قبس من العقيدة الإسلامية (61 حلقة إذاعية) - الشيخ صالح الفوزان - كبار العلماء
29 من 61|قبس من العقيدة الإسلامية|الصبر ومنزلته في العقيدة|صالح الفوزان|العقيدة|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان قبس من العقيدة الاسلامية الارشاد الى صحيح الاعتقاد والرد على اهل الشرك والالحاد. للشيخ صالح بن فوزان الفوزان - 00:00:00ضَ
ان حفظه الله الدرس التاسع والعشرون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله امر بالصبر ووعد الصابرين جزيل الاجر والصلاة والسلام على نبينا محمد قدوة الصابرين صلى الله عليه وعلى اله وصحابته اجمعين - 00:00:20ضَ
ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد ايها الاخوة المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نواصل الحديث معكم عن مواضيع العقيدة ونخص في حلقتنا هذه التحدث عن موضوع الصبر ومكانته من العقيدة - 00:00:41ضَ
قال الامام احمد رحمه الله ذكر الله تعالى الصبر في تسعين موضعا من كتابه وفي الحديث الصحيح الصبر ضياء. رواه احمد قال عمر رضي الله عنه وجدنا خير عيشنا بالصبر. رواه البخاري - 00:01:01ضَ
وقال علي رضي الله عنه ان الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد ثم رفع صوته وقال الا انه لا ايمان لمن لا صبر له وقد روى البخاري ومسلم مرفوعا - 00:01:22ضَ
ما اعطي احد عطاء خيرا واوسع من الصبر والصبر مشتق من صبر اذا حبس ومنع فهو حبس النفس عن الجزع وحبس اللسان عن التشكي والتسخط وحبس الجوارح عن لطم الخدود وشق الجيوب - 00:01:39ضَ
وهذه ثلاثة انواع الصبر صبر على فعل ما امر الله به وصبر على ترك ما نهى الله عنه وصبر على قدره وقضائه المؤلم قال الله تعالى ما اصاب من مصيبة الا باذن الله - 00:01:59ضَ
ومن يؤمن بالله يهدي قلبه وقوله الا باذن الله اي بتقديره ومشيئته ومن يؤمن بالله يهدي قلبه قال علقمة هو الرجل تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم - 00:02:20ضَ
وقال غيره في معنى الاية من اصابته مصيبة فعلم انها بقدر الله فصبر واحتسب واستسلم لقضاء الله هدى الله قلبه وعوضه عما فاته من الدنيا هدى في قلبه ويقينا صادقا - 00:02:39ضَ
وقد يخلف عليه ما كان وقد يخلف عليه ما كان اخذ منه وقال سعيد بن جبير ومن يؤمن بالله يهدي قلبه يعني يسترجع ويقول انا لله وانا اليه راجعون وفي الاية الكريمة دليل على ان الاعمال من الايمان وعلى ان الصبر سبب لهداية القلوب - 00:02:57ضَ
وان المؤمن يحتاج الى الصبر في كل المواقف فيحتاج اليه مع نفسه امام اوامر الله ونواهيه بالزام نفسه بها ويحتاج الى الصبر في مواقف الدعوة الى الله سبحانه وتعالى على ما يناله في سبيلها من مشقة واذى من الناس - 00:03:21ضَ
قال تعالى ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين الى قوله واصبر وما صبرك الا بالله - 00:03:43ضَ
ويحتاج الى الصبر في موقف الامر بالمعروف والنهي عن المنكر على ما يلاقيه من اذى الناس قال تعالى عن لقمان يا بني اقم الصلاة وامر بالمعروف وانهى عن المنكر واصبر على ما اصابك ان ذلك من عزم الامور - 00:04:00ضَ
والمؤمن بحاجة الى الصبر امام مواجهة المصائب التي تجري عليه بان يعلم انها من عند الله فيرضى ويسلم ويحبس نفسه عن الجزع والتسخط الذي قد يظهر على اللسان والجوارح وهذا من صميم العقيدة لان الايمان بالقدر - 00:04:19ضَ
هو احد اركان الايمان الستة وثمرته الصبر على المصائب فمن لم يصبر على المصائب فهذا دليل على فقدان هذا الركن او ضعفه لديه ومن ثم سيقف امام المصائب موقف الجزع والتسخط - 00:04:41ضَ
وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان هذا كفر يخل بالعقيدة الاسلامية ففي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اثنتان في الناس هما بهم كفر - 00:04:58ضَ
الطعن في النسب والنياحة على الميت فهاتان الخصلتان من خصال الكفر لانهما من اعمال الجاهلية ولكن ليس من قام به شعبة من شعب الكفر يصير كافرا الكفر المطلق وفرق بين الكفر المعرف باللام كما في قوله صلى الله عليه وسلم ليس بين العبد وبين الكفر او الشرك الا ترك الصلاة - 00:05:16ضَ
وبين كفر منكر كما في هذا الحديث وقوله في الحديث ودعا بدعوى الجاهلية قال الامام ابن القيم الدعاء بدعوى الجاهلية كالدعاء الى القبائل والعصبية ومثله التعصب الى المذاهب والطوائف والمشائخ - 00:05:42ضَ
وتفضيل بعضهم على بعض يدعو الى ذلك ويوالي عليه ويعادي فكل هذا من دعوى الجاهلية انتهى والله سبحانه يجري المصائب على عباده لحكم عظيمة منها انه يكفر بها خطاياهم كما في حديث انس ان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:06:03ضَ
قال اذا اراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا واذا اراد بعبده الشر امسك عنه بذنبه حتى يوافيه به يوم القيامة. رواه الترمذي وحسنه والحاكم قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله - 00:06:27ضَ
المصائب نعمة لانها مكفرات للذنوب وتدعو الى الصبر فيثاب عليها وتقتضي الانابة الى الله والذل له والاعراض عن الخلق الى غير ذلك من المصالح العظيمة فنفس البلاء يكفر الله به الذنوب والخطايا - 00:06:46ضَ
وهذا من اعظم النعم فالمصائب رحمة ونعمة في حق عموم الخلق الا ان يدخل صاحبه الا ان يدخل صاحبها بسببها في معاص اعظم مما كان قبل ذلك فيكون شرا عليه من جهة ما اصابه في دينه - 00:07:06ضَ
فان من الناس من اذا ابتلي بفقر او مرض او وجع حصل له من النفاق والجزع ومرض القلب والكفر الظاهر وترك بعظ الواجبات وفعل بعظ المحرمات ما يوجب له الظرر في دينه فهذا كانت العافية خيرا له من جهة - 00:07:25ضَ
من من جهة ما اورثته المصيبة لا من جهة نفس المصيبة كما ان من وجبت له كما ان من اوجبت له المصيبة صبرا وطاعة كانت في حقه نعمة دينية فهي بكونها فعلا الرب عز وجل رحمة للخلق - 00:07:45ضَ
والله تعالى محمود عليها فمن ابتلي فرزق الصبر كان الصبر عليه نعمة في دينه وحصل له بعدما كفر من خطاياه رحمة وحصل له ثناء ربه عليه قال تعالى اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة - 00:08:05ضَ
وحصل له غفران السيئات ورفع الدرجات. فمن قام بالصبر الواجب حصل له ذلك انتهى كلامه ومن الحكم الالهية في اجراء المصائب ابتلاء العباد عند وقوعها من يصبر ويرضى ومن يجزع ويسخط - 00:08:24ضَ
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان عظم الجزاء مع عظم البلاء وان الله اذا احب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط رواه الترمذي وحسنه - 00:08:42ضَ
والرضا هو ان يسلم العبد امره الى الله ويحسن الظن به ويرغب في ثوابه والسخط هو الكراهية للشيء وعدم الرضا به اي من سخط على الله فيما دبره فله السخط من الله - 00:08:58ضَ
وفي هذا الحديث ان الجزاء من جنس العمل وفيه اثبات الرضا من الله سبحانه على ما يليق به كسائر صفاته وفيه بيان الحكمة في اجراء المصائب على العباد وفيه اثبات القضاء والقدر. وان المصائب تجري بقضاء الله وقدره. وفيه مشروعية الصبر على المصائب والرجوع الى الله - 00:09:15ضَ
والاعتماد عليه وحده في كشف كل ملمة ودفع كل مكروه قد امر الله بالاستعانة بالصبر والصلاة على ما يواجه الانسان في هذه الحياة من متاعب ومشاق لان من وراء ذلك الخير والعاقبة الحميدة - 00:09:38ضَ
قال تعالى واستعينوا بالصبر والصلاة واخبر انه مع الصابرين بنصره وتأييده مما يدل على اهمية الصبر وحاجة المؤمن اليه. وهو من مقومات العقيدة. نسأل الله عز وجل ان يرزقنا الصبر والاحتساب - 00:09:56ضَ
وان يمن علينا بالتوفيق والهداية والى الحلقة القادمة باذن الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:10:13ضَ