شرح كتاب السنة لعبدالله بن أحمد بن حنبل الشيخ عبدالله الجبرين
31 شرح كتاب السنة لعبدالله بن أحمد بن حنبل الشيخ عبدالله الجبرين
Transcription
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين. نواصل قراءتنا في العلوم الشرعية والتي اهمها علم العقيدة وعلم التوحيد وهو الذي خلقت لاجله الخليقة. وارسلت بها الرسل - 00:00:00ضَ
تنزيلات به الكتب. وهو الحكمة من خلق الانس والجن. وهو الذي بدأ بدعوتها الرسل اممهم واهتموا ببيانه هو الذي تصح به العبادات. وتقبل به القربات. وتضاعف بتحقيقه الحسن ويكرم الله اولياءه بالكرامات بانواع الكرامات - 00:00:30ضَ
وذلك دليل على اهميته ان هذا العلم هو علم العقيدة وعلم التوحيد وقد عرف انه يدخل فيه توحيد الله تعالى افعاله وذلك بان يعتقد العباد انه المتفرد افعال الذي الخلق وانه الذي تكفل بالرزق. وانه الذي يحيي ويميت - 00:01:09ضَ
يعطي ويمنع. يصل ويقطع. يخفض ويرفع. يريش يا ابني يميت ويحيي يؤمننا بانه الفعال ما يريد ولا يكون في الوجود الا ما يريد. هذا توحيد الافعال. انه الذي خلق السماوات والارض وخلق الخلق وتكفل برزقهم. وانفرد بتدبير - 00:01:49ضَ
الامور بالتصرف في عبادة لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه. هذا نوع من انواع التوحيد وهو توحيد الله تعالى بافعاله وبهذا التوحيد يعرف العباد ربهم اذا قيل لك بما عرفت ربك فقل باياته ومخلوقاته عرفته - 00:02:29ضَ
النظر فيما بين يديك وما خلفك من هذه المخلوقات. ومن هذه الاجرام العلوية والسفلية ومن هذه المخلوقات العظيمة التي من تفكر فيها وتعقل معانيها عرف قدرة من اوجدها وخلقها. يرد على الملاحدة التي - 00:03:07ضَ
الذين انكروا قدرة الخالق او جعلوا مع الله خالقين. او انكروا تكوين هذا الوجود او اسنده الى الطبائع. والعادات يرد عليهم بان هذا خارج عن قدرة الخلق وان الطبائع والعادات - 00:03:37ضَ
مجبرة مخلوقة ثم اذا عرف هذا النوع وهو توحيد الله تعالى بافعاله فان من ثمرته توحيده بافعال العباد اعمال العباد ان تصرف كلها للخالق وحده ولا يجعل شيء منها لغيره. ويسمى هذا توحيد العبادة - 00:04:07ضَ
عبادة العباد عن يصرفها للخالق وحده ولا يجعل منها شيئا لغيره. فالتوحيد الاول دليل على الثاني من ذكر ان في عهد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله جاءه واحد العوام - 00:04:46ضَ
فكان رحمه الله يلقنهم قواعد في التوحيد ذلك العامي حفظ عنه قاعدة وهو امي لا يقرأ ولا يكتب. قاعدة ذات اهمية ثم سافر ذلك العامي الى بلاد بعيدة سأله احد علمائها الذين - 00:05:12ضَ
يسمعوني عن الشيخ سماعا سيئا. ويصفونه بانه كذاب فسأله فقال ماذا حفظت عن هذا الكذاب؟ فقال انا عامي لا اقرأ الكتاب ولا اكتبه ولكن عنه انه يلقن اتباعه بقوله اعرفوا الله بافعاله ووحدوه بافعاله - 00:05:39ضَ
ثم ان ذلك العالم اخذ يردده ما هي؟ رددها عليه اربع مرات او اكثر تفكر فيها وعرف انها لا تخرج الا من عالم من عالم في العلم فعند ذلك ارسل اليه يطلبه شيئا من كتبه - 00:06:08ضَ
الشيخ رحمه الله ارسل اليه كتابه كشف الشبهات. ولما قرأه وجد ان كما يدعو اليه هو الحق. فاتبعه وتاب مما كان عليه من التكذيب. سببه هذه اعرف الله بافعاله ووحدوه بافعالكم. افعاله هي مخلوقاته. اذا قيل لك - 00:06:40ضَ
فقل عرفته باياته ومخلوقاته. التي يذكرها الله تعالى اذكر انها من اياته فان من تأملها عرف ان الذي خلقها على كل شيء قدير ثم عرف بعد ذلك ان الذي خلقها احق ان يعبد. واولى من - 00:07:10ضَ
يركع له ويسجد وانه الذي هو اهل العبادة. اهل التقوى واهل المغفرة. النوع الاول الذي هو معرفة الله تعالى بمخلوقاته يقر به المشركون قبل الاسلام يعرفون ان الذي خلقهم هو الله - 00:07:40ضَ
ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ولان سألتهم من خلق السماوات والارض وان سخر الشمس والقمر ليقولن الله ولكن ما ادخلهم هذا النوع في التوحيد وما عصم دماءهم بل صار حجة عليهم حيث انهم - 00:08:09ضَ
يعرفون الخالق المدبر المتصرف في المخلوقات يعرفونه كمال المعرفة بانه الذي خلقهم ورزقهم وانه الذي يحيي ويميت ومع ذلك يجعلون معه شركاء. شركاء في العبادة ليسوا شركاء في الخلق والتدبير. فيقال لهم - 00:08:39ضَ
هذا حجة عليكم العلم الذي تعلمونه هو التوحيد الذي تعرفونه وتعترفون به حجة عليكم. حيث انكم اعترفتم بان الله هو الذي خلق الخلق وهو الذي يدبر الامر وهو الذي يرزق من السماء والارض وهو الذي ينبت الماء النبات. وهو الذي يرسل الرياح - 00:09:14ضَ
بذلك كله لله تعالى وحده. ومع ذلك تجعل معه الهة الاخرى وتلك الالهة تعترفون بانها مخلوقة. وبانها منحوتة او تشاهدونها معدومة ثم وجدت لو تشاهدون انها جماد لا تفيد ولا تنفع ولا تضر - 00:09:47ضَ
فاين العقول؟ واين المعرفة؟ ولهذا يوبخهم الله تعالى على معرفتهم قال الله تعالى قل لمن الارض ومن فيها ان كنتم تعلمون ان سيقولون لله قل افلا تتقون يعترفون بان الارض ومن فيها لله - 00:10:26ضَ
وانه هو الذي يملك ذلك. افلا تتقون؟ قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله وفي قراءة سيقولون الله اي الله رب السماوات السبع ورب العرش العظيم قل افلا تذكرون تعترفون بذلك كله لله تعالى ومع ذلك تجعلون معه غيره - 00:10:55ضَ
تصرف شيئا من حقه لغيره. افلا تذكرون؟ كل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجيء ولا يجار عليه. ان كنتم تعلمون. سيقولون لله قل فان اتسحرون فكيف تنصرفون؟ وكيف لا تعقلون ولا تتذكرون؟ لا شك ان هذا ونحوه - 00:11:26ضَ
دليل على انهم يعلمون ولا يعملون. يعترفون بالخلق والرزق والتدبير. ومع ذلك يجعلون مع الله الهة اخرى الحاصل ان هذان هذين نوعان من انواع التوحيد توحيد الله تعالى بافعاله وتوحيده بافعالنا. فالاول ان نعترف - 00:11:56ضَ
ان الخلق خلقه والرزق رزقه والتدبير تدبيره. والامر امره والنهي نهيه الثاني ان نخلص له الدعاء والخوف والرجاء. وان نخافه ونتوب اليه ونعبده وحده ولا نعبد سواه وبذلك نكون موحدين هذان اعاني من انواع التوحيد. المخالفون في التوحيد الاول - 00:12:34ضَ
سمونا دهريين. الذين ينسبون الحوادث الى الدهر. يقولون وما يهلكنا الا الدهر ويسمون في الاصطلاح الجديد شيوعيين اي انهم لا يعترفون بخالق ولا برازق ولا برب. والمخالفون في التوحيد يسمون مشركين وثنيين قبوريين - 00:13:14ضَ
اي انهم جعلوا عبادتهم مشتركة. بعظها للخالق وبعظها للمخلوق فصاروا بهذا مشركين. اي اشركوا مع الله غيره. دعوه ودعوا رجوه ورجوا غيره. خافوه وخافوا غيره. توكلوا عليه وعلى غيره وهكذا انواع العبادة - 00:13:54ضَ
هذه من انواع التوحيد كتب العلماء النوع الاول قديما وحديثا ولكن في القرون الوسطى لم يكن هناك من ينكر هذين النوعين توحيد الافعال وتوحيد العبادة. فلذلك قل من كتب فيها يوجد فيها بعض المؤلفات وبعض الكتب - 00:14:28ضَ
مثل كتاب عجائب المخلوقات للكازويني وله ايضا كتاب في جغرافية البلاد ولكن هو ممن دخله نوع من الفلسفة او نحوها ممن يسندون بعض الامور الى الطبائع كالمتأخرين ولكن لا شك انه - 00:15:11ضَ
كتب في الكتابين عجائب من المخلوقات. وكتب ايضا غيره ممن تكلم قديما على عجائب المخلوقات الذين تكلموا على طبائع الدواب الحيوانات ونحوها وطبائع النباتات وما اشبهها الكتب التي كتبت الحيوانات وما اشبهها. وكذلك لطبائع الاشجار والنبات - 00:15:51ضَ
كثيرة وقد كتب ابن القيم رحمه الله اي تطرق عجائب المخلوقات ودلالتها على قدرة الخالق في اول كتابه الذي سماه مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والارادة ذكر فصولا في التأمل في المخلوقات - 00:16:32ضَ
ما يستدل به على انها لم توجد بالصدفة بل وجدت في قدرة قادر وبخلق خالق من قرأ تلك الفصول عجب مما فتح الله عليه وتعجب مما في هذه المخلوقات من العجائب والتأملات - 00:17:10ضَ
له ايضا كتاب اسمه التبيان في اقسام القرآن تكلم على سورة الذاريات اتعلم ما اتى على قوله تعالى وفي الارظ ايات للموقنين وفي انفسكم وفي انفسكم نشر الايات التي في الارض من عجائبها - 00:17:38ضَ
ثم اطال في قوله وفي انفسكم فذكر عجائب خلق الانسان من هذه الى ابهامه. وذكر نقولا عن الذين تكلموا على ذلك يدل على انه فتح من الله تعالى عليه فهذا - 00:18:09ضَ
رد على الطبائعيين كذلك الذين كتبوا في النوع الثاني وهو توحيد افعال العباد منهم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فانه كتب في ذلك كتبا منها رسالة اسمها رسالة الواسطة. ومنها كلامه الكثير في - 00:18:39ضَ
كتابه الذي سماه اقتضاء الصراط المستقيم. مخالفة اصحاب الجحيم. ومنها رسالة مطبوعة التوسل والوسيلة ولابن القيم رحمه الله فصل نفيس في الرد على القبوريين في كتابه اغاثة اللهفان اما الذين بعدهم - 00:19:12ضَ
هلا يتعرض لهذا النوع الا اشارات يسيرة الى ان جاء زمن الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله فجدد هذا النوع فظهر في زمان غربة في زمن قد حضر فيه الشرك الشرك الصريح فلم يجد بدا من ان - 00:19:42ضَ
يفصح بما فتح الله عليه ويدعو الناس الى ان يعودوا الى التوحيد الصحيح الذي بعثت به الرسل. ودعت اليه اممهم. وبدأوا به دعوتهم والى تحقيق عبادة الله تعالى واخلاص حقه له وترك - 00:20:13ضَ
الى غيره وقد استنبط الادلة كثيرة من النصوص ومن النقول ما فتح الله عليه وبما لم يسبقه فيه غيره. وتبعه تلامذته ابناؤه واحفاده وتلامذتهم وكتبوا في ذلك مؤلفات. كثيرة تتعلق بهذا النوع الذي هو حق الله على العبيد - 00:20:43ضَ
ومع انهم ما دعوا الا الى دعوة الرسل عاداهم خلق كثير فان لكل دعاة اعداء كما ان للرسل اعداء نصبوا لهم العداوة واخذوا يكفرون ويظللون ويعيبونهم وينقلون عنهم نقولا سيئة وينسبون - 00:21:20ضَ
الى الشذوذ وغير ذلك ولكن لم يضرهم ذلك وقال ردوا على كل من خالفهم. وابطلوا كتب المخالفين. وايدهم والله اظهر دعوته هذان نوعان من انواع التوحيد وبقي نوع اخر وهو - 00:21:54ضَ
توحيد الاسماء والصفات. اعتقاد ان الله تعالى موصوف بصفات الكمال ومنزه عن صفات النقص وانه في صفاته لا يشبهه شيء من مخلوقاته يتضمن هذا النوع اثبات الصفات ونافية مشابهة المخلوقات - 00:22:30ضَ
هذا النوع هو الذي انكره كثير من الملاحدة ومن المعطلة الذين حكموا عقولهم في النصوص واعتقدوا ان ما خالفها مفاهيمهم فانه باطل فلما انكروا هذا النوع اثبات الصفات ونفي المشابهة - 00:23:03ضَ
اه ركزوا على التعطيح على نفي الصفات انتدب لهم ائمة السلف وعلماء الحديث وردوا عليهم ولكن ردودهم ردود نقلية. يعتمدون على النقل النقل الثابت من الايات الصريحة ومن الاحاديث الصحيحة - 00:23:40ضَ
من النقول الثابتة عن سلف الامة. فاجتهدوا في مناقشتهم وفي الرد على على مقالاتهم ولكن لم يقتنع اولئك تلك المخالفون الذين اطلقوا عليهم جهمية ومعطلة ونهاة والذين تسموا باسم معتزلة او اسماء ينتشرون - 00:24:23ضَ
فيها الى قادتهم كاشعرية وجاحظية وكرمية وكلابية رد عليهم السلف بالنقول ولكنهم لم يقتنعوا بتلك النقود لا يقتنعون الا الردود العقلية وقد بيض الله شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فرد عليهم بالردود العقلية. رد - 00:25:03ضَ
عليهم بقواعدهم وناقش مسائلهم وابطل تقيداتهم واحدة واحدة والف في ذلك كتبا موسعة اه ملأها بتلك القواعد التي قعدوها وذكر انها دالة على ظد ما يقولونه. قواعدكم رد عليكم انتم مخالفون لما تقولونه ولما تقعدونه - 00:25:47ضَ
وبتأمل ردوده رحمه الله يعرف بذلك انه لا حجة لهم. لا حجة عقلية ولا حجة نقلية. اما كتب السلف رحمه الله فانها حيث انها تعتمد النقل. اي الادلة يوضحون الايات التي يستدلون بها على اثبات الصفات ويوضحون دلالتها - 00:26:33ضَ
وكذلك ايضا يوضحون الاحاديث يرونها بالاسانيد الى من صدرت عنه ان كانت مرفوعة او موقوفة او من كلام التابعين او من كلام الائمة المجتهدين يثبتونها بالاسانيد ثم بعد ذلك يوضحون غالبا دلالتها ان احتاجت الى تعليق. فالحاصل انه - 00:27:10ضَ
رحمهم الله اعتنوا بذلك في مؤلفاتهم. وفيها الكفاية والمقنع لمن اراد الصواب ولكن من اظله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل جعل على بصره في غشاوة فمن يهديه من بعد الله. هذا وصف كثير من الذين خالفوا تلك الادلة - 00:27:47ضَ
الواضحة واصروا على ما كانوا عليه وحكموا عقولهم وقلدوا لهم وحسنوا الظن بمشائخهم واصبحوا لا يقتنعون الا بما يجدونه في كتب مشائخهم. ولو اتيتهم بكل اية. وقد كثروا وتمكنوا في كثير من البلاد وما بقي على عقيدة السلف الا افراد - 00:28:18ضَ
قليلون ولكن هم الاكثرون بحمد الله. فان حجتهم قوية ان دليلهم واضح فلا عبرة بمن خالفهم. لا عبرة بمخالف لهم ولو كانوا الشاي والبعراني. فهذه هي انواع التوحيد. درسنا في هذا المسجد - 00:28:58ضَ
من نحو عشر سنوات نكرر هذا النوع الذي هو توحيد العقيدة وذلك لانه يتعرض للعقيدة في الاسماء الصفات يعني توحيد الله تعالى بافعاله وتوحيده باسمائه وصفاته ويتعرض ايضا للعقيدة التي يدخل فيها الايمان بالغيب - 00:29:26ضَ
يعني الايمان بالبعث بعد الموت والايمان بالقضاء والقدر والايمان بما يكون في الدار في الاخرة من الحساب عن الجزاء على الاعمال والايمان بقدرة العباد وما اعطاه الله تعالى من هذه القدرات - 00:29:55ضَ
وكذلك الايمان بالسمع والطاعة وحقوق ولاة الامور وتحريم الخروج عليهم والجهاد والحج معهم. وهكذا بقية امور العقيدة هذا هو الذي يسمى علم العقيدة. وفيه ايضا مناقشة لكثير من من المبتدعة - 00:30:15ضَ
مناقشة الخوارج الذين خرجوا عن الائمة وصاروا يكفرون بالذنوب ومناقشة للقدرية الذين ينكرون العلم السابق وينكرون قدرة الله تعالى على كل شيء ومناقشة للمجبرة الذين ينكرون دون قدرة العبد ويدعون انه ليس له اية حركة - 00:30:48ضَ
ويجعلونه مجبورا على افعاله ليس له اية اختيار وكذلك مناقشة للمعطلة الذين عطلوا الله تعالى عن صفات الكمال والذين انكروا ما اخبر الله به تعالى عن نفسه واشهر ما خالفوا فيه مسألة الكلام اي مسألة ان القرآن - 00:31:25ضَ
الله او ان الله تعالى يتكلم كما يشاء فان هذه من اشهر ما وقع فيه الخلاف قديما ولا يزال الى الان فلذلك يسمى الذين يخوضون في هذه العلوم اهل الكلام - 00:32:04ضَ
وقد كثر نهي السلف رحمهم الله عن التعلم علومهم والخوض فيها. يسمون ذلك علم الكلام اشتهر عن الشافعي رحمه الله لما ظهر في في زمانه مبادئ علومهم انه قال حكمي في اهل الكلام ان يضربوا بالجريد ويطاف بهم في العشائر - 00:32:32ضَ
ويقال هذا جزاء من ترك كتاب الله واقبل على الكلام وكذلك كثير من سلف حذروا من هذا النوع الذي سموه علم الكلام وكان سببه او سبب انتشاره وتمكنه انه في زمن بعض الخلفاء العباسيين - 00:33:11ضَ
كالمهدي والحادي والرشيد والامين والمأمون تمكن كثير من يونان والروم والترك من ولاية بعض الامور وثق بهم بعض الخلفاء فولوه وتعلموا العربية فجاءوا بكتب بناء وكتب الترك وكتب الفلاسفة ولما جاءوا بها ترجمت الى اللغات اللغة العربية. ولما ترجمت - 00:33:47ضَ
قالوا ان فيها فوائد وحكايات وقصص وتواريخ وعلوم. ولكن كان في فشر مستطير. حيث ان فيها التشكيك في العقائد تشكيكه في الرب وفي صفاته. التشكيك في البعث وفي الجزاء. وفي بدء الخلق - 00:34:37ضَ
وفي اعادته اي علوم الفلاسفة علوم الفلسفة التي تمكنت في تلك الازمنة معلوم ان مباني علومهم على ظنيات وتخمينات فان من عقائدهم ان هذا العالم قديم لم يسبق بعدم ينكرون ان يكون اول الخلق اسمه ادم خلق من تراب. واسكن الجنة وخلق منه - 00:35:07ضَ
زوجه يقولون هذا ليس صحيح. بل هذا الانسان ليس له اول وليس له مبدأ يردون بذلك كلام الله. ويردون بذلك عقيدة المسلمين وكذلك ايضا ينكرون نهاية الخلق. ويدعون انه ليس لهم منتهى - 00:35:56ضَ
فينكرون النفخ في الصور. وينكرون موت الخلق كلهم. عندما ينفخ في الصور وينكرون ايضا البعثة الجسماني البعثة البعثة للاجسام وينكرون القيام لله تعالى في يوم القيامة وينكرون يوم القيامة وما فيه. ولا شك ايضا ان عقيدتهم في الذات الربانية عقيدة سيئة - 00:36:24ضَ
فانهم لا يصفون الله تعالى الا بالوجود المطلق بشرط الاطلاق وكل وصف وجد في المخلوق فانهم ينكرونه والحاصل ان كتبهم لما ترجمت ظل بسببها خلق كثير وهشت الزندقة التي هي انكار الخلق وانكار الخالق - 00:37:01ضَ
ودخل في الاسلام خلق كثير من هؤلاء الزنادقة وتسموا مسلمين وهم بمسلمين وافسدوا على الامة الاسلامية عقيدتهم وادخل عليهم الشكوك. وولدوا اكاذيب كثيرة وفطن لهم بعض الخلفاء. وبعض العلماء فرفعوا بامرهم الى الولاة. فقتل - 00:37:36ضَ
كثير. حتى ذكر ان الذين قتلوا في عهد الخليفة المهدي ابن المنصور يعدون بالالوف من هؤلاء الزنادقة وانه لما احضر اليه احدهم وامتحنه وقرر انه سوف يقتله يقال له هب انك قتلتني فكيف تصنع باربعة الاف حديث كذبتها - 00:38:13ضَ
وبثثتها في الناس فقال تعيش لها نقادها يعني ان هناك من ينقحها ومن يبين خطأها وكذبها هذا دليل على انهم نشروا هذه العقيدة السيئة التي هي علم الفلسفة الامة وسماهم السلف زنادقة وهم في الحقيقة - 00:38:52ضَ
اسمهم منافقون لانهم يتظاهرون بانهم مع المسلمين ويبطنون الشك والتكذيب. ويشككون كل من وثقوا به. وكل ما وجدوا جاهلا او مبتدأ اخذوا يلقون عليه اسئلة محيرة حتى يتحير ويشك في عقيدته - 00:39:31ضَ
ومع ذلك وللاسف فان مؤلفاتهم وكتبهم تمكنت في كثير من الاسلاميين وصاروا ينقلون منها. ويرجعون اليها واستمروا على هذا الكلام. فكان كثير من الذين يتكلمون في هذه العلوم يقعون في الحيرة. حتى لا يدري احدهم ما عقيدته - 00:40:08ضَ
مر بنا في شرح الطحاوية نقول عن كثير منهم ان احد علماء الاشاعرة المتكلمين دخل عليه بعض الاعوام فسأله عن عقيدته فقال ذلك العامي انا اؤمن ان الله تعالى ربي وخالقي وهو معبودي واؤمن بانه ارسل الرسل وانزل - 00:40:51ضَ
الكتب واعبد الله حق عبادته الى اخر العقيدة. فقال ذلك العالم كلم هنيئا لك ان كنت على هذه العقيدة السليمة لكني والله ما ادري ما اعتقد واخذ يكرر الحلف والله ما ادري ما اعتقد حتى اغمي عليه من البكاء وشدة الحيرة - 00:41:26ضَ
هذه نهايتهم وكذلك ايضا مرت بنا ابيات ونقل عن احد اكابرهم انه قال في بعض كتبه اما منشئا له اما ناقلا نهاية اقدام العقول اقالوا واكثر سعي العالمين ضلال. وغاية دنيانا اذى ووبال - 00:42:00ضَ
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا سوى ان جمعنا فيه قيلا وقالوا ثم يقول لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تروي غليلا ولا اتشفي علينا ورأيت اقرب الطرق طريقة الاثبات. طريقة القرآن اقرأ في الاثبات - 00:42:36ضَ
الرحمن على العرش استوى واقرأ في النفي ليس كمثله شيء ولا يحيطون به علما ومن جرب مثل تجربة عرف مثل معرفتي وكثير من النقول عن مثل هؤلاء وفي ذلك يقول بعضهم ان - 00:43:08ضَ
ترى الناس شكا عند الموت. اهل الكلام. هكذا وصفوا بانهم سنشكل وسبب ذلك انهم توغلوا في هذا العلم فكان كثير من علومهم ينقض بعضها بعضا ليس لهم قاعدة الا وهناك ما يبطلها. وما ينقضها - 00:43:37ضَ
وحتى ان بعضهم لما حضره الموت قال اموت وما عرفت شيئا الا ان الموجود الا ان المعدوم يحتاج الى موجد ثم فكر وقال والعدم امر ذاتي اموت شيئا هكذا اعترف ان قواعدهم هذه لا تفيدهم ولا تدلهم على شيء - 00:44:13ضَ
من العلوم التي يقعدونها ويعتقدونها ولاجل ذلك نقول علينا ان نترك كتبهم الكلامية. ومناهجهم الفلسفية. وان نرجع الى كتب السلف رحمهم الله الذين بذلوا جهدا شهيدا في حفظ النبوية وفي حفظ العقيدة السلفية وفي ادلتها - 00:44:57ضَ
شرعية الصحيحة التي لا لبس فيها. ولذلك اهتم العلماء رحمهم الله بمثل هذا فرأينا الامام مسلم ابن الحجاج رحمه الله بدأ كتابه صحيحه كتاب الايمان يعني العقيدة. وذكر فيهما يتعلق بالايمان وما يتعلق - 00:45:37ضَ
والوعيد وما يتعلق بالاسماء والصفات وما يتعلق بالبعث والنشور وما يتعلق بالجزاء والمعاصي وما يتعلق بالرؤية في الدنيا وفي الاخرة. وما يتعلق بالايمان كله وبالغيب كله مما صح عنده ونرى ايضا ان الامام البخاري رحمه الله بدأ كتابه بمقدمة في - 00:46:07ضَ
لانه ايضا من العقيدة ثم بكتاب الايمان. لانه ايضا من العقيدة. ثم ختم كتابه بالتوحيد. ويريد به العقيدة. ما يتعلق بالاسماء والصفات وما يتعلق بالجزاء والميعاد. وما يتعلق بالبعث والنشور. ولا شك ان هذا - 00:46:37ضَ
دليل على انهم احسوا من اهل زمانهم بكثرة المخالفات. ائمة الحديث اهل الكتب الستة او السبعة من المؤلفين في هذا العلم. فابو داوود رحمه الله في اخر كتابه او قبيل الاخر - 00:47:09ضَ
جعل كتاب السنة ويراد به العقيدة الامام الترمذي في اثناء كتابه جعل كتاب الايمان ابن ماجة جعل ايضا كتابا في العقيدة كمقدمة كمقدمة لكتابه كلها بالعقيدة الدارمي في سننه مقدمتها كلها تتعلق بالعقيدة - 00:47:36ضَ
فيما يتعلق بالايمان وبالاسماء والصفات وما اشبهها. اما الامام احمد فان مسندة مرتب على اسماء الصحابة ولكنه مع ذلك الف كتبا في العقيدة فله رسالة في الرد على الزنادقة. وله رسالة في السنة - 00:48:11ضَ
بعقيدة اهل السنة وله كتاب في فضائل الصحابة ردا على من طعن فيهم مما يدل على اهتمامهم باصول الدين. وبعلم العقيدة ولزميله الشيخ ابن ابي شيبة رسالة في الايمان مع انه ايضا في - 00:48:37ضَ
ذكر كثيرا مما يتعلق بالعقيدة وكذلك الامام عبد الله ابن الامام احمد نحن نقرأ في هذا وفي هذه الاشهر في كتابه الذي باسم كتاب السنة ظما انه الاحاديث والاثار التي تتعلق بالعقيدة. يعني العقيدة - 00:49:06ضَ
عقيدة اهل السنة نقل فيه عن والده نقولا كثيرا ونقل ايضا عن من العلماء ومن الائمة واستشهد بالاحاديث مما يدل على انه اهتم بذلك لقوة الخلاف او لكثرة المخالفين وجاء بعده تلميذه ابو بكر الخلال - 00:49:40ضَ
اخذ كتابه هذا كتاب السنة وحذف منه اشياء وزاد عليه نقولا كثيرة وسماه كتاب السنة وقد قرأناه ايضا بكامله بجزئين في هذا المسجد وان كان له تكملة لم يتم طبعها - 00:50:13ضَ
وقراءة هذه الكتب واضحة فيما كان عليه السلف رحمهم الله من الاهتمام بالعقيدة وبيان ان سبب اهتمامهم انخداع كثير في زمانهم باولئك المبتدعة وتصديقهم لهم. حتى دخلوا على بعض الخلفاء - 00:50:42ضَ
انخدع بهم الخليفة المأمون مع كونه من ذوي العقول ومن ذوي الادب فهم وقوة الادراك ولكن لما كثر مجالسوه كابن ابي دؤاد وغيره من دعاة الباطل صاروا يزينون له هذا المعتقد - 00:51:17ضَ
ويبينون له انه الدليل الذي عليه الدليل العقلي. وانه الذي تؤيده الادلة. فانتحر على منتحلوه وحصلت الفتنة في امتحان علماء الامة كما هو معروف. وبهذا نعرف اهمية هذا العلوم التي تتعلق بعقيدة اهل السنة والجماعة فيما يتعلق بهذه العلوم كلها - 00:51:45ضَ
هاي فيما يتعلق بالاسماء والصفات وفيما يتعلق بالافعال وفيما يتعلق الرب تعالى على عباده تكلمنا على هذا ليكون ملخصا لما قرأناه فيما سبق توقف هنا اشهرا متتابعة عن القراءة بسبب تفرق الاخوان - 00:52:20ضَ
ومن الدرس الاتي ان شاء الله نواصل درسنا فيما يتعلق النقل من كتاب او القراءة في كتاب عبد الله ابن الامام احمد - 00:52:56ضَ