قبس من العقيدة الإسلامية (61 حلقة إذاعية) - الشيخ صالح الفوزان - كبار العلماء

26 من 61|قبس من العقيدة الإسلامية|إرادة الإنسان بعمله الدنيا|صالح الفوزان|العقيدة|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان قبس من العقيدة الاسلامية الارشاد الى صحيح الاعتقاد والرد على اهل الشرك والالحاد. للشيخ صالح بن فوزان الفوزان - 00:00:00ضَ

ان حفظه الله الدرس السادس والعشرون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين امر باخلاص القصد والعمل لوجهه الكريم والصلاة والسلام على نبينا محمد واله وصحبه وكل من اتبع هديه - 00:00:20ضَ

وتمسك بسنته الى يوم الدين وبعد فنواصل الحديث في موضوع العقيدة ونتناول في هذه الحلقة بيان نوع من انواع الشرك في النية والقصد قد حذر الله منه في كتابه وحذر منه رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته - 00:00:40ضَ

وهو ان يريد الانسان بالعمل الذي يبتغى به وجه الله طمعا من مطامع الدنيا وهذا شرك ينافي كمال التوحيد ويحبط العمل قال الله تبارك وتعالى من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها - 00:01:01ضَ

وهم فيها لا يبخسون اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون ومعنى الايتين الكريمتين ان الله سبحانه يخبر ان من قصد بعمله الحصول على مطامع الدنيا فقط - 00:01:21ضَ

فان الله يوفر له ثواب عمله في الدنيا بالصحة والسرور في المال والاهل والولد وهذا مقيد بالمشيئة كما في قوله تعالى في الاية الاخرى عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد - 00:01:40ضَ

لكن هؤلاء ليس لهم في الاخرة الا النار لانهم لم يعملوا ما يخلصهم منها وكان عملهم في الاخرة باطلا لا ثواب له لانهم لم يريدوها قال قتادة يقول تعالى من كانت الدنيا همه وطلبته ونيته جازاه الله بحسناته في الدنيا - 00:01:57ضَ

ثم يفضي الى الاخرة وليس له حسنة يعطى بها جزاء واما المؤمن فيجازى بحسناته في الدنيا ويثاب عليها في الاخرة قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ذكر عن السلف في معنى هذه الاية انواع مما يفعله الناس اليوم ولا يعرفون معناه - 00:02:19ضَ

فمن ذلك العمل الصالح الذي يفعله كثير من الناس ابتغاء وجه الله من صدقة وصلاة وصلة واحسان الى الناس وترك ظلم ونحو ذلك مما يفعله الانسان او يتركه خالصا لله - 00:02:41ضَ

لكنه لا يريد ثوابه في الاخرة انما يريد ان يجازيه الله بحفظ ماله وتنميته او حفظ اهله وعياله او ادامة الصحة عليهم ولا همة له في طلب الجنة والهرب من النار فهذا يعطى ثواب عمله في الدنيا - 00:02:59ضَ

وليس له في الاخرة نصيب وهذا النوع ذكره ابن عباس النوع الثاني وهو اكبر من الاول واخوف وهو الذي ذكره مجاهد في الاية انها نزلت فيه. وهو ان يعمل اعمالا صالحة - 00:03:19ضَ

ونيته رياء الناس لا طلب ثواب الاخرة النوع الثالث ان يعمل اعمالا صالحة يقصد بها مالا مثل ان يحج لمال يأخذه او يهاجر لدنيا يصيبها او امرأته يتزوجها او يجاهد لاجل المغنم - 00:03:38ضَ

فقد ذكر هذا النوع ايضا في تفسير الاية وكما يتعلم الرجل لاجل مدرسة اهله او مكسبهم او رئاستهم او يتعلم القرآن ويواظب على الصلاة لاجل وظيفة المسجد كما هو واقع كثيرا - 00:03:58ضَ

النوع الرابع ان يعمل بطاعة الله مخلصا في ذلك لله وحده لا شريك له. لكنه على عمل يكفره كفرا يخرج عن الاسلام مثل اليهود والنصارى اذا عبدوا الله او تصدقوا او صاموا ابتغاء وجه الله والدار الاخرة. ومثل كثير في هذه الامة الذين فيهم كفر او شرك - 00:04:16ضَ

من الاسلام بالكلية اذا اطاعوا الله طاعة خالصة يريدون بها ثواب الله في الدار الاخرة لكنهم على اعمال تخرجهم من الاسلام تمنع قبول اعمالهم فهذا النوع ايضا قد ذكر في هذه الاية عن انس بن مالك وغيره - 00:04:41ضَ

وكان السلف يخافون منها انتهى ما ذكره رحمه الله والايتان يتناولان هذه الانواع الاربعة لان لفظها عام لان لفظهما عام فالامر خطير يوجب على المسلم الحذر من ان يطلب بعمل الاخرة طمع الدنيا - 00:05:01ضَ

وقد جاء في صحيح البخاري ان من كان قصده الدنيا يجري ورائها بكل همه انه يصير عبدا لها فعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:05:20ضَ

تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة ان اعطي رضي وان لم يعطى سخط تعس وانتكس واذا شيك فلا انتقش ومعنى تعس لغة سقط والمراد هنا هلك - 00:05:35ضَ

وسماه عبدا لهذه الاشياء لكونها هي المقصودة بعمله فكل من توجه بقصده لغير الله فقد جعله شريكا لله في عبوديته كما هو حال الاكثر وقد دعا الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث على من جعل الدنيا قصده وهمه بالتعاسة والانتكاس - 00:05:53ضَ

واصابتي بالعجز عن انتقاش الشوك من جسده ولابد ان يجد اثر هذه الدعوات كل من اتصف بهذه الصفة الذميمة فيقع فيما يضره في دنياه واخرته. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله - 00:06:16ضَ

فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الدينار والدرهم وعبد القطيفة وعبد الخميصة وذكر فيه ما هو دعاء بلفظ الخبر وهو قوله تعس وانتكس واذا شيك فلا انتقش. وهذه حال من اذا اصابه شر لم يخرج منه. ولم يفلح لكونه - 00:06:34ضَ

تعس وانتكس فلا نال المطلوب ولا خلص من المكروه وهذه حال من عبد المال وقد وقد وصف ذلك بانه ان اعطي رضي وان منع سخط كما قال تعالى ومنهم من يلمزك في الصدقات فان اعطوا منها رضوا وان لم يعطوا منها اذا هم يسخطون. فرضاهم - 00:06:57ضَ

لغير الله وسخطهم لغير الله وهكذا حال من كان متعلقا منها برئاسة او صورة ونحو ذلك من اهواء نفسه. ان حصل له رضي وان لم يحصل له سخط فهذا عبد ما يهواه من ذلك وهو رقيق له - 00:07:19ضَ

اذ الرق والعبودية في الحقيقة هو رق القلب وعبوديته كما استرق القلب فما استرق القلب واستعبده فهو عبده. الى ان قال رحمه الله وهكذا طالب المال فان ذلك يستعبده ويسترقه - 00:07:38ضَ

وهذه الامور نوعان فمنها ما يحتاج اليه العبد كما يحتاج الى طعامه وشرابه ومنكحه ومسكنه ونحو ذلك فهذا يطلب من الله ويرغب اليه فيه فيكون المال عنده يستعمله في حاجته بمنزلة حماره الذي يركبه وبساطه الذي يجلس عليه من غير ان يستعبده - 00:07:56ضَ

فيكون من غير ان يستعبده فيكون هلوعا. ومنها ما لا يحتاج العبد اليه فهذا ينبغي الا يعلق قلبه به فاذا علق قلبه به صار مستعبدا له. وربما صار مستعبدا ومعتمدا على غير الله - 00:08:20ضَ

فلا يبقى معه حقيقة العبودية لله ولا ولا حقيقة التوكل عليه بل فيه شعبة من العبادة لغير الله وشعبة من التوكل على غير الله وهذا من احق الناس بقوله صلى الله عليه وسلم تعس عبد الدينار - 00:08:38ضَ

تعيس عبد الدرهم تعيس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة وهذا عبد لهذه الامور ولو طلبها من الله فان الله اذا اعطاه اياها رضي وان منعه اياها سخط وانما عبد الله من يرضيه ما يرضي الله ويسخطه ما يسخط الله - 00:08:56ضَ

ويحب ما احبه الله ورسوله ويبغض ما ابغضه الله ورسوله. ويوالي اولياء الله ويعادي اعداء الله. فهذا الذي استكمل ايمان انتهى كلامه رحمه الله قلت ومن عبيد المال اليوم الذين الذين يقدمون على المعاملات المحرمة - 00:09:16ضَ

والمكاسب الخبيثة بدافع حب المادة كالذين يتعاملون بالربا مع البنوك وغيرها والذين يأخذون المال عن طريق الرشوة والقمار وعن طريق الغش في المعاملات والفجور في الخصومات وهم يعلمون ان هذه مكاسب محرمة - 00:09:36ضَ

لكن حبهم للمال اعمى بصائرهم وجعلهم عبيدا لها. نسأل الله العافية لنا ولاخواننا المسلمين من الشح المطاع والهوى المتبع واعجاب كل ذي رأي برأيه. والى الحلقة القادمة باذن الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:57ضَ