دروس التفسير في المسجد الحرام - الجزء الأول - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
26 من 102|دروس التفسير في الحرم المكي|تفسير سورة البقرة|080-083|صالح الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. دروس التفسير في المسجد الحرام للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله. تفسير سورة البقرة. الدرس السادس والعشرون - 00:00:00ضَ
وعلى اله واصحابه اجمعين. قال الله سبحانه وتعالى عن بني اسرائيل وقالوا لن تمسنا النار الا اياما معدودة. قل اتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده. ام تقولون على الله - 00:00:17ضَ
ما لا تعلمون. بلى من كسب سيئة واحاطت به خطيئته فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون والذين امنوا وعملوا الصالحات اولئك اصحاب الجنة هم فيها خالدون. واذا اخذنا ميثاق بني اسرائيل لا - 00:00:36ضَ
الا الله وقولوا حسنى واقيموا الصلاة واتوا الزكاة ثم توليتم الا قليلا منكم وانتم واعرضوا ذكر الله في الايات السابقة مثل هذه الايات ترى عن بني اسرائيل تجنيات كثيرة وذكر عنهم - 00:01:02ضَ
تصرفات خاطئة واخر ما ذكر عنهم في الايات انهم يكتبون الكتاب بايديهم. ثم يقولون هذا من عند الله. ليشتروا به ثمنا قليلا. فهذا من جرائمهم انهم يكذبون على الله. يقولون - 00:01:42ضَ
كلاما ويكتبونه من عندهم وينسبونه الى الله من اجل ان يروج على الناس من اجل ان يخدعوا الناس ومن اجل ان يحصلوا على حطام من حطام الدنيا. ومع هذه الاعمال - 00:02:12ضَ
قبيحة كان الواجب عليهم التوبة الى الله سبحانه وتعالى وترك هذه الاعمال لكنهم اضافوا اليها جرائم اخرى بدل ان يتوبوا اضافوا اليها جرائم اخرى. وحكموا لانفسهم بالنجاة وقالوا لن تمسنا النار الا اياما معدودة. حكموا لانفسهم - 00:02:42ضَ
النجاة وان النار لا تمسهم الا اياما معدودة فقط وبقية وبقية الايام يكونون في الجنة وهذا من الافتراء على الله سبحانه وتعالى وهذه الايام المعدودة قال المفسرون انها الايام التي عبدوا العجل فيها - 00:03:22ضَ
عبدوا العجل فيها فظنوا ان الله لا يعذبهم الا بقدرها النار ومعنى هذا ان ما عندهم ذنوب ولا عندهم خطايا الا هذه الخطيئة فقط وهي خطيئة لا شك انها خطيئة - 00:03:53ضَ
كبيرة وشرك بالله عز وجل وليس جزاؤها ليس جزاؤها انهم لا يعذبون الا اياما معدودة المشرك يخلد في النار كما قال الله سبحانه وتعالى انه من يشرك بالله لقد حرم الله عليه الجنة - 00:04:14ضَ
ومأواه النار وما للظالمين من انصار الا ان تابوا الا ان تابوا الى الله سبحانه وتعالى الله ذكر عنهم انهم تابوا وانهم ندموا من هذه الجريمة فكيف يعذبهم وقد تابوا - 00:04:42ضَ
قد تابوا منها ومن لم يتب منها فانه ليس عذابه اياما معدودة بل بل عذابه دائم والعياذ بالله عذابه دائم مستمر وفي الاية الاخرى يقول تعالى ذلك بانهم قالوا لن تمسنا النار - 00:05:05ضَ
الا اياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون وهنا يقول قل اتخذتم عند الله عهدا هل الله سبحانه وتعالى اعطاكم عهدا انه لا يعذبكم الا اياما معدودة او المعنى والله اعلم - 00:05:30ضَ
اتخذتم عند الله عهدا بالاعمال الصالحة لان من عمل الاعمال الصالحة وتجنب الشرك فله عهد عند الله الا يعذبه له عهد عند الله الا يعذبه. قال تعالى ما يفعل الله بعذابكم ان شكرتم وامنتم - 00:05:59ضَ
وكان الله شاكرا عليما وقال النبي صلى الله عليه وسلم من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة من لقيه يشرك به شيئا دخل النار فهل عندهم عهد من الله ان الله قال لهم - 00:06:28ضَ
انه لا يعذبهم الا اياما معدودة او هل لهم عهد عند الله بالاعمال الصالحة والتوبة من الشرك حتى لا يعذبهم ليس لهم عهد عند الله سبحانه وتعالى ام تقولون على الله ما لا تعلمون - 00:06:51ضَ
تتقولون على الله الكذب وان الله لا يعذبكم في النار الا سبعة ايام او اربعين يوم كما جاء في التفاسير هذا من القول على الله بلا علم والقول على الله بلا علم اعظم - 00:07:16ضَ
اعظم من الشرك قال الله سبحانه قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون - 00:07:37ضَ
فجعل القول على الله بلا علم فوق منزلة الشرك لان الشرك قول على الله بلا علم فهو داخل في في القول على الله بلا علم القول على الله بلا علم - 00:07:56ضَ
هذا اعظم الذنوب واكبر الذنوب نسأل الله العافية ولا يجوز للانسان ان يقول على الله الا بدليل من كتاب الله او سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يقول ان الله سيفعل كذا - 00:08:20ضَ
سيفعل كذا او ان الله احل كذا او حرم كذا يحكي عن الله الا بدليل من عند الله سبحانه وتعالى فهم يقولون على الله ما لا يعلمون. ومعنى ام تقولون معنى ام هنا؟ معناها بل - 00:08:40ضَ
بل تقولون على الله ما لا تعلمون لانه ليس لهم ليس لهم عهد عند الله لم يتخذوا عند الله عهدا وما دام لم يتخذوا عند الله عهدا فانهم يقولون على الله - 00:09:04ضَ
ما لا يعلمون. نسأل الله العافية وهذا من جملة امانيهم لهم اماني عريظة منها انهم يقولون نحن شعب الله المختار عندهم الماء على وجه الارض من الاولين والاخرين افظل منهم - 00:09:25ضَ
ويسمون انفسهم شعب الله المختار ويقولون ليس علينا في الاميين سبيل الاميين يعني غير اليهود ليس عليهم فيهم سبيل فيجوز لهم ان يستخدموهم ويجوز لهم ان يأخذوا اموالهم ويجوز لهم ان يهينوهم - 00:09:46ضَ
لانهم خدم لبني اسرائيل بزعمهم. يقولون الله خلقهم خدم لنا خلق بقية الخلق خدم لبني اسرائيل قدم لليهود ليس علينا في الاميين سبيل مهما عملنا معهم فان الله لا يؤاخذنا بذلك - 00:10:15ضَ
لانهم تحتنا وهم خدم لنا وهذا لا يزال في اليهود انهم يرون انهم هم افظل العالم وانهم الشعب المختار ومن امانيهم هذه الامنية لن تمسنا النار الا اياما معدودة ومن امانيهم - 00:10:37ضَ
انهم يقولون لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى يعني الجنة احتكروها لانفسهم لا يدخلها الا اليهود او النصارى الا من كان هودا او نصارى ومن امانيهم انهم قالوا نحن ابناء الله واحباؤه. وقالت اليهود والنصارى - 00:11:03ضَ
نحن ابناء الله واحباؤه هكذا يقولون هذا من امانيهم الكاذبة التي منوا بها انفسهم كذبا وزورا ثم قال سبحانه بلى لما ذكر نفيهم وانه لا وانهم لا يدخلون النار الا اياما معدودة - 00:11:31ضَ
قال الله جل وعلا مبطلا هذه الدعوة بلى بلى يدخل النار فبلى هذا نقض نقض للنفي السابق نقظ للنفي السابق لن تمسنا النار لان هذا نفي قال الله بلى من كسب سيئة - 00:12:03ضَ
واحاطت به خطيئته فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون من كسب سيئة واحاطت به خطيئته سواء من اليهود او من النصارى او من غيرهم من العرب او من العجم من كسب هذا عام - 00:12:29ضَ
هذا عام بلى من كسب سيئة واحاطت به خطيئته فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون. خالدون وليس اياما معدودات نسأل الله العافية ومعنى قوله من كسب سيئة ما هي هذه السيئة التي توجب الخلود في النار - 00:12:54ضَ
جمهور المفسرين على ان المراد بالسيئة هنا الشرك المراد بالسيئة هنا الشرك لان الشرك هو الذي يوجب الخلود في النار اما بقية السيئات التي دون الشرك فانها تحت مشيئة الله - 00:13:21ضَ
ان شاء الله غفر لصاحبها وان شاء عذبه بقدرها ثم يخرج من النار كما قال تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله - 00:13:42ضَ
فقد ظل ضلالا بعيدا فاذا يكون معنى من كسب سيئة واحاطت به خطيئته المراد بذلك الشرك كما في قوله سبحانه من جاء ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار ومن جاء بالسيئة - 00:14:03ضَ
فكبت وجوههم في النار المراد بالسيئة هنا الشرك هل تجزون الا ما كنتم تعملون؟ هذا قول والقول الثاني من كسب سيئة واحاطت به خطيئته المراد بذلك من رجحت سيئاته على حسناته - 00:14:28ضَ
من رجحت سيئاته على حسناته يوم القيامة فليس له الا النار قال تعالى والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم بما كانوا باياتنا يظلمون - 00:14:55ضَ
وفي الاية الاخرى ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون فالمراد على هذا ان من رجحت سيئاته بحسناته يوم القيامة فانه يكون من اهل النار خالدا مخلدا فيها - 00:15:20ضَ
والقول الثالث من كسب سيئة واحاطت به خطيئته المراد به الذي لم يعمل خيرا قط الذي لم يعمل من الحسنات شيئا ترك الاعمال ترك الاعمال وهو يزعم انه يؤمن بالله لكن ترك الاعمال متعمدا - 00:15:45ضَ
تركها متعمدا وليس له عذر فهذا احاطت به خطيئته من جميع الوجوه ليس له حسنات يأتي يوم القيامة وليس معه حسنات وانما معه سيئات سيئات محيطة به من كل الجوانب - 00:16:11ضَ
وفي هذا رد على المرجئة الذين يقولون انه يكفي الايمان بالقلب او باللسان واما الاعمال فان تركها لا يظر عندهم الله جل وعلا يقول من كسب سيئة واحاطت به خطيئته - 00:16:32ضَ
يعني ليس له عمل ترك الاعمال الصالحة متعمدا وليس له عذر فهذا لا لا نجاة له يوم القيامة بل يكون من من الخالدين في النار لان لان النجاة من النار - 00:16:50ضَ
لا تحصل الا بالعمل الصالح ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جزية هذه اقوال المفسرين ثلاثة الاول ان المراد بالسيئة الشرك وهذا واضح الثاني ان المراد بالسيئة من رجحت سيئاته - 00:17:13ضَ
بحسناته. الثالث ان المراد من لم يأتي باعمال صالحة يوم القيامة ما عنده ولا حسنة واحدة وان كان يزعم انه يؤمن بالله فهذا لا يكون من اهل الجنة وانما يكون - 00:17:33ضَ
من اهل النار والقول الاول ان المراد بالسيئة الشرك هذا هو اظهر الاقوال وارجحها وهو يدل يدل على ان المشرك لا طمع له في رحمة الله ولا طمع له في النجاة من النار - 00:17:50ضَ
ويدل على ان المسيء الذي لم تحط به لم تحط به سيئته انه ترجى له المغفرة وذلك اذا كان ذنبه دون الشرك فان الله تعالى قال ان الله لا يغفر ان يشرك به - 00:18:16ضَ
ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فالمسلم المؤمن الموحد الذي مات على التوحيد وعنده كبائر من الذنوب دون الشرك هذا تحت مشيئة الله ان شاء الله غفر له ولم يعذبه - 00:18:38ضَ
وان شاء عذبه بقدر ذنوبه ثم يخرجه من النار ويدخل الجنة هذا مذهب اهل السنة والجماعة في اصحاب الكبائر التي دون الشرك وفي هذه الاية دليل على هذا القول لان الله قال واحاطت به - 00:19:01ضَ
قطيئته اما المسلم المؤمن الذي عنده حسنات وعنده سيئات دون الشرك فهذا ترجى له الرحمة وترجى له المغفرة والنجاة من النار يوم القيامة فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون والذين امنوا وعملوا الصالحات - 00:19:23ضَ
اولئك اصحاب الجنة هم فيها خالدون فلا نجاة من النار يوم القيامة الا لاهل الايمان والعمل الصالح الايمان والعمل الصالح والايمان هو الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والايمان بالقدر - 00:19:57ضَ
خيره وشره كما بينه النبي صلى الله عليه وسلم وعمل الصالحات هو الاتيان هو الاتيان باركان الاسلام والاتيان بالطاعات الواجبة والمستحبة هذه هي الصالحات ولا يكون العمل صالحا الا بشرطين - 00:20:22ضَ
الشرط الاول ان يكون العمل خالصا لوجه الله ليس فيه شرك ليس فيه شرك اكبر ولا اصغر الشرط الثاني ان يكون موافقا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيه بدعة - 00:20:46ضَ
وليس فيه خرافة وانما هو متطابق مع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فاذا توفر هذان الشرطان في العمل صار خالصا لله وصوابا على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:21:07ضَ
فهذا هو العمل الصالح واما ان اختل شرط فانه ليس عملا صالحا ولا يقبل ان كان شرك ان كان فيه شرك فانه يبطل ويحبط ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك - 00:21:26ضَ
لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين واما اذا كان العمل مبتدعا فانه مردود على صاحبه لا يقبل. قال صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد - 00:21:45ضَ
اي مردود عليه لا يقبل عند الله سبحانه وتعالى لان الله لا يقبل من الاعمال الا ما كان خالصا لوجهه وكان صوابا على سنة رسوله هذا هو هذا هو العمل الصالح - 00:22:08ضَ
وهو الذي يقبله الله والذين امنوا وعملوا الصالحات لابد من العمل ما يكفي ان الانسان يقول انا مؤمن ويترك العمل لابد العمل ركن من الايمان وجزء من الايمان واهل السنة يقولون الايمان قول باللسان - 00:22:24ضَ
واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية هذا هو الايمان الذي ينجو به المؤمن يوم القيامة من عذاب الله قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية - 00:22:47ضَ
فان كان اعتقادا بالقلب فقط او كان اعتقادا بالقلب ونطقا باللسان فقط وليس معه عمل فهذا ليس بايمان وان كان عمل بدون اعتقاد ان كان عمل بدون اعتقاد فهذا ليس بايمان هذا عمل المنافقين - 00:23:12ضَ
فلا بد من القول والاعتقاد والعمل حتى يكون الانسان مؤمنا يحصل على هذا الوعد الكريم من الله بلى من بلى قال سبحانه والذين امنوا وعملوا الصالحات وهذا عام بجميع الخلق - 00:23:34ضَ
لا نجاة للخلق الا بهذا سواء كانوا من اليهود او من النصارى او من العرب او من العجم او من الاولين او من الاخرين لا نجاة الا بهذا. الا بالايمان بالله - 00:23:57ضَ
والعمل الصالح فهذا فيه ابطال لدعوى اليهود الذين يقولون لن تمسنا النار الا اياما معدودات لا نجاة الا بهذا لليهود وغيرهم من بني ادم ثم قال سبحانه وتعالى واذا اخذنا ميثاق بني اسرائيل - 00:24:14ضَ
لا تعبدون الا الله هذا ايضا من معائبهم انهم لا يعملون الا اذا اخذ عليهم ميثاق وعهد ولا يعملون الا بالتهديد لا يعملون الا بالتهديد ولا يمتثلون اوامر الله الا بتثاقل وتكاسل - 00:24:40ضَ
ويؤخذ عليهم العهد والميثاق ويهددون بالعذاب اما اهل الطاعة واهل الايمان واهل التقوى فانهم يمتثلون اوامر الله ويتجنبون نواهي الله بمجرد ما تبلغهم اوامر الله ونواهيه يمتثلونها ولا يحتاج انه يؤخذ عليهم العهد لكن - 00:25:04ضَ
بنو اسرائيل لعجرفتهم وغطرستهم وتكبرهم وعنادهم صاروا ما يعملون الا بالتهديد واخذ الميثاق ونتق الجبل فوقهم كانه ظلة خذوا ما اتيناكم واذا اخذنا ميثاق بني اسرائيل هناك ميثاق اخذه الله على جميع الخلق يوم خلقهم او قبل ان يخلقهم - 00:25:30ضَ
قبل ان يخلقهم اخذ الله العهد على جميع الخلق الا يعبدوا الا الله كما قال سبحانه الم اعهد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين وان اعبدوني هذا صراط مستقيم - 00:25:59ضَ
هذا عهد اخذه الله على جميع الخلق. واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم. واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غفير. هذا عهد عام على جميع الخلق. لكن - 00:26:18ضَ
بنو اسرائيل لم يكفهم هذا لم يكفيهم هذا العهد احتاجوا الى ان يؤخذ عليهم عهد اخر وذلك لتثاقلهم في اوامر لانهم يقولون نحن نحن اولياء الله نحن ابناء الله نحن شعب الله المختار - 00:26:37ضَ
ونحن ويمنون لن تمسنا النار الا اياما معدودة. فهم يرون انهم ما هم بحاجة الى العمل يرون انهم ما هم بحاجة الى العمل والعبادة لانهم شعب الله المختار وابناء الله واحباؤه - 00:26:59ضَ
وانهم لن تمسهم النار الا اياما معدودة كما يقولون. وانه لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى فلذلك صاروا ما يرون الاعمال شيئا ما يرون الاعمال شيئا نسأل الله العافية - 00:27:15ضَ
لا تعبدون الا الله لا نافية تعبدون فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبت النون والواو فاعل كما هو معلوم فلا هنا نافية وهي بمعنى النهي لا تعبدون اي لا تعبدون هذا نهي - 00:27:33ضَ
فهو فهو نهي بمعنى فهو اه فهو نفي نفي بمعنى النهي والنفي اذا جاء بمعنى النهي فهو ابلغ كما يقول العلماء فلا هنا نافية ومعناها النهي وفي قراءة لا تعبدوا الا الله تكون لا ناهية - 00:27:52ضَ
وعلى كل حال الله جل وعلا اوجب على بني اسرائيل الا الا يعبدوا الا الله وهذا هو معنى لا اله الا الله لان معنى لا اله الا الله لا معبود بحق - 00:28:21ضَ
الا الله فلا اله الا الله فيها فيها نفي العبادة عن غير الله واثباتها لله سبحانه وتعالى هذا مأخوذ على اليهود وعلى غيرهم لا تعبدون الا الله وهذا هو الذي خلق الله الخلق - 00:28:38ضَ
من اجله كما قال سبحانه وتعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فالله خلق الجن والانس لعبادته وحده لا شريك له لا تعبدون الا الله بدأ بحقه سبحانه وتعالى ثم ذكر حق الوالدين - 00:28:59ضَ
فقال وبالوالدين احسانا هذا هو الحق الثاني بعد حق الله سبحانه وتعالى بالوالدين اي واحسنوا بالوالدين احسانا وذلك لان الوالدين لهما فظل عظيم على المولود بعد فظل الله سبحانه وتعالى لانهما ربياه - 00:29:21ضَ
وهو صغير وقام بخدمته وقام بالاحسان اليه وهو صغير ولوالديك الي المصير فهذا فيه حق فيه حق الوالدين وانه حق عظيم ذكره الله بعد حقه في هذه الاية وذكره في - 00:29:45ضَ
بعد حقه في قوله تعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا وذكره بعد حقه في قوله واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا فحق الوالدين يأتي بعد حق الله - 00:30:09ضَ
جل وعلا حق الله عبادته وحده لا شريك له وحق الوالدين بالبر بالبر بهما والاحسان اليهما قولا وعملا والا يتكبر على والديه وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف - 00:30:30ضَ
ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا. ولما سئل النبي صلى الله عليه وسلم سأله سائل من ابر قال امك - 00:31:03ضَ
قال من ابر ثم من؟ قال امك قال ثم من؟ قال امك قال ثم من؟ قال ابوك ذكر للوالدة حقا اكثر من حق من حق الوالد لان الوالدة اصابها اصابها على الولد - 00:31:24ضَ
متاعب تحمله وفصاله تحمله وارظاعه والسهر معه ومعاناته تعاهده وتطهيره من النجاسات هذا كله تقوم به الام والاب يقوم بالكسب والكد والتعرض للاخطار ليحصل على لقمة العيش لولده ولذلك اوجب الله حق الوالدة اكثر من حق الوالد - 00:31:46ضَ
وان كان الوالد له حق عظيم ولكن حق الوالدة اكثر من حق الوالد لما تقاسيه وصينا الانسان بوالديه حملته امه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهر. هذا كله تقوم به الام. فلذلك كان حقها اعظم - 00:32:19ضَ
الحاصل ان الله ذكر حق الوالدين بعد حقه سبحانه وتعالى فهذا يدل على عظم حق الوالدين. ولذلك صار العقوق من اكبر الكبائر بعد الشرك والعياذ بالله وبالوالدين احسانا. ثم بعد الوالدين - 00:32:44ضَ
ذي القربى القرابة ذو الرحم الذين تربطك بهم قرابة من جهة الاب او قرابة من جهة الام كالاخوة والاخوات والاعمام والعمات والاخوال والخالات وابناؤهم هؤلاء هم ذوو القربى كل من تصلك - 00:33:04ضَ
به قرابة من جهة الابوين فانه ذو القربى وله حق عليك ان تحسن اليه وتصله فصيلة الارحام صلة الارحام واجبة وقطيعة الارحام كبيرة من كبائر الذنوب قال الله سبحانه فهل عسيتم ان توليتم - 00:33:28ضَ
ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم اولئك الذين لعنهم الله فاصمه واعمى ابصارا نسأل الله العافية والارحام لهم حق وان قطعوك تصلهم وان قطعوك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:33:55ضَ
قال ليس الواصل بالمكافي ولكن الواصل هو الذي اذا قطعت رحمه وصلها. فاذا قطعوك فان اثمهم عليهم لانهم لانهم تركوا الواجب عليهم فيأثمون لكن يبقى عليك انت واجبك يبقى عليك واجبك - 00:34:18ضَ
ان ان تحسن اليهم وان تصلهم. فانت تقوم بواجبك ولو لم يقوموا هم بواجبهم وذي القربى واليتامى هذا حق رابع اليتامى جمع يتيم وهو الذي مات ابوه وهو صغير اليتيم من بني ادم من مات ابوه وهو صغير لم يبلغ الحلم - 00:34:42ضَ
واما اليتيم من البهائم فهو الذي ماتت امه فاليتامى من بني ادم الذين مات اباؤهم وهم صغار لانهم بحاجة الى من يرعاهم ويربيهم وبحاجة الى من ينفق عليهم اذا كانوا فقراء - 00:35:13ضَ
بحاجة الى من يتعاهدهم لانه فقدوا اباهم فقدوا اباهم الذي يربيهم وفقدوا اباهم الذي ينفق عليهم ويقوموا بحوائجهم فمن قام بحق اليتيم فله اجر عظيم عند الله وقد قال صلى الله عليه وسلم انا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين. واشار باصبعيه - 00:35:34ضَ
السبابة والوسطى اليتيم له حق حق على المسلمين ان يحسنوا اليه وان يسدوا ان يسدوا فقد ابيه كفالة اليتيم فيها اجر عظيم عند الله سبحانه وتعالى واليتامى والمساكين هذا حق خامس - 00:36:01ضَ
للمساكين من من المسلمين مساكين هم الفقراء المساكين يعني الفقراء فتحسن اليهم بالصدقة عليهم واعانتهم بالمال لهم حق عليك حق واجب وحق مستحب الواجب هو الزكاة وفي اموالهم حق للسائل والمحروم انما الصدقات للفقراء والمساكين - 00:36:26ضَ
بدأ بالفقراء والمساكين لحاجتهم الى الاحسان اليهم فاذا ذكر الفقير والمسكين فالفقير هو الذي ليس عنده شيء والمسكين هو الذي عنده بعض الشيء فالمسكين احسن حال من الفقير واذا افرد واحد دخل فيه الثاني اذا ذكر المسكين دخل فيه الفقير - 00:36:58ضَ
واذا ذكر الفقير دخل فيه المسكين ولهذا يقول العلماء اذا افترقا اذا اذا اجتمعا افترقا يعني في المعنى واذا افترقا اذا اذا اجتمعا افترقا يعني في المعنى. واذا افترقا اجتمعا يعني في المعنى. فقوله تعالى والمساكين يدخل فيه الفقراء - 00:37:29ضَ
يدخل فيه الفقراء لهم حق على الاغنياء بالاحسان اليهم دفع الزكاة اليهم وهذا واجب ودفع صدقة الفطر اليهم وهذا واجب ودفع الصدقات المستحبة اليهم ولا سيما في وقت الحاجات واعانة المدين المعسر - 00:37:56ضَ
على وفاء دينه فالفقير له له حق على اخيه الغني من المسلمين اوجبه الله سبحانه وتعالى بعد ذلك قال جل وعلا وقولوا للناس حسنا بعد ان ذكر هذه الامور الخاصة - 00:38:22ضَ
عمم فقال وقولوا للناس يعني لجميع الناس حسنا يعني قولا حسنا بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصيحة والدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي احسن هذا كله يدخل في قوله تعالى - 00:38:44ضَ
وقولوا للناس حسنا كذلك عندما تخاطب الناس لا تخاطبهم بغلظة وقسوة بل تخاطبه تخاطبهم بالملاينة واللطف ولا سيما اذا كان اذا كنت تدعوهم الى الله سبحانه وتعالى وتنصحهم تأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر تقابلهم بالكلام الطيب - 00:39:07ضَ
الذي يكون سببا في استجابتهم وسببا في قبولهم الله تعالى لما ارسل موسى وهارون عليهما السلام الى فرعون قال فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى. فيجب على المسلم ان يقول - 00:39:35ضَ
الكلام الطيب مع الناس في جميع الاحوال في جميع الاحوال الا من عاند وكابر فانه يغلظ عليه بالقول ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن الا الذين ظلموا الا الذين ظلموا منهم وقولوا للناس حسنا وفي قراءة وقولوا للناس حسنا يعني قولا حسنا والقول الحسن يشمل - 00:39:56ضَ
كل هذه الامور التي ذكرنا يشمل الامر بالمعروف النهي عن المنكر دعوة الى الله سبحانه وتعالى التربية والتعليم المخاطبة بينك وبين الناس في الامور يكون دائما لسانك طيبا كلامك يكون طيبا قال الله جل وعلا - 00:40:24ضَ
يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم فيجنب الانسان لسانه الكلام البذيء والكلام الفاحش والسباب وغير ذلك ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا الفاحش - 00:40:53ضَ
ولا البذي المؤمن يعرف انه مؤمن من تعامله مع الناس ومن كلامه مع الناس بان يكون كلامه طيبا وتخاطبه مع الناس تخاطبا طيبا هذا هو المؤمن وقولوا للناس حسنا ثم قال جل وعلا - 00:41:14ضَ
واقيموا الصلاة اقيموا الصلاة واتوا الزكاة واقيموا الصلاة واتوا الزكاة هذا من حق الله سبحانه وتعالى اقام الصلاة هذا من حق الله. ومن عبادة الله سبحانه وتعالى داخل في قوله - 00:41:38ضَ
لا تعبدون الا الله ولكنه ذكره منفردا لاهمية الصلاة ومكانتها عند الله وقوله اقيموا الصلاة المراد به الاتيان بالصلاة على الوجه المشروع على الوجه المشروع بان يكمل شروطها واركانها وواجباتها - 00:41:58ضَ
ومستحباتها ويؤديها على الوجه المطلوب. هذا معنى اقامة وكذلك يصليها مع الجماعة في المساجد وكذلك يصليها في اوقاتها التي حددها الله لها هذي اقام الصلاة ليس المقصود من الصلاة مجرد - 00:42:24ضَ
آآ الاتيان بصورتها من قيام وركوع وسجود ليس المراد الاتيان بصورة الصلاة - 00:42:45ضَ