دروس ومقدمات في الأهواء والافتراق والبدع - الشيخ د ناصر العقل

3 دروس ومقدمات في الأهواء والافتراق والبدع ( الفرق بين الاختلاف والافتراق ) الشيخ د ناصر العقل

ناصر العقل

الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. وبعد الان ننتقل الى الدرس الثالث في سلسلة اهل الاهواء والبدع. درسين الماضيين تكلمت عن تعريف الافتراق لغة واصطلاحا وتعريف الاهواء لغة واصطلاح - 00:00:00ضَ

والان سيكون الحديث عن الفرق بين الاختلاف والافتراض نظرا لان كثيرا من الناس خاصة في هذا الوقت لما ضعف الفقه في الدين التبس عليهم الافتراق بالاختلاف. فكثيرا ما يجعلون من اسباب الاختلاف التي يعذر بها الناس اسبابا للافتراق والعداء والبراء والموالاة وغير ذلك - 00:00:20ضَ

وكثيرا ما يجعلون ايضا او يجهلون اسباب الافتراق فربما يوالون من اهل الاهواء والافتراق من لا تصح وكل ذلك دليل على الجهل بهذه الاصول العظيمة التي يجب ان نعرفها كما قررها السلف - 00:00:45ضَ

المتأمل للنصوص الشرعية التي ورد فيها الاختلاف والافتراق وكذلك لاقوال السلف واهل العلم والمتأمل ايضا لواقع الامة يتحصل في الفرق بين الاختلاف والافتراظ بما يلي اولا ان الافتراق يعد اشد انواع الاختلاف. اشد انواع - 00:01:04ضَ

بمعنى ان الاختلاف يتجارى باهله ويزيد حتى يصل الا الى الافتراق. فالافتراق نتيجة للاختلاف لكنه اشده ثانيا ان من الاختلاف ما لا يصل الى حد الافتراق كثير بل اكثر الاختلافات التي وقعت بين الامة بين المجتهدين من الصحابة وائمة السلف - 00:01:28ضَ

ولاصحاب المذاهب الاربعة وغيرهم من الفقهاء اغلب اختلافاتهم مما لا يصل الى حد الافتراق بل هو من الاختلاف الذي يعذر الناس فيه بعضهم بعضا. نظرا بان مبنى استنتاج الاحكام عن الاجتهاد - 00:01:56ضَ

وهذا امر لا ينقطع الى يوم القيامة. ولا يعد على ذلك عيبا اي الاجتهاد من الاختلاف وهو كثير ما لا يصل الى حد الافتراء. وهو اكثر انواع الخلاف بين الامة - 00:02:15ضَ

ولا ينبغي للخلاف ان يفهم منه انه نزاع. ولا ان يوصل الى حد النزاع والافتراق. والذين يجعلون من الخلاف افتراقا هؤلاء في الغالب انهم من الجهلة او من اصحاب الهوى - 00:02:31ضَ

الذين يجعلون من الاختلاف افتراقا اما انهم من الجهلة وهو الغالب خاصة من الاحداث والناشئين او من اهل الاهواء هل اهل ويعادون على الاختلافات ويوالون عليها. فالخلاف بين الصحابة وبين التابعين وبين ائمة الهدى والعلماء لم يصل الى حد الافتراق ابدا - 00:02:46ضَ

ثالثا ان كل افتراق اختلاف وليس كل افتراء اختلاف افتراق كل افتراق يعد اختلافا لكن ليس كل اختلاف يعد افتراقا بناء على ما سبق رابعا ان الاختلاف سائغ وان الافتراق غير سائغ - 00:03:06ضَ

واعني بذلك ان الاختلاف جائز شرعا ما دام مبني على حسن النية وحسن القصد والاجتهاد واحترام اراء الاخرين الاختلاف السائغ ما دام ابني على بذل الجهد وحسن النية وعدم التعدي على الاخرين - 00:03:29ضَ

فاذا توافرت اسباب الاجتهاد في المخالف فانه بذلك يعذر. اذا الاختلاف سائغ بمعنى جائز ومعذور صاحبه ولا يضر بالامة ولا يعد من علامات الشؤم والهوى اما الاشتراك فهو غير سائغ ابدا. كل امر يؤدي الى الافتراق فلا وجه له. ولا يفارق - 00:03:50ضَ

شخص بمعنى المفارقة الشرعية الا وهو صاحب هوى والمفارقة تجعله من اهل الاهواء حتى لو لم يكن سلفا من اهلها. بمعنى ان المفارقة تؤدي بصاحبها الى ان يكون صاحب هوى. شعر ام لم يشعر - 00:04:18ضَ

الخامس ان الافتراق انما يكون في اصول الاعتقاد وفي القطعيات او فيما يخالف الاجماع الافتراق يكون في اصول الاعتقاد وفي القطعيات وفيما يخالف الاجماع وفيما يؤدي الى الشذوذ والفرقة عن جماعة المسلمين والخروج عن ائمتهم اما الاختلاف - 00:04:34ضَ

لفه دون ذلك. ما كان دون هذه الاصول فانه يعد من باب الاختلاف سادسا الافتراق كله مذموم اما الاختلاف فمذموم بعضه واكثره من من غير المذموم. الاختلاف يذم بعضه وهو ما كان عن هوى او عن - 00:04:57ضَ

جدارة اي عين احاطة بالدليل او عن نية غير حسنة كأن يكون عن تعصب او نحو ذلك من الدوافع غير الشرعية اما مجرد الاختلاف فانه ليس بمذموم سابعا ان الاختلاف يعد صاحبه - 00:05:19ضَ

اه ان الاختلاف يعد صاحبه مجتهد فيعذر. الاختلاف يعني الاختلاف اذا كان من المجتهد فصاحبه معذور. اما افتراق فان صاحبه يعد صاحب هوى فلا يعذر الافتراق. يعد صاحبه من اصحاب الاهواء فلا يعذر بذلك - 00:05:39ضَ

المفارق او بالافتراق اذا الاختلاف يعذر صاحبه اذا كان من المجتهدين الذين لهم حق الاجتهاد اما الافتراق فلا يعذر صاحبه باي حال من الاحوال. ثامنا الاختلاف عن اجتهاد يؤجر عليه صاحبه - 00:05:59ضَ

الاختلاف عن اجتهاد يؤجر عليه صاحبه كما ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم اما الافتراق فان صاحبه مأزور على كل حال اي اثم على كل حال الاختلاف عن اجتهاد يؤجر صاحبه المجتهد. اما الافتراق فان صاحبه - 00:06:17ضَ

اه اثم على كل حال. تاسعا واخيرا الاختلاف رحمة واهله ناجون ان شاء الله. اما الفرقة فهي عذاب واهلها هالكون ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى قوله والنزاع في الاحكام قد يكون رحمة - 00:06:38ضَ

اذا لم يفضي الى شر عظيم من خفاء الحكم ولهذا صنف رجل كتابا سماه كتاب الاختلاف. فقال احمد بن حنبل رحمه الله سمه كتاب الساعة يقصد بذلك ان الاختلاف هنا ليس بعنوان جيد لان الاختلاف يشعر بالفرقة. ليبين هذا الامام وهو الامام احمد ان الاختلاف - 00:06:59ضَ

في ساعة على الامة فقال سمه كتاب السعة قال اي شيخ الاسلام وان الحق في نفس الامر واحد وقد يكون من رحمة الله ببعض الناس خفاؤه اي خفاء الحق. لما في ظهوره من الشدة عليه - 00:07:26ضَ

يكون من باب قوله تعالى لا تسألوا عن اشياء ان تبدى لكم تسوءكم المجلد الرابع عشر صفحة مئة تسعة وخمسين فاهل السنة المختلفون في الفروع داخلون في قوله تعالى الا من رحم ربك - 00:07:40ضَ

لانهم باينوا الذين لا يزالون مختلفين وهم اهل الاهواء والافتراء. والخلاف في مسائل الاجتهاد وقع قطعا من السابقين الاولين من اهل الفضل والرحمة من الصحابة والتابعين. ولم يوجب ذلك افتراقا ولا خصومات في الدين - 00:07:56ضَ

اما ما وقع من اهل الاهواء فهو من الخصومات في الدين. لانه كان عن هوى ولانه ادى الى اكفار بعضهم لبعض. فلو كان القول قولا واحدا كان الناس في ضيق - 00:08:14ضَ

هذا ما اه اشار اليه الشاطبي في كتاب الاعتصام المجلد الثاني صفحة مئة وسبعين فليرجى وقد قال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله ما احب ان ان اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم لا يختلفون. بمعنى - 00:08:27ضَ

ما اكره اختلافهم. هذا معنى الكلام. قال القاسم لانه لو كان قولا واحدا لكان الناس في ضيق. يعني لو كان الصحابة لو كان قول الصحابة قولا واحدا لكان على الناس ضيق - 00:08:47ضَ

لانه اختلاف رحمة واجتهاد. اما اختلاف اهل الاهواء فهو اختلاف عذاب الفرقة اذا فالاختلاف الذي لا يؤدي الى الافتراق ليس مذموما ما دام فيما اذن الله فيه كما ذكر الشاطبي تفصيلا. فمن اراد الاستزادة فليرجع الى المجلد - 00:09:03ضَ

الثاني الشاطبي في كتاب الاعتصام للشاطبي. صفحة مئتين واحدى وثلاثين وما بعدها. فقد ذكر كلاما طيبا وقال قواعد عظيمة في هذا الباب الاختلاف الجائز وهو اختلاف التنوع قد يؤدي الى الفرقة اذا اقترن بالهوى - 00:09:18ضَ

واكثر المما وقع بين الامة من الاختلاف الذي يورث الاهواء والفرقة نجده من اختلاف التنوع حيث يكون كل من المختلفين مصيبا فيما قاله وذهب اليه او في بعضه ومخطئا في نفي او جحود ما عليه خصم. في امر يسع فيه الخلاف او سائغ القول به كالقراءات واختلاف الاحكام باختلاف الاحوال - 00:09:38ضَ

ونحو ذلك. فهذا النوع من الاختلاف ليس هو المذموم في اصله ما لم يؤدي الى المنازعة والفرقة. لكن لما اقترن هذا الاختلاف بالتعصب وبالخصومات وبالمراء وبالعداوات وما ينتج عن ذلك من تكفير او تفسيق او تضليل وهوى من كثير من المختلفين - 00:10:00ضَ

من النوع المذموم من هذا الوجه لانه يكون سببا في الفرقة والتنازع كما ذكر شيخ الاسلام في الاقتضاء اقتضاء الصراط المستقيم المجلد الاول صفحة مئة وثمان وعشرين وما بعدها. اذا فالذم واقع على الافتراق وعلى الاهواء لا على الاجتهاد كما قال الشاطبي في الاعتصام - 00:10:20ضَ

المجلد الثاني صفحة مئتين وخمسة وثمانين فليرجع اليه. كما ان الاختلاف الساقي اهله ناجون رغم اختلافهم لانهم كلهم مأجورون انما المخطئ له اجر واحد والمصيب له اجران. فهم مع ذلك على ذلك ناجون. لانه لا يؤجر الا الناجي. اما الافتراق فاهله هالكون كما - 00:10:40ضَ

ذلك تفصيلا الشاطئ ايضا في المجلد الثاني من الاعتصام صفحة مئتين وتسع واربعين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:11:00ضَ