قبس من العقيدة الإسلامية (61 حلقة إذاعية) - الشيخ صالح الفوزان - كبار العلماء
20 من 61|قبس من العقيدة الإسلامية|أمور أخرى تنافي التوحيد|صالح الفوزان|العقيدة|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان قبس من العقيدة الاسلامية الارشاد الى صحيح الاعتقاد والرد على اهل الشرك والالحاد. للشيخ صالح بن فوزان الفوزان - 00:00:00ضَ
ان حفظه الله الدرس العشرون. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم النبيين وعلى اله واصحابه اجمعين والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين وبعد - 00:00:20ضَ
نواصل حديثنا في مواضيع العقيدة ونخص في هذه الحلقة التحدث عن وجوب حسن الظن بالله تعالى وتحريم سوء الظن به سبحانه لان حسن الظن به من واجبات التوحيد وسوء الظن به ينافي التوحيد. وقد وصف الله المنافقين بانهم يظنون به غير الحق - 00:00:39ضَ
وقال تعالى يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الامر من شيء قل ان الامر كله لله واخبر عنهم في الاية الاخرى انهم يظنون به ظن السوء - 00:01:02ضَ
فقال تعالى ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم واعد لهم جهنم وساءت مصيرا قال الامام ابن القيم رحمه الله في الاية الاولى - 00:01:17ضَ
فسر هذا الظن بانه سبحانه لا ينصر رسوله وان امره سيظمحل وفسر بان ما اصابه لم يكن بقدر الله وحكمته ففسر بانكار الحكمة وانكار القدر وانكار ان يتم امر رسوله وان يظهره وان وان يظهره الله على الدين كله - 00:01:37ضَ
وهذا هو ظن السوء الذي ظن المنافقون والمشركون في سورة الفتح وانما كان هذا ظن السوء لانه ظن غير ما يليق به سبحانه وما يليق بحكمته وحمده ووعده الصادق فمن ظن انه يدين الباطل على الحق ادانة مستمرة يظمحل معها الحق - 00:01:59ضَ
او انكر ان يكون ما جرى بقضائه وقدره او انكر ان يكون قدره او انكر ان يكون قدره لحكمة بالغة يستحق عليها الحمد بل زعم ان ذلك لمشيئة مجردة فذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار - 00:02:23ضَ
واكثر الناس يظنون بالله ظن السوء فيما يختص بهم وفيما يفعله بغيرهم ولا يسلم من ذلك الا من عرف الله واسمائه وصفاته وموجب حكمته وحمده فليعتني اللبيب الناصح لنفسه بهذا وليتب الى الله وليستغفره من ظنه بربه ظن السوء - 00:02:43ضَ
ولو فتشت من فتشت لرأيت عنده تعنتا على القدر وملامة له وانه كان ينبغي ان يكون كذا وكذا فمستقل ومستكثر. وفتش نفسك هل انت سالم فان تنجو منها تنجو من ذي عظيمة والا فاني لا يخالك ناجيا - 00:03:05ضَ
وقال ابن القيم رحمه الله فمن ظن به انه لا ينصر رسوله ولا يتم امره ولا يؤيده ويؤيد حزبه ويعليهم ويظهرهم باعدائهم ويظهرهم. وانه لا ينصر دينه وكتابه. وانه يدير الشرك على التوحيد والباطل والباطل على - 00:03:26ضَ
الحق ادانة مستقرة يظمحل معها التوحيد والحق اظمحلالا لا يقوم بعده ابدا. فقد ظن بالله ظن السوء ونسبه الى خلاف ما يليق بجلاله وكماله وصفاته ونعوته فان حمده وعزته وحكمته والاهيته تأبى ذلك - 00:03:46ضَ
وتاب ان يذل حزبه وجنده وان تكون النصرة المستقرة والظفر الدائم لاعدائه المشركين به العادلين به فمن ظن به ذلك فما عرفه ولا عرف اسماءه ولا عرف صفاته وكماله وكذلك من انكر ان يكون ذلك بقضائه وقدره فما عرفه ولا عرف ربوبيته وملكه وعظمته - 00:04:07ضَ
وكذلك من انكر ان يكون قدر ما قدره من ذلك وغيره لحكمة بالغة وغاية محمودة يستحق عليها الحمد وان وان ذلك انما صدر عن مشيئة مجردة عن حكمة وغاية مطلوبة هي احب اليه من فواتها - 00:04:32ضَ
وان ذلك وان وان تلك الاسباب المكروهة وان تلك الاسباب المكروهة له المفضية اليها لا يخرج تقديرها عن الحكمة لافظائها الى ما يحب وان كانت مكروهة له فما فما قدرها سدى ولا شاءها عبثا ولا خلقها باطلا. ذلك ظن الذين كفروا - 00:04:51ضَ
فويل للذين كفروا من النار واكثر الناس يظنون بالله غير الحق ظن السوء فيما يختص بهم وفيما يفعله بغيرهم ولا يسلم من ذلك الا من عرف الله وعرف اسماءه وصفاته وعرف موجب حكمته وحمده - 00:05:14ضَ
فمن قنط من رحمته وايس من روحه فقد ظن به ظن السوء. ومن جوز عليه ان يعذب اولياءه مع احسانهم واخلاصهم سوي بينهم وبين اعدائه فقد ظن به ظن السوء - 00:05:32ضَ
ومن ظن انه يترك خلقه سدى معطلين عن الامر والنهي لا يرسل اليهم رسله ولا ينزل عليهم كتبه بل يتركهم هملا كالانعام فقد ظن به ظن السوء ومن ظن انه لا يجمع عبيده بعد موتهم للثواب والعقاب في دار يجازي المحسن فيها باحسانه والمسيء باساءته ويبين - 00:05:46ضَ
خلقه حقيقة ما اختلفوا فيه ويظهر ويظهر للعالمين كلهم صدقه وصدق رسله. وان اعداءه كانوا هم الكاذبين. فقد ظن به ظن السوء ومن ظن انه يضيع عليه عمله الصالح الذي عمله خالصا لوجهه على امتثال امره - 00:06:09ضَ
ويبطله عليه بلا سبب من العبد وانه يعاقبه بما لا صنع له فيه ولا اختيار له ولا قدرة ولا ارادة له في حصوله بل يعاقبه على فعله هو سبحانه به - 00:06:30ضَ
او ظن به انه يجوز عليه ان يؤيد اعداءه الكاذبين عليه بالمعجزات التي يؤيد بها انبيائه ورسله ويجريها على ايديهم ليضلوا بها عباده وانه يحسن منه كل شيء حتى تعذيب من افنى عمره في طاعته فيخلده في الجحيم في في اسفل سافلين - 00:06:44ضَ
وينعم من استنفذ عمره في عداوته وعداوة رسله ودينه ويرفعه الى اعلى الى اعلى عليين وكلا الامرين في الحسن عنده سواء ولا يعرف امتناع احدهما ووقوع الاخر الا بخبر والا فالعقل لا يقضي بقبح احدهما وحسن الاخر فقد ظن به ظن السوء - 00:07:07ضَ
ومن ظن انه اخبر عن نفسه وصفاته وافعاله بما ظاهره باطل وتشبيه وتمثيل. وترك الحق لم يخبر به. وانما رمز اليه رموزا بعيدة واشار اليه اشارات ملغزة ولم يصرح به وصرح دائما بالتشبيه والتمثيل والباطل - 00:07:30ضَ
واراد من خلقه ان يتعبوا اذهانهم وقواهم وافكارهم في تحريف كلامه عن مواضعه وتأويله على غير تأويله ويتطلب له الوجوه والاحتمالات المستكره والتأويلات التي هي بالالغاز والاحاجي اشبه او منها بالكشف والبيان - 00:07:50ضَ
واحالهم في معرفة اسمائه وصفاته على عقولهم وارائهم لا على كتابه بل اراد منهم الا يحملوا كلامه على ما من خطابهم ولغتهم مع قدرته على ان يصرح لهم بالحق الذي ينبغي التصريح به - 00:08:09ضَ
ويريحه من الالفاظ التي توقعهم في اعتقاد الباطل فلم يفعل بل سلك بهم خلاف طريق الهدى والبيان فقد ظن به ظن السوء. فانه ان قال انه غير قادر على التعبير عن الحق باللفظ الصريح الذي - 00:08:27ضَ
عبر به هو وسلفه فقد ظن بقدرته العجز وان قال انه قادر ولم يبين وعدل عن البيان وعن التصريح بالحق الى ما يوهم بل يوقع في الباطل المحال والاعتقاد الفاسد - 00:08:41ضَ
فقد ظن بحكمته ورحمته ظن السوء ومن ظن انه هو وسلفه عبروا عن الحق بصريحه دون الله ورسوله وان الهدى والحق في كلامهم. واما كلام الله فانما يؤخذ من ظاهره التشبيه والتمثيل والضلال - 00:08:56ضَ
وظاهر كلام المتهوكين والحيارة هو الهدى والحق فهذا من اسوء الظن وكل هؤلاء من الكاذبين بالله الظانين به ظن السوء والظانين به غير الحق ظن الجاهلية انتهى كلامه رحمه الله - 00:09:14ضَ
هذا ما اتسع الوقت لنقله منه ومن اراد تمام ذلك فليرجع الى مكانه في كتاب زاد المعاد. والله الموفق للحق والهدى وهو المستعان والى اللقاء القادم باذن الله. وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه - 00:09:31ضَ