شرح اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (196 حلقة) - شرح كامل للشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

32 من 196|شرح اقتضاء الصراط المستقيم|النهي عن مشابهة الكفار|صالح الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. حلقات تبث في اذاعة القرآن الكريم اقتضاء الصراط المستقيم. لمخالفة اصحاب الجحيم. لقاء مع فضيلة الشيخ صالح ابن فوزان الفوزان - 00:00:00ضَ

الدرس الثاني والثلاثون. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ايها المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلا وسهلا بكم الى هذه الحلقة الجديدة في برنامج - 00:00:23ضَ

اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة اصحاب الجحيم لشيخ الاسلام احمد ابن عبد الحليم ابن تيمية رحمه الله يشرح الكتاب في هذه الحلقات صاحب الفضيلة الشيخ صالح ابن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء - 00:00:43ضَ

في مطلع لقاءنا نرحب بشيخنا الكريم حياكم الله شيخ صالح. حياكم الله وبارك فيكم قال المؤلف رحمه الله تعالى في الحديث عن مشابهة الكفار والنهي عن ذلك قال ومما يدل من القرآن على النهي عن مشابهة الكفار - 00:01:01ضَ

قوله سبحانه يا ايها الذين امنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب اليم قال قتادة وغيره كانت اليهود تقوله استهزاء فكره الله للمؤمنين ان يقولوا مثل قولهم وقال ايضا - 00:01:20ضَ

كانت اليهود تقول للنبي صلى الله عليه وسلم راعنا سمعك يستهزئون بذلك وكانت في اليهود قبيحة وروى احمد عن عطية قال كان يأتي ناس من اليهود فيقولون راعنا سمعك حتى قالها ناس من المسلمين فكره الله لهم ما قالت اليهود - 00:01:38ضَ

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا - 00:02:01ضَ

طاعنا في الاصل راعنا من الرعاية او من الارعاء اي ارعن سمعك. نعم وآآ اقبل علينا حتى حتى تسمع منا وحتى نفهم ما تقول لنا فهو من المراعاة او من الرعاية - 00:02:19ضَ

او من الانتظار او من الانتظار او الانظار والمطلوب انهم كانوا آآ المطلوب من هذه الكلمة انه يطلب من المخاطب ان يراعي المتكلم. نعم ان يراعي المتكلم في سماع كلامه - 00:02:48ضَ

وفي اجابته وفي امهاله هذا اصل الكلمة وهو لا لا بأس به في الاصل هذه الكلمة لا بأس بها في الاصل في الاصل ولا بأس باستعمالها لكن عرظ ان اليهود - 00:03:14ضَ

استغلوا هذه الكلمة لمعنى سيء وذلك انهم حولوها الى الرعونة حولوها عن ظاهرها الى الرعونة اه يقصدون ان النبي صلى الله عليه وسلم راع يعني فيه رعونة فهم يقولونها فيما يظهر - 00:03:35ضَ

انها طلب من الرسول ان يراعيهم كما يطلب منه المؤمنون. نعم ولكنهم يحولون معناها فيما بينهم وفي عرفهم الى معنى سيء وهو الطعن في الرسول صلى الله عليه وسلم وان - 00:03:59ضَ

فيه رعونة اي خفة وعدم اتزان الرعونة معروفة انها كلمة ذميمة لا شك بخلاف راعنا فانها كلمة لا بأس بها لكن لما كانوا يقصدون منها معنى سيئة سيئا نهي المسلمون ان يقولوها - 00:04:16ضَ

سدا للطريق على اليهود هذا من ناحية. نعم. الناحية الثانية ان المسلمين اذا قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم راعنا تشبهوا باليهود وهذا هو المطلوب في هذا الباب تشبهوا باليهود في هذه الكلمة - 00:04:39ضَ

فربما يفهم ان المسلمين يقصدون بها ما يقصده اليهود. اليهود. فلذلك منعوا من ذلك فهذا فيه مسألتان. المسألة الاولى تحريم التشبه بالكفار ولو بالالفاظ. الله المستعان. المسألة الثانية فيه سد الذرائع - 00:04:57ضَ

وهي قاعدة عظيمة فلما كان اليهود يقصدون من هذه الكلمة معنى سيئا وكان اصلها مباحا منع منها ففيه آآ ان ان المباح اذا كان يفضي الى محرم انه يحرم سدا للذرائع للذرائع وهذه قاعدة معروفة - 00:05:17ضَ

عند اهل العلم نعم احسن الله اليكم. وقال عطاء كانت لغة الانصار في الجاهلية انهم يقولون راعين بمعنى ارعينا سمعك. نعم. وقال ابو العالية ان مشركي العرب كانوا اذا حدث بعضهم بعضا يقول احدهم لصاحبه ارع - 00:05:40ضَ

سامعك فنهوا عن ذلك. نهي المسلمون عن ذلك لان اليهود استغلوا هذه الكلمة الى معنى سيء وان كان اصلها مباحا. نعم. قال وكذلك قال الضحاك فهذا كله يبين ان هذه الكلمة نهي المسلمون عن قولها لان اليهود كانوا يقولونها - 00:05:57ضَ

وان كانت من اليهود قبيحة ومن المسلمين لم تكن قبيحة كما ذكرنا ان هذا فيه سد الذرائع وان الحلال اذا كان يفضي الى الحرام فان الحلال يترك سدا للذريعة والله جل وعلا اعطى البديل عنها. قال وقولوا انظرنا. وقولوا انظرنا - 00:06:19ضَ

فهذا فيه ان من نهى عن شيء وكان له بديل بديل صالح فانه يأتي بالبديل ويوجه اليه نعم قال هذه الكلمة انظرنا ليس فيها احتمال واما راعنا ففيها احتمال لليهود - 00:06:43ضَ

نعم قال لان اليهود كانوا يقولونها وان كانت من اليهود قبيحة ومن المسلمين لم تكن قبيحة لما كان في مشابهتهم فيها من مشابهة الكفار وتطريقهم الى بلوغ غرضهم. هذا ما ذكرنا انها منع منها لامرين - 00:07:01ضَ

الامر الاول التشبه بالكفار ولو في اللفظ والثاني سد الذريعة التي تفظي الى الحرام وفيه ما ذكرنا انه اذا كان هناك بديل لا لا احتمال فيه ليس فيه احتمال للسوء - 00:07:18ضَ

فانه يؤخذ بالبديل ويترك ما هو محتمل لان كلمة انظرنا ليس فيها احتمال الى فراعنا ففيها احتمال فلذلك منع منه. نعم. اذا يا شيخ هذا النهي الواضح بنص القرآن عن مشابه في مجرد الفاظ بين المسلمين والكافرين - 00:07:38ضَ

اصلا مهم في النهي عن المشابه في غير ذلك. ما في شك وان التشبه ممنوع آآ بوجه عام. التشبه بهم في الكلام وسيأتي كلام الشيخ في تعلم بطانة الاعاجم من غير حاجة - 00:07:55ضَ

والتشبه بهم في اللباس الخاص بهم تشبه بهم في المشية التشبه بهم في الاكل والشرب يعني في صفة الاكل والشرب لا في اصل الاكل والشرب لكن في صفة الاكل الاكل والشرب. نعم - 00:08:10ضَ

قال وقال الله سبحانه ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء انما امرهم الى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون ومعلوم ان الكفار فرقوا دينهم وكانوا شيعا. كما قال تعالى ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات. وقال وما تفرق الذين - 00:08:27ضَ

اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءتهم البينة وقال ومن الذين قالوا انا نصارى اخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به فاغرينا بينهم العداوة والبغضاء الى يوم القيامة نعم ومن انواع التشبه المنهي عنه تشبه بالكفار المنهي عنه - 00:08:48ضَ

التشبه بهم في التفرق في الدين لان الله جل وعلا ارسل الرسل وانزل الكتب ليكون الناس على عقيدة واحدة وان وان اختلفت شرائع الانبياء فان مؤداها واحد. نعم. وهو عبادة الله وحده لا شريك له - 00:09:08ضَ

لكنه يشرع لكل امة ما يناسبها في وقتها. نعم. ثم ينسخ ذلك بالبديل الذي يصلح للوقت الذي هو فيه. نعم. الى ان جاء الاسلام فصار صالحا لكل زمان ومكان الى ان تقوم الساعة. فلذلك الاسلام لا ينسخ - 00:09:30ضَ

شريعة الاسلام لا تنسخ فهي الشريعة الباقية الى ان تقوم الساعة فالله جل وعلا يريد من عباده ان يجتمعوا على عبادته وعلى وعلى توحيده وان يعملوا بكتابه اي كتاب انزله في وقته التوراة في وقتها الانجيل - 00:09:50ضَ

في وقته القرآن في وقته وهو ما تبقى من الدنيا الى ان تقوم الساعة. نعم ومن عمل بكتاب الله فانه لا يتفرق لان الكتاب يجمع ولا يفرق وانما التفرق يحصل باتباع الاهواء - 00:10:14ضَ

والتعصب للاراء واتباع الشهوات والرغبات فاذا الناس اعتمدوا على الكتاب والسنة حصل الاجتماع قال تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وقالت جل وعلا ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات قال تعالى ان الذين فرقوا دينهم - 00:10:31ضَ

وكانوا شيعا لست منهم في شيء انما امرهم الى الله فالله برأ رسوله صلى الله عليه وسلم من المتفرقين في دينهم. لان الدين ليس محلا للتفرق. نعم. وانما هو دين واحد - 00:10:58ضَ

شرع لكم من الدين ما اوصى به نوحا وابراهيم وموسى وعيسى ما شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا. والذي اوحينا اليه والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ولا - 00:11:13ضَ

في ولا تتفرقوا فيه فالدين ليس محل تفرق وانما التفرق في الاهوى والرغبات والانقسامات والجماعات الى غير ذلك المسلمون امة واحدة كما قال تعالى وان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم - 00:11:29ضَ

تعبدون وقال عليه الصلاة والسلام المؤمن للمؤمن كالبنيان قال صلى الله عليه وسلم آآ المسلم للمسلم آآ مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاضدهم كمثل الجسد الواحد المسلمون جسد واحد وبنيان واحد وامة واحدة. واحدة - 00:11:53ضَ

فالتفرق يحدث العداوة ويحدث سفك الدماء ويحدث اه اه الظعف في الامة خلاف الاجتماع فانه رحمة وقوة وعزة فهذا هو المقصود كما اننا لا نتشبه بهم في الكلام ولا في اللباس ولا في - 00:12:15ضَ

آآ دينهم وكذلك لا نتشبه بهم في التفرق في الدين الواجب على المسلمين ان ينبذوا الخلافات لا نقول انه لا يحصل اختلاف في في مسائل الفقه والاجتهاد فهذا امر مطلوب - 00:12:38ضَ

نعم امر مطلوب الاجتهاد والبحث عن الحق ولو اختلفت انا وانت في في مسألة من المسائل الفقهية فهذا لا عيب فيه ولكن علينا جميعا اذا اختلفنا ان نرجع الى الكتاب والسنة فنأخذ ما ترجح بالدليل - 00:12:56ضَ

ونترك المرجوح هذا هو المفروظ والواجب على الجميع اما الاختلاف في العقيدة الاختلاف في الدين والعبادة فهذا لا يجوز بحال من الاحوال ولا اجتهاد فيه لانه توقيفي نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله قد قال تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام لست منهم في شيء - 00:13:15ضَ

وذلك يقتضي تبرأه منهم في جميع الاشياء ومن تاب الله جل وعلا برأ رسوله من المختلفين في الدين ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا. هذا يعبد الله على طريقة فلان - 00:13:38ضَ

على طريقة عبد القادر الجيلاني وهذا على طريقة آآ النقشبندي وهذا على طريقة مرزوق احمد. آآ نعم؟ مرز احمد. هذا عاد اخر هذا غير غير الصوفية مجزى احمد هذا يدعي النبوة. نعم. فهؤلاء مخالفون للرسول صلى الله عليه وسلم اصلا - 00:13:55ضَ

ويدعون الا ان لهم نبيا مصطنعا والعياذ بالله. فهؤلاء اشد لكن الكلام في الذين ينتسبون الى اتباع الرسول صلى الله عليه ومع هذا يتفرقون عليه ويكون قدوتهم فلان او علان - 00:14:16ضَ

الواجب ان القدوة هو الرسول صلى الله عليه وسلم. هو القدوة الوحيدة لقد كان لكم في رسول الله اسوة اسوة حسنة فهو قدوتنا ونقلد ونقتدي من العلما بمن اقتدى بالرسول صلى الله عليه وسلم واتبع الرسول - 00:14:31ضَ

اما من خالف الرسول وابتكر طريقة او عبادة من عنده فاننا نرفضه ونبتعد عنه فالله جل وعلا انما يعبد بما شرع وما انزله على رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يعبد بالأهواء والتعصبات - 00:14:48ضَ

ولهذا قال شيخ الاسلام رحمه الله في موضع او في الرسالة السنية يقول من زعم انه يجب انه يجب الاقتداء بمعينا غير رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه يستتاب فان تاب والا قتل. الله اكبر. من زعم انه يجب يجب. نعم. الاقتداء بمعين غير رسول الله - 00:15:09ضَ

صلى الله عليه وسلم فانه يستتاب فان تاب والا قتل لانه لا احد يجب اتباعه بعينه الا رسول الله صلى الله عليه وسلم. اما غيره فانما يتبع فيما وافق فيه النبي. النبي صلى الله عليه وسلم. نعم - 00:15:34ضَ

قال وقد قال تعالى لست منه في شيء وذلك يقتضي تبرأه منه بجميع الاشياء لست منهم في شيء كلمة شيء في سياق النفي تعم كل شيء فالرسول بريء منهم في جميع امورهم وجميع احوالهم - 00:15:52ضَ

ما داموا متفرقين في دينهم فليتفطن لهذا اصحاب النحل الباطلة والفرق الضالة التي تزعم انها على الاسلام وهي تتبع فرقا منحرفة ومتفرقة والاسلام ليس فيه تفرق وليس فيه اختلاف في العبادة والعقيدة - 00:16:10ضَ

والامة وانما هو دين واحد وامة واحدة. واحدة. نعم. قال ومن تابع غيره في بعض اموره فهو منه في ذلك الامر من تابع غير الرسول صلى الله عليه وسلم في بعض ولو في بعض اموره - 00:16:32ضَ

فانه منه من ذلك المتبوع. نعم. وليس من الرسول صلى الله عليه وسلم في شيء. نعم. لان قول القائل الا من هذا وهذا مني اي انا من نوعه وهو من نوعي - 00:16:48ضَ

لان الشخصين لا يتحدان الا بالنوع كما في قوله تعالى بعضكم من بعض وقوله صلى الله عليه وسلم لعلي انت مني وانا منك نعم الانسان من الانسان. الانسان من الانسان بمعنى انه من نوعه لا من عينه. فلا يمكن ان يكون - 00:17:00ضَ

انسانان عينا واحدة واحدة وانما انسان هو الانسان في النوع في نوع الانسانية فقوله صلى الله عليه وسلم لعلي انت مني انا انت مني وانا منك اي انت تشبهني وانا اشبهك - 00:17:19ضَ

لا ان عين علي هو عين الرسول صلى الله عليه وسلم هذا مذهب وحدة الوجود الكافرة نعم فقول القائل لست من هذا في شيء اي لست مشاركا له في شيء بل انا متبرأ من جميع اموره - 00:17:37ضَ

يستأمنون في شيء من جميع الاشياء التي هي خارج الذات. لذات وحدها نعم واذا كان قد برأ الله رسوله صلى الله عليه وسلم من جميع امورهم فمن كان متبعا للرسول صلى الله عليه وسلم حقيقة كان - 00:17:53ضَ

برئا كتب الرؤية ومن كان موافقا لهم كان مخالفا للرسول بقدر موافقته لهم نعم من كان متبعا للرسول صلى الله عليه وسلم مقتديا به فانه بريء من هذه الفرق كلها - 00:18:12ضَ

كما برأ الله رسوله منها. نعم. ومن كان متبعا لاحد من هذه الفرق فهو بريء من الرسول صلى الله عليه وسلم بريء منه فلا يجتمع انك تكون مع مع الرسول وتكون مع غيره. نعم. مع من خالفه. نعم - 00:18:28ضَ

قال فان الشخصين المختلفين من كل وجه في دينهما كلما شابهت احدهما خالفت الاخر فان الشخصين المختلفين من كل وجه. نعم. في دينهما ما يجتمع انك تكون من هذا ومن هذا - 00:18:48ضَ

فاذا كنت مع واحد فانت بريء من الاخر. من الاخر ومخالف له مخالفة تضاد اما اذا كان الاختلاف في وجه دون وجه فقد يكون انه يكون فيه نوع من الاجتماع فيما اتفق عليه افتراق فيما اختلفوا عليه فيه نعم - 00:19:03ضَ

وقال الله سبحانه وتعالى لله ما في السماوات وما في الارض وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله الى اخر السورة وقد روى مسلم في صحيحه عن العلاء بن عبدالرحمن عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه قال لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:19:24ضَ

لله ما في السماوات وما في الارض وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله الاية اشتد ذلك على اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بركوا على الركب - 00:19:44ضَ

فقالوا اي رسول الله كلفنا ما نطيق الصلاة والصيام والجهاد والصدقة وقد نزلت عليك هذه الاية ولا نطيقها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتريدون ان تقولوا كما قال اهل الكتابين من قبلكم سمعنا وعصينا بل قولوا سمعنا - 00:20:01ضَ

او اطعنا غفرانك ربنا واليك المصير فلما اقترأها القوم وذلت بها السنتهم انزل الله في اثرها امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون. كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير. فلما فعلوا ذلك - 00:20:21ضَ

نسخها الله فانزل لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت. ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا. قال نعم ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا؟ قال نعم ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به؟ قال نعم واعف عنا واغفر لنا وارحمنا - 00:20:45ضَ

انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين؟ قال نعم قال المؤلف رحمه الله فحذرهم صلى الله عليه وسلم ان يتلقوا امر الله بما تلقاه اهل اهل الكتابين نعم وهذا نوع اخر من التشبه - 00:21:07ضَ

الذي نهينا عنه وهو ان اليهود والنصارى كانوا يتلقون اوامر الله واوامر رسله بالتثاقل والبطء والاعتراضات. نعم. الباردة كما حصل من اليهود في ما ذكره الله عنهم في سورة البقرة وغيرها - 00:21:22ضَ

من انهم اذا امروا بالاوامر يتثاقلون ويتساءلون اه يتكاسلون فالله جل وعلا اراد ان يمتحن هذه الامة هل تكون مثل الامم السابقة او لا؟ فانزل الله هذه الاية. آآ انزل الله قوله تعالى لله ما في السماوات وما في - 00:21:44ضَ

في الارض وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله ذكر انه يحاسب العبد حتى على نيته وما في قلبه حتى على نيته وما في قلبه ولو لم يعمل - 00:22:09ضَ

فشق ذلك على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لان الصحابة يبادرون الى العمل بالقرآن والسنة. فاذا نزل عليهم شيء بادروا بالامتثال لما نزلت عليهم هذه الاية شقت عليهم. لان احدا لا يسلم من التفكير - 00:22:25ضَ

والهواجس التي في القلوب هذا شيء يعرض لكل احد فاذا كان الله سيحاسبهم عليه انه لا يبقى لهم شيء ولذلك شق ذلك عليهم وجاءوا الى النبي صلى الله عليه وسلم مشفقين آآ وجثوا على الركب - 00:22:47ضَ

وقالوا كلفنا ما نطيق فصبرنا وانها نزلت عليك اية لا نطيقها فالنبي صلى الله عليه وسلم لامهم وقال اتريدون ان تقولوا كما قال من قبلكم سمعنا وعصينا وعصينا قولوا سمعنا واطعنا - 00:23:06ضَ

فعند ذلك الصحابة رضي الله عنهم استسلموا لهذا وامنوا به وتركوا الاعتراظ فانزل الله جل وعلا امن الرسول بما لما قالوا اه لما قال امن الرسول بما انزل اليه نعم فلما امتثل الصحابة ذلك واستسلموا لهذا الامر - 00:23:25ضَ

وخضعوا له عند ذلك انزل الله قوله تعالى امن الرسول بما انزل عليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته كتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا - 00:23:52ضَ

غفرانك ربنا واليك المصير امتثلوا قول الرسول صلى الله عليه وسلم لهم قولوا سمعنا واطعنا واطعنا يعني ولا تعترظوا وان كان في هذا مشقة عليكم وانه شيء غير مألوف لكم ولا تطيقونه فلا يسعكم الا الامتثال. الامتثال والاستسلام لامر الله سبحانه - 00:24:10ضَ

وهذه تربية هذه تربية من الله عز وجل لهذه الامة بانهم لا يقابلون اوامر الله بالاعتراض او بالتثاقل وان كانت شاقة ومكلفة فعليهم الامتثال والصبر فلما حصل منهم الايمان والاستسلام - 00:24:33ضَ

وعند ذلك نسخ الله هذه الاية قوله تعالى لا يكلف الله نفسا الا وسعها الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا وفي الاول - 00:24:57ضَ

به انه يؤاخذهم بالخطأ والنساء والنسيان وان تخفوا ما في تبدو ما في وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله ربنا لا تؤاخذنا دعوا ربهم فبدل ان تعترض تدعو الله عز وجل. ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا - 00:25:13ضَ

او اخطأنا ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما يعني ثقلا وحملا ثقيلا كما حملته على الذين من قبلنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به فبدل من الاعتراض الدعاء فهم استسلموا اولا - 00:25:35ضَ

ثم دعوا ربهم ثانيا فاستجاب الله لهم ونسخ الاية التي قبلها في ان الانسان لا يؤاخذ بما آآ بما فيه او نسيه او حدثت به نفسه من غير ان يتكلم او يعمل كما قال صلى الله عليه وسلم. عفي لامتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا - 00:25:53ضَ

عفي لامتي الخطأ والنسيان وما حدثت به انفسها ما لم تتكلم او تعمل او تعمل وهذا لطف من الله عز وجل وتيسير من الله لكن هذا ما حصل الا بعد امرين. الامر الاول الاستسلام والانقياد لامر الله. وعدم الاعتراض. الامر الثاني الدعاء - 00:26:19ضَ

بان الله لا يكلفنا ما لا لنا به وان يعفو عنا ما حصل منا من الخطأ والنسيان ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا ربنا ولا تحمل علينا اصرا. ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف - 00:26:39ضَ

وعنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين. قال الله جل وعلا قد فعلت. الحمد لله. لان هذا دعاء والله جل وعلا الا اجابهم بانه قد فعل ذلك. نعم. قال فحذرهم النبي صلى الله عليه وسلم ان يتلقوا امر الله بما تلقاه اهل الكتاب - 00:26:58ضَ

ابيت وامرهم بالسمع والطاعة فشكر الله لهم ذلك حتى رفع عنهم الاصار والاغلال التي كانت على من كان قبلنا الحمد لله. نعم. احسن الله اليكم شيخنا وجزاكم خيرا. ايها المستمعون الكرام الى هنا نأتي الى نهاية هذه الحلقة في برنامج اقتضاء الصراط المستقيم - 00:27:18ضَ

مخالفة اصحاب الجحيم مع صاحب الفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان شكر الله لشيخنا ما تكرم به من البيان والشرح وشكر لكم حسن استماعكم ونفعنا واياكم بما نقول ونسمع. هذه في الختام تحية مهندس الصوت زميلي يحيى عبد الله ابراهيم - 00:27:37ضَ

حتى نلقاكم في الحلقة القادمة ان شاء الله نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:27:54ضَ