Transcription
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد اه تفضل الشيخ محمد نسمع الابيات سلام عليكم اللهم اغفر لنا رحمه الله تعالى اصح الخليقة في رضا ومحبوبهم بالعلم والارشاد والاحسان - 00:00:01ضَ
صاحب الخلائق وانما ارواح بسوى الرحمن الى الخيرات والاحسان احسنتم بارك الله فيكم رحمه الله عبد الاله على حضوره فتبوأوا في منزل الاحسان. هذه منزلة الاحسان وهي لب الايمان روحه وكماله - 00:00:42ضَ
وقد فسر النبي صلى الله وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم الاحسان فقال ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك ان تعبد الله كانك تراه هذا مقام المشاهدة - 00:01:36ضَ
فان لم تكن تراه فانه يراك هذا مقام المراقبة والعبد مأمور بالاحسان بان يتقن عبادته وان يأتي بها على اكمل وجه. واحسنوا ان الله يحب المحسنين واحسن كما احسن الله اليك. يعني احسن في عبادتك لله - 00:01:51ضَ
واحسن الى عباد الله كما احسن الله اليك وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم معاذا رضي الله عنه ان يدعو الله ويسأله ان يرزقه حسن عبادته. فقال اوصيك يا معاذ لا تدعن - 00:02:09ضَ
كل صلاة ان تقول. اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم واسألك حسن ومما يعين على احسان العمل استشعار العبد ان الله مطلع عليه - 00:02:22ضَ
لا يخفى عليه من من عمل العبد شيء الم ترى ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم. ولا خمسة الا هو سادسهم. ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا. ثم ينبئهم بما - 00:02:41ضَ
يوم القيامة ان الله بكل شيء عليم. وما تكونوا في شأن وما تتلوا منه من قرآن ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه. وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الارض ولا في السماء - 00:02:58ضَ
ولا اصغر من ذلك ولا اكبر الا في كتاب مبين وكان الله على كل شيء رقيبا. فمن علم يقينا ان الله هو الرقيب الشهيد وان الله مطلع عليه. يعلم ما العبد عامد. ساقه ذلك - 00:03:13ضَ
حثيثا الى ان يحسن في عبادة ربه وان يأتي بالعبادة على اكمل الوجوه. ولا يزال العبد يحمل نفسه على احسان عبادة ربه ويعوله ويعولها ذلك. حتى يصير ذلك صفة راسخة - 00:03:26ضَ
فيه لا يتكلفها خويا عيسى قرير العين بربه فرحا مسئولا بقربه انظر في حال النبي صلى الله عليه وسلم مع هذه المنزلة كان صلى الله عليه وسلم يقوم الليل حتى تتفطر قدماه. يصلي بالبقرة وال عمران والنساء في ركعة واحدة. وكيف كان يقرأ - 00:03:40ضَ
كان لا يمر باية رحمة الا وقف عندها يسأل. ولا اية عذاب الا وقف عندها يتعوذ. ولا اية تنزيه الا وقف عندها فسبح الله حقا يعبد الله على الحضور والمشاهدة كأنه يرى الله بقلبه. حتى في قراءة لسورة الفاتحة يقف عند رؤوس الايات لانه - 00:04:08ضَ
استشعروا انه اذا قال الحمد لله رب العالمين ان الله تعالى يقول حمدني عبدي اذا قال الرحمن الرحيم ان الله تعالى يقول اثنى علي عبدي الذي يصل الى هذه المرحلة في العبادة - 00:04:28ضَ
يعيش في شأن والناس في شأن اخر انظر الى سجوده صلى الله عليه وسلم في قيام الليل. كان يسجد بمقدار ما يقرأ احدنا خمسين اية. هذا لا يكون الا بشوق - 00:04:42ضَ
تعلق بالله غلب على قلبه ما يطيق ان يرفع رأسه وهكذا كان عن بعده من الصحابة والتابعين ابن عمر رضي الله عنهما كان في الطواف فطلب منه عروة بن الزبير طلبا - 00:04:55ضَ
قال عروة فلم يجبني بكلمة ثم لقيه عروة بعد ذلك فقال له ابن عمر رضي الله عنهما نحن في الطواف نتخايل الله بين اعيننا وكنت قادرا ان تلقاني في غير ذلك الموطن - 00:05:12ضَ
انظر الى قوله نحن في الطواف نتخايل الله بين اعيننا هذا هو الاحسان ان تعبد الله كأنك تراه نظر عبادة ابن الصامت رضي الله عنه الى الصنابحي وهو من ائمة التابعين - 00:05:32ضَ
فقال من سره ان ينظر الى رجل كأنما رقي به فوق سبع سماوات فعمل ما عمل على ما رأى فلينظر الى هذا يقصد النفس نابحية كان يعبد الله كانه يراه - 00:05:45ضَ
وتأمل في جزاء المحسنين لما كان المحسن يعبد الله في الدنيا كأنه يراه جازاه الله في الجنة برؤيته الذين احسنوا الحسنى وزيادة. فسر النبي صلى الله عليه وسلم الزيادة بالنظر الى وجه الله الكريم - 00:06:02ضَ
كل مؤمن يرى ربه في الجنة لكن هؤلاء لهم شأن اخر لاحسانهم ومن اعظم الغبن ان يفارق الانسان الدنيا وما باشر قلبه حقائق الايمان هنا ذاق حلاوته ولا شم بهذه المقامات العالية رائحة - 00:06:18ضَ
هذا من اعظم الغبن وهذا امر يستطيع الانسان ان يصل اليه اذا اذا بلل اسقابه. لا تظن ان هذا امر بعيد خارج عن قدرة البشر ليس الامر كذلك. هؤلاء الائمة الذين - 00:06:39ضَ
الى هذه المقامات العالية من البشر وهذي منزلة يحتاج كما ذكر الناظم في شرحه الى تدريج للنفوس شيئا فشيئا ولا يزال العبد يعودها نفسه حتى تنجلب اليها وتعتادها ويعيش العبد قرير العين بربه فرحا مسرورا بقربه. والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ولا تستبعد ابدا - 00:06:52ضَ
ان يمن عليك المنان بهذه المقامات العالية فانه سبحانه اذا اعطى ادهش هي المواهب لم اشدد لها زيمي فلا يقال لفضل الله باب كميم ما يفتح الله للناس من رحمة - 00:07:17ضَ
فلا امسك لها قال رحمه الله نصحوا الخليقة في رضا محبوبهم بالعلم والارشاد والاحسان صاحب الخلائق بالجسوم وانما ارواحهم في منزل فوقاني. صحبتهم للخلق قائمة النصحي بما فيه رضا محبوبهما هو الله جل وعلا - 00:07:32ضَ
نصحوا الخليقة في رضا محبوبهم والنصيحة شأنها عظيم حتى جعل النبي صلى الله عليه وسلم الدين كله النصيحة. قال الدين النصيحة الداري رضي الله عنه قلنا لمن يا رسول الله؟ قال الله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم - 00:07:55ضَ
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم حق المسلم على المسلم ست وفيها قوله واذا استنصحك فانصح له وتكون نصيحة الخلق لمحبة الخير لهم وارشادهم الى ما يصلح دينهم ودنياهم بتعليم جاهلهم - 00:08:14ضَ
وارشاد ضالهم واعانة محتاجهم وكف الاذى عنهم والاحسان اليهم بانواع الاحسان واعلى ذلك وارفع تعليمهم العلم الشرعي فوائد عظيمة اذا شاعت النصيحة حصل صلاح المجتمع وقلة المنكرات فكم من منكر زال بسبب نصيحة صادقة. كم من عاصي نصيحة؟ بل كم من كاف اسلم؟ بسبب نصيحة - 00:08:31ضَ
ثم في النصيحة براءة ذمة الناصح واذ قالت امة منهم يتعبون قوما الله مهلكهم او معذبهم عذابا شديدا. قالوا معذرة الى ربكم ولعلهم جماعة للناصحين لم تنصحون جماعة الا هو مهلكها في الدنيا بذنوبها او معذبها يوم القيامة عذابا شديدا. فماذا قال الناصحون - 00:08:59ضَ
قالوا معذرة الى ربكم. هذه النصيحة معذرة الى الله بفعل ما امرنا به امرنا بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى لا نؤخذ بترك النصيحة ولعلهم يتقون لانهم ينتفعون بالنصيحة فيقلعون عما هم فيه من المعصية. وهذا يعلمك - 00:09:19ضَ
انك لا تنصح على شرط القبول منك بل تنصح فان انتصح فذاك والا فقد ابرأت ذمتك وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عرضت علي الامم فرأيت النبي ومعه الرهط والنبي ومعه الرجل والرجلان. والنبي وليس معه احد - 00:09:41ضَ
وهذه الصحبة من الخلق انما هي بالجسم واما ارواحهم فهي مع الله سبحانه وتعالى لا مع الخلق الناظم في شرحه واما ارواحهم واما قلوبهم وارواحهم فانها تدور حول الحبيب وتطلب من قربه اعظم نصيب - 00:10:00ضَ
وهذا الذي قاله الناظم يطابق ما قاله الجنيد في قوله تعالى وانك لعلى خلق عظيم قال جنيد سمى خلقه عظيما اذ لم تكن له همة سوى الله تعالى عاشر الخلق بخلقه وزاينهم بقلبه - 00:10:18ضَ
فكان ظاهره مع الخلق وباطنه مع الحق فكان ظاهره مع الخلق وباطنه مع الحق هذا مطابق لقول ناظم. صاحب الخلائق بالجسوم وانما ارواحهم في منزل فوقاني ثم قال بالله دعوات - 00:10:38ضَ
كلها او المشاهد كلها نسخ لكن ذكر الشيخ عبد الرزاق العباد في شرحه حفظه الله ان صواب البيت رأوا الحقائق والمشاهد كلها رأوا الحقائق والمشاهد كلها. وهذا الذي يطابق قول الناظم في شرحه هذه منزلة الرعاية - 00:10:58ضَ
في حقائق الايمان ومشاهد الاحسان ونقلت تصحيح لهذا البيت نقل هذا التصحيح الشيخ العصيمي حفظه الله. عن شيخي عبد الرزاق حفظه الله وقال هذا هو الصواب الحقائق والمشاهد كلها المعنى انهم تعاهدوا حقائق الايمان ومشاهد الاحسان بالرعاية لها صيانة لها عما ينقصها او يفسدها - 00:11:20ضَ
لماذا يتعهد العبد هذه الحقائق الايمانية؟ قال خوفا على الايمان من نقصاني يحاسب نفسه تعاهدوا اخلاصه يقول ما قصدت بقولي ما قصدت بفعلي تعاهدوا هذه المنازل كلها من خوف ورجاء ومحبة وغير ذلك من المنازل. ليراعي مشهد الاحسان هل هو محسن - 00:11:48ضَ
في عبادته هل يعبد الله بحضور قلب يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وتنظر نفس ما قدمت لغد انظر في اعمالك تدبر احوالك حاسب نفسك تزين ليوم تعرض فيه على الله يومئذ تعرض ولا تخفى منكم خافية - 00:12:10ضَ
واذا اهمل العبد هذه المنزلة منزلة الرعاية فانه لا بد ان ينقص من ايمانه بقدر ما نقص من رعايته لعمله لذا قال خوفا على الايمان من نقصان وتعاهد العبد نفسه في سيره الى الله - 00:12:27ضَ
وتدبره في احوالها هذا يطلعه على عيوب نفسه وهذه نعمة. لان من لم يطلع على عيوب نفسه لم تمكنه ازالتها ثمان هذه الرعاية تبعد العبد عن الغفلة. وتعينه على استدراك ما نقص - 00:12:45ضَ
ولا يزال العبد كذلك حتى يصل الى اعلى مقامات العبودية الدرباء رضي الله عنه كلمة جليلة في هذا المقام يقول رحمه الله ان من فقه العبد ان يتعاهد ايمانه وما نقص منه - 00:13:01ضَ
ومن فقه العبد ان يعلم امزداد هو ام منتقص وان من فقه الرجل ان يعلم نزغات الشيطان انا تأتيه وقال ميمون ابن مهران لا يكون الرجل تقيا حتى يكون لنفسه اشد محاسبة من الشريك لشريكه - 00:13:18ضَ
عسفوا القلوب عن الشواغل كلها قد فرغوها من سوى الرحمن حركاتهم وهمومهم وعزومهم الا هلال الخلق والشيطان يقال عزفت نفسه عن الشيء اذا زهدت فيه وانصرفت عنه صرفوا قلوبهم عن الشواغل كلها. كل شيء يشغلهم عن الله ولا ينفعهم في اخرتهم قد فرغوا قلوبهم - 00:13:39ضَ
وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم في خميصة لها اعلام فنظر الى اعلامها نظرة فلما انصرف قال اذهبوا بخميصتي هذه الى ابي جهم. الخميصة كساء رفيع يلبسه اشراف العرب. وكانت هذه الخميصة لها اعلام. قال اذهبوا بخميصة هذه الى ابي جهل واتوني بانبجانية ابي جهم والانبجانية - 00:14:05ضَ
غليظ ليس فيه خطوط قال فان الهتم انفا عن صلاتي. انظر لما الهته الخميصة عن صلاته اخرجها من ملكه عبدالله بن عمر رضي الله عنهما جملا له فقيل له في ذلك - 00:14:29ضَ
وقال لقد كان موافقا ولكنه اذهب شعبة من قلبي فكرهت ان اشغل قلبي بشيء وهذه تخلية للقلب عن الاوصاف الرديئة ولا يكفي هذا حتى يمتلئ القلب بالمعاني الايمانية من محبة الله والشوق اليه والاخلاص. ونحو ذلك من المعاني الايمانية. فتكون افكار العبد - 00:14:44ضَ
كلها فيما يقربه الى الله يتفكر في الاخرة وشرفها ودوامها فيرغب فيها ويشمر اليها. يتفكر في الدنيا ودنوها وفنائها فيزهد فيها يتفكر في قرب الاجل فيورثه ذلك الجد والاجتهاد وبذل الوسع في اغتنام في اغتنام الانفاس واللحظات. يتفكر في نعم الله عليه يتفكر - 00:15:09ضَ
في القبر واحواله ويوم القيامة واهواله في مشاهد الاخرة يتفكر في الجنة ونعيمها والنار وجحيمها هذه العبادة اجدد ايمان العبد وتورثه حياة القلب والعمل للاخرة ومدافعة الهوى فهي مفتاح لكل خير - 00:15:33ضَ
يقول سفيان بن عيينة الفكرة نور تدخله قلبك وكان دائما يتمثل هذا البيت اذا المرء كانت له فكرة ففي كل شيء له عبرة اذا المرء كانت له فكرة ففي كل شيء له عبرة - 00:15:53ضَ
قال ابو سليمان الداراني اني لاخرج من منزلي. فما يقع بصري على شيء الا رأيت لله علي فيه نعمة ولي فيه عبرة وصح عن ابي الدرباء رضي الله عنه انه قال تفكر ساعة - 00:16:13ضَ
خير من قيام ليلة وقال عون ابن عبد الله اه سأل ام الدرداء قالها ما كان افضل عبادة ابي الدرداء التفكر والاعتبار بكى عمر ابن عبد العزيز يوما فلما تجلى عنهما به - 00:16:31ضَ
سألته زوجه مما بكيت فقال ذكرت منصرف القوم بين يدي الله فريق في الجنة طريق في السعير وبكى بعض السلف بقي له ما يبكيك وقال تفكرت في ذهاب عمري وقلة عملي واقتراب اجلي - 00:16:53ضَ
ينبغي ان نعود انفسنا على هذه العبادة عبادة التفكر وان نروضها عليها حتى يصير التفكر سجية من سجايا النفس وخلقا من اخلاقها قال ابو سليمان الدارني عودوا اعينكم البكاء وقلوبكم التفكر - 00:17:15ضَ
عودوا اعينكم بالبكاء وقلوبكم التفكر نعم الرفيق لطالب السبل التي تفضي الى الخيرات والاحسان هؤلاء السعداء الذين تجنبوا سبل الردى وتيمموا لمنازل الرضوان الى اخر ما سبق من اوصافهم هم الذين يحرص على صحبتهم - 00:17:34ضَ
في الحديث لا تصاحب الا مؤمنا وقال صلى الله عليه وسلم الرجل على دين خليله فلينظر احدكم من يخالف وليس شيء ابلغ في صلاح العبد من الصحبة الصالحة وليس شيء ابلغ في فساده من الصحبة السيئة - 00:17:57ضَ
لن تجد احدا نقص بعد ايمان نقص بعد زيادة او ضل بعد هدى الا وسابوا غايا في الصحبة. نسأل الله العافية هؤلاء الذين هذه اوصافهم هم الذين يسعد بصحبتهم. واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي - 00:18:16ضَ
يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين - 00:18:35ضَ
وحسبنا اولئك رفيقا. نعم الرفيق لطالب السبل التي تفضي الى الخيرات والاحسان وجميع منازل السائرين ما ذكره الناظم منها وما لم يذكره يجمعها لك في قلبك ويجعلك تذوق حلاوتها وتعيش لذتها - 00:18:52ضَ
ان تقبل على قراءة القرآن بالتدبر والتفكر فلا شيء انفع للقلب من قراءة القرآن بالتدبر والتفكر فان تدبر القرآن جامع لجميع منازل السائرين واحوال العاملين ومقامات العارفين وهو الذي يورث المحبة والشوق والخوف - 00:19:15ضَ
والانابة والتوكل والتفويض والشكر والصبر وسائر الاحوال التي بها حياة القلب وكماله. وكذلك يصدر عن جميع الصفات والافعال المذمومة التي بها فساد القلب وهلاكه ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى قال - 00:19:36ضَ
ولو علم الناس ما في قراءة القرآن بالتدبر لاشتغلوا بها عن كل ما سواها قال قراءة اية بتفكر خير من ختمة كاملة بغير تدبر وتفهم وانفع للقلب. فقراءة القرآن بالتفكر هي اصل صلاح القلب - 00:19:53ضَ
خصوصا اذا كانت هذه القراءة في قيام الليل الله تعالى ان ناشئة الليل هي اشد وطئا واقوم قيلا اذا اردت ان تضرب بسهم وافر في اعمال القلوب فعليك بقيام الليل وتدبر القرآن فيها - 00:20:13ضَ
هذا الذي ربى الله به نبيه صلى الله عليه وسلم واصحابه رضي الله عنهم من اوائل ما نزل من القرآن في اول الدعوة يا ايها المزمل قم الليل الا قليلا قبل ان تفرض الصلوات الخمس - 00:20:34ضَ
فرضت صلاة الليل على النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه سنة كاملة حتى نزلت الاية الاخيرة من السورة ان ربك يعلم انك تكون ادنى الى ان قال علم ان لم تحصوه فتاب عليكم فنسخ الوجوب. نسخ الوجوب عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة - 00:20:46ضَ
ايها الامة او الامة فقد دون النبي صلى الله عليه وسلم قولان عند الفقهاء. فاذا اردت ان يستقيم حالك تصلح لك نيتك والا تتفلت النية وان تجد في قلبك حلاوة الايمان ولذة الطاعة - 00:21:06ضَ
وان تبلغ المنازل العالية في الايمان واعمال القلوب فعليك بقيام الليل اذا لم يتيسر لك قيام اخره اقوم قبل ان تنام او بعد صلاة العشاء قال صلى الله عليه وسلم من خاف الا يقوم من اخر الليل فليقم اوله - 00:21:22ضَ
ومن طمع ان يقوم اخر الليل وليكن اخر الليل فان صلاة اخر الليل مشهودة وذلك افضل. فان لم يتيسر هذا ولا ذاك لا اقل من ما بين المغرب والعشاء ثبت عن انس رضي الله عنه انه قال في قوله تعالى كانوا قليلا من الليل ما يهجعون. قال كانوا يصلون فيما بين المغرب والعشاء. وكذلك في قوله تعالى تتجافى - 00:21:41ضَ
عن المضاجع ورد عن سلمان الفارسي انه قال صلوا فيما بين المغرب والعشاء. فانه يخفف عن احدكم من حزبه يذهب عنه ملغاة اول الليل فانما الغاة اول الليل مهدنة لاخره. يقال هدنا هدونا الى سكن. يقول ملغاة اول الليل يعني من ابتدأ - 00:22:07ضَ
باللغو فانه لن يستيقظ لقيام الليل في اخره فاذا اردت ان تترقى في مقامات العبودية وان تكون هذه المقامات الالية راسخة في نفسك فعليك بقيام الليل وطول القراءة فيه كما انك اذا اردت ان تحفظ متنا - 00:22:31ضَ
فانك تكثر من تكراره وترديده حتى يكون راسخا في قلبك فكذلك هذه الاعمال القلبية اذا اردت ان تكون راسخة في قلبك فعليك بالاكثار من العبادة واطالة الصلاة. قيامها وركوعها وسجودها. تتدبر القرآن في قيامها وتعظم - 00:22:51ضَ
الله في ركوعها وتطيل الدعاء في سجودها بعض المشايخ يقول افضل دورة عملية لتخريج دعاة مؤهلين ايمانيا افضل دورة بتخريج دعاة مؤهلين ايمانيا بالدعوة الى الله طول قيام الليل هذا الذي ربى الله به نبيه واصحابه صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم. انا سنلقي عليك قولا ثقيلا. هذا القول الثقيل لن تستطيع ان تتحمل اعباءه - 00:23:12ضَ
واباء الدعوة اليه الا بزاد عظيم من الايمان. كيف تحصله ما الاية التي بعدها؟ ان ناشئة الليل هي اشد وطأ واقوم قيلا وقبلها قم الليل الا قليلا بقيام الليل وهذا الذي اخذناه في هذه الاعمال القلبية - 00:23:45ضَ
انما هو اشارات تطلع على ما وراءها والا فشأن هذه الحقائق الايمانية اجل من ان تحيط به العبارات واستغفر الله الذي لا اله الا هو من وصف احوال هؤلاء القوم - 00:24:02ضَ
مع عدم الاتصاف بها الا ان محبتهم نحمل على التعرف على احوالهم وذكر اخبارهم وان كانت النفس متخلفة منقطعة عن اللحاق بهم وفضل الله واسع ليس بينك وبين هذه الاحوال - 00:24:17ضَ
الا ان تصدق الله وتديه من لجأ اليه لتلقي نفسك على بابه طريحا خاضعا راجيا فضله طامعا في عطائه نسأل الله ان يثبت بنا سبيلهم وان يرزقنا التحقق باوصافهم وان يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته - 00:24:36ضَ
هذا اخره والله تعالى اعلم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت واتوب اليك - 00:25:01ضَ