Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين رحمه الله تعالى ببلوغ المرام في كتاب الطلاق - 00:00:00ضَ
باب اللعان عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سأل فلان فقال يا رسول الله ارأيت ان لو وجد احدنا امرأته على فاحشة امرأته على فاحشة كيف يصنع ان تكلم تكلم بامر عظيم وان سكت سكت على مثل ذلك فلم يجبه - 00:00:21ضَ
لما كان بعد ذلك اتاه فقال ان الذي سألتك عنه قد ابتليت به فانزل الله الايات في سورة النور فتلاهن عليه ووعظه وذكره واخبره ان عذاب الدنيا اهون من عذاب الاخرة - 00:00:38ضَ
قال لا والذي بعثك بالحق ما كذبت عليها. ثم دعاها فوعظها كذلك. قالت لا والذي بعثك بالحق. انه لكاذب فبدأ بالرجل فشهد اربع شهادات ثم ثنى بالمرأة ثم فرق بينهما رواه مسلم - 00:00:52ضَ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد فقد تقدم ان اللعان مصدر لاعن يلاعن لعانا اذا تبادل اللعنة مع غيره - 00:01:07ضَ
واللعن هو الطرد والابعاد عن رحمة الله عز وجل واما اصطلاحا اللعان شهادات مؤكدات بايمان مقرونة بلعن او غضب وسببه كما سبق رمي الزوج زوجته في الزنا وهذا الحديث الذي ذكره المؤلف رحمه الله - 00:01:26ضَ
بين ان انه سبب لنزول الايات من سورة النور وهي قول الله عز وجل والذين يرمون ازواجهم ولم يكن لهم شهداء الا انفسهم ولهذا قال فانزل الله الايات في سورة النور. اذا الايات التي في سورة النور سبب نزولها ما حصل من - 00:01:52ضَ
قصة هذا الرجل رميه بزوجته بالزنا ولعلنا نتكلم قليلا على هذه الايات وهي قول الله عز وجل والذين يرمون ازواجهم الذين اسم موصول مبتدأ وخبره قوله فشهادة احدهم هذا هو الخبر - 00:02:17ضَ
وقول فشهادة انما دخلت الفاء عليه لشبه الاسم الموصول بالشرط من حيث العموم الاسم الموصول يشبه الشرط من حيث العموم وقد ذكر ابن مالك رحمه الله قاعدة في هذا الباب اعني في دخول الفاء على جواب الشرط - 00:02:46ضَ
انه اذا لم يصلح جواب الشرط ان يكون جوابا فان فانه تدخل عليه الفاء وجوبا ولهذا قال واقرن حتما جوابا لو جعل شرطا لإن او غيرها لم ينجعل وقد جمعت - 00:03:09ضَ
هذه المواضع في قول الناظم اسمية طلبية وبجامد وبما وقد وبلا وبالتنفيس قال والذين يرمون ازواجهم يرمون اي يقذفونهم بالزنا وقول ازواجهم يعني اي زوجاتهم والازواج جمع زوج وهو لفظ يطلق على الذكر والانثى - 00:03:29ضَ
قال الله عز وجل يوصيكم قال الله تبارك وتعالى ولكم نصف ما ترك ازواجكم لفظ الزوج يطلق على الذكر والانثى الا ان الفراظيين رحمهم الله تفريقا بين الزوج والزوجة صاروا يلحقون - 00:03:58ضَ
جاء التأنيث في المرأة تفريقا بينهما قال يرمون ازواجهم ولم يكن لهم شهداء الا انفسهم ولم يكن لهم اي لم يوجد لهم شهداء الا انفسهم يعني الا ان يشهدوا من انفسهم - 00:04:17ضَ
وفي قوله الا انفسهم اشارة الى ان المتوقع غالبا الا يكون لدى الزوج شهداء بذلك قال ولم يكن لهم شهداء الا انفسهم فشهادة احدهم اربع شهادات بالله فشهادة احدهم اربع شهادات بالله انه لمن الصادقين - 00:04:38ضَ
يعني فيما اخبر به وقوله انه لمن الصادقين وقوله في شهادة احدهم اربع شهادات بالله اي مقرونة اي مقرونة بسم الله عز وجل وهو القسم فشهادتها احدهم اربع شهادات بلا انه لمن الصادقين جمع صادق - 00:05:05ضَ
والصدق هو مطابقة الخبر للواقع ثم قال عز وجل والخامسة ان لعنة الله عليها ان كان من الكاذبين الخامسة اي والشهادة الخامسة ان لعنة الله عليه ان كان من الكاذبين - 00:05:29ضَ
لعنة الله اي طرده وابعاده عن رحمته عليه ان كان من الكاذبين اي الشاهدين بما يخالف الواقع ثم قال ويدرأ عنها العذاب. يدرأ ان يدفع يدعو عنها العذاب ان تشهد اربع شهادات بالله انه لمن الكاذبين. يعني انه يجرأ عن نفسه العقوبة - 00:05:50ضَ
ان تشهد اربع شهادات بالله انه لمن الكاذبين ثم قال والخامسة والخامسة ونعم والخامسة وفي قراءة والخامسة اما على قراءة النصب والخامسة فهي عطف على قوله اربع شهادات ايوا تشهد الخامسة - 00:06:16ضَ
وفي قراءة سبعية والخامسة على انها مبتدأ والخامسة ان غضب الله عليها ان كان من الصادقين والغضب اشد من اللعن لانه طرد وابعاد مع غضب وانما جعل الغضب في جانب المرأة كما سبق - 00:06:41ضَ
لامرين الامر الاول ان الزوج اقرب الى الصدق فيما اخبر به لانه يبعد اي يرمي زوجته بالزنا وان يدنس فراشه الا وهو صادق في ذلك وثانيا ان المرأة اي الزوجة - 00:07:09ضَ
عالمة بحقيقة الامر فاذا كتمت الامر مع علمها بحقيقته فقد استحقت الغضب لان كل من علم الحق وكتمه فانه يستحق الغضب ولهذا كان اليهود مغضوبا عليهم. لانهم علموا الحق وكتموه - 00:07:31ضَ
والخامسة ان غضب الله عليها ان كان من الصادقين يعني فيما اخبر به والصدق مطابقة الواقع. ثم قال عز وجل ولولا فضل الله عليكم ورحمته وان الله تواب حكيم لولا فضل الله عليكم لولا شرطية - 00:07:54ضَ
وهي حرف امتناع في وجود وجوابها محذوف وقول فضل الله مبتدأ فضل مبتدأ وخبره محذوف والتقدير فضل الله موجود والغالب حذف الخبر بعد لولا كما قال ابن مالك وبعد لولا غالبا - 00:08:16ضَ
حذف الخبر حتم ولولا فضل الله يعني اي تفضله بالعطاء ورحمته سبحانه وتعالى وان الله تواب رحيم. تواب اي كثير التوبة لعباده يقبل توبتهم ويمحو حوبتهم والتوبة هي الرجوع الى الله عز وجل من معصيته الى طاعته. وقوله حكيم اي ذو حكم - 00:08:42ضَ
ذو حكم وحكمة والحكمة هي وضع الشيء موضعه هذه الايات الكريمة دلت على احكام تتعلق كل عام منها اولا الحكمة في التشريع بان هذه الاية استثناء في الحكم من قول الله عز وجل والذين يرمون المحصنات - 00:09:12ضَ
ثم لم يأتوا باربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة فالاصل ان من قذف شخصا ولم يأتي ببينة انه يحد حد القذف ومنها ايضا ان الزوجة اذا قذف زوجته بالزنا فانه يكلف البينة - 00:09:40ضَ
لذلك بقوله والذين يرمون ازواجهم ولم يقل لهم شهداء الا انفسهم ومنها ايضا انه اذا لم يكن للزوج بينة فانه يجرى اللعان بين الزوجين ويستفاد منه ايضا يستفاد من هذه الايات - 00:10:03ضَ
ان اللعان لا يكون الا بقذف الزوج الزوجة خاصة خاص بالزوجة فلو قذف اجنبية لو قذف اجنبية ثم تزوجها واراد ان يلاعن لم يصح وعموم الاية يرمون ازواجهم يشمل الزوجة قبل الدخول وبعد الدخول - 00:10:25ضَ
وسواء دخل بها ام لم يدخل بها فبمجرد العقد تكون زوجة له. وعلى هذا فلو رماها بالزنا بعد العقد وقبل الدخول يجرى اللعان وكذلك ايضا بعد العقد من باب اولى - 00:10:57ضَ
ومنها ايضا ان البدل له حكم المبدل منه لان الزوج يشهد اربع شهادات فهو بمنزلة تعدد الشهود بانه في حد الزنا لابد من اربعة شهور قال الله عز وجل والذين يرمون المحصنات - 00:11:14ضَ
ثم لم يأتوا باربعة شهداء ومن فوائدها ايضا تعظيم امر القذف وانه لا يكفي فيه الشهادة المجردة بل لابد ان تكون الشهادة مقرونة اليمين ومنها ايضا جواز الدعاء معلقا من اين تؤخذ من الاية - 00:11:36ضَ
انه لمن الكاذبين انه لمن الصادقين ففيه دليل على جواز الدعاء معلقا بالشرط ان كان من الكاذبين لقوله ان كان من الكاذبين ونظير ذلك دعاء الاستخارة فان فانه جاء معلقا بالشرط - 00:12:11ضَ
في قول النبي صلى الله عليه وسلم اللهم ان كنت تعلم ان هذا الامر خيرا لي هذا دعاء معلق بالشرط ومنها ايضا حكمة الحكمة في التشريع حيث خص الزوج باللعن - 00:12:30ضَ
والزوجة بالغضب اما وجه تخصيص الزوجة بالغضب اتقدم ان الحكمة منه امران الاول ان الزوجة لا يمكن ان يرمي زوجته بالزنا الا وهو صادق وثانيا ان الزوجة تعلم حقيقة الامر - 00:12:50ضَ
واما وجه اختصاص الزوج باللعن ولان اتهام الزوج للزوجة بالزنا ابعادا لها فيه ابعاد لها عن العفة وعن نفسه واولاده تناسب ان تكون عقوبته هي الطرد والابعاد عن رحمة الله - 00:13:11ضَ
وكما ابعدها وطردها عن العفة ناسب ان يبعد وان يطرد عن رحمة الله عز وجل اذا في اللعان اللعن في حق الزوج والغضب في حق الزوجة وعرفنا الحكمة هنا وهنا. الحكمة في كون اللعن - 00:13:37ضَ
في حق الزوج نقول لان اتهامه لزوجته بالزنا ابعادا لها عن العفة وعن نفسه واولاده لانه يفرق بينهما تفريقا مؤبدا تناسب ان ان يدعو على نفسه باللعن فكما طردها من العفة وابعدها عن العفة يطرد ويبعد عن رحمة الله. واما الزوجة فقد سبق - 00:13:59ضَ
ومنها ايضا انه يبدأ بشهادات الزوج قبل الزوجة ومنها ايضا انه لابد من تكرار الشهادات منهما اربع مرات شهادة احدهم اربع شهادات ومنها ايضا انه لابد ان تكون الشهادة مقرونة باليمين في كل مرة - 00:14:24ضَ
لابد ان تكون مقرونة باليمين في كل مرة ومن فوائدها ايضا ان الزوج يقول في الخامسة وان لعنة الله عليه ان كان من الكاذبين وان الزوجة تقول في الخامسة وان غضب الله عليها ان كان من الصادقين - 00:14:52ضَ
ومن فوائد الاية الكريمة ايضا وجوب حد الزنا على الزوجة اذا لم تكذب الزوج بالشهادات المذكورة فلو انه شهد عليها ولكنها لم تشهد فحينئذ يقام عليها الحج فلو ان الزوج لاعن وهي امتنعت عن اللعان - 00:15:13ضَ
فحينئذ يقام عليها حد لانها لم تكذب وعدم تكذيبها اياه دليل على صدق دعواه ومنها ايضا ان مشروعية التلاعن بين الزوجين او مشروعية اللعان بين الزوجين من فضل الله عز وجل ورحمته - 00:15:36ضَ
في قوله ولولا فضل الله عليكم ورحمته ومنها ايضا ترغيب المتلاعنين بالتوبة والرجوع الى الله قوله وان الله تواب حكيم ويستفاد منه ايضا انه لولا فضل الله تعالى علينا ورحمته لحصل لنا الهلاك - 00:16:00ضَ
بقوله ولولا فضل الله عليكم ورحمته ومنها ايضا ان الانسان ليس له غنى عن ربه عز وجل طرفة عين فهو مفتقر الى الله في جميع اموره مهما بلغ من الملك - 00:16:31ضَ
ومهما بلغ من المال ومهما بلغ من السلطان ولهذا قال الله عز وجل يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم رحمتك ارجو فلا تكلني الى نفسي ولا الى احد غيرك طرفة عين ولا - 00:16:50ضَ
اقل من ذلك ومنها ايضا اثبات اسمين من اسماء الله وهما التواب والحكيم واثبات ما تضمناه من الصفة وهي التوبة الحكمة ومنها ايضا اثبات صفة الحكمة لله عز وجل بانواعها الثلاثة - 00:17:13ضَ
الاثبات اثبات صفة الحكم ذات صفة الحكم لله عز وجل بانواعه الثلاثة الحكم القدري والحكم الشرعي والحكم الجزائي حكمه سبحانه وتعالى ثلاثة انواع حكم كوني ما حكم به كونا وحكم شرعي وهو ما شرعه لعباده وحكم جزائي وهو الحكم بين العباد يوم القيامة. فالله - 00:17:40ضَ
يحكم بينكم ها يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا. واثبات ايضا الحكمة بنبعها الصورية الغائية اذا حكم الله عز وجل ثلاثة انواع حكم كوني وحكم شرعي وحكم جزائي - 00:18:08ضَ
والفرق بين الحكم الكوني والحكم الشرعي من وجهين الوجه الاول ان الحكم الكوني لا بد من وقوعه لابد ان يقع بخلاف الشرع فقد يحكم الله عز وجل شرعا ولكن لا يمتثل العباد - 00:18:33ضَ
والفرق الثاني ان الحكم الكوني يكون فيما يحبه الله وما لا يحبه واما الحكم الشرعي فلا يكون الا فيما يحبه الله وقد حكم الله عز وجل الكفر وهو مبغض اليه ومكروه اليه - 00:18:55ضَ
وحكم بالايمان وهو محبوب اليه هذا هو الفرق. اما الحكم الجزائي فهو ما يكون من الفصل والجزاء بين العباد يوم القيامة الله اكبر - 00:19:14ضَ