التعليق على كتاب الداء والدواء لابن القيم
(٣٤) التعليق على كتاب الداء والدواء لابن القيم(فصل أقسام المحبوب) المجلس الرابع والثلاثون
لمن سأل عن الدواء الشافي على ذكر ما ذكره المصنف رحمه الله تعالى في بيان ان المحبوب ان المحبوب قسمان. القلب لابد له من معرفة انواع المحبوب. حتى يكون حبه صحيحا حتى يكون حبه مستقيما موصلا للخيرات باذن الله جل وعلا نبدأ على بركة الله - 00:00:20
ونسمع ما يقول ابن القيم رحمه الله نعم. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا المسلم يا رب العالمين. قال ابن القيم رحمه الله تعالى - 00:00:50
المحبوب قسمان والمحبوب قسمان محبوب لنفسه ومحبوب لغيره والمحبوب لغيره لا بد ان ينتهي المحبول لنفسه دفعا للتسلسل المحال وكل ما سوى سوى المحبوب في الحق فهو محبوب لغيره. وليس شيء يحب لذاته الا الله - 00:01:10
وحده وكل ما سواه مما يحب فانما محبته تبع لمحبة الرب تبارك وتعالى. كمحبة ملائكته وانبيائه واوليائه فانها تبع لمحبته سبحانه وهي من لوازم محبته. فان محبة المحبوب توجب محبة ما يحبه. وهذا موضع يجب - 00:01:30
الاعتناء به فانه محله محل فرقان بين المحبة النافعة لغيره. والتي لا تنفع بل قد تضر. هذه المسألة مهمة وهي ان يدرك الانسان المسلم ان المحبوب الذي يجب محبته للشرع يجب - 00:01:50
ومحبته شرعا انه قسمان. محبوب لنفسه ومحبوب لغيره. المحبوب لعينه شخصه وذاته هو الله عز وجل. وكل ما سوى الله تبارك وتعالى من المحبوبات فانها محبوبة لغيره. فمحبتنا للصالحين لانهم عباد الله الصالحين - 00:02:10
محبتنا للاولياء لانهم اولياء الله الصالحين. محبتنا للانبياء لانهم انبياء الله الصالحين. محبتنا للملائكة لانهم ملائكة الله. اذا محبتنا لغير الله هي محبة هي محبة لاجل كونهم كانوا على مراد الله عز وجل. فاحببناهم لله عز وجل - 00:02:40
وهذا الموضع يجب الاعتناء فيه فان من يحب الله لذاته وعينه ويحب الله عز وجل لنفسه لا يمكن ان يحب معه شخصا او شيئا اخر لذاته. وانما يحبه لاضافته الى الله عز وجل - 00:03:10
تحبه الحب الديني لاضافته الى الله تبارك وتعالى. ومتى ما احب العبد الله عز وجل لذاته العلية وجماله وجلاله وكماله فهذه محبة نافعة ان كان مع هذه المحبة طاعة وعبادة. ومتى ما احب العبد غير الله محبة دينية لله - 00:03:30
كانت محبة نافعة. فان احب غير الله لنفسه ولذلك دينا صارت المسألة الان في خلل. ولهذا يقول وهذا موضع يجب الاعتناء فيه. تفرق بينما يجب حبه لنفسه وهو الله وبينما يجب حبه لله وهو ما سوى الله - 00:04:00
فانه محل فرقان بين المحبة النافعة والتي لا تنفع بل قد تضر. صار بعض الناس يحبون الاولياء حبا لذواتهم. ما هو لصلاحهم. صار بعض الناس يحب الانبياء لا لانه نبي. وانما لانه قريبه مثلا. او لانه من قبيلته مثلا - 00:04:30
او لانه من جنسه مثلا او من لغته مثلا هذا الحب لا ينفع لابد ان تحب النبي لانه نبي رسول لانه من اولاد ادم ولا لانه من قبيلتك ولا لانه من اهل لغتك. تنبه لهذا. نعم. فاعلم ان - 00:05:00
انه لا يحب لذاته الا من كان كماله من لوازم ذاته. والهيته وربوبيته وقناه من لوازم ذاته. وما سواه فانما يبغض ويكره لمنافاته محابه محابه محابه لمنافاته محابه مضادته لها وبغضه - 00:05:20
بحسب قوة هذه المنافاة وضعفها. فما كان اشد منافاة لمحابه كان شد كراهة من الاعيان الاوصاف والافعال والايرادات وغيرها. هذا هو الذي يجب الاعتناء به ان محبة الله لذاته العلية لالوهيته لربوبيته لكمال غناه فهو سبحانه وتعالى - 00:05:40
من اي جهة نظرت اليه سبحانه. من جهة ذاته العلي من جهة كمالات صفات من جهتك ربوبيته من جهة افعالك من جهة استحقاقه فهو يحب لذاته سبحانه وتعالى اما المحبوبات لله التي نحبها لله عز وجل. فحبنا لها مقسمة - 00:06:10
بقسم بحسب قربها وبعدها عن الله عز وجل. فحبنا لها تزداد وتنقص. الا ترون انا نحب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم اعظم محبة من اخوانه الانبياء والمرسلين وهم كلهم انبياء ورسل اليس كذلك؟ لماذا - 00:06:40
لكمال مكانته في ها كمال عبوديته لله عز وجل. السنا نحب اعظم ممن دونهم من الصالحين؟ لماذا؟ لكمال ما كان عندهم من المحاب لله عز وقلة ما عندهم مما يبغضه الله ويكرهه. هذا هو الميزان نعم. احسن الله اليك. فهذا - 00:07:00
عادل توزن به الموافقة الرب ومخالفته وموالاته ومعاداته. فاذا رأينا شخصا يحب ما يكرهه الرب تعالى ويكره ما يحبه علمنا ان فيه من معاداته بحسب ذلك. واذا رأينا الشخص يحب ما يحبه الرب ويكره ما يكرهه. وكلما كان الشيء - 00:07:30
الى الرب كان احب اليه واثاره عنده. وكلما كان ابغض اليه كان ابغض اليه وابعد منه. علمنا ان فيه من من موالاة الرب بذلك فتمسك بهذا الاصل في نفسك وفي غيرك. فالولاية عبارة عن موافقة الولي الحميد في محابه - 00:07:50
مساخطه وليست بكثرة صوم ولا صلاة ولا تمزق ولا رياضة. هذا ميزان عادي. تزن بهم ربك لغير الله هل تحبه موافقة لانه موافق لما يحبه الله؟ هل تبغضه لانه خالف لله؟ هل تواليه لانه من اولياء الله؟ هل تعاديه لانه من اعداء الله؟ فاذا كنت كذلك - 00:08:10
انت انت واذا كان حبك للشخص لانه ادى اليك مصلحة. وبغضك للشخص لانه لم يقضي لك مصلحة اذا كان حبك للشخص لانه اطاعك وبغضك للشخص لانه عصاك ضبط الامر في المحبة بنفسك او بمن حولك ولم تربط المحبة بموالاة الله ومعاداته - 00:08:40
بمحاب الله وبغضه فهذه محبة فاسدة. فانتبه يا عبد الله. تمسك بهذا الميزان هذا الاصل غاية التمسك في نفسك وفي غيرك. اجعل ولايتك للناس بناء على قدر منزلتهم من دين الله عز وجل. واجعل بغضك للناس بقدر بعدهم عن دين الله عز وجل. الميزان الذي تزن به - 00:09:10
هو القرب والبعد من الله سبحانه وتعالى. النبي صلى الله عليه وسلم يهجر صحابيا لانه وخالف امر الله. شوفوا كيف. ويظهر الحب لاخر لقربه من الله. ويعلنها امام الملأ ويقول يا معاذ والله اني لاحب ويقول الا ان ال فلان ليسوا - 00:09:40
الا ان اوليائي المتقون. ليش؟ ليش قالوا فلان ليسوا باولياءه؟ مع انه اقرباء لان الميزان عند النبي الكريم صلى الله عليه وسلم موافقة الرب ومخالفاته. موالاة الله ومعاداته. نعم احسن الله اليك. والمحبوب لغيره قسمان قسمان ايضا. احدهما ما يلتذ ما يلتذ المحب في دراكه وحصوله - 00:10:10
والثاني ما تألم به ولكن يحتمله لافضائه الى المحبوب. فشرب الدواء الكريه. قال تعالى كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيء هو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون. فاخبر سبحانه ان القتال مكروه لهم مع انه - 00:10:40
خير لهم افضائه الى اعظم محبوب وانفعه. والنفوس تحت الراحة والدعة والرفاهية. والنفوس تحبه. الراحة تودعة والرفاهية. تحب احسن. احسن والنفوس تحب الراحة والدعة ذلك شر لها لافضائه الى فواتن المحبوب العاقل لا ينظر الى لذة المحبوب العاجل فيؤثرها - 00:11:00
هل من المكروه العاجل فيرغب عنه. فان ذلك قد يكون شرا له بل قد يجلب عليه غاية الالم ويفوته اعظم فيفوته اعظم اللذة ويفوته اعظم اللذة بل عقلاء الدنيا يتحملون المشاق المكروهة لما يعقبهم من اللذة - 00:11:30
بعدها وان كانت منقطعة. اذا المحبوب لغير الله من قسم الى قسمين. ما يلتذ المحب بادراكه مثال ذلك تقرأ القرآن وانت متلذذ بالتلاوة. تسجد وانت متلذذ. تصوم انت متلذذ فهذا يلتذ به المحب. ترى الرجل الصالح فتتلذذ - 00:11:50
بملاقاته ترى العالم فتتلذذ بمجالسته. ترى اخوانك الذين يعينونك على الطاعة فتلتذ بمجالستهم. اذا هذا القسم ما يلتذ المحب بادراكه وحسنه لا يوجد فيه اي كراهية ولا اي مشقة. هذا كثير. القسم الثاني - 00:12:20
ما يتألم به المحب. ولكن يتحمله. لماذا يتحمله؟ لانه يفضي ما هو اعظم منفعة ومحبة ولذة. مثال ذلك يقوم من فراشه وهو يحب النوم ويكره الاستيقاظ. لعلمه بان صلاة الفرض او صلاة الليل او صلاة - 00:12:50
فاجري الذ من النوم. فترك لاحظ الان شيئا يتألم من تركه. لاجل شيء ان هو اعظم في قلبه. واضح؟ مثال اخر يخرج في الليلة الباردة الشاتية امطرت المظلمة يتألم يتبرد ربما يسقط لاجل ان يصل الى - 00:13:20
مسجد ليتلذذ في بيت الله عز وجل بالعبادة. شوفوا كيف يمسك نفسه الامارة بالسوء عن الدخول الى اشياء تحبها نفسه. لعلمه ان امساكها النفس والجاما يوصل الى ما هو اعظم رفعة ومحبة ومكانة عند الله عز وجل. وذكر المصنف - 00:13:50
له مثالا قال كشرب الدواء الكريه موصل الى العلاج والعافية. ومثال ذلك في القرآن كتب عليكم القتال وهو كره لكم. هو مكروه. كون الجندي يقف في الحدود او في البحر او في الطيارة - 00:14:20
في مكان مخوف امر مكروه. لكن النتيجة هي حفظ الدين حفظ بلاد المسلمين حفظ المسلمين حفظ اموال المسلمين. هذه النتيجة لما ينظر اليها وفوقها ان مات فهو في سبيل الله - 00:14:40
يجد انها اعظم رتبة واعظم مكانة عند الله عز وجل. وهنا قاعدة ان نفوس تحب وتلتذ بالمحاب المدركة بسهولة وتنفر عن المحاب التي لا تدرك الا بمشقة. فيجب عليك ان تلجم نفسك - 00:15:00
وتلزم نفسك ها حتى تصل بالمكروهات للنفس الى المحبوبات العليا واياك والدعاء. انظر الى من يطلب العلم. لو يطلب العلم من يريد الراحة يبقى طول عمره لا يكون عالما. لكن من يجد يترك النوم يسهر - 00:15:30
اقترب يستقر ينفر عن الناس يترك الملذات في المجالس يترك الانس بالناس ويجلس في الحلق والدروس السنة بعد السنة بعد السنة بعد السنة النهاية حصول العلم. بل انا نرى اهل - 00:16:00
دنيا ونحن من هؤلاء الناس عافانا الله واياكم يدرسون اربع سنوات ابتدائية اربع سنوات متوسطة اربع سنوات سنويا اثنعشر سنة وكل يوم الاب والام قم يا ولد قم يا بنت قم يا ولد قم يا بنت. لماذا هذه - 00:16:30
المشقة لاجل لعل وعسى ان يتخرج من الثانوية يجد وظيفة. اثنعشر سنة معاناة عشان راحة وظيفة. لذلك العقلاء العقلاء من اهل الدنيا يدركون ان شاق موصلة الى الملذات الدنيوية. فالمشاق التي تشق على نفسك في الدين - 00:16:50
من اول وهلة موصلة الى الملذات الطيبة المباركة ان شاء الله. نعم. احسن الله اليك. فالامور اربعة مكروه يوصل الى مكروه. مكروه يوصل الى مكروه. نعم. احسن الله اليكم. وهذا ليس من الدين في شيء - 00:17:20
يجب تركه. نعم. ومكروه يوصل الى محبوب ومحبوب يوصل الى محبوب ومحبوب. يوصل لا الله اكبر. فالمحبوب والموصل الى المحبوب قد اجتمع في داع الفعل. من وجهين والمكروه الموصل الى الى مكروه قد اجتمع فيه داعي - 00:17:40
الترك من من وجهين. طيب الذي يفعل المحبوب الموصل للمحبوب هذا مبرور. الذي يفعل المكروه الموصل المكروه هذا مبغوظ. لماذا؟ لان داعي الترك موجود من وجهين من جهة داع الفعل ومن جهة مشقته. ومع ذلك فعله فلا شك انه مبغوض - 00:18:00
نعم احسن الله اليكم. بقي القسمان الاخران يتجاذب يتجاذبهما الداعيان. وهما معترك معترك الابتلاء والامتحان فالنفس تؤثر اقربهما جوارا منها وهو العاجل والعقل والايمان يؤثر انفعهما وابقاهما القلب بين الداعي - 00:18:30
بين الداعيين وهو وهو الى هذا مرة والى هذا مرة القسمان الاخران وهو مكروه يوصله الى المحبوب او محبوب يوصل الى مكروه. النفس متجاذبة الى هذين مكروه يوصل المحبوب النفس لا تميل اليه. محبوب يوصل الى مكروه النفس تميل المحبوب لانه لا ينظر الى المكروه - 00:18:50
لاحظوا الان مرة ثانية النفس لا تميل الى المكروه الموصل المحبوب لماذا؟ لانه ينظر للمكروه لا ينظر للعاقبة النفس تميل الى المحبوب الموصلة للمكروه. لماذا؟ لانها تنظر الى الان ولا تنظر للعاقبة. فالنفس - 00:19:20
منجذبة بين الانجذاب بين الميل الى المكروه الموصل المحبوب وبين المحبوب الموصل للمكروه فانت هل تلجمها وتلزمها المكروه الموصل المحبوب او تترك الزمام لها ينجرف الى المحبوبات الموصلة الى المكروهات. حذاري حذاري حذاري حذاري. يقول - 00:19:40
النفس تؤثر فالنفس تؤثر اقربهما جوارا منهما وهو العاجل. هذه الطبيعة بشرية مكروه يوصي المحبوب النفس تريد ترك المكروه. محبوب يوصل مكروه الناس تريد المحبوب لانه لا ينظر الى العاقبة - 00:20:10
والعقل والايمان يؤثران انفعهما وابقاهما. يقارن مكروه يوصل الى المحبوب. دواء مر يوصل العافية. فالعقل يقول خذ الدواء المر لان بعده العافية امر شاق ديني افعله لانه يوصل الى الايمان والرقي والتقوى. العقل - 00:20:30
والايمان يؤثران انفعهما وابقاهما. والقلب بين الداعيين منقلب. الى هذا مرة يا هذا مر فان مال نفسك فان مالت نفسك الى المكروه المحبوب فاقبل واسرع وجد حتى توصل الى المحبوب فاذا وصلت الى المحبوب هانت عليها المكروهات - 00:21:00
واذا رأيتها مقبلة الى المحبوبات فالجمها. بالعقل فالجمها بالايمان. نعم احصلوا عليه. وها هنا محل الابتلاء شرعا وقدرا. فداعي العقل والايمان ينادي كل وقت حي على الفلاح. عند الصباح يحمد القوم يحمد القوم السرى. او يحمد وماشى القوم فاعل والسرعة مفعول. نعم. عند الصباح يحمد القوم السرى. نعم - 00:21:30
وفي الممات يحمد عبد التقى فان اشتد ظلام ليل المحبة وتحكم سلطان الشهوة والارادة يقول يا نفس اصبري فما هي الا ساعة ثم تنقضي ويذهب عن هذا كله ويزول. الله اكبر. يعني هنا محل الابتلاء. محل الابتلاء الاكثر - 00:22:00
ليس في المحبوب الموصل للمحبوب فهذا امر طبعي. وموجود في الشرع. وليس محل الابتلاء في المكروه والموصل المكروه فهذا الانسان بطبعه وفطرته لن يتبعه الا من انتكست فطرته. وانما اكثر محل الابتلاء شرعا وقدرا - 00:22:20
شرعا من جهة افعل لا تفعل. قدرا من جهة التقديرات في المصايب والبلاءات والمحن. فهمنا هذا ما معنى محل الابتلاء شرعا؟ اي افعل او لا تفعل. مثلا من الابتلاء شرعا - 00:22:40
مكروه الموصل الى المحبوب قم الى الصلاة. ولو كنت في فراش دافئ. ونوم عميق من الابتلاء شرعا لا تقربوا الزنا. وان كان محبوبا اليك هذه المرأة لا تقرب طيب وقدرا مكروه اليك ان تتلف اموالك فتلفت - 00:23:00
فهل تصبر فتحمد العاقبة او تجزع فتفقد العاقبة؟ لاحظ الان فداعي العقل والايمان ينادي كل وقت حي على الفلاح. انظر الى ما فيه الفلاح في العواقب فاقبل اليها وما فيه الخسار في العواقب فابتعد عنها. عند الصباح يحمد القوم السرى - 00:23:30
هذا مثل ظرب كما ذكره الميداني في مجمع الامثال في قصة ان قبيلة ان قبيلة اخبرت وهي كانت ظعيفة ان قبيلة اخرى تريد الغارة عليهم. فقال كبيرهم لنسير في الليل حتى اذا جاءوا في الصباح لم يجدون ننتقل الى مكان اخر. فساروا - 00:24:00
فلما كان في بعض الليل قال بعضهم لعل الذين لم يسيروا خير منا. فقال كبيرهم كالصباح يحمد القوم السرى. فلما اصبحوا الذين مشوا بالليل السورة مشيا الذين مشوا بالليل نجوا من الغارة - 00:24:30
الذين ما مشوا غار عليهم العدو واتلفوهم واهلكهم. واما اهل الايمان فيقولون في الممات يحمد العبد تقى ها اهل الايمان يقولون يحمدوا في الممات يحمد العبد التقى فان اشتد ظلام ليل ليل المحبة صعب عليك الامر. وتحكم سلطان الشهوة - 00:24:50
ارادة فقل يا نفس اصبري يا نفس تجلدي يا نفس ما ترينه من المحبوب بعده مكروه وما ترينه من المكروه بعده محبوبا فما هي الا ساعة ثم تنقضي ويذهب هذا كله ويزول. نسأل الله جل وعلا - 00:25:20
ان يعيننا واياكم على تربية انفسنا سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك بارك الله فيكم - 00:25:50
Transcription
لمن سأل عن الدواء الشافي على ذكر ما ذكره المصنف رحمه الله تعالى في بيان ان المحبوب ان المحبوب قسمان. القلب لابد له من معرفة انواع المحبوب. حتى يكون حبه صحيحا حتى يكون حبه مستقيما موصلا للخيرات باذن الله جل وعلا نبدأ على بركة الله - 00:00:20
ونسمع ما يقول ابن القيم رحمه الله نعم. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا المسلم يا رب العالمين. قال ابن القيم رحمه الله تعالى - 00:00:50
المحبوب قسمان والمحبوب قسمان محبوب لنفسه ومحبوب لغيره والمحبوب لغيره لا بد ان ينتهي المحبول لنفسه دفعا للتسلسل المحال وكل ما سوى سوى المحبوب في الحق فهو محبوب لغيره. وليس شيء يحب لذاته الا الله - 00:01:10
وحده وكل ما سواه مما يحب فانما محبته تبع لمحبة الرب تبارك وتعالى. كمحبة ملائكته وانبيائه واوليائه فانها تبع لمحبته سبحانه وهي من لوازم محبته. فان محبة المحبوب توجب محبة ما يحبه. وهذا موضع يجب - 00:01:30
الاعتناء به فانه محله محل فرقان بين المحبة النافعة لغيره. والتي لا تنفع بل قد تضر. هذه المسألة مهمة وهي ان يدرك الانسان المسلم ان المحبوب الذي يجب محبته للشرع يجب - 00:01:50
ومحبته شرعا انه قسمان. محبوب لنفسه ومحبوب لغيره. المحبوب لعينه شخصه وذاته هو الله عز وجل. وكل ما سوى الله تبارك وتعالى من المحبوبات فانها محبوبة لغيره. فمحبتنا للصالحين لانهم عباد الله الصالحين - 00:02:10
محبتنا للاولياء لانهم اولياء الله الصالحين. محبتنا للانبياء لانهم انبياء الله الصالحين. محبتنا للملائكة لانهم ملائكة الله. اذا محبتنا لغير الله هي محبة هي محبة لاجل كونهم كانوا على مراد الله عز وجل. فاحببناهم لله عز وجل - 00:02:40
وهذا الموضع يجب الاعتناء فيه فان من يحب الله لذاته وعينه ويحب الله عز وجل لنفسه لا يمكن ان يحب معه شخصا او شيئا اخر لذاته. وانما يحبه لاضافته الى الله عز وجل - 00:03:10
تحبه الحب الديني لاضافته الى الله تبارك وتعالى. ومتى ما احب العبد الله عز وجل لذاته العلية وجماله وجلاله وكماله فهذه محبة نافعة ان كان مع هذه المحبة طاعة وعبادة. ومتى ما احب العبد غير الله محبة دينية لله - 00:03:30
كانت محبة نافعة. فان احب غير الله لنفسه ولذلك دينا صارت المسألة الان في خلل. ولهذا يقول وهذا موضع يجب الاعتناء فيه. تفرق بينما يجب حبه لنفسه وهو الله وبينما يجب حبه لله وهو ما سوى الله - 00:04:00
فانه محل فرقان بين المحبة النافعة والتي لا تنفع بل قد تضر. صار بعض الناس يحبون الاولياء حبا لذواتهم. ما هو لصلاحهم. صار بعض الناس يحب الانبياء لا لانه نبي. وانما لانه قريبه مثلا. او لانه من قبيلته مثلا - 00:04:30
او لانه من جنسه مثلا او من لغته مثلا هذا الحب لا ينفع لابد ان تحب النبي لانه نبي رسول لانه من اولاد ادم ولا لانه من قبيلتك ولا لانه من اهل لغتك. تنبه لهذا. نعم. فاعلم ان - 00:05:00
انه لا يحب لذاته الا من كان كماله من لوازم ذاته. والهيته وربوبيته وقناه من لوازم ذاته. وما سواه فانما يبغض ويكره لمنافاته محابه محابه محابه لمنافاته محابه مضادته لها وبغضه - 00:05:20
بحسب قوة هذه المنافاة وضعفها. فما كان اشد منافاة لمحابه كان شد كراهة من الاعيان الاوصاف والافعال والايرادات وغيرها. هذا هو الذي يجب الاعتناء به ان محبة الله لذاته العلية لالوهيته لربوبيته لكمال غناه فهو سبحانه وتعالى - 00:05:40
من اي جهة نظرت اليه سبحانه. من جهة ذاته العلي من جهة كمالات صفات من جهتك ربوبيته من جهة افعالك من جهة استحقاقه فهو يحب لذاته سبحانه وتعالى اما المحبوبات لله التي نحبها لله عز وجل. فحبنا لها مقسمة - 00:06:10
بقسم بحسب قربها وبعدها عن الله عز وجل. فحبنا لها تزداد وتنقص. الا ترون انا نحب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم اعظم محبة من اخوانه الانبياء والمرسلين وهم كلهم انبياء ورسل اليس كذلك؟ لماذا - 00:06:40
لكمال مكانته في ها كمال عبوديته لله عز وجل. السنا نحب اعظم ممن دونهم من الصالحين؟ لماذا؟ لكمال ما كان عندهم من المحاب لله عز وقلة ما عندهم مما يبغضه الله ويكرهه. هذا هو الميزان نعم. احسن الله اليك. فهذا - 00:07:00
عادل توزن به الموافقة الرب ومخالفته وموالاته ومعاداته. فاذا رأينا شخصا يحب ما يكرهه الرب تعالى ويكره ما يحبه علمنا ان فيه من معاداته بحسب ذلك. واذا رأينا الشخص يحب ما يحبه الرب ويكره ما يكرهه. وكلما كان الشيء - 00:07:30
الى الرب كان احب اليه واثاره عنده. وكلما كان ابغض اليه كان ابغض اليه وابعد منه. علمنا ان فيه من من موالاة الرب بذلك فتمسك بهذا الاصل في نفسك وفي غيرك. فالولاية عبارة عن موافقة الولي الحميد في محابه - 00:07:50
مساخطه وليست بكثرة صوم ولا صلاة ولا تمزق ولا رياضة. هذا ميزان عادي. تزن بهم ربك لغير الله هل تحبه موافقة لانه موافق لما يحبه الله؟ هل تبغضه لانه خالف لله؟ هل تواليه لانه من اولياء الله؟ هل تعاديه لانه من اعداء الله؟ فاذا كنت كذلك - 00:08:10
انت انت واذا كان حبك للشخص لانه ادى اليك مصلحة. وبغضك للشخص لانه لم يقضي لك مصلحة اذا كان حبك للشخص لانه اطاعك وبغضك للشخص لانه عصاك ضبط الامر في المحبة بنفسك او بمن حولك ولم تربط المحبة بموالاة الله ومعاداته - 00:08:40
بمحاب الله وبغضه فهذه محبة فاسدة. فانتبه يا عبد الله. تمسك بهذا الميزان هذا الاصل غاية التمسك في نفسك وفي غيرك. اجعل ولايتك للناس بناء على قدر منزلتهم من دين الله عز وجل. واجعل بغضك للناس بقدر بعدهم عن دين الله عز وجل. الميزان الذي تزن به - 00:09:10
هو القرب والبعد من الله سبحانه وتعالى. النبي صلى الله عليه وسلم يهجر صحابيا لانه وخالف امر الله. شوفوا كيف. ويظهر الحب لاخر لقربه من الله. ويعلنها امام الملأ ويقول يا معاذ والله اني لاحب ويقول الا ان ال فلان ليسوا - 00:09:40
الا ان اوليائي المتقون. ليش؟ ليش قالوا فلان ليسوا باولياءه؟ مع انه اقرباء لان الميزان عند النبي الكريم صلى الله عليه وسلم موافقة الرب ومخالفاته. موالاة الله ومعاداته. نعم احسن الله اليك. والمحبوب لغيره قسمان قسمان ايضا. احدهما ما يلتذ ما يلتذ المحب في دراكه وحصوله - 00:10:10
والثاني ما تألم به ولكن يحتمله لافضائه الى المحبوب. فشرب الدواء الكريه. قال تعالى كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيء هو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون. فاخبر سبحانه ان القتال مكروه لهم مع انه - 00:10:40
خير لهم افضائه الى اعظم محبوب وانفعه. والنفوس تحت الراحة والدعة والرفاهية. والنفوس تحبه. الراحة تودعة والرفاهية. تحب احسن. احسن والنفوس تحب الراحة والدعة ذلك شر لها لافضائه الى فواتن المحبوب العاقل لا ينظر الى لذة المحبوب العاجل فيؤثرها - 00:11:00
هل من المكروه العاجل فيرغب عنه. فان ذلك قد يكون شرا له بل قد يجلب عليه غاية الالم ويفوته اعظم فيفوته اعظم اللذة ويفوته اعظم اللذة بل عقلاء الدنيا يتحملون المشاق المكروهة لما يعقبهم من اللذة - 00:11:30
بعدها وان كانت منقطعة. اذا المحبوب لغير الله من قسم الى قسمين. ما يلتذ المحب بادراكه مثال ذلك تقرأ القرآن وانت متلذذ بالتلاوة. تسجد وانت متلذذ. تصوم انت متلذذ فهذا يلتذ به المحب. ترى الرجل الصالح فتتلذذ - 00:11:50
بملاقاته ترى العالم فتتلذذ بمجالسته. ترى اخوانك الذين يعينونك على الطاعة فتلتذ بمجالستهم. اذا هذا القسم ما يلتذ المحب بادراكه وحسنه لا يوجد فيه اي كراهية ولا اي مشقة. هذا كثير. القسم الثاني - 00:12:20
ما يتألم به المحب. ولكن يتحمله. لماذا يتحمله؟ لانه يفضي ما هو اعظم منفعة ومحبة ولذة. مثال ذلك يقوم من فراشه وهو يحب النوم ويكره الاستيقاظ. لعلمه بان صلاة الفرض او صلاة الليل او صلاة - 00:12:50
فاجري الذ من النوم. فترك لاحظ الان شيئا يتألم من تركه. لاجل شيء ان هو اعظم في قلبه. واضح؟ مثال اخر يخرج في الليلة الباردة الشاتية امطرت المظلمة يتألم يتبرد ربما يسقط لاجل ان يصل الى - 00:13:20
مسجد ليتلذذ في بيت الله عز وجل بالعبادة. شوفوا كيف يمسك نفسه الامارة بالسوء عن الدخول الى اشياء تحبها نفسه. لعلمه ان امساكها النفس والجاما يوصل الى ما هو اعظم رفعة ومحبة ومكانة عند الله عز وجل. وذكر المصنف - 00:13:50
له مثالا قال كشرب الدواء الكريه موصل الى العلاج والعافية. ومثال ذلك في القرآن كتب عليكم القتال وهو كره لكم. هو مكروه. كون الجندي يقف في الحدود او في البحر او في الطيارة - 00:14:20
في مكان مخوف امر مكروه. لكن النتيجة هي حفظ الدين حفظ بلاد المسلمين حفظ المسلمين حفظ اموال المسلمين. هذه النتيجة لما ينظر اليها وفوقها ان مات فهو في سبيل الله - 00:14:40
يجد انها اعظم رتبة واعظم مكانة عند الله عز وجل. وهنا قاعدة ان نفوس تحب وتلتذ بالمحاب المدركة بسهولة وتنفر عن المحاب التي لا تدرك الا بمشقة. فيجب عليك ان تلجم نفسك - 00:15:00
وتلزم نفسك ها حتى تصل بالمكروهات للنفس الى المحبوبات العليا واياك والدعاء. انظر الى من يطلب العلم. لو يطلب العلم من يريد الراحة يبقى طول عمره لا يكون عالما. لكن من يجد يترك النوم يسهر - 00:15:30
اقترب يستقر ينفر عن الناس يترك الملذات في المجالس يترك الانس بالناس ويجلس في الحلق والدروس السنة بعد السنة بعد السنة بعد السنة النهاية حصول العلم. بل انا نرى اهل - 00:16:00
دنيا ونحن من هؤلاء الناس عافانا الله واياكم يدرسون اربع سنوات ابتدائية اربع سنوات متوسطة اربع سنوات سنويا اثنعشر سنة وكل يوم الاب والام قم يا ولد قم يا بنت قم يا ولد قم يا بنت. لماذا هذه - 00:16:30
المشقة لاجل لعل وعسى ان يتخرج من الثانوية يجد وظيفة. اثنعشر سنة معاناة عشان راحة وظيفة. لذلك العقلاء العقلاء من اهل الدنيا يدركون ان شاق موصلة الى الملذات الدنيوية. فالمشاق التي تشق على نفسك في الدين - 00:16:50
من اول وهلة موصلة الى الملذات الطيبة المباركة ان شاء الله. نعم. احسن الله اليك. فالامور اربعة مكروه يوصل الى مكروه. مكروه يوصل الى مكروه. نعم. احسن الله اليكم. وهذا ليس من الدين في شيء - 00:17:20
يجب تركه. نعم. ومكروه يوصل الى محبوب ومحبوب يوصل الى محبوب ومحبوب. يوصل لا الله اكبر. فالمحبوب والموصل الى المحبوب قد اجتمع في داع الفعل. من وجهين والمكروه الموصل الى الى مكروه قد اجتمع فيه داعي - 00:17:40
الترك من من وجهين. طيب الذي يفعل المحبوب الموصل للمحبوب هذا مبرور. الذي يفعل المكروه الموصل المكروه هذا مبغوظ. لماذا؟ لان داعي الترك موجود من وجهين من جهة داع الفعل ومن جهة مشقته. ومع ذلك فعله فلا شك انه مبغوض - 00:18:00
نعم احسن الله اليكم. بقي القسمان الاخران يتجاذب يتجاذبهما الداعيان. وهما معترك معترك الابتلاء والامتحان فالنفس تؤثر اقربهما جوارا منها وهو العاجل والعقل والايمان يؤثر انفعهما وابقاهما القلب بين الداعي - 00:18:30
بين الداعيين وهو وهو الى هذا مرة والى هذا مرة القسمان الاخران وهو مكروه يوصله الى المحبوب او محبوب يوصل الى مكروه. النفس متجاذبة الى هذين مكروه يوصل المحبوب النفس لا تميل اليه. محبوب يوصل الى مكروه النفس تميل المحبوب لانه لا ينظر الى المكروه - 00:18:50
لاحظوا الان مرة ثانية النفس لا تميل الى المكروه الموصل المحبوب لماذا؟ لانه ينظر للمكروه لا ينظر للعاقبة النفس تميل الى المحبوب الموصلة للمكروه. لماذا؟ لانها تنظر الى الان ولا تنظر للعاقبة. فالنفس - 00:19:20
منجذبة بين الانجذاب بين الميل الى المكروه الموصل المحبوب وبين المحبوب الموصل للمكروه فانت هل تلجمها وتلزمها المكروه الموصل المحبوب او تترك الزمام لها ينجرف الى المحبوبات الموصلة الى المكروهات. حذاري حذاري حذاري حذاري. يقول - 00:19:40
النفس تؤثر فالنفس تؤثر اقربهما جوارا منهما وهو العاجل. هذه الطبيعة بشرية مكروه يوصي المحبوب النفس تريد ترك المكروه. محبوب يوصل مكروه الناس تريد المحبوب لانه لا ينظر الى العاقبة - 00:20:10
والعقل والايمان يؤثران انفعهما وابقاهما. يقارن مكروه يوصل الى المحبوب. دواء مر يوصل العافية. فالعقل يقول خذ الدواء المر لان بعده العافية امر شاق ديني افعله لانه يوصل الى الايمان والرقي والتقوى. العقل - 00:20:30
والايمان يؤثران انفعهما وابقاهما. والقلب بين الداعيين منقلب. الى هذا مرة يا هذا مر فان مال نفسك فان مالت نفسك الى المكروه المحبوب فاقبل واسرع وجد حتى توصل الى المحبوب فاذا وصلت الى المحبوب هانت عليها المكروهات - 00:21:00
واذا رأيتها مقبلة الى المحبوبات فالجمها. بالعقل فالجمها بالايمان. نعم احصلوا عليه. وها هنا محل الابتلاء شرعا وقدرا. فداعي العقل والايمان ينادي كل وقت حي على الفلاح. عند الصباح يحمد القوم يحمد القوم السرى. او يحمد وماشى القوم فاعل والسرعة مفعول. نعم. عند الصباح يحمد القوم السرى. نعم - 00:21:30
وفي الممات يحمد عبد التقى فان اشتد ظلام ليل المحبة وتحكم سلطان الشهوة والارادة يقول يا نفس اصبري فما هي الا ساعة ثم تنقضي ويذهب عن هذا كله ويزول. الله اكبر. يعني هنا محل الابتلاء. محل الابتلاء الاكثر - 00:22:00
ليس في المحبوب الموصل للمحبوب فهذا امر طبعي. وموجود في الشرع. وليس محل الابتلاء في المكروه والموصل المكروه فهذا الانسان بطبعه وفطرته لن يتبعه الا من انتكست فطرته. وانما اكثر محل الابتلاء شرعا وقدرا - 00:22:20
شرعا من جهة افعل لا تفعل. قدرا من جهة التقديرات في المصايب والبلاءات والمحن. فهمنا هذا ما معنى محل الابتلاء شرعا؟ اي افعل او لا تفعل. مثلا من الابتلاء شرعا - 00:22:40
مكروه الموصل الى المحبوب قم الى الصلاة. ولو كنت في فراش دافئ. ونوم عميق من الابتلاء شرعا لا تقربوا الزنا. وان كان محبوبا اليك هذه المرأة لا تقرب طيب وقدرا مكروه اليك ان تتلف اموالك فتلفت - 00:23:00
فهل تصبر فتحمد العاقبة او تجزع فتفقد العاقبة؟ لاحظ الان فداعي العقل والايمان ينادي كل وقت حي على الفلاح. انظر الى ما فيه الفلاح في العواقب فاقبل اليها وما فيه الخسار في العواقب فابتعد عنها. عند الصباح يحمد القوم السرى - 00:23:30
هذا مثل ظرب كما ذكره الميداني في مجمع الامثال في قصة ان قبيلة ان قبيلة اخبرت وهي كانت ظعيفة ان قبيلة اخرى تريد الغارة عليهم. فقال كبيرهم لنسير في الليل حتى اذا جاءوا في الصباح لم يجدون ننتقل الى مكان اخر. فساروا - 00:24:00
فلما كان في بعض الليل قال بعضهم لعل الذين لم يسيروا خير منا. فقال كبيرهم كالصباح يحمد القوم السرى. فلما اصبحوا الذين مشوا بالليل السورة مشيا الذين مشوا بالليل نجوا من الغارة - 00:24:30
الذين ما مشوا غار عليهم العدو واتلفوهم واهلكهم. واما اهل الايمان فيقولون في الممات يحمد العبد تقى ها اهل الايمان يقولون يحمدوا في الممات يحمد العبد التقى فان اشتد ظلام ليل ليل المحبة صعب عليك الامر. وتحكم سلطان الشهوة - 00:24:50
ارادة فقل يا نفس اصبري يا نفس تجلدي يا نفس ما ترينه من المحبوب بعده مكروه وما ترينه من المكروه بعده محبوبا فما هي الا ساعة ثم تنقضي ويذهب هذا كله ويزول. نسأل الله جل وعلا - 00:25:20
ان يعيننا واياكم على تربية انفسنا سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك بارك الله فيكم - 00:25:50
التعليق على كتاب الداء والدواء لابن القيم
(٣٤) التعليق على كتاب الداء والدواء لابن القيم(فصل أقسام المحبوب) المجلس الرابع والثلاثون