شرح فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد (مكتمل) | الشيخ د عبدالله الغنيمان
Transcription
الى هذه الايات المذكورات في هذا الباب فيها مزيد بيان بخصوصها بمعنى كلمة الاخلاص وما من توحيد العبادة وفيها الحجة على من تعلق على الانبياء والصالحين يدعوهم ظن ذلك هو سبب نزول بعض هذه الايات. الايات الاولى قل ادعوا قل ادعوا الذين جعلتم من دونه - 00:00:00ضَ
اكثر واكثر المفسرين على انها نزلت في من يعبد المسيح امة وعجيل وقد نهى الله عن ذلك اشد اشد الناس كما في هذه الاية من التهديد والوعيد على ذلك وهذا يدل على ان دعاءهم من دون الله شرك بالله. ينافي التوحيد وينافي شهادة ان لا اله الا الله - 00:00:30ضَ
فان التوحيد الا يدعى الا الله وحده وكلمة الاخلاص نفت هذا الشرك بان دعوة غير الله تعالى وعبادة له والدعاء مخ العبادة. هم. وفي هذه الاية ان المدعو لا يملك لداعيه - 00:01:00ضَ
من مكان الى مكان ولا من صفة الى صفة ولو كان المدعو نبيا الملك وهذا يقرر بطلان دعوة كل كل ما وهذا يقرر بطل عداوة كل مدعو من دون الله - 00:01:20ضَ
كائنا من كان لان دعوته تخون داعيه الاية هي اول اية ذكرها في الباب. ويقوله جل وعلا ولرأيت الناس يدعونني ولا تحويل يعني ان هذا من باب التعجيز قل ادعو الطلب المطلوب - 00:01:40ضَ
الذي امر الله جل وعلا رسوله ان نطلب منهم ان يدعوا لهم من باب التعجيز لهم. لانهم يسألون يدعونهم منهم ان يزيلوا عنهم الضر الذي ينزل منهم او تحويله من حال الى اخرى او - 00:02:16ضَ
قنينة اخرى فانه لا يملكون ذلك. فاذا كان لا يملكون لا ازالة الظر من الاصل لازالة صفة من صفاته ولا تحويله. من مكان الى اخر. فاي فايدة لدعوة؟ يعني انكم لو دعوتموهم - 00:02:36ضَ
واجتهدتم بذلك ما حصل لكم شيء من هذا. فاي فائدة في الدعوة؟ ثم بعد هذا ينقل اولئك الذين يبتغون الى ربهم الوسيلة. يعني ان الذين تدعونهم يتسابقون ايهم اسبق عند ربه يطلب من العمل الصالح الدرجة الرفيعة عند الله - 00:02:56ضَ
اذا يدعون الله يعبدون الله فقراء الى الله. لا يملكون شيئا. فكيف تدعون من هو فقير كيف تدعون من هو يدعو مستطرا يسأل مال الملك؟ فدعوته لهذه الصفة يعني ظلال لا تزيد الداعي الا بعدا من الله جل وعلا. وقد قيل ان هذه الاية من - 00:03:26ضَ
في اناس كانوا يدعون الجن فاسلم الجنيون المدعوون وهؤلاء بقوا على دعوته. فاخبر ان المدعوين يتقربون الى الله بالايمان والعمل الصالح. كل واحد من الاخر عند الله. وترك الندعو الطاغوتية التي كانوا عليها وامنوا وصاروا يطلبون - 00:03:56ضَ
المشركون على شركهم وقيل انها نزلت في من يعبد المسيح والعزيل وكذلك نرجي لان هؤلاء من عباد الله الصالحين الذين يتسابقون من فعل اه الخيرات الى الله جل وعلا. وهم لا يملكون مع الله شيء. يقول جل وعلا ان الذين تدعونهم هم عباد - 00:04:36ضَ
يدعون الله ويتقربون اليه بالاعمال الصالحة بما يملكون لكم في دعوتكم شيء قيل انها ايضا في من يدعو الملائكة. وسواء هذا او هذا. الاية تدل على ان كل ندعوه من دون الله ان دعوته لا تجري شيء. وان الداعي خاسر - 00:05:06ضَ
وبدعوته عن الله جل وعلا. ويكفر بدين الله ويكون جزاؤه يوم القيامة الاسلام بان يتبرأ منه ان يدعو الذي دعاه ويلعنه وان يبوء بسخط الله ويصبح يبدو له ما لم يكن يحتسب. هذا هو خلاصة - 00:05:36ضَ
لقي في معنى الاية وهي تدل دلالة واضحة على وجوب الاخلاص لله جل وعلا. ينكرون الدعاء والعبادة والدعا من العبادة بلا شك. ومن كل الله خالصا ليس لاحد فيه شيء. سواء كان - 00:06:06ضَ
ذلك الشيء عاقلا او غير عاقل. واذا كان عاقلا سواء كان صالحا او نبيا او ملك او غيره. فلا احد يملك مع الله شيء. المنكر كله لله. الامر كله بيده - 00:06:26ضَ
فيجب ان يكون العبد في عبادته متجها الى ربه وحده. ولا يجعل في دعائه وعبادته واسطة تكون بينه وبين الله. لان الله جل وعلا جعل هذا الشرك. جعله شرك وجعله حائل - 00:06:46ضَ
بين الانسان والسعادة. وموجبا له الخبز في النار. اذا مات عليه بمكتوبة. اذا مات معنى ذلك توبة يكون خالدا في النار. نسأل الله العافية. بل تكون الجنة عليه حرام. كما قال جل وعلا - 00:07:06ضَ
ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحلونهم كحب الله. والذين امنوا اشد حبا هي ان قال وما هم من خارجين من النار لقوله اذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب. الاسباب التي - 00:07:26ضَ
ان تقطعت بهم هي الصلة التي يزعمون انها بينهم وبين من يدعو يدعونه. وانهم يقربونهم الى الله زلفى او انهم يدفعونه وتقطعها بان اذا بانهم اذا اجتمعوا معهم يوم القيامة وسألهم - 00:07:56ضَ
هؤلاء كانوا اياكم يعبدون قالوا سبحانك انت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن يعني يعبدون الشياطين التي زينت لهم هذه هذه الدعوة. في الواقع يعبدون الشياطين. الشيطان هو الذي زين لهم ذلك وآآ - 00:08:16ضَ
دعاه اليه في عبادته الواقعة اياه. وليست على الانبياء والصالحين. والملائكة يقول جل وعلا في الاية الاخرى ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة - 00:08:36ضَ
وهم عن دعائهم غافلون. واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين اذا حشر الناس كانوا لهم اعداء منهم الذين نكون اعداء المدعوين. يصبحون اعداء للداعي. يعادونه ويكفرون بعبادته ويتبرأون منه. فماذا يصنع؟ هل بيجري شيء؟ ليس بيد من - 00:08:56ضَ
ولهذا ثبت في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة انه قال يأتي الله جل وعلا من فصل بين عباده فيقول اليس عدلا مني ان اولي كل واحد منكم ما كان يتولاه في الدنيا - 00:09:26ضَ
الجهاد كلهم يقولون بلى يا رب. العادلك فكل واحد يؤتى بمعبوده الذي كان يعبده في الدنيا يؤتى به فان كان معبوده صالح او نبيا او ملكا ملكا ملكا فانه يؤتى بشيطان على صورة ذلك المعبود. ويقال اتبعوهم. يقول الله جل وعلا له - 00:09:56ضَ
هذه المعبودات التي جاء بها سواء اثنان او كانوا يعبدونها على صورة عقلاء يؤتى بالشياطين التي امرتهم بذلك على هيئتها وصورتها. فيقال لهم اتبعوهم فيتبعونهم الى جهنم. فيلقون فيها كوكبون فيها هذا اول ما يقضى. العموم عموم القضاء. ثم يبقى المؤمنون - 00:10:26ضَ
وفيهم المنافقون الى اخر الحديث. المقصود ان الذي يدعو غير الله ويتعلق به يخونه احوج ما كان الي. ويظهر له الخسران خسارة ويدا لا يتصور قال الله جل وعلا وبدا لهم ما لم يكونوا يحتسبون. ما كان في حسابهم الشيء الذي يبدو لهم ما كانوا يتصورونه. نعم - 00:10:56ضَ
قول الله تعالى اولئك الذين يدعون يستهون الى ربهم الوسيلة. يبين ان هذا سبيل الانبياء ومن تبعه من المؤمنين قال قتادة رحمه الله تقربوا اليه بطاعته والعمل بما تقربوا اليه بطاعته والعمل بما يرضيه. وقرأ بن زيد اولئك الذين تدعون - 00:11:26ضَ
يبتهون الى ربهم وسيلة ايهم اقرب؟ قال الامام ابن كثير وهذا لا خلاف فيه بين المفسرين من ائمة من ائمة التفسير. نعم. قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في هذه - 00:11:56ضَ
ذكر المقامات الثلاث الحب وهو ابتغاء القرب اليه والتوسل اليه بالاعمال الصالحة والخوف وهذا هو حقيقة التوحيد وحقيقة دين الاسلام. كما في المسند عن بعد ابن حكيم عن جده انه قال للنبي صلى الله عليه وسلم والله يا رسول الله ما اتيتك الا بعد ما حلفت - 00:12:16ضَ
اصابعي هذه الا اتيك فبالذي بعثك بالحق ما الذي بعثك به؟ قال صلى الله عليه الاسلام قال وما الاسلام؟ قال ان تسلم قلبك لله وان توجه وان توجه وجهك الى الله - 00:12:46ضَ
وان تصلي الصلوات المكتوبة وتؤدي الزكاة والفروضة. الوسيلة هي العمل الصالحة يبتغون الى الوسيلة يعني يتسابقون في الاعمال الصالحة التي امرهم الله جل وعلا بها. هذه هي الوسيلة التوسل والتقرب القربى يسألون القربات ان التي تقربهم - 00:13:06ضَ
ان الله من حياة وزكاة صدقة وجهاد وغير ذلك. يسألون ذلك متقربين الى الله وقوله ان هذا الامور المذكورة التي تؤخذ من الاية في ابتغائهم مما آآ والذل والخوف. ان هذا لا بد فيه من كل في كل عبادة. وهذا هو حقيقة - 00:13:36ضَ
العابد لربه جل وعلا ويخضع له ويخافه ويرجوه ويكون خائف من الذل والتعظيم يذل له ويعظمه ويرجوه حين يفعله حيث امتثل امره ويخاف من ذنوبه. يخاف ان يعاقبه على ذنوبه. فلا بد من اجتماع هذه الامور في كل عبادة - 00:14:06ضَ
يعني وهل هو هذه هي العبادة هي عقيدة العبادة؟ العبادة ما خلقوا من التعبد وهم الذمة اذا كان مذللا سهلا موضوعا بالاقدام حتى صار من فيه صعوبة فكذلك العبادة يعني انه ذل وخضع واستكان واستسلم - 00:14:36ضَ
من من بعد لا معبود. ولابد ان يكون هذا معه الغاء الحب. ومعه التعظيم ولا يكون ذل الا بتعظيم. الا اذا كان هذا الذي قلنا له ومثل هذا يحسن الذل له ولكن لا يحصل له الحب - 00:15:06ضَ
ان الحب لا يكون الا للمنعم. والله جل وعلا هو الذي خلق الخلق وهو الذي انعم عليهم بسائر النعم وهو الذي يبدأ الانسان من نعم من غير استحقاق. من غير استحقاق له - 00:15:36ضَ
فهو الذي يحب يجب المحب وكل ما ازداد العبد في عبادة الله زاده الله هدى وخيرا فضلا منه ليس لانه يستحق ذلك. ولا احد يستحق على الله شيء. وانما الله جل وعلا هو الذي يتفضل على عباده - 00:15:56ضَ
لمن يشاء ويذل من يشاء وله حكمة في هذا. يعلم من يستحق الهداية فيبليه. ويعلم من لا يستحق ذلك نخلي بينه وبين الشيطان. يتولاه الشيطان فيضل باختياره. العبد باختياره لهم. لان الافعال - 00:16:16ضَ
ان في كلف بها هي التي يفعلها باختياره وبقدرته. نعم. قال المصنف رحمه الله تعالى وقول الله تعالى واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني - 00:16:36ضَ
انه سيهدي وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون. وهذه الاية جعلها مفسرة للتوحيد. وسبق ان قلنا ان معنى قوله تفسير التوحيد اشهد ان لا اله الا الله في هذا العطف الخاص على العام. وآآ - 00:16:56ضَ
التوحيد هو شهادة ان لا اله الا الله. وقوله في هذه الاية واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني فانه سيهدين. وجعلها كلمة باقية في عقب - 00:17:26ضَ
فيه لعلهم يرجعون. هذا هو معنى لا اله الا الله ذكر بالمعنى. وهو كونه خليل عليه السلام تبرأ من قومه ومن عبادتهم افنى من ذلك الذي فطره. والذي فطره هو الله. ومعنى فطرني خلقني - 00:17:46ضَ
فاخبر انه بري ان من عبادتي كل معبود لا هذا الرب جل وعلا فهذا يدل اولا على ان قومه كانوا يعبدون الله ولكنهم يعبدون ابو هريرة فتبرأ من ذلك الغير واستثنى ربه جل وعلا الذي فطر. فان - 00:18:16ضَ
موضوع معبوده وهو مألوفه الذي يأله وهو الذي يحيا له ويموت وقوله وجعلها كلمة باقية في عقبي. يعني هذه براءة وهذا الاخلاص جعلها باقية في ذرية ابراهيم. فلا يزال في ذريته من يخلص لله العبادة - 00:18:46ضَ
ويعبده وحده. وقد جعل الله جل وعلا الانبياء الذين جاءوا بعده كل كل انهم من ذريتي. فان جميع الانبياء الذين بعثوا بعد ابراهيم عليه السلام من ذريته من ذرية ابراهيم وكذلك غير الانبياء جعل منهم بقية - 00:19:16ضَ
تخلص لله جل وعلا ولابد ان تبقى. هذه البقية الى قيام الساعة. تكون عابدة لله وحده جعلها باقية في عقبه. هذه البراءة من الشرك والاخلاص لله جل وعلا لا يبقى في ذرية ابراهيم عليه السلام. وهذا الخطاب جاء - 00:19:46ضَ
مبينا لمن يقول انهم على ملته وانهم من ذريته ومن العرب كانوا يشركون بالله جل وعلا ويعبدون معه غيره. تبين ان الذي ينتسبون اليه والذي يعمون انهم على ملته انه بريء منهم ومن عبادته. ما كان ابراهيم يهوديا ولا - 00:20:16ضَ
اخواني وما كان مشركا ايضا. وما كان من المشركين. فهو بريء من جميع الطوائف. التي لا العبادة لله جل وعلا. ويتبين هذا يعني توضيح شهادة ان لا اله الا الله من هذه الاية - 00:20:46ضَ
الاول انه لا يمكن يجتمع الاخلاص بشهادة لا اله الا الله مع دعوتي غير الله جل وعلا. لا بد ان يتبرأ الذي يخلق العبادة لله من جميع المعبودات التي تعبد من غير الله. سواء كانت اصناما او كانت مثلا او - 00:21:06ضَ
عن طواغيت او غير ذلك. والطاغوت كل ما صد عن دين الله وعن شرعه سواء كان معنا او كان شخصا او غير ذلك. الثاني ان انه لا يجتمع الاخلاص وشهادة ان لا اله الا الله مع - 00:21:36ضَ
وتعلق القلب على غير الله جل وعلا. ولهذا قيدت كلمة التوحيد هذه بالعلم والعلم معناها العلم بمدلولها. لانها دلت على كون العبادة تكون لله وحده لا شريك له في ذلك. والعبادة كل ما فعله العبد متقربا به طالبا - 00:22:06ضَ
بهذا الفعل ان يقربه عند الله زلفا او يصد عنه اذى اهو مكروه من امور الغيب او المستقبلات التي قد يسميها بعض الناس اسرار اسرار في الاولية او غيرهم. لا بد ان يتبرأ من ذلك وينزل خوفه - 00:22:36ضَ
فجاءه وتعلقه بالله وحده فقط ويعلم ان جميع الخلق لا يملكون ذرة ولا نشأ من دون الله جل وعلا. لمن قال الرسول صلى الله عليه وسلم في وصايته ابن عباس واعلن - 00:23:06ضَ
ان الخلق لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء لم يكتبه الله لك لن يستطيعوا ذلك. ولو على ان يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يستطيع ذلك. الامر كله بيد الله جل وعلا - 00:23:26ضَ
فيجب ان يكون تعلق القلب والتوجه اليه وحده. وان تكون العبادة خالصة له وحده والعبادة تكون في القلب وتكون في الجوارح. وتكون بهما جميعا من قيام مسجد تعبدا يجب منكم لله. والركوع يجب ان يكون لله. والسجود - 00:23:46ضَ
يجب ان يكون لله والتوبة يجب ان تكون لله. والنذر والدعاء والرجاء والخوف غير ذلك من انواع العبادة كثيرة. كلها يجب ان تكون خالصة لله جل وعلا. ولا يجوز ان يتعلق العاقل - 00:24:16ضَ
بغير الله جل وعلا لا في دعاء ولا في خوف ولا في رجاء الا ان الخوف يكونوا خوفا طبيعيا. ويكون خوفا غيبيا ان ما كان طبيعي مثل الذي يخاف من السبع او من الحية او من الظالم المقتدر على على الاذى - 00:24:36ضَ
او تعذيبه فهذا لا يظير الانسان شيء. ليس عليه في ذلك شيء. ولكن الخوف الذي يخافه وهو غائب عنه. او يخافه وهو ميت. او يخافه في امر ليس من الاسباب الظاهرة. فان هذا لا يجوز ان يكون الا لله وحده جل وعلا - 00:25:06ضَ
فان حصل الانسان شيء من ذلك لغير الله فقد وقع في الشرك. وهذا الشرك يكون من الشرك الاكبر. نسأل الله وكذلك المحبة يجب ان تكون لله وحده. في الحب الذي - 00:25:36ضَ
يكون هو لب العبادة. وهو التأله ومعنى لا اله الا الله. يجب ان قل لله وحده الا ان الحب كما سيأتي يبتسم ايضا الى حب طبيعي وحب خاص فحب الطبيعي كحب الجائع للطعام والظمآن للشراب وكذلك حب الانثى - 00:25:56ضَ
والانس والمصاحبة وكذلك حب الحنان والرحمة لولده لا ضير فيه ولا يلام الانسان عليه وانما الحب فليجب ان يكون لله هو الحب الخاص الذي يتضمن الذل والتعظيم فهذا لا يجوز ان يكون الا لله. اذا كان الحب في ظنه ذل للمحبوب وتعظيم له - 00:26:26ضَ
فهذا يكون عبادة. لا يكون لا يجوز من كل مخلوق. وكذلك هذه الاية استثنى الله جل وعلا الذي فطرني مما يدل على انه لا يكفي في عبادة الله جل وعلا ان يقر الانسان بان الله هو ربه. مع انه يوزع عبادته - 00:27:06ضَ
له بين الله جل وعلا وبين المخلوقين. فانه بذلك يكون مشركا. فاذا نزل قال الانسان ان الله هو ربي وهو خالقي وهو المتصرف في كل شيء والمالك لكل شيء وهو المحيي - 00:27:36ضَ
وهو الضار النافع. ومع ذلك يدعو غيره. من الاموات. فهذا الاقرار لا يفيده شيء. لا ينفعه. وذلك لان المشرك لا يقبل منه عمل. الشرك يفسد العمل كله فلابد في قبول العمل وصحته من الاخلاص ان يكون الانسان مخلصا في عباده - 00:27:56ضَ
ودعوته واتجاهه لله جل وعلا. نعم. وقول الله تعالى وجعلها كلمة باقية في عقبه ولا اله الا الله فتدبر كيف عبر الخليل عليه السلام عن هذه الكلمة العظيمة لما وضعت له من البراءة من كل ما يعبد من دون الله تعالى من المعبودات الموجودة - 00:28:26ضَ
في الخارج كالكواكب والهياكل والاصنام التي صورها قوم نوح على صور الصالحين ويغوص ويعوق ونشأ وغيرها من الاوثان والامداد التي كان يعبدها المشركون باعيانهم ولم يستثني من جميع المعبودات الا الذي فطره. وهو الله وحده لا شريك له. فهذا هو الذي - 00:28:56ضَ
علي كلمة الاخلاص مطابقة. كما قال تعالى ذلك بان الله هو الحق. وانما يدعون من دونه هو الباطل. فكل عبادة يقصد بها غير الله تعالى. من دعاء وغيره فهي باطلة - 00:29:26ضَ
وهي الشرك الذي لا يغفره الله تعالى قال تعالى ثم قيل لهم اينما كنتم تشركون اينما كنتم تشركون من دون الله؟ قالوا بلوا ان دين قبل شيئا. كذلك يضل الله الكافرين - 00:29:46ضَ
يعني ان هذا في الاخرة في الدنيا يظلون في الاخرة اذا سئلوا ويظنون انهم على شيء وهم سالمون. ومعنى قولهم ضلوا عنا يعني ذهبوا ما نراهم ولا وجود لهم. عندنا حيث اعتقدوا في الدنيا انهم يشفعوا لهم. وشرك المشركين - 00:30:06ضَ
كله من هذا القبيل يعني التشفع فقط يتخذون الاصنام الصالحين مثل ما ذكر في قصة نوح يعني كانوا يدعون ود وسواع ويغوص ويعوق يقول العلماء ان هذه اسمى رجال صالحين. كانوا فيهم وكانوا قدوة لهم. فماتوا - 00:30:36ضَ
في وقت متقارب فاسرفوا على فقدهم. لانهم يقتدون بهم ويهتدون بمدينة. لمن فجاءهم الشيطان بسورة ناصح وقال لهم الا تصوروا صورهم فتضعوها في اماكننا التي كانوا يجلسون فيها ويتعبدون فيها فاذا رأيتم صورهم تذكرتم افعالكم - 00:31:06ضَ
فاجتهدتم فاجتهاد واستحسنوا هذا وصنعوه وصاروا على هذا هذا العمل وقتا الى ان وجاء من بعدهم او من بعد الذين بعدهم. ونسي السبب الذي من اجله صبروا جاء اليهم الشيطان وقال اباؤكم ما صوروا هؤلاء الا لانهم يتشفعون بهم. يطلبون شفاعتهم من الله - 00:31:36ضَ
فماذا هو اصل الشرك؟ وهذا اول شرك وقع في الارض في بني ادم. ان قبل ذلك فكان الناس كلهم على منهج ابيهم ادم عليه السلام. موحدين يعبدون الله وحده ولهذا يدعوني مع ان نوح عليه السلام هو اول الرسل. فقبل ذلك ما في حاجة الى ارسل الرسل. لان - 00:32:06ضَ
الناس كانوا عابدين لله جل وعلا متبعين الحق مقتدين بأبيهم ادم الذي هو نبي مكلف كلمه الله جل وعلا فلما وقع هذا الامر بعث نوح عليه السلام وصار يدعوه الى عبادة الله وحده ان الله جل وعلا يقول انا ارسلنا نوحا الى قومه يعني يأمرهم ان يعبدوا الله وحده - 00:32:36ضَ
قال له قيل له اعبدوا الله ما لكم من الله غيره. وهكذا الرسل بعده. كلهم يقولون هذا القول كان ذلك هو سبب وقوع الشرك يعني التعلق بالصالحين. وهكذا في غير الصالحين. مثل الاصنام التي يعبدها الكفار سواء الكفار الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله - 00:33:06ضَ
وسلم او الكفار الذين بعث اليهم ابراهيم عليه السلام او غيرهم. الذين بعث اليهم جميع الرسل كان له اصنام وكانوا يتشفعون بها فقط ما كان فيهم احد تجد ان الصنم شريك لله جل وعلا في خلق السماوات والارض. وفي التدبير وفي الاحياء - 00:33:36ضَ
وفي انزال المطر وانبات النبات وغير ذلك. هذا ما وجد ما وجد في الناس اصلا واننا عبادتهم لهم انهم يجعلونهم شفعاء. كما قال الله عنهم ان اتخذوا من دون الله شفعاء - 00:34:06ضَ
يعني هذه المعبودات اتخذوها شفعا. زعموا انها تشفع لهم عند الله. وقالوا وقال عنه جل وعلا في اية اخرى لا نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. يعني يشفعوا لنا عند الله. فهذا هو - 00:34:26ضَ
شرك الذي وقع فيه المشركون. ولا يتصور ان شركهم انهم يسجدون للاصنام والحجاب ويعتقدون انها تدبر الامور وتتصرف في الكون هذا موقع. ومن اعقل من ذلك بل كانوا اذا وقعوا في الشدائد ووقعت عندهم الكروب تركوا هذه الاصناف - 00:34:46ضَ
متجه الى الله وحده. وعلموا انه لا يجيبهم ويكشف ما نزل بهم الا الله وحده ولهذا احتج الله جل وعلا عليه في ذلك كما قال جل وعلا ان من يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء - 00:35:16ضَ
هل ماذا يفعل لك؟ اقروا انه لله وحده. وكذلك اخبر جل وعلا انهم اذا سئلوا من خلق السماوات والارض قالوا الله واذا سئلوا من الذي خلقكم قال الله واذا سئلوا من بيده ملكوت السماوات - 00:35:36ضَ
يعني من الذي يملك ما في السماوات وما في الارض؟ بانه الله. وكل هذا امر جلي في القصص التي قصها ربنا جل وعلا عليه في القرآن. عن الامم السابقة والانبياء - 00:35:56ضَ
فاذا يكون شرك المشركين هو في كونهم يدعون المعبودات التي يعبدونها يدعونها لتشفع لهم فقط. سواء كانت معبودات حجارة او اشجار او او اشخاص او اموات او ملائكة او جن او انبياء او غيرهم - 00:36:16ضَ
فهذه هي عبادتهم. وهذا يجب على الانسان ان يتعرف عليه ويعرفه. لان لان الله جل قال اخبرنا انه لا يغفر ان يشرك بي وان المشرك اذا مات مشركا انه خالص - 00:36:46ضَ
من في النار وان الجنة عليه حرام. وانه ليس بخارج من النار. هذا امر عظيم جدا فاذا كان الامر هكذا فليتعين على العاقل ان يتعرف على الشرك خوفا من ان يقع فيه وهو - 00:37:06ضَ
اهدي انه قد يقع الانسان في الباطل وهو يظن انه ليس باطلا. الى جهل اذا جهل الامر والعاصم من ذلك هو فهم كتاب الله واتباع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم - 00:37:26ضَ
يتسم بهذا اذا عصمه الله جل وعلا. اذا فهمه وعلمه والا يجوز عند الانسان مثلا ان يفسر كلام الله ويبين معانيه في اللغة وهو مخالف له حين وقع هذا الكثير في كثير من الناس هو يقع في ما هو الشرك - 00:37:46ضَ
الامر ليس سهلا. المقصود ان شرك المشركين هو من هذا القبيل فقط. ما كان احدهم تصور او بفضل عن الاعتقاد ان احدا من المخلوقات ان شيئا من المخلوقات يحيي او منيب - 00:38:16ضَ
النبات مع الله جل وعلا. وكل هذا جاء من باب القياس هنالك ان بني ادم علموا انه اذا كان عندهم من العظماء من الرؤساء والملوك من يكون عنده مما يحتاجون اليه الشيء الكثير. فاذا ارادوا طلب - 00:38:36ضَ
ذلك الاكثر من الناس ما يستطيع ان يواجههم. وان يأتي اليهم. وقد مثلا اذا جاء اليهم واجبا ما يتحصل على شيء. فقالوا لابد من اتخاذ الوسائل والشفعاء. الذين لهم مقالة عند الرئيس وعند الملك حتى يكلموه ويشفعوا له فبذلك - 00:39:06ضَ
يحسن المقصود فهم ايضا جعلوا هذا في رب العالمين قاسوا المخلوق على قاس الخالق جل وعلا على المخلوق تعالى الله وتقدس. هذا هو الشرك الاكبر. هو تشبيه تشبيه بمخلوق تشبيه بالخالق - 00:39:36ضَ
جل وعلا بالمخلوق او تشبيه المخلوق بالخالق. فهذا لتعالوا قال الله عنه ويتقدس اذ ليس بينه وبين عبده واسطة. اينما كنت اتجه الى ربك فهو يراك ويسمعك وهو اقرب اليك من كل احد. اذا اخلصت له ودعوته. ولا تجعل بينك وبين ربك وساق - 00:39:56ضَ
ولا يجوز ان يكون بين العبد وبين ربه وسائط الا واسطة واحدة الرسول صلى الله عليه وسلم في بلاغ الامر. في تبييض امر الله فقط في تبليغ شرع الله ودينه. لان - 00:40:26ضَ
ان الله جل وعلا يوحي الى من يشاء من الرسل فقط ولا يكلم احدا من الناس وانما يكلم الرسل اذا شاء. من وراء حجاب او من وحي. فهم الوساطة بين الخلق وبين - 00:40:46ضَ
ربهم جل وعلا في تبليغ امره ودينه وشرعه. اما في الدعاء والتوجه والطلب فليس بين الله جل وعلا وبين الخلق وسائق. فمن جعل وسائط بينه وبين وبين الله فقد وقع فيما وقع فيه - 00:41:06ضَ
الذين هددوا مع الله غيره. نعم. قال من فضل الله تعالى اتخذوا احبارهم ورهبانهم باب من دون الله والمسيح ابن مريم. وهذه الاية ايضا من الايات التي توضح بمعنى لا اله الا الله. وتبين تبين ذلك. وهي الاية في اهل الكتاب - 00:41:26ضَ
اليهود والنصارى اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والاحبار هم العلماء والرهبان هم العباد. الذين يتعبدون لله جل وعلا. والله جل وعلا يخبرنا عن اليهود النصارى انهم يتخذوا هذين النوعين من البشر اربابا من دون الله. وقد جاء - 00:41:56ضَ
تفسيرها التفسير الواضح عن الرسول صلى الله عليه وسلم. حديث علي ابن حاتم فان علي بن حاتم كان نصرانيا فقدم على النبي صلى الله عليه وسلم وكان في رقبتي الصليب. قال له القي عنك هذا الوزن. ثم سمعه يقرأ هذه الاية - 00:42:26ضَ
فقال انهم لن يعبدوهم. فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم الم يحلد لهم الحرام فيتبعوهم على ذلك. ويحرم عليهم الحلال فيتبعوهم على ذلك. قال بلى. قال فعبادة تلك عبادة يعني اتباعهم في تحليل الحرام وتحريم الحلال - 00:42:56ضَ
باختصار هو طاعته في معصية الله. اذا اطاعوهم في معصية الله فقد اتخذوهم اردادا. والرب هو المالك المتصرف. المعبود الذي يجب ان يعبد وحده. وهو الذي يملك الامر والنهي. ويملك التشريع - 00:43:26ضَ
يجب ان يكون له يعني التحليل والتحريم لا يجوز ان يكون الا لله جل وعلا. لان هذا هو مقتضى الربوبية الرب الذي يأمر عباده ويحل لهم ويحرم عليهم. ان احدا من الخلق - 00:43:56ضَ
فانه لا يملك شيئا من ذلك. فان اتبع مخلوق على شيء من ذلك اتخذ ربا والرد هو الذي يخرج معبودا. ولكن في هذا من التفصيل ان الامر ينقسم الى قسمين اذا اتبع - 00:44:16ضَ
الانسان مخلوطا في التحليل والتحريم فلا يخبو الامر اما ان يكون عالما لانه حلل الحرام حرم الحلال يعلم ذلك فيتبعه مع العلم مع علمه بانه فعل ذلك. فمن اتبعه على هذا الوصف فهو كافر مشرك. خارج - 00:44:46ضَ
الدين الاسلامي اما ان كان جاهلا لا يدري احسن فيه الظن فاتبعه فان هذا عاص من العصاة. له حكم امثاله من العصاة. وقد قال الرسول صلى الله عليه الطاعة في المعروف. لا طاعة الا بمعروف. والمعروف هو الشرع. وقال - 00:45:16ضَ
ان لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. انما الطاعة بالمعروف. والمعروف هو ما جاء به الشرع انه امر بكذا ونهى عن كذا. فاذا معنى هذه الاية ان اليهود والنصارى اتبعوا علماءهم وعبادهم الذين تركوا امر الله - 00:45:46ضَ
وارتكبوا المحرمات وتركوا ما هو امر الزامي من الله جل فاتبعهم على هذا فكانوا اربابا لهم. وهكذا اذا صنع الانسان هذا السرير هذه الامة اتبع من يحلل الحرام ويحرم الحلال. فانه له حكمه - 00:46:16ضَ
وذلك ان القرآن ذكر هذه الاشيا عن اليهود والنصارى حتى نجتنبها ونبتعد عنها والا فهم الغالب انه لا ينتفعون. وانما المقصود نحن المقصود المسلمون فلا يقع فيما وقع فيه اولئك. فعلى هذا يكون من خصائص اه التحليل والتحريم - 00:46:46ضَ
هذا من خصائص الله ويكون من معنى لا اله الا الله. فان معنى لا اله الا الله ان الله وعبادة الله تكون باتباع امره الذي امرك به واجتناب نهيه الذي نهاك عنه. اما - 00:47:16ضَ
اذا اتبعت امر مخلوق وتركت امر الله فان هذا ينتقم ويكون هذه هذه العبادة في ذلك المخلوق نعم قال في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه تلا هذه الاية - 00:47:36ضَ
على عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه فقال يا رسول الله لسنا نعبدهم قال اليس يحلون لكم ما حرم الله فتحلونه ويحرمون ما احل الله فتحرمونه؟ قال بلى. قال النبي صلى الله عليه - 00:47:56ضَ
فتلك عبادتهم فصارت طاعتهم في المعصية عبادة لغير الله تعالى. وبها اتخذوه كما هو الواقع في هذه الامة وهذا من الشرك الاكبر المنافي للتوحيد الذي هو مدلول شهادة ان لا اله الا الله فتبين بهذه الاية ان كلمة الاخلاص نفت هذا كله لمنافاته - 00:48:16ضَ
لهذه الكلمة فاثبتوا ما نفته من الشرك وتركوا ما اثبتته من التوحيد. يكون شركا اكبر اذا الانسان عالما بانه فعلوا هذا الشيء يعني التحريم والتحليل تحريم الحلال وتحليل الحرام اتبعوا مخالفين للحق. علم ذلك واتبعهم على هذا فقد وقع في الشرك الاكبر. اما اذا - 00:48:46ضَ
يكون عاص من العصاة. يستحق العقاب. ان لم يعفو الله عنه والا فمن معرض لعقاب الله جل وعلا ولكن لا يكفر. نعم. قال وقوله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحب - 00:49:16ضَ
لهم تحب الله. وهذه الاية ايضا تبين معنى لا اله الا الله. وذلك ان التألف والاله هو المألوف الذي كان لهو القلوب حبا وخوفا ورجاء. وفي هذه الاية يقول جل وعلا ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونه كحب الله. والذين امنوا اشد حبا لله - 00:49:36ضَ
والامجاد الند هو النحل والشبيه والنظير ما في احد من الخلق يعتقد ان شخص من بني ادم او صنم من الاصنام شجرة او حجر او من يصنعه بيده يكون مثيلا لله جل وعلا في - 00:50:06ضَ
والايجاد والخلق وجميع الامور. وانما التمجيد في الحب. فقط في حب اتخذوهم اندادا في المحبة. اما في التصرف والفعل فهم يعلمون علما يقينيا لانه ليس لهم منه شيء. وان هذا خاص بالله جل وعلا. فاذا يكون معنى ذلك ومن - 00:50:36ضَ
الناس من يتخذوا من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. يكون في المحبة فقط التنديد هنا في المحبة فقط والحب هو الذي قلنا انه الحب الخاص. الذي يتضمن الذل والتعظيم. ومعلوم - 00:51:06ضَ
ان الحجر او الشجر لا يجوز ان يخاف منه. فان خاف الانسان منه او رجاءه فلابد ان نحبه. هذا الامر الضروري. ومن وقع في ذلك فقد وقع في الشرك يكون من الشرك الاكبر الذي يكون مخرجا من الدين الاسلامي. هناك عليه سرى من النار ولهذا قال جل وعلا في - 00:51:26ضَ
اخي هذه الاية وما هم بخارجين من النار. اذ تبرع الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب. الاسباب كما يقول ابن عباس هي المودة. المحبة التي بينهم. انقطعت وانتهت. وكل واحد - 00:51:56ضَ
من الاخر العابد تبرأ من المعبود والمعبود تبرأ من العابد. اذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب. وقال الذين اتبعوا لو ان لنا كرة لو ان هنا معناه يقول يا ليت لنا كرة. يا ليت لنا رجعة الى الدنيا. هذا معناه - 00:52:16ضَ
تبرأ منه كما تبرأوا منا. كذلك يريهم الله اعمالهم حسرات عليهم. وما هم بخارجين من النار هذا لانهم حبوهم حب الذل والتعظيم. وهذا هو التنديد والند وهذا هو التسوية التي ذكرت في الاية الاخرى ذكرت عن اهل النار انهم يخاطبون - 00:52:46ضَ
يقولون تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسوكم برب العالمين المعنى لقد انه لا لن ضلالا واضحا جليا لا يخفى. لما كنا نسويكم برب المينا في الحب. في الحب فقط. ما هو في التصرف. وهذه التسمية هي المذكورة في هذه الاية. وللناس - 00:53:16ضَ
يتخذوا من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. فيجب ان يكون الحب الخاص الذي يتضمن الذل والتعظيم لله وحده لا يجوز ان يكون لغير الله ولكن قد يشتبه الامر على بعض الناس في - 00:53:46ضَ
ان بعض المخلوقين يجب ان يحب اكثر من محبة النفس كالرسول مثل صلوات الله وسلامه عليه فان ويجب على المسلم ان يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم اكثر من محبته لنفسه وولده واهله - 00:54:06ضَ
ناسي اجمعين والا لا يكون مؤمنا الايمان الذي ينجيه. ويجب ان يعلم ان هذا حب حب الرسول صلى الله عليه وسلم يكون تابعا لحب الله. وليس حبا مع الله. بل هو يتبع محبة - 00:54:26ضَ
لله جل وعلا اذا كان الانسان يحب الله اكثر يحبه حبا اكثر فان محبة الرسول صلى الله صلى الله عليه وسلم كذلك تكون اكثر واعظم. لانه يحب ما يحبه الله. والله يحب رسوله - 00:54:46ضَ
فهي تبع لمحبة الله وليست محبة مع الله. يعني انها ليست محبة ذل وتعظيم وعبادة. وانما يحب لان الله جل وعلا يحبه فانت تحب محبوب حبيبك يمتن له لمحبة الله جل وعلا. ومتممة لها. وهذا ايضا يتبين لقوله صلى الله عليه وسلم - 00:55:06ضَ
من احب لله وابغض لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل نرى الايمان او نحو ما قال. يعني يكون الحب تبعا لمحبة الله جل وعلا. فاذا رأيت من يطيع الله تحبه انه لذاته انه شخص او لانه يحمدا لا - 00:55:36ضَ
تحبه لعمله تحبه لاجل فعله. لاجل العمل الذي عمله وهو طاعة الله. وكلما زاد طاعته لله تزداد محبته لدى المؤمنين. وهكذا بالعكس اذا عصى الانسان ربه يبغضه المؤمن واذا زالت معصيته زادت - 00:56:06ضَ
زاد بغضه حتى الكافر يجب ان يتبرأ منه. مثل ما سبق في الاية يقول ابراهيم عليه السلام تبرأ من ابيه وقومه لاجل انهم كفار. وذلك ان الله جل وعلا بريء من المشركين. ورسوله - 00:56:36ضَ
فيجب ان يكون المسلم كذلك بريئا من المشركين. كما قال الله جل وعلا لا تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا ابائهم او ابنائهم او اخوانهم او عشيرتهم لو كان - 00:56:56ضَ
ابنك او اباك او اخوك او زوجك او من قومك لا يجوز ان توده هو عدو لله. فاذا الحب الذي يكون للمخلوقين ما هو حب ذات وحب الذات ما يكون الا لله وحده. يعني انه لا يوجد شيء يحب لذاته الا الله - 00:57:16ضَ
جل وعلا ان المخلوقين كلهم يحبون الاستفاد من صفاتهم وافعالهم فقط فاذا كان فعله ووصفه انه مطيعا لله حب لاجل ذلك. ما يحد لانه بشر سواء كانوا انبياء او ملائكة او غير ذلك. وانما الذي يحب لذاته هو الله وحده. يحب لذات - 00:57:46ضَ
وذلك انه جل وعلا هو الاله الحق وحده. وهو المالك وحده وهو الموجد وحده. وهو المنعم وحده على العباد. والعبادة تكون تبعا لذلك. نعم. قال رحمه الله فكل من اتخذ ندا لله يدعوه من دون الله ويرغب اليه ويرجوه لما يؤمله منه من قضاء حاجاته - 00:58:16ضَ
وتفريج كرباته كحال عباد القبور والطواغيت والاصنام. فلا بد ان يعظموهم ويحبوهم ذلك فانهم احبوهم مع الله. وان كانوا يحبون الله تعالى. ويقولون لا اله الا الله. ويصلون فقد اشركوا بالله في المحبة بمحبة غيره وعبادة غيره. فاتخاذهم الانجاد - 00:58:46ضَ
في اتخاذهم الانداد يحبونهم كحب الله. يبطل كل قول يقولونه وكل عمل يعملونه. لان المشرك لا يقبل منه عمل ولا يصح منه. وهؤلاء وان قالوا لا اله الا الله فقد تركوا كل - 00:59:16ضَ
سيد قيدت به قيدت به هذه الكلمة العظيمة من العلم بمدلولها لان المشرك جاهل معناها ومن جهله بمعناها جعل لله شريكا في المحبة وغيرها. وهذا هو الجهل المنافي لما دلت عليه من الاخلاص ولم يكن صادقا في قولها لانه لم ينفي ما نفته من الشرك ولم يثبت ما - 00:59:36ضَ
من الاخلاص وترك اليقين ايضا. وترك اليقين وترك اليقين ايضا لانه لو عرف معناها وما دلت عليه لانكره او شك فيه. ولم يقبله وهو الحق. ولم يكفر بما ولم يكفر بما يعبد من دون الله. كما قال تعالى والذين امنوا اشد حبا لله. لانهم اخلصوا له - 01:00:06ضَ
فلم يحبوا الا اياه ويحبون من احب ويخلصون اعمالهم ويخلصون اعمالهم جميعا لله ويكفرون بما عبد من دون الله. فبهذا يتبين لمن وفقه الله تعالى لمعرفة الحق وقبوله في دلالة هذه الايات العظيمة على معنى شهادة ان لا اله الا الله وعلى التوحيد الذي هو معناها - 01:00:36ضَ
الذي دعا اليه جميع المرسلين فتدبر يعني ان الحب مع الله يكون شركا التوحيد فيجب ان يكون الحب خالصا لله جل وعلا. وحب عباد الله الصالحين يتعين لكن مثل ما سبق عباد الله الصالحين يحبون لله ما يحبون معه بمعنى محبتهم انهم - 01:01:06ضَ
مكملة لمحبة الله جل وعلا. وان قوله انه اذا مثلا تعلق بهم من هذه القبيل فقد خالف القيود التي قيدت به هذه الكلمة. القيود التي قيدت به هذه الكلمة في الاحاديث الصحيحة وفي الايات في قوله جل وعلا الا من شهد بالحق وهم يعلمون. يعني لابد ان يكون عالما بمعناها - 01:01:36ضَ
بمعنى هذه الكلمة شهد بالحق الذي هو لا اله الا الله. وهم يعلمون هذه الشهادة ومعناها وحقيقتها حتى لا يخالفوه. وكذلك كونها قيدت باليقين. ليكون الانسان موقنا بذلك. والذي مثلا - 01:02:06ضَ
ان يدعو مع الله غيره كلوا غير موقن بل يكون غير عالم بها وكثير من الناس يغتر لانه جاء في الحديث ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال من قال لا اله الا الله دخل الجنة - 01:02:26ضَ
والمقصود بقول لا اله الا الله نفي العبادة عن غير الله جل وعلا واثباتها له. يعني من مات وهو لا يعبد الا الله وحده. فانه يكون من اهل الجنة. ولكن اذا كان يقول لا اله الا الله وهو يدعو غير الله مع - 01:02:46ضَ
الكلمة تكون له لا فائدة في قوله. لانه يأتي بالفعل الذي ينافي هذا القول. وكذلك كونه لا يكفر بما يعبد من دون الله فان هذا قيد من القيود التي قيدت بهذه الكلمة لابد ان - 01:03:06ضَ
يقول لا اله الا الله ويكفر بما يعبد من دون الله. اما اذا امن بالمعبودات من دون الله فقد ناقض هذا القول. المقصود انه يجب على ان يتعرف على معنى كلمة التوحيد وعلى القيود التي قيدت به من شروطها من كونه - 01:03:26ضَ
لابد ان يكون القائل لها عالما بها من مدلولها ومن الصدق فيها والصدق معناه ان يقولها صادقا بان لا يكون مترددا او شاكا فيه. ولا بد ان يكون محبا لها. الحب - 01:03:46ضَ
الذي ينافي ينافي البغض. لمدلولها وما دلت عليه. فمن ابغض شيئا مما دلت عليه ولم يأتي بهذه الكلمة على الوجه المطلوب وكذلك لا بد ان يكون مخلصا في قولها والا يكونوا مشركا وقع في الشرك. فاذا قالها لا تفيدك. ولابد ان يكون ايضا - 01:04:06ضَ
من قادا لها مذعنا فلو مثلا قال لا اله الا الله ولم ينقاد لما دلت عليه من الفرائض والواجبات التي اوجبها الله جل وعلا هذا لم يأتي بنا على الوجه - 01:04:36ضَ
المطلوب لا يتحصل على ما وعد من دخول الجنة لمن قالها. الى غير ذلك من القيود التي قيدت هذه الكلمة نعم. قال وقول الله تعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة - 01:04:56ضَ
الاقرب اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب قبل هذه الاية يقول جل وعلا قل ادعوا الذين زعمتم من دون من دونه فلا يملكون كالشرد عنكم ولا تحويلا - 01:05:16ضَ
وجه الذين زعمتم يعني انهم كانوا يدعون المخلوقين غير الله جل وعلا. وقوله ادعوا هذا امر تعجيز. وتهديد لهم. يقول انكم اذا دعوتموهم فان دعوتهم لا تنفع تضركم يدعو الذين زعمتم من دون الله - 01:05:36ضَ
من دونه فلا يملكون كشف الضر الذي تدعونه تدعونه اليه. ولا تحويله من مكان الى اخر والمعنى انه لا يملكون شيء. ثم بعد ذلك قال اولئك الذين يدعون اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب. ويرجون رحمته ويخافون عذابه - 01:06:06ضَ
يا عذاب ربك كان محذورا. يكاد يجمع المفسرون على ان هذه الاية نزلت في الذين يعدو يدعون المسيح والعزير المسيح وامه والعزير والملائكة. وكل الناس هؤلاء الذين تدعونهم عباد مثلكم. يتسابقون في طاعة الله والتقرب اليه. ايهم يكون اقرب الى الله بالعمل الصالح - 01:06:36ضَ
صالح الذي يعمل. فهم لا يجوز ان يدعون. فدعوتكم اياهم ظلالي وخسران لا تبروكم ولا تنفعوا. وقيل انها نزلت في قوم من الجن. كان بعض المشركين يدعونه بان عادة المشركين انهم يعبدون الجن قال الله جل وعلا عنهم - 01:07:06ضَ
وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا. كان احدهم اذا الله الليل وهو في في البر ينادي يقول اعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه استجير بسيدي هذا الوادي يعني بالجن. الجن رئيس الجن منهم يستجير به ويستعين به. وهذه عبادة - 01:07:36ضَ
يتعدوا عليه. يعني خوفا وذلا. اذلوهم حيث تسلطوا عليهم بسبب من هذا الدعاء هذه العبادة. لان الذي يتعلق بغير الله يسلط عليه ذلك المخلوق الذي تعلق عليه. خلاف الذي يتجه الى ربه جل وعلا فانه لا يضره شيء. فان الله يحميه. فقوله اولئك الذين يدعون - 01:08:06ضَ
يعني هؤلاء وفي قراءة بعض القراء اولئك الذين تدعون تدعون خطاب الكفار انهم يدعون بعض من يدعونهم من دون الله سواء كان الملكان الملائكة فانها فريق من العرب العرب كانوا يعبدون الملائكة كما اخبر الله جل وعلا عنهم في كتابه - 01:08:36ضَ
واذا جمعهم يوم القيامة فان الله يخاطب الملائكة يقول اهؤلاء اياكم كانوا يعبدون؟ فتتبرأ الملائكة منهم سبحانك انت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن. يعني الشياطين التي امرتهم بذلك. اكثرهم به المؤمنون - 01:09:06ضَ
ومنهم من يعبد المسيح ومن يعبد ممن يعبد عزير وهو وكذلك ام المسيح مريم عليه السلام. فكان بعضهم يعبدها. وهي ليست نبية. وانما هي كما قال الله جل وعلا عنها هؤلاء المعبودين يخبر الله جل وعلا - 01:09:26ضَ
من هم؟ انهم كانوا يتقربون الى الله ويسارعون الى مرضاته. ايهم اقرب يكون اقرب عند الله والوسيلة التي يبتغونها هي الاسلام هي الدين الذي الذي اوحاه الله جل وعلا الى انبيائه - 01:09:56ضَ
ينتبهون اليه وسيلة يعني يعتنقون الدين ولا يؤمنون به ويتبعونه لانه هو الوسيلة التي الى الله جل وعلا. ويتبين بهذا ان الدعوة الدعاء والعبادة يجب ان يكون خالصا لله جل وعلا وحده قال يتبين معنى هذه الاية بذكر ما قبلها بذكر ما قبلها - 01:10:16ضَ
وقوله تعالى ويدعو الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر. فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا قال ابن كثير رحمه الله تعالى يقول تعالى قل يا محمد للمشركين الذين عبدوا غير الله - 01:10:46ضَ
ادع الذين جعلتم من دونه من الاصنام والانداد. وارغبوا اليهم فانهم لا يملكون كشف الضر عنكم الكلية ولا تحويل اي ولا يحولوه الى غيركم. والمعنى ان الذي يقدر على ذلك هو - 01:11:06ضَ
الله وحده لا شريك له الذي له الخلق والامر. قال قال العوفي عن ابن عباس رضي الله عنه في الاية كان اهل الشرك يقولون نعبد الملائكة والمسيح وعزيرا وهم الذين يدعون يعني الملأ يعني الملائكة - 01:11:26ضَ
والمسيح وعزير وروى البخاري رحمه الله في الاية عن ابن عن ابن مسعود رضي الله عنه قال ان الجن كانوا يعبدون فاسلموا وفي رواية كان ناس من الانس يعبدون اناس من الجن فاسلم الجن وتمسك هؤلاء بدينهم. يعني ان المعبودين من الجن - 01:11:46ضَ
يتقربون الى الله ويتسارعون لطاعته ايهم اقرب اليه زلفى. وبقي الانس يشركون على عبادتهم. فيقول اولئك الذين تدعون يذكرون الى ربهم الوسيلة. يعني انهم اسلموا واتبعوا ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم لانه هو الوسيلة الى الله جل وعلا. نعم - 01:12:16ضَ
قال وقول ابن مسعود هذا يدل على ان الوسيلة هي الاسلام. وهي كذلك على كلا القولين. وقال السدي عن ابي صالح عن ابن عباس رضي الله عنه في الاية قال عيسى وامه وعزير وقال مغيرة عن ابراهيم كان - 01:12:46ضَ
ابن عباس يقول في هذه الاية هم عيسى وعزير والشمس والقمر. وقال مجاهد عيسى وعزير والملائكة صواب ان هذه عامة في كل ما يدعى من دون الله سواء كان صالحا من عباد الله - 01:13:06ضَ
واما من بني البشر من البشر او من الملائكة او من الجن. او كان اه صنما او شجرا او غير ذلك فكل ما دعي من دون الله فهو لا يملك كشف الضر ولا تحويله. يعني لا يملك شيئا وهو ايضا اذا - 01:13:26ضَ
فكان غير عاقل خاضع لله جل وعلا ذال له عابد له. من عبادة التي سخره الله جل وعلا بها يعبد ربه. فانه جل وعلا كل من ما في السما وفي الارض من غير - 01:13:46ضَ
اهلا والجن يعبد ربه يعبد الله جل وعلا. اما الجن والانس فهم الذين حط على كثير من القول حيث كفروا بالله جل وعلا. والمقصود انه اذا وقعت العبادة منهم سواء كانت - 01:14:06ضَ
عاقل او لغير عاقل. فهي شرك وضلال. وها ذلك المعبود سوف يتبرأ من العابد احوج ما كان الي وسوف يكفر لعبادته كما اخبر الله جل وعلا بذلك بقوله جل وعلا ومن اضل ممن يدعو - 01:14:26ضَ
الحمد لله من لا يستجيب له الى يوم القيامة. وهم عن دعائهم غافلون. واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكان بعبادتهم كافرين. هذا عام في كل معبود من دون الله. نعم. قوله ويرجون رحمته ويخافون عذابه. لا تتن - 01:14:46ضَ
العبادة الا بالخوف والرجاء. فكل داع دعا دعاء عبادة او استغاثة لا بد له من ذلك. فاما ان خائفا واما ان يكون راجيا واما ان يجتمع فيه الوصفان. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في هذه الاية - 01:15:06ضَ
لما ذكر اقوال المفسرين وهذه الاقوال كلها حق فان الاية تعم من كان معبوده سواء كان من الملائكة او من الجن او من البشر. والسلف في تفسيرهم يذكرون جنس المراد - 01:15:26ضَ
الاية على نوع التمثيل كما يقول الترجمان لمن سأله ما معنى الخبز؟ فيريه رغيفا فيقول فاقول هذا في الاشارة الى نوعه لا الى عينه وليس مرادهم بذلك تخصيص نوع دون نوع - 01:15:46ضَ
مع شهود الاية. هم. فلاية خطاب لكل من دعا لكل من دعا من دين الله مدعو. وذلك وذلك المدعو يبتغي الى الله الوسيلة. وارجو رحمته ويخاف عذابه. فكل من دعا ميتا او - 01:16:06ضَ
قائدا من الانبياء والصالحين سواء كان بنهب الاستغاثة او غيرها فقد تناولته هذه الاية وما تناول كما تتناول من جعل الملائكة والجن فقد نهى الله تعالى عن دعائهم وبين انهم لا - 01:16:26ضَ
كشف الضر عن الداعين. ولا تحويله ولا يرفعونه بالكلية. ولا يحولونه من نوبهم الى موضع كتغيير صفته او قدره. ولهذا قال تعالى ولا تحويل فذكر فذكر نكرة تعم انواع التحويل فذكر فذكر النكرة تعم انواع التحويل فكل من دعا ميتا او غائب - 01:16:46ضَ
من الانبياء والصالحين او دعا الملائكة فقد دعا من لا يغيته ولا يملك كشف الضر عنه ولا تحويله حاضنا في شيء لا يقدر عليه. انما يلزم يكون ميت اما دعاة الميت والغائب - 01:17:16ضَ
هذا دعاؤه شرك مطلقا. سواء الشيء الذي يقدر عليه ولا يقدر عليه لو كان حاضرا. لانه في دعوته هذه لا يسمع وليس قادرا على ذلك. اما اذا كان حاضرا يشترط ان يكون دعاؤه فيما يستطيع - 01:17:36ضَ
اما اذا كان في الشيء الذي لا يجيبه مثل ان يدعوه ان يشفي مرضه او ان يصلح قلبه او ان يجيب له جهودا وما اشبه ذلك. فهذا شرك اكبر بالله جل وعلا. لان هذا من خصائص الله جل وعلا - 01:17:56ضَ
كل من جعل شيئا ما هو لله جل وعلا للمخلوق فقد وقع في الشرك الاكبر نعم. قال وفي هذه الاية رد على من يدعو صالحا ويقول انا لا اشرك بالله شيئا. فالشرك عبادة الاصنام. ما هي - 01:18:16ضَ
الذي يدعو صالحا سواء كان حيا او ميت. ويقول لنا دعاؤه دعائي له ليس شركا وانما هذا توسل توسل به. الواقع ان هذا هو الشرك. وان قبور الاسم فهو لا يوجد شيء - 01:18:36ضَ
قول الله تعالى واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني في قول الله جل وعلا عن ابراهيم عليه السلام واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني فانه سيهدين. وجعلها كلمة باقية في عقبه لعله - 01:18:56ضَ
في هذه الاية توضيح من الله جل وعلا ان اسم يجب عليه ان يتبرأ من الكافر. وان يبذل ذلك. يظهره. ويعلنه لانه بريء منه. لان لان الله جل وعلا قطع الصلة بين - 01:19:26ضَ
ايها الكافر انقطعت الصلة نهائيا وان كان اباه او اخاه او ابنه كما قال الله جل وعلا في الاية الاخرى لا تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من الله ورسوله ولو كانوا ابائهم او ابنائهم او اخوانهم او عشيرتهم. ثم ختم - 01:19:56ضَ
بالثناء على الصحابة الذين تبرأوا من اقربائهم. اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح وهذا كما يقول بعض المفسرين نزلت في مثل ابي عبيدة لما حاول قتل اباه رآه في بدر فالمسلم بريء من المشركين يتبرأ منه - 01:20:26ضَ
نعيمهم بانه عدو لهم. فا صلة بين المسلمين والمشرك الكافر عموما. ولهذا قال الله الله جل وعلا لنا في الاية الاخرى قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه. اذ قالوا لقومهم - 01:20:56ضَ
برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغظاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده. ثم استثنى جل وعلا عدم التأسي لقول ابراهيم لابيه لاستغفرن لك. فقال الا قول ابراهيم لابيه لاستغفرن لك. يعني لا تتأسوا به - 01:21:16ضَ
هذا لا تتأسوا به لان هذا كما اخبر الله جل وعلا في الاية الاخرى انه فعله عن وعد وعد اباه ذلك ثم لما تبين له ان اباه عدو لله تبرأ منه. فهكذا يكون الموحد - 01:21:46ضَ
ولا يتم توحيد الانسان الا بذلك. بان يكون ولاؤه كله لله جل وعلا كذلك من كان على هذا النهج من عباد الله جل وعلا. وفي هذه الاية توظيح معنى شهادة ان لا اله الا الله واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني - 01:22:06ضَ
وتوضيح ذلك ان ابراهيم عليه السلام تبرأ من جميع المعبودات لانها باطلة المهم واستثنى منها الذي فطره وهو الله جل وعلا. ومعنى فطرني خلقني. الذي خلقني بعد ان لم يكن شيئا فهذا يدل على ان قوم ابراهيم كانوا يعبدون الله ويعبدون معه - 01:22:36ضَ
فتبرأ من المعبودات التي يعبدونها واستثنى منها الهه. وربه جل وعلا الذي يجب ان تكون العبادة له. معنى لا اله الا الله هو هذا الولا والبراء ان يتبرأ من جميع المعبودات ويخلص عبادته لله وحده. تكون العبادة لمعبود واحد. هو الله - 01:23:06ضَ
الله جل وعلا هو ان يكفر بجميع ما يعبد من دون الله. ثم ان العبادة كل ما يتقرب به الانسان الى ربه جل وعلا من فعل او قول يرجو بذلك الثواب ويخاف ما لو لم يأتي به ان يعاقب - 01:23:36ضَ
او يسأله مطلب مطلبا معينا. سواء كان من امور الدنيا او من امور الاخرة. فهو مثل الدعاء بل الدعاء هو مخ العبادة واصلها واساسها والله جل وعلا اوجب الدعاء على عباده. فقال وقال ربكم ادعوني. وهذا القول يكتظ الوجوب انه يجب - 01:23:56ضَ
وقال ربكم ادعوني استجب لكم. ويأمر عباده بان يدعوه وسواء كان الدعاء لمسألة معينة ونفع معين من امور الدنيا او لشيء عام. من امور والاخرة او يخص الاخرة. فكله يكون من افضل العبادة فلا يجوز ان يكون الدعاء لغير الله جل وعلا. وهكذا جميع انواع - 01:24:26ضَ
عبادة يجب ان تكون خالصة لله جل وعلا. ولهذا تكون الاية موضحة معنى شهادة ان لا اله فان الله وكثير من القرآن من ايات القرآن يوضح ذلك توظيحا جليا غير ان كثيرا من الناس - 01:24:56ضَ
يعرب عن فهم القرآن وتدبره. وقد ذم الله جل وعلا الذين لا يفهمون القرآن ولا يتدبرونه. افلا يتدبرون القرآن ان على قلوبنا اقفالها يجب على المسلم ان يتفهم كتاب ربه لان الله يخاطب عباده - 01:25:16ضَ
الخطاب الذي يدعوهم فيه الى ان يفهموه ويعملوا به. نعم. قال ابن كثير رحمه الله تعالى يقول تعالى مخبرا عن عبده ورسوله وخليله امام الحنفاء ووالد من بعث بعده من الانبياء الذي تنتسب اليه قريش في نسبها ومذهبها انه تبرأ من ابيه وقومه في - 01:25:36ضَ
فقال انني براء مما تعبدون. ان الذي فطرني فانه سيهدين. وجعلها كلمة بقية في عقبه لعلهم يرجعون. اي ان هذه الكلمة وهي عبادة الله وحده. لا شريك له وخلع ما - 01:26:06ضَ
من الاوثان وهي لا اله الا الله جعلها في ذريته يقتدي به فيها. يقتدي به فيها من هداه الله من ذرية ابراهيم عليه السلام لعلهم يرجعون اي اليها. قال عكرمته جل وعلا - 01:26:26ضَ
عن إبراهيم عليه السلام فانه سيهدين. دليل ظاهر على ان المسلم لا يعتمد على نفسه وعلى فعله وقوته. وانما يلجأ الى ربه في كل ما يصدر منه ويبرأ من الحول والقوة فان الهداية هي - 01:26:46ضَ
بسم الله الانسان لا يملكها اذا لم يزله الله جل وعلا. فانه سيهدين يعني اذا اتجهت هذا الاتجاه فانا ارجو هدايته. واطلبها منه وليست الهداية وانما هي من الله جل وعلا. فهو يهدي من يشاء ويضل من يشاء. وهذا - 01:27:16ضَ
من مقتضى العبودية ان يكون الانسان مستسلما منقادا لله جل وعلا والا يكون لنفسه مع الله جل وعلا منازعة. ننازعه لا فيما يصدر من الله جل وعلا ولا فيما يصدر من العبد غير ان العبد مكلف بامتثال الامر - 01:27:46ضَ
واجتناب المنهج عنه. ثم هو اذا لم يعن اذا لم يعنه الله جل وعلا ويهديه لذلك ما يستطيع ان ولهذا وجب علينا ان نردد هذا المعنى ندعو الله جل وعلا به في كل ركعة من - 01:28:16ضَ
ركعات الصلاة. نقول اياك نعبد واياك نستعين. يعني اننا اذا لم تعنا على عبادتك ما استطيع ان نفعل شيء. فالعبد يكون مستسلما منقادا لله بارئا من الحول والقوة وانما هو عبد لله يتصرف فيه كيف يشاء. فهو يسأل ربه مفتقرا اليه - 01:28:36ضَ
مظهرا فترة في عبادته التي يتقرب بها الى الله بان يوفقه الله جل وعلا فيها وفي مستقبله وفي جميع احواله. يجب ان يكون العبد بهذه المثابة. وان يعلم ان الخلق كلهم لا يغنون عنه في ذلك شيء. اما اذا اصبح ينازع ربه - 01:29:06ضَ
في في التصرفات فانه يكون له نوع من الكبر. من التكبر على الله جل وعلا وعلى عبادته سيخذل في ذلك. يكون مخذولا ويعرض الله جل وعلا عنه. ويكله الى نفسه. ومن وكل الى - 01:29:36ضَ
نفسه تولاه الشيطان وظل. نسأل الله العافية. ففي هذا دليل على ان العبادة مقترنة بالاستعانة وانه وانها لا تصح العبادة الصحة المطلوبة حتى تقترن بعون الله جل على وتوفيقه. الانسان يعبد ربه ويسأله التوفيق والعون على ذلك. نعم - 01:29:56ضَ
قال عكرمة ومجاهدنا الضحاك وقتادة والسدي وغيرهم. في قوله تعالى وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون. يعني لا اله الا الله لا يزال في ذريته من يقولها وكانت هذه الكلمة وقت ما بعث النبي صلى الله عليه وسلم ما كانوا يعرفونه. فانه - 01:30:26ضَ
كما في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله تعالى نظر الى اهل الارض شمقته الا بقايا من اهل الكتاب. والنقد شدة البغض. والكراهة. ينبتهم لان - 01:30:56ضَ
على الشرك وكان الناس العقلاء منهم وهم قلة في ذلك - 01:31:16ضَ