شرح كتاب الفوائد لابن القيم الجوزية رحمه الله
(٢٨) التعليق على كتاب الفوائد لابن القيم الجوزية رحمه الله - المجلس الثامن والعشرون
الحمد لله رب العالمين نحمده سبحانه ولي الصالحين المتقين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين وبعد - 00:00:14
نستأنف درسنا في كتاب الفوائد اعلام ابن القيم رحمه الله تعالى. كنا قد وقفنا على قوله في قوله تعالى وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم - 00:00:34
الله يعلم وانتم لا تعلمون. وفي نسخة الصفحة الثامنة والتسعين بعد المئة. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد اللهم اغفر لنا ولوالدينا - 00:00:54
مشايخنا وللمسلمين يا رب العالمين. قال رحمه الله تعالى فصل في قوله تعالى وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون. في هذه الاية عدة حكم وساروا ومصالح للعبد. فان العبد - 00:01:14
اذا علم ان المكروه قد يأتي بالمحبوب والمحبوب قد يأتي بالمكروه لم يأمن ان توافيه المضرة من جانب المسرة ولم ييأس ان تأتيه المسرة من جانب المضرة. بعدم علمه بالعواقب. فان الله يعلم منها ما لا - 00:01:34
يعلم العبد اوجب اوجب له ذلك امورا. يعني الانسان المسلم عليه ان يوطن نفسه ان المكروه قد يأتي بالمحبوب وان المحبوب قد يأتي من جانبه المكروه وهذا مشاهد في الواقع ومشاهد في من تأمل احوال نفسه - 00:01:54
مثلا تجد ان الولد حينما يكبر شيئا يتألم لان السن يريد ان يخرج. طيب هو يتألم مكروه. لكن يأتي بالمحبوب وهو الضرس والسن ليأكل. اذا مكروه واقعيا جاء بالمحبوب الام حين الولادة تتألم. تجد الام مشقة في مخاوف. لكن - 00:02:24
لا تتحمل لانه يعقب ذلك ايش؟ المولود المحبوب. فاذا كان هذا امرا في الواقع فعلينا ان نستيقظ بذلك فيما لا نعلمه في الواقع اصبت بمرض فتيقن ان وراء ذلك محبوبات - 00:03:04
جاءتك المحبوبات فلا تأمن فان جانبها مغدور. فلا تكن بها مغرورة. فاذا مشى حياة الانسان على هذا انه ما من الا وقد يأتي من جهته المكروه. وما من مكروه الا وقد يأتي من جهة المحبوب. يحب - 00:03:34
الاشياء حبا ما. ويبغض الاشياء بغضا ما. اما الحب المطلق والكره المطلق فهو لله وفي الله. لماذا؟ لان ما تعلق بالله لا يأتي من يأتي الا الخير الكامل الا المحبوب الكامل. الصلاة تصلي لن تجد من الصلاة - 00:04:04
الا المحبوب المطلق. تزكي لن تجد من الزكاة الا المحبوب المطلق. فالعبادة كلها محبوبات مطلقة. والطاعات كذلك. ولذلك ينبغي على الانسان ان يعلم ان ما يصيبه من المكروهات قد يعقبه المحبوبات. وانما - 00:04:34
نصيبه من المحبوبات قد يعقبها المكروهات. قال اوجب له ذلك امه. تيقنا. ان المكروهات يعقبها او يصحبها المحبوبات وان المحبوبات يصحبها او يعقبها المكروهات اوجب لنا ذلك عدة امور منها قال رحمه الله تعالى منها انه - 00:05:04
انفع له من امتثال الامر وان شق عليه في الابتداء. لان عواقبه كلها خيرات ومسرات ولذات وافراح وان كرهت وان كره كرهته نفسه فهو خير لها فهو خير لها وانفع. وكذلك لا شيء اضر - 00:05:34
من ارتكاب النهي وان هويته نفسه ومالت اليه. فان عواقبه كلها الام واحزان سرور ومصائب. وخاصة العقل وخاصة العقل تحمل الالم اليسير لما يعقبوه من لذة العظيمة الكثير واجتناب اللذة اليسيرة لما يعقبه من الالم العظيم والشر الطويل. فنظر الجاهل لا يجاوز المبادئ الى غايتها - 00:05:54
والعاقل الكيس دائما ينظر الى الغايات من وراء سطور سطور مبادئها مبادئها. احسنت. من وراء سطور مبادئها فيرى ما وراء ذلك ما وراء ما وراء تلك الستور من الغايات المحمودة والمذمومة. فيرى الملاهي كطعام - 00:06:24
اذ قد خلط فيه سم قاتل. فكلما دعته لذته الى تناوله تناوله الى تناوله نهاه ما فيه من السم. ويرى اوامر كدواء كريه المذاق مفض الى العافية والشفاء. وكلما نهاه وكلما نهاه كراهة مذاقه عن - 00:06:44
عن تناوله ام امر امره نشره امره نفعه بالتناول. ولكن هذا يحتاج الى فضل علم يدرك بالغايات من مبادئها وقوة صبر يوطن به نفسه على تحمل مشقة الطريق لما يؤمن لما يؤمل عند الغاية - 00:07:04
فاذا فقد اليقين والصبر تعذر عليه ذلك. واذا قوي يقينه وصبره هان عليه كل مشقة يتحملها في طلب الخير اللذة الدائمة. اذا اراد الانسان ان يعلم ان المكروهات مسحوبة او عواقبها - 00:07:24
محمودة وان المحبوبات الدنيوية مصحوبة او عواقبها مكروهة فيق انه لا شيء انفع له من امتداد الامر. واجتناب امر نهي الله عز وجل وان كان يجد في سبيل ذلك نوع مشقة لكن ليستيقن ان ما يجده من - 00:07:44
الكراهة في امتثال الامر واجتناب النهي خير له وانفع. في الحال والمآل واضر شيء على العبد هو اجتناب المحرمات. هو ترك فعل المحرمات. اضر شيء عن العبد فعل لانها وان كانت لذات وقتية لكنها معقوبة - 00:08:14
لا ومصحوبة بكدر ومكروهات ومساخط لا يعلمها الا الله عز وجل ومن ميزات العقل البشري انه يتحمل المكروه اذا علم ان عواقب المكروه محمودة. ويترك المحبوب اذا علم ان عواقب المحمود مذمومة. مثل له ابن القيم بالطعام. طعام فيه سم - 00:08:44
النفس تريد ان تأكل هو ينهى نفسه عن اكل الطعام المسموح وهذا امر شاق لا سيما اذا كان جائعا. لكنه يعلم ان في منع نفسه منها في منع نفسه من هذه الاكلة حمد وسلامة - 00:09:24
من ترك نفسه لهذه الاكلة المحبوبة في المظغ والمظغتين عواقب والعاقل لا ينظر الى الامر من حيث هو. وانما ينظر الى ما وراء الامر ينظر الى الستور وما يعقب ذلك - 00:09:54
من الامور مثال ذلك شخصان كانا في الصحراء فرأيا واحة خضراء احدهما نظر الى ظاهر الامر قد يكون نظره صحيح. فوجد ان ظاهر الامر دوحة وواحة وماء ومراحه. الاخر نظر - 00:10:24
لماذا الناس تركوا هذه الواحة؟ ينظر الى اسباب العواقب يخشى ان تكون هذه الواحة مسمومة. فلا يشرب من ماءها. وتأملوا هذا مع قول طالوت لجنوده قال ان الله مبتليكم بنهار - 00:11:04
من شرب منه فليس منه. ومن لم يطعمه فانه مني. الا من اغترف غرفة بيده. الاية فالعاقل لا يؤثر لذة ساعة على لذة العمر الابات في الجنة. في عمل لاخرتي. لكن هذا يحتاج - 00:11:34
نوع وتفكر وتدبر ومن هنا نفهم معنى قول ربنا تبارك وتعالى في اياته كثيرة لعلكم تعقلون. لعلكم تتفكرون لعلكم تذكرون. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله ومن من اسرار هذه الاية انها تقتضي من العبد من العبد تفويض الى من يعلم عواقب الامور - 00:12:04
والرضا بما يختاره له ويقضيه له. لما يرجو فيه من حسن العاقبة. يكون هناك شيء من الامر لا يعرف الانسان عاقبته. فيسلم المؤمن امره الى الله ولذلك شرع الله لنا صلاة الاستخارة. لا نعلم عواقبه. فنفوض الامر الى الله - 00:12:34
انك تعلم ولا اعلم وانت علام. نعم. قال رحمه الله تعالى ومنها انه لا يقترف لا يقترح على ولا يختار عليه ولا يسأله ما ليس له به علم. فلعل مضرته وهلاكه فيه وهو لا يعلم. فلا يختار على ربه شيء - 00:13:04
بل يسأله حسن اختيار له. وان يرضيه بما يختاره فلا انفع له من ذلك. العاقل يعلم ان الحكيم الخبير اذا شرع فليس للعبد الحقير ولا فالانسان الفقير ان يقترح على الله. ولذلك ترون ان الجنود - 00:13:24
في الدنيا اللي يعمل في العسكرية يعرف هذا. الجنود في الدنيا لا يقترحون على الرؤساء. ينفذون الاوامر مع انهم مثلهم بشر. فكيف لعبد يقترح على الله لماذا؟ يا رب حرمت هذا. لماذا - 00:13:54
حللت هذا لا لابد ان تسلم الامر الى الله. وتعلم انه ما حرم هذا الا وكراهته. او لقباحة ما يؤول اليه امره وكراهته. وما هذا الا لما فيه من المحبوب. او لانه يؤول الى المحبوب. نعم. اسأل الله ان - 00:14:14
السلام عليكم. قال رحمه الله تعالى ومنها انه اذا فوض الى ربه ورضي بما يختاره له. امده فيما يختاره له بالقوة عليه والعزيمة والصبر. وصرف عنه الافات التي هي عرظة اختيار العبد لنفسه. واراه من حسن عواقب اختياره - 00:14:44
ما لم يكن ليصل الى ليصل الى بعضه بما يختاره هو هو لنفسه. اذا تم من العبد التام فاذا حصل ان العبد التفويظ التام لله جل وعلا. بذل الاسباب الميسرة - 00:15:04
قلبه معلق بالله عز وجل. يجد اولا قوة وعزيمة في نفسك ومثال ذلك الصوت. انت لا تصم ويجيبون لك الاكل يقول لك لا تاكل تجد مشقة ويجي الغدا يقول لك لا تاكل تجد له شقة اكثر ربما تظارب - 00:15:24
الحين انت صايم من امر عادي ليش؟ لانك فوضت في الصوم الامر الى الله عز وجل. فرزقك الصبر والسلوان. عن ها الطعام والشراب وانواع المحبوبات. لو قالك الناس اسكت لا تتكلم. تجد في نفسك مشقة. تكبر الله اكبر ما تتكلم مع احد. تجد الامر هين - 00:15:54
يجب على الانسان ان يفوض امره الى الله متى ما فوظ وجد حسن العواقب. نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى ومنها انه يريحه من الافكار المتعبة في انواع الاختيارات. ويفرغ قلبه من - 00:16:24
والتدبيرات التي يصعد منها في عقبة وينزل في اخرى. ومع هذا فلا خروج له عما قدر عليه فلو رضي باختيار الله اصابه القدر وهو محمود مشكور ملطوف به ملطوف به فيه. والا جرى عليه - 00:16:44
قدره مذموم غير ملطوف به فيه. لانه مع اختياره لنفسه. ومتى صح تفويضه ورضاه اكتنفه في المقدور العطف عليه واللطف به فيصير بين عطفه ولطفه فعطفه يقيه ما ما يحذره. ولطفه يهون يهون - 00:17:04
عليه ما قدره. واذا نفذ القدر في العبد كان من اعظم اسباب نفوذه تحيله في رده ولا انفع له من الاستسلام والقاء نفسه بين يدي القدر طريحا كالميتة. فان السبع لا يرضى باكل الجيف. الله اكبر - 00:17:24
الانسان عليه ان يعلم ان تفويض الامر الى الله جل وعلا له لو لم يكن هذه الخيرية الا كونه مرتاحا من التفكير من تقديرات سويت تشذي بيصير تشذي سويت تشذي بيصير تشذي. سويت تشذي بيصير تشذي. يتعب. لكن - 00:17:44
تفوظ امره من الله يفتح. يجد الراحة والطمأنينة. والسكينة. بل اذا فوض امره الى الله جل وعلا واصابه ما اصابه من القدر فانه محمود مشكور ملطوف به. فهو مع كونه قد اصيب بقدر الله عز وجل - 00:18:14
دائر بين اللطف والعطف. واللطف من اسمه اللطيف عطف من اسمه الرحيم الودود. ولهذا قال يوسف عليه السلام بعد ما جرى معه من مما جرى مما لا يتخيل الانسان عواقبه القي في الجب كيف يعني؟ يظن الانسان - 00:18:44
انه سيصبح حيا. اخرج من الجبن وبيع عبدا. كيف يتصور الانسان انه ان العبد سيكون له المكنة في بيت العزيز. اتهم في عرضه لا يتصور احد ان المتهم في عرضه يصبح له المكنة في مصر. لذلك بعد ما انتهت القصة ماذا قال يوسف - 00:19:14
عليه السلام ان ربي لطيف بما يشاء. يعني في قدره لطفه جل وعلا في قدره لطفه سبحانه وتعالى وعطفه ورحمته. ولهذا ينبغي الانسان اذا اراد ان يرى لطف الله في القدر وعطفه في المقدور ان يصحح - 00:19:44
الى العزيز الغفور. لا يوجد انفع من الاستسلام لامر الله جل وعلا الشرعي بالامتثال والفعل. ولا يوجد للعبد من الاستسلام للامر القدري. ومعالجته ومعالجة الامر القدري بايش؟ بالشر نكتفي بهذا القدر نسأل الله عز وجل يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح وصلي اللهم على نبينا محمد - 00:20:14
وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:20:54
Transcription
الحمد لله رب العالمين نحمده سبحانه ولي الصالحين المتقين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين وبعد - 00:00:14
نستأنف درسنا في كتاب الفوائد اعلام ابن القيم رحمه الله تعالى. كنا قد وقفنا على قوله في قوله تعالى وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم - 00:00:34
الله يعلم وانتم لا تعلمون. وفي نسخة الصفحة الثامنة والتسعين بعد المئة. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد اللهم اغفر لنا ولوالدينا - 00:00:54
مشايخنا وللمسلمين يا رب العالمين. قال رحمه الله تعالى فصل في قوله تعالى وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون. في هذه الاية عدة حكم وساروا ومصالح للعبد. فان العبد - 00:01:14
اذا علم ان المكروه قد يأتي بالمحبوب والمحبوب قد يأتي بالمكروه لم يأمن ان توافيه المضرة من جانب المسرة ولم ييأس ان تأتيه المسرة من جانب المضرة. بعدم علمه بالعواقب. فان الله يعلم منها ما لا - 00:01:34
يعلم العبد اوجب اوجب له ذلك امورا. يعني الانسان المسلم عليه ان يوطن نفسه ان المكروه قد يأتي بالمحبوب وان المحبوب قد يأتي من جانبه المكروه وهذا مشاهد في الواقع ومشاهد في من تأمل احوال نفسه - 00:01:54
مثلا تجد ان الولد حينما يكبر شيئا يتألم لان السن يريد ان يخرج. طيب هو يتألم مكروه. لكن يأتي بالمحبوب وهو الضرس والسن ليأكل. اذا مكروه واقعيا جاء بالمحبوب الام حين الولادة تتألم. تجد الام مشقة في مخاوف. لكن - 00:02:24
لا تتحمل لانه يعقب ذلك ايش؟ المولود المحبوب. فاذا كان هذا امرا في الواقع فعلينا ان نستيقظ بذلك فيما لا نعلمه في الواقع اصبت بمرض فتيقن ان وراء ذلك محبوبات - 00:03:04
جاءتك المحبوبات فلا تأمن فان جانبها مغدور. فلا تكن بها مغرورة. فاذا مشى حياة الانسان على هذا انه ما من الا وقد يأتي من جهته المكروه. وما من مكروه الا وقد يأتي من جهة المحبوب. يحب - 00:03:34
الاشياء حبا ما. ويبغض الاشياء بغضا ما. اما الحب المطلق والكره المطلق فهو لله وفي الله. لماذا؟ لان ما تعلق بالله لا يأتي من يأتي الا الخير الكامل الا المحبوب الكامل. الصلاة تصلي لن تجد من الصلاة - 00:04:04
الا المحبوب المطلق. تزكي لن تجد من الزكاة الا المحبوب المطلق. فالعبادة كلها محبوبات مطلقة. والطاعات كذلك. ولذلك ينبغي على الانسان ان يعلم ان ما يصيبه من المكروهات قد يعقبه المحبوبات. وانما - 00:04:34
نصيبه من المحبوبات قد يعقبها المكروهات. قال اوجب له ذلك امه. تيقنا. ان المكروهات يعقبها او يصحبها المحبوبات وان المحبوبات يصحبها او يعقبها المكروهات اوجب لنا ذلك عدة امور منها قال رحمه الله تعالى منها انه - 00:05:04
انفع له من امتثال الامر وان شق عليه في الابتداء. لان عواقبه كلها خيرات ومسرات ولذات وافراح وان كرهت وان كره كرهته نفسه فهو خير لها فهو خير لها وانفع. وكذلك لا شيء اضر - 00:05:34
من ارتكاب النهي وان هويته نفسه ومالت اليه. فان عواقبه كلها الام واحزان سرور ومصائب. وخاصة العقل وخاصة العقل تحمل الالم اليسير لما يعقبوه من لذة العظيمة الكثير واجتناب اللذة اليسيرة لما يعقبه من الالم العظيم والشر الطويل. فنظر الجاهل لا يجاوز المبادئ الى غايتها - 00:05:54
والعاقل الكيس دائما ينظر الى الغايات من وراء سطور سطور مبادئها مبادئها. احسنت. من وراء سطور مبادئها فيرى ما وراء ذلك ما وراء ما وراء تلك الستور من الغايات المحمودة والمذمومة. فيرى الملاهي كطعام - 00:06:24
اذ قد خلط فيه سم قاتل. فكلما دعته لذته الى تناوله تناوله الى تناوله نهاه ما فيه من السم. ويرى اوامر كدواء كريه المذاق مفض الى العافية والشفاء. وكلما نهاه وكلما نهاه كراهة مذاقه عن - 00:06:44
عن تناوله ام امر امره نشره امره نفعه بالتناول. ولكن هذا يحتاج الى فضل علم يدرك بالغايات من مبادئها وقوة صبر يوطن به نفسه على تحمل مشقة الطريق لما يؤمن لما يؤمل عند الغاية - 00:07:04
فاذا فقد اليقين والصبر تعذر عليه ذلك. واذا قوي يقينه وصبره هان عليه كل مشقة يتحملها في طلب الخير اللذة الدائمة. اذا اراد الانسان ان يعلم ان المكروهات مسحوبة او عواقبها - 00:07:24
محمودة وان المحبوبات الدنيوية مصحوبة او عواقبها مكروهة فيق انه لا شيء انفع له من امتداد الامر. واجتناب امر نهي الله عز وجل وان كان يجد في سبيل ذلك نوع مشقة لكن ليستيقن ان ما يجده من - 00:07:44
الكراهة في امتثال الامر واجتناب النهي خير له وانفع. في الحال والمآل واضر شيء على العبد هو اجتناب المحرمات. هو ترك فعل المحرمات. اضر شيء عن العبد فعل لانها وان كانت لذات وقتية لكنها معقوبة - 00:08:14
لا ومصحوبة بكدر ومكروهات ومساخط لا يعلمها الا الله عز وجل ومن ميزات العقل البشري انه يتحمل المكروه اذا علم ان عواقب المكروه محمودة. ويترك المحبوب اذا علم ان عواقب المحمود مذمومة. مثل له ابن القيم بالطعام. طعام فيه سم - 00:08:44
النفس تريد ان تأكل هو ينهى نفسه عن اكل الطعام المسموح وهذا امر شاق لا سيما اذا كان جائعا. لكنه يعلم ان في منع نفسه منها في منع نفسه من هذه الاكلة حمد وسلامة - 00:09:24
من ترك نفسه لهذه الاكلة المحبوبة في المظغ والمظغتين عواقب والعاقل لا ينظر الى الامر من حيث هو. وانما ينظر الى ما وراء الامر ينظر الى الستور وما يعقب ذلك - 00:09:54
من الامور مثال ذلك شخصان كانا في الصحراء فرأيا واحة خضراء احدهما نظر الى ظاهر الامر قد يكون نظره صحيح. فوجد ان ظاهر الامر دوحة وواحة وماء ومراحه. الاخر نظر - 00:10:24
لماذا الناس تركوا هذه الواحة؟ ينظر الى اسباب العواقب يخشى ان تكون هذه الواحة مسمومة. فلا يشرب من ماءها. وتأملوا هذا مع قول طالوت لجنوده قال ان الله مبتليكم بنهار - 00:11:04
من شرب منه فليس منه. ومن لم يطعمه فانه مني. الا من اغترف غرفة بيده. الاية فالعاقل لا يؤثر لذة ساعة على لذة العمر الابات في الجنة. في عمل لاخرتي. لكن هذا يحتاج - 00:11:34
نوع وتفكر وتدبر ومن هنا نفهم معنى قول ربنا تبارك وتعالى في اياته كثيرة لعلكم تعقلون. لعلكم تتفكرون لعلكم تذكرون. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله ومن من اسرار هذه الاية انها تقتضي من العبد من العبد تفويض الى من يعلم عواقب الامور - 00:12:04
والرضا بما يختاره له ويقضيه له. لما يرجو فيه من حسن العاقبة. يكون هناك شيء من الامر لا يعرف الانسان عاقبته. فيسلم المؤمن امره الى الله ولذلك شرع الله لنا صلاة الاستخارة. لا نعلم عواقبه. فنفوض الامر الى الله - 00:12:34
انك تعلم ولا اعلم وانت علام. نعم. قال رحمه الله تعالى ومنها انه لا يقترف لا يقترح على ولا يختار عليه ولا يسأله ما ليس له به علم. فلعل مضرته وهلاكه فيه وهو لا يعلم. فلا يختار على ربه شيء - 00:13:04
بل يسأله حسن اختيار له. وان يرضيه بما يختاره فلا انفع له من ذلك. العاقل يعلم ان الحكيم الخبير اذا شرع فليس للعبد الحقير ولا فالانسان الفقير ان يقترح على الله. ولذلك ترون ان الجنود - 00:13:24
في الدنيا اللي يعمل في العسكرية يعرف هذا. الجنود في الدنيا لا يقترحون على الرؤساء. ينفذون الاوامر مع انهم مثلهم بشر. فكيف لعبد يقترح على الله لماذا؟ يا رب حرمت هذا. لماذا - 00:13:54
حللت هذا لا لابد ان تسلم الامر الى الله. وتعلم انه ما حرم هذا الا وكراهته. او لقباحة ما يؤول اليه امره وكراهته. وما هذا الا لما فيه من المحبوب. او لانه يؤول الى المحبوب. نعم. اسأل الله ان - 00:14:14
السلام عليكم. قال رحمه الله تعالى ومنها انه اذا فوض الى ربه ورضي بما يختاره له. امده فيما يختاره له بالقوة عليه والعزيمة والصبر. وصرف عنه الافات التي هي عرظة اختيار العبد لنفسه. واراه من حسن عواقب اختياره - 00:14:44
ما لم يكن ليصل الى ليصل الى بعضه بما يختاره هو هو لنفسه. اذا تم من العبد التام فاذا حصل ان العبد التفويظ التام لله جل وعلا. بذل الاسباب الميسرة - 00:15:04
قلبه معلق بالله عز وجل. يجد اولا قوة وعزيمة في نفسك ومثال ذلك الصوت. انت لا تصم ويجيبون لك الاكل يقول لك لا تاكل تجد مشقة ويجي الغدا يقول لك لا تاكل تجد له شقة اكثر ربما تظارب - 00:15:24
الحين انت صايم من امر عادي ليش؟ لانك فوضت في الصوم الامر الى الله عز وجل. فرزقك الصبر والسلوان. عن ها الطعام والشراب وانواع المحبوبات. لو قالك الناس اسكت لا تتكلم. تجد في نفسك مشقة. تكبر الله اكبر ما تتكلم مع احد. تجد الامر هين - 00:15:54
يجب على الانسان ان يفوض امره الى الله متى ما فوظ وجد حسن العواقب. نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى ومنها انه يريحه من الافكار المتعبة في انواع الاختيارات. ويفرغ قلبه من - 00:16:24
والتدبيرات التي يصعد منها في عقبة وينزل في اخرى. ومع هذا فلا خروج له عما قدر عليه فلو رضي باختيار الله اصابه القدر وهو محمود مشكور ملطوف به ملطوف به فيه. والا جرى عليه - 00:16:44
قدره مذموم غير ملطوف به فيه. لانه مع اختياره لنفسه. ومتى صح تفويضه ورضاه اكتنفه في المقدور العطف عليه واللطف به فيصير بين عطفه ولطفه فعطفه يقيه ما ما يحذره. ولطفه يهون يهون - 00:17:04
عليه ما قدره. واذا نفذ القدر في العبد كان من اعظم اسباب نفوذه تحيله في رده ولا انفع له من الاستسلام والقاء نفسه بين يدي القدر طريحا كالميتة. فان السبع لا يرضى باكل الجيف. الله اكبر - 00:17:24
الانسان عليه ان يعلم ان تفويض الامر الى الله جل وعلا له لو لم يكن هذه الخيرية الا كونه مرتاحا من التفكير من تقديرات سويت تشذي بيصير تشذي سويت تشذي بيصير تشذي. سويت تشذي بيصير تشذي. يتعب. لكن - 00:17:44
تفوظ امره من الله يفتح. يجد الراحة والطمأنينة. والسكينة. بل اذا فوض امره الى الله جل وعلا واصابه ما اصابه من القدر فانه محمود مشكور ملطوف به. فهو مع كونه قد اصيب بقدر الله عز وجل - 00:18:14
دائر بين اللطف والعطف. واللطف من اسمه اللطيف عطف من اسمه الرحيم الودود. ولهذا قال يوسف عليه السلام بعد ما جرى معه من مما جرى مما لا يتخيل الانسان عواقبه القي في الجب كيف يعني؟ يظن الانسان - 00:18:44
انه سيصبح حيا. اخرج من الجبن وبيع عبدا. كيف يتصور الانسان انه ان العبد سيكون له المكنة في بيت العزيز. اتهم في عرضه لا يتصور احد ان المتهم في عرضه يصبح له المكنة في مصر. لذلك بعد ما انتهت القصة ماذا قال يوسف - 00:19:14
عليه السلام ان ربي لطيف بما يشاء. يعني في قدره لطفه جل وعلا في قدره لطفه سبحانه وتعالى وعطفه ورحمته. ولهذا ينبغي الانسان اذا اراد ان يرى لطف الله في القدر وعطفه في المقدور ان يصحح - 00:19:44
الى العزيز الغفور. لا يوجد انفع من الاستسلام لامر الله جل وعلا الشرعي بالامتثال والفعل. ولا يوجد للعبد من الاستسلام للامر القدري. ومعالجته ومعالجة الامر القدري بايش؟ بالشر نكتفي بهذا القدر نسأل الله عز وجل يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح وصلي اللهم على نبينا محمد - 00:20:14
وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:20:54
شرح كتاب الفوائد لابن القيم الجوزية رحمه الله
(٢٨) التعليق على كتاب الفوائد لابن القيم الجوزية رحمه الله - المجلس الثامن والعشرون