تأملات في سورة البقرة (مكتمل)

31- تأملات في سورة البقرة | الشيخ عبد الله السعد

عبدالله السعد

اما بعد فيقول الله عز وجل في محكم التنزيل يقول ولا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها الى الحكام لتأكلوا فريضا من اموال الناس بالاثم وانتم تعلمون هنا قضيتان او مسألتان المسألة الاولى ينهانا ربنا عز وجل ان نأكل اموالنا بيننا بالباطل - 00:00:00ضَ

واكل اموال الناس بالباطل هذا يعني له صور كثيرة كما تعلمون فكل ما كان ليس بحق ولا مشروع فهو اذا من الباطل الذي لا يجوز. كل كسب لم يكن مشروعا ولا حلالا فهذا من اكل اموال - 00:00:33ضَ

بالباطل ويجمع ذلك الغش والربا وغير ذلك هذه القضية الاولى واما القضية الثانية في هذه الاية الكريمة وهي قال وتدلوا بها الى الحكام لتأكلوا فريقا من اموال الناس بالاثم وانتم تعلمون - 00:00:55ضَ

تدلوا بها الى الحكام اي تشتكوا عند الحكام عند القضاة على فلان وفلان وانه اخذ مالي وانه ظلمني وفي الحقيقة ان الامر بالعكس وان الصواب خلاف ذلك فلا شك ايضا هذا من اكل اموال الناس بالباطل - 00:01:21ضَ

ولذا في الحديث الصحيح حديث ام سلمة يقول عليه الصلاة والسلام انكم تحتكمون الي ولعل بعظكم الحن بحجته من بعظ. يعني اقوى حجة فاقضي له بنحو ما اسمع فمن قضيت له من حق اخيه بشيء فانما اقطع له قطعة من النار. او كما قال صلى الله عليه - 00:01:46ضَ

وسلم ولو ان الناس لم يأخذوا الا ما كان لهم واعترفوا بالحق الذي عليهم ولم يشتكوا وكل واحد قد انصف من نفسه لا تعطلت المحاكم نعم كان لا يعني لم تجد احد ياتي الى المحكمة الا ان يشاء الله - 00:02:16ضَ

وهذا احد التابعين وهو عبد الله بن شقيق العقيلي اختصم مع شخص وقال لي هذا الشخص اذهب واعرض القضية عند القاضي يعني كأنه وكله كيف الانسان يوكل خصبة يعني هذا بعيد - 00:02:45ضَ

فذهب انت القاضي ويعني لابد ان يكون هناك توكيل. لان القاضي لا يمكن ان يقضي بسماع طرف واحد لابد من سماع كلا الطرفين اخوة يوسف جاءوا يبكون وهم ماذا وهم الذين ظلموا يوسف عليه السلام - 00:03:08ضَ

فذهب الى القاضي فقضى لخصمه لم يقضي لشقيق بن عبدالله العقيلي وانما قضى للخصم. فسلم هذا الشخص نعم وقبل لع فلو ان كل شخص يعني انصف من نفسه كان تعطلت كما تقدم المحاكم - 00:03:30ضَ

وقد حدثنا بعض اهل العلم وقد توفي وهو عبد الله بن عياف رحمه الله تعالى ابو عبدالرحمن ابن عياف وكان بالطائف رحمه الله والاصل من وظع تسدير وقد جاءوا الى الزبير - 00:03:55ضَ

وا نعم رجع وبعد ذلك كان في الطائف نعم وكان من اهل العلم من تلاميذ الشيخ سليمان حمدان ينقل عن شيخه سليمان الحمدان رحمه الله والشيخ سليمان الحمدان يعني مشهور له مؤلفات رحمه الله - 00:04:14ضَ

وكان كان كاتبا عند الشيخ العنجوي عندما كان العنجوي في المجمع رحمة الله على الجميع. المهم الشيخ سليمان الحمدان قد تولى القضاء في الحجاز فاختصم شخصين بينهم طيلة وكرامة بينهم صلة وقرابة - 00:04:34ضَ

الا ان احدهما قد استلف من الاخر اربعة الاف وكانت اربعة الاف قبل خمسين سنة او نحو ذلك كانت او ستين سنة مبلغ كبير فانكر الطرف الاخر فما بقي الا ماذا - 00:04:56ضَ

الا نعم آآ ان ان يستحلف الشخص المدعى عليه ويطالب الذي يدعي طالب بالبينة فحلف انه لم يستلف من خصمه شيئا قال فلم يخرج من المحكمة الا وهو جنازة نسأل الله ان يعافينا واياكم من ذلك - 00:05:15ضَ

نسأل الله ان يعافينا واياكم من ذلك. يا الله ويحفظنا واياكم ثم قال عز وجل وانتم تعلمون. اذا كان الانسان هنا عالما ان الحق ليس له فهذا من اكل اموال الناس بالباطل ايضا - 00:05:41ضَ

ثم قال عز وجل يسألونك عن الاهلة قال قل هي مواقيت للناس والحج نعم هنا ربنا عز وجل عندما سأل بعض الصحابة الرسول عليه الصلاة والسلام عن الاهلة وحقيقة الاهلة والهلال - 00:05:59ضَ

فاجابهم ربنا عز وجل بقوله قل اي يا محمد هي مواقيت للناس والحج وقد تقدم لنا في اية الدعاء يسألونك ماذا ماذا قال في الدعاء واذا سألك عبادي عني ما قال فقل اني طبيب - 00:06:21ضَ

قال اني قريب اني طبيب بينما هنا قال عز وجل قل هي مواقيت للناس والحج نعم يسألونك عن اموال اليتامى ماذا؟ قل اصلاح لهم. يسألونك عن اليتامى. قل اصلاح لهم خير. قل - 00:06:42ضَ

لهم خير. نعم هنا ربنا عز وجل يقول قل لهم هي مواقيت للناس والحج. فمن خلال الاهلة تعرف الايام. وتعرف الاشهر وبالتالي نعرف المواقيت ونعرف ايظا ميقات الحج من خلال ذلك - 00:07:04ضَ

والهلال علامة واضحة يعني نعرف الصيام ونعرف العيد ونعرف دخول الشهر وخروج الشهر وبالتالي ايضا اذا اذا دخل شهر ذي الحجة وان هذا وقت الحج؟ نعم وبالتالي نحسب تسعة ايام ونقف بعرفة - 00:07:30ضَ

نعم اذا هي مواقيت للناس والحج وهي علامة ظاهرة لم يحلنا ربنا عز وجل الى الحساب لانه لو احالنا الى الحساب الحساب ليس كل شخص يعرفه نعم بينما الهلال علامة ظاهرة وواضحة - 00:07:52ضَ

نعم فنحمد الله عز وجل على تيسيره قال وليس البر بان تأتوا البيوت من ظهورها. ولكن البر من اتقى هذا كان في الجاهلية اذا الشخص اعتمر او حج لم يدخل من الباب المعروف لبيته - 00:08:15ضَ

وانما يأتي من ظهور البيت من ظهر البيت فبين عز وجل بطلان ذلك فقال وليس البر بان تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى. حقيقة او حقيقة البر هو ان الانسان يتقي ربه عز وجل - 00:08:37ضَ

فاذا اتقى الله عز وجل اصبح برا قال واتوا البيوت من ابوابها. فامرنا ربنا عز وجل ان نأتي البيوت من ابوابها. ثم قال اتقوا الله لعلكم تفلحون. وتلاحظون تكرار التقوى. نعم - 00:08:59ضَ

وذلك لان التقوى مصاحبة للانسان مطلوب من الانسان كما تقدم ان يتقي ربه عز وجل هذه الاحكام اذا لم يكن عند الانسان تقوى لن ماذا لن يطبقها. اذا لم يكن عنده تقوى لن يطبق هذه الاحكام ويعمل بها. فلذا ربنا عز وجل في كل قضية - 00:09:22ضَ

او في كثير من القضايا والمسائل يقرن ذلك بالتقوى. واتقوا الله لعلكم تفلحون. فلا شك ان في تقوى الله عز وجل الفلاح رزقنا الله واياكم التقوى. هذا وبالله تعالى التوفيق - 00:09:45ضَ