شرح البدور السافرة في أحوال الآخرة | الشيخ أ.د عبدالله الغنيمان

٣٠. شرح البدور السافرة في أحوال الآخرة | الشيخ أ.د عبدالله الغنيمان

عبدالله الغنيمان

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وبارك لنا يا رب رب العالمين. قال المصنف رحمه الله تعالى واخرج الشيخان والدار قطني في رواية والحاكم وله زيادات عن ابي سعيد الخدري - 00:00:00ضَ

رضي الله عنه قال قلنا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال هل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة صحوة قلنا لا قال فهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر صحوا ليس فيه سحاب - 00:00:20ضَ

قلنا لا قال فانكم لا تضارون في رؤية ربكم يومئذ الا كما تضارون في رؤية احدهما ثم قال اذا كان يوم القيامة ينادي مناد ليذهب كل قوم الى ما كانوا يعبدون. فيذهب اصحاب الصليب مع - 00:00:38ضَ

بهم واصحاب الاوثان مع اوثانهم واصحاب كل الهة مع الهتهم. زاد الحاكم حتى يتساقط في النار. ويبقى من كان اعبدوا الله وحده من بر او فاجر وغبارات من اهل الكتاب - 00:00:58ضَ

ثم يؤتى بجهنم تعرض كأنها سراب تحطم بعضها بعضا. ثم يدعي ثم يدعى اليهود يقال ما كنتم تعبدون؟ قالوا منا نعبد عزير بن الله فيقال كذبتم لم يكن لله صاحبة ولا ولد - 00:01:15ضَ

قال فماذا تريدون؟ قالوا نريد ان تسقينا فيقال اشربوا فيتساقطون في جهنم ثم يدعى النصارى فيقال ما كنتم تعبدون فيقولون كنا نعبد المسيح ابن مريم فيقال كذبتم لم يكن لله صاحبة ولا ولد فما تريدون؟ فيقولون نريد ان تسقينا - 00:01:36ضَ

فيقال اشربوا فيتساقطون في جهنم حتى يتبقى من كان يعبد الله وحده من بر او فاجر زاد الحاكم ثم يبتدي الله في ثم يبتدي الله لنا في سورة غير صورته التي كنا رأيناه فيها اول مرة - 00:02:00ضَ

ويقول يا ايها الناس لحقت كل امة ما كانت تعبد ويقيم فلا يكلمه يومئذ الا الانبياء. فيقولون فارقنا الناس في الدنيا ونحن كنا الى صحبتهم فيها احوج لحقت كل امة ما كانت تعبد ونحن ننتظر الذي كنا نعبد. فيقول انا ربكم فيقولون نحن نعوذ بالله منك - 00:02:20ضَ

فيقول هل بينكم وبينه اية تعرفونها؟ فيقول الساق فيكشف عن ساق فيسجد له فيسجد له كل مؤمن ويبقى من كان يسجد رياء وسمعة ويسجد من كان يبقى من كان يسجد رياء وسمعة الا جعل الله ظهره طبقة واحدة كلما اراد ان يسجد خر على قفاه ثم يرفع - 00:02:46ضَ

من يرفع برنا ومسيئنا وقد عاد لنا في صورته التي رأيناه فيها اول مرة فيقول انا ربكم فيقولون نعم انت ربنا ثلاث مرات ثم يؤتى بالجسر فيجعل بين ظهري جهنم قلنا يا رسول الله ما الجسر؟ قال مطحظة مزلة - 00:03:12ضَ

سيله كلاليب خطاطيف وحسكة مفلطة. مفلطحة لها شوكة عقيفاء تكون بنجد. فيقال يقال لها السعدان المؤمن عليها كالبرق وكالريح وكالطير وكالاجاويد الخيل وكالركاب. فناج مسلم وناج ومخدوش وناج ومخدوش مرسل ومكدوش في جهنم حتى يمر اخرهم يسحب سحبا فما انتم باشد لي مناشدة في الحق قد تبين - 00:03:32ضَ

لكم من المؤمن يومئذ للجبار فاذا رأوا انهم قد نجوا وبقي اخوانهم فيقولون ربنا ربنا ربنا اخواننا كانوا يصلون معنا ويجاهدون معنا قد اخذتهم النار. فيقول الله اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال الدينار من ايمان فاخرجوه - 00:04:04ضَ

ويحرم الله صورهم على النار فيأتونهم. وبعضهم قد غاب في النار الى قدميه والى انصاف ساقيه. زاد الحاكم الى ركبة والى حقيه فيخرجون من عرفوا ثم يعودون فيقول فيقال اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دين نصف دينار فاخرجوه - 00:04:24ضَ

يخرجون من عرفوا ثم يعودون فيقال اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من ايمان فاخرجوه فيخرجون فيخرجون من عرفوا وقال ابو سعيد فان لم تصدقوني فاقرأوا ان الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها - 00:04:44ضَ

فيشفع النبيون والملائكة والمؤمنون فيقول الجبار بقيت شفاعتي في قبض قبضة من النار فيخرج اقواما قد امتحشوا زاد الحاكم لم يعملوا له عمل خير قط. فيلقطون في نهر بافواه الجنة - 00:05:04ضَ

قالوا له ماء الحياة فينبتون في حافيتيه كما تنبت الحبة في حميل السيل. قد رأيتموها الى جانب الصخرة والى جانب الشجرة فما كان الى الشمس منها كان اخضر وما كان منها الى الظل كان ابيظ فيخرجون كانهم كانهم اللؤلؤ فيجعل فيجعل في - 00:05:24ضَ

ثقابهم الخواتيم فيدخلون الجنة. فيقول اهل الجنة هؤلاء عتقاء الرحمن ادخلهم الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قدموه. فيقال لهم لكم ما انتم فيه ومثله معه. ولفظ الحاكم يقول الله خذوا فلكم ما اخذتم - 00:05:44ضَ

فيأخذون حتى ينتهوا. ثم يقولون لن يعطينا الله ما اخذنا. فيقول الله فاني اعطيتكم افضل مما اخذتم فيقولون ربنا وما اخذنا افضل من ذلك ومما اخذنا فيقول رضواني بلا سخط. بسم الله الرحمن الرحيم - 00:06:04ضَ

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا. نبينا محمد وعلى اله صحابته والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين. وبعد في هذا الحديث شيء من التفصيل الذي يكون - 00:06:24ضَ

يوم القيامة والمقصود به اثبات رؤية رب العالمين للمؤمنين. انهم يرونه في الموقف لان هذا كله في الموقف قبل ان يدخلوا الجنة. اذا يرونه في الموقف في مرات متعددة. والرؤيا ثبتت في - 00:06:44ضَ

في نصوص كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم هو احاديث ثابتة تكاد تتواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم. وعقيدة اهل السنة الذين يؤمنون بكتاب الله وبسنة رسوله ويتبعونهما. ان الحكم اذا - 00:07:14ضَ

بحديث واحد حديث صحيح انه وجب قبوله واعتقاده والايمان به والعمل به. ولا يرده الا اهل البدع الذين ابتدعوا امورا لم يأت بها لا كتاب الله ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:07:44ضَ

ومثل هؤلاء اعمالهم غير مقبولة. بل هي مردودة. لان الله لا يقبل من العمل الا ما كان قد توفر فيه شرطان احدهما ان يكون جاء به الكتاب او السنة. فان لم يكن اتى به - 00:08:11ضَ

كتاب ولا سنة فهو بدع ضلالات كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم كل بدعة ضلالة. وكل ضلالة في النار. ولا يقبل الله جل وعلا الا ما شاء وامر به واخبر به. وجاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم. الشرط الثاني - 00:08:41ضَ

الاخلاص في ذلك ان يكون الانسان مخلصا لله جل وعلا. يعمله خوفا من الله ورجاء لثوابه واتباعا لامره وامتثالا له. فان لم يكن كذلك فهو مردود على صاحبه. والله لا يقبل من العمل الا ما كان هكذا فيه الاخلاص - 00:09:11ضَ

اتباع الامر الذي جاء به المصطفى صلى الله عليه وسلم. والامر الذي جاء به في كتاب الله وفي احاديث رسوله صلى الله عليه وسلم اثبات رؤية رب العالمين للمؤمنين كما قال جل وعلا وجوه يومئذ ناضرة. الى ربها ناظرة - 00:09:41ضَ

هنا ناضرة من النظرة والبهاء والجمال والنعيم. الى ربها ناظرة. تنظر والى ربها جل وعلا. وقال في المقابل كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون فحجبوا عذابا فاذا حجب الاعداء اعداء الله دل على - 00:10:11ضَ

ان اولياء الله ينظرون اليه. وثبت ان اعلى النعيم في الجنة هو مشاهدة رب العالمين مشاهدة وجهه الكريم. وقال جل وعلا للذين احسنوا الحسنى وزيادة. فسرت الحسنى بالجنة. والزيادة بالنظر الى وجه الله جل وعلا. وجاء هذا التفسير مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم - 00:10:41ضَ

وقال جل وعلا ما ذكر دخولهم الجنة ولدينا مزيد. قال في المزيد هو الرؤية الى رب العالمين تعالى وتقدس وغير ذلك في كتاب الله ويقول العلماء كل كلام في كتاب الله بلفظ اللقاء فانه يتضمن المعاينة - 00:11:21ضَ

الذين يرجون لقاء الله. فلقاء الله جل وعلا في ضمنه رؤيته تعالى وتقدس وهذا كثير. كثير في كتاب الله. اما الاحاديث فجاءت صريحة كما في هذا الحديث وفيه من التفصيل اكتسام الامم - 00:11:53ضَ

والناس بنو ادم الى عابد للشيطان متبعا له وعابدا شمس عابد للاصنام وعابد للصليب. وعابد لعيسى بن مريم للعزير وغيرهم. فهؤلاء مثل عيسى عليه السلام والعزير انبياء اما الاصنام والصليب - 00:12:23ضَ

فهي مثل ما قال الله جل وعلا انكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم انتم لها واردون لو كان هؤلاء الهة ما وردوها. وكل فيها خالدون. واما من كان صالحا او نبيا فانه يؤتى بشيطان على ما تصوره ذلك العابد - 00:13:03ضَ

في الدنيا. فيقال له اتبع معبودك الى جهنم. فيتبعونها كما قال جل وعلا فكبكبوا فيها هم الغاوون. وجنود ابليس اجمعون. وفي هذا الحديث انه اولا يخلص الناس يعني ان الناس كلهم يقفون موقفا واحد. ثم يؤتى بالنار - 00:13:33ضَ

وتحيط بهم من جميع الجهات. فلا نجاة منها. الا من ينجيه الله جل وعلا ثم يؤمر والكافرون بورودها. والورد معناه انه يذهب عطشان يتقطع من الظمأ فيجدون هكذا ولهذا اذا قال ماذا تريدون - 00:14:13ضَ

قالوا نريد الماء اسقنا. فتصور لهم النار كأنها ماء سراب. يتقطع والسراب هو انعكاس اشعة الشمس في الصحراء ووقت الظهيرة يشاهده الانسان كأنه ماء يجري فاذا جاءه لم يجده شيئا. ويرونها هكذا - 00:14:53ضَ

ثم يتساقطون في النار نسأل الله وفيه انه يبقى المؤمنون من البر والفاجر والمنافق وان الله يأتيهم بصورة ايعرفونه بها. وهذا من باب الامتحان والابتلاء. فالامتحان لم ينتهي بالموت. بل فيه امتحان في القبر. والسؤال واختبار يثبت الله - 00:15:23ضَ

من يشاء ويزل المنافق والمرتاب ومن يشاء الله ولهذا اخبر جل وعلا لما ضرب المثل لكلمة الاخلاص. مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة. اصلها ثابت وفرحها في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربها. ويضرب الله الامثال للناس - 00:16:03ضَ

الى انهم يتذكرون. ثم قال ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة. اجتثت من فوق الارض فيما لها من قرار. هذه كلمة الكفر. والظلال. لا قرار لها. ولا لها فهي متزلزلة ومتزعزعة ومضطربة وذاهبة - 00:16:43ضَ

مقال جل وعلا ثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة اخيرا في الاخرة يعني في القبر وفي الموقف وعند السؤال. والاسئلة تتعدد وتتكرر في مواقف متعددة بعد الخروج من القبور. الناس يخرجون من قبورهم - 00:17:13ضَ

كهيئتهم يوم دخلوها. كل يعرف من كان له عليه حق يطالبه بين يدي الله جل وعلا بذلك ولابد من اداء الحقوق. بحقوق قناص بنيت على المشاحة. والمقاصة ولا يترك منها شيء. كما جاء - 00:17:43ضَ

في الاثر الدواوين ثلاثة. ديوان لا يغفره الله وديوان لا يأبه الله به شيئا. وديوان لا يترك الله منه شيئا والذي لا يغفره الله الشرك من مات مشركا فهو في النار. بلا تردد ولا توقف - 00:18:13ضَ

لان الله جل وعلا يقول ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وديوان لا يأبى الله به شيئا. يعني لا يكترث به. ولا سيكون له قيمة عند الله جل وعلا. وهذا ما بين العبد وبين ربه من التقصير - 00:18:43ضَ

فان الله اذا شاء محاه وعفا عنه. وديوان لا اتركوا الله منه الشيء. وهو حقوق الناس بعضهم على بعض. لا بد من ادائهم والاذى بالحسنات والسيئات. ان كان عنده حسنات اخذ - 00:19:13ضَ

للمظلوم حتى يستوفي من حسناته. جاء في الحديث ان الذي يخلف الغازي في اهله بسوء يوقف له يوم القيامة ويقال خذ من سيء من حسناته ما ثم يلتفت الرسول صلى الله عليه وسلم لهم ويقول اتظنون يتركوا له شيء؟ اتظنون يترك له - 00:19:45ضَ

يعني لأنه قيل له خذ من حسناته ما شئت. فسيأخذ حسناته كلها هذا نوع اما البقية فلابد من العدل والله حكم عدل جل وعلا. فيستوفي المظلوم من الحسنات. فان فنيت - 00:20:15ضَ

حسنات وبقي خصوم لهم حقوق. هل تذهب حقوقهم؟ كلا سيؤخذ من سيئاتهم وتطرح عليه. ثم يطرح في النار. هكذا ولهذا يقول جل وعلا يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه. وصاحبته وبنيه - 00:20:45ضَ

يفر المرء من امه ومن زوجه ومن بنيه خوف المطالبات خوف ان يطالبون يطالبون بالحقوق. الام الغالب ان الحق لها فالابن هو الذي يفر منها. خوف ان تمسكه وتقول حقي - 00:21:15ضَ

وهكذا القريب الزوجة لهذا قال يوم يفر المرء من اخيه الاخ يكون بعيدا عن عنه بالنسبة للام والزوجة لهذا ما يريد ان يشاهده. خوفا من ان يأخذ حسناته او يطرح عليه من سيئاته. المقصود ان هذا واقع بلا شك - 00:21:45ضَ

وسوف يشاهده الناس عيانا يقال هذا الذي اخبر الله جل وعلا به اذا ذهب المجرمون مع معبودهم او مع معبوداتهم بقي المؤمنون الذين يؤمنون بالله وبلقائه وبالاخرة الجزاء ولكن فيهم المجتهد وفيهم المستقيم وفيهم المقتصد - 00:22:25ضَ

وفيهم الظالم وهو الفاجر. الذي تعدى حدود الله وترك شيئا من اوامر الله وفيهم المنافق الذي لا يؤمن وانما كان مع الناس بالعقل المعيشي. الذي يتعايش مع المؤمنين ومع الكافرين به. ويرى انه اعقل الناس. ولهذا ذكر عنهم جل وعلا - 00:23:05ضَ

انهم اذا قيل لهم امنوا كما امن الناس قالوا انؤمن كما امن السفهاء؟ يجعلون المؤمنين لانهم صرحوا بالايمان وبعداوة الكافرين. وهؤلاء داجوهم وسالموهم صاروا معهم والاصل في ذلك انهم لم يؤمنوا. لم يدخل الايمان قلوبهم - 00:23:45ضَ

فكان الحكم في الدنيا على الظاهر. كما قال صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل حتى يقولوا لا اله الا الله. فاذا قالوها عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحق هي وحسابهم على الله. فقوله صلى الله عليه وسلم وحسابهم على الله يعني ما في قلوبهم - 00:24:15ضَ

وما يعتقدونه هذا الى الله. وانما علينا الظاهر فقط. اذا قال الانسان بلسانه لا اله الا الله محمد رسول الله وصلى وزكى وصام وحج حكم عليه بانه مسلم. واما داخله وباطنه - 00:24:45ضَ

وما يصرفه من من افعال قلبه من النيات والمقاصد فهذا الى الله. هو الذي به يوم القيامة. وهؤلاء بهذه المثابة فاذا فيأتيهم الله جل وعلا وكونه يأتي اليهم بصورة غير الصورة التي يعرفونها. كلمة صورة فامر - 00:25:15ضَ

الوم كله موجود له صورة. كل موجود وجوده ظاهر له صورة وليس هذا من المنكرات التي يقولها اهل البدع ويرمون بها اهل السنة فاهل السنة يتبعون رسول الله صلى الله عليه وسلم. ما قاله فهو حق ويؤمنون به - 00:25:45ضَ

يتمسكون به ولا يخافون لومة لائم. لان الرسول لا يأتي الا بالحق. والله جل وعلا هو اكبر من كل شيء. واعظم من كل شيء. وله مال المطلق من كل وجه. تعالى الله وتقدس. فله صورة تليق بجلاله وعظمته - 00:26:15ضَ

وهو في ذلك اليوم يقبض السماوات كلها بيده فيها ويقبضها وتكون بيده صغيرة. حقيرة جدا. وكذلك الارظ باليد الاخرى فيهزهن ويقول اين الجبارون؟ اين المتكبرون؟ اين ذهبوا هم امثال الذر مقبوضين. لا قيمة لهم. ولكن - 00:26:45ضَ

ان هذا يدلنا كما صرح الحديث هنا. يقول فيأتيهم في صورة غير الصورة التي رأوه فيها او اول مرة وهذا لفظ صحيح مسلم. ان كان المؤلف يقول هذا لفظ الحاكم - 00:27:25ضَ

ولكن الواقع انه في صحيح مسلم ايضا. فهو ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا من باب الامتحان. فيقول ما الذي ابقاكم وقد ابى الناس هذا يدلنا على ان اكثر الناس ذهبوا وان الباقي الذين بقوا انهم قلة - 00:27:45ضَ

بالنسبة للذاهبين ويدلنا ثانيا على ان اكثر بني ادم في اكثرهم في النار. وقد ثبت في صحيح البخاري وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ينادي الله جل وعلا ادم بصوت يا ادم - 00:28:15ضَ

اخرج بعث النار من ذريتك. وبعث النار الذين يصلونها. ويتساقطون فيها فيقول يا رب وما بعث النار؟ فيقول من كل الف تسعمائة وتسعة وتسعون. هذا بني ادم يعني اذا ما يبقى من بني ادم الا واحد من الالف - 00:28:45ضَ

والبقية كلهم بعثوا النار. يبعثون اليها ويصلونها. وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين. اكثرهم كفرة. ويعتبر الانسان الوقت في الحاضر ينظر الى الارض. الارض مملوءة من بني ادم ولكن اكثرهم كفرة. لا يعرفون الله - 00:29:15ضَ

ولا يؤمنون به. ولا يمتثلون لرسول الله امرا. بل يكفرون به ويعادون من اتبعه اشد المعاداة. فهم جنود الشيطان الذين يقاتلون في سبيل الشيطان وسوف يرون سوف يرون الحق متاع قليل ثم مأواهم - 00:29:45ضَ

ولا تعجبك يعجبك تقلبهم في البلاد. فالمتاع قليل جدا مع ان العاقبة كما قال الله جل وعلا للمتقين. وكم من مغرور يرى انه على الحق وهو من جند الشيطان. من جنود ابليس. فكم - 00:30:15ضَ

ظل من جبلة يعني من جماعات كثيرة عند ذلك اذا قال لهم هذا ما الذي ابقاكم وقد ذهب الناس؟ يقولون تركناهم احوج ما كنا اليهم يعني في الدنيا. الدنيا كنا نحتاج اليهم. المعاونة بين الخلق. ظرورية - 00:30:45ضَ

لان احد عنده نقود واحد ما عنده واحد عنده طعام واحد ما عنده وهكذا. وكل واحد له خلوكم مع الاخر اما بالمنافع او بغيرها. اما في ذلك الموقف ما احد يحتاج الى احد - 00:31:15ضَ

وهذا معنى تركناهم احوج ما كنا اليهم. يعني تركناهم في الدنيا ونحن بحاجة الى معهم والى ما في ايديهم والى غير ذلك. ولكن ايماننا يأمرنا بمفارقتهم ومعاداتهم بعد ما يعترف تركناهم احوج ما كنا اليهم. اما اليوم فلا نحتاج اليهم في شيء - 00:31:35ضَ

قد استغنى كل عن صاحبه. وليس للانسان الا ما عمل. عمله الذي علي فيقول ويقولون ولنا رب ننتظره وهذا دليل قال ان الله وعدهم ان يأتيهم في ذلك الموضع. وهذا قد يكون في المرة الاولى التي رأوها - 00:32:05ضَ

وفيها فيقول لهم انا ربكم. فيتعوذون بالله من ذلك خوفا الا يكون هو. فيقول نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فاذا جاء ربنا عرفناه. فيقول هل بينكم وبينه اية؟ يعني علامة تستدلون - 00:32:35ضَ

على انه هو ربكم فيقولون نعم الساق يعني ساقه جل وعلا فيكشف عن ساقه فيفرون له سجدا الا المنافق. يبقى ظهره طبقة واحدة. ما فيها مفصل فاذا اراد ان يسجد خر على قفاه. قال الله جل وعلا يوم يدعون الى - 00:33:05ضَ

جودي فلا يستطيعون. خاشعة ابصارهم ترهقهم ذلة. وقد كانوا يدعون الى السجود وهم سالمون. يعني في الدنيا سجود لله مخلصا ولكنهم لا يسجدون لله يسجدون لانفسهم يسجدون لمصالحهم لدنياهم فقط التي يزعمون انها هي - 00:33:39ضَ

التعايش مع هؤلاء ومع هؤلاء. من غلب فهم معه. فلهذا يتميزون في ذلك الموقف. فهم يلحقون في جهنم هل يكونون في الدرك الاسفل من تحت الكافرين؟ كما قال الله جل وعلا ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار - 00:34:09ضَ

لانهم خافوا العباد اكثر من خوفهم لرب العباد تعالى وتقدس وذكر الله جل وعلا في القرآن في هذا الموضع انه قسم عليهم الانوار لانها يلقى لا عليهم ظلمة. فتقسم الانوار انوار الايمان التي - 00:34:39ضَ

اكتسبوها في الدنيا على حسب ايمانهم منهم من يكون نوره عظيم ولكن لا ينتفع به غيره. ولا يراه الا هو فقط. اللي بجواره ما يبصر ومنهم من يكون نوره اقل وهكذا. فيعطى بعضهم نورا ينور مرة ويطفأ اخرى - 00:35:09ضَ

اما هؤلاء فاعطوا اولا نورا ثم طفئ. فصاروا في في ظلام دامس ينادوا المؤمنين ينادونهم انظروا لن اقتبس من نوركم. انظرون يعني قفوا لنا حتى نهتدي بنوركم ونسير. فيقول لهم ارجعوا الى - 00:35:38ضَ

كان الذي وزعت فيه الانوار واطلبوا نورا. ولم نكن معكم في الدنيا يقولون بلى ولكنكم فتنتم انفسكم وتربصت وارتبتم الى اخره. فهذا سوف يكون في ذلك الموقف كله وغيره من ثم يذكر قل فينصب الصراط الصراط هو الجسر الذي - 00:36:08ضَ

يكون اما على ماء او على وادي او ما اشبه ذلك ولهذا قالوا وما الصراط؟ قال مدحضة مذلة المدح هي الارظ ذات اه الطين اللزج اذا اصابها الماء ما تثبت عليها الابدان. تتزلق وتسكت. والمذلة كذلك تزل - 00:36:38ضَ

ان يعزل عليه الثابت. والمدحظة مذلة يعني ان هذا الصراط لا يمكن السير عليه بالاقدام. بالعادة. وانما يسار عليه بالعمل بالايمان حسب ايمان الانسان. ثم ذكر عبورهم كيف هو منهم من يعبر كلمح - 00:37:18ضَ

الطرف سرعة. ومنهم من يكون كالبرق. ومنهم من يكون تجاوز الخيل ومنهم من يكون كالراكض. ومنهم من يحبو مرة ويسقط اخرى. ومنهم من يسحب. ويخطئ عليه كلابي كلاليب يقول وحسك شوكة عقيفا تكون في نجد تسمى السعي - 00:37:48ضَ

اذان ولكن لا يعلم عظم عظمها الا الله جل وعلا. تخطب بالناس باعمالهم. فمنهم من تصيبه ثم يسلم. تظربه مرة ثم تسلم مخدوش مسلم. يعني خدش فسلم. ومنهم مكردس في النار - 00:38:18ضَ

يمسكه ثم تكرسه بالنار. وهؤلاء كلهم من المسلمين. لانه لا يمشي على الصراط او يأتي اليه الا المسلم. الكافرون لا يأتون الى الصراط اصلا. يذهبون الى جهنم بدون قبل ان ينصب الصراط. ويتساقطون فيها. فاذا يقول نجى المؤمن - 00:38:48ضَ

ورأوا انهم قد نجوا بانفسهم اهتموا لاخوانهم الذين سقطوا في النار يقول صلى الله عليه وسلم ما انتم باشد لي مناشدة من الحق يتبين لاحد من المؤمنين في ذلك الموقف لربهم يناشدونه يعني يسألونه - 00:39:18ضَ

يقولون يا رب اخواننا كانوا يصلون معنا ويصومون معنا ويحجون معنا فيقول الله جل وعلا اذهب اذهبوا من وجدتم او من عرفتم فاخرجوه من النار هذا امر لهم بانهم يذهبوا الى النار. هل احد يستطيع ان يذهب الى النار - 00:39:48ضَ

الامر كله بيد الله جل وعلا. اذا اراد انها لا تضرهم لا تضرهم اراد انهم يخرجون من من يعرفون اخرجوه بامر الله. والحقيقة هذا كله برحمة الله ليس الا انه اكرم المؤمنين بان استجاب لهم اعطاهم هذا كرامة له كرامة لهم والا - 00:40:18ضَ

فهو رحمة من الله. اراد ان يرحم هؤلاء الذين سقطوا في جهنم. فامر اخوانهم ان يخرجوهم وهذا نوع من الشفاعة. والشفاعات في ذلك الموقف متعددة اما قوله في الحديث بقيت شفاعة رب العالمين. رب العالمين ما يشفع - 00:40:48ضَ

هذي احد ولكن رحمته وليشفع عند من؟ الشافع هو الذي ممن هو اعلى منه واقدر منه. والله جل وعلا على كل شيء قدير وهو العلي الاعلى تعالى وتقدس ولكن قال هذا بالمقابلة. ان الشفع كلهم شفعوا - 00:41:18ضَ

وبقيت رحمة رب العالمين فيقبض من النار قبضة ويخرجهم ما عملوا خير ولكنهم فيهم ايمان لان المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يأمر المنادي في المجامع المتعددة ان ينادي الا انه لا يدخل الجنة الا نفس مؤمنة. وهذا بامر الله جل وعلا - 00:41:48ضَ

ولكن لماذا قال ما عملوا خيرا قط؟ فسر هذا بعض العلماء يقول هؤلاء هم الذين ذهبت اعمالهم توازعها الخصوم. الذين اخذوها قبل هذا الموقف فبقي ليس عندهم خير قط ما معهم الا الايمان الذي في قلوبهم. يقول ومن رحمة الله ان الذي - 00:42:24ضَ

ايمان في القلب ما يؤخذ. ما يأخذه الخصوم. يبقى لصاحبه وبه يخرج من النار والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:42:54ضَ