Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولولاة امورنا ولجميع المسلمين امين. قال الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين - 00:00:00ضَ
في كتاب اللباس عن ابي جري جابر ابن سليم رضي الله عنه قال رأيت رجلا يصدر الناس عطائي لا يقول شيئا الا صدروا عنه قلت من هذا؟ قالوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت عليك السلام يا رسول الله مرتين قال لا تقل عليك السلام - 00:00:20ضَ
عليك السلام. تحية الموتى. قل السلام عليك. قال قلت انت رسول الله. قال انا رسول الله. الذي اذا اصابك ضر فدعوت كشفه عنك واذا اصابك عام سنة فدعوته انبتها لك. واذا كنت بارض قصر او فلاة فظلت راحلتك. فدعوته ردها - 00:00:40ضَ
عليك قال قلت اعهد الي قال لا تسبن احدا. قال فما سببت بعده حرا ولا عبدا ولا بعيرا ولا شاة. ولا فتحقرن من المعروف شيئا وان تكلم اخاك وانت منبسط اليه وجهك. انا ان ذلك من المعروف وارفع ازارك الى نصف الساق - 00:01:00ضَ
فان ابيت فالى الكعبين واياك واسبال الازار فانها من المخيلة. وان الله لا يحب المخيلا. وان امرؤ شتمك وعيرك بما يعلم فيك فلا تعيره بما تعلم فيه فانما وبال ذلك عليه. رواه ابو داوود والترمذي بالاسناد الصحيح. قال الترمذي حديث حسن صحيح - 00:01:20ضَ
بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن ابي جري جابر ابن سليمان رضي الله عنه قال رأيت رجلا يصدر الناس عن رأيه اي ان الصحابة رضي الله عنهم كانوا يستشيرونه ويرجعون اليه. والمراد بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:01:40ضَ
فسأل عنه فقالوا هذا رسول الله. فاتى الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال عليك السلام مرتين فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لا تقل عليك السلام وانما قل السلام عليكم بان عليك السلام تحية الموتى - 00:02:00ضَ
فقد كان اهل الجاهلية يسلمون على الموتى ويحيون الموتى بقولهم عليك السلام. ثم اخبره انه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انا رسول الذي اذا اصابك ضر فدعوته كشفه عنك. كما قال الله - 00:02:20ضَ
قال وما بكم من نعمة فمن الله. ثم اذا مسكم الضر فاليه تجأرون. فكل من اصابه ضر من فقر ومرض وحاجة وغيرها فدعا الله عز وجل بصدق واخلاص. فان الله تعالى يجيب دعوته - 00:02:40ضَ
اذا اصابك عام سنة يعني جدب وقحط فدعوت الله عز وجل انبت الارظ واذا كنت في فلاة فظاعت دابتك فسألت الله عز وجل ردها الله تعالى عليك ثم طلب من النبي صلى الله عليه وسلم ان يرشده وان يوصيه. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:00ضَ
لا تسبن احدا والسب هو الشتم. والسب سببه امران خبث ولؤم في النفس والثاني استحقار الغير واستصغاره. فبهذين السببين يكون السب. ولا تحقرن من المعروف شيئا اي لا تستقلن ولا تستصغرن من المعروف شيئا فالقليل مع الاخلاص يكون - 00:03:24ضَ
عند الله عز وجل كثيرا ولو ان تلقى اخاك بوجه منبسط وبوجه طليق. ثم نهاه عن الاسبال فقال واياك والاسبال. والاسبال هو ان يرخي ثيابه عن الكعبين. فارشده الى ان يكون الى نصف الساق. فان ابى فالى - 00:03:54ضَ
الكعبين وحذره من الخيلاء وهي العجب والتكبر. ثم بين له في اخر الامر انه يعير احدا بذنب علمه فيه. قال فان شتمك احد او عيرك بذنب يعلمه فيك فلا وتعيره بذنب تعلمه فيه. فان وبال ذلك عليه يعني ان اثم ذلك يعود عليها. فهذا الحديث - 00:04:14ضَ
اشتمل على فوائد منها اولا بيان ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من التعظيم والاجلال والتقدير عند الصحابة رضي الله عنهم حيث كانوا يصدرون عن رأيه وفيه ايضا النهي - 00:04:44ضَ
عن السلام بهذه الصيغة عليك السلام. وان المشروع ان يقول السلام عليك للمفرد. والسلام عليكم جماعة وان قال السلام عليكم للواحد والجماعة فلا بأس بان ينوي اذا سلم على المفرد من معه من - 00:05:04ضَ
اولئك ولكن الاولى ان يفرد الظمير عند الواحد وان يجمعه عند الجمع. وفيه ايضا بيان قدرة الله عز وجل على كشف الضر وعلى انبات الارض والزرع وعلى رد ما ضاع من دابة او غيرها. ومنها ايضا - 00:05:24ضَ
النهي عن السب. لان السب سببه خبث ولؤم في النفس. وسببه ايضا احتقار واستصغار الاخرين لان الذي يحتقر الناس ويستصغر الناس فانه يسبهم ويشتمهم واعلم ان نظر الناس اليك بحسب نظرك اليهم. فان نظرت الى الناس نظر احترام وتقدير - 00:05:44ضَ
اجلال نظروا اليك نظر احترام واجلال وتقدير. وان نظرت اليهم نظر احتقار واستصغار لهم فانه هم ينظرون اليك كذلك. فعلى المسلم ان يعظم اخوانه المسلمين. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم المسلم - 00:06:14ضَ
واخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره. فلا تحقرن اخوانك المسلمين لا بقلبك ولا بلسانك ولا جوارحك وافعالك ومنها ايضا ان المشروع ان الانسان لا يحتقر شيئا من المعروف. فرب مع الاخلاص لله عز وجل وصدق النية يكون عند الله عز وجل كبيرا عظيما. ومنها ايضا - 00:06:34ضَ
النهي عن الاسبال. وقد تقدم ان الاسبال تارة يكون خيلاء وتارة يكون غير خيلاء فان كان الاسبال خيلاء فعقوبته ان الله عز وجل لا ينظر اليه يوم القيامة. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:07:04ضَ
من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله له يوم القيامة. وان كان لغير الخيلا فان عقوبة ما نزل يقول وفي النار كما قال صلى الله عليه وسلم ما اسفل من الكعبين ففي النار. وفي هذا الحديث ايضا دليل على النهي - 00:07:24ضَ
عن شتم الغير وتعييره. فاذا شتمك او سبك او عيرك بذنب فلا تقابل سبه وشتم ما هو تعيره بذلك لان وبال ذلك وعاقبة ذلك تكون عليه في الدنيا والاخرة. بل عليك ان - 00:07:44ضَ
تحفظ لسانك وان لا تنزل نفسك منزلة السفهاء كما قال الله عز وجل واذا خاطبهم الجاهلون هنا قالوا سلاما فاذا خاطبهم الجاهلون خطاب جهل وسفه فانهم يقولون في انفسهم سلاما او يقولون لهم - 00:08:04ضَ
سلاما بمعنى انهم لا يقابلون اساءتهم بالاساءة. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد - 00:08:24ضَ