Baheth

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان قبس من العقيدة الاسلامية الارشاد الى صحيح الاعتقاد والرد على اهل الشرك والالحاد. للشيخ صالح بن فوزان الفوزان - 00:00:00ضَ

ان حفظه الله الدرس الثالث والعشرون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد خاتم رسله وافضل انبيائه وعلى اله وصحبه وبعد - 00:00:20ضَ

ايها المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتحدث اليكم في هذه الحلقة امتدادا لاحاديثنا السابقة عن انواع من الشرك يمارسها بعض الناس اما عن جهل او تساهل او تقليد - 00:00:42ضَ

ولا شك ان امر العقيدة من اهم الامور ولا يجوز فيه التساهل والتقليد وانما يجب الاحتياط له باقصى ما يمكن وتلقيه من الكتاب والسنة ومن هذه الامور التي يقع فيها بعض الناس - 00:01:05ضَ

التطير وهو التشاؤم بالطيور والاسماء والالفاظ والبقاع والاشخاص وغير ذلك فاذا عزم الشخص على امر من امور الدين او الدنيا فرأى او سمع ما يكره اثر فيه ذلك احد امرين - 00:01:27ضَ

اما الرجوع عما كان عازما عليه تطيرا وتأثرا بما رأى او سمع فيعلق قلبه بذلك المكروه ويؤثر ذلك على ايمانه ويخل بتوحيده وتوكله على الله واما ان لا يرجع عما عزم عليه ولكن يبقى في قلبه اثر ذلك التطير - 00:01:47ضَ

من الحزن والالم والهم والوساوس والظعف فيجب على من وجد شيئا من ذلك في نفسه ان يجاهدها على دفعه ويستعين بالله ويتوكل عليه ويمضي في شأنه ويقول اللهم لا يأتي بالحسنات الا انت ولا يدفع السيئات الا انت - 00:02:15ضَ

ولا حول ولا قوة الا بك والتطير داء قديم ذكره الله عن الامم الكافرة وانهم كانوا يتطيرون حتى بخير الخلق وهم الانبياء واتباعهم المؤمنون كما ذكر الله عن فرعون وقومه - 00:02:39ضَ

انهم اذا اصابتهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه وكما ذكر الله عن قوم صالح انهم قالوا له تطيرنا بك وبمن معك. وكما ذكر الله عن اصحاب القرية انهم قالوا لرسلهم انا تطيرنا بكم لان لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب اليم - 00:02:59ضَ

وكما ذكر الله عن المشركين انهم تطيروا بمحمد صلى الله عليه وسلم كما ذكر الله ذلك في قوله تعالى وان تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك وهكذا دين المشركين واحد - 00:03:27ضَ

حيث انتكست قلوبهم وعقولهم فاعتقدوا الشر بمن هو مصدر الخير وهم الرسل عليهم الصلاة والسلام وما ذاك الا لتمكن الضلالة في نفوسهم وانتكاس فطرهم والا فالخير والشر كلاهما بقضاء الله وقدره - 00:03:45ضَ

يجريان حسب حكمته وعلمه تفضلا وعدلا الخير تفضل منه وجزاء على فعل الطاعة والشر عدل منه وجزاء وعقوبة على فعل المعصية ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك - 00:04:06ضَ

والتطير والتطير شرك. لكونه تعلق على غير الله واعتقاد لكونه تعلقا على غير الله واعتقادا بحصول الظرر من مخلوق لا يملك لنفسه ظرا ولا نفعا ولكونه من القاء الشيطان ووسوسته - 00:04:29ضَ

ولكونه يصد عن ذكر الله ويصد ويتعلق بالقلب ويصدر عنه خوفا وخشية وهو ينافي التوكل واسمعوا ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم محذرا عن التطير فقد روى الشيخان عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر - 00:04:51ضَ

وقال صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل قالوا وما الفأل؟ قال الكلمة الطيبة متفق عليه وعن ابن مسعود مرفوعا الطيرة شرك الطيرة شرك وفي صحيح مسلم عن معاوية بن الحكم انه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:05:19ضَ

ومنا اناس يتطيرون قال ذلك شيء يجده احدكم في نفسه فلا يصدنكم فاخبر صلى الله عليه وسلم ان تأذيه وتشاؤمه بالطيرة انما هو من نفسه وعقيدته لا في المتطير به - 00:05:44ضَ

فوهمه وخوفه واشراكه الذي يطيره ويصده تأثرا بما رآه او سمعه فاوضح صلى الله عليه وسلم لامته فاوضح صلى الله عليه وسلم لامته الامر وبين لهم فساد الطيرة ليعلموا ان الله سبحانه لم يجعل لهم عليها علامة - 00:06:06ضَ

ولا فيها دلالة ولا نصبها سببا لما يخافونه ويحذرونه ولتطمئن قلوبهم وتسكن نفوسهم الى وحدانيته تعالى التي ارسل بها رسله وانزل بها كتبه وخلق لاجلها السماوات والارض فقطع علق الشرك من قلوبهم - 00:06:30ضَ

فمن استمسك بعروة التوحيد الوثقى واعتصم بحبله المتين وتوكل على الله قطع هاجس الطيرة من قبل استقرارها وبادر خواطرها قبل استمكانها قال عكرمة كنا جلوسا عند ابن عباس فمر طائر يصيح فقال رجل من القوم خير خير. فقال ابن عباس لا خير ولا - 00:06:54ضَ

فبادره بالانكار عليه لان لا يعتقد تأثيره في الخير والشر وكذلك سائر المخلوقات لا تجلب خيرا ولا تدفع شرا بذاتها وقوله صلى الله عليه وسلم ويعجبني الفأل بين صلى الله عليه وسلم الفأل بانه الكلمة الطيبة وانما اعجبه الفال لانه حسن ظن بالله - 00:07:20ضَ

والعبد مأمور ان يحسن الظن بالله والطيرة سوء ظن بالله عز وجل وتوقع للبلاء والعبد منهي ان يسيء ظنه بالله ومن هنا جاء الفرق بينهما في الحكم لان الناس اذا املوا الخير من الله علقوا قلوبهم به وتوكلوا عليه - 00:07:48ضَ

واذا قطعوا امالهم ورجاءهم من الله كان ذلك من الشر والتعلق على غير الله قال الامام ابن القيم رحمه الله ليس في الاعجاب بالفأل ومحبته شيء من الشرك بل ذلك ابانة عن مقتضى الطبيعة وموجب الفطرة - 00:08:11ضَ

التي تميل الى ما يوافقها ويلائمها كما اخبرهم صلى الله عليه وسلم انه حبب اليه من الدنيا النساء والطيب فكان يحب الحلوى والعسل ويحب حسن الصوت بالقرآن والاذان ويستمع اليه ويحب معالي الاخلاق ومكارم الشيم - 00:08:32ضَ

وبالجملة يحب كل كمال وخير وما يفضي اليهما والله سبحانه قد جعل في غرائز الناس الاعجاب لسماع الاسم الحسن ومحبته وميل نفوسهم اليه وكذلك جعل فيها الارتياح والاستبشار والسرور باسم الفلاح والسلام والنجاح والتهنئة والبشرى - 00:08:54ضَ

والفوز والظفر فاذا قرعت هذه الاسماء اسماعهم استبشرت بها نفوسهم وانشرحت لها صدورهم وقوي بها القلب واذا سمعت اردادها اوجب لها ظد هذه الحال فاحزنها ذلك فاثار لها خوفا وطيرة وانكماشا وانقباضا عما قصدت وعزمت عليه - 00:09:19ضَ

فاورث لها ظررا في الدنيا ونقصا في الايمان ومقارفة للشرك. انتهى كلامه رحمه الله ايها المستمعون الكرام ولنختم الكلام في هذا الموضوع بالحديث الذي رواه احمد عن ابن عمر رضي الله عنهما - 00:09:45ضَ

عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من ردته الطيرة عن حاجته فقد اشرك قالوا فما كفارة ذلك قال ان تقول اللهم لا خير الا خيرك ولا طير الا طيرك ولا اله غيرك. فتضمن هذا الحديث الشريف ان الطيرة - 00:10:03ضَ

الا تضر من كرهها ومضى في طريقه واما من لم واما من لم يخلص توكله على الله واسترسل مع الشيطان في ذلك فقد يعاقب بالوقوع فيما يكره لانه اعرض عن واجب الايمان بالله - 00:10:23ضَ

هذا ونسأل الله عز وجل ان يمن علينا بالايمان والتوكل عليه ويجنبنا طريق الشر والشرك انه سميع مجيب والى الحلقة القادمة باذن الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا - 00:10:40ضَ

محمد - 00:11:00ضَ