Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولولاة امورنا ولجميع المسلمين امين. قال الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه - 00:00:00ضَ
الصالحين في باب فضل الوضوء قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم الى قوله تعالى ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ان يطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون. بسم الله الرحمن الرحيم - 00:00:20ضَ
تقدم الكلام على اول هذه الاية الكريمة وهي قول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق. وامسحوا برؤوسكم وارجلكم الى الكعبين. وسبق الكلام على الطهارة الصغرى - 00:00:40ضَ
ثم قال الله عز وجل وان كنتم جنبا فاطهروا. الجنب هو من لزمه الغسل باحتلام او جماع ولو لم ينزل. فمتى احتلم او جامع ولو لم ينزل فهو جنب. وسمي الجنب - 00:01:00ضَ
جنبا لامرين. الامر الاول ان الماء جانب محله يعني باعد محله. والامر الثاني انه مأمور مواضع الصلاة. كما قال الله عز وجل يا ايها الذين امنوا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعلمون - 00:01:20ضَ
ما تقولون ولا جنبا الا عابري سبيل حتى تغتسلوا. ثم قال عز وجل وان كنتم جنبا فاطهروا اي فاغتسلوا وان كنتم مرضى او على سفر. المرضى جمع مريض والمرض هو خروج البدن عن حد الاعتدال - 00:01:40ضَ
والمراد بالمرض هنا المرض الذي يتضرر معه باستعمال الماء. وضابط ذلك ان يكون استعمال الماء مما يزيد في مرضه او يؤخر البرء. فان كان استعمال الماء يؤخر برء المرض. او يزيد في مرضه فانه - 00:02:00ضَ
اعجنوا الى التيمم ولهذا قال وان كنتم جنبا فاطهروا وان كنتم مرضى او على سفر والسفر هو مفارقة محل الاقامة على وجه المسمى سفرا. وانما خص الله تعالى السفر لان الغارب فيه ولا سيما في الزمن السابق - 00:02:20ضَ
الغارم فيه فقد الماء. او على سفر او جاء احد منكم من الغائط. والغائط في الاصل هو من انخفض من الارض وسمي بذلك لانهم كانوا سابقا اذا ارادوا ان يقضوا حاجتهم ذهبوا الى مكان منخفض لانهم - 00:02:40ضَ
فهو في الاصل اعني الغائط من خفض من الارض ثم اطلق على الخارج المستقذر او جاء احد منكم من الغائط او لامستم النساء. المراد بالملامسة هنا الجماع. وليس مجرد المس والجس باليد بل المراد الجماع لامرين اولا ان هذا هو تفسير حبل الامة وترجمان - 00:03:00ضَ
ابن عباس رضي الله عنهما. وثانيا ان هذا هو مقتضى البلاغة في الاية الكريمة. فان الله عز وجل ذكر في هذه الاية الكريمة الطهارة الصغرى والطهارة الكبرى. الطهارة الصغرى الاصلية وهي الوضوء - 00:03:30ضَ
طهارة الكبرى الاصلية وهي الغسل في قوله وان كنتم جنبا. وذكر سبحانه وتعالى البدل في الطهي الصغرى والكبرى وهو التيمم. وذكر سبحانه وتعالى ايضا في الاية موجبا للطهارة الصغرى وهو قوله او جاء احد منكم من الغائط. فلو فسرنا قوله عز وجل او لامستم النساء ان المراد بالملامسة اللمس - 00:03:50ضَ
باليد والجس باليد لكان الله عز وجل ذكر في الاية سببين موجبين للطهارة الصغرى ولم يذكر موجبا بالطهارة الكبرى. فيكون مقتضى البلاغة ان المراد بقوله او لامستم المراد بالملامسة هنا الجماع - 00:04:20ضَ
او لامستم النساء فلم تجدوا ماء. وقولوا فلم تجدوا لا يقال لم يجد الا بعد الطلب. يعني طلبتم وبحثتم عن المال فلم تجدوا ماء فتيمموا اي اقصدوا. صعيدا طيبا. والصعيد كل ما تصاعد على وجه الارض - 00:04:40ضَ
من تراب او رمل او حصى او نحو ذلك. فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وايديكم من اي امروا هذا التراب على وجوهكم وايديكم. ثم قال عز وجل ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج. ما يريد - 00:05:00ضَ
الارادة هنا بمعنى المحبة. وهي ارادة شرعية بمعنى المحبة اي ما يحب شرعا ان يجعل عليكم من حرج والحرج هو الشدة والظيق. ولكن يريد ليطهركم. يعني يحب ليطهركم تطهيرا حسيا وتطهيرا معنويا. اما التطهير الحسي فبنظافة البدن. وذلك في الوضوء - 00:05:20ضَ
وفي الغسل. واما الطهارة المعنوية فهي التطهر من الذنوب والخطايا. لان الوضوء والغسل يطهر الذنوب والخطايا. ولكن يريد ان يطهركم وليتم نعمته. اي ليكمل نعمته عليكم لعلكم تشكرون. اي لاجل ان تشكروا. والشكر هو القيام بطاعة المنعم. وهو - 00:05:50ضَ
يتعلق اعني الشكر بالقلب واللسان والجوارح. اما الشكر بالقلب فان يقر بقلبك ان الله تعالى هو الذي اسدى اليه هذه النعم. فهو سبحانه وتعالى المسدل للنعم الدافع للنقم. واما باللسان فيكون بالثناء على الله تعالى وتمجيده وحمده. واما بالجوارح فشكر الجوارح ان يستعمل - 00:06:20ضَ
هذه النعم في طاعة الله تعالى وفيما يرضيه. وان يستعين بها على طاعة الله. والا تكون سببا لمخالفة فالشكر يكون بالقلب واللسان والجوارح. ولهذا قال الشاعر افادتكم النعماء مني ثلاثة يدي - 00:06:50ضَ
ولساني والظمير المحجبة. ويأتي ان شاء الله تعالى ما في هذه الاية الكريمة من الفوائد والاحكام وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد - 00:07:10ضَ