضهم يذكر انه من العرب العاربة - 00:00:00ضَ

قد بعثه الله عز وجل بعثه الله عز وجل الى قومه مديا. وكانوا يسكنون الارض المعروفة باسمهم قرب معان. من اطراف الشام. مما يلي ارض الحجاز قريبا من بحيرة قوم لوط المعروفة باسم البحر الميت. على طريق يسلكه العرب في اسفارهم الى الشام كما كانوا على - 00:00:24ضَ

فريق يسلكه المسافرون بين مصر والشام والشام والحجاز. بالقرب من خليج العقبة. والظاهر انهم كانوا بعد هلاك قوم لوط بزمان غير بعيد كما ان ارضهم غير بعيدة من قرى قوم لوط عليه السلام. وكان اهل مدينة كفارا - 00:00:44ضَ

كان اهل مدينة كفارا يقطعون السبيل ويخيفون المارة ويعبدون مع الله الهة اخرى منها الايكة. وهي شجرة او غيضة تنبت السدر والاراك كما كانوا من اسوأ الناس معاملة وتعديا على الاموال. يطففون في المكيال والميزان - 00:01:02ضَ

ويبخسون الناس اشياءهم ويفسدون في الارض من بعد اصلاحها ويسلكون كل سبيل معوجة وينحرفون عن الصراط المستقيم. وقد سماهم الله عز وجل مدينة باسم قبيلتهم كما وصفهم بانهم اصحاب الايكة - 00:01:21ضَ

سماهم الله عز وجل مدين باسم قبيلتهم كما وصفهم بانهم اصحاب الايكة وقد توهم بعض الناس توهم بعض الناس. فزعم ان شعيبا ارسل الى امتين. هما مدين واصحاب الايكة. وهذا قول مردود - 00:01:38ضَ

وفهم غير سديد وانما مديا هم اصحاب الايكة. وانما قال الله عز وجل والى مدين اخاهم شعيبا. وقال في اصحاب الايكة اذ قال لهم شعيب ولم اخوه لانه لما ذكر مدين وشعيب في نسبها لما ذكر مدين وشعيب في نسبها قال اخوهم - 00:01:57ضَ

ولكنه لما ذكر اصحاب الايكة وشعيب غير مشترك معهم في ايكتهم قال اذ قال لهم شعيب ولم يقل اخوهم وهم هم وجملة الاوصاف التي وصف الله بها عز وجل مدين. هي جملة الاوصاف التي وصف الله بها عز وجل اصحاب الايكة - 00:02:17ضَ

قد بعث الله عز وجل الى مدين اصحاب الايكة شعيبا عليه السلام وهو من اهل بيت هم اعز بيوت مدين فدعاهم الى اخلاص العبادة لله وحده ونبذ عبادة ما سواه - 00:02:36ضَ

ونبذ عبادة ما سواه جل وعلا. وامرهم ان يوفوا الكيل والميزان. والا يبخسوا الناس اشياءهم. وان يتركوا الافساد في الارض والا يقطعوا الطريق وان يستغنوا بالحلال من رزق الله عن الحرام. وان يتركوا الظلم ويلتزموا بالعدل في معاملاتهم - 00:02:51ضَ

وان ما عند الله خير وابقى للمؤمنين. وبين لهم انه لا يسألهم على تبليغ الرسالة اجرا. ولا يسألهم عن نصيحته لهم عوض وانه يخاف عليهم ان كذبوه ان يحل بهم ما حل بالمكذبين بالرسل من العذاب. وتهددهم ان شاقوه ان يصيبهم - 00:03:11ضَ

مثل ما اصاب قوم نوح او قوم هود او قوم صالح وذكرهم بما اصاب قوم لوط. لما كذبوا لوطا عليه السلام وهم غير بعيدين عنهم يعلمون ما حل بهم وقد ساق القرآن قصة مدين بعد قصة قوم لوط مباشرة في سورة الاعراف ساق - 00:03:31ضَ

القرآن قصة مدين بعد قصة قوم لوط مباشرة في سورة الاعراف وفي سورة هود وفي سورة الحجر وفي سورة الشعراء كما ذكرهم شعيب عليه السلام كما ذكرهم شعيب عليه السلام بنعمة الله عليهم في انفسهم وبلادهم وكيف كانوا - 00:03:51ضَ

فكثرهم الله فما كان جواب قومه الا ان سخروا منه. واستهزأوا به وبصلاته. وقالوا له انت من المسحرين. ما انت الا بشر مثلنا تماما كما قال الكفار لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ولاخوانه الانبياء من الانبياء من قبله - 00:04:11ضَ

وقالوا يا شعيب اصلاتك تأمرك ان ندع عبادة الاوثان والاصنام التي عبدها اباؤنا من قبل مجيئك لنا ودعوتك ايانا؟ وهل صلاتك تقيد؟ هل صلاتك تقيد حريتنا في التصرف في اموالنا كيف نشاء من نهب او سلب او غصب - 00:04:30ضَ

اوربا او رشوة او تطفيف الكيل والميزان. كنا قبل دعوتك نظنك حليم الرشيدا. كنا قبل دعوتك نظنك حليما رشيدا. وجهلوا ان رسل الله صلى الله عليه وسلم جاهل ان رسل الله صلى الله عليه وسلم قد اتفقت دعوتهم على انه يجب صيانة النفس والمال والعرض - 00:04:48ضَ

والعقل مع صيانة الدين. وانه لا يحل لاحد ان يأخذ من مال غيره شيئا من غير طريق مشروع. كما جهل هؤلاء ان طيب المطعم او وخبثه له اثر خطير على سلوك الانسان. استقامة او انحرافا. قد اجابهم شعيب عليه السلام بان الله تفضل عليه - 00:05:13ضَ

وهداه الى هذا الدين الذي يسلك بهم سبل السلام ويهديهم الى الصراط المستقيم. والسعيد من سارع الى اتباعه بما يرسمه وهذا رزق حسن. تفضل الله به علي وانا اول المؤمنين الملتزمين بهذا الدين. ولا اخالفكم الى ما انهاكم عنه - 00:05:33ضَ

ولا اريد لكم الا الخير ان اريد الا الاصلاح ما استطعت. وما توفيقي الا بالله. عليه توكلت واليه انيب وبعد هذا البيان الواضح بعد هذا البيان الواضح والدعوة المشرقة من شعيب عليه السلام قالوا له يا شعيب بعد هذا البيان الواضح - 00:05:53ضَ

والدعوة المشرقة من شعيب عليه السلام قالوا له يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول ولا ندري حكمة هذه الاوامر والنواهي التي جئت بها وانت رجل ضعيف نستطيع القضاء عليك الا اننا من اجل رهطك وعشيرتك تركناك ولم نرجمك ولن ترى منا بعد - 00:06:13ضَ

اليوم كرامة ولا اعزازا. فقال لهم شعيب امقام رهطي اهيب في قلوبكم من الله؟ اما مقام رهط اهيب في قلوبكم من الله المحيط بكم الاخذ بنواصيكم. الذي لا يعجزه شيء ولا يفوته شيء. ومع ذلك لن تخافوه ولم تعظموه وهو رب كل - 00:06:33ضَ

شيء وسيده ومليكه. المحيط باعمالكم قد اجابه الى الله تبارك وتعالى جماعة من قومه. اجابه الى الله تبارك وتعالى طاعة من قومه فاغاظ ذلك الكافرين وهددوا شعيبا والمؤمنين بطردهم من البلاد اذا لم يرجعوا عن هذا الدين. وحاولوا التلبيس - 00:06:53ضَ

على المؤمنين حاولوا التلبيس على المؤمنين فقالوا لهم لان اتبعت لان اتبعتم شعيبا انكم اذا لخاسرون فاجابهم شعيب والمؤمنون معه. كيف تطلبون منا ان نرجع من النور الى الظلمات؟ كيف تطلبون منا ان نرجع من النور الى الظلمات - 00:07:13ضَ

ومن الهدى الى الضلالة. قد تفضل الله علينا فهدانا الى صراطه المستقيم قد افترينا على الله كذبا. ان عدنا في ملتكم بعد اذ نجانا الله منها. وما يكون لنا ان نعود فيها. ولا حول ولا قوة الا بالله الذي يفعله - 00:07:32ضَ

يشاء ويقضي ما يريد. لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه. وسع ربنا كل شيء علما. على الله توكلنا. ربنا افتح وبين قومنا بالحق والصراط والصراط المستقيم وانت خير الفاتحين. وانصرنا عليهم وانت خير الفاتحين وسيد الحاكمين وخير - 00:07:47ضَ

الناصرين وليس في قوله تعالى عن شعيب والمؤمنين ليس في قوله تعالى عن شعيب والمؤمنين ان عدنا في ملتكم بعد اذ نجاكم الله منها ليس في قوله تعالى عن شعيب والمؤمنين ان عدنا في ملتكم بعد اذ نجانا الله منها دليل على ان شعيب - 00:08:08ضَ

اذا كان على ملتهم بل المراد بالعود هنا الصيرورة اي ان صرنا في ملتكم بعد ان صاننا الله عن الوقوع فيها. وكذلك ما حكاه الله او عن قوم شعيب في قولهم له وللمؤمنين لتعودن في ملتنا. اي لتصيرن الى ملتنا. فكلمة عادة قد تستعمل بمعنى - 00:08:30ضَ

وقد بلغ الحال بقوم شعيب ان استعجلوا عقوبة الله وطلبوا من شعيب ان يأتي بها وان يسقط عليهم كسفا من السماء كان من الصادقين فبين لهم شعيب ان عقوبتهم بيد الله وحده يأتي بها ان شاء متى شاء وانه لا تخفى عليه خافية وانه عليم - 00:08:50ضَ

باقوالكم واستهزائكم ولن تفلتوا من عقوبته. ثم تحداهم عليه السلام وقال لهم اعملوا على مكانتكم اي ابذلوا كل جهدكم وطاقتكم لمقاومة عذاب الله اذا نزل بكم. وانا عامل على طاعة الله ابذل كل جهدي في مرضاته. وسترون - 00:09:10ضَ

قريبا لمن تكون العاقبة الحميدة. سترون قريبا لمن تكون العاقبة الحميدة وانتظروا واني منتظر تندمون حيث لا ينفعكم الندم حيث لا ينفعكم الندم. ولما جاء امر الله نجى الله تعالى شعيبا والذين امنوا معه برحمة من الله - 00:09:30ضَ

وسلط الله تبارك وتعالى على سلط الله تبارك وتعالى على الكافرين من قومه العذاب. فجاءتهم رجفة وزلزلة من تحتهم وصيحة زلزلت قلوبهم وذلة امطرتهم كسفا من عذاب الله وقطع من النار. وحاق بهم - 00:09:50ضَ

ما كانوا به يستهزؤون فاصبحوا في بلادهم وديارهم جاثمين صرعى هالكين كان لم يغنوا في هذه الديار ولم فيها والحقهم الله عز وجل بالكافرين المكذبين. فبعدا لمدين كما بعد الثمود. هذا وقد ساق الله تبارك وتعالى - 00:10:10ضَ

تعالى قصة شعيب في مواضع من كتابه الكريم فذكر قصتهم في سورة الاعراف وفي سورة هود وفي سورة الشعراء وذكرها على سبيل الايجاز في سورة العنكبوت. وفي سورة الحجر والى الحلقة القادمة ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:30ضَ