التعليق على تقريب التدمرية

21 التعليق على تقريب التدمرية 18 ربيع آخر 1443هـ

سامي بن محمد الصقير

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدي ولمشايخه ولجميع المسلمين قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في تقريب التدميرية. فان قال قائل افلا يصح على هذا التقرير ان يحتج بالقدر من خالف - 00:00:00ضَ

في الشرق الجواب ان الاحتجاج بالقدر على مخالفة الشرع لا يصح. كما دل على ذلك الكتاب والسنة والنظر. اما الكتاب فمن ادلته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله. وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه - 00:00:24ضَ

اه ما بعد تقدم الكلام عن الاصل الثاني في القدر والشر ثم دخل المؤلف رحمه الله قال فان قال قائل افلا يصح على هذا التقرير يعني السابق ان يحتج يعني محتج بالقدر على ان يحتج بالقدر من خالف الشرع يعني من خالف من خالف امر الله فيفعل المعاصي - 00:00:41ضَ

ويقول هذه المعاصي قد قدرها الله علي بمعنى انه يترك الواجبات ويفعل المحرمات ويقول هذا بقدر الله. قد قدره الله تعالى علي قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سلام ويحتج بالقدر على مخالفة امر الشرع - 00:01:02ضَ

المؤلف راح يقول لك قال الجواب ان هذا الاحتجاج لا يصح لامور. نعم قال رحمه الله تعالى اما الكتاب فمن ادلته قوله تعالى سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركن ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء - 00:01:25ضَ

فابطل الله حجته من هذه بقوله كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا. ومنها قوله رسلا مبشرين ومنذرين لأن لا ليكون للناس على الله حجة بعد الرسل. فبين الله تعالى ان الحجة قامت على الناس بارسال الرسل. ولا حجة لهم على الله بعد ذلك. ولو - 00:01:40ضَ

وكان القدر حجة ما انتفت ما انتفت بارسال الرسل واما السنة فمن ادلتها ما ثبت في الصحيحين عن علي الاية الكريمة رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة - 00:02:00ضَ

بعد الرسل بحيث يقول لم ترسل لنا رسول. ما جاءنا من بشير ولا نذير. فقد جاءكم بشير ونذير والله على كل شيء قدير. اذا لا يصح لان الله عز وجل - 00:02:15ضَ

اه اقام الحجة على العباد. بين لهم طرق الخير وبين لهم طرق الشر. فالانسان بنفسه هو الذي سلك هذا الطريق مخالف للشرع. نعم قال رحمه الله تعالى واما السنة فمن ادلتها ما ثبت في الصحيحين عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:02:29ضَ

ما منكم من احد الا وقد كتب مقعده من النار. ومقعده من الجنة. قالوا يا رسول الله افلا نتكل على كتابنا وندع العمل قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له - 00:02:52ضَ

اما من كان من اهل السعادة فيسر لعمل اهل السعادة. واما من كان من اهل الشقاوة فييسر لعمل اهل الشقاوة. ثم قرأ فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى. طيب الحديث يقول ما منكم من احد الا - 00:03:05ضَ

وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة. قد كتب كتبه الله تعالى حينما قبل خلق السماوات والارض حينما خلق الله تعالى القلم قال اكتب قال ربي وما اكتب قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة - 00:03:25ضَ

انفجر القلم بما هو كائن الى يوم القيامة فاذا قال قائل اذا اذا كان مقعد الانسان في النار ومقعده في الجنة فما فائدة العمل؟ بين الرسول عليه الصلاة والسلام كي لا تتكل - 00:03:43ضَ

على هذا الكتاب لا تتكل على هذا الكتاب لانك لا تدري اكتب مقعدك من اهل النار؟ ام كتب مقعدك من اهل ماذا؟ الجنة. ولهذا قال اعملوا كل ميسر لما خلق له - 00:03:57ضَ

اما من كان من اهل السعادة وهو الذي كتب مقعده في الجنة فييسر لعمل اهل السعادة. هذا علامة ان الله كتب مقعده من الجنة واما من كان من اهل الشقاوة فييسر لعمل اهل الشقاوة ثم قرأ فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره - 00:04:12ضَ

اليسرى الايات نعم قال رحمه الله تعالى واما النظر فمن ادلته ان تارك الواجب وفاعل المحرم يقدم على ذلك باختياره. لا يشعر ان احدا اكرهه ولا يعلم ان ذلك مقدر لان القدر سر مكتوم. فلا يعلم احد ان شيئا ما قدره الله تعالى الا بعد وقوعه - 00:04:32ضَ

كيف يصح ان يحتج بحجة؟ فكيف يصح ان يحتج بحجة لا يعلمها قبل اقدامه على ما اعتذر به بها عنه؟ ولماذا لم يقدر الله ولماذا لم يقدر ان الله تعالى كتبه من اهل السعادة؟ فيعمل بعملهم دون ان يقدر ان الله كتبه من اهل الشقاوة ويعمل - 00:04:55ضَ

بعملهم ان اقحام النفس في مآثم ترك الواجب وفعل المحرم ظلم لها. وعدوان عليها. كما قال الله تعالى عن المكذبين للرسل وما ظلمناهم ولكن ظلموا انفسهم ولو ان احدا ظلم المحتج بالقدر على مخالفته ثم قال له ظلمي اياك كان بقدر الله لم يقبل منه هذه الحجة. فكيف لا - 00:05:15ضَ

سيقبل هذه الحجة بظلم غيره له. ثم يحتج بها بظلمه هو لنفسه ان هذا المحتج لو خير في السفر بين بلدين احدهما بلد امن مطمئن فيه انواع المآكل والمشارب والتنعم والثاني بلد خائف - 00:05:39ضَ

فيه انواع البؤس والشقاء لاختار السفر الى البلد الاول. ولا يمكن ان يختار الثاني محتجا بالقدر. فلماذا يختار الافضل في الدنيا ولا يختاره في مقر الاخرة ان قال قائل ما الجواب عن قوله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم اتبع ما اوحي اليك من ربك لا اله الا وهو اعرض عن المشركين - 00:05:56ضَ

ولو شاء الله ما اشركوا يقول ان تارك الواجب وفاعل المحرم يقدم على ذلك باختياره. فالانسان يفعل الواجب باختيار منه يفعل المحرم باختيار منه ويترك الواجب باختيار منه. لا يشعر ان احدا اكرهه على ذلك ولا يعلم ان - 00:06:21ضَ

مقدر بان القدر سر مكتوم. فالقدر حقيقته قدرة الله تعالى ولهذا قال ابن القيم رحمه الله فحقيقة القدر الذي حار الورى في شأنه هو قدرة الرحمن هذا قاله الامام احمد رحمه الله لما سئل عن القدر قال فحقيقة القدر الذي حار الورى في شأنه هو قدرة الرحمن واستحسن ابن عقيل - 00:06:42ضَ

اذا من احمد لما حكاه عن الرضا الرباني قال الامام شفى القلوب بلفظة ذات اختصار وهي ذات بيان. اذا القدر هو قدرة الله تعالى. نعم لا القدر من مخلوقاته لا هو قدرة الرحمن يعني باعتبار يعني ما يقدره الله هذا دليل على قدرته. نعم - 00:07:08ضَ

الرحمن وتعالى. الا فالقدر ما يقدر الله من مخلوقاته. يقدر الخير يقدر الشر يقدر كذا. هذا كله من مفعولاته سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله تعالى فاخبر ان شركهم واقع بمشيئة الله تعالى - 00:07:45ضَ

قيل له الجواب عنه ان الله تعالى اخبر ان شركهم واقع بمشيئته لتسلية لرسوله صلى الله عليه وسلم لا دفاعا عنهم. واقامة للعذر لهم بخلاف احتجاج المشركين على شركهم بمشيئة الله. فانما قصدوا به دفع اللوم عنهم. واقامة العذر على استمرارهم على - 00:08:00ضَ

ولهذا ابطل الله احتجاجهم ولم يبطل شركهم واقع بمشيئته. ولم يبطل ان شركهم واقع بمشيئته ان قال قائل ما الجواب عما ثبت في الصحيحين وغيرهما عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال احتج ادم وموسى وفي - 00:08:20ضَ

حاج ادم وموسى. فقال موسى يا ادم انت ابونا خيبتنا واخرجتنا من الجنة. فقال له ادم انت موسى استفاق الله بكلامك وخط لك التوراة بيده. اتلومني على امر قدره الله علي قبل ان يخلقني باربعين سنة. فحج - 00:08:40ضَ

ادم موسى فحج ادم موسى ثلاثا. عند احمد فحجه ادم اي غلبه في الحجة قيل له الجواب هذا الحديث احتج او حاجة ادم موسى انت ابونا خيبتنا واخرجتنا من الجنة؟ قال له قال له ادم انت موسى - 00:09:00ضَ

اصطفاك الله الى اخره اختلف العلماء رحمهم الله في الجواب عن هذا الحديث واشهرها جوابان جواب كما سيذكر المؤلف رحمه الله جواب لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وجواب لابن القيم - 00:09:20ضَ

شيخ الاسلام رحمه الله يرى ان هذا من باب الاحتجاج بالقدر على المصائب وابن القيم رحمه الله يرى ان هذا من باب الاحتجاج بالقدر بعد التوبة. يعني بعد ان يتوب الانسان لا حرج ان يحتج بالقدر - 00:09:35ضَ

على ما فعله وذكر المؤلف رحمه الله ان القولين في في كلامه لكن خلاصته ان الجواب عن هذا الحديث انه اما انه من باب الاحتجاج بالقدر على المصائب لا على المعائب - 00:09:52ضَ

والوجه الثاني انه ان هذا الاحتجاج بعد التوبة احتجاج الانسان بالقدر بعد توبته جائز لا قبل توبته. وهذا اختيار ابن القيم رحمه الله. نعم قال رحمه الله تعالى قيل له الجواب من وجهين احدهما ان احتجاج ادم بالقدر كان على المصيبة التي حصلت عليه وهي اخراجه - 00:10:12ضَ

زوجه من الجنة فان موسى عليه الصلاة والسلام لن يعتب على ادم في معصية تاب منها الى الله تعالى. فاجتباه ربه وتاب عليه وهدى فان هذا بعيد جدا ان يقع من موسى عليه الصلاة والسلام. وهو اجل قدرا من ان يلوم اباه ويعتب عليه في هذا. وانما عنا - 00:10:37ضَ

المصيبة التي حصلت لادم وبنيه. وهي الاخراج من الجنة الذي قدره الله عليه بسبب المعصية. فاحتج ادم على ذلك بالقدر من باب الاحتجاج بالقدر على المصائب لا على المعايب. نعم هذا هذا خلاصته انه من باب الاحتجاج بالقدر على المصائب لا على المعائب - 00:10:57ضَ

قال رحمه الله تعالى فوق قوله صلى الله عليه وسلم احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز. وان اصابك شيء فلا تقل لو اني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل. فيها وجهها. قل قدر الله وفيها. قدر الله. نعم - 00:11:18ضَ

قدر الله وقدر الله لكن اللفظ الاولى ان يقال قدر الله يعني هذا قدر الله يعني اي تقديره فان لو تفتح عمل الشيطان. رواه مسلم. فقد ارشد النبي صلى الله عليه وسلم الى تفويض الامر الى قدر الله بعد فعل الاسباب التي يحصل بها المطلوب - 00:11:39ضَ

ثم يتخلفوا. ونظير هذا ان يسافر شخص فيصاب بحادث في سفره. فيقال له لماذا تسافر؟ فيقول هذا امر مقدر والمقدر لا مفر منه. فانه لا يحتج هنا بالقادر على السفر. لانه يعلم انه لا مكره له. وانه لم يسافر ليصيبه الحادث - 00:12:00ضَ

انما يحتج بالقدر على المصيبة التي ارتبطت به. وهذا هو الوجه الذي اختاره الشيخ المؤلف في هذه العقيدة. يعني في العقيدة التدميرية. نعم. نعم الوجه الثاني ان الاحتجاج بالقدر على ترك الواجب او فعل المحرم بعد التوبة جائز مقبول. لان الاثر المترتب على ذلك قد زال بالتوبة. فالمح - 00:12:20ضَ

ابتلي بمعاصي من من شرب خمر وغيره من الفواحش ثم تاب منها وقيل لو قلت قد كنت تفعل كذا قال هذا امر قد قدره الله تعالى علي. فهو يحتج بالقدر على المصائب بعد التوبة منها - 00:12:41ضَ

يحتج يحتج بالقدر على ترك يحتج بالقدر على المعصية بعد التوبة منها هذا جائز لا قبل التوبة. نعم قال رحمه الله تعالى لان الاثر المترتب على ذلك قد زال بالتوبة. فانحى به فانمحى به توجه اللوم على المخالفة. فلم يبقى الا - 00:13:01ضَ

القدر الذي احتج به لا ليستمر على ترك الواجب او فعل المحظور. ولكن تفويضا الى قدر الله تعالى الذي لابد من وقوعه وقد اشار الى هذا ابن القيم رحمه الله - 00:13:20ضَ

وقد اشار الى هذا ابن القيم في شفاء العليل وقال انه لم يدفع بالقدر حقا ولا ذكره حجة له على باطل ولا محظور في الاحتجاج به واما الموضع الذي يضر الاحتجاج به ففي الحال والمستقبل بان يرتكب فعلا محرما او يترك واجبا فيلومه عليه لائم - 00:13:32ضَ

فيحتج بالقدر على اقامته عليه واصراره. فيبطل بالاحتجاج به حقا ويرتكب ويرتكب باطلا. يعني الانسان مثلا مقيم على معصية تنصحه يقول هذا قدر هذا قدر الله هذا لا يجوز. لكن لو انه تاب منها ثم قال ذلك بعد التوبة فهذا لا حرج فيه وهذا جواب ابن القيم رحمه الله. نعم - 00:13:52ضَ

قال رحمه الله تعالى كما احتج به المصرون على شركهم وعبادتهم لغير الله. فقالوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا لو شاء الرحمن ما عبدناهم فاحتجوا به مصوبين لما هم عليه. وانهم لم يندموا على فعله ولم يعزموا على تركه. ولم يقروا بفساده - 00:14:17ضَ

فهذا ضد احتجاج من تبين له خطأ نفسه وندم وعزم كل العزم على الا يعود ونكتة المسألة ان اللوم اذا ارتفع صح الاحتجاج بالقدر. واذا كان اللوم واقعا فالاحتجاج بالقدر باطل. ثم ذكر حديث علي رضي الله عنه حين طرقه - 00:14:36ضَ

النبي صلى الله عليه وسلم وفاطمة ليلا. فقال الا تصليان الحديث؟ واجاب عنه بان احتجاج علي صحيح. ولذلك لم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه يعذر فيه. فالنائم غير مفرط واحتجاج غير المفرط بالقدر صحيح - 00:14:53ضَ