شرح فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد (مكتمل) | الشيخ د عبدالله الغنيمان

٢٣. فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد | الشيخ د عبدالله الغنيمان

عبدالله الغنيمان

وكان الناس العقلاء منهم وهم قلة في ذلك. يرون انهم على ظلال. ولكن ما يهتدون الى دين. ولهذا ذهب منهم جماعة يطلبون الدين يقولون ان لله دينا هو ارظى من دينكم هذا - 00:00:00ضَ

فذهبوا الى النصارى فوجدوهم ضلال. فذهبوا الى اليهود فوجدوهم على غضب من الله جل وعلا فاعتزلوا الكل. وصاروا يتعبدون مجتهدين. على حسب ما اهديهم اليه عقولهم. كذلك في صحيح مسلم عن عمرو ابن عبسة انه قال - 00:00:20ضَ

كنت في الجاهلية ارى الناس انهم ليسوا على شيء. وكنت اتخبر الاخبار جاء ركب من من مكة فقلت هل من خبر؟ فقالوا نعم. رجل يخبر خبر السمع. يقول فجلست على راحلتي - 00:00:50ضَ

واتيت الى مكة فوجدت الناس عليه جرأة فتلطفت حتى دخلت علي يعني انه اختفى وتستر لان الرسول صلى الله عليه وسلم كان مختفي خوفا من قومه يقول فدخلت عليه فقلت ما انت؟ فقال نبي. فقلت وما نبي؟ لا يعرف حتى معنى النبي. نعم. لا يعرفون شيء - 00:01:10ضَ

فقال ارسلني الله جل وعلا فقلت وبما ارسلك؟ قال بان يعبد وحده وبمحق الاصنام صلة الارحام فقلت اني متبعك. قال انك لا تستطيع. الا ترى مع ما نحن فيه؟ فقلت - 00:01:40ضَ

ومن معك على هذا؟ فقال حر وعبد. وليس معه يومئذ الا ابو بكر وبلال. بقية الناس كلهم على الضلال وكذلك فيه ايضا في صحيح مسلم وهو حديث مشهور انه صلى الله عليه وسلم - 00:02:00ضَ

قال بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا. وكونه غريب بدأ بالرسول صلى الله عليه وسلم. كان هو الذي عن الاسلام وحده. ثم دخل معه زوجه خديجة رضي الله عنها. وابو بكر وبلال ثم - 00:02:20ضَ

علي وهكذا صار يدخل رجل وحده رجلا بعد رجل حتى صارت الجزيرة العربية قضية كلها دائنة للاسلام. ولكن بعد جهد وبعد قتال وبعد امور شدائد فهكذا يعود الاسلام كما كان. غريبا. وقد كان بعض السلف يقول - 00:02:40ضَ

في اخر عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كان الناس يدخلون في دين الله افواجا. وفي وقتنا صاروا يخرجون فمنه افواجا هذا في وقت بعض السلف والامور مثل ما جاء في حديث انس - 00:03:10ضَ

لا يأتي زمان الا وما بعده شر منه. سمعت ذلك من نبيكم صلى الله عليه وسلم. حتى جاء في الصحيح انه صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الارظ الله الله - 00:03:30ضَ

يعني انهم لا يعرفون الله. لا يدعون الله اصلا. وانما يكونون يتهارجون تهارج الحمر لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا. وعلى هؤلاء تقوم الساعة. في الحديث الاخر شر الناس الذين يبنون على القبور ومن تدركهم الساعة احياء. شر الناس الذين تدركهم - 00:03:50ضَ

والساعة هي والذين يبنون على القبور. لان هذا دعوة الى الشرك. البناء وسيلة الى عبادتها من شر الناس مقرونين بالذين تدركهم الساعة وهم احياء. المقصود ان معرفة الدين الاسلامي ومعرفة لا اله الا الله. وكونها كانت باقية في ذرية ابراهيم - 00:04:20ضَ

ما يلزم ان تكون باقية على الوجه الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن ان المعنى انها لا تزول نهائي لا تزول كلية فيصبح لا احد يعرفها. بل لابد ان يكون هناك من يقول - 00:04:50ضَ

ويعمل بها ومن يدعو اليها وتقوم حجة الله جل وعلا على الناس بذلك. حجة الله جل على خلقه لا تبطل. نعم. وروى ابن جرير كون كون قريش يقول انهم من ذريتي ابراهيم وكذلك لان قريش من ذرية اسماعيل واسماعيل - 00:05:10ضَ

ابن ابراهيم الخليل وهو وهو الذبيح الذي امره الله جل وعلا بذبحه وهو ولده الكبير اسماعيل هو اكبر اولاد ابراهيم. ثم بعده اسحاق. كما جاء في القرآن ومن وراء اسماعيل - 00:05:40ضَ

ومن ها؟ يعقوب ليس ابن لابراهيم وانما هو ابن اسحاق. ابن اسحاق ويعقوب هو الذي اليه اليهود وهو اسرائيل الذي يسمى اسرائيل. واليهود يفرحون بهذا النسب لانه نبي كريم. وانما ينبغي ان يسموا اليهود. لانهم خبثاء انجاس. وليسوا - 00:06:00ضَ

ليس نسبهم الى نبي الله الكريم يعقوب عليه السلام يعني له صلة انه بريء منهم. وانما يكون النسب اليه من يتبع دينه. يتبعه على الدين واسماعيل هو ابن هاجر. امة ابراهيم. التي وهبتها - 00:06:40ضَ

له زوجه سارة حينما دخلت على الكافر الفاجر لما دخل ابراهيم الى بلده يقال انه هو نمرود. قيل له ان رجلا دخل بلدك معه امرأة من اجمل الناس او هي اجمل الناس ولا ينبغي ان تكون الا لك. فخاف ابراهيم ان يغلبه عليك - 00:07:10ضَ

وقد علم انه اذا قال انها اختي لا يأخذها. فقال لها ابراهيم عليه السلام انه سألني عنك فقلت انك فقلت انك اختي. وانت اختي في الاسلام. ليس على وجه الارض مسلم غيري وغيرك - 00:07:40ضَ

فلا تكذبيني طلبها فادخلت علي. فلما رآها مد يده اليها فقبضت يده. قال ادع الله ان يفك يدي ولا اذيك فدعك الله ففكت يده ثم عاد مرة اخرى بيده فامسكت يده اشد من الاولى. حتى صار يركض برجله من شدة الالم الذي اصابه - 00:08:00ضَ

قالت اللهم ان يمت يقول قتلته فقال ادع الله ان تفك يدي ولا اذيك ثم في النهاية قال لمن جاء بها اخرجوها عني. ما جئتم ما جئتموني الا بشيطان وهبها جارية. وهي هاجر. وكان ابراهيم يصلي ويدعو ربه - 00:08:40ضَ

فلما جاء جاءت اليه قال ما هي يعني ما الذي صار؟ فقال تخزاه الله اخزى الله كافر واخدم وليده. يعني اعطاها وليدة. ثم وهبتها لابراهيم. وهبت هذه الوليدة ابراهيم فحملت وكان ابراهيم قد بلغ سن من السن كبرا - 00:09:10ضَ

لم يولد له فلما حملت غارت سارة فامره الله جل وعلا بان يهاجر وبطفلها الى مكة وكانت مكة خالية ليس فيها احد فوضعها في مكان زمزم الان وضع مكة وابن - 00:09:40ضَ

اسماعيل وهي ترضعه. ومعها جراب فيه تمر وسقى فيه ماء. وليس معهما الا ذلك فقط. وليس في المكان هذا انيس ولا حسيس. خال تماما. ثم ولى مدبرا منصرف الى الشام فصارت تناديه يا ابراهيم الى من تتركنا؟ وهو لا يجيبها. فلما رأت - 00:10:10ضَ

انه لا يجيبها قالت له الله امرك بهذا؟ فقال نعم. عند ذلك وقفت وقالت اذا لا ضيعنا الله جل وعلا. فرجعت الى ابنها. وجلست عنده وصارت ترضعه. تأكل من تمر وتشرب من الماء وترظعه حتى نفذ ذلك. فلما نفد نشف ظرعها - 00:10:40ضَ

ادرك الصبي الموت فكره تنظر اليه وهو وهو يموت. فنظرت فاذا اقرب مرتفعا اليها الصفا جبل الصفا. فاسرعت اليه لتتطلع لعلها ترى احدا. وهي واثقة بالله جل وعلا انه سيأتي الغوث. ولكن الله يتصرف في ملكه كيف يشاء. يجوز ان تموت ويموت ولدها لان هذا - 00:11:10ضَ

كله ملك الله. يفعل ما يشاء لا يسأل عن ذلك. فهو ملكه تعالى وتقدس. فلما لم ترى احد نزلت متجهة الى المروة. فلما وصلت الى مكان السعي الان وهو بطن الوادي كان منخفضا. صار - 00:11:40ضَ

تسعى اشد السعي. سعي المجهود. الى ان خرجت منه. فعلت هذا سبع مرات. وفي سمعت صوت فقالت لنفسها صح كأنها ما تأكدت ثم سمعته مرة ولكنها لم ترى شيء. فقالت لقد اسمعت فاغث ان كان عندك غوث. فنظر - 00:12:00ضَ

فاذا جبريل عليه السلام عند الصبي فذهبت اليه فبحث الارض بجناحه فنبع الماء فصارت تحجر الماء وتمنعه ان يسيل. هنا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم رحم الله ام اسماعيل - 00:12:30ضَ

لو تركتها لكانت عينا معينا. يعني لكانت جارية. عين ولكن لما حجرتها وقفت فصارت تشرب من زمزم وترضع ابنها. فجاء قوم من اليمن من جرهم ونزلوا اسفل الوادي فرأوا الطير تحوم على الماء. فقالوا الطير لا تكون الا على ماء وعهدنا بهذا الوادي ليس فيهما - 00:12:50ضَ

فارسلوا رجلا يرتاد. فوجد الماء ووجد المرأة عنده. فذهب واخبرهم جاءوا اليها يستأذنون يستأذنون ان يجلسوا عندها وهي تحب الانيس لانها وحدها. فقالت نعم بشرط الا يكون لكم في الماء ملك. تشربون وليس لكم فيه شيء - 00:13:20ضَ

فرضوا بهذا وجلسوا فكان إبراهيم يأتي وقتا بعد وقت يطالع ابنه زوجة وهاجر توفيت في مكة. وبقي ابراهيم تزوج شب وكبر. وتزوج وتعلم العربية تعلمها من هؤلاء جرهم. وتزوج منهم. فجاء ابراهيم - 00:13:50ضَ

في الوقت الذي تشب فيه الولد وكان قد بلغ ان ينفع معي مع ابي فقال له ابوه ان الله امرني بامر فهل انت مطيعي؟ قال نعم. قال ان اراني في المنام اني اذبحك. فانظر ماذا ترى. فقال افعل ما - 00:14:20ضَ

ما تؤمر به ستجدني ان شاء الله من الصابرين. واستسلم وانقاد لذلك. ثم لما لم يبقى الا ان يجر السكين على حلقه. جاءه الوحي. اي يا ابراهيم لقد صدقت الرؤيا فنسخ الامر وفدي بكبش جيء به وامر بذنب - 00:14:50ضَ

فداء له فكان هذا من السنن والاضحية سنة ابراهيم عليه السلام كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ولهذا يقال لرسولنا صلى الله عليه وسلم ابن الذبيحين الذبيح الاخر هو والده. عبدالله. لان - 00:15:20ضَ

قد نذر نذرا لما غلب على زمزم ان جاءه عشرة اولاد ان يذبح واحدا منهم. فجاءه عشرة اولاد. فاراد ان يفي بنذره. الجاهلية صار يقرئ بين اولاده. فتخرج القرعة على على عبد الله والد رسول - 00:15:50ضَ

صلى الله عليه وسلم. ثلاث مرات يسمع هذا وتخرج القرعة عليه. عند ذلك اراد ان يذبح جاءه قومه ومنعوه وقالوا هناك امر قف به واظرب القرعة فصار فاخرج عشر من النوك ثم عشر ثم عشر. حتى بلغت مئة مئة ناقة. فخرجت القرعة على النوق. عند ذلك نحرت - 00:16:20ضَ

وتركه. فهو يسمى ابن الذبيحين. وهذا هو الصحيح. الذي عليه علماء السلف وان كان امام المفسرين ابن جرير رحمه الله اختار ان الذبيح اسحاق. ولكن هذا خطأ. الصواب انه اسماعيل ثم بعد ذلك ذهب ابراهيم وعاد اليه مرة اخرى وقد تزوج. فجاء اليه - 00:16:50ضَ

ولم يجد وجد زوجته فسألها اين زوجك؟ فقالت ذهب يطلب لنا الطعام فقال ما طعامكم؟ قالت قالت اه اللحم والماء. قال اللهم بارك لهم في طعامهم. في والماء سألها عن حالهم فاثنت شرا ان في حالة شر. ليست طيبة - 00:17:20ضَ

فقال اذا جاء زوجك فاقرئيه السلام. وقولي له يغير عتبة بابه. فلما جاء كانه احس بانه قد جاءهم احد. فسأل هل جاءكم من احد؟ قالت نعم. جاءنا شيخ صفته كذا وكذا. فقال هل اوصاك بشيء - 00:17:50ضَ

قالت نعم يقرأك السلام ويقول غير عتبة بابك. فقال لها انت عتبة بابي اذهبي الى اهلك. وذاك ابي ثم تزوج زوجة اخرى فجاء كعادته ولم يجد سأل زوجها زوجته فاثنت خيرا وسألها عن حالتهم فاثنت خيرا. فقال اذا جاء زوجك فاقرئيه السلام وقولي له - 00:18:10ضَ

عتبة بابه. ثم جاء مرة ثالثة فوجده يبرى نبلا في ظل بيته. فاعتنقه كما يعتنق الوالد ولده ثم اخبره ان الله امره ان يبني بيتا في هذا المكان. فصار يبني معه البيت - 00:18:40ضَ

واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل. ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم. ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك. وارنا مناسكنا وتب علينا انك انت التواب الرحيم. الى اخر الايات - 00:19:00ضَ

ثم انه كثر ابناء اسماعيل حتى اخرجوا من عاداهم من مكة ثم كثروا حتى ملأوا مكة وضاقت بهم ثم صار الخلاف والقتال على مكة. ويقولون ان سبب عبادة الاصنام من هذا الوقت. لما - 00:19:20ضَ

صار القتال بينهم. فاخرج بعضهم وكانوا يحبون مكة. حبا شديد فصار احدهم اذا خرج اخذ حجرا من مكة صبابة عليها وحبا له. فصار هذا من مبدأ عبادة تجارة والا كانوا اولا على التوحيد الخالص ثم جاءت خزاعة - 00:19:50ضَ

عمرو بن لحي الخزاعي. فغير الدين تماما وجاء بالاصنام ونصبها وغير دين ابراهيم. ولهذا ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اطلعت في النار فرأيت فيها عمرو بن لحي الخزاعي يجر قصبه في النار. لانه اول من - 00:20:20ضَ

دين ابراهيم. دين اسماعيل غيره. هو الذي غيره. فهذه وراثة قريش لابراهيم عليه السلام فهم ابناؤه من ابناء اسماعيل ولكن الانسان ما ينفعه اذا فسد اذا فسد عمله ما ينفعه اباؤه. وان كان ابوه نبي لا يفيده شيء - 00:20:50ضَ

عليه السلام قيل له في ابنه انه عمل غير صالح. ابنه عمل غير صالح لانه ايش؟ لانه خالفه. خالفه في الدين. وهكذا عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ابو لهب قيل له سيصلى نارا ذات لهب. وامرأته حمالة الحطب. في جيدها حبل من - 00:21:20ضَ

وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم هذا وحذر من الاغترار الاغترار بالنسب وقال لا ينتهين قوم عن افتخارهم بابائهم وهم حمموا جهنم ليكونن اهون على الله من الجعل الذي يدهده النكن في انفي. الانسان ليس له - 00:21:50ضَ

ليس له الى الله صلة الا بالطاعة. بالطاعة والعبادة. ان اكرمكم عند الله اتقاكم. اما النسب لا يفيد شيء. اليهود وان كانوا ابناء اسحاق فهم قد لعنهم الله وغضب عليهم. واخذوا نصيبهم من غضب الله جل وعلا - 00:22:20ضَ

هذا لكل احد والناس كلهم يرجعون الى ادم وادم من تراب اخذ من التراب خلق من التراب. كلهم كلهم اصلهم ادم. اصلهم التراب. ولهذا يعودون اليه لابد ان يكون الناس ترابا. مما خلقناكم وفيها نعيدكم. ومنها يخرجكم تارة - 00:22:50ضَ

اخرى الله جل وعلا يكرم الانسان بالطاعة ويهينه بالمعصية. فقد يكون قرينا للشيطان وقد يكون تخدمه الملائكة تدخل الملائكة عليهم من كل باب. قائلين لهم سلام عليكم بما صبرتم. فنعم عقبى الدار - 00:23:20ضَ

للمتقين حكم الدار للمتقين. فهذا اصل النسب الذي تنتسب اليه قريش وتفتخر به. ولكنه لا ينفعها اذا لم تؤمن وتتابع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهكذا كل خلق نعم. وابن جرير عن قتادة في تفسير قوله تعالى انني براء مما - 00:23:50ضَ

ان الذي خطاني قال كانوا يقولون الله ربنا ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فلن يبرأ من ربه رواه عبد ابن حميد. ورواه ابن جرير وابن منذر عن قتادة. وجعلها في تفسير قوله تعالى - 00:24:20ضَ

جعلها كلمة باقية في عقبه. قال الاخلاص والتوحيد لا يزال في ذريته من يعبد الله ويوحد هذا امر اتفق عليه الخلق كلهم كونهم مثلا يقرون بان الله ربهم ولكن اختلفوا في العبادة. في كونه كونهم يعبدون معه غيره - 00:24:40ضَ

اما اقرارهم بانه هو الخالق هو الذي يخلقهم وهو الذي يرزقهم وينعم عليهم واذا وقعوا في شدة يجيب دعوتهم ويكشف الشدائد عنهم. هذا امر اتفق عليه الخلق وما شذ عنه الا شواذ العقول. الذين فسدت عقولهم - 00:25:10ضَ

واصبحت عقولهم مطموسة. بل مغطاة بالتقليد الاعمى. الذي وجدوا عليه الظلال وهذا لا يجزي شيء. كون الانسان يقر لان الله ربه وخالقه وانه المحيي كالمتصرف لا يجدي شيء ما يفيد حتى يضاف اليه عبادة الله وحده - 00:25:40ضَ

بالامور التي تصدر من الانسان. ومن هنا قسم العلماء التوحيد الى قسمين او ثلاثة اقسام. يجوز ان نقول انه ينقسم الى قسمين. ويجوز ان نقول انه ينقسم الى ثلاثة. توحيد هو - 00:26:10ضَ

وافعال الله جل وعلا. الافعال التي تصدر منه. مثل الخلق والرزق رجال المطر والاماتة وكل ما يتصرف الله جل وعلا به فانه ينفرد به. وهذا الشرك فيه قليل. وان انما وقع الشرك فيه من افراد من الناس اما عنادا وتكبرا او جهلا قد غط - 00:26:30ضَ

هل العقل تماما كما وقع في بعظ هذه الامة اما العناد فمثل فوقع من فرعون حينما قال ما علمت لكم من اله غيري وقال انا ربكم الاعلى وهذا تكبر والا هو يعلم - 00:27:00ضَ

يعلم يقينا ان الله هو ربه وهو خالقه. ولكنه يريد ان يموه على الناس لانه في منصب اوله ذلك يعني يدعوه الى الكبر ويجعل الناس يتبعونه فلهذا استولى على قومه فاطاعوه. اطاعوه في الباطل - 00:27:20ضَ

وهم يعلمون انه باطل. وهو نفسه قد اخبر الله جل وعلا انه استيقن الايات انها من عند الله. استيقنتها انفسهم ولكنه دعاهم الى الظلم والعلو ما قال. فرعون ووزيره وزراؤه و - 00:27:50ضَ

خبراء دولته الذين يساعدونه على ذلك. ومع ذلك لما عاين العذاب وعاين مصيره الاخير من حياته قال امنت انه لا اله الا الذي امن بنو اسرائيل. ولكن هذا لا يفيد شيء. لهذا قال له الملك الان تؤمن الان - 00:28:10ضَ

هل انا وقد عصيت؟ عصيت من قبل؟ يعني هذا الوقت ما يفيدك الايمان. لانك اصبحت في عداد الاموات. ومن كان بهذه المثابة لا يفيده الايمان. اما فهو مثله. ايضا تكبر وقال انه ربهم. فقال لابراهيم انا احيي واميت. لما قال له ابراهيم عليه السلام - 00:28:40ضَ

ان الله يحيي ويميت. قال انا احيي واميت. عجيب يحيي ويميت من العدم حيا لا يستطيع ولكن يريد ان يموظه على الناس يقول مثلا اتي برجل سامر بهذا فيقتل فهذا الموت. وامر بهذا فيترك هذه الحياة. هذه مغالطة - 00:29:10ضَ

ومع ذلك لما رأى إبراهيم هذه المغالطة جاءه بشيء لا لا يستطيع ان يخرج منه. ولا يستطيع ان يغالط فيه. فقال ان الله يأتي بالشمس من المشرق فات بها من - 00:29:40ضَ

ان كنت صادق اعكس مسيرها. فبهت الذي كفر. يعني ما استطاع ان يجيب بشيء وهكذا الكفرة والظلمة وهؤلاء هم الذين ذكروا عن ذكر عنهم انهم ادعوا ان انهم هما الذين يتصرفون مع الله وانهم شركاء له في التصرف. وهذه وهذا شذوذ - 00:30:00ضَ

شذوذ في الخلق. شذوذ في التفكير والنظر والادعاء. والعناد والتكبر. اما سائر الخلق فكلهم يقرون بان الله هو الرب الخالق المحيي المميت المتصرف في الكون كله وانه لا شريك له في ذلك. ولهذا يقول الله جل وعلا مخاطبا الناس يا ايها الناس - 00:30:30ضَ

اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم يعني هذا امر يقرون به ان هو الذي خلقهم وخلق من قبلهم. لا قد ينكر لعلكم تتقون. الذي جعل لكم الارض فراشا. هذا ايضا يذعنون به - 00:31:00ضَ

ان الذي خلق الارض وجعلها ممهدة يستطيعون الاستقرار عليها والمشي على متنها والحرث حرثها والتصرف فيها بما ينفعهم هو الله. الله الذي جعلها بهذه المذاهب جعله لهم فراشه. والسماء بناء يعني رفعها فوقهم يشاهدونه. وهذه السماء هي التي - 00:31:20ضَ

نشاهدها فوقنا. وليس كما يقول الكفار اليوم الكفار اليوم ينكرون السمع. ويقولون يعبرون بالفظا عن العلوم. ويقولون ان هذا الذي نرى هذا الذي يرى هذه الزرقة انعكاسات الابخرة والعسير وما اشبه ذلك. وهذا كفر بالله جل وعلا. فالله جل - 00:31:50ضَ

قال يقول لنا افلم ينظروا الى السماء فوقهم كيف بنيناها؟ يأمرنا بالنظر اليه. والاعتبار بها ويأمرنا بان نرجع البصر فيها ونكرره واننا اذا كررناها كررناه يعود الينا وهو وكذلك يخبرنا انه هو الذي رفع السماء بلا عمد نراه نراها فوقنا - 00:32:20ضَ

فهذه هي السمع ولكن لشدة بعدها ما ترى الا لمن يكون على الارض اما اذا ارتفع الانسان وذهب مثلا الشيء الذي يعكس الرؤية ذهبت هذه في حديث جابر ان الميت اذا اذا مات وخرجت روحه ان الملائكة - 00:32:50ضَ

تتولاها وتصعد بها. فان كان مؤمنا استفتح لها باب السماء ففتحت وان كان كافرا او فاجرا اغلقت دونها باب السماء. ثم يقال لهم اطرحوها طرحا من السماء الدنيا. فتطرح فرحا ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:33:21ضَ

ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير او تهوي به الريح في مكان سحيق كذلك لا تضيع الروح تأتي تأتي الى جسدها وتكون فيه فتذوق العذاب الاليم مع الجسد - 00:33:51ضَ

كما ان روح المؤمن تنعم مع جسدها. فالمقصود ان الله جل ان الله جل وعلا يخبرنا انه هو الذي خلق الارظ وبنى السماء جعلها لنا بنا وانزل من السماء ماء - 00:34:11ضَ

ماء يطلق على السماء المبنية التي هي سبع سماوات ويطلق على كل ما فوقنا كل ما فوقنا فهو سمع لهذا قوله وانزل من السماء ما يلزم ان يكون المطر ينزل ينزل من السماء المبنية يعني ينزل من الفوق والله يخلقه بين السماء والارض - 00:34:31ضَ

هكذا يقرر الله جل وعلا للناس وانزل من اما ايماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم. فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. يعلمون ايش؟ يعلمون ان الله اهو المتفرد في خلق هذه الامور المذكورة؟ هؤلاء المشركون يعلمون هذا يقينا ولئن سألتهم - 00:34:51ضَ

من خلق السماوات والارض ليقولن الله ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله في ايات كثيرة فالمقصود ان انقسام التوحيد الى القسمين قسم هو توحيد الله بافعاله التي يفعلها. هذا يسمى توحيد الربوبية. لان الرب هو المالك الخالق المتصرف - 00:35:21ضَ

وهذا لا يفيد. وحده لا يفيد. لا بد ان ينضم اليه التوحيد الثاني. ويدخل في هذا التوحيد الذي يتحد الربوبية توحيد الاسمى والصفات. يدخل في ذلك. لان الاسمى والصفات تختص - 00:35:51ضَ

جل وعلا القسم الثاني التوحيد الذي يكون من العبد. يصدر من العبد توحيد افعال العبد ان تكون افعاله واحدة لواحد. واحدة لله جل وعلا. ما يكون له فيها شركة ان يكون الدعاء لله والذبح لله والنذر لله والصلاة لله والركوع له - 00:36:11ضَ

والقيام لا والسجود لا وكل ما يتعبد به الانسان من صوم وتوبة واستغفار وغير ذلك وطلب طلب نفع وكشف ضر يجب ان يكون كله لله واحدة والا لا يقبل منه شيء. الذي يشرك في في هذه العبادة يكون عمله - 00:36:41ضَ

احابط فان الله لا يقبل من العمل الا ما كان خالصا. وهذا الذي خلق له الناس. الناس خلقوا لذلك فيجب عليهم ان يتعرفوا على هذا. يجب عليهم ان يعلموا ذلك. ويتعرفوا عليه. فالخطر شديد جدا - 00:37:11ضَ

فقد جاء في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث عبدالله ابن مسعود لو قال ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال من مات وهو يشرك بالله شيئا دخل النار. من مات وهو يشرك بالله شيئا - 00:37:31ضَ

دخل النار ومن مات وهو لا يدعو لله ندا دخل الجنة. فالامر ليس سهلا فعلى الانسان ان يتعرف على هذا الامر ولا يستهين به. يجب عليه ان يهتم به. غاية - 00:37:51ضَ

اكثر من اهتمامه بجسده وببيته الذي ينظف وينظمه ويؤسسه يجب ان يهتم بدينه وبعباده اكثر من ذلك. واعظم لان الدين هو رأس المال في الواقع الدنيا ستزول والبدن سينتهي اجله - 00:38:11ضَ

ويموت ولكن اذا كان الانسان على التوحيد فامامه الحياة السعيدة الابدية اما اذا كان على خلاف ذلك فامامه الحياة الابدية الشقية التي لا يخفف عنه العذاب ولا يقضى عليه فيموت - 00:38:37ضَ

خالدا فيها ابد الاباد فيجب على العبد الا يغفل عن هذا ولا يتساهل به. نعم. قال فتبين ان معنى لا لا اله الا الله. توحيد الله باخلاص العبادة له. والبراءة من كل ما سواه. قال المصنف رحمه الله وذكر - 00:39:01ضَ

سبحانه ان هذه البراءة وهذه الموالاة هي شهادة ان لا اله الا الله. وفي هذا المعنى يقول العلامة الحافظ ابن القيم رحمه الله تعالى في الكافية الشافية. واذا تولاه دون امرؤ الورى ضرا - 00:39:24ضَ

تولاه العظيم الشأني. العظيم الشأني نعم. تولاه العظيم الشأني. قال وقوله تعالى اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله. وبعد هذا يقول فيها كن واحدا لواحد في واحد اعني طريق الحق والايمان. قل انه لا يقبل الا هذا. كن واحدا يعني كن عبدا - 00:39:44ضَ

لا تكن عبدا لله ولغيره كن واحدا لواحد. والواحد هو الله وقوله في واحد يعني في طريق في طريق واحد. وهو طريق الرسول صلى الله عليه وسلم. لان الله لا يقبل الا ما شرع ما يقبل من الدين الا ما شرعه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم - 00:40:14ضَ

ولهذا قال اعني طريق الحق والايمان. اعني الحق الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. والايمان نعم قال قول الله تعالى اتخذوا احبارهم رهبانهم اربابا من دون الله على هذه الاية ايضا سبق ان بينا انها في النصارى وفي اليهود - 00:40:44ضَ

وان اتخاذ وان الاحبار هم العلماء والرهبان هم العباد. وان طاعة فالمخلوق في المعصية انها تكون عبادة له. ويكون ذلك المطاع ربا لهذا المطيع. نعم الاحبار هم العلماء والرهبان هم العباد. وهذه الاية قد فسرها رسول الله صلى الله - 00:41:12ضَ

عليه وسلم لعدي ابن حاتم رضي الله عنه وذلك انه لما جاء مسلما دخل على رسول الله صلى الله عليه فقرأ عليه هذه الاية قال فقلت انهم لم يعبدوهم فقال بلى انهم حرموا عليه - 00:41:42ضَ

الحلال وحللوا لهم الحرام فاتبعوهم. فذلك عبادتهم اياهم. رواه احمد والترمذي وحسنه وعبد ابن حميد ابن ابي حاتم والطبراني من طرق. فظن عدي ان العبادة النهي هي السجود او الركوع. الخضوع والذل. فبين الرسول صلى الله عليه وسلم ان العبادة اعم من هذا. انه - 00:42:02ضَ

العبادة ان نكون المخلوق مطاعا في معصية الخالق. اذا اطيع في معصية الخالق تكون تلك عبادته هذه عبادة. نعم. وقال السدي استنصحوا الرجال ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم. ولهذا قال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا لا اله الا هو - 00:42:32ضَ

سبحانه عما يشركون. فان الحلال ما احله الله. والحرام ما حرمه الله. والدين ما شرعه الله فظهر بهذه فظهر بهذا ان الاية دلت على ان من اطاع غير الله غير الله ورسوله - 00:43:02ضَ

واعرظ عن الاخذ بالكتاب والسنة في تحريم ما حرم الله او تحريم ما احله الله واطاعه في في معصية الله واتبعه فيما لم يأذن به الله فقد اتخذه ربا ومعبودا وجعله لله - 00:43:22ضَ

وذلك ينافي التوحيد الذي هو دين الله تعالى الذي دلت عليه كلمة الاخلاص لا اله الا الله فان الاله هو المعبود. وقد سمى الله تعالى طاعتهم عبادة لهم وسماهم اربابا. كما قال تعالى - 00:43:42ضَ

ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين اربابا. اي شركاء لله تعالى في العبادة. ايأمرون بالكفر بعد اذ انتم مسلمون. وهذا هو الشرك. فكل معبود رب. وكل مطاع ومتبع على غير - 00:44:02ضَ

شرعه الله ورسوله فقد اتخذه المطيع المتبع ربا ومعبودا. كما قال تعالى في اية الانعام وان اطعتموهم انكم لمشركون. وهذا هو وجه مطابقة الاية للترجمة. نعم هذه الاية في المعنى قول الله تعالى ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله. والله اعلم - 00:44:22ضَ

قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في معنى قوله تعالى اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله وهؤلاء الذين اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا اربابا حيث اطاعوهم في تحليل ما حرم الله وتحريم ما - 00:44:52ضَ

احل الله يكونون على وجهين. احدهما ان يعلم انهم بدلوا دين الله فيتبعونهم على هذا التبديد فيعتقدون تحليل ما حرم الله او تحريم ما احل الله اتباعا لرؤسائهم مع علمهم انهم خالفوا - 00:45:13ضَ

ودين الرسل فهذا كفر. وقد جعله الله ورسوله ورسوله شركا. وان لم يكونوا يصلون لهم اسجدون لهم. فكان من اتبع غيره في خلاف الدين مع علمه انه خلاف للدين. واعتقد ما قاله ذلك - 00:45:33ضَ

دون ما قاله الله ورسوله مشركا مثل هؤلاء. الثاني ان يكون اعتقادهم وايمانهم بتحريم الحرام وتحليل الحلال ثابتا. لكنهم اطاعوهم في معصية الله. كما يفعل المسلم ما يفعله. من المعاصي التي - 00:45:53ضَ

يعتقد انها معاصي فهؤلاء لهم حكم امثالهم من اهل الذنوب كما قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال انما الطاعة في المعروف. ثم ذلك ثم ذلك المحرم للحلال والمحلل للحرام. ان كان مجتهدا - 00:46:13ضَ

اذا قصده اتباع الرسول لكن خفي عليه الحق في نفس الامر. وقد اتقى الله ما استطاع. فهذا لا يؤاخذه الله خطأ ايه؟ بل يثيبه على اجتهاده الذي اطاع به ربه. ولكن من علم ان هذا اخطأ فيما جاء به الرسول - 00:46:33ضَ

ثم اتبعه على خطأه وعدل عن قول الرسول فهذا له نصيب من هذا الشرك الذي ذمه الله لا سيما اتبع في ذلك هواه ونصره. ونصره باليد واللسان. مع علمه انه مخالف للرسول. فهذا - 00:46:53ضَ

كن يستحق صاحبه العقوبة عليه. نعم. ولهذا اتفق العلماء على انه اذا عرف الحق لا يجوز له تقليد احد في خلافه. وانما تنازعوا في جواز التقليد للقادر على الاستدلال. وان - 00:47:13ضَ

كان عاجزا عن اظهار الحق الذي يعلم فهذا يكون كمن كمن عرف ان دين الاسلام حق وهو بين النصارى فاذا فعل ما يقدر عليه من الحق لا يؤاخذ بما عجز عنه. وهؤلاء كالنجاشي وغيره. وقد انزل الله فيها - 00:47:33ضَ

هؤلاء الايات من كتابه كقوله تعالى وان من اهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما انزل اليكم وما انزل اليهم لقوله تعالى واذا سمعوا ما انزل الى الرسول ترى اعينهم تفيض من الدم تفيض من الدمع مما عرفوا من - 00:47:53ضَ

وقوله تعالى ومن قوم موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون. واما ان كان المتبع للمجتهد اذا عن معرفة الحق على التفصيل وقد فعل ما يقدر عليه مثله من من الاجتهاد في التخليد فهذا لا يؤاخذ - 00:48:13ضَ

ان اخطاك ما في القبلة واما من قلد شخصا دون نظيره بمجرد هواه ونصره بيده ولسانه من غير علم ان معه الحق فهذا من اهل الجاهلية. وان كان متبوعه مصيبا لم يكن عمله صالحا - 00:48:33ضَ

وان كان متبوعه مخطئا كان اثما كمن قال في القرآن برأيه فان اصاب فقد اخطأ وان اخطأ فليتبوأ مقعده من النار. وهؤلاء من جنس مانع الزكاة الذين تقدم فيهم الوعيد. الذي تقدم فيه - 00:48:53ضَ

ومن جنس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة فان ذلك لما لما احب منعه من عبادة الله وطاعته. وصار عبدا له. وكذلك هؤلاء فيكون فيهم شرك اصغر. ولا من الوعيد بحسب ذلك. وفي الحديث ان يسير الرياء شرك. وهذا مبسوط عند النصوص التي فيها اطلاق - 00:49:13ضَ

الكفر والشرك على كثير من الذنوب. انتهى كلامه رحمه الله تعالى. في هذا التفصيل الذي ذكره الشيخ رحمه الله اقسام الناس المتبوع والتابع من ان المتبوع اذا كان عالم بما فعله او قاله انه كفر بالله مخالف لدين الله. واحل - 00:49:43ضَ

ما هو حرام في الشرع؟ او حرم ما هو حلال في الشرع؟ مع علمه بان الله حرم هذا واحل هذا فخالف ذلك لغرظ من الاغراض التي يريدها. فان هذا يكون كفر مخرج من - 00:50:13ضَ

الدين الاسلامي والذي يتبعه على ذلك فيه التفصيل الذي ذكره. اما ان يكون المتبع عالما بان هذا الذي فعله هذا المتبع انه مخالف للدين. مخالف لنصوص الله جل وعلا فانه يكون مثله. يعني يكون كافرا خارجا من الدين الاسلامي. باتباعه هذا الشخص الذي حلل الحرام - 00:50:33ضَ

حرم وحرم الحلال. وهذا هو معنى الاية التي ابتلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم على علي حاتم وهي التي استشهد بها المؤلف في هذا. وهي قوله جل وعلا عن اهل الكتاب اليهود والنصارى. اتخذوا احبارهم ورهبان - 00:51:03ضَ

كانهم اربابا من دون الله. وما امروا الا ان يعبدوا الها واحدا. الارباب جمع رب يعني انه ان الرب هو الذي من خصائصه التحليل والتحريم. هو الذي من خصائصه الامر والنهي - 00:51:23ضَ

الذي فيه يجب فيه الاتباع. فمن فعل ذلك فقد نازع رب العالمين جل وعلا فيما هو من خصائصه. فاستحق ان يكون مبعدا من الله جل وعلا. اما اذا كان المتبع جاهلا بذلك. وانما اتبع ولا - 00:51:43ضَ

وقصد ويرى انه يظن يعني انه ما يخالف امر الله في التحليل والتحريم فهذا يكون عاصيا اثما يستحق العقوبة. ولكنه لا يكون خارجا من الدين الاسلامي. لانه قصر في التعرف على دين الله جل وعلا. لان الله جعل في الانسان عقلا وفكرا ونظرا. واناط التكليف بعقله - 00:52:03ضَ

بنظره وفكره فهو تميز بذلك. فاذا اتبع غيره في مثل هذه الاشياء فهو مقصر. يستحق العقوبة يكون مثل اصحاب الجرائم من الكبائر وغيرها. ان شاء الله جل وعلا عفا عنه بلا عقاب وان شاء اخذه. بعقابه - 00:52:33ضَ

اما الانسان الذي يفعل هذا الفعل ان كان جاهلا ان كان مجتهدا وهو اهل للاجتهاد. الاجتهاد ما هو يكون لكل احد. يأتي انسان جاهل ولم يعلوا جهدا فخشي عليه. فاذا فعل ذلك فانه غير معاقب. بل يثاب على - 00:52:53ضَ

في هذه فقط واما خطأه الذي اخطأ فيه فانه يكون معفو عنه. لان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول اذا حكم الحاكم فاجتهد فاصاب فله اجران. وان اخطأ فله اجر. وهذا يكون - 00:53:23ضَ

الحاكم الذي يكون اهلا لذلك. اما المقلد الذي يقلد غيره ان يكون المقلد يستطيع ان يميز بين الامر والنهي ويستطيع ان يعرف الدليل فهذا لا يجوز له التبليط. يجب عليه ان يعرف بنفسه. الا في الامور التي لا يستطيعها - 00:53:43ضَ

فهذا منوط بالتكليف لان الله جل وعلا لا يكلف نفسا الا وسعها. والوسع هو الطاقة والاستطاعة. فالله لا يكلف الانسان فيما لا يستطيعه. وقد قال الله جل وعلا واسألوا اهل - 00:54:13ضَ

الذكر ان كنتم لا تعلمون. انه ما يستطيع ان يعرف الادلة ويعرف مناطق الحكم ويعرف يفهم مراد الله في هذا النص او انه يدخل هذا الحكم في هذا النص او غير ذلك. فهو يلجأ - 00:54:33ضَ

الى اهل العلم يسألهم عن ذلك. ثم عليه ان يتقي الله في هذا. ويبحث عن الاعلم الاتقى انا اطمأنت اليه نفسه فهذا الذي يكلف فيه. اما ان يتبع شهواته يسأل هذا - 00:54:53ضَ

اذا افتاه بشيء لا يلائمه. ذهب يسأل الاخر حتى يجد من يفتيه بالشيء الذي يريده هو. فهذا معناه انه يطلب وليس هذا معذورا في مثل هذه الامور. بل هو مأزور عليه ان يتقي الله - 00:55:13ضَ

اذا افتي بما هو بظاهره بما هو ظاهره الحق. وعليه الدليل عليه ان يعمل بذلك ان الله جل وعلا امر بسؤال اهل العلم. اهل الذكر هم اهل العلم. اما اذا كان - 00:55:33ضَ

المسؤول هذا وهذا كلاهما سواء. فانه ربما اتبع هذا لغرض واعرض عن هذا لغرض اخر. فمثل هذا هو الذي يكون من اهل الجاهلية. من اهل الجاهلية لانه واتبع ما تهواه نفسه ولانه ينتصر لمن يحبه ويريده. وان كان الثاني مساو له. في العلم - 00:55:53ضَ

والتقى فعلى الانسان ان يكون اتباعه نظره طلبا للحق طلبا لمتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم. فكلما تبين له ذلك فرح به وشكر فمن حصل على يده البيان فهذه في الواقع امور يجب على الانسان - 00:56:23ضَ

ان يعتني بها. لان كثيرا من الناس يخطئ فيها. المسألة في هذا ان الله جل وعلا بعث رسوله صلى الله عليه وسلم وانزل كتابه. من جوامع الكلم وبالكليات العامة الشاملة - 00:56:53ضَ

التي يدخل في الجملة منها احكام كثيرة وحوادث كثيرة جدا فليس كل احد يستطيع ان يستنتج هذه من هذا النص او من هذه القاعدة وهذه الكلية لان الله فاوت بين العباد في الفهوم والادراكات وهذا هو سبب اختلاف العلماء - 00:57:13ضَ

من هذه الناحية اختلاف الفقهاء اهل السنة. اختلفوا لاختلاف ادراكاتهم وفهمومهم لان حوادث الحوادث التي تجري على ايدي الناس والافعال والاعمال التي يعملونها ما يمكن ان يأتي الشرع بالنص عليها. على كل واحد منها ان هذا فعله مثل صلاة هذا حكمها كذا - 00:57:43ضَ

واخراج الزكاة هذا حكمه هكذا. وعمل هذا حكمه كذا. يعني منصوص عليه. وانما اتت الكليات فاصبحت محلا للنظر والاجتهاد. الذي يسميه العلماء مناط الحكم. فلهذا اختلفوا هذه الاختلافات وعلى الانسان ان يتقي. وقد جاء في حديث ابي موسى الذي في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:58:13ضَ

انه مثل امته وما بعثه الله جل وعلا به بمثل الغيث المطر الذي يصيب الارض يقول فيكون من الارظ الارظ تكن طوائف ثلاث. طائفة منها قبلت الماء طيبة فقبلت الماء. وانبتت الكلع. فرأى الناس وانتفعوا. وطائفة اخرى - 00:58:43ضَ

من الارض امسكت الماء لا تنبت ولكنها امسكت امسكت الماء فورد اسوأ استقوا وانتفعوا بالماء. وطائفة اخرى لا تقبلوا الماء ولا تمسكوا ولا تمسكوا مثل السبقة لا نبات ولا امساك. فهذه حالة الذين لا يهتمون بالدين الاسلامي - 00:59:13ضَ

ولا يرفعون به رأسا وهم اكثر الناس. اما الاولى فهي مثل للفقهاء. الذين اذا علموا نصا عن النبي صلى الله عليه وسلم استنتجوا منه الاحكام الكثيرة التي ينتفعون بها وينفعون بها غيرهم. ومثل الطائفة الثانية التي تمسك الماء مثل الحفاظ. الذين حفظوا - 00:59:43ضَ

على الامة النصوص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. حفظوها وادوها الى من هو افقه منه فنفعوا بذلك بهذا الحفظ. اما الطائفة الثالثة فهي لا تنتفع بنفسها ولا غيرها. فهؤلاء هم الخاسرون في الدنيا والاخرة. اما الناجون فهم الطائفة الاولى والثانية - 01:00:13ضَ

والمقصود اختلاف الناس في الفهوم والحفظ على ضوء ذلك حدثت الخلافة التي حدثت بين ائمة المسلمين. ويجب على الانسان ان يتقي الله. اذا كان له امام او شيخ فقال قولا خالف الحق وتبين لمتبوعه انه مخالف للحق فانه يجب عليه - 01:00:43ضَ

الا يتبع شيخه او امامه. لانه تبين له انه خالف الحق. لان الانسان مكلف باتباع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. لا بقول فلان ولا بقول فلان. وانما يستعان - 01:01:13ضَ

وللعلماء على الوصول الى الحكم الذي حكم به الله جل وعلا وحكم به رسوله. نعم وهذا من اساس العقيدة. التي يجب على العبد ان يهتم بها. وذلك ان التحكيم في التحليل والتحريم من خصائص الله جل وعلا كما قلنا. فمن جعل هذا الى مخلوق من - 01:01:33ضَ

ناس فقد اتخذه مع الله ربا يحكم ويأمر وينهى ويحل ويحرم. ولهذا لما قال عدي ابن حاتم اننا او انهم لم يعبدوهم لما قال له لما سمع الرسول صلى الله عليه وسلم يتلو هذه الاية - 01:02:03ضَ

اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله. قال انهم لم يعبدوهم يعني النصارى. فقال بلى. الم يحل لهم الحرام فيتبعوهم على ذلك. ويحرم عليهم الحلال فيتبعوهم على ذلك. قال بلى. قال - 01:02:23ضَ

تلك عبادته ليست العبادة تكون بالسجود والركوع والاستغاثة بهم ودعوتهم لتفريج الكروب وما اشبه ذلك من أنواع العبادة. اي نوع من العبادة صرف الى مخلوق من الناس صار معبودا له - 01:02:43ضَ

صار ردا له كذلك ما ذكره من ان الذي تتبع انسانا او عالما يتبع لانه قال ما يهواه. او لانه وافق طائفته التي ينتمي اليها. يقول يكون هذا مثل عابد الدينار والدرهم. مثل الذي يجاهد - 01:03:03ضَ

في سبيل الله في الظاهر او يتصدق او يؤدي اعمالا في ظاهرها خالصة ولكنه يريد نفعا معينا. ان حصل له ذلك النفع استمر في عمله. والا نقص وكسل وترك العمل. وهو يشير بهذا الى حديث ابي هريرة الذي في صحيح البخاري - 01:03:43ضَ

للرسول صلى الله عليه وسلم تعس عبد الدينار تعيس عبد الدرهم تعيس عبد الخميلة تعيس عبد الخميس تعس وانتكس واذا شيك فلن تقش ثم ذكر من هو قابل لهذا تماما. رجل اخر يكون مقابلا لمن عبد الدينار والدرع. الذي ان - 01:04:13ضَ

اعطي رضي وان منع سخط. اذا اعطي ما اراد من الدينار والدرهم او الخميلة او الخميصة رضي واستمر في عملي. اما اذا منع ذلك فانه يسخط ويترك العمل. فهذا معناه انه يعمل للدينار والدرهم. ويعمل للباسه ولمفروشه ولما ينتفع به دنيا - 01:04:43ضَ

سيكون بذلك عابدا له. وان لم يسجد له ويدعوه ويركع له. فيه احد عاقل اليوم كن يسجد الدينار او الدرهم. وانما رصد بذلك انه يعمل من اجله. لان المسلم يجب - 01:05:13ضَ

ان يكون عمله لله وحده. عمله يكون يرجو به ثواب الله. ويخاف لو لم يعمل ان يعاقبه الله جل وعلا. اما الذي يقابل هذا فهو ما ذكره في اخر الحديث. قوله طوبى - 01:05:33ضَ

عبد اخذ بانان فرسه في سبيل الله. اشعث رأسه من برة قدماه. ان كان في الحراسة انا في الحراسة وان كان في الساقة كان في الساقة. ان شفع لم يشفع. وان استأذن - 01:05:53ضَ

ضد هذا ذلك تماما. يعني انه لا يبالي عرفه الناس او لم يعرفوه. بل يسعى على انهم لا يعرفون. ولهذا لو شفى عندهم ما شفعوا له. ما شفعوا له. ولو استأذن على الكبرا والامرا ما اذن له - 01:06:13ضَ

لانه غير معروف وليس له قيمة. فهو يعمل لله جل وعلا. وهكذا كل من كان قصده وجه الله وعمله لا يلتفت الى رضا الناس ولا الى سخطهم. ولا يبالي بهم. عند ذلك - 01:06:33ضَ

لا يعرفونه. وقوله ان كان في الحراسة كان في حراسة وان كان في الساقة كان في الساقة. يعني انه اي مكان وضع ادى العمل الذي انيط به كما ينبغي. ولا يبالي. لان قصده وجه الله - 01:06:53ضَ

والفوز برضاء خلاف الاول تماما وبظدها تتبين الاشياء لهذا يأتي في القرآن ذكر اهل الجنة وصفاتهم ثم بعد ذلك يأتي ذكر اهل النار وصفاتهم او يأتي مثل ذكر صفات اهل النار واعمالهم وجزائهم ثم يأتي بعد ذلك ذكر - 01:07:13ضَ

الجنة وصفاتهم وجزائهم. كما سمعنا في قراءة الامام لصلاة المغرب. فانه ذكر اولا ان الله جل وعلا اذا جمع العباد بعد النفخ في الصور انهم ينقسمون الى قسمين كفار فساق وانه يؤتى بهم ويقررون باعمالهم فيقرون ويعترفون. ثم يساقون الى جهنم - 01:07:43ضَ

ويعترفون انهم يستحقونه. فيقال لهم ادخلوا ابواب جهنم. خالدين فيه. وبئس من نسوى الكافرين. اما الفريق الثاني فانهم الذين اتقوا ربهم. يؤتى بهم ويساقون الى الجنة زمرا فاذا جاؤوها استقبلهم - 01:08:13ضَ

استقبلتهم الملائكة فيها صاروا يدخلون عليهم من كل باب يسلمون عليهم ويقولون لهم نعم عقبى الدار. هذا جزاؤكم بما صبرتم. ثم ذكر بعد هذا ان ان الله جل وعلا قضى بين الخلق عموما بالحق. حتى الملائكة. وترى الملائكة - 01:08:39ضَ

فمن حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين. هذا هو اخر شيء قضي بين بين الفجار وبين المتقين وبين الملائكة حتى. وقيل يعني ان هذا انه - 01:09:09ضَ

ويدل على ان الخلق كلهم قالوا هذا القول قالوا الحمد لله رب العالمين على قضاء الله وحكمه حتى اهل النار يحمدون الله جل وعلا على ذلك. لان هذا هو مكانهم الذي يستحقونه ولا يستحقون غيره. والله هو احكم الحاكمين واعدل الحاكمين - 01:09:29ضَ

فالذي مثلا يعبد الدنيا ويكن عمله مرادا بها سوف يلقى جزاؤه. والدنيا ستذهب كلها ومن عليها. فيصبح خسران قد خسر العمل. عمل لما لا يستحق العمل واصبح عمله حسرات عليه. نعم. وقال الرجا في الطبري رحمه الله تعالى في - 01:09:49ضَ

قنطوا لله تعالى وتجعلون له اندادا اي وتجعلون لمن خلق ذلك اندادا وهم الاكفاء للرجال اكفأ الاكفاء وهم الاكفاء من الرجال تطيعونهم في معاصي الله. انتهى قلت كما هو الواقع - 01:10:19ضَ

من كثير من عباد القبور وتجعلون له اندادا وانتم تعلمون الند هو المثل والنظير ولو بوجه من الوجوه. ما يلزم ان يكون مثله من كل وجه. وهذا ما يقوله احد من الخلق. ما فيه احد من خلق الله - 01:10:39ضَ

الذين فيهم فيهم شيء من العقل. يقول ان الصنم او المقبور انه مثل الله من كل وجه ما في احد يقول هذا. ولكن كونهم جعلوه ند بوجه من الوجوه. مثل الدعاء. كونه يدعو - 01:10:59ضَ

هذا ند ند له في الدعوة. مثل الحب كونهم يحبونه. هذا يكون ند هذا محبوب ندا له في المحبة. المحبة التي تقتضي التعظيم والاجلال والخوف الخوف السري الذي يسمونه خوف السر وهو الخوف الغيبي. يخاف وهو في قبره. يخافه - 01:11:19ضَ

وهو بعيد عنه من وقع له شيء من ذلك فقد عبد ذلك المخوف. لان هذا يجب ان يكون لله وحده. هو الذي يطلع على ما في القلوب. وهو الذي لا يخفى عليه شيء. وهو الذي يكون مع الانسان اينما كان. في - 01:11:49ضَ

وفي سر واحدة او في غير ذلك. وليس هذا لاحد من خلق الله. فمن جعل لله جل جلاله مخلوق شيئا من ذلك فقد جعله ندا لله جل وعلا. فالمقصود ان قوله الاكفأ من الرجال - 01:12:09ضَ

معناه انه جعلوا الرجال اكفى لله والله ليس له كفوا احد. تعال وتقدس. والاكفأ في هذا في مسألة من المسائل فقط. وليست في كل شيء لانه ما في احد يقول ان رجلا - 01:12:29ضَ

من الناس يكون مثل الله من كل وجه مثله في الخلق مثله في الرزق مثله في العلم مثله في القدرة مثله في الاطلاع هذا فيقول عاقل ابدا. فعلم بهذا ان المقصود بالند انه يكون في مسألة - 01:12:49ضَ

اسأله من المسائل مسائل العبادة ولهذا ذكر الله جل وعلا عن الكفار انهم يقولون وهم في النار يقول بعضهم لبعض من باب التبكيت واللوم والتبريع لبعضهم بعض لانهم من شدة العذاب من تمام العذاب يجعل كل واحد عدوا للاخر. اشد العداوة - 01:13:09ضَ

كل واحد كل واحد يلعن الاخر. يقول بعضهم لبعض التابع يقول للمتبوع العابد يقول للمعبود تالله ان كن لفي ضلال مبين يعني يقسمون بالله تالله معناه والله لقد كنا في ضلال مبين. متى اذ نسويكم برب العالمين؟ وقت تسوية - 01:13:39ضَ

لكم برب العالمين. كنا في ظلال مبين بين واضح. والتسوية ليست في الخلق ليست في القدرة ليست في التدبير ليست في الملك. بل في المحبة فقط. احبوهم كما احب المؤمنون - 01:14:09ضَ

الله كما في الاية التي ذكرها المؤلف ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا تحبونهم كحب الله. فبين ان الانداد هنا في الحب فقط يحبونهم كحبهم لله فهذا تنديد ند وهو ايظا جعل المخلوق كفؤا لله جل - 01:14:29ضَ

في هذا الشيء. ومثله الدعاء. الدعوة كونه يدعو له. ومثله ما لو ذبح له. او نذر قال او استغاث بي او طلب منه ان يخلصه من مشكلة. من المشكلات التي يقع بها - 01:14:59ضَ

يطلب منه وهو في قبره. يطلب منه وهو غائب. قد مثلا يقع في مشاكل ثم يلجأ الى من يعتبر انه ولي ويسأله ان يخرجه من ذلك من تلك المشكلة. فهذا سواه برب العالمين - 01:15:19ضَ

هذا الدعاء وهذه الاستيراد. وهذا هو التنديد الذي قصد في مثل هذه الاية. فلا تجعلوا لله اندادا نعم وقول الله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب - 01:15:39ضَ

بسم الله والذين امنوا اشد حبا لله قوله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله يحبونهم كحب الله. والذين امنوا اشد حبا لله. ولو يرى الذين اذ يرون العذاب ان القوة لله جميعا وان الله شديد العذاب. اذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا - 01:15:59ضَ

ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب. وقال الذين اتبعوا لو ان لنا كرة حين تبرأ رأى منهم كما تبرأ منا. كذلك يريهم الله اعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار. هذا - 01:16:29ضَ

كله في هؤلاء. الذين اتخذوا من المخلوقين محبوبين. يحبونهم كمحبتهم لله جل وعلا. والمحبة هذه التي جعلت المخلوق ندا لله ها هي محبة فيها ذل وفيها تعظيم. وليست محبة الفة - 01:16:49ضَ

او محبة حنان او محبة تقدير واجلال كمحبة الوالد مثلا او كمحبة الولد وليست محبة طبيعية كمحبة الجائع طعام والظمآن للشراب وما اشبه ذلك هذا لا لوم على الانسان فيها. ولكن هذه - 01:17:19ضَ

حبة مقصودة. محبة مرادة. ليست الطبيعة تبعث عليها حاجة وانما هي محبة عبادة. محبة تدعو الى الدعاء والى الاستغاثة. والى الاستنصار. والى ان يعطى شيئا من خصائص الله ذلك المحبوب - 01:17:49ضَ

ولهذا قال يحبونهم كحب الله. يعني يجعلون حبهم موزعا بين هؤلاء وبين الله. وهذا هو الشرك. هو الشرك الاعظم. الذي اذا مات عليه الانسان يكون من حطب جهنم يكون خالدا فيه. لان هذا الحب يجب ان يكون خالصا لله - 01:18:19ضَ

ولا يجوز ان يكون مع الله فيه شريك. لا سيد ولا نبي ولا ملك ولا اي مخلوق من مخلوقات الله. الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقول والله لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من نفسه ومن اهله - 01:18:49ضَ

من ولده ومن الناس اجمعين. ما يحب هذه هذا الحب. ليس له من هذا نصيب. الحب حب التعظيم. والخوف. والذل. وانما يحب ولله يحب من اجل الله من اجل ان الله يحبه. ومن اجل ان الله امر بحبه - 01:19:19ضَ

فتحبه طاعة لله. تطيع الله في حبه في محبته. لان الحبيب يحب حبيب حبيبه. يحب ما يحبه. ويبغض ما يبغضه فهذا من تمام الحب. ولهذا صارت محبة الرسول صلى الله عليه وسلم من كمال محبة الله من مكملات - 01:19:49ضَ

ومتمماتنا كما سيأتي اما حب الذل والتعظيم والخضوع فانه لا يجوز ان يكون الا لله وحده. حب العبادة. خالصا لله. لا يحب معه احد. وهذا يكون عند الحاجة ظاهرا جليا. عندما يحتاج الانسان بان يقع في شدة - 01:20:19ضَ

يقع في حاجة ملحة. فانه يدعو بذل وخضوع وتعظيم وحب والعبادة لا بد ان تكون مشتملة على الذل على الحب والتعظيم والخوف لابد فالمؤمنون يدعون ربهم خوفا وطمعا. الخوف دول والتعظيم من اركان العبادة. ولا يجوز ان يكون هذا في محبة المخلوق - 01:20:49ضَ

اما اذا احب مخلوقا فذل له وخضع له. فانه يكون عابدا له. مثل ما يحصل قل لكثير من الناس عندما يحب امرأة او معشوقا فيترك في سبيل حبه طاعة الله ويقول ان وصلك اشهى الي من عبادة ربي. كما يقوله - 01:21:29ضَ

ابو الفجرة الذين خرجوا من طاعة الله الى عبادة شهواتهم. عبادة فروجهم وبذلك خارجا من الدين الاسلامي نهائيا. ومبعدا عن الله جل وعلا. ثم ذكر عبد الحق اشبيلي في كتابه كتاب العاقبة عن رجل كان واقفا في بلد ما - 01:21:59ضَ

عند باب داره قد فتح الباب ووقف امامه. وكان بابه قريب من حمام ترتاده النساء. فجاءت امرأة جميلة تسأل وتقول اين باب حمام منجاب فاشار الى باب داره وقال هذا. فدخلت المرأة فلما دخلت دخل خلفه - 01:22:29ضَ

فلما رأت انها وقعت في فخه وفي كيده ومكره اظهرت الموافقة واظهرت سرور وقالت له ينبغي ان يكون معنا في هذا هذه في هذه اللحظات شيء نأكله ونلتذ به ما هو هكذا فقط فقال الان ائتيك بما تريدين - 01:22:59ضَ

فخرج مسرعا الى السوق ولم يغلق الباب. فخرجت ولم تخنه في شيء. وتخلصت في هذه الحيلة من هذا الماكر فلما رجع لم يجدها فهام على وجهه وهو يقول رب قائلة يوم - 01:23:29ضَ

من وقد تعبت اين الطريق الى حمام مجابي؟ فمرظ من اجل ذلك فصار مريظا فحظره صوت فصاروا يقولون له قل لا اله الا الله وهو يردد هذا البيت حتى مات. مات وهو يقول هذا البيت. نسأل الله العافية - 01:23:49ضَ

صار عابدا لهذه المرأة. وهذا كثير. كثير في الناس يقع. فهذه عبادة. حب عبادة ومثل هذا ما يقع الا في القلب الفارغ من حب الله جل وعلا. اذا كان يحب الشهوات - 01:24:09ضَ

نحب الدنيا فانه يكون عرظة لعبادة غير الله لعبادة الشهوات وان الصور النساء والبردان وغير ذلك. فيكون بذلك خاتمته اسوأ الخواتم نسأل الله العافية والمقصود ان العبد يجب ان يكون عبدا لله ما يكون عبدا - 01:24:29ضَ

ظاهر وقد اجرى الله جل وعلا سنته في ان من لم يعبده لا بد ان يعبد غيره شاء ام ابى من اعرض عن عبادة الله لا بد ان يعبد الشيطان على حسب مظاهره - 01:24:59ضَ

قد يكون الشيطان في مظهر امرأة. وقد يكون في مظهر مال وقد يكون في مظهر شهوات. وقد يكون في مظهر تبدأ نحلة يدعو اليها وهكذا سنة الله جل وعلا فان من لم يعبد الله عبد غيره. لان الانسان عبد وهذه صفة ملازمة له - 01:25:19ضَ

لا ينفك عن العبودية. ولهذا تجد الذي لا يتعلق بالله جل وعلا ويحب عبادته من الصلاة والزكاة وذكر الله تجده قلبه معلقا بالملاهي اغاني ومشاهدة الصور لا يصبر عن ذلك. يكون عابدا له. فمقل ومستكثر من الناس. كل - 01:25:49ضَ

فالذي يجب على العبد ان يكون عبدا لله مخلصا عبادته لله. وان يحمي قلبه بان يكون محلا لغير الله جل وعلا. في الحب والارادة. يجب ان تكون محبته لله وحده - 01:26:19ضَ

محبة الذل والخضوع. ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا. اندادا يعني نظراء يكونون محبوبين مع الله. من اي جهة كانت؟ سواء كانت من الناس او كانت من الاصناف - 01:26:39ضَ

ها او كانت من المال او كانت حتى الزوجة. زوجته قد تكون معبودا له اذا صارت مثل تأمره بالمعصية فيتبعها وتنهاه عن الطاعة فيطيعها. صار هي اشد حبا له من الله. واكثر متابعة له من اوامر الله. وبالعكس - 01:26:59ضَ

فالمخلوق لا يجوز ان يطاع في معصية الخالق. لا طاعة للمخلوق في معصية الخالق والا صار لذلك المضيع والناس يتفاوتون وهذا قد يرقى الى الشرك اكبر الذي يكون مخرجا من الدين. وقد يكون شركا اصغر. وقد يكون مجرد معصية. ناصية يستحق عليها - 01:27:29ضَ

الانسان العقاب. مثل اذا بخل بشيء من الواجب حبا للمال. يجب عليه واجب ان زكاة واما حق للغير يتعلق بماله سيمنعه حب المال من اخراج ذلك فهذه كبيرة. من كبائر الذنوب وهي نوع من العبادة. من عبادة هذا المال. لانه هو الذي منع - 01:27:59ضَ

من اخراج هذا الحق. اما لو كان مثلا عبدا لله حق العبادة. فان لن يقدم على مرضاة الله وعلى محاب الله وعلى طاعة الله شيء لا مال ولا ولد لا اهل ولا اصدقاء ولا غيرهم. والانسان اعلم بنفسه من غيره. يجب ان يعرض اعماله - 01:28:29ضَ

له على اوامر الله ونواهيه فيعرف ذلك. يعرف مقامه عند الله جل وعلا بهذا ولا يجوز للانسان ان تكون عبادته موزعة ان يكون له ارباب كثيرون يجب ان تكون عبادته لله وربه الله. جل وعلا. والا يكون على خطر شديد. ومن - 01:28:59ضَ

نوم كما جرت سنة الله ان من جزاء السيئة السيئة بعده كما ان من جزاء الحسنة الحسنة بعدها يعني ان الانسان قد يتهاون بهذه المعصية فتجر هذه المعصية الى اخرى ثم تلك تجر الى اخرى ثم يألف المعاصي. وتصبح عند - 01:29:29ضَ

له محبوبة فاذا صار بهذه المنزلة كره الطاعات وابغضها وابتعد عنها. وهنا يستحكم الشقاء. نسأل الله العافية والعبد امام اوامر الله له مقامان اما ان يكون مثلا حصل له ما يحبه. فان كان هذا حصل من طريق شرعي - 01:29:59ضَ

فعليه ان يشكر الله ويزداد بذلك عبادة. واما الا يحصل له. فعليه ان يصبر عليه ان يصبر ويعلم ان ما اصابه لم يكن ليخطئه. وما اخطأه لم يكن ليصيبه ان الامور كلها بمشيئة الله وارادته. هو الذي يتصرف في خلقه وفي ملكه. المقام الثاني - 01:30:32ضَ

عند اصابة الذنوب. فاذا اصاب ذنب فعليه ان يعترف ويقر ويستغفر. فهذه امور ثلاثة. اذا حصلت للعبد فهي عنوان السعادة. اذا مثلا حصل له نعمة شكر الله عليها. وازداد بذلك عبادة - 01:31:02ضَ

واذا حصل له مصيبة صبر واحتسب. واذا حصل له ذنب تاب واستغفر. هذا هو فشأن المؤمن وهو الذي ينبغي ان يكون عليه العبد. اما اذا خرج عن ذلك فقد خرج عن عبودية الله جل وعلا - 01:31:32ضَ

وان تمادى زاد خروجا حتى يستحكم البعد فيصبح مطرودا عن الله جل وعلا - 01:31:52ضَ