Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين. اما بعد فان من المباحث المهمة في علم اصول الفقه مبحث التعارض - 00:00:00ضَ
والترجيح والتعارض معناه تقابل دليلين على سبيل الممانعة تقابل الدليلين على سبيل الممانعة يسمى تعارضا ويسمى تعادلا والترجيح تقديم احد هذين الدليلين بمرجح او اكثر ورجعان الدليل معناه ان الظن المستفاد - 00:00:21ضَ
منه في الدلالة على الحكم مثلا اقوى من الظن المستفاد من غيره الذي يقابله والمرجحات كثيرة لا حصر لها وسيأتي بيان بعضها في درسنا ان شاء الله تعالى واذا تعارض دليلان - 00:01:00ضَ
وقبل ذلك لابد ان نعلم ان التعارض بين الدليلين لا يكون بين دليلين قطعيين فلا يمكن ان يتعارض دليل قطعي يدل على ان العالم حادث مع دليل قطعي يدل على ان العالم - 00:01:25ضَ
قديم انما يكون التعارض بارك الله فيكم بين الادلة الظنية فاذا تعارض دليلان فان العلماء رحمهم الله تعالى يسلكون مسالك في التعامل مع هذين الدليلين المتعارضين المسلك الاول هو مسلك الجمع - 00:01:47ضَ
فان تعذر الجمع نظروا في التاريخ فان علموا المتقدم من المتأخر فان المتأخر ناسخ للمتقدم وان لم يعلم التاريخ فانهم يرجحون احد الدليلين على الاخر وان تكافئت الادلة فانهم يتوقفون - 00:02:14ضَ
فعندنا هذه المراتب الاربع المرتبة الاولى الجمع والمرتبة الثانية النسخ والمرتبة الثالثة الترجيح والمرتبة الرابعة التوقف مثال دليلين تعارضا وجمع بينهما ان النبي صلى الله عليه وسلم جاء انه في حجة الوداع صلى - 00:02:41ضَ
الظهر يوم النحر بمكة وجاء في رواية اخرى انه صلى الله عليه وسلم صلى الظهر يوم النحر في منى فهذان الحديثان تعارضا فجمع بينهما اهل العلم بان النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر في مكة يوم النحر - 00:03:13ضَ
ثم لما عاد الى منى وجد اصحابه لم يصلوا الظهر فصلى بهم عليه الصلاة والسلام مرة ثانية ومثاله ايضا ما جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اي ماء هاب دبغ فقد طهر - 00:03:41ضَ
هذا الحديث ظاهره يتعارض مع قوله صلى الله عليه وسلم لا تنتفعوا من الميتة بايهاب ولا عصب وجمع بين الحديثين فقيل ان حديث لا تنتفعوا من من الميتة بايهاب ولا عصب - 00:04:07ضَ
هذا محمول على الانتفاع بالايهاب اي بجلد الميتق قبل الدماغ فهو المنهي عنه اما بعد الدماغ فانه يكون طاهرا كما في الحديث الاخر واذا لم يمكن الجمع وعلم التاريخ فالناسخ هو المتأخر والمنسوخ هو المتقدم. مثال ذلك جاء في الحديث ان النبي - 00:04:29ضَ
صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم وفي الحديث الاخر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال افطر الحاجم والمحجوب وقد جمع بينهما بان الفطرة بالحجامة كان في اول الامر - 00:05:00ضَ
وان اخر الامرين هو نسخ الفطر بالحجامة وهذا جاء من حديث انس في سنن الدارقطني ان اخر الامرين نسخ الفطر بالحجامة اي ان الحجامة لا تفطر الصائم واذا لم يعلم التاريخ - 00:05:21ضَ
فانه يسار الى المرتبة الثالثة التي هي ترشيح احد الدليلين على الاخر وهذا سيأتي له امثلة بعد قليل فان لم يمكن الجمع ولا عرف التاريخ وتكافئت الادلة فحينئذ يتوقف المجتهد - 00:05:48ضَ
وللمجتهد حينئذ ان يتخير في بين العمل في العمل بين الدليلين اما ان يختار العمل بهذا او بهذا هذا عند تكافؤ الادلة وعدم وجود المرجحة لكن هذا نادر جدا ان يتكافئ الدليلان - 00:06:15ضَ
والمرجحات لا تقضي برجحان احد الدليلين على الاخر لان المرجحات كثيرة لا حصر لها او حصرها عشرون فقد ذكر بعض اهل العلم انها تتجاوز المئة. وقد يوجد غير ما ذكر - 00:06:37ضَ
فعلى كل حال الترجيح اما ان يكون من حيث جنس الدليل واما ان يكون الترجيح في السند او يكون الترجيح في المتن او يكون الترجيح في الدلالة او يكون الترجيح بامر خارجي - 00:07:03ضَ
فهذه خمسة امور يكون فيها ترجيح فاما الامر الاول وهو الترجيح في جنس الدليل فان الاجماع مقدم على القرآن وانما قدم الاجماع على القرآن لان الاجماع يؤمن فيه النسخ واما القرآن - 00:07:23ضَ
فاحتمال النسخ لبعض ايات القرآن احتمال وارد لكن الاجماع مأمون النسخ فلذلك كان الاجماع مقدما على القرآن الكريم والقرآن الكريم مقدم على السنة النبوية لان القرآن كله قطعي الثبوت اما السنة النبوية - 00:07:49ضَ
فمنها ما هو قطعي الثبوت ومنها ما هو ظني الثبوت والقرآن والسنة يقدمان على القياس بان القياس اذا عارض النص فانه يكون قياس فانه يكون قياسا فاسدا فاسد الاعتبار ولذلك - 00:08:21ضَ
الادلة اذا اردنا ان نرتبها من حيث الترجيح فنقدم الاجماع اولا ثم القرآن الكريم ثم السنة النبوية ثم ثم القياس ولو نظرنا الى السنة النبوية لوجدنا ان السنة القولية مقدمة على السنة الفعلية - 00:08:48ضَ
وانما قدمت السنة القولية على الفعلية لان السنة الفعلية يحتمل فيها الاختصاص بالنبي صلى الله عليه واله وسلم والسنة الفعلية مقدمة على السنة التقريرية لان الفعل يفيد التشريع واما التقرير فقد حصل الخلاف - 00:09:13ضَ
هل يفيد التشريع او لا فلذلك قدمت السنة الفعلية على السنة التقليدية واما الترجيح من حيث السند فاما ان يكون الترجيح متعلقا بالرعوي او متعلقا بالسلسلة فالمتعلق بالرعوي مثاله او من مسالكه الترجيح بكثرة الرواح - 00:09:38ضَ
فحديث رواه عشرة اذا تعارض مع حديث رواه واحد او اثنان يقدم ما رواه العشرة لان هؤلاء العشرة خبرهم اوثق واقرب الى الاخذ مما رواه واحد او اثنان ولذلك رفع اليدين في التكبير - 00:10:11ضَ
رفع اليدين في التكبير عند الركوع وعند الرفع من الركوع رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم اكثر من اربعين صحابيا بينما جاء في حديث اخر انه صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه عند تكبيرة الاحرام ثم لا يعود اي لا يعود الى الرفع - 00:10:44ضَ
فرجح الرفع لليدين عند الركوع وعند الرفع منه لان رواة ذلك اكثر وقد يكون الترجيح بكون الراوي اوثق فما رواه ثقة مقدم على ما رواه صدوق وما رواه صدوق مقدم على ما رواه من وصف بسوء الحفظ - 00:11:11ضَ
وقد يكون الترجيح لكون الراوي اقرب اي اقرب الى القصة او الحديث الذي رواه ويمكن التمثيل على ذلك بحديث ام المؤمنين ميمونة رضي الله تعالى عنها عندما قالت تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو حلال - 00:11:40ضَ
الذي عارضه حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم قدم حديث ميمونة لانها صاحبة القصة ولانها اقرب الى معاينة الامر والى واقعة الحال - 00:12:08ضَ
بينما ابن عباس رضي الله تعالى عنهما كان في ذلك الوقت لا زال صغيرا في سن الاحتلام او ناهز الاحتلام فالراوي اذا كان اقرب الى الحادثة والقصة فان ترجيحه وتقديمه - 00:12:33ضَ
هو المتعين وقد يكون بارك الله فيكم الترجيح في السند يعود الى السلسلة ولذلك يقدم الحديث المسند على الحديث المرسل لان الحديث المرسل لا نعلم حال الساقط منه اي الراوي الساقط الذي سقط لا نعلم حاله. الوثيقة - 00:12:57ضَ
او صدوق او ضعيف هل هو تم الظبط او خفيف الظبط او سيء الحفظ لا نعلم حاله بينما الحديث المسند الذي اتصل سنده هذا يعلم حال رواته فلذلك كان الحديث المسند - 00:13:26ضَ
اولى بالتقديم من الحديث المرسل والحديث العالي وهو الذي قلت رجاله اي رواته يقدم على الحديث النازل الذي كثرت رواته كما قال لك صاحب البيقونية وكل ما قلت رجاله على وضده ذاك الذي قد نزل - 00:13:46ضَ
وانما قدم العادي على النازل لان النازل عدد الرواة فيه اكثر ولما كان عدد الرواة اكثر كان احتمال الخطأ والغلط فيه اكبر ويقدم الحديث الذي رواه الشيخان البخاري ومسلم على الحديث الذي في غير الصحيحين - 00:14:12ضَ
وذلك لمزية الصحيحين ولتلقي الامة احاديث الصحيحين بالقبول وقد يكون الترجيح في المتن فيقدم الحديث الذي فيه اثبات امر على الحديث الذي فيه نفي امر لان المثبت عنده زيادة علم - 00:14:35ضَ
وقد يكون الترجيح من حيث الدلالة ولذلك يقدم ما كان قطعي الدلالة على ما كان ظني الدلالة وقد يكون الترجيح بامر خارجي بان يكون هذا الراوي افقه من الراوي الاخر - 00:15:02ضَ
فيقدم حديث الافقه على حديث غيره هذا بارك الله فيكم ما يتعلق بالتعارض والترجيح وبيان بعض المرجحات نكون بهذا انتهينا من سلسلة الدروس المتعلقة باصول الفقه في هذه الحقيبة المباركة - 00:15:25ضَ
حقيبة التأهيل الفقهي على مذهب الامام الشافعي رضي الله تعالى عنه ورحمه وهذه الحقيبة من اسمها نعلم انها حقيبة تأهيل لدراسة الفقه فهي اللبنة الاولى الدرجة الاولى في سلم تكوين طالب العلم - 00:15:54ضَ
ولذا فارجو من اخواني الا نقف عندها بل النبض منها الى ما بعدها وان نواصل طلب العلم واسأل الله سبحانه وتعالى ان يكتب الاجر للجميع الذين قاموا باعدادها وطباعتها ونشرها في ارجاء العالم الاسلامي - 00:16:23ضَ
ولاولئك الذين يقومون على منتجة الدروس و خدمة الطلاب في قناة التليجرام ويتابعون الاختبارات واعداد الشهادات لهم جزيل الشكر ويجدر بنا جميعا الا ننسى هؤلاء من صالح دعوتنا اسأل الله سبحانه وتعالى ان يتقبل منا - 00:16:53ضَ
جميعا انه هو السميع العليم ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار - 00:17:27ضَ
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد واله وصحبه اجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته تعال - 00:17:44ضَ