شرح فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد (مكتمل) | الشيخ د عبدالله الغنيمان
Transcription
قال الامام ابن كثير رحمه الله تعالى يذكر الله حال المشركين به في الدنيا ومآلهم في الدار الاخرة حيث جعلوا لله اندادا. اي امثالا ونظراء يعبدونهم معه. ويحبونهم كحبه. لا اله الا هو - 00:00:00ضَ
ولا ضد له ولا ند له ولا شريك معه. وفي الصحيح عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال يا رسول الله اي الذنب اعظم؟ قال ان تجعل لله ندا وهو خلقك. قول الله - 00:00:20ضَ
اي تعالى والذين امنوا اشد حبا لله ولحبهم لله تعالى وتمام معرفتهم به وتوقيرهم وتوحيدهم لا يشركون به شيئا بل يعبدونه وحده ويتوكلون عليه ويلجأون في جميع امورهم اليه ثم - 00:00:40ضَ
توعد تعالى المشركين به الظالمين لانفسهم بذلك قال تعالى ولو يرى الذين ظلموا اذ يرون العذاب ان القوة لله جميعا. قال بعضهم تقدير الكلام لو عاينوا العذاب لعلموا حينئذ ان القوة لله - 00:01:00ضَ
اين الحكم لله وحده لا شريك له فان جميع الاشياء تحت قهره تعالى وغلبته سلطانه وان الله شديد وان الله شديد العقاب كما قال تعالى شديد والعذاب ان الله شديد العقاب. نعم. العذاب. وان الله شديد العذاب كما قال تعالى فيومئذ - 00:01:20ضَ
لا يعذب عذابه احد ولا ينفق وثاقه احد. يقول لو علموا ما يعانون هنا ما يعاينون هناك وما يحل بهم من الامر الفظيع المنكر الهائل على شركهم وكفرهم لنتهوا عما هم فيه من الضلال - 00:01:50ضَ
ما اخبر تعالى عن كفرهم باعوانهم وتبرأ المتبوعين من التابعين. فقال تعالى اذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا تبرأت منهم الملائكة الذين كانوا يزعمون انهم يعبدونهم في الدار الدنيا فتقول الملائكة - 00:02:10ضَ
تبرأنا اليك ما كانوا ايانا يعبدون. ويقول سبحانك انت يلينا من دينهم. بل كانوا يعبدون الجن اكثرهم بهم مؤمنين. والجن ايضا يتبرأون منهم ويتنصلون عن عبادتهم لهم. كما قال تعالى - 00:02:30ضَ
من لا يستجيب له الى يوم القيامة. وهم عن دعائهم غافلين. واذا حشر الناس قالوا اللهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين. انتهى كلامه رحمه الله. هذا الذي ذكره الامام ابن كثير رحمه الله تظافرت عليه الادلة كتاب الله واحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم - 00:02:50ضَ
هو واضح وجلي واضح وجلي من كلام الله جل وعلا. في هذه الاية وغيرها من الايات الكثيرة مضمونه ان كل من احب احدا سواء كان ذلك المحبوب عاقلا او غير عاقل احبه - 00:03:20ضَ
من غير طاعة الله فان هذا الحب يعود عليه العداوة والبعد عن الله جل وعلا والعذاب. وسوف يتبرأ منه ويصبح عدوا له. كل واحد يلعن كما ذكر الله جل وعلا عن قوم ابراهيم في قصة ابراهيم. ويوم القيامة يلعن بعضكم بعضا - 00:03:40ضَ
يعني العابد يلعن المعبود والمعبود يلعن العابد. وكذلك اذا حشرهم الله جل وعلا فيوم القيامة يقول اين شركائي الذين كنتم تزعمون؟ يسألهم الذين جعلوهم لله من اين يأتون بهم؟ ادعوهم فليستجيبوا لكم ان كنتم صادقين. فتبرأوا منهم - 00:04:10ضَ
بهم اصبحوا اعداء لهم. هذا في العقلاء اما غير العقلاء الا فانهم كما اخبر الله جل وعلا يكونون حصد جهنم وعابدون انكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم انتم لها وارد. وفي الحديث الذي في الصحيحين عن ابي سعيد الخدري وابي هريرة - 00:04:40ضَ
رضي الله عنهما ان الله جل وعلا يقول اذا اجتمع الناس كلهم في مقام واحد وسألوا الله جل وعلا ان يفصل بينهم طلب شفاعة الشافعين في هذا وجاء الله جل - 00:05:10ضَ
لو على للقظاء بينهم خاطبهم فيقول لهم اليس عدلا مني ان اولي كل واحد منكم ما كان يتولاه في الدنيا. فكلهم يقول بلى يا رب. عند ذلك يمثل لكل عابد معبوده او يؤتى به بعينه. ويقال اتبع معبودك. فيتبعونهم الى جهنم. هؤلاء - 00:05:30ضَ
هذا حسابه. يذهبون الى جهنم ويتبعونه. سيبقى المؤمنون في الموقف وفيهم المنافقون. فيهم المنافقون لان المنافقون يعبدون الله في الظاهر. ما يعبدون هنا معه غيره بالظاهر. فيأتيهم الله جل وعلا ويقول لهم ما الذي ابقاكم وقد ذهب الناس - 00:06:00ضَ
هذا يدلنا على ان اكثر الناس ذهبوا الى جهنم. اكثرهم ذهبوا من الموقف الى جهنم. فيقولون ان لنا ربا ننتظره يقول لهم انا ربكم الى اخي. فاذا تبين لهم خروا له سجدا. الا المنافقين فانهم لا يستطيعون السجود. يبقى ظهر احدهم - 00:06:30ضَ
طبقا واحدا ما يستطيع الامتنان كلما اراد ان يسجد خر على قفاه. ولهذا يقول الله جل وعلى يوم يكشف عن ساق ويدعون الى السجود فلا يستطيعون. ويدعون الى السجود فلا يستطيعون. خاشعة ابصارهم - 00:07:00ضَ
ترهقه من ذلة وقد كانوا يدعون الى السجود يعني في الدنيا. وهم سالمون والسجود يجب ان يكون لله وهم يسجدون مخافة من المؤمنين. حتى يكونون معهم فيما ينالهم ويتقون قتلهم. فما كانوا يسجدون لله فلهذا ما استطاعوا. والمقصود ان - 00:07:20ضَ
كل عابد سوف يتبرأ من معبوده. وكل معبود سوف يتبرأ من عابده. ثم قول الله جل وعلا تقطعت بهم الاسباب. الاسباب هنا قال العلماء هي المودة. هي المحبة التي بينهم. انقطعت وذهبت - 00:07:50ضَ
واستبدلت بعداوة وبغضاء. قالوا يصنف رحمه الله تعالى رواه ابن جرير عن مجاهد الله في قوله تعالى يحبونهم كحب الله. مباهاة ومضاهاة للحق سبحانه بالامداد والذين امنوا اشد حبا لله من الكفار واوثانهم. نعم. قال المصنف رحمه الله - 00:08:10ضَ
قالت ومن الامور المبينة لتفسير التوحيد وشهادة ان لا اله الا الله اية البقرة في كف الكفار حين قال الله تعالى فيهم وما هم بخارجين من النار. ذكر انهم يحبون امجادهم كحب الله - 00:08:40ضَ
وعلى انهم يحبون الله حبا عظيما. فلم يدخلهم في الاسلام فكيف بمن احب الند اكبر من حب الله فكيف بمن لم يحب الا الند الا الند وحده انتهى كلامه رحمه الله. في هذه الاية - 00:09:00ضَ
وهي قول الله جل وعلا ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. والذين امنوا اشد حبا بل لله. مضى بالامس ان معنى قوله تعالى اندادا ان الند يكون في صفة من الصفات. ولا يلزم ان يكون مماثلا لله جل وعلا - 00:09:20ضَ
من كل وجه وهذا لا يقوله احد. وفي هذه الاية بينت ان الند الذي الذي يتخذ هو في الحب فقط. ولهذا قال يحبونه كحب الله. والمعنى يحبونهم كمحبتهم لله تعالى يحبون هذه الانداد كمحبتهم لله تعالى. وهذا هو الشرك الذي جعلهم - 00:09:50ضَ
اذا ماتوا عليه خالدين في النار. واحل دماءهم واموالهم. فهم لما قسموا الحب الواجب لله جل وعلا الذي يتضمن الذل والخضوع والتعظيم. جعلوه لمخلوق صاروا مشركين بذلك. وسبق انه ليس في العالم - 00:10:20ضَ
من يقول ان احدا من الخلق يساوي الله جل وعلا في التصرف يعني في الايجاد او في الاحياء او في الملك او في المشيئة او في القدرة او ما اشبه ذلك. وانما يكون في جزء - 00:10:50ضَ
وهو الامر الذي يصدر من الناس. اما الامور الصادرة من الله جل وعلا التي يفعلها فليس هناك من ذكر من بني ادم انه جعل لله فيه ندا. وان ما الند يكون فيما يصدر من المخلوق نفسه مثل الحب مثل الدعاء - 00:11:10ضَ
مثل الخضوع والذل لمثل الذبح والنذر وما اشبه ذلك. من الامور التي يتعبد بها الانسان فاذا جعل شيئا منها لغير الله جل وعلا فقد اتخذ ذلك الذي جعل له هذا الشيء - 00:11:40ضَ
ندا لله. لان العبادة يجب ان تكون لله وحده. فهي خالص حق الله جل وعلا. والله جل وعلا خلط العبادة لهذا ليخلصوا له العبادة. كما قال جل وعلا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وقالت - 00:12:00ضَ
تعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه. قضى امرا واوجب والزم ان تكون العبادة له وحده. ولا يكون لغيره شيء منه. وقوله تعالى والذين امنوا اشد حبا لله هذا مرتب على المعنى السابق. وذلك ان - 00:12:20ضَ
مؤمنين اخلصوا حبهم لله جل وعلا. ولم يوزعوه بين ربهم جل وعلا وبين المخلوقات وسار الحب الذي هو لله وحده يكون اشد من الحب الذي يكون موزعا مقسوما بين الرب جل وعلا وبين المعبودات الاخرى. هذا من جهة ومن جهة اخرى - 00:12:50ضَ
ان اصل الحب الذي يكون عند المؤمن لا يمكن ان يكون مساويا للحب الذي يكون عند المشرك وذلك ان المؤمن عرف حق الله وعرف وجوب محبته الحب الخضوعي الحب الذي يتضمن الخوف والذل والتعظيم. عرف ان هذا يجب - 00:13:20ضَ
ان يكون لله وانه خالص حق الله. فصار عنده لو انه نزلا خير بين ان يجعل شيئا من هذا الحب لغير الله وان يقتل لاختار القتل لو جعل مثل خير او جعل له مثلا اما ان يجعل هذا الحب لغير الله - 00:13:50ضَ
تلقى في النار لاختار ان يلقى في النار ولا يجعل شيئا من هذا الحب لغير الله. فحب الله في قلبه عظيم جدا. ولا يساوي الحب الذي يصدر من المخلوق للمخلوق. وذلك - 00:14:20ضَ
ان هذا حب العبادة الذي اذا تحلى القلب به اصبح على نفسه وعلى ما دون النفس من جميع ما يملكه في الدنيا ولهذا بين الرسول صلى الله عليه وسلم ان المؤمن اذا وصل الايمان الى - 00:14:40ضَ
قلبه ان الله جل وعلا ورسوله يكون احب اليهم ما سواهما. وانه يحب ان يلقى في النار ولا يكفر بالله جل وعلا. بهذه المحبة التي تحلى بها. والذين امنوا لا يقاس حبهم في من احب صنما او قبرا او شخصا او غير ذلك - 00:15:10ضَ
الحب الذي يكون قادحا في محبة الله جل وعلا وفي عبادته. نعم المصنف رحمه الله في الاية بيان ان من اشرك مع الله تعالى غيره في المحبة فقد جعله شريكا له - 00:15:40ضَ
شريكا لله في العبادة. واتخذه ندا من دون الله. وان ذلك هو الشرك الذي لا يغفره الله تعالى كما قال تعالى في اولئك وما هم بخارجين من النار. وقوله تعالى ولو يرى الذين ظلموا اذ يرون العذاب - 00:16:00ضَ
المراد بالظلم هنا الشرك كقوله تعالى ولم يلبسوا ايمانهم بظلم كما تقدم فمن احب الله وحده واحب فيه وله فهو مخلص. ومن احبه واحب معه غيره. فهو مشرك كما قال تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. الذي جعل لكم - 00:16:20ضَ
الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادوا وانتم تعلمون. نعم. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في في ما - 00:16:50ضَ
فمن رغب الى غير الله في قضاء حاجة او تفريج كربة لزم ان يكون محبا له ومحبته هي الاصل في ذلك. انتهى كلامه رحمه الله. لكون الليل في هذه الاية هو الشرك - 00:17:10ضَ
اظهر منه في اية في سورة الانعام الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم. لان الاية هذه نبدأها في نفي الحب. الذي يكون لغير الله جل وعلا من الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. فقوله ولو يرى الذين ظلموا اذ يرون العذاب - 00:17:30ضَ
يعني الذين وزعوا محبتهم بين الله جل وعلا وبين هذه المتخذة الهة من دونه والظلم يطلق على كل معصية كل معصية يخالف بها الانسان امر الله جل وعلا سواء ارتكاب منهي او ترك واجب. فانه يكون ظلم - 00:18:00ضَ
وقد علم ان الظلم ينقسم الى اقسام ظلم يكون بين العبد وبين ربه في مثل هذا من كونه مثلا يترك واجبا من الواجبات او يرتكب محرما من المحرمات. فهذا اذا كان لا يتعلق - 00:18:30ضَ
في انسان كاخذ مال او استطالة عرض وما اشبه ذلك فانه يكون بين العبد وبين ربه فقط. وهذا هو اسهل انواع الظلم. وايسرها. لان الله جل وعلا غفور رحيم واذا قدم العبد على ربه ولو كان ظالما وهو غير مشرك - 00:18:50ضَ
فان كل ظلمه سوف يغفره الله جل وعلا اذا شاء. ولا يبالي. كله معلق بمشيئته ان شاء يعني انه اذا شاء غفره بدون مؤاخذة. بدون ان يعاقبه. اما اذا اخذ - 00:19:20ضَ
فمجرد عقاب. عقاب مؤقت ثم بعد ذلك يكون مآله الى الجنة هذا اذا كان الظلم في مثل هذه الاشياء. يعني ترك واجب او فعل محرم. اما النوع الثاني من الظلم فهو الظلم الذي يكون بين العباد بعضهم ببعض وهو ايضا - 00:19:40ضَ
اما ان يكون بفعل محرم او الامتناع من اداء واجب وجب عليه لاخيه فهذا مبناه على المشاحة والمقاصة. ولا يترك منه شيء الا ان يعفو صاحب الحق فان لم يعف صاحب الحق فلا بد من اداء الواجب لابد من اداء الحق الى صاحبه - 00:20:10ضَ
حتى الذين يكونون من اهل الجنة وينجون من الحساب ان الذين يبقى عليهم حقوق بعضهم البعض ولو مثلا جاوزوا الصراط فانهم لا يدخلون الجنة حتى تحصل المقاصة. واخذ المظالم من بعظهم لبعظ - 00:20:40ضَ
كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه اخبر ان اهل الجنة اذا عبروا الصراط وساروا الى الجنة حبسوا في قنطرة بين الجنة والنار. يحبسون ولا يدخلون الجنة حتى يؤخذ لبعضهم من بعض كلما على بعضهم لبعض - 00:21:10ضَ
دع ما في صدورهم من غل. فاذا صاروا اخوانا متحابين. دخلوا الجنة. ولا يدخلون جنة ولاحد على احد شيء. فهذا اقل انواع الظلم. التي تكون في بعضهم على بعض اما المظالم العظيمة فهذه لا يأتون الى الصراط ولا يتجاوزونه حتى - 00:21:40ضَ
تؤخذ لصاحب الحق حقه. وقد جاء جاءت احاديث كثيرة. تحذر عن الوقوع في مثل هذا. وقد جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم سأل يوما سأل اصحابه اتدرون من المفلس؟ اتدرون من المفلس فيكم؟ فلما قيل له المفلس من لا درهم - 00:22:10ضَ
ولا دينار؟ قال كلا المفلس من يأتي يوم القيامة بحسنات كثيرة بحسنات امثال الجبال ولكنه يأتي وقد شتم هذا. وقد استطال عرض هذا. وقد اكل ما له هذا سيؤخذ لهذا من حسناته ولهذا من حسناته فاذا فنيت حسناته اخذ - 00:22:40ضَ
فمن سيئاتهم ثم طرحت عليه ثم طرح في النار. هذا هو المفلس. يأتي بالحسنات ولكن تقول لغيره. الحسنات التي يعملها تكون للخلق. للناس الاخرين ليست له لانه يظلمهم. لانه تمتع في دنياه بظلمهم. اما بتمزيق - 00:23:10ضَ
اعراضهم او باكل اموالهم او بمنع حقوقهم. التي وجبت لهم علي انهم لابد ان يطالبوه بذلك ولابد ان تعد الحقوق الى حقوقها. الحقوق الى مستحقيها. اما النوع الثالث فهو اشد انواع الظلم واعظمها. وهو ظلم الشرك. فهذا الظلم مطلق. الذي اذا - 00:23:40ضَ
مات عليه الانسان فانه ليس معه لا اهتداء ولا امن. منفي عنه الامن مطلقا لان الله جل وعلا قد فصل الامر في هذا ووضحه. واخبر ان من يموت مشركا ان مأواه جهنم - 00:24:10ضَ
وانه من اهل النار وليس بخارج منها. وان الله جل وعلا يغفر كل ذنب اذا شاء اذا شاء ان يغفره غفره الا الشرك. فقوله جل وعلا ان الله لا يغفر ان يشرك به - 00:24:30ضَ
ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. هذا عام شامل حتى يدخل فيه العباد بعضهم مع بعض. اذا شاء الله جل وعلا ارضى صاحب الحق عن من ظلمه. يرضي سيعفو ويغفر الله جل وعلا لهذا الظالم. اما اذا كان مشرك فانه - 00:24:50ضَ
فيغفر له. ومن هنا يتبين لنا شدة الحاجة الى معرفة الشرك لان لا يقع الانسان فيه وهو لا يدري وكم وكم من وقع فيه وهو يكتب مثلا تفسيرا لكتاب الله. او يكتب شرحا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. او يكتب - 00:25:20ضَ
في الاصول او في غيرها. وهو يقع في الشرك. ويكون الشرك من النوع الاكبر. نسأل الله العافية وذلك لان الانسان اذا عاش في مجتمع لا يعرف الشرك. فانه ربما دخل عليه وهو لا يدري. كما جاء عن امير المؤمنين عمر رضي الله عنه - 00:25:50ضَ
انه قال اتدري متى تنقض عرى الاسلام عروة عروة؟ فقيل له متى؟ قال اذا فنشأ في الاسلام من لا يعرف الجاهلية. اذا نشأ في الاسلام من لا يعرف الجاهلية. يعني انهم يقعون - 00:26:20ضَ
في المخالفات وفي المنكرات وهم يظنون انها ليس كذلك. فيتعين على العبد لما ذكر الله جل وعلا انه لا يغفر هذا الذنب ان يتعرف عليه خوفا من الوقوع فيه فهذا هو اعظم انواع الظلم. وذلك لان الانسان اذا وقع فيه ومات عليه - 00:26:40ضَ
فانه ميؤوس منه نهائيا. ومقطوع بانه من اهل النار. قطعا لخبر الله جل وعلا عن ذلك الخبر البين الذي ليس فيه اشكال. اما قول الله جل وعلا قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا - 00:27:10ضَ
فقوله يغفر الذنوب جميعا. هذا ما ترك شيء. الشرك وغير الشرك. فهذه الاية في التائب الانسان الذي يتوب فالتائب من الذنب مهما كان الذنب فان الله يغفره بالتوبة اذا كانت التوبة صحيحة فاذا كانت صحيحة مجتمعة فيها الشروط فان - 00:27:40ضَ
الله جل وعلا يغفر لهذا المذنب وان كان ذنبه شركا. وشروط التوبة ان تكون التوبة في الحياة. قبل ان يعاين الموت. هذا واحد. الثاني ان تكون توبة تتضمن الندم والاقلاع عن الذنب والعزم على الا يعود الى الذنب ابدا - 00:28:10ضَ
ما دام حيا اذا اجتمعت هذه الامور فان التوبة تكون توبة نصوحة ويقبلها الله جل او على ويحب جل وعلا من اتصف بها. اذا كانت آآ اذا كان الذنب مثلا - 00:28:40ضَ
حق للغير فانه يشترط ايضا ارجاع هذا الحق الى صاحبه والا لا تصح التوبة منه. لا تصح الا ان يرجع الحق اذا استطاع. الى صاحبه او يتحلله يطلب ان يجعله في حل. والمفيد ما صدر عن القلب. اما ان يحله بلسانه - 00:29:00ضَ
وقلبه مصر على الحنق عليه وعلى كونه يرى انه ظلمه هذا لا فالمقصود ان هذه انواع الظلم وهنا الظلم المذكور هو الشرك لان الكلام في الشرك. نعم. قال في كلمة الاخلاص لا اله الا الله. تنفي كل شرك - 00:29:30ضَ
ان في اي نوع كان من انواع العبادة وتثبت العبادة بجميع افرادها لله تعالى. وقد تقدم بيان انني لا هو المألوه الذي تألهه القلوب بالمحبة وغيرها من انواع العبادة فلا اله الا الله - 00:30:00ضَ
نفت ذلك كله عن غير الله. واثبتته لله وحده. فهذا هو ما دلت عليه كلمة الاخلاص فلا بد من معرفة معناها واعتقاده وقبوله والعمل به باطنا وظاهرا والله اهلا يعني لابد من معرفة معناها وقبوله قبول هذا المعنى والعمل به - 00:30:20ضَ
طاهر بالجوارح وفي الباطن يعني في القلب. حتى يتحصل قائلها على الوعد الذي جاءت به الاحاديث ان من قال لا اله الا الله دخل الجنة. لان قولها ليس مجرد الكلام اللفظي - 00:30:50ضَ
هل مجرد الكلام اللفظي بدون اعتقاد المعنى او العمل بما دلت عليه لا يفيد. فاليهود قولون لا اله الا الله وهم كفار. لا يفيدهم قول لا اله الا الله. وهم ايضا كثير منهم - 00:31:10ضَ
لا يشرك بل يعيب على المشركين الشرك. ومع ذلك هم في جهنم. لانهم لم يقبلوا ما دلت عليه. ولم يعملوا بها. وكذلك الجزء الاخر منها لم يقبلوه وهو شهادة ان محمدا رسول الله لم يقبلوا ذلك ولا - 00:31:30ضَ
يؤمنوا به ويعملوا به. مع انهم في باطن امرهم متيقنين. متيقن انه رسول الله كما قال الله جل وعلا يعرفونه كما يعرفون ابناءهم يعرفون الرسول صلى الله عليه وسلم انه رسول من الله كما يعرف احدهم ابنه انه ولده - 00:32:00ضَ
وقد جاء عن عبد الله ابن سلام رضي الله عنه انه قال والله اننا لنعرفه اكثر مما لابنائنا. وذلك ان احدنا يخرج من بيته فلا يدري ماذا تصنع اما رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس عندنا اي ارتياب او شك في ان - 00:32:30ضَ
انه رسول من عند الله بالصفات التي عرفناها بكتاب الله جل وعلا. ومع هذا مع هذه معرفة هم كفار كفار بالله لماذا؟ لانهم لم يقبلوا ما جاء به رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم. لم يقبلوه ولم يعملوا بي. وقد اتفق العلماء على ان - 00:33:00ضَ
من لم يقبل ما دلت عليه لا اله الا الله انه كافر وانه يقاتل ولو كان من الواجبات فان كل واجب في اسلام من حقها من حق لا اله الا الله التي قال الرسول صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس - 00:33:30ضَ
حتى يقولوا لا اله الا الله فاذا قالوها عصموا مني دماؤهم واموالهم الا بحقها وحسابهم على الله جل وعلا فلهذا لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم و ظهر من الناس امور عجيبة منهم من قال لو كان نبيا ما مات - 00:34:00ضَ
ومنهم من قال كنا نؤدي اليه الزكاة في حياته اما بعد وفاته فلا نؤديه. وهذا من دفعها. ومنهم من ارتد نهائيا فالى الشرك فلم يفرق الصحابة بين هؤلاء كلهم. بل جعلوا قتالهم كله قتال ردة - 00:34:30ضَ
وقاتلوهم حتى رجعوا الى الاسلام ومع ذلك لما انتصر عليهم الصحابة واظهروا واظهر من اظهر منهم التوبة من الذين بقوا واستسلموا ان يقبل منهم الصحابة بقيادة ابي بكر الصديق رضي الله عنه حتى يشهدوا بان قتل - 00:35:00ضَ
وان قتل الصحابة في الجنة لانهم ارتدوا عن دين الله جل وعلا عن امور عظيمة. ولما رجع في هذا وقيل له ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله. فقال لهم الم يقل الا بحقها؟ فوالله - 00:35:30ضَ
لو منعوني من عقال كانوا يؤدونه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه مع الصحابة بعد ذلك على هذا. فعلى هذا لو ان انسانا قال لا اله الا الله - 00:36:00ضَ
وعبد الله وادى الصلاة ولكنه امتنع من الوضوء ابى ان يتوضأ فيصلي بلا وضوء موجبات الاسلام كلها مرتبطة بهذه الكلمة. وانها كلها من حقها. وان الذي يمتنع من واجب من الواجبات يجب على امام المسلمين ان يقاتله حتى يلتزم بالحق - 00:36:20ضَ
ويجب على المسلمين ان يعاونوه على ذلك. حتى يلتزم بامر الله جل وعلا ويقبله وينقاد له. وهذا امر متفق عليه بين العلماء لا خلاف بينهم فيه. وهذا يدلنا على اهل الذين يتجهون الى القبور ويعبدونها. ويدعون اصحابها ويتضرعون اليهم - 00:36:54ضَ
ثم يقولون اننا نقول لا اله الا الله. فنحن مسلمون موحدون. لا يجوز ان نرمى بشيء من الشرك او من المخالفات التي تجعل صاحبها خارجا عن الدين الاسلامي هذا يدل على جهلهم. وانهم لم يعرفوا الاسلام في الواقع. نعم. لا في المطابقة ان تكون - 00:37:24ضَ
دلالة تامة من جميع الاوجه. ليست دلت تومل نعم. قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في توحيد المحبوب الا يتعدد محبوبة. اي مع الله تعالى بعبادته له. وتوحيد الحب الا - 00:37:54ضَ
ابقى في قلبه بقية حب حتى حتى يبذلها له. فهذا الحب وان وان سمي عشقا فهو غاية صلاح العبد ونعيمه وقرة عينه. وليس لقلبه صلاح ولا نعيم. الا بان يكون - 00:38:14ضَ
الله ورسوله احب اليه من كل ما سواهما. وان تكون محبته لغير الله تابعة لمحبة الله تعالى انا فلا يحب الا الله ولا يحب الا لله كما في الحديث الصحيح ثلاث من كن فيه - 00:38:34ضَ
الحديث العشق لا يجوز ان يستعمل مع الله جل وعلا الحب الذي يكون لله لا يجوز ان يقال انه عشق. او يقال عشيق الرحمن او ما اشبه ذلك. وذلك ان العشق حب يتضمن شهوة. فلا يجوز ان يكون لله جل وعلا تعالى وتقدس - 00:38:54ضَ
محبة الله فوق هذا واعظم منه. وهي محبة عبادة. ولهذا اشترط فيها ان تكون تضمنت للذل والتعظيم. ان يدل ويخظع ويعظمه. ذل مع تعظيم اما محبة العشق فهي لاجل الشهوة. وهذا يكون - 00:39:24ضَ
المخلوق مخلوق مع مخلوق فلا يجوز ان يستعمل هذا في المحبة التي تكون لله جل ومحبة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم هي من محبة الله ومحبة المرء ان كانت لله فهي من محبته. وان كانت بغير الله فهي منقصة منقصة لمحبة - 00:39:54ضَ
ومضعفة لها ويصدق هذه المحبة لان تكون كراهيته لابغض الاشياء محبوبة وهو الكفؤ بمنزلة كراهيته بالقائه في النار او اشد ولا ريب ان هذا من اعظم المحبة فان الانسان لا يقدم على محبة نفسه وحياته شيئا. فاذا قدم محبة الايمان - 00:40:24ضَ
انا الاليمان بالله على نفسه بحيث بحيث لو خير بين الكفر وبين القائه في النار ما اختار ان يلقاه وفي النار ولا يكفر. كان احب اليه من نفسه وهذه المحبة هي فوق ما هي فوق ما يجده العشاق - 00:40:54ضَ
المحبون من محبة محبوبيهم. بل لا نظير لهذه المحبة. فماذا مثل من تعلقت به وهي محبة تقتضي تقديم المحبوب. تقديم المحبوب فيها على النفس. والمال والولد وتقتضي كمال والخضوع والتعظيم والاجلال. والطاعة والانقياد ظاهرا وباطنا. وهذا لا نظير له في - 00:41:14ضَ
ولو كان المخلوق من كان. ولهذا من اشرك بين الله وبين غيره فيها هذه المحبة الخاصة كان مشركا شرك لا يغفره الله تعالى كما قال تعالى ومن الناس من يتخذ من دون - 00:41:44ضَ
فهي امجاد يحبونهم كحب الله. والذين امنوا اشد حبا لله. والصحيح ان معنى الاية ان الذين امنوا اشد حبا لله من اهل الانداد لاندادهم. كما تقدم ان محبة المؤمنين لربهم لا يماثلها - 00:42:04ضَ
محبة مخلوق اصلى كما لا يماثل محبوبهم غيره. وكل اذى في محبة غيره فهو نعيم فهو نعيم في محبته. وكل مكروه في محبة غيره فهو قرة عين في محبته. ومن ضرب - 00:42:24ضَ
لمحبته الانفال التي في محبة المخلوق للمخلوق كالوصف والهجر والتجني بلا سبب من كالمحب وامثال ذلك مما يتعالى الله عنه علوا كبيرا فهو مخطئ اقبح الخطأ وافحش وهو حقيق بالابعاد والمقت. انتهى كلامه رحمه الله. يجب ان يفرط الانسان - 00:42:44ضَ
بين محبة الله جل وعلا الواجب له وبين محبة عبده ورسوله صلى الله عليه محبة الرسول صلى الله عليه وسلم واجبة على الانسان على المسلم يجب ان يقدم محبة الرسول صلى الله عليه وسلم على محبة نفسه فضلا عن محبة ولده او اهله او ماله - 00:43:14ضَ
بل يكون احب اليه من نفسه. والا لا يحصل له الايمان. الواجب الذي ينجو من عذاب الله. وهذه المحبة التي تكون للرسول صلى الله عليه وسلم ليست هي المحبة التي تكون لله - 00:43:44ضَ
بل هي محبة اخرى. وهي محبة لله وفي الله. وليست محبة مع الله. فان المحبة سمع الله شرك. شرك بالله جل وعلا. لانها تكون محبة عبادة. محبة ذل وتعظيم اما محبة الرسول صلى الله عليه وسلم فهي حب لله. تحبه لان الله يحبه - 00:44:04ضَ
لانه احب خلقه اليه. فيجب عليك ان تقدم محبة محبوبك. على كل محبوب لك. فاولا تؤدي حق الله. الذي هو العبادة. المحبة التي هي عبادة لله ثم تحب ما يحبه الله. ومن ذلك كون الله جل وعلا يحب رسوله. ولانه - 00:44:34ضَ
صلوات الله وسلامه عليه هو السبب في حياتك. الحياة الحقيقية هي حياة الروح. هي الحياة التي تتصل بالله جل وعلا. فلهذا وجب ان يحب اكثر من غيره لله وفي الله وهذا الحب الذي يكون لله وفي الله هو مكملا لمحبة - 00:45:04ضَ
الله جل وعلا محبة العبادة مكملا لها ومتمما لها وليس هو مشارك كان هذا الحب مشاركا لله في العبادة لان المخلوق لا يعبد. لا يحب حب العبادة انما يحب حيث امر الله جل وعلا بحبه فهو بهذه بهذه النظرة يكون - 00:45:34ضَ
ومتمما لمحبة الله جل وعلا محبة العبادة. هذا يجب ان يعلن وان يفرق بين محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ومحبة الله. ثم لهذه المحبة لوازم وعلامات ومن لوازمها تقديم قول الرسول صلى الله عليه وسلم على - 00:46:04ضَ
او لكل احد ومن علاماتها الحرص على اتباعه صلوات الله وسلامه عليه اكثر من اتباع غيره بل لا يجوز اتباع غيره فيما هو عبادة ما هو شيء من الدين؟ عبادات لان العبادة مبناها على امر الرسول صلى الله عليه وسلم ونهيه. فهذا - 00:46:34ضَ
الذي قد يغلط فيه بعض الناس وقوله ان المحبة الخاصة يجب ان تكون لله قصده بالخاصة التي يختص بها الله جل وعلا. وهي محبة العبادة وقلن ان المحبة التي تكون لله يجب ان تتضمن الذل والتعظيم. لان الانسان قد يحب محبوبا - 00:47:04ضَ
فاذا كان يحبه وهو ذال له معظما له فهذا يكون عبادة اما اذا كان يحبه لحظ نفسه لامر من الامور ولكنه لا يخظع له. ولا يعظم ما يذل له ويستكين له فان هذا حب لا يكون عبادة - 00:47:34ضَ
ان قلنا ان الحب ينقسم الى قسمين. حب يكون خاص. وهذا يجب ان كن خالصا لله. وهو حب العبادة الذي فيه الذل والتعظيم. وحب يكون مشترك. مشترك بين الخلق كلهم حتى البهائم. وهذا اقسام منه مثلا حب الالفة - 00:48:04ضَ
حب المصاحبة اذا صاحب انسان سانا والفة وكان معه في عمل من الاعمال او في مكان من الامكنة وطال التردد وكثر الاجتماع فانه يحصل تحصل محبة بينهم. وهذا مشترك بين الخلق كلهم حتى البهائم. البهيمة اذا اخذت - 00:48:34ضَ
من بين البهايم صارت تصيح وتحن الى الفها. تريده ولا تستكين حتى ترجع الى المكان الذي اخذت منه. فالمقصود ان هذا مشترك بين الخلق. ونوع اخر من الحب وهو حب يتضمن حاجة كحب الطعام وحب الشراب - 00:49:04ضَ
فاذا حصل له حاجته اصبح لا يحبه. وحب يتضمن رحمة ورأفة كحب الصغير كحب الضعيف. حب المسكين من هو حب الولد؟ فان هذا حب حنان وحب عظة حلو ورحمة ومنه ايضا حب تقدير واجلال. كحب الوالد مثلا يقدره - 00:49:34ضَ
ولكنه لا يتضمن ذل وخضوع. يقدر ويجل بحيث يعمل الادب ولكن لا يسجد له. ولا يخضع له. ومن هذا القبيل ايظا حب الزوج مع زوجته والزوجة مع زوجها. فهذه الانواع كلها لا لوم على الانسان في شيء منها. فهي مشتركة - 00:50:14ضَ
بين الخلق ولابد منها. وانما الذي يجب ان يكون لله هو الحب الخاص. الحب حب العبادة حب الذل والتعظيم والخضوع. الذي يتضمن استكانة القلب وذله. وخضوع الجسم والجوارح فهذا يجب ان يكون خالصا لله جل وعلا ولا يجوز ان يكون لمخلوق من المخلوقات. ولهذا - 00:50:44ضَ
لما قال احد الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم بعدما رجع من سفر رأى فيه بعض الاعاجم يسجدون لعظمائهم لقوادهم وملوكهم. فقال الا نسجد لك فانت اولى من اولئك؟ قال لا. السجود لله. ولو امرت احدا ان يسجد لاحد - 00:51:14ضَ
لامرت الزوجة ان تسجد لزوجها لعظم حقه عليها. ولكن العبادة يجب ان فكن لله وحده لا يكون لمخلوق منها شيء. والعبادة اذا خلت من الحب والذل والتعظيم فليست عبادة. لا تكون عبادة الا بذلك. اما يكون الانسان مثلا - 00:51:44ضَ
يحب ما يحتاجه. او يكون الحب الطبيعي الذي لا يملك نفسه منه يؤاخذ على ذلك فهذا لا. لا يؤاخذ عليه. لان الله جل وعلا خلق الناس على هذا الشيء وعين العبادة وحددها جل وعلا. حددها وبينها حتى يعمل - 00:52:14ضَ
عباد الله على امر الله ويجتنبون نهيه. وكل هذا مأخوذ من معاني النصوص التي دلت عليها من كتاب الله واحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم. من قال لا اله الا الله - 00:52:44ضَ
وكفر بما يعبد من دون الله فقد حرم ماله ودمه وحسابه على الله هذا الحديث يبين معنى لا اله الا الله بيانا شافيا. فانه من جنس الايات السابقة. والبعض يقول فيه - 00:53:04ضَ
باب تفسير التوحيد وشهادة ان لا اله الا الله. فهذا الحديث يفسر شهادة ان لا اله الا الله. وذلك لانه لم يكتفي الرسول صلى الله عليه وسلم بقول لا اله الا الله. بل قيد الامر بشيئين - 00:53:24ضَ
الاول قول لا اله الا الله والثاني الكفر بما يعبد من دون الله. فاذا حصل احدهما وتخلف الاخر لم يحصل المقصود الذي قصده الرسول صلى الله عليه وسلم. والكفر بما يعبد - 00:53:44ضَ
من دون الله معناه بغضه والابتعاد عنه بعد التخلي عن الا يفعل في قد كانت لكم في اسوة حسنة في ابراهيم والذين ماتوا اذ قالوا لقومهم انا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم. وبدا - 00:54:04ضَ
بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا. حتى تؤمنوا بالله وحده. فهذا هو معنى الكفر بما يعبد من دون الله ان اولا اول شيء يتخلى عنه. اذا كان يعمل شيئا منه. ثم - 00:54:34ضَ
يبغض ويعاديه ويبغض من يفعله. ويعادي من يفعله. ويتبرأ منه اذا لم يحصل ذلك فمعنى ذلك انه لم يأتي بالكفر المطلوب. وقد قال الله تعالى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقدم الكفر بالطاغوت على الايمان بالله مما يدل على ان هذا شرط في صحة - 00:54:54ضَ
في قول لا اله الا الله فاذا لم يكفر الانسان بما يعبد من دون الله ما ينفعه قول لا اله الا الله. وهذا قيد كن من القيود التي قيدت به هذه الكلمة. والقيود التي قيدت بها هذه الكلمة - 00:55:24ضَ
اضافة لهذا مثل العلم ان يعلم معناها ان يقولها عن علم كما قال الله جل وعلا الا من شهد بالحق وهم يعلمون. وشهادة الحق هي شهادة ان لا اله الا الله - 00:55:44ضَ
وهم يعلمون وقوله جل وعلا وهم يعلمون جملة حالية يعني حالة كونهم يشهدون ما يشهدون به. ومنه ايضا الاخلاص. فقد جاءت مقيدة به فقال الرسول صلى الله عليه وسلم اسعد الناس بشفاعتي من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه - 00:56:04ضَ
حرصا من قلبه. فالاخلاص ينافي الشرك والريا. ومنه ايضا اليقين الذي ينافي الشك والتردد ومنه ومنه الانقياد. كون الانسان يقولها وينقاد لما دلت عليه. اما ان يقولها ويأبى ان يعمل فهذا لا يفيد. ومنها - 00:56:34ضَ
التسليم الاستسلام والتسليم معناه عدم الاعتراف ومنها الرضا الرضا بما دل دلت عليه والمحبة. ان يحب ذلك يرضاه ويحبه. فاذا وجدت هذه القيود في من يقول لا اله الا الله فهذا الذي يموت مخلصا ويكون يلقى الله - 00:57:04ضَ
جل وعلا خالصا ليس معه شيء من الشرك. وهو من الذين يسبقون الى الجنة. لانه اذا قالها بهذه القيود لا يمكن ان يكون فيه شرك. لا يقوم يقوم به شرك من - 00:57:34ضَ
الاعمال ثم ما ذكره المؤلف قبل هذا يدلنا على ان العبد يجب في عبادته ان يحب الله وان يخشاه وان يكون في عبادته طالبا للنجاة من الله جل وعلا طالبا لثوابه وجزائه - 00:57:54ضَ
هاربا من عقابه. وليس كما يقول من يقوله من المغرورين. يقول انا لا اعبد الله ولا احبه لاجل جنته او خوفا من ناره. فان هذا غرور غرور وجهل الواقع والا فالانسان ضعيف. لو ان الانسان اصيب بعذاب فانه سوف - 00:58:24ضَ
ظعفه بسرعة وسوف يتنصل مما يقول. وقد ذكر عن بعظ اه السلف الذين كانوا معروفين بالتصوف وهو الشبلي رحمه الله. انه كان يقول قل انا لا اعبد الله طلبا لجنتي. قال هذا فابتلي بحبس البول - 00:58:54ضَ
انحبس بول فصار يمشي على الصبيان ويقول استغفروا لشيخكم الكذاب. فانه تبين كذبي اذ ان لا صبر لي على العذاب. وهذه موعظة. موعظة وعظ بها. اما ما ذكر عن رابعة العدوية وغيرها. انها كانت تقول انا لا احب الله جل وعلا لجنتي - 00:59:24ضَ
اني لا اعبده لجنته ولا خوفا من ناره وانما اعبده لحبي. فهذا لا يصح. لا يصح عنها وانما هو من قول الذين لهم شطحات وهم غير عارفين بالشرع والا فالله جل وعلا قد اكثر من ذكر الجنة وذكر النار. في كتابه لماذا - 00:59:54ضَ
حتى يكون هذا حاديا على العبادة. الرغبة والرهبة. وقد اخبر فعن سادة سادات الناس سادات اوليائه الذين هم الانبياء انهم كانوا يعبدونه رغبا رغبا في ثوابه ورهبا من عقابه جل وعلا. ولا تستقيم العبادة الا بهذا - 01:00:24ضَ
فلا صبر للعبد على عذاب الله. كما انه لا غنى به عن رحمته فهو ضعيف مسكين محتاج الى ربه جل وعلا. والله جل وعلا غني عنه. من كل وجه وطاعة الطائعين لا تنفع الله. كما ان معصية العاصين لا تضر الله جل وعلا - 01:00:54ضَ
وانما الطائعون يطيعون لانفسهم ويجتنبون المعاصي وقاية لانفسهم من عذاب الله والا فقد قال الله جل وعلا في الحديث القدسي يا عبادي لو ان اولكم فاخركم وانسكم وجنكم ورطبكم ويابسكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد منكم - 01:01:24ضَ
ما زاد ذلك في ملكي شيئا. ولو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم ورطبكم ويابسكم كانوا على اشجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا ولو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم ورطبكم ويابسكم. قاموا في صعيد واحد - 01:01:54ضَ
فسألوني فاعطيت كل سائل مسألته ما نقص ذلك مما عندي الا كما ينقص المخيط البحر اذا ادخل فيه ثم نزع. والمقصود بالمخيط الابرة. الابرة اذا ادخلت في البحر ثم نزعت هل تنقص البحر شيئا؟ ذلك انه جل وعلا اذا اراد شيئا قال له كن - 01:02:24ضَ
وكل شيء في ملكه. ثم يقول جل وعلا في اخر الحديث انما هي اعمالكم احصيها ثم اوفيكم اياها. فمن وجد خيرا فليحمد الله. ومن وجد سوى ذلك فلا يلومن الا نفسه. العمل العمل لاجل النجاة. والرسول صلى الله عليه - 01:02:54ضَ
وسلم يقول كل الناس يروح ويغدو فبائع نفسه فمعتقها او موبقها كيف ويعتقها. بايع هنا معناه مشتري. بائع نفسه يعني مشتريها. اما ان يشتريها بطاعة الله جل واجتناب المعاصي فيعتقها من عذاب الله او يبيعها في طاعة الشيطان فيوبقه - 01:03:24ضَ
واباقها كونه يعمل بالمعاصي ثم يجزى شرا. فلا غنى للعبد محبة الله وعبادته. ومحبة الله تكون خوفا من عذابه مع عبادته ورجاء لثوابه. العبادة هذا مبناها. مبناها على الخوف والرجاء. يجب ان يكون العبد خائفا - 01:03:54ضَ
الرائجين راجيا دائم. نعم. اما اذا عبد الله جل وعلا بالخوف وحده فانه كما قال السلف يكون حروري والحروري معناه الخارجي الخوارج الذين يكفرون بالذنوب يكفرون المسلمين بمجرد الذنوب. ويخلدونهم في النار. من فعل ذنبا من الذنوب - 01:04:24ضَ
قالوا انه كافر يجب قتله. واذا مات فهو خالد في جهنم. لانهم عبدوا بالخوف واذا عبد الانسان ربه بالرجا صار مرجع والمرجئة اضل من هؤلاء لدينا تركوا الاعمال وقالوا يكفي الايمان القائم في القلب. فلا بد للعبد ان - 01:04:54ضَ
كن ممتثلا لاوامر الله جل وعلا. مع ما يقوم في قلبه من حب الله وتعظيمه والذل له. والاخلاص له قصده بالعمل كله. نعم. قوله وفي الصحيح اي صحيح مسلم عن ابي مالك - 01:05:24ضَ
دعي عن ابيه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره وابو مالك اسمه سعد ابن طارق كوفي ثقة ففي حدود الاربعين ومئة وابوه طارق بن اشيم بالمعجمة والمثناة التحتية وزن احمر - 01:05:44ضَ
ابن مسعود الاشجعي صحابي له احاديث قال مسلم لم يروي عنه غير ابنه. وفي مسند الامام احمد عن ابي ما لك الصحابة رضوان الله عليهم كثير. كثيرون جدا وليس كل صحابي عرف اسمه - 01:06:04ضَ
او عرفت روايته او نقل عنه هل من قول عنهم قلة؟ الذين عرفوا. ما تجاوزون اثنى عشر الف من الصحابة التي الذين رويت عنهم الاحاديث وقد قال ابو زرعة الذين - 01:06:24ضَ
اجتمعوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع. اكثر من ثلاث مئة الف. اكثر من ثلاث مئة الف يكون كلهم صحابة عدد من الصحابة. هؤلاء اكثرهم لم يعرف اسمه. ولم يعلم. ومعرفة الاسماء - 01:06:44ضَ
تكون بالرواية برواية الاحاديث والاحاديث دونت وسجلت بعد ذهاب الصحابة رضوان الله عليه. ثم هم رضوان الله عليهم. ما كانوا يحرصون على التحديث. كثيرا. كما جاء الصحيح ان رجلا صحب الزبير من المدينة الى مكة يقول فما سمعته يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - 01:07:04ضَ
فسأله فقال ان الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عظيم. لقد سمعته يقول من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار. وهم يقولون متعمدا. والله ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول متعمدا يعني انه ذكر هذا المطلق مطلق فامتنع من التحديث من اجل ذلك - 01:07:34ضَ
ولكن اذا وجب الامر لا بد ان يذكروا ذلك. اذا احتاجوا الى ذكر العلم فاروق ما يكتمونه ثم هم رضوان الله عليه. كانوا يهتمون بالعمل اكثر. ولهذا كانوا كان كان دعوتهم باعمالهم اكثر من دعوتهم باقوالهم. وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه - 01:08:04ضَ
عليه وسلم انه قال من قال لا اله الا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه هو حسابه على الله. قوله في الصحيح اي صحيح مسلم. عن ابي ما لك الاشجعي عن ابيه عن النبي صلى الله - 01:08:34ضَ
الله عليه وسلم فذكر قال رحمه الله تعالى الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من قال لا اله الا الله وكفر بما يعبد من دون الله فقد حرم - 01:08:54ضَ
ما له ودمه وحسابه على الله. سبق ان قول لا اله الا الله شرط في صحة الاسلام وان الانسان ما يدخل الدين الاسلامي الا بقول لا اله الا الله والقول وحده - 01:09:14ضَ
وهذا الحديث بين المراد من الاحاديث الاخرى التي فيها ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال من قال لا اله الا الله دخل الجنة. وما في معنى ذلك وليس المراد مجرد القول. وانما يجب ان ينضاف الى القول - 01:09:34ضَ
والاعتقاد الجازم الذي يتبع العلم والعمل وكذلك الكفر بما يعبد من دون الله. فاذا اختل شيء من هذه الامور الانسان لم يصح دينه واسلامه. لا بد ان يقول لا اله الا الله - 01:10:04ضَ
وان يكون يقولها عن علم واعتقاد وان يعمل بمقتضاها وما دلت عليه وان واكفر بالمعبودات التي تعبد من دون الله جل وعلا. لهذا ذكر هذا الحديث على انه بيان وشرح وتفسير. لقول لا اله الا الله. لان فيه انه قال - 01:10:34ضَ
هو كفر بما يعبد من دون الله. وكفروا بما يعبد من دون الله. يقتضي مجانبته وبغضه المدبغة ويتبرأ منه ومن عابده فلابد لان يكون الانسان عاملا بذلك حتى يصح دينه ويسلم - 01:11:04ضَ
هي تحصل على الموعود الذي وعد به من قال لا اله الا الله بان يدخل الجنة. وبهذا يتبين ان الذين مثلا يتعلقون بغير الله جل وعلا ويزعمون انهم لم يأتوا بمخالف - 01:11:34ضَ
انهم مغرورون. قد اغتروا بجهلهم. لان الرسول صلى الله عليه وسلم بين غاية البيان ووضح الامر فلا عذر لهم اذ انهم لم يعتنوا ببيانه وبايضاحه الذي كلفه الله جل وعلا به وقام به كما ينبغي صلوات الله وسلامه عليه. ولهذا - 01:11:54ضَ
تجد كثيرا من الناس يتعلق بالصالحين او بقبورهم او بغير ذلك ويزعم انه لم يأتي بمخالف. لان هذا يعده توسل. والتوسل يقول انه مشروع وسبق ان التوسل الذي امر الله به هو فعل الطاعة. ابتغاء الوسيلة - 01:12:24ضَ
الى الله هو فعل الطاعة. ان يطيع الله جل وعلا ويتبع رسوله صلى الله عليه وسلم. ان التعلق على غير الله جل وعلا فهو تأله. والتأله يجب ان يكون لله وحده. ولا يجوز ان يتعلق - 01:12:54ضَ
قلب لغير الله تعالى. فان وجد التعلق على غير الله جل وعلا فاما ان يكون مناف للتوحيد بالكلية او منفس له وخادش منه. يصبح الانسان معرض لعذاب الله جل وعلا يعني انه اذا كان التعلق من نوع الشرك الاكبر فهو مناف - 01:13:14ضَ
التوحيد ومن مات على الشرك الاكبر فهو من اهل النار بلا تردد قطعا لان الله جل وعلا يقول ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. اما اذا كان لا ليس من الشرك الاكبر - 01:13:44ضَ
كما سيأتي كمثلا تعليق التميمة وطلب البركة من موضع او ما اشبه ذلك فان هذا قد يكون اكبرا وقد يكون اصغرا كما سيأتي قد يكون اكبر وقد يكون اصغر فيما سيأتي. فيكون بحسب ما يقوم بقلب الانسان - 01:14:04ضَ
يترتب عليه من النقص او المنافاة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. والواجب على العبد اذا نخلص دينه لله جل وعلا. ان يكون الدين خالص لله جل وعلا. وتعلق القلب كله بالله جل وعلا - 01:14:34ضَ
والا يتعلق بشيء من المخلوقات من دون الله التي لا تنفع ولا تضر. فكل يعني عدل رب جل وعلا هو مخلوق ضعيف. الله جل وعلا يتصرف فيه كيف يشاء. لا - 01:14:54ضَ
لنفسه ولا لغيره دفعا ولا نفعا. ولكن كثيرا من الجهال يغترون بالاوضاع التي يجدون عليها فأهل زمانهم ولاوضاع ليس الدين الدين هو ما جاء به رسول الله صلى الله عليه - 01:15:14ضَ
فعلى الانسان ان يتعرف على ذلك ويحرص عليه. نعم. وابو مالك اسمه سعد بن طارق خوفي ثقة مات في حدود الاربعين ومئة. وابوه طارق بن اشيم بالمعجمة والمثنى ما في التحتية وزن احمر بن مسعود الاشجعي صحابي له احاديث قال مسلم لم يروي عنه غير ابنه - 01:15:34ضَ
وفي مسند الامام احمد عن ابي مالك قال وسمعته يقول للقوم من وحد الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل. ورواه الامام احمد من طريق يزيد - 01:16:04ضَ
ابن هارون قال اخبرنا ابو مالك الاشيعي عن ابيه ورواه احمد عن عبد الله ابن ادريس قال سمعت فمالك قال قلت لابي الحديث ورواية الحديث بهذا الله لتفسير لا اله الا الله ان السمك وذلك - 01:16:24ضَ
انه قال من قال لا اله الا الله وكفر بما يعبد من دون الله فقد حرم ماله ودمه. فدل على انه لا يحرم هل الانسان ودمه على المؤمنين الذين يقاتلون في سبيل الله والذين يمتثلون قول الله جل وعلا قاتلوهم حتى لا - 01:16:44ضَ
لان الفتنة هي الشرك. انه لا يحرم ذلك حتى يوجد هذا الذي ذكر في الحديث الفتن الفتنة التي ذكرها الله جل وعلا هي الشرك. اذا وجد الشرك فانه قد امر بقتالهم واموالهم لتكون حلالا ودماؤهم كذلك سفكها - 01:17:04ضَ
حتى يحصل ما شرطه الرسول صلى الله عليه وسلم. وبهذا يتبين انه لو قال لا اله الا الله وهو يعبد غير الله ويتعلق بغيره انها لا تنفعه. لا تنفعه لا اله الا الله. وانما تنفع الذي يقول - 01:17:34ضَ
الذي يقولها عن علم ويعمل بما دلت عليه ويكفر بما يعبد من دون الله جل وعلا وقد قال الله جل وعلا فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بعورة رزقه - 01:17:54ضَ
بين ان الكفر بالطاغوت انه واجب متعين على المسلم. والطاغوت كل ما عبد من دون لله فهو طاغوت. كل المعبودات من دون الله فهو ميت. لان الطاغوت مأخوذ من وهو التجاوز تجاوز الحد. والمخلوقات كلها حدها ان تكون خاضعة دالة لله - 01:18:14ضَ
تكون معبودة ما تكون الهة فاذا كانت الهة فقد تعدت حدها وتجاوزت طورها فاصبحت من الطواغيت. فالاية دلت الحديث دل على ما دلت عليه الاية. من انه لابد فمن الكفر بما يعبد من دون الله لابد من الكفر بالطواغيت. كلها. اما انسان يقول انا لا لا اكفر - 01:18:44ضَ
قرب الطاغوت ولا تبرأ منه وانما اعبد الله فهذا لا يفيده لا تفيده عبادته. لان هذا شرط لا بد من وكذلك اذا قال ذلك فان ماله ودمه لم يحرم يعني لم يأتي بالعاصم الذي يعصم - 01:19:14ضَ
ده ما هو ما له. نعم. قوله من قال لا اله الا الله وكفر بما يعبد من دون الله يعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم علق عصمة المال والدم في هذا الحديث بامرين. الاول قول لا - 01:19:34ضَ
اله الا الله عن علم ويقين كما هو قيد في قولنا في غير ما حديث كما تقدم. والثاني الكفر بما يعبد من دون الله. فلم يكترث فلم يكتف باللفظ المجرد عن المعنى. بل لا بد من قولها والعمل بها - 01:19:54ضَ
قلت وفيه معنى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها نعم. قال المصنف رحمه الله وهذا من اعظم ما يبين معنى لا اله الا الله - 01:20:14ضَ
فانه لم يجعل التلفظ بها عاصما للدم والمال. بل ولا معرفة معناها مع لفظها. بل ولا قرار بذلك بل ولا كونه لا يدعو الا الله وحده لا شريك له. بل لا يحرم ما له ودمه حتى يضيف الى ذلك - 01:20:34ضَ
الكفر بما يعبد من دون الله. فان شك او تردد لم يحرم ما له ودمه. فيا لها من مسألة ما اجلها ويا له من بيان ما اوضحه وحجة ما اقطعها للمنازع. قلت وهذا هو الشرط المصحح - 01:20:54ضَ
في قوله لا اله الا الله فلا يصح قولها بدون هذه الخمس التي ذكرها المصنف رحمه الله اصلا هي اول القول. قول لا اله الا الله. الثاني القول العلم ان يكون عالي - 01:21:14ضَ
بمعناه والثالث العمل ان يعمل بما دلت عليه. والرابع ان لانه قد يقول الانسان هذا الشيء عن علم ولكنه ولكن يجحد بلسانه. يجحد في ظاهره وان تيقن قلبه فلا بد من الاقرار والانقياد والاذعان هل هو الرابع والخامس؟ الكفر - 01:21:34ضَ
وبما يعبد من دون الله. فلابد ان يجمع الانسان هذه الامور الخمس والا لا يصح اسلامه فاذا اجتمعت فيه فهذا المراد الذي اراده الرسول صلى الله عليه وسلم. والا اليهود يقولون لا اله الا الله ويعلمون - 01:22:04ضَ
انه لا اله الا الله. وقد لا يقع منه شرك. ومع ذلك لا تنفعه. لا تنفعهم لا اله الا الله لانهم لم يكفروا بما يعبدوا من دون الله ولم يتبرأوا منه. ولانهم لم يقروا للرسول - 01:22:24ضَ
الله عليه وسلم بالرسال وتابعوه فلابد من اجتماع هذه الامور الخمسة نعم قلت وهذا هو الشرط المصحح لقوله لا اله الا الله فلا يصح قولها بدون هذه الخمس التي ذكرها المصنف رحمه الله - 01:22:44ضَ
الله اصله قال تعالى وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله. وقال فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم فان سابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فخلوا سبيلهم امر بقتالهم حتى يتوبوا من الشرك. ويخلصوا اعمالهم لله تعالى. ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة. فان - 01:23:04ضَ
عن ذلك او بعضه قوصوا اجماعا. نعم. وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة مرفوعا امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به. فاذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم - 01:23:34ضَ
ما لهم الا بحقها وحسابهم على الله. وهذا ايضا من اعظم ما يبين شهادة ان لا اله الا الله ويوضحها لان المقصود ليس مجرد التلفظ بها التلفظ بها بلا امل ما يفيد شيئا وانما المقصود العمل العمل بمعناها الذي دلت عليه - 01:23:54ضَ
ومعناها هو ان يكون التأله كله لله. وتكون العبادة لله وحده ولا يكون شيء منها لغيره فان وجد من الانسان عبادة لغير الله جل وعلا فهو لم يأتي بما دلت عليه لا اله الا الله. وقد علم ان - 01:24:24ضَ
المشركين الذين بعث فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم بعث بلسانهم ايضا جاءهم بلغتهم انه طلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم مطالب بان يسكت عنهم ولا يقدح في دينهم. وفي دين ابائهم ويسكت عنه. ما - 01:24:54ضَ
تعرضوا له بشيء. فابى صلوات الله وسلامه عليه. لابد من بيان فساد دينهم والتبرأ منه والكفر به وبغضه ومعاداته ومعاداة اهله. لابد من ذلك. الله جل وعلا يقول لا اتجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا ابائهم او ابنائهم - 01:25:24ضَ
او اخوانه او عشيرتهم بان هذا من معنى لا اله الا الله. واخبرنا ربنا جل وعلا ان لنا اسوة في إبراهيم والذين معه الذي تبرأ من قومه ومن معبوداته واستثنى - 01:25:54ضَ
من ذلك ربه جل وعلا. يقال اذ قال ابراهيم لابيه وقومه ان لي براء مما تعبدون الا الذي فطرني. يعني الذي خلقني. وهو الله. وهذا يدل على ان قوم ابراهيم - 01:26:14ضَ
يعبدون الله ويعبدون معه غيره. فتبرأ من المعبودات لغير الله. واستثنى ربه جل وعلا لانه هو الذي يجب ان تكون له العبادة وحده. وكل الانبياء جاءوا بهذا الامر. يدعون قومهم - 01:26:34ضَ
الى ان يخلصوا عبادتهم لله وحده. والشأن في معرفة العبادة ما هي؟ ومعرفة الاله ما هو وما معنى الاله في اللغة؟ فالاله هو الذي يؤله ويعبد كل فاله القلب بالحب والخوف والذل فهو اله - 01:26:54ضَ
يجب هذا ان يكون لله وحده. والعبادة انواعها كثير جدا. منها الدعا ومنها الذبح من هالنذر ومنها طلب البركة. ومنها الخوف والرجاء. وغير ذلك من انواع العبادة الكثير. كلها يجب ان تكون لله وحده. وكلها دلت عليها لا اله الا الله. لا اله الا الله دلت على ان - 01:27:24ضَ
العبادة يجب ان تكون لله وحده. فاذا وجد شيء من العبادة لغير الله فان الانسان لن يأتي الذي يقول ذلك او يفعله لم يأت بما دلت عليه لا اله الا الله. ولم يصحح - 01:27:54ضَ
ايمانه بل لم يدخل في الاسلام. وان زعم انه مسلم. لان الاسلام كل لا يتجزأ اذا وجد بعض شعب منه وبعض تخلف فكأنه لم يأت بشيء. فالله هو اغنى الشركاء عن الشرك. من - 01:28:14ضَ
معه شيء من المخلوقات فانه يكون لذلك الشريك والله بريء منه. كما اخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك. نعم. وفي الصحيحين عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه - 01:28:44ضَ
وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله. وان محمدا رسول الله وان محمد رسول الله ويقيم الصلاة ويؤتوا الزكاة. فاذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحقها - 01:29:04ضَ
وحسابهم على الله. وهذان لا اله الا الله هو كل واجب جاء به الرسول. كل ما وجب في الدين الاسلامي فهو من حق لا اله الا الله. اذا ترك الانسان الواجب فمعنى ذلك - 01:29:24ضَ
انه يقاتل حتى يأتي به. من الصلاة والزكاة والصوم والحج. وغير ذلك بل لو ترك قوم الاذان الذي هو من الامور الكسائية في الشرع لو اتفق اهل بلد على ترك الاذان فانهم يقاتلون حتى يلتزموا ذلك ويأتوا به. باتفاق العلا - 01:29:44ضَ
لان هذا من حق لا اله الا الله. ليست المسألة مجرد قول لا اله الا الله ثم يصبح فالانسان يفعل ما يريد. كما يغتر بذلك كثير من الجهال. والذي يقول لا اله الا الله موعود بدخول الجنة - 01:30:14ضَ
وقد يترك الصلاة وقد يترك الصوم. وهو قد مثلا يعبد غير الله. بان يتعلق على المقبورين يسألهم النفع ودفع الظر او يتبرك بهم قبورهم او مثلا يقدم لهم النذور واشبه ذلك ان هذا من الشرك الاكبر الذي ينافي قول قول لا اله الا الله. وسبب هذا وقوع ذلك الجهل - 01:30:34ضَ
الانسان يجهل معنى لا اله الا الله - 01:31:04ضَ