قبس من العقيدة الإسلامية (61 حلقة إذاعية) - الشيخ صالح الفوزان - كبار العلماء

25 من 61|قبس من العقيدة الإسلامية|نسبة النعم إلى غير الله|صالح الفوزان|العقيدة|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان قبس من العقيدة الاسلامية الارشاد الى صحيح الاعتقاد والرد على اهل الشرك والالحاد. للشيخ صالح بن فوزان الفوزان - 00:00:00ضَ

ان حفظه الله الدرس الخامس والعشرون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله على فضله واحسانه اسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها والصلاة والسلام على نبينا محمد - 00:00:20ضَ

قام على قدمه الشريف حتى تفطر وقال افلا اكون عبدا شكورا وعلى اله وصحبه الذين استعانوا بنعم الله على طاعته والجهاد في سبيله اما بعد ايها الاخوة المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:00:40ضَ

ان الاعتراف بفضل الله وانعامه والقيام بشكره من صميم العقيدة لان من نسب النعمة الى غير موليها وهو الله سبحانه فقد كفرها واشرك بالله بنسبتها الى غيره قال الله تعالى - 00:01:02ضَ

يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها. واكثرهم الكافرون قال بعض المفسرين يعرفون ان النعم من عند الله وان الله هو المنعم عليهم بذلك ولكنهم ينكرون ذلك فيزعمون انهم ورثوها عن ابائهم - 00:01:20ضَ

وبعضهم يقول لولا فلان لم يكن كذا وكذا وبعضهم يقول هذا بشفاعة الهتنا وهكذا كل ينسب النعمة الى من يعظمه من الاباء والالهة والاشخاص متناسين مصدرها الصحيح والمنعم بها على الحقيقة فهو الله سبحانه - 00:01:40ضَ

كما ان بعضهم ينسب نعمة السير في البحر والسلامة من خطره الى الريح وحزق الملاح فيقول كانت الريح طيبة والملاح حادقا ومثله اليوم ما يجري على السنة الكثير من نسبة حصول النعم واندفاع النقم - 00:02:03ضَ

الى الحكومات او الافراد فيقولون مثلا تقدم الطب تغلب على الامراض او قضى عليها والمجهودات الفلانية تقضي على الفقر والجهل والمرض وما اشبه ذلك من الالفاظ التي يجب على المسلم ان يبتعد عنها ويتحفظ منها غاية التحفظ - 00:02:23ضَ

وان ينسب النعم الى الله وحده ويشكره عليها وما يجري على يد بعض المخلوقين افرادا او جماعات من المجهودات انما هي اسباب قد تثمر وقد لا تثمر ولكنهم يشكرون على قدر ما بذلوه - 00:02:46ضَ

لكن لا يجوز نسبة حصول النتائج الا الى الله سبحانه وقد ذكر الله في كتابه الكريم عن اقوام انكروا نعمة الله عليهم ونسبوا ما حصلوا عليه من المال والنعمة الى غير الله - 00:03:04ضَ

اما الى كونهم يستحقونها او الى خبرتهم ومعرفتهم ومهارتهم قال تعالى عن الانسان ولئن اذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته لا يقولن هذا لي وما اظن الساعة قائمة ولئن رجعت الى ربي ان لي عنده للحسنى - 00:03:21ضَ

فلننبئن الذين كفروا بما عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ فقوله هذا لي اي حصلت على هذا بعملي وانا محقق به لا انه تفضل من الله ونعمة لا بحول العبد ولا بقوته. قال تعالى - 00:03:43ضَ

عن قارون الذي اتاه الله الكنوز العظيمة فبغى على قومه وقد وعظه الناصحون بالاعتراف بنعمة الله والقيام بشكرها فكابر عند ذلك وقال انما اوتيته على علم عندي اي حصلت على هذه الكنوز بسبب حذقي ومعرفتي بوجوه المكاسب - 00:04:02ضَ

لا انها تفضل من الله تعالى فكانت عاقبته من اسوأ العواقب وعقوبته من اشد العقوبات حيث خسف الله به وبداره الارض لما جحد نعمة الله ونسبها الى غيره. وانه حصل عليها بحوله وقوته - 00:04:25ضَ

وما احرى هؤلاء الذين اغتروا في زماننا بما توصلوا اليهم مخترعات وقدرات اقدرهم الله عليها امتحانا لهم فلم يشكروا نعمة الله وصاروا يتشدقون ويتفاخرون بحولهم وقوتهم ومهارتهم وبغوا على اهل الارض بغير الحق وتطاولوا على عباد الله - 00:04:46ضَ

ما احراهم بالعقوبة فقد اغترت قبلهم عاد بقوتها. كما قال الله تعالى عنهم فاما عاد فاستكبروا في الارض بغير الحق وقالوا من اشد منا قوة اولم يروا ان الله الذي خلقهم هو اشد منهم قوة - 00:05:08ضَ

وكانوا باياتنا يجحدون فارسلنا عليهم ريحا صرصرا في ايام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا والعذاب الاخرة اخزى وهم لا ينصرون وهاكم قصة قصها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جماعة ممن كان قبلنا ابتلاهم الله - 00:05:25ضَ

فانعم عليهم فمنهم من جحد نعمة الله ونسب ما حصل عليه من المال الى وراثته عن ابائه فسخط الله عليه ومنهم من اعترف بفضل الله وشكر نعمة الله رضي الله عنه - 00:05:49ضَ

عن ابي هريرة رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان ثلاثة من بني اسرائيل ابرص واقرع واعمى فاراد الله ان يبتليهم فبعث اليهم ملكا فاتى الابرص - 00:06:07ضَ

فقال اي شيء احب اليك قال لون حسن وجلد حسن ويذهب عني الذي قد قذرني الناس به. قال فمسحه فذهب عنه قذره فاعطي لونا حسنا وجلدا حسنا قال فاي المال احب اليك؟ قال الابل او البقر شك اسحاق - 00:06:23ضَ

فاعطي ناقة عشرا وقال بارك الله لك فيها قال فاتى الاقرع فقال اي شيء احب اليك؟ قال شعر حسن ويذهب عني الذي قد قذرني الناس به فمسحه فذهب عنه واعطي واعطي شعرا حسنا - 00:06:43ضَ

فقال اي المال احب اليك؟ قال البقر او الابل. فاعطي بقرة حامل. قال بارك الله لك فيها. وفات الاعمى قال اي شيء احب اليك قال ان يرد الله الي بصري فأبصر به الناس - 00:07:02ضَ

فمسحه فمسحه فرد الله اليه بصره قال فاي المال احب اليك؟ قال الغنم فاعطي شاة والدا فانتج هذان وولد هذا فكان لهذا واد من الابل ولهذا واد من البقر ولهذا واد من الغنم - 00:07:19ضَ

قال ثم انه اتى الابرص في صورته وهيئته فقال مسكين قد انقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم الا بالله ثم بك اسألك بالذي اعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال - 00:07:37ضَ

بعيرا اتبلغ به في سفري. فقال الحقوق كثيرة فقال كأني اعرفك الم تكن ابرص يقذرك الناس فقيرا فاعطاك الله عز وجل المال فقال انما ورثت هذا المال كابرا عن كابر - 00:07:54ضَ

فقال ان كنت كاذبا فسيرك الله الى ما كنت واتى الاقرع في صورته فقال له مثلما قال لي هذا ورد عليه مثل هذا فقال ان كنت كاذبا فسيرك الله الى ما كنت - 00:08:11ضَ

قال واتى الاعمى في صورته فقال رجل مسكين وابن سبيل قد انقطعت بها الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم الا بالله ثم بك اسألك بالذي رد عليك بصرك شاة اتبلغ بها في سفري - 00:08:26ضَ

فقال قد كنت اعمى فرد الله الي بصري فخذ ما شئت ودع ما شئت فوالله لا اجهدك اليوم بشيء اخذته لله فقال امسك عليك مالك فانما ابتليتم فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك. رواه البخاري ومسلم - 00:08:42ضَ

وهذا حديث عظيم فيه معتبر فان الاولين جحدا نعمة الله ولم ينسباها اليه ومنعا حق الله في مالهما فحل عليهما سخط الله وسلبت عنهما النعمة والاخر اعترف بنعمة الله ونسبها اليه وادى حق الله فيها فاستحق الرضا من الله غفر له ما له - 00:09:02ضَ

لقيامه بشكر النعمة. قال ابن القيم اصل الشكر هو الاعتراف بانعام المنعم على وجه الخضوع له والذل له فمن لم يعرف النعمة بل كان جاهلا بها لم يشكرها ومن عرفها ولم يعرف المنعم بها لم يشكرها ايضا - 00:09:26ضَ

ومن عرف النعمة والمنعم لكن جحدها كما يجحد المنكر النعمة والمنعم عليه بها فقد كفرها. ومن عرف النعمة والمنعم بها واقر بها ولم يجحدها. ولكن لم يخضع له ولم يحبه ويرضى به - 00:09:44ضَ

عنه لم يشكره ايضا ومن عرفها وعرف المنعم بها واقر بها وخضع للمنعم بها واحبه ورضي به وعنه واستعملها وفي محابه وطاعته فهذا هو الشاكر لها فلا بد في الشكر من من علم القلب وعمل يتبع العلم وهو الميل الى المنعم ومحبته والخضوع له - 00:10:01ضَ

والى الحلقة القادمة باذن الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:25ضَ