قبس من العقيدة الإسلامية (61 حلقة إذاعية) - الشيخ صالح الفوزان - كبار العلماء
27 من 61|قبس من العقيدة الإسلامية|مسبة الدهر ونحوه|صالح الفوزان|العقيدة|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان قبس من العقيدة الاسلامية الارشاد الى صحيح الاعتقاد والرد على اهل الشرك والالحاد. للشيخ صالح بن فوزان الفوزان - 00:00:00ضَ
ان حفظه الله الدرس السابع والعشرون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين وبعد ايها الاخوة المستمعون نواصل الحديث معكم في موضوع العقيدة - 00:00:20ضَ
وكنا في الحلقات السابقة قد تناولنا بيان اشياء من الشرك تنقص كمال التوحيد وفي هذه الحلقة ان شاء الله نستمر في بيان اشياء يرتكبها بعض الناس بحكم العادة وهي مما ينقص التوحيد ايضا - 00:00:42ضَ
ويسيئ الى العقيدة ومن هذه الاشياء مسبة الدهر ومسبة الريح وما اشبه ذلك من اسناد الذم الى المخلوقات فيما ليس لها فيه تصرف فيكون هذا الذنب في الحقيقة موجها الى الله سبحانه - 00:01:05ضَ
لانه الخالق المتصرف قال الله تعالى عن المشركين وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر وما لهم بذلك من علم انهم الا يظنون فقد كذبوا بالبعث - 00:01:23ضَ
وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا التي نحن فيها ليس هناك حياة سواها. نموت ونحيا اي يموت قوم ويعيش اخرون وهذا منهم انكار لوجود الخالق المتصرف ورد لجريان الحوادث الى الطبيعة - 00:01:41ضَ
ولهذا قالوا وما يهلكنا الا الدهر اي لا يفنينا الا مرور الليالي والايام. فنسبوا الاهلاك الى الدهر على سبيل الذم له وانما قالوا هذا القول عن جهل وتخرص لا عن علم وبرهان لان البرهان يرد هذا القول ويبطله - 00:02:03ضَ
ولهذا رد الله عليهم بقوله وما لهم بذلك من علم ان هم الا يظنون وكل قول لا يبنى على علم وبرهان فهو قول باطل مردود لان البراهين تدل على ان ما يجري في الكون لابد له من مدبر حكيم قادر - 00:02:25ضَ
وهو الله سبحانه وتعالى فكل من سب الدهر ونسب اليه شيئا من الحوادث فقد شارك المشركين والدهرية في هذا الوصف الذميم وان لم يشاركهم في اصل الاعتقاد وفي الصحيحين وغيرهما عن ابي هريرة رضي الله عنه - 00:02:45ضَ
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر اقلب الليل والنهار وفي رواية لا تسبوا الدهر فان الله هو الدهر - 00:03:05ضَ
فدل الحديث على ان من سب الدهر فقد اذى الله سبحانه لان السب يتجه الى مدبر الحوادث والوقائع وخالقها والدهر انما هو ظرف ومحل وخلق مدبر ليس له شيء من التدبير - 00:03:20ضَ
ولهذا قال الله وانا الدهر اقلب الليل والنهار فقوله سبحانه اقلب الليل والنهار تفسير لقوله وانا الدهر وكذا قوله فان الله هو الدهر معناه ان الله هو المتصرف الذي يصرف الدهر وغيره - 00:03:37ضَ
فالذي يسب الدهر انما يسب من خلقه وهو الله تعالى وتقدس قال بعض السلف كانت العرب في جاهليتها من شأنها من شأنها ذم الدهر اي سبه عند النوازل فكانوا اذا اصابهم شدة او بلاء او ملامة قالوا اصابتهم قوارع الدهر وابادهم الدهر - 00:03:57ضَ
وقالوا يا خيبة الدهر فيسندون تلك الافعال الى الدهر ويسبونه وانما فاعل ذلك هو الله فاذا اضافوا ما نالهم من الشدائد الى الدهر فانما سبوا الله عز وجل لان الله هو الفاعل لذلك حقيقة - 00:04:21ضَ
قال الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله وقد غلط ابن حزم ومن نحى نحوه من الظاهرية في عدهم الدهر من اسماء الله الحسنى اخذا بهذا الحديث وقد بين معناه في الحديث بقوله اقلب الليل والنهار وتقليبه - 00:04:40ضَ
وتقليبه تصرفه تعالى فيه بما يحبه الناس وما يكرهونه الذي يليق بالمسلم تجنب مثل هذه الالفاظ وان كان يعتقد ان الله هو المتصرف لكن في تجنبها ابتعاد عن مشابهة الكفار ولو في الالفاظ - 00:04:59ضَ
وفي ذلك حفاظ على العقيدة وتأدب مع الله سبحانه ومن جنس مسبة الدهر مسبة الريح وقد ورد النهي عنها في الحديث الذي رواه الترمذي وصححه عن ابي بن كعب رضي الله عنه - 00:05:18ضَ
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تسبوا الريح فاذا رأيتم ما تكرهون فقولوا اللهم انا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما امرت به - 00:05:34ضَ
ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما امرت به وذلك لان الريح انما تهب بامر الله وتدبيره لانه هو الذي اوجدها وامرها فمسبتها مسبة للفاعل وهو الله سبحانه كما تقدم في سب الدار - 00:05:48ضَ
لان سب الريح وسب الدهر يرجعان الى مسبة الخالق الذي دبر هذه الكائنات ثم ارشدهم النبي صلى الله عليه وسلم عندما يرون ما يكرهون مما يأتي مع الريح بان يتوجهوا الى خالقها وامرها - 00:06:06ضَ
ليسألوه من خيرها وخير ما فيها ويستعيذ من شرها وشر ما فيها فما استجلبت نعمة الا بطاعة الله وشكره. ولا استدفعت نقمة الا بالالتجاء الى الله والاستعاذة به واما سب هذه المخلوقات ففيه مفاسد - 00:06:24ضَ
منها انه سب ما ليس اهلا للسب فانها مخلوقات مسخرة مدبرة ومنها ان سب هذه الاشياء متضمن للشرك فانه انما سبها لظنه انها تظر وتنفع من دون الله ومنها ان السب انما يقع على من فعل هذه الافعال - 00:06:43ضَ
واذا قال العبد عند هبوب الريح ما ارشده اليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله اذا رأيتم ما تكرهون فقولوا اللهم انا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها - 00:07:05ضَ
وخير ما امرت به ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما امرت به فقد لجأ الى الله خالق الريح ومدبرها ومصرفها وهذا هو التوحيد والاعتقاد السليم - 00:07:18ضَ
الذي يخالف اعتقاد الجاهلية. وهكذا يكون المسلم دائما وابدا مع الاحداث يرجعها الى خالقها ويسأله من خير وان يدفعوا عنه وان يدفع عنه شرها ولا يلقي باللوم عليها ولا يسبها ويفسرها بغير تفسيرها الصحيح - 00:07:32ضَ
وليعلم ان ما اصابه من هذه الاحداث مما يكره انما هو بتقدير من الله وتسليط لها عليه بسبب ذنوبه. كما قال الله تعالى وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير - 00:07:54ضَ
قال تعالى الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا. الاية وقال تعالى وتلك الايام نداولها بين الناس قال تعالى يقلب الله الليل والنهار ان في ذلك لعبرة لاولي الابصار فالامر كله راجع الى الله فالواجب حمده في الحالتين حالة السراء وحالة الظراء وحسن الظن به والرجوع اليه بالتوبة - 00:08:10ضَ
والانابة كما قال تعالى وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون قال تعالى ولقد اخذنا ال فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون هذا هو التفسير الصحيح لمجريات الاحداث فالمؤمن يعلم ان ما اصابه مما يكره انما هو بسبب ذنوبه فيلقي باللوم على نفسه لا على الدهر ولا على الريح فيتوب - 00:08:34ضَ
الى الله ويستغفره. والكافر والفاسق او الجاهل يلقي باللوم على هذه المخلوقات. ولا يحاسب نفسه ولا يتوب من ذنبه ما قال الشاعر يا دهر ويحك ما ابقيت لي احدا وانت والد سوء تأكل الولد. وقال اخر قبحا لوجهك - 00:09:01ضَ
يا زمان فانه وجه وجه له في كل قبح برقع. نسأل الله العافية من هذه الالفاظ وما شاكلها والى الحلقة قادمة باذن الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:21ضَ