قبس من العقيدة الإسلامية (61 حلقة إذاعية) - الشيخ صالح الفوزان - كبار العلماء

28 من 61|قبس من العقيدة الإسلامية|قول ‏"‏لو‏"‏ في بعض الحالات|صالح الفوزان|العقيدة|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان قبس من العقيدة الاسلامية الارشاد الى صحيح الاعتقاد والرد على اهل الشرك والالحاد. للشيخ صالح بن فوزان الفوزان - 00:00:00ضَ

ان حفظه الله الدرس الثامن والعشرون. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد واله وصحبه وكل من اتبعه وتمسك بسنته الى يوم الدين وبعد - 00:00:20ضَ

ايها الاخوة المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتحدث اليكم عبر هذا البرنامج في مواضيع العقيدة ونخص حديثنا في هذه الحلقة عن بعض الالفاظ التي لا ينبغي التلفظ بها لانها تخل بالعقيدة - 00:00:39ضَ

وقد ورد النهي عنها بخصوصها ومن هذه الالفاظ كلمة لو في بعض المقامات وذلك عندما يقع الانسان في مكروه او تصيبه مصيبة فانه لا يقول لو اني فعلت كذا ما حصل علي هذا - 00:00:57ضَ

او لو اني لم افعل لم يحصل علي كذا لما في ذلك من الاشعار بعدم الصبر والتأسى ولما في ذلك من الاشعار بعدم الصبر والتعسف على ما فات مما لا يمكن استدراكه - 00:01:14ضَ

ولما يشعر به هذا اللفظ من ضعف الايمان بالقضاء والقدر. ولما في ذلك من ايلام النفس وتسليط الشيطان على الانسان بالوساوس والهموم والواجب بعد نزول المصائب التسليم للقدر والصبر على ما اصاب الانسان - 00:01:29ضَ

مع عمل الاسباب الجالبة للخير والواقية من الشر والمكروه بدون تلوم وقد لم الله الذين قالوا هذه الكلمة عند المصيبة التي حصلت بالمسلمين في وقعة احد فقال تعالى يقولون لو كان لنا من الامر شيء ما قتلنا ها هنا - 00:01:47ضَ

هذه مقالة قالها بعض المنافقين يوم احد لما حصل على المسلمين ما حصل من المصيبة قالوها يعارضون بها القدر ويعتبون على النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين خروجهم الى العدو - 00:02:07ضَ

رد الله عليهم بقوله قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل الى مضاجعهم اي هذا قدر مقدر من الله لابد ان يقع ولا يمنع منه التحرز في البيوت والتلهف وقول لو بعد نزول المصيبة - 00:02:23ضَ

لانه لا يفيد الا التحسر والحزن وايلام النفس والظعف مع تأثيره على العقيدة من حيث انه يوحي بعدم التسليم للقدر ثم ذكر سبحانه عن هؤلاء المنافقين مقالة اخرى وذلك في قوله تعالى الذين قالوا لاخوانهم وقعدوا لو اطاعونا ما قتلوا - 00:02:43ضَ

وهذه من مقالات بعض المنافقين يوم احد ايضا. ويروى انه عبدالله بن ابي يعارض القدر ويقول لو سمعوا مشورتنا عليهم بالقعود وعدم الخروج ما قتلوا مع من قتل رد الله عليهم بقوله قل فادرأوا عن انفسكم الموت ان كنتم صادقين - 00:03:06ضَ

اي اذا كان القعود وعدم الخروج يسلم به الشخص من القتل او الموت فينبغي الا تموتوا والموت لابد ان يأتي اليكم في اي مكان فادفعوه عن انفسكم ان كنتم صادقين في دعواكم ان من اطاعكم سلم من القتل - 00:03:29ضَ

قال شيخ الاسلام ابن تيمية لما ذكر مقالة ابن ابي هذه قال فلما انخزل يوم احد وقال يدع رأيي ورأيه ويأخذ برأي الصبيان او كما قال ان خجل معه خلق كثير كان كثير منهم لم ينافق قبل ذلك - 00:03:49ضَ

فاولئك كانوا مسلمين وكان معهم ايمان هو الظوء الذي ضرب الله به المثل فلو ماتوا قبل المحنة والنفاق لماتوا على الاسلام وهؤلاء لم يكونوا من المؤمنين حقا الذين امتحنوا فثبتوا على المحنة - 00:04:09ضَ

ولا من المنافقين الذين ارتدوا عن الايمان بالمحنة انتهى والشاهد منه ان اللهج بكلمة لو عند حصول المصائب من صفات المنافقين الذين لا يؤمنون بالقضاء والقدر فيجب على المؤمن الابتعاد عن التلفظ بهذه الكلمة - 00:04:27ضَ

عندما تصيبه محنة او مكروه وان يعدل الى الالفاظ الطيبة التي فيها الرضا بما قدر الله والصبر والاحتساب وهي الالفاظ التي وجه اليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله - 00:04:46ضَ

فيما رواه مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن - 00:05:02ضَ

وان اصابك شيء فلا تقل لو اني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل. فان لو تفتح عمل الشيطان فقد وجه النبي صلى الله عليه وسلم الى فعل الاسباب التي تنفع العبد في دنياه واخرته مما شرعه الله تعالى لعباده - 00:05:20ضَ

من الاسباب الواجبة والمستحبة والمباحة ويكون العبد في حال فعله السبب مستعينا بالله ليتم له ليتم له سببه وينفعه لان الله تعالى هو الذي خلق السبب والمسبب والجمع بين فعل السبب والتوكل على الله توحيد - 00:05:42ضَ

ثم نهى عن العجز وهو ترك فعل الاسباب النافعة وهو ضد الحرص على ما ينفع فاذا حرص على ما ينفعه وبذل السبب ثم وقع خلاف ما اراد واصابه ما يكره - 00:06:02ضَ

فلا يقل لو اني فعلت لكان كذا وكذا. لان هذه الكلمة لا تجدي شيئا وانما تفتح عمل الشيطان وتبعث على التعسفي ولوم القدر وذلك ينافي الصبر والرضا والصبر واجب والايمان بالقدر فرض - 00:06:17ضَ

ثم ارشد صلى الله عليه وسلم الى اللفظ النافع المتظمن للايمان بالقدر وهو ان يقول قدر الله وما شاء فعل. لان ما قدره الله لا بد ان يكون. والواجب التسليم للمقدور - 00:06:34ضَ

وما شاء الله فعل لان افعاله لا تصدر الا عن حكمة قال الامام ابن القيم رحمه الله والعبد اذا فاته المقدور له حالتان حالة عجز وهي عمل الشيطان. فيلقيه العجز الى لو ولا فائدة فيها. بل - 00:06:50ضَ

هي مفتاح اللوم والحالة الثانية النظر الى المقدور وملاحظته وانه لو قدر لم يفته ولم يغلبه عليه احد فارشده صلى الله عليه وسلم الى ما ينفعه حال حصول مطلوبه وحال فواته - 00:07:07ضَ

ونهاه عن قول لو واخبره انها تفتح عمل الشيطان لما فيها من التأسف على ما فات والتحسر والحزن ولوم القدر فيأثم بذلك وذلك من عمل الشيطان وليس هذا لمجرد لفظ لو - 00:07:24ضَ

بل لما قارنها من الامور القائمة بقلبه المنافية لكمال الايمان الفاتحة لعمل الشيطان واما قوله صلى الله عليه وسلم لو استقبلت من امري ما استدبرت ما سقت الهدي فهو خبر عن مستقبل لا تراض فيه على قدر بل هو اخبار لاصحابه انه لو استقبل الاحرام بالحج ما ساق الهدي - 00:07:41ضَ

ولا احرم بالعمرة قال ذلك لهم لما امرهم بفسخ الحج الى العمرة حثا لهم وتطييبا لقلوبهم لما رآهم توقفوا في امره فليس هذا من المنهي عنه بل هو اخبار لهم عما كان يفعل في المستقبل لو - 00:08:07ضَ

طل ولا خلاف في جواز ذلك وانما ينهى عن ذلك في معارضة القدر والله اعلم فهذا الحديث الذي رواه ابو هريرة مما لا يستغني عنه العبد وهو يتضمن اثبات القدر واثبات الكسب والقيام بالعبودية - 00:08:24ضَ

قال شيخ الاسلام ابن تيمية في معنى هذا الحديث لا تعجز عن مأمور ولا تجزع من مقدور. هذا والى الحلقة القادمة باذن لله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:08:41ضَ