شروح أحاديث نبوية 2

22- شرح حديث « ازهد في الدنيا يحبك الله .....» - الأستاذ الدكتور. عيسى بن محمد المسملي.

عيسى المسملي

يا راغبا في كل علم نافع. ينمو العلم ويتقدم. بتقنياته ومجالاته ومعه مطور ادواتنا في تقديم العلم الشرعي. اكاديمية زاد والسنة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه - 00:00:00ضَ

والصلاة والسلام على اشرف الانبياء وخاتم المرسلين نبينا وامامنا وقدوتنا محمد بن عبدالله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد فمرحبا بكم واهلا في هذا اللقاء المتجدد الذي نتدارس فيه - 00:00:58ضَ

حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاؤنا هذا والثاني والعشرون في المستوى الثاني اسأل الله تعالى ان يجعله لقاء مباركا وان يتقبله منا ومنكم اجمعين امين عن عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال - 00:01:22ضَ

جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله يا رسول الله دلني على عمل اذا عملته احبني الله واحبني الناس فقال عليه الصلاة والسلام ازهد في الدنيا - 00:01:51ضَ

يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك يحبك الناس ازهد فيما ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس اخرجه ابن ماجة والامام احمد وصححه الالباني رحمه الله تعالى - 00:02:23ضَ

راوي هذا الحديث سهل بن سعد الساعدي الخزرجي الانصاري رضي الله تعالى عنه وارضاه قالوا في ترجمته انه من مشاهير الصحابة انه من مشاهير الصحابة اذا كم كان عمره في عهد النبي صلى الله عليه وسلم - 00:02:57ضَ

قالوا ان النبي صلى الله عليه وسلم توفي وعمر سهل نحو من خمسة عشر عاما يعني توفي النبي عليه الصلاة والسلام وسهل رظي الله عنه وارضاه قريب من مرحلة الاحتلام او البلوغ - 00:03:28ضَ

يعني كان عمره حين توفي النبي عليه الصلاة والسلام نحو من خمسة عشر عاما يعني من فتيان الصحابة هذا الذي يقال عنه رضي الله تعالى عنه وارضاه من الصحابة لكنهم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين ترقوا في مراتب العبادة - 00:03:51ضَ

والقرب الى الله عز وجل حتى رفعهم الله تعالى واكرمهم بصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ثم بترضي الامة عنهم الى قيام الساعة قيل ان سهلا سهلا ان سهل بن سعد رضي الله عنه كان اسمه حزم - 00:04:18ضَ

الحزم تشير فيها الاشارة الى الصعوبة فسماه النبي عليه الصلاة والسلام سهلا ورد هذا في ترجمته والله تعالى اعلم وقد عمر رضي الله عنه وارضاه قيل انه توفي سنة احدى وتسعين - 00:04:42ضَ

وقيل قبلها وذكروا انه عاش نحوا من مائة سنة رضي الله تعالى عنه وارضاه هذا الحديث نقف اولا مع ثبوته هل هو ثابت عن النبي عليه الصلاة والسلام هذا الحديث مما اختلف اهل العلم فيه - 00:05:02ضَ

مما اختلف اهل العلم فيه وقال بعضهم انه صحيح وقال بعضهم انه حسن وقال بعضهم انه منكر تكاثر الاختلاف فيه وقال بعضهم اسناده لا يصح ومعناه صحيح وروي ايضا من وجه اخر عن مجاهد بن جبر - 00:05:25ضَ

عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا بوجه لا بأس به وعلى كل حال الاحاديث الدالة على الزهد النصوص من القرآن والسنة الدالة على الزهد في الدنيا وعلى التعفف عما في ايدي الناس - 00:05:58ضَ

احد نصوص كثيرة من كتاب الله تبارك وتعالى وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ازهد في الدنيا الزهد في الشيء عدم الرغبة فيه الزهد في الشيء عدم الرغبة فيه لعدم العناية به - 00:06:21ضَ

او لحقارته او لنحو ذلك ويقال شيء زهيد اذا كان قليلا الزهد الرغبة وعدم التعلق بالدنيا ومن احسن لعل من احسن ما قيل عنه وعن الورع وما ذكره شيخ الاسلام رحمه الله - 00:06:44ضَ

حيث قال الورع الورع ترك ما يضر بالاخرة اذا كان هناك شيء يضر بعبادتك يضر بتعلقك بالله يضر بسلامتك فتتركه فهذا هو الورع فما هو الزهد؟ مرتبة اعلى؟ قال الزهد ترك ما لا ينفع في الاخرة. يعني حتى ولو كان لا يضر لكن اذا لم ينفع فتركه - 00:07:09ضَ

ما ما هي النصوص الواردة في امر الدنيا او نذكر شيئا منها طرفا منها. يقول الله عز وجل كلا بل تحبون العاجلة وتذرون الاخرة والله عز وجل يقول يا ايها الناس - 00:07:36ضَ

ان وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور قال عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه وارضاه عن النبي عليه الصلاة والسلام انه كان ازهد الناس في الدنيا - 00:07:55ضَ

يقول وانتم ارغب الناس فيها هذا مما ورد عن الدنيا وجاء عن النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم انه قال ما مثلي ومثل الدنيا الا كراكب راكب يعني مسافر - 00:08:19ضَ

استظل تحت ظل شجرة ثم راح وتركها يعني مرور مر بها مرورا عابرا وهمه ان يقطع السفر مجرد استراحة يسيرة ثم راح وتركها وقال عليه الصلاة والسلام لعبد الله ابن عمر كما مر معنا - 00:08:47ضَ

في درس سابق كن في الدنيا كانك غريب او عابر سبيل الغريب ما وجه الوصية ما وجه وصية النبي عليه الصلاة والسلام ان يكون في الدنيا كأنه غريب او كأنه عابر سبيل - 00:09:11ضَ

ذلك ما سيكون الحديث عنه بعد فاصل قصير. نعود اليكم بعده باذن الله تعالى امانة عظيمة ومسؤولية كبيرة. انها تربية الاهل والاولاد. قال تعالى الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا. قال علي ابن ابي طالب - 00:09:34ضَ

ادبوهم وعلموهم فنعلمهم العقيدة الصحيحة. قال تعالى ان الشرك لظلم عظيم. وقال صلى الله عليه وسلم لابن عباس يا غلام اني اعلمك كلمات احفظ الله يحفظك ونعلمهم حب النبي صلى الله عليه وسلم. وحب اصحابه. فقد كان السلف يعلمون اولادهم حب ابي بكر وعمر - 00:10:14ضَ

كما يعلمون السورة من القرآن ونعلمهم الصلاة قال صلى الله عليه وسلم مروا اولادكم بالصلاة وهم ابناء سبع سنين. واضربوهم عليها وهم ابناء عاشر. ونعلمهم مكارم الاخلاق ومحاسن الاهل اداب - 00:10:54ضَ

قال صلى الله عليه وسلم لعمر بن ابي سلمة يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك ونعلمهم شيئا من القرآن بانفسنا. او نلحقهم بحلقات التحفيظ ونعلمهم الحلال والحرام بالتدريج - 00:11:14ضَ

ونعلمهم لغة القرآن قبل ان نعلمهم اللغات الاخرى قال نافع كان ابن عمر يضرب ولده على اللحن فاحرص على تعليم اهلك. واعلم ان غذاء الروح اهم من غذاء البدن قال صلى الله عليه وسلم والرجل راع على اهل بيته وهو مسئول عنهم - 00:11:36ضَ

مرحبا بكم مرة اخرى. مع هذا الحديث العظيم وقد وقفنا عند اشارة النبي صلى الله عليه وسلم ووصيته لعبدالله ابن عمر كن في الدنيا كأنك غريب. ما وجه ذلك الغريب - 00:12:03ضَ

الذي ليس في بلده همه ان ينتهي من مهمته ويرجع الى بلده هذا الغريب وكذلك عابر السبيل المسافر الذي يريد ان يقطع مسافات السفر مسافة السفر ثم وقف في مكان محطة او - 00:12:31ضَ

مركز ليتزود منه زادا قليلا ثم همه ان يقطع السفر لا يتعلق بذلك المكان ولا ينوي ان يبني فيه ولا يفكر تفكيرات كثيرة ان يؤسس فيه همه فقط ان يتزود منه الى بغيته كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل - 00:12:52ضَ

اين هذا؟ اين هذه الوصية العظيمة الجليلة؟ ممن يتشبث بالدنيا ويتعلق بها وينسى الاخرة. وينسى ما عند الله عز وجل ازهد في الدنيا نعم قال الله عز وجل عن طائفة تعلقت بالدنيا - 00:13:18ضَ

ذكر الله طائفتين مثالا لطائفتين رأوا طائفتين كل منهم رأى زخرفا من زخرف الدنيا. في قصة قارون قال الله عز وجل فخرج على قومه في زينته زينة لافتة للنظر قارون كان يعني اوتي ان ان قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم - 00:13:42ضَ

نعم والله تعالى يقول واتيناه من الكنوز ما ان مفاتحه الكنوز المفاتح مفاتيح الكنوز لتنوء بالعصبة اولي القوة عصبة من الرجال اقوياء ينوءون بحمل المفاتيح فما بالك بالكنوز! فلما خرج - 00:14:07ضَ

ماذا قال الناس؟ قال فخرج قال سبحانه فخرج على قومه في في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما اوتي قارون انه لذو حظ عظيم. وقال الذين اوتوا العلم اوتوا العلم - 00:14:27ضَ

فعرفوا حقيقة الدنيا اوتوا العلم فعرفوا مقدار الدنيا بالنسبة للدار الخالدة للخلود. اوتوا العلم فعرفوا البصيرة واتاهم الله البصيرة وقال الذين اوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن امن وعمل صالحا ولا يلقاها - 00:14:48ضَ

الا الصابرون الخاتمة كيف كانت خسفنا به وبداره الارض فادرك حينها اولئك القوم ادركوا الوهم الذي كانوا فيه وهكذا مصير مصير اهل الدنيا على اختلاف وتنوع احوالهم ومصيرهم. لكن الجميع سوف ينتهي - 00:15:10ضَ

الجميع لابد ان ينقطع من الدنيا فلا يخلد فيها احد ابدا من من من عدم الزهد والتعلق بالدنيا الفرح بالدنيا الفرح بها. قال الله عز وجل وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الاخرة - 00:15:37ضَ

الا متاع والله تعالى يقول قل متاع الدنيا قليل والاخرة والاخرة خير لمن اتقى في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه واله وسلم مر بالسوق والناس كنفيه فمر بجدي اسك - 00:16:01ضَ

الجدي الصغير من الماعز اشك يعني معيب فيه عيب في اذنيه. اذناه صغيرتان عيب يعتبر عندهم وميت بجدي اسك ميت فتناوله انظروا الى هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعليم والارشاد - 00:16:23ضَ

اشارة الى هذه الى الى هذا الجدي الميت. فتناوله فاخذ باذنه. فقال اي يحب ان يكون ايكم يحب ان هذا له بدرهم بدرهم فقالوا ما نحب ان لا انه لنا بشيء - 00:16:44ضَ

وما نصنع به اشك وميت قال اتحبون انه لكم؟ قالوا والله يا رسول الله لو كان حيا كان عيبا فيه فكيف وهو ميت فقال عليه الصلاة والسلام انظروا بعد هذه المثل وهذه القصة - 00:17:04ضَ

وهذي وهذي الحادثة وهذا المثل الذي بينه النبي عليه الصلاة والسلام والله هو عليه الصلاة والسلام اصدق الناس لا يحتاج ان يحلف والله لا الدنيا اهون على الله من هذا عليكم - 00:17:24ضَ

ما هي قيمة الدنيا عند الله عز وجل ويقول عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم ما الدنيا في الاخرة الا كما يجعل احدكم اصبعه في اليم. يم البحر اذا وضع الاصبع في اليم - 00:17:45ضَ

فلينظر بما ترجع هذا مثل الدنيا بالنسبة للاخرة. لا شيء لان الانسان اذا اذا دخل باسمه كله بل اذا دخل بالسفينة بل اذا دخل البحر بالسفينة العظمى ماذا ينقص من البعض - 00:17:59ضَ

وماذا يؤثر فيه؟ انظروا الى هذا المثال لو وضع اصبعه بما يرجع هذا هذا مقارنة الدنيا بالنسبة للاخرة نعم كيف كيف يكون الزهد في الدنيا هل يكون الزهد في الدنيا - 00:18:15ضَ

بتركها بالكلية ويكون الانسان عالة على الناس لا الزهد في الدنيا الا يتعلق قلبه بها الزهد في الدنيا الا يطمئن اليها ويتشبث بها. بل يكون القلب متعلقا بما عند الله - 00:18:36ضَ

امام الزاهدين هو المصطفى عليه الصلاة والسلام كان كما مر بنا وهو يتحدث عن الدنيا وهو اكرم الخلق عليه الصلاة والسلام ومع ذلك لم يكن يتعلق بالدنيا. كان يعمل بالاسباب عليه الصلاة والسلام - 00:19:05ضَ

وهكذا فيأخذ المؤمن بالاسباب لكن لا يتعلق قلبه الا بخالق الارض والسماوات. قال ابو مسلم الخولاني ليس الزهادة في الدنيا الحلال ولا اضاعة المال انما الزهادة في الدنيا ان تكون بما في يد الله اوثق مما في يديك. لا يكون المال الذي عندك. والشيء الذي عندك تحرص عليه حرصا - 00:19:24ضَ

يصل الى درجة الشح. ثم يكون اطمئنانك اليه الى ما في حسابك وما في جيبك. اكثر مما عند الله. لا. يقول تكون بما عند الله اوثق مما في يديك واذا اصبت بمصيبة كنت اشد رجاء لاجرها وذخرها من اياها لو بقيت لك - 00:19:55ضَ

نعم من حقق اليقين وثق بالله في اموره كلها. ورضي بتدبيره وانقطع عن التعلق بالمخلوقين رجاء او خوفا ان يصبح الانسان من اقوى ما يكون قلبه قلبه يصبح من اقوى ما يكون في امور القضاء والقدر - 00:20:16ضَ

وامور اليقين بالله عز وجل وامور التعلق بالاخرة لا يكون قلبه ذليلا لاحد ولا متعلقا باحد. ولا متعلقا الا بالله عز وجل قال ابن مسعود رضي الله عنه اليقين الا ترضي الناس بسخط الله - 00:20:39ضَ

ولا تحمد احدا على رزق الله ولا تلم احدا على ما لم يؤتك الله فان الرزق لا يسوقه حرص حريص ولا يرده كراهة كاره الى اخر ما قال رحمه الله تعالى - 00:20:59ضَ

ولذلك اذا حقق الانسان اليقين في قلبه بالنسبة الى ما يرى من امور الدنيا واصبح متعلقا بما عند الله ثم اي شيء في دنياه لا يعينه على اخرته يزهد فيه - 00:21:19ضَ

هذا هذا ضابط الزهد اي ان ان يترك الانسان ما لا ينفعه في الاخرة. ومن ذلك مثلا ذكروا مثلا محبة الانسان لمدح الناس وكراهته لذمهم هل ذلك اذا كان ذلك - 00:21:40ضَ

يضر باخرته فنعم اما اذا كان لا يظر باخرته فلا يبالي به نتوقف في فاصل قصير نعود اليكم بعده باذن الله تعالى لا يكاد يوم يمر الا ويعرض لنا امر نحتار في حكمه الشرعي - 00:21:57ضَ

فكيف نتصرف؟ الحل ان نستفتي العلماء قال تعالى وثم اداب ينبغي ان يتحلى بها المستفتي اداب في نفسه واداب مع العالم. واداب في طريقة السؤال فيستفتي اهل الذكر المتبعين للأدلة - 00:22:28ضَ

ويتجنب من يفتون بالجهل او الهوى قال صلى الله عليه وسلم ان من اخوف ما اخاف على امتي الائمة المضلين ويعرض السؤال على حقيقته دون كذب او كتمان وليعلم ان تدليسه لا يحل له الحرام - 00:22:57ضَ

انما يفتيه المفتي على حسب ما يسمع ويوقر مفتيه قال صلى الله عليه وسلم ان من اجلال الله اكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه ويتحين الوقت والحالة المناسبة للسؤال - 00:23:18ضَ

ولا يقاطع الشيخ ولا يلح عليه اذا اعتذر عن الاجابة ولا يضيع وقته بما لا علاقة له بالسؤال ويترك السؤال عما لا يعنيه قال صلى الله عليه وسلم من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه - 00:23:38ضَ

ويتقبل الحكم الشرعي ولو لم يكن على هواه قال تعالى ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا من ما قضيت ويسلم تسليما مرحبا بكم مرة اخرى مع حديث الزهد والزاهدين قال بعض من سلف - 00:23:58ضَ

اختلفوا علينا في الزهد منهم من قال الزهد في ترك لقاء الناس يعني ترك فضول اللقاء مع الناس وقضاء الساعات الطويلة معهم ومنهم من قال في ترك الشهوات ومنهم من قال في ترك الشبع - 00:24:47ضَ

المطعومات والمشروبات قال وكلامهم قريب بعضه من بعض قال وانا اذهب الى ان الزهد في ترك ما يشغلك عن الله نعم الزهد في ترك ما يشغلك عن الله فضابطه ما تقدم انفا - 00:25:09ضَ

ترك ما لا ينفع الاخرة. ولذلك مثلا النوم النوم مثلا امر جبلي طبع عليه الانسان. كان الصحابة الكرام كما جاء عن معاذ رضي الله عنه يقول اني لاحتسب نومتي كما - 00:25:30ضَ

نحتسب قومتي اذا نام ينام ليرتاح من اجل ان ان يكون قادرا على القيام يتزود ويتنشط لذلك. فهو يقول انا لا وانا انام لا اندم على نومي. لانني احتسب فيه ان ان - 00:25:46ضَ

الله لانني اريد ان ان اتقوى حتى اقوم الليل حتى ولذلك المباحات تصير بالنيات الصالحات طاعات وقربات نعم ولذلك الزهد في الدنيا والذم للدنيا ليس مطلقا لذلك قال بعض اهل العلم هل الزهد هل الذم للدنيا هل هو للزمان الذي نعيش فيه في الدنيا - 00:26:04ضَ

ام الزهد في ام الذم للدنيا هو المكان الذي الذي نحن فيه الارض والجبال هذي كلها من ايات الله. اذا كيف ما هو الذم للدنيا الذم المتجه للدنيا هو الذم هو الذم - 00:26:32ضَ

الذم المتجه للدنيا هو الذم لافعال المكلفين الذين امروا بطاعة الله فيغفلون عنها فيغفون عن طاعة الله ويتعلقون بدار الغرور ويتعلقون بالشهوات ويتعلقون بامور الدنيا فيضر باخرتهم فالذم الى هذا. اما زمان الدنيا او مكانها - 00:26:51ضَ

بل الدنيا للصالحين سبب لنيل الخير. انما الدنيا الى الجنة والنار طريق. والليالي متجر الانسان. والايام سوق. فمن هنيئا لمن اكتسب في الدنيا الحسنات والقربات والتقرب الى رب الارض والسماوات نعم - 00:27:16ضَ

ازهد في الدنيا يحبك الله. ولذلك اذا اصبح المؤمن بهذه الحقيقة بهذه العقيدة الراسخة اصبح متعلقا بالاخرة. متعلقا بما عند الله نعم قلبه حر عن عن التذلل لشهوات الدنيا والعبودية لها كما جاء. تعيس عبد الدرهم تعيس عبد - 00:27:40ضَ

دينار تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة تعس وانتكس واذا شيك فلن يصبح عبد للدنيا عبد للدرهم عبد للدينار لكن المؤمن لا يكون كذلك ابدا. انما يكون حر قلبه حر لانه متعلق بالله عز وجل تحرر عن ان يكون عبدا للشهوات - 00:28:03ضَ

ولذلك اذا كان بهذه الحال يصدق عليه ما جاء عنه، عليه الصلاة والسلام، الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر نعم النبي عليه الصلاة والسلام كما تقدم يقول ما لي وللدنيا انما مثلي ومثل الدنيا كراكب قال يعني من القيلولة وهي النوم - 00:28:25ضَ

قبيل الظهر قال ثم راح وتركها هذا هذه هي الوصية الاولى ازهد في الدنيا. طيب ما هي الدنيا؟ المقصود هنا كل ما ما كل ما يكون في الدنيا من الشهوات - 00:28:46ضَ

ومن الرغبات كل ما يكون فيها مما لا يعين على الاخرة على التقرب الى الله عز وجل اما اذا كان مثلا انسان يسعى في الدنيا ليكتسب الرزق الحلال حتى يعف نفسه ويؤدي النفقة الواجبة وهو متعلق - 00:29:02ضَ

خالق الاسباب لا بالاسباب كذلك دأب الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم وارضاهم. قال سعيد بن قال سعيد بن جبير رحمه الله متاع الغرور ما يلهيك عن طلب الاخرة. وما لم يلهك فليس بمتاع الغرور. ولكنه متاع بلاغ الى ما هو خير منه - 00:29:21ضَ

هذا هو الفقه الصحيح ليس بصحيح ان يترك الانسان الدنيا مطلقا بالكلية حتى يصير عالة على الناس. ولذلك ذكروا ان للزهاد مقامين. فمنهم من يقسو على نفسه ولا يأخذ من الشهوات الا ما لا بد منه - 00:29:47ضَ

ومنهم من يعطي نفسه حظا ليعينها على طاعة الله. و يروحها انما الدنيا ولكن ساعة وساعة كما قال النبي عليه الصلاة والسلام حبب الي من دنياكم النساء والطيب فان يعطي الانسان - 00:30:06ضَ

ما تحتاجه ما يحتاجه الجسد مما اباح الله واحل من غير تعلق ولا غلو بل ليكون ذلك انشط لنفسه حتى قلبه متعلقا بالله عز وجل متقربا اليه. ولعل مما يحسن ان يذكر او يستأنس به هنا. مثال ذلك الرجل اذا - 00:30:29ضَ

اذا حضرت الصلاة ووضع له الطعام اذا صلى وهو في وهو في حالة جوع لا يطمئن في صلاته. لكن ان اخذ من ان اخذ طعامه ثم صلى كان مطمئنا. قال عليه الصلاة والسلام - 00:30:53ضَ

اذا حضر العشاء والعشاء فابدأوا بالعشاء اذا فليأخذ الانسان كما كما ورد عن طائفة من الزهاد طائفة عندهم قدرة وعندهم طاقة ويتحملون ويصبرون ذلك شأنهم. يعني لهم عند الله الاجر والثواب يتقللون من الدنيا - 00:31:09ضَ

حتى قال بعض الصحابة وبعض السلف ما اخذت من الدنيا فهو على حساب آآ على حسابك في الاخرة عجلت اولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا قال الحسن نعمة الدار كانت الدنيا للمؤمن - 00:31:29ضَ

نعمة الدار كانت الدنيا للمؤمن. وذلك انه عمل قليلا واخذ زاده منها الى الجنة. يعني مروره على الدنيا كان سببا للتزود وكان سببا لدخول الجنة الزاهدون في الدنيا يزهدون لامور - 00:31:47ضَ

منهم من يزهد من اهل العلم والزهد منهم من زهد في الدنيا لما يرى من كثرة تعب من يسعون فيها ومنهم من يزهد طلبا لراحة نفسه لا ينافس في احوالها وشؤونها - 00:32:09ضَ

قال الحسن الزهد في الدنيا يريح القلب والبدن ومنهم من الزهاد من يخاف ان ينقص حظه من الاخ من الاخرة باخذ فضول الدنيا ما زاد عن الضرورة وما زاد عن الحاجة. يخاف - 00:32:26ضَ

يريد ان يدخر ذلك لاخرته ومنهم من زهد في الدنيا وكثرة الاخذ فيها منها يخاف من طول الحساب عليها نعم يخاف من طول الحساب عليها والسؤال عنها. ومنهم من يشهد كثرة غيوب الدنيا وسرعة تقلبها وفنائها. تقلبها - 00:32:41ضَ

لاهلها ثم ايضا منهم من يزهد لما يرى من مزاحمة الاراذل عليها في طلبها قال قيل لبعضهم ما الذي زهدك في الدنيا؟ قال قلة وفاءها الدنيا تغر وكثرة جفائها وخسة شركائها يعني الذين يتنافسون فيها - 00:33:06ضَ

نعم ومنهم من كان يخاف يزهد في الدنيا يخاف ان تشغله عن الاستعداد للاخرة والتزود لها ازهد في الدنيا يحبك الله. وازهد فيما في ايدي الناس او فيما عند الناس يحبك الناس - 00:33:26ضَ

اذا اذا زاحمت اهل الدنيا على دنياهم حصل الحسد حصلت البغضاء حصلت الشحناء نافستهم على امر من امور الدنيا تحصل يحصل ذلك. فان لم تزاحمهم وتنافسهم تركت لهم دنياهم ولم شعروا بنحوك بالاطمئنان وحينئذ يحبونك - 00:33:44ضَ

وازهد فيما عند الناس يحبك يحبك الناس اذا وهذا متعلق في الاصل متعلق في الاصل بتوحيد العبد وتوكله على الله ان لا يتعلق قلبه الا بما عند الله. ما يتعلق بشيء في ايدي الناس. ابدا - 00:34:08ضَ

لا يتعلق بما عند الناس. ولذلك من مقام الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم وارضاهم ان بعضهم بايع النبي صلى الله عليه واله وسلم الا يسأل الناس شيئا فكان بعضهم وهو راكب على دابته يسقط الصوت الصوت يسقط من يده فلا - 00:34:30ضَ

احدا ولا يطلب من احد ان ينوي له الصوت استغناء عما في ايد الناس ما نتيجة هذا الحديث العظيم ان يحبك الله اذا احبك الله نادى في الملأ الاعلى نادى جبريل اني احب فلانا فاحبه فيحبه جبريل. ثم ينادي جبريل في اهل السماء ان الله يحب فلانا فاحبوه - 00:34:50ضَ

فيحبه اهل السماء ثم يوضع له القبول في الارض اسأل الله تبارك وتعالى ان يجعلني واياكم ممن يحبهم الله تعالى وممن يحبونه. واسأله تبارك وتعالى ان يجعلني واياكم اياكم ممن رظي الله عنهم ورضوا عنه الى ان القاكم في اللقاء القادم. استودعكم الله الذي لا تظيع ودائعه - 00:35:15ضَ

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته تلك العنود رؤوسها ميسورة في صرح علم الراسخ الاركاني بشرى لنا للعلم كالازهار في البستان - 00:35:42ضَ