تفسير سورة البقرة | حسن الحسيني
#23 خلاصة التفسير | تفسير سورة البقرة [الآيات: 234 إلى 245] || حسن الحسيني
ما زال السياق في بيان مسائل الطلاق والعدة والنفقات. وبعض الحقوق والاحكام التي تتعلق بالاسرة وصيانتها وسعادتها. لتهتدي الى افضل الاخلاق واقوم العلاقات بين الافراد والاسر والجماعات وبحكمة بخلاصة التفسير للقرآن - 00:00:00
تهجر القرآن يا احبابي. فهو الشفيع لنا بيوم حسابي وهو المعلم يا اولي الالباب. هيا بنا نحيا به الي بنا بخلاصة التفسير للقرآن اعوذ بالله من الشيطان الرجيم والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجا يتربصن بانفسهن - 00:01:00
ان اربعة اشهر وعشرا فاذا بلغن اجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن في انفسهن ان بالمعروف والله بما تعملون خبير يبين الله تعالى في هذه الاية الكريمة عدة المرأة اذا توفي عنها زوجها. والمعنى والذين يتوفاهم الله تعالى منكم ايها المسلمون. ويترك - 00:01:53
ورائهم زوجات غير حوامل فعليهن الانتظار حتى انقضاء عدتهن. ومدتها اربعة اشهر وعشرة ايام. فيمتنعن خلالها عن الخروج من بيت الزوج ويمتنعن عن الزواج وعن والتجمل وفاء لحق الزوج الميت. واستبراء للرحم. فاذا انتهت العدة - 00:02:35
فلا اثم عليكم ايها الاولياء فيما فعلن بانفسهن مما كان ممنوعا عليهن في فترة العدة. على المعروف شرعا وعرفا. والله خبير باعمالكم ظاهرها وباطنها وسيجازيكم عليها ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة - 00:03:05
او اكناتم في انفسكم علم الله انكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن ان سرا الا ان تقولوا قولا معروفا ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب اجله واعلموا ان الله يعلم ما في انفسكم فاحذروا - 00:03:36
واعلموا ان الله غفور حليم. تضمنت الايات الكريمة حكم خطبة المرأة المعتدة. اولا المرأة المطلقة طلاقا رجعيا يحرم خطبتها اثناء العدة لانها في حكم الزوجة. فلزوجها ان يراجعها ما دامت في العدة. ثانيا - 00:04:27
المرأة المعتدة من وفاة او طلاق بائن فيحرم التصريح لها بالخطبة. ويجوز التعريض والتعريض هو التلميح بالزواج. كان يقول لها اني ابحث عن زوجة مناسبة. او اذا انتهت عدتك فشاوريني ان اردت الزواج. فلا جناح عليكم في التلميح او فيما اخفيتموه في انفسكم - 00:04:58
من رغبة الزواج بهن ولكن احذروا احذروا ان تتواعدوا بالنكاح سرا وهن في مدة العدة الا وفق المعروف من القول وهو التعريض. ولا تبرم عقد النكاح تنتهي العدة. واعلموا ان الله يعلم ما تضمرونه في انفسكم. فاحذروا عقابه. واعلموا - 00:05:28
ان الله غفور على من تاب. وحليم لا يعاجل بالعقوبة لا جناح عليكم ان طلقتم النساء ما لم تمسوهن او تفرضوا لهن فريضة ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقترح قدره متاعا - 00:05:58
بالمعروف حقا على المحسنين. في الاية الكريمة بيان حكم الطلاق لو وقع قبل الدخول بالزوجة وكان المهر غير محدد بعد. فلا اثم عليكم ايها الرجال ان طلقتم اللاتي عقدتم عليهن ولم تجامعوهن. وقبل ان توجبوا لهن مهرا معينا. والحكم في هذه الحالة - 00:06:32
انه لا يجب عليكم دفع المهر لهن لانه لم يتم تحديده. لكن يجب اعطاؤهن عطاء ان من المال او غيره يتمتعن به تطييبا لخاطرهن وجبرا لنفوسهن. ويكون هذا العطاء على حسب حال الرجل واستطاعته. الغني بقدر يساره. والفقير بقدر اعساره - 00:07:07
وهذا الاعطاء حق ثابت على اهل الاحسان. فلله ما احسن هذا الحكم الالهي وادله على حكمة الباري وان طلقتموهن من قبل ان تمسوهن وقد فرضتم فريضة فنصف ما فرضتم الا ان يعفون او يعفو الذي بيده عقدة - 00:07:37
النكاح وان تعفو اقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم ان الله بما تعملون بصير في الاية السابقة بيان حكم الطلاق لو وقع قبل الدخول وقبل تسمية المهر. وفي هذه الاية الكريمة حكم الطلاق لو وقع قبل الدخول - 00:08:20
والمهر كان محددا. فيا ايها الرجال ان طلقتم زوجاتكم اللاتي عقدتم عليهن قبل الجماع وقد اجبتم لهن مهرا معينا فالواجب عليكم ان تدفعوا لهن نصف المهر الذي حددتموه الا اذا اسقطت المطلقة حقها او سمح الزوج ببذل كامل المهر لها. فله ماذا - 00:08:57
عليك. ثم حبب الله تعالى التسامح الى الازواج. فقال وان تعفو اقرب للتقوى وا ايها الرجال والنساء ان تتسامحوا في الحقوق التي بينكم فهذا اقرب الى تقوى القلوب وصفاء النفوس. لان هذا التنازل والتسامح يظفي على جو الطلاق - 00:09:27
لونا من المودة والتقارب بين النفوس التي المها الفراق. ولا الجميل والاحسان بينكم. فالله مطلع على اعمالكم وسيجازيكم عليها. وما اجمل ختام هذه الايات بالتذكير بالمودة والجميل الذي كان بين الزوجين. والوصية بالعفو - 00:09:57
احسان ولقد حفظ لنا التاريخ الاسلامي صورا مشرقة لهذا العفو والفضل. من ذلك ان احد الصحابة تزوج امرأة وطلقها قبل الدخول بها فاعطاها المهر كاملا مفروض هو دفع نصف المهر. فقيل له في ذلك فقال انا احق بالعفو منها - 00:10:27
اه وهكذا نرى حرص السلف الصالح على الاستجابة لتوجيهات القرآن. فاين اليوم من هذه الوصايا والاحكام. فشرائع الاسرة يستحيل نجاحها بعيدا عن ضوابط الاخلاق والايمان والتقوى حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين - 00:10:57
وبعد هذا الحديث المستفيض عن الطلاق واحكامه والذي لم ينتهي بعد. اذ تأتينا ايات عن الصلاة والذكر متوسطة بين الايات المتعلقة باحكام الاسرة ومسائل الطلاق. وذلك لحكمة بليغة لعل السر في ذلك ان امور الطلاق غالبا ما تثير التخاصم بين الناس - 00:11:33
فاراد القرآن بطريقته وباسلوبه ان يوجه الناس الى الله. بالدعوة الى الصلاة فهي خير معين على حل قضاياكم المتعلقة بالطلاق وغيره. اضافة الى ان الطلاق قد يترك في صدر احد الزوجين الما وهما. فالصلاة دواء للمنغصات النفسية - 00:12:03
ووسيلة لنسيان هموم الدنيا. ولهذا كان النبي عليه الصلاة والسلام اذا حزبه اي احزنه امر توجه الى الصلاة. فالطلاق يولد البغضاء والشحناء والصلاة تنهى عن المنكر والفحشاء وهذا افضل طريق لتربية النفس الانسانية. فيا ايها المؤمنون - 00:12:33
واظبوا على اداء الصلوات في اوقاتها وخاصة الصلاة الوسطى وهي صلاة العصر. فحافظوا وعلى الصلاة تحفظكم من كل هم وغم وكدر. وتحفظكم من الفحشاء والمنكر. وقوموا ولله في صلاتكم خاضعين خاشعين - 00:13:03
فان خفتم فرجالا او ركبانا فاذا امنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا والصلاة واجبة على المسلمين في كل وقت وحين حتى في حال خوف من العدو لا تتركوا الصلاة. بل صلوها كيفما تيسر لكم. على اي كيفية؟ مشاة على ارجلكم او - 00:13:30
راكبين على دوابكم على اي وضع كان. فاذا زال الخوف عنكم اذكروا الله تعالى. وصلوا الصلاة على الكيفية التي شرعها الله لكم. وكما علمكم ما لم تكونوا تعلمونه من النور والهدى - 00:14:07
نعم. وتلك نعمة عظيمة تقتضي مقابلتها بالذكر والشكر لله تعالى والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجا وصية لازواجهن متاعا الى الحول غير اخراج فان خرج نفلا جناح عليكم فيما فعلن في انفسهن من - 00:14:27
والله عزيز حكيم تعود الايات للحديث عن الطلاق عدة والنفقات. ومعنى الاية والذين يشرفون منكم على الموت ويتركون زوجاتهم يجب عليهم قبل ان يحضرهم الموت ان يوصوا لزوجاتهم بالسكن والنفقة. لمدة عام كامل. ينفق عليهن من - 00:15:08
التركة وعلى الورثة الا يخرجوهن من مساكنهن جبرا لهن على ما اصابهن. فان خرجن قبل اكمال العام مختارات راضيات من تلقاء انفسهن فلا اثم عليكم يا اولياء الميت في ان يفعلن ما لا ينكره الشرع كالتزين والتطيب والتعرظ للخطاب. والله - 00:15:42
طالب في ملكه حكيم في تدبيره وشرعه. هذا وقد ذهب جمهور المفسرين الى ان حكم هذه اية كان في اول الاسلام ثم نسخت المدة الى اربعة اشهر وعشرة ايام متوفى عنها زوجها كما مر معنا في الاية السابقة - 00:16:12
وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين قد اكرم الله تعالى النساء المطلقات وجعل لهن حقا. بان عطاء يتمتعن به من كسوة او مال او غير ذلك. جبرا لخواطرهن المنكسرة بالطلاق - 00:16:39
فقط يدفع اليهن بالمعروف حسب استطاعة الزوج. وهذا العطاء حق على المؤمنين المتقين لله تعالى كذلك يبين الله لكم اياته لعلكم تعقلون ولما بين الله تعالى الاحكام العظيمة المتعلقة بالاحوال الشخصية من احكام النكاح - 00:17:09
والطلاق والرجعة والخلع والرضاع والعدة والمهور. المشتملة على الحكمة والرحمة. امتن الله بها على عباده بان مثل ذلك البيان الشافي الذي يراعي المصالح يبين الله لكم اياته وهدايته المشتملة على حدوده واحكامه. لعلكم تعقلونها. ثم تعملون بها - 00:17:45
فتنالون السعادة في الدنيا والاخرة الم تر الى الذين خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت فقال الله موتوا ثم احياهم ان الله لذو فضل على الناس ولكن اكثر الناس لا يشكرون. بعد انتهاء الحديث عن احكام نظام الاسرة جاء الان - 00:18:15
الحديث عن نظام الجماعة. وان قوامها على القوة والعزة. ولا صلاح للاسرة الا نلاحظ مجتمع وكانت التوطئة بهذه القصة. الم يصل الى سمعك ايها المخاطب؟ خبر قوم من بني اسرائيل كانوا الوف مؤلفة. قيل انهم كانوا ثمانين الفا. خرجوا - 00:19:01
من وطنهم وديارهم فرارا من الموت. وسبب خروجهم ذكر المفسرون في ذلك قولان. قيل سبب وباء وقع في بلادهم وقيل لان العدو دهمهم فدعاهم ملكهم الى الجهاد انهم خافوا وهربوا. فقال الله تعالى لهم موتوا. فماتوا جميعا - 00:19:31
روي ان الله تعالى اماتهم ثمانية ايام. ثم اعادهم الله تعالى احياء قال ابن كثير في هذه القصة عبرة ودليل على انه لا يغني حذر من قدر ان هؤلاء خرجوا فرارا من الوباء طلبا لطول الحياة. فعملوا بنقيض قصدهم. وجاءهم الموت سريعا - 00:20:01
في ان واحد. والله ذو احسان على الناس حيث يريهم من الايات الباهرة ما يبصرهم بالحقائق النافعة. ولكن اكثر الناس لا يشكرون الله. وتشير الاية الكريمة كريمة الى ان موت الامم غالبا له سببان. الجبن والبخل. ولذا جاءت الاية - 00:20:31
التالية تدعو الى القتال والاية بعدها تدعو الى الانفاق وقاتلوا في سبيل الله واعلموا ان الله سميع عليم القصة السابقة كانت توطئة للامر بالقتال. فكما ان هروب اولئك من ديارهم لم يمنحهم الحياة فكذلك قعودكم عن القتال لن يمنحكم الحياة - 00:21:01
بقاء. فيا ايها المؤمنون قاتلوا اعداء الله لاعلاء دين الله. واعلموا ان الله سميع لاقوالكم عليم بنياتكم وافعالكم وسيجازيكم عليها من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا سيضاعفه له اضعافا - 00:21:40
كثيرة والله يقبض ويبسط واليه ترجعون ولما كان القتال في سبيل الله لا يتم الا ببذل الاموال امر الله تعالى عباده بالانفاق. وسماه اربعة. ومعنى الاية ان الذي ينفق ما له في وجوه الخير ابتغاء مرضاة الله. سيكون جزاؤه - 00:22:08
مضاعفة اجره اضعافا كثيرة. والله يضيق في الرزق على من يشاء من عباده ويوسع على من يشاء من عباده ابتلاء وامتحانا بحكمته وعدله. واليه ترجعون ان يوم القيامة فيجازيكم على اعمالكم - 00:22:43
اياتي ونذوب طعم الشند في كلماته متعلمين الفقه ومن لمحاته ان ارى به اراحنا تسمو بنا خلاصة التفسير للقرآن. قصص به تعطينا اسم العيد تحكي لنا انباء فيها مستجرون عن قصة - 00:23:13
الكرام مع البشر وتكون تثبيت لقلب حبيبنا بخلاصة التفسير للقرآن. بخلاصة التفسير للقرآن - 00:23:53
Transcription
ما زال السياق في بيان مسائل الطلاق والعدة والنفقات. وبعض الحقوق والاحكام التي تتعلق بالاسرة وصيانتها وسعادتها. لتهتدي الى افضل الاخلاق واقوم العلاقات بين الافراد والاسر والجماعات وبحكمة بخلاصة التفسير للقرآن - 00:00:00
تهجر القرآن يا احبابي. فهو الشفيع لنا بيوم حسابي وهو المعلم يا اولي الالباب. هيا بنا نحيا به الي بنا بخلاصة التفسير للقرآن اعوذ بالله من الشيطان الرجيم والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجا يتربصن بانفسهن - 00:01:00
ان اربعة اشهر وعشرا فاذا بلغن اجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن في انفسهن ان بالمعروف والله بما تعملون خبير يبين الله تعالى في هذه الاية الكريمة عدة المرأة اذا توفي عنها زوجها. والمعنى والذين يتوفاهم الله تعالى منكم ايها المسلمون. ويترك - 00:01:53
ورائهم زوجات غير حوامل فعليهن الانتظار حتى انقضاء عدتهن. ومدتها اربعة اشهر وعشرة ايام. فيمتنعن خلالها عن الخروج من بيت الزوج ويمتنعن عن الزواج وعن والتجمل وفاء لحق الزوج الميت. واستبراء للرحم. فاذا انتهت العدة - 00:02:35
فلا اثم عليكم ايها الاولياء فيما فعلن بانفسهن مما كان ممنوعا عليهن في فترة العدة. على المعروف شرعا وعرفا. والله خبير باعمالكم ظاهرها وباطنها وسيجازيكم عليها ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة - 00:03:05
او اكناتم في انفسكم علم الله انكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن ان سرا الا ان تقولوا قولا معروفا ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب اجله واعلموا ان الله يعلم ما في انفسكم فاحذروا - 00:03:36
واعلموا ان الله غفور حليم. تضمنت الايات الكريمة حكم خطبة المرأة المعتدة. اولا المرأة المطلقة طلاقا رجعيا يحرم خطبتها اثناء العدة لانها في حكم الزوجة. فلزوجها ان يراجعها ما دامت في العدة. ثانيا - 00:04:27
المرأة المعتدة من وفاة او طلاق بائن فيحرم التصريح لها بالخطبة. ويجوز التعريض والتعريض هو التلميح بالزواج. كان يقول لها اني ابحث عن زوجة مناسبة. او اذا انتهت عدتك فشاوريني ان اردت الزواج. فلا جناح عليكم في التلميح او فيما اخفيتموه في انفسكم - 00:04:58
من رغبة الزواج بهن ولكن احذروا احذروا ان تتواعدوا بالنكاح سرا وهن في مدة العدة الا وفق المعروف من القول وهو التعريض. ولا تبرم عقد النكاح تنتهي العدة. واعلموا ان الله يعلم ما تضمرونه في انفسكم. فاحذروا عقابه. واعلموا - 00:05:28
ان الله غفور على من تاب. وحليم لا يعاجل بالعقوبة لا جناح عليكم ان طلقتم النساء ما لم تمسوهن او تفرضوا لهن فريضة ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقترح قدره متاعا - 00:05:58
بالمعروف حقا على المحسنين. في الاية الكريمة بيان حكم الطلاق لو وقع قبل الدخول بالزوجة وكان المهر غير محدد بعد. فلا اثم عليكم ايها الرجال ان طلقتم اللاتي عقدتم عليهن ولم تجامعوهن. وقبل ان توجبوا لهن مهرا معينا. والحكم في هذه الحالة - 00:06:32
انه لا يجب عليكم دفع المهر لهن لانه لم يتم تحديده. لكن يجب اعطاؤهن عطاء ان من المال او غيره يتمتعن به تطييبا لخاطرهن وجبرا لنفوسهن. ويكون هذا العطاء على حسب حال الرجل واستطاعته. الغني بقدر يساره. والفقير بقدر اعساره - 00:07:07
وهذا الاعطاء حق ثابت على اهل الاحسان. فلله ما احسن هذا الحكم الالهي وادله على حكمة الباري وان طلقتموهن من قبل ان تمسوهن وقد فرضتم فريضة فنصف ما فرضتم الا ان يعفون او يعفو الذي بيده عقدة - 00:07:37
النكاح وان تعفو اقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم ان الله بما تعملون بصير في الاية السابقة بيان حكم الطلاق لو وقع قبل الدخول وقبل تسمية المهر. وفي هذه الاية الكريمة حكم الطلاق لو وقع قبل الدخول - 00:08:20
والمهر كان محددا. فيا ايها الرجال ان طلقتم زوجاتكم اللاتي عقدتم عليهن قبل الجماع وقد اجبتم لهن مهرا معينا فالواجب عليكم ان تدفعوا لهن نصف المهر الذي حددتموه الا اذا اسقطت المطلقة حقها او سمح الزوج ببذل كامل المهر لها. فله ماذا - 00:08:57
عليك. ثم حبب الله تعالى التسامح الى الازواج. فقال وان تعفو اقرب للتقوى وا ايها الرجال والنساء ان تتسامحوا في الحقوق التي بينكم فهذا اقرب الى تقوى القلوب وصفاء النفوس. لان هذا التنازل والتسامح يظفي على جو الطلاق - 00:09:27
لونا من المودة والتقارب بين النفوس التي المها الفراق. ولا الجميل والاحسان بينكم. فالله مطلع على اعمالكم وسيجازيكم عليها. وما اجمل ختام هذه الايات بالتذكير بالمودة والجميل الذي كان بين الزوجين. والوصية بالعفو - 00:09:57
احسان ولقد حفظ لنا التاريخ الاسلامي صورا مشرقة لهذا العفو والفضل. من ذلك ان احد الصحابة تزوج امرأة وطلقها قبل الدخول بها فاعطاها المهر كاملا مفروض هو دفع نصف المهر. فقيل له في ذلك فقال انا احق بالعفو منها - 00:10:27
اه وهكذا نرى حرص السلف الصالح على الاستجابة لتوجيهات القرآن. فاين اليوم من هذه الوصايا والاحكام. فشرائع الاسرة يستحيل نجاحها بعيدا عن ضوابط الاخلاق والايمان والتقوى حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين - 00:10:57
وبعد هذا الحديث المستفيض عن الطلاق واحكامه والذي لم ينتهي بعد. اذ تأتينا ايات عن الصلاة والذكر متوسطة بين الايات المتعلقة باحكام الاسرة ومسائل الطلاق. وذلك لحكمة بليغة لعل السر في ذلك ان امور الطلاق غالبا ما تثير التخاصم بين الناس - 00:11:33
فاراد القرآن بطريقته وباسلوبه ان يوجه الناس الى الله. بالدعوة الى الصلاة فهي خير معين على حل قضاياكم المتعلقة بالطلاق وغيره. اضافة الى ان الطلاق قد يترك في صدر احد الزوجين الما وهما. فالصلاة دواء للمنغصات النفسية - 00:12:03
ووسيلة لنسيان هموم الدنيا. ولهذا كان النبي عليه الصلاة والسلام اذا حزبه اي احزنه امر توجه الى الصلاة. فالطلاق يولد البغضاء والشحناء والصلاة تنهى عن المنكر والفحشاء وهذا افضل طريق لتربية النفس الانسانية. فيا ايها المؤمنون - 00:12:33
واظبوا على اداء الصلوات في اوقاتها وخاصة الصلاة الوسطى وهي صلاة العصر. فحافظوا وعلى الصلاة تحفظكم من كل هم وغم وكدر. وتحفظكم من الفحشاء والمنكر. وقوموا ولله في صلاتكم خاضعين خاشعين - 00:13:03
فان خفتم فرجالا او ركبانا فاذا امنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا والصلاة واجبة على المسلمين في كل وقت وحين حتى في حال خوف من العدو لا تتركوا الصلاة. بل صلوها كيفما تيسر لكم. على اي كيفية؟ مشاة على ارجلكم او - 00:13:30
راكبين على دوابكم على اي وضع كان. فاذا زال الخوف عنكم اذكروا الله تعالى. وصلوا الصلاة على الكيفية التي شرعها الله لكم. وكما علمكم ما لم تكونوا تعلمونه من النور والهدى - 00:14:07
نعم. وتلك نعمة عظيمة تقتضي مقابلتها بالذكر والشكر لله تعالى والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجا وصية لازواجهن متاعا الى الحول غير اخراج فان خرج نفلا جناح عليكم فيما فعلن في انفسهن من - 00:14:27
والله عزيز حكيم تعود الايات للحديث عن الطلاق عدة والنفقات. ومعنى الاية والذين يشرفون منكم على الموت ويتركون زوجاتهم يجب عليهم قبل ان يحضرهم الموت ان يوصوا لزوجاتهم بالسكن والنفقة. لمدة عام كامل. ينفق عليهن من - 00:15:08
التركة وعلى الورثة الا يخرجوهن من مساكنهن جبرا لهن على ما اصابهن. فان خرجن قبل اكمال العام مختارات راضيات من تلقاء انفسهن فلا اثم عليكم يا اولياء الميت في ان يفعلن ما لا ينكره الشرع كالتزين والتطيب والتعرظ للخطاب. والله - 00:15:42
طالب في ملكه حكيم في تدبيره وشرعه. هذا وقد ذهب جمهور المفسرين الى ان حكم هذه اية كان في اول الاسلام ثم نسخت المدة الى اربعة اشهر وعشرة ايام متوفى عنها زوجها كما مر معنا في الاية السابقة - 00:16:12
وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين قد اكرم الله تعالى النساء المطلقات وجعل لهن حقا. بان عطاء يتمتعن به من كسوة او مال او غير ذلك. جبرا لخواطرهن المنكسرة بالطلاق - 00:16:39
فقط يدفع اليهن بالمعروف حسب استطاعة الزوج. وهذا العطاء حق على المؤمنين المتقين لله تعالى كذلك يبين الله لكم اياته لعلكم تعقلون ولما بين الله تعالى الاحكام العظيمة المتعلقة بالاحوال الشخصية من احكام النكاح - 00:17:09
والطلاق والرجعة والخلع والرضاع والعدة والمهور. المشتملة على الحكمة والرحمة. امتن الله بها على عباده بان مثل ذلك البيان الشافي الذي يراعي المصالح يبين الله لكم اياته وهدايته المشتملة على حدوده واحكامه. لعلكم تعقلونها. ثم تعملون بها - 00:17:45
فتنالون السعادة في الدنيا والاخرة الم تر الى الذين خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت فقال الله موتوا ثم احياهم ان الله لذو فضل على الناس ولكن اكثر الناس لا يشكرون. بعد انتهاء الحديث عن احكام نظام الاسرة جاء الان - 00:18:15
الحديث عن نظام الجماعة. وان قوامها على القوة والعزة. ولا صلاح للاسرة الا نلاحظ مجتمع وكانت التوطئة بهذه القصة. الم يصل الى سمعك ايها المخاطب؟ خبر قوم من بني اسرائيل كانوا الوف مؤلفة. قيل انهم كانوا ثمانين الفا. خرجوا - 00:19:01
من وطنهم وديارهم فرارا من الموت. وسبب خروجهم ذكر المفسرون في ذلك قولان. قيل سبب وباء وقع في بلادهم وقيل لان العدو دهمهم فدعاهم ملكهم الى الجهاد انهم خافوا وهربوا. فقال الله تعالى لهم موتوا. فماتوا جميعا - 00:19:31
روي ان الله تعالى اماتهم ثمانية ايام. ثم اعادهم الله تعالى احياء قال ابن كثير في هذه القصة عبرة ودليل على انه لا يغني حذر من قدر ان هؤلاء خرجوا فرارا من الوباء طلبا لطول الحياة. فعملوا بنقيض قصدهم. وجاءهم الموت سريعا - 00:20:01
في ان واحد. والله ذو احسان على الناس حيث يريهم من الايات الباهرة ما يبصرهم بالحقائق النافعة. ولكن اكثر الناس لا يشكرون الله. وتشير الاية الكريمة كريمة الى ان موت الامم غالبا له سببان. الجبن والبخل. ولذا جاءت الاية - 00:20:31
التالية تدعو الى القتال والاية بعدها تدعو الى الانفاق وقاتلوا في سبيل الله واعلموا ان الله سميع عليم القصة السابقة كانت توطئة للامر بالقتال. فكما ان هروب اولئك من ديارهم لم يمنحهم الحياة فكذلك قعودكم عن القتال لن يمنحكم الحياة - 00:21:01
بقاء. فيا ايها المؤمنون قاتلوا اعداء الله لاعلاء دين الله. واعلموا ان الله سميع لاقوالكم عليم بنياتكم وافعالكم وسيجازيكم عليها من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا سيضاعفه له اضعافا - 00:21:40
كثيرة والله يقبض ويبسط واليه ترجعون ولما كان القتال في سبيل الله لا يتم الا ببذل الاموال امر الله تعالى عباده بالانفاق. وسماه اربعة. ومعنى الاية ان الذي ينفق ما له في وجوه الخير ابتغاء مرضاة الله. سيكون جزاؤه - 00:22:08
مضاعفة اجره اضعافا كثيرة. والله يضيق في الرزق على من يشاء من عباده ويوسع على من يشاء من عباده ابتلاء وامتحانا بحكمته وعدله. واليه ترجعون ان يوم القيامة فيجازيكم على اعمالكم - 00:22:43
اياتي ونذوب طعم الشند في كلماته متعلمين الفقه ومن لمحاته ان ارى به اراحنا تسمو بنا خلاصة التفسير للقرآن. قصص به تعطينا اسم العيد تحكي لنا انباء فيها مستجرون عن قصة - 00:23:13
الكرام مع البشر وتكون تثبيت لقلب حبيبنا بخلاصة التفسير للقرآن. بخلاصة التفسير للقرآن - 00:23:53
تفسير سورة البقرة | حسن الحسيني
#23 خلاصة التفسير | تفسير سورة البقرة [الآيات: 234 إلى 245] || حسن الحسيني