شرح البدور السافرة في أحوال الآخرة | الشيخ أ.د عبدالله الغنيمان

٢٦. شرح البدور السافرة في أحوال الآخرة | الشيخ أ.د عبدالله الغنيمان

عبدالله الغنيمان

الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وبارك لنا يا رب العالمين قال المصنف رحمه الله تعالى باب الاعمال الموجبة لذلك - 00:00:00ضَ

قال اخرج الطبراني في الاوسط بسند حسن عن انس ابن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا وقف العباد للحساب جاء قوم واضعي سيوفهم على رقابهم تقطر دما - 00:00:17ضَ

فازدحموا على باب الجنة فقيل من هؤلاء خلال شهداء الذين كانوا احياء مرزوقين ثم ينادي مناد ليقم من اجره على الله فيدخل الجنة قيل ومن ذا الذي اجره على الله - 00:00:32ضَ

قال العافون عن الناس ثم ينادي الثانية ليقم من من اجره على الله فيدخل الجنة قال ومن ذا الذي يجرؤه على الله؟ قال العافون عن الناس ثم ينادي الثالثة ليقم من اجره على الله فيدخل الجنة. فقال - 00:00:50ضَ

كذا وكذا الفا فدخلوها بغير حساب قال واخرج هناد عن اسماء بنت يزيد قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع الله الناس يوم القيامة في صعيد واحد يسمعهم - 00:01:07ضَ

الداعي وينفذهم البصر فيقوم مناد فينادي اين الذين كانوا يحمدون الله في السراء والضراء فيقومون وهم قليل فيدخلون الجنة بغير حساب ثم يعود فينادي اين الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع - 00:01:22ضَ

فيقومون وهم قليل فيدخلون الجنة بغير حساب ثم يعود في نادي اين الذين كانوا لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله فيقومون وهم قليل فيدخلون الجنة بغير حساب. ثم يقوم سائر الناس فيحاسبون - 00:01:43ضَ

قال واخرج ابو يعلى والبيهقي في شعب الايمان وضعفه من طريق الفرومي عن عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا جمع الله الخلائق يوم القيامة نادى مناد اين اهل الفضل - 00:02:02ضَ

فيقوم ناس وهم يسير فينطلقون الى الجنة سراعا فتلقاهم الملائكة فيقولون انا نراكم سراعا الى الجنة فيقولون نحن اهل الفضل. فيقولون وما فضلكم؟ فيقولون كنا اذا ظلمنا صبرنا. واذا اسيء الينا عفونا - 00:02:19ضَ

واذا جهل علينا حلمنا فيقال لهم ادخلوا الجنة فنعم اجر العاملين. ثم ينادي مناد اين اهل الصبر فيقوم ناس وهم يسير فينطلقون الى الجنة سراعا فتلقاهم الملائكة فيقولون انا نراكم سراعا الى الجنة فمن انتم - 00:02:40ضَ

ويقولون نحن اهل الصبر. فيقولون وما صبركم؟ فيقولون كنا نصبر على طاعة الله وكنا نصبر على معاصي الله فيقال لهم ادخلوا الجنة فنعم اجر العاملين. ثم ينادي مناد اين المتحابون في الله؟ فيقوم ناس وهم يسيل فينطلقون - 00:03:00ضَ

الى الجنة سراعا فتلقاهم الملائكة فيقولون رأيناكم سراعا الى الجنة فمن انتم؟ فيقولون نحن المتحابون في الله؟ فيقولون ما تحابكم فيقولون نتحاب في الله ونتزاور في الله ونتعاطف في الله ونتبادل في الله - 00:03:21ضَ

ويقال لهم ادخلوا الجنة فنعم اجر العاملين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يضع الله الموازين للحساب بعدما يدخل الجنة هؤلاء قال بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه - 00:03:39ضَ

صلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحابته والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين وبعد يوم الحساب يوم طويل جدا ولكنه فيه احوال متعددة وكثيرة غير ان المحاسبة اذا بدأت - 00:04:01ضَ

والله سريع الحساب ولا احد يدخل الجنة الا بامر الله جل وعلا وهو الذي يعلم تنطوي عليه قلوب الناس وما عملوه وسينبأهم بكل اعمالهم كما في الصحيحين علي ابن حاتم - 00:04:29ضَ

قال واعلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال واعلموا ان كل واحد منكم سيلاقي ربه ويكلمه ليس بينه وبينه حجاب يحجبه ولا ترجمان ان كل واحد منكم هكذا هذا معناه - 00:05:00ضَ

الخطاب للمؤمنين الذين امنوا بالله وامنوا برسوله صلى الله عليه وسلم يخاطب كل واحد من اهل الموقف الذين هم من اول بني ادم الى اخرهم لان هذا يعم المؤمنين كلهم - 00:05:27ضَ

وهذا الخطاب كل واحد يظن انه يخاطب وحده وهو يخاطب الكل في ذلك الموقف ولا يشغله شيء عن شيء تعالى وتقدس يعني خطابه لهذا ولهذا ولهذا يعني في ان واحد - 00:06:00ضَ

في وقت واحد كما ان الان يعني السماء مملوءة من الملائكة الذين يصلون ويركعون ويسجدون كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال حطت السماء وحق لها ان تئط - 00:06:30ضَ

ما فيها موضع قدمين الا وملك راكع او ساجد او قائم له خلق لعبادة هكذا والارض كذلك فيها عباد لله كثيرون في الارض يعبدون الله كل هؤلاء يستمع الله اليهم في ان واحد - 00:06:57ضَ

ولا يشغله دعاء هذا عن دعاء هذا وتسبيح هذا عن تسبيح هذا وكذلك في الموقف وهؤلاء الذين ذكروا انهم انواع يدل على ان الاعمال انها كما هو معلوم متنوعة وان لكل عمل جزاء - 00:07:25ضَ

ولكن الاصل في هذا الايمان بالله وبرسله لابد من ذلك كما كان صلى الله عليه وسلم ينادي ويأمر المنادين كما في حديث ابي هريرة الذي في قصة الحج لما حج - 00:07:56ضَ

ابو بكر بالناس في السنة التاسعة يقول كنت في الذين يؤذنون حتى بحة حلقي وكنا نقول الا لا يحج بعد هذا العام مشرك ولا يطوف في في البيت عريان ولا يدخل الجنة الا نفس مؤمنة - 00:08:21ضَ

وهذا من بلاغات رسول الله صلى الله عليه وسلم التي يبلغها الناس في العموم والايمان الذي جاء به المصطفى صلى الله عليه وسلم قد بينه ووظحه فلا بد منه ولهذا - 00:08:51ضَ

كان الصحابة رضوان الله عليهم يسألون وغيرهم يسألون عن العمل الذي يدخل الجنة ما هو يبدأ بالايمان كما في الترمذي عن ابي هريرة عن عن معاذ رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله دلني على عمل يدخل الجنة - 00:09:13ضَ

قال لقد سألت عن عظيم وانه لسهل ميسور على من يسره الله عليه تعبد الله لا تشركوا به شيئا. هذا اول شيء تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمظان - 00:09:45ضَ

وتحج البيت فقط هذه الامور التي يدخل بها الجنة فهي سهلة على من سهلها الله عليه وصعبة على من لم ييسرها له وكذلك لما انصرف من عرفات يوم حج صلوات الله وسلامه عليه - 00:10:10ضَ

اعترضه اعرابي في الطريق فامسك بزمامة ناقته وقال دلني على عمل يدخلني الجنة التفت صلى الله عليه وسلم الى من عنده وقال لقد وفق التوفيق بيد الله ثم قال كيف قلت - 00:10:39ضَ

قال قلت دلني على عمل يدخلني الجنة قال لان كنت اوجزت في المسألة لقد اطلت واعرظت اسمع مني تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان - 00:11:02ضَ

وتحج دع زمام الناقة وهذا كثير هذه الامور لابد منها لابد للانسان ان يقوم بها وهي كما قال صلى الله عليه وسلم تعبد الله لا تشركوا به شيئا الشرك انواع متعددة يجب انها تعرف وتعلم - 00:11:25ضَ

حتى يجتنبها الانسان لان كلمة شيء هذه نكرة يدخل فيها الشرك القولي وشرك النيات وشركي الوسير في الفعل والكبير من الشرك والصغير. كله يدخل في هذا وهي كثيرة جدا وكثير منها فيه خفاء - 00:11:55ضَ

كما جاء في الحديث الشرك في هذه الامة اخفى من دبيب النمل على الصفا في رواية في ظلمة الليل ايضا ثم قال بعد هذا تقيم الصلاة فاقامة الصلاة ليست هي الصلاة فقط. ان تصلي - 00:12:23ضَ

ما قال تصلي قال تقيم الصلاة وهذا وهكذا كل ما جاء ذكر الصلاة في كتاب الله او في احاديث رسوله صلى الله عليه وسلم فانها تأتي بلفظ الاقامة اقامة الصلاة - 00:12:45ضَ

والاقامة معناه ان يأتي بها قائمة ليس فيها اعوجاج ولا في سناء نقص ومعلوم ان الصلاة لها شروط ولها اركان ولها واجبات فلا بد ان يأتي بها وهكذا يقال في الامور الاخرى - 00:13:05ضَ

ثم هذا الذي يكون في ذكر هؤلاء هذا الجزاء الجزء الذي يلاقيه العبد في ذلك اليوم وهو العم والعمل ينقطع بالموت ينتهي الا ما ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:13:25ضَ

ذكر ثلاثة اشياء علم ينتفع به بعد الميت او ابن صالح يدعو له او صدقة تكون جارية له ومعلوم ان هذه لا تبقى كثيرا تنتهي ما عدا العلم العلم بقاؤه اكثر من غيره - 00:13:52ضَ

اما الولد قد يموت وكذلك الاموال الوقفية قد تنتهي فهي تدوم وقتا قليل ثم تنتهي فعلى كل حال النهاية ان الانسان ينتهي عمله فيبقى مرتهنا بعمله الى ان يكون بين يدي الله جل وعلا فيحاسبه - 00:14:22ضَ

الحساب اذا شدد على الانسان ونوقش هلك كما قال صلى الله عليه وسلم من نوقش الحساب عذب فقالت عائشة يا رسول الله الم يقل الله جل وعلا فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب - 00:14:53ضَ

فسوف يحاسب حسابا يسيرا قال ذاك العرض معنى العرض انه يقال له عملت كذا وعملت كذا ويعفى عنه هذا العرض اما اذا نوقش واخذ بالعمل اذا عملت كذا وجزاؤك كذا فهو يعذب ولابد - 00:15:19ضَ

وهذا عام في كل من نوقش الحساب فانه يعذب ولكن الله جل وعلا يعفو عن عبده اذا كان العبد قام بما اوجبه الله جل وعلا في الجملة ليس بالجملة في الجملة - 00:15:51ضَ

واذا قلنا في الجملة فمعنى ذلك انه لا يدخل فيه كل شيء بخلاف اذا قلت بالجملة فانه لا يفوته شيء. لابد ان تعمل كل شيء والله يعفو ولهذا يقول جل وعلا - 00:16:17ضَ

ان الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها ويؤتي من لدنه اجرا عظيما والمعنى انه اذا فظل للانسان من حسناته زائدا على سيئاته مثقال ذرة ضوعف هذا المثقال ظاعفه الله حتى يدخله به الجنة. بلا عذاب - 00:16:39ضَ

وهذا كله فضل الله واحسانه ورحمته وجوده ونحن بنو ادم وكذلك الجن خلقنا اما للجنة واما للنار ولابد لان ما فيه دارا ثالثة ما فيه الا هاتين الدارين وخلقنا للبقى - 00:17:12ضَ

ليس للفناء اعدم فلان اعدم الامل صحيح ولكنه مات اما العدم لا ما يعدم فهو باق ابدا ولكن من حكمة الله جل وعلا جعل للانسان الدور الثلاث هذه دار العمل - 00:17:40ضَ

وداران للجزاء وهي البرزخ والقبر ومعلوم ان الانسان يبقى في قبره اضعاف ما بقي في حياته الدنيا ولا يعلم متى تنتهي الدنيا ولكن هذا امر مستيقن ان بقاء الانسان في قبره اكثر - 00:18:10ضَ

من حياته في هذه الدنيا وهذا يجب ان يعمر فهي دار دار ينتقل اليه الانسان وحده ليس معه احد لا يصاحبه الا عمله ان كان عمله صالحا سعد بذلك وان كان فاسدا شقي بهذا - 00:18:38ضَ

كما جاءت في الاحاديث توضح هذا وتبينه وقد مرنا شيء من ذلك فيما مضى المقصود ان الانسان كما يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم والله لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا - 00:19:08ضَ

ولما تلذذتم بالنساء على الفرش ولذهبتم الى الصعودات تجأرون ولكن من رحمة الله جل وعلا جعل الله عند الانسان هذا الامل وهذا النسيان وهذه الامور التي تجعله يعيش مطمئن ويظحك - 00:19:34ضَ

قد يلهو ويسهو وينسى مصيره وهذا لا يجوز. لا يجوز ان الانسان ينسى مرجعه ومآله فمرجعه الى القبر ومآله الى الله جل وعلا ولهذا كثيرا ما نقرأ في ايات الله - 00:20:02ضَ

اننا سوف نرجع الى ربنا والى الله ترجعون ماذا الى الله ترجعون واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله كثيرا ما يأتيك هكذا وتقوى هذا اليوم معناه ان تستعد فاستعذ بطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم - 00:20:23ضَ

وعلى كل حال الحساب والجزا يختلف باختلاف الاعمال والله علم الغيوب. ولا تصور انه ان هؤلاء يقومون من ذات انفسهم ويذهبون الى الجنة لابد ان انهم يكونون بعد اذن الله وارادته وامره - 00:20:51ضَ

لانهم يذهبون والا كل انسان مقيد مرتهن بعمله ثم الاعمال التي يجزون عليها هي بناء على الايمان وهذه الامور التي ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم جاءت الاحاديث ان اول ما يحاسب عليه الانسان صلاته. هذا فيه حساب خاص - 00:21:23ضَ

يحاسب عنه في هذه في الحساب القبر فيه حساب في القبر في حساب وفيه امتحان سؤال وفيه عذاب وفيه ثواب في نعيم فاما ان يكون الانسان معذب في قبره واما ان يكون منعم - 00:21:55ضَ

ولا تصور ان الناس معا مثلا اذا لو كشفت القبور رأيتها على ما هي عليه كما وضعوا لان هذه امور غيبية يجب ان يؤمن بالاخبار التي جاءت مما يذكر الفقهاء ان من الامور التي - 00:22:23ضَ

تتعين على المصلي حسب امر الرسول صلى الله عليه وسلم ان يستعيذ بالله من عذاب القبر في كل صلاة عذاب القبر وعذاب جهنم النار قد تكون قريبة ولهذا يقول جل وعلا - 00:22:54ضَ

اغرقوا فادخلوا نارا في قوم نوح الغرق بعد الغرق دخول النار. مباشرة النار كذلك النعيم يكونون في النعيم اذا كان من اهل السعادة مقصود يعني هذه الامور يعني يجب ان يفكر فيها الانسان - 00:23:17ضَ

يفكر في جلوسه في قبره وفي ماذا يجيب رسل ربه كيف كيف سيأتون اليه والحقيقة ان الرسل تأتي اليه وهو على فراشه قبل ان يخرج من اهله من بيته فاما ان تبشره - 00:23:48ضَ

واما ان تعذبوا كما قال الله جل وعلا ولو ترى اذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا ايديهم اخرجوا انفسكم اليوم تجزون عذاب الهون باسطوا ايديهم يعني بالظرب يظربونه كما جاء في الاية الاخرى - 00:24:15ضَ

يضربون ادبارهم وجوههم وادبارهم. يقولون اخرجوا انفسكم انفسكم يعني ارواحكم التي في ادانكم فهي تخرج وهي راغمة ولهذا جاء في حديث البراء انه اذا كلمك وملائكة يعني في هذا اخرجي الى سخط من الله وغضب - 00:24:38ضَ

انها تتفرق في بدنه وتتشبث بكل عصب ولحن فيخرجونها يقول مثل ما اذا ادخلت السفود في الصوف المبلول سفود هو الخصل السيخ الذي يشوى به اللحم اذا كان حامي ثم ادخلته في صوف مبلول - 00:25:06ضَ

تأمت عليه الصوف ويخرج كأنه شيء جزء منه جزء من فهكذا اخراج الروح لانها يخاطب بالعذاب وتخاف اما اذا كان من اهل السعادة فانهم يرفقون به غاية الرفق ويخاطبونه خطاب جميل - 00:25:32ضَ

ايتها الروح الطيبة في الجسد الطيب اخرجي الى روح وريحان والى رب غير غضبان يقول فتخرج بسهولة مثل قطرة الماء التي تخرج من في السقاء فهذا اول اول الامر ثم بعد ذلك - 00:25:58ضَ

الله المستعان امور عظيمة وفظيعة وهذه الامور التي تذكر للتذكير لعل الانسان يتذكر يتذكر مصيره لعله يزداد خيرا يتوب يرجع الى ربه والله تواب كريم يحب التوابين اذا تاب العبد قبل الله توبته - 00:26:26ضَ

واحبه وقد صور لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم محبة الله للتائب غاية ما يمكن ان نعرف المحبة والفرح غاية الفرح فقال لي الله اشد فرحا بتوبة عبده التائب - 00:26:53ضَ

من احدكم يظل راحلته عليها طعامه وشرابه في ارض مهلكة يطلبها فلا يجد فييأس من وجودها فيأتي الى شجرة يضع رأسه تحتها يقول اموت ها هنا يعني يأس من الحياة - 00:27:18ضَ

بينما هو كذلك اذ راحلته واقفة على رأسه فيأخذ بختامها ويقول من شدة الفرح اللهم انت ربي اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ من شدة الفرح فهذا هو غاية ما يمكن ان يتصور من الفرح - 00:27:41ضَ

لماذا لله جل وعلا حاجة في توبة تائبين؟ كلا ولا له منفعة ولا احد ينفعه لا تنفعه الطاعة ولا تضره المعصية وانما لانه جل وعلا يكره تعذيب العباد ويحب ان يتفضل عليهم ويحسن اليهم - 00:28:03ضَ

في هذا فقط والا فهو الغني بذاته عن كل ما سواه وعلى هذا يجب ان العبد يهتم لنفسه من اطاع فاطاع فلي نفسه ومن عصا فعليها ولا احد يهتم به - 00:28:30ضَ

اذا لم يهتم هو بنفسه سوف ينسى تمر الامور كأن لا كأنه لم يكن شيء نعم احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله باب دخول الفقراء الجنة قبل الاغنياء قال اخرج احمد في الزهد والترمذي وحسنه عن جابر وعبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:28:52ضَ

يدخل الفقراء يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل الاغنياء باربعين خريفا قال واخرج مسلم عن ابن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان فقراء المهاجرين يسبقون الاغنياء يوم القيامة الى الجنة باربعين خريفا - 00:29:25ضَ

قال واخرجه الطبراني وزاد ثقيلا صفهم لنا قال الدنسة ثيابهم الشعثة رؤوسهم الذين لا يؤذن الذين لا يؤذن لهم على السادات ولا ينكحون المتنعمات توكل بهم مشارق الارض ومغاربها يعطون كل الذي عليهم ولا يعطون كل الذي لهم - 00:29:47ضَ

قال واخرج اخرج احمد في الزهد وابو نعيم عن عبد الله ابن عمير قال يجيء فقراء المهاجرين يوم القيامة تقطر رباحهم وسيوفهم دما يسألون ان يدخلوا الجنة. فيقال لهم انتظروا حتى تحاسبوا - 00:30:10ضَ

فيقولون وهل اعطيتمونا شيئا تحاسبوننا عليه وينظرون في ذلك فلا يوجد الا اكوارهم حتى هاجروا عليها فيقول الله انا احق من اوفى بعبدي بعهده ادخلوا الجنة فيدخلون الجنة قبل الناس بخمسمائة عام. قال واخرج احمد والترمذي وحسنه عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه - 00:30:28ضَ

ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ابشروا يا معشر الصعاليك تدخلون الجنة قبل الاغنياء بنصف يوم وذلك خمسمائة عام قال واخرج احمد والترمذي وصححه وابن حبان عن ابي هريرة رضي الله عنه - 00:30:53ضَ

ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يدخل فقراء امتي الجنة قبل اغنيائهم بنصف يوم وتلا وان يوما عند ربك كالف سنة مما تعدون قال واخرج ابو نعيم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:31:10ضَ

يدخل فقراء امتي الجنة قبل اغنيائهم بيوم بيوم مقداره الف سنة قال وكذا رواه محمد بن سيماك عن محمد بن عمرو ورواه ابن سماك ايضا عن انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - 00:31:30ضَ

اللهم احيني مسكينا وامتني مسكينا واحشرني في زمرة في زمرة المساكين يوم القيامة قالت عائشة لم يا رسول الله؟ قال انهم يدخلون الجنة قبل اغنيائهم باربعين خريفا قال واخرج سعيد ابن منصور عن سعيد ابن المسيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:31:46ضَ

يدخل فقراء المهاجرين الجنة قبل الاغنياء باربعين خريفا. ويحبس الاخرون للمحاسبة بما اعطوا في الدنيا. قال واخرج عن ابي وائل قال يدخل فقراء الجنة قبل الاغنياء بمقدار اربعين خريفا. يقولون اي رب - 00:32:08ضَ

لم يكن لنا اموال تشغلنا. قال واخرج عن المسيب ابن رافع قال يدخل الفقراء الجنة قبل الاغنياء بمقدار نصف يوم يمضون الى الجنة فيقال لهم الى اين قبل ان يحاسب الناس؟ فيقولون لم يكن لنا اموال تشغلنا - 00:32:26ضَ

قال واخرج سعيد ابن منصور والبيهقي عن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يسبق المهاجرون الناس الى الجنة باربعين يتنعمون والناس محبوسون بالحساب. ثم يكون الزمرة الثانية مئة مئة خريف - 00:32:46ضَ

قال واخرج سعيد ابن منصور والبيهقي عن خالد ابن ابي عمران قال تكون الزمرة الثالثة يسبقون الناس بمقدار نصف يوم ونصف خمسمائة عام. قال واخرج احمد عن ابي الصديق الناجي عن بعض الصحابة عن بعض الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال - 00:33:04ضَ

يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل الاغنياء باربعمائة عام قال فقلت ان ابي ان ابا الحسن يذكر باربعين عاما. فقال عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم باربعمائة عام حتى يقول المؤمن الغني يا ليتني كنت عيلا - 00:33:25ضَ

قال قلت يا رسول الله سمهم لنا سمهم لنا باسمائهم قال هم الذين اذا كان مكروه بعثوا اليه. واذا كان نعيم بعث اليهم سواهم وهم الذين يحجبون عن الابواب قال المصنف - 00:33:45ضَ

تنبيه قد عرف من سياق هذه الطرق وجه الجمع بينها وانها غير متعارضة. وان الفقراء متفاوتون في الحال قال القرطبي فقراء المهاجرين يسبقون يسبقون سباق الاغنياء يسبقونا سباق الاغنياء منهم باربعين خريفا. ويسبقون غير سباق الاغنياء بخمسين عاما - 00:34:02ضَ

وكذلك فقراء كل قرن يسبقون هذا هذا نوع من انواع الاعمال التي تكون الموقف عليها الجزاء يعني ان الانسان يحاسب بكل ما اوتي يحاسب به حاسبوا عليه كما جاء في الحديث - 00:34:27ضَ

لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع يسأل عن عمره فيما افناه وعن شبابه فيما ابلاه لان الشباب نعمة كبرى يعطيها الانسان عبده يجب ان يستعملها في طاعة الله والا سوف - 00:34:51ضَ

يحاسب على ذلك وكذلك يسأل عن ماله من اين اكتسبه وفيما انفقه ايضا مشكلة من اين اكتسبه فيما انفقه لانه لا بد انه يكتسبه من جهة مأذون فيها جهة حلال - 00:35:14ضَ

وينفقه كذلك فيما اذن الله له فيه والا كان عليه وبالا وكذلك يسأل هل عمل بما علم تأمل هذه المسائل الاربع ما تركت شيء فاذا كان كذلك الذي ليس عنده من - 00:35:39ضَ

ليس عنده من الاموال والاشياء اخف حسابا بلا شك معنى هذا ان كل يؤاخذ بعمله ويحاسب على ذلك الا ان يعفو الله جل وعلا ويتفظل انا عبده بفظله الذي يكون هو فظل - 00:36:05ضَ

محض ليس للعبد فيه اي دخل نسأل الله من فضله ان يعفو وان يصفح ويتجاوز حتى لا نؤخذ باعمالنا ما اعطانا من النعم في قول الله جل وعلا في قصة موسى عليه السلام - 00:36:29ضَ

حينما يذكرهم يذكرهم بربهم يقول يعني اذكروا نعمة الله جعل فيكم انبياء وجعلكم ملوكا كيف جعلهم ملوك؟ يقولون كل من كان عنده زوجة وخادم فهو ملك من كان عنده زوجة وخادم فهو ملك - 00:36:54ضَ

عيسى الملك لازم انه يملك على دينه فاذا كان ولهذا يسأل عن هذا الشيء اسأله الله يوم القيامة الم يزوجك انا مخولك المال كذا هذه الامور التي كان كثير من السلف يخاف منها - 00:37:17ضَ

وكانوا يحتفظون كثيرا بكلامهم وباعمالهم وبما يصدر منهم حتى مثل ما قال عمر حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا فمن حاسب نفسه خف عليه الحساب يوم يوم يرجع الى ربه ومن اهمل واه صار على - 00:37:40ضَ

عادة مشى عليها غيره الله المستعان نسأل الله جل وعلا ان يرحمنا جميعا وان يلطف بنا ويتجاوز عنا وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد - 00:38:05ضَ