Baheth

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فتفضل شيخ الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد اللهم اغفر لنا - 00:00:00ضَ

انا واشياخي ووالديه والسامعين والمسلمين اجمعين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في في العقيدة الواسطية فصل وقد دخل فيما ذكرناه من الايمان بالله الايمان بما اخبر الله به في كتابه. وتواتر عن رسوله صلى الله عليه وسلم - 00:00:20ضَ

عليه سلف الامة من انه سبحانه فوق سماواته على عرشه علي على خلقه وهو سبحانه معهم اينما كانوا يعلم ما عاملون كما جمع بين ذلك في قوله هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش - 00:00:40ضَ

يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها. وهو معكم اينما كنتم. والله بما تعملون وليس معنى قوله وهو معكم انه مختلط بالخلق فان هذا لا توجبه اللغة بل القمر اية من ايات بل القمر - 00:01:00ضَ

واية من ايات الله من اصغر مخلوقاته. وهو موضوع في السماء وهو مع المسافر وغير المسافر اينما كان. وهو سبحانه فوق عرشه فيه رقيب على خلقه مهيمن عليهم مطلع عليهم الى غير ذلك من معاني ربوبيته. وكل هذا الكلام الذي - 00:01:20ضَ

الذي ذكره الله عز وجل من انه فوق العرش وانه معنا حق على حقيقته. لا يحتاج الى تحريف ولكن يصان من الظنون الكاذبة. مثل ان يظن ان ظاهر قوله في السماء ان السماء تظله او تقله. وهذا باطل وهذا باطل باجماع اهل العلم والايمان. فان - 00:01:40ضَ

الله قد وسع كرسيه السماوات والارض وهو يمسك السماوات والارض ان تزولا. ويمسك السماء ان تقع الارض الا باذنه. ومن اياته هي ان تقوم السماء والارض بامره. فصل وقد دخل في في ذلك الايمان بانه قريب مجيب كما جمع بين ذلك في قوله - 00:02:00ضَ

واذا سألك عبادي عني فاني قريب الاية. وقوله صلى الله عليه وسلم ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته وما ذكر في الكتاب والسنة من قربه ومعيته لا ينافي ما ذكر من علوه وفوقيته. فانه سبحانه ليس - 00:02:20ضَ

كمثله شيء في جميع نعوته وهو علي في دنوه قريب في علوه. احسنتم بارك الله فيكم بعد ان فرغ شيخ الاسلام رحمه الله من سوق الادلة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الدالة على الصفات لله سبحانه وتعالى - 00:02:40ضَ

انا عقد رحمه الله فصلا في الجمع بين علو الله سبحانه وتعالى ومعيته. وقد سبق ان اورد شيخ اسلامي رحمه الله الادلة على علو الله سبحانه وتعالى من القرآن ومن السنة. واورد ايضا الادلة على معيته سبحانه وتعالى لعباده من القرآن - 00:03:00ضَ

ومن السنة وسبق الكلام عن هاتين المسألتين الجليلتين هناك. والكلام هنا انما هو عن الجمع بين علو الله سبحانه وتعالى ومعيته في هذا الفصل الاول قال فصل وقد دخل فيما ذكرناه من الايمان بالله سبق - 00:03:20ضَ

فان سبق ان اما يدخل في الايمان بالله ايمان باسمائه وصفاته. ومن ذلك الايمان بعلو الله سبحانه وتعالى معيته وسيذكرون الجمع بينهما. قال الايمان بما اخبر الله به في كتابه وتواتر عن رسوله واجمع عليه سلف الامة. من انه - 00:03:40ضَ

انه فوق سماواته على عرشه علي على خلقه. هذه ثلاث ادلة الكتاب والسنة واجماع سلف الامة. وسبق انه يدل لذلك ايضا العقل والفطرة. فهذه خمسة ادلة. قال وهو سبحانه معهم اينما كانوا. يعلم ما هم عاملون - 00:04:00ضَ

كما جمع بين ذلك اي بين العلو والمعية في قوله هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش هذا العلو سبق ان كل دليل دل على استواء الله سبحانه وتعالى على العرش فهو دليل على علوه سبحانه وتعالى. يعلم ما يلج في الارض وما - 00:04:20ضَ

منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها. وهو معكم اينما كنتم هذه المعية. والله بما تعملون بصير. فهذه الاية برهان واضح على الجمع بين العلو والمعية. العلو في قوله تعالى ثم استوى على العرش والمعية في قوله تعالى وهو معكم اينما كنتم. قال رحمه الله - 00:04:40ضَ

معنى قوله وهو معكم انه مختلط بالخلق. فان هذا لا توجبه اللغة. فكلمة مع مطلق المقارنة. ثم قد تفيد المخالطة والممازجة بالسياق. كما لو قلت الماء واللبن في الاناء الماء مخلوط مع اللبن. لكن ما لا توجب المخالطة بل هي لمطلق المقارنة. ثم قد تفيد المخالطة بقرينة السياق كالمثالي - 00:05:00ضَ

متقدم وقد لا تفيده ولذلك امثلة سيذكر شيئا منها الشيخ الاسلامي رحمه الله قال وهو كلاهما اجمع عليه سلف الامة. السلف مجمعون على ان الله تعالى بائن من خلقه غير حال فيهم. وخلاف ما فطر الله عليه - 00:05:30ضَ

سيد الخلق فالفطرة تقتضي علو الله سبحانه وتعالى كما سبق بيانه في ايات العلو. فعلو الله سبحانه وتعالى فطرة فطر الله الخلق عليها بل القمر بل للاضراب الانتقالي. انتقل شيخ الاسلام هنا الى الى ذكر شاهد يبين ان المعية لا تقتضي الحلول والمخالفات - 00:05:50ضَ

بين القمر اية من ايات الله من اصغر مخلوقاته اذا قارنته بالنجوم والافلاك وهو موضوع في السماء وهو مع المسافر وغير اينما كان. تقول ما زلنا نسير والقمر معنا. فمع هنا في قولك ما زلنا نسير والقمر معنا - 00:06:10ضَ

لم تحصد المخالطة والممازجة بينك وبين القمر. وكلاكما مخلوق. فكيف يقال هذا في حق الخالق العظيم سبحانه وتعالى؟ وهذا معلوم المعية لا توجب المخالطة. مثلا في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين. ليس ليس المعنى - 00:06:30ضَ

ان تخالطهم وتدافعهم باكتافك فان لم تفعل لم تكن ممتثلا الاية. ليس هذا المعنى. بين معنى كن صادقا كما كانوا صادقين وقرقاء الضحاك في قوله تعالى وكونوا مع الصادقين قال مع ابي بكر وعمر واصحابهما فاذا كنت على منهج - 00:06:50ضَ

هؤلاء الصادقين كنت معهم ويقال مثلا اين كتاب كذا؟ فتقول هو معي ولا يلزم ان يكون فيه يدك او قد تقولها وانت تقصد انه في بيتك مع كتبك. وتقول انا في هذه المسألة مع ابي حنيفة او مع مالك. نيساء - 00:07:10ضَ

المقصود بالمخالطة وتقول فلانة مع فلان لم يطلقها. فالمقصود انها مقترنة معه بعقد الزوجية. وان كانت في ذلك الوقت في وهو في بلد اخر قال رحمه الله وهو سبحانه فوق عرشه رقيب على خلقه مهيمن عليهم مضطر - 00:07:30ضَ

عليهم. الى غير ذلك من معاني ربوبيته. هذه هي المعية العامة لجميع الخلق. فالله سبحانه وتعالى مع خلقه بهذه المعاني انه طيب عليهم مهيمن عليهم منقدع عليهم. الى غير ذلك من معاني الربوبية فهو معهم بعلمه واحاطته وقدرته وتدميره. قال وكل هذا - 00:07:50ضَ

الكلام الذي ذكره الله عاد واكد الكلام السابق لاهميته. من انه فوق العرش وانه معنا حق على حقيقته. لا الى تحريف. فتفسيره وهو معكم اينما كنتم بانه سبحانه مع خلقه بعلمه واحاطته ونحو ذلك من معاني الربوبية. ليس - 00:08:10ضَ

صرفا لللفظ عن ظاهره. بل هذا هو ظاهر اللفظ فان مع تقتضي مطلق المقارنة. ولكن يصان عن الظنون الكاذبة. الواجب اعتقاد ما دل عليه الكتاب والسنة من العلوم والمعية. وان يصان هذا الاعتقاد من الظنون الكاذبة. مثل ان يظن ان ظاهر قوله في السماء - 00:08:30ضَ

ان السماء تظله تكون فوقه او تقله تحمله وايضا من الظنون الكاذبة ان يظن ان اثبات المعية يقتضي الحلول والاختلاط فهذا من الظنون الكاذبة. وقد نبه على ذلك من قبل. وهذا باطل باجماع اهل العلم والايمان. فان الله - 00:08:50ضَ

قد وسع كرسي السماوات والارض. فكيف يظن ان السماء تظله او تقله؟ وهو يمسك السماوات والارض ان تزول. ويمسك السماء ان تقع على الارض الا ومن اياته ان تقوم السماء والارض بامره فالذي يمسك السماوات والارض ان تزولا. يمسك السماء ان تقع على الارض الا باذنه. ومن اياته ان تقوم السماء والارض بامره - 00:09:10ضَ

لا يظن ابدا فيه هذا ظن الكاذب ان في السماء تظله وتقله فهو الغني سبحانه لا يفتقر الى شيء من خلقه فالحاصل انه لا منافاة بين العلو والمعية في الواقع. فقد يجتمعان في شيء واحد. لذلك تقول ما زلنا نسير والقمر معنا. مع ان مع ان - 00:09:30ضَ

في السماء مع ان القمر في السماء ولو فرض ان بينهما منافاة في حق المخلوق لم يلزم ان يكون بينهما افات في حق الخالق سبحانه وتعالى انه سبحانه ليس كمثله شيء. ثم عقد رحمه الله فصلا اخر فقال فصل وقد دخل في ذلك ايمان - 00:09:50ضَ

وقد دخل في ذلك اي في الايمان بالله. الايمان بانه قريب مجيب. وقد تقدم الاسم وقد تقدم الكلام عن اسم الله القريب وصفة القرب وعن اجابته سبحانه عباده عند حديث ان الذي تدعونه ان الذي تدعونه اقرب الى - 00:10:10ضَ

احدكم من عنق راحلته. كما جمع بين ذلك اي بين القرب والاجابة في قوله واذا سألك عبادي عني فاني قريب وقد جاء تفسير القرب في قوله اجيب دعوة الداع اذا دعان. فهو قريب يجيب الداعين. الاية. وقوله صلى الله عليه وسلم ان الذي - 00:10:30ضَ

كونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته. قال وما ذكر في الكتاب والسنة من قربه ومعيته لا ينافي ما ذكر من فانه سبحانه ليس كمثله شيء في جميع نعوته. اي في جميع صفاته. فالله سبحانه وتعالى لا يشبهه شيء من خلقه - 00:10:50ضَ

كما انه ليس كمثله شيء في في ذاته فكما انه ليس كمثله شيء في ذاته فكذلك ليس كمثله شيء في صفاته القول في الصفات كالقول في الذات. قال وهو علي في دنوه قريب في علوه. ولا اشكال في الجمع بين علوه وقربه. لانه - 00:11:10ضَ

اوليس كمثله شيء فهو سبحانه قد جمع فيما وصف به نفسه بين العلو والقرب. وعلى العبد ان يؤمن ويسلم بما اخبر به الله سبحانه وتعالى. ومن استشكل شيئا من ذلك فليعد بقلبه الى قوله تعالى ليس كمثله شيء. فانه يزول عنه الاشكال بذلك - 00:11:30ضَ

قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله في سلم الوصول وذكره للقرب والمعية لم ينفي للعلوم فوقية فانه العلي في دنوه وهو القريب جل في علوه. هذا اخره والله تعالى اعلم - 00:11:50ضَ

بارك الله فيكم. سبحانك اللهم وبحمدك. اشهد ان لا اله الا انت. استغفرك واتوب اليك السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:12:10ضَ