شرح كتاب الفوائد لابن القيم الجوزية رحمه الله
(٣٤) التعليق على كتاب الفوائد لابن القيم الجوزية رحمه الله - فضيلة الشيخ د. محمد هشام الطاهري
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين وبعد هذا هو المجلس الرابع والثلاثون من مجالس قراءتنا لكتاب الفوائد للعلامة ابن القيم رحمه الله تعالى - 00:00:16
ونحن في يوم الاثنين السابع من شهر ذي القعدة عام اربعة وثلاثين واربع مئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وقفنا على قوله رحمه الله اصل اذا بلغ العبد - 00:00:34
اعطي عهده الذي عهده اليه خالقه خالقه ومالكه كما هو معلوم فان الله جل وعلا قد اخذ علينا العهود والمواثيق ان نعبده وحده لا شريك له وجاء هذا في ايات كثيرة منها قوله تعالى - 00:00:54
واذا اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم لست بربكم قالوا بلى هذا من العهود في قوله جل وعلا انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال - 00:01:18
فابين ان يحملنه واشفقن منها وحملها الانسان فهذا من البيوت لكن هذا العهد كان مأخوذا والمؤاخذة على عدم الوفاء به او الاثابة على الوفاء به انما يكون بعد البلوغ فهذا مثاله - 00:01:38
لو كان انسان يملك صبيا او ولدا قادم صغيرا فيقول له قد اخذت عهدك على ان تعمل بهذا الكتاب متى ما بلغت فيقول قبلت ثم تمر السنون فينسى هو او لا ينسى - 00:02:07
فاذا بلغ يعطى ويذكر بذلكم العهد فاما ان يفي بوعده ويفرح بعهده ووعده ويتشرف بالامتثال واما العكس فهذا الفصل معقود لبيان هذا المعنى فنقرأ كلامه رحمه الله ونسأل الله عز وجل - 00:02:36
ان يرزقنا واياكم التوبة والاوبة والوفاء بالعهود السير على الوعود ان نعمل بالطاعات حتى اليوم الموعود. نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين - 00:03:06
نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اما بعد اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا قل للمسلمين يا رب العالمين قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى اذا بلغ العبد اعطي عهده الذي عهده اليه خالق ومالكه - 00:03:28
فاذا اخذ عهده بقوة بقوة وقبول وعزم على تنفيذ ما فيه صلح للمراتب والمناصب التي يصلح لها الموفون بعهودهم. هذا هو المطلوب. الانسان يأخذ عهده بالقوة وبدون ثواني كما قال عز وجل - 00:03:44
عن يحيى عليه السلام يا يحيى خذ الكتاب بقوة وهكذا امر موسى عليه السلام قومه ان يأخذوا بما في التوراة بقوة وامر النبي صلى الله عليه وسلم كذلك والله امرنا ما هو بس بالقوة بس بل بالاعتصام - 00:04:04
يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعا والاعتصام ابلغ من الامر بالاخذ بالقوة نعم قال رحمه الله تعالى فاذا هز نفسه عند اخذ العهد وانتخاها فقال قد هلت - 00:04:30
قد اغلت اهلت لعهد ربك اشمعنى وانت اخاها من النخوة يعني شنو يعني قال انا رجال ها؟ انا راجل لسان اهل مصر انا رجال انا قد العهد على قد الوعد - 00:04:57
اه ما قال لا لا وينه وش اسوي ها فاذا هز نفسه عند اخذ العهد وانتخاها وقال قد اهلت لعهد ربي ايوه فقال قد ابهلت ابهلت لعهد ربي فمن اولى بقبوله وفهمه وتنفيذه مني - 00:05:21
فحرص اولا على فهم عهده وتدبره وتعرفه وصاياه وتعرف وصايا سيده له. ثم وطن نفسه على ما في عهده والعمل به وتنفيذه حسب ما تضمنه عهده فابصر بقلبه حقيقة العهد وما تضمنه - 00:05:41
فاستحللها همة اخرى وعزيمة غير العزيمة التي كان فيها وقت الصبا قبل وصول العهد. فاستقال من ظلمة غرة الصبا والانقياد للعادة والمنشأ وصبر على شرف الهمة وهتك ستر الظلمة الى نور اليقين - 00:06:00
فادرك بقدر صبره وصدق وصدق اجتهاده ما وهبه الله له من فضله فاول مراتب سعادته ان تكون له اذن واعية. فقلب يعقل ما ما تعيه الاذن هذه اول مراتب السعادة - 00:06:16
اول مراتب السعادة في الدنيا والاخرة ان الانسان يعطى ويعطي من نفسه الاذن الواعية باصطلاحنا في عصرنا ها يقولون عنه ايش؟ مستمع جيد اشمعنى مجتمع جيد يعني كل ما يسمعه يتفكر فيه - 00:06:32
تدبر فيه نعم هذي اول مراتب السعادة الثانية فاذا قال رحمه الله تعالى فاذا سمع وعقل واستبانت له الجادة ورأى عليها تلك الاعلام ورأى اكثر الناس منحرفين عنها يمينا وشمالا - 00:07:01
فلزمها ولم ينحرف مع المنحرفين الذين كان سبب انحرافهم عدم عدم قبول العهد او قبلوه بكره ولم يأخذوه بقوة ولا عزيمة ولا حدثوا انفسهم بفهمه وتدبره والعمل بما فيه وتنفيذ وصاياه - 00:07:19
بل عرض عليهم العهد ومعهم ضراوة الصبا ودين العادة وما الفوا عليه الاباء والامهات. فتلقوا العهد تلقي من هو مكتف بما وجد عليه اباؤه وسلفه وسلفه وعادتهم لا لا تلقي الى تلقي لا تلقي من يجمع همه وقلبه على فهم العهد والعمل به - 00:07:36
حتى كأن ذلك العهد اتاه وحده وقيل له تأمل ما فيه ثم اعمل بموجبه. هذا هو الواجب عند الانسان انما يبلغ لابد ان نهيئ اولادنا وذرياتنا ان ما قبل ما كان في الصبا - 00:08:02
يختلف عما بعد الصبا ما كان قبل البلوغ يختلف عما بعد البلوغ فبعد البلوغ هو مؤاخذ بالعهود والوعود والمواثيق مثل ما نقول لاولادنا انتبه تراك بلغت السن القانون اذا سويت كذا بيصير عليك كذا - 00:08:22
واذا سويت كذا بيصير عليك كذا اعرف حقوقك وحقوق الناس وهكذا فيما يتعلق بالعهود والوعود والمواثيق الشرعية نعم قال رحمه الله تعالى فاذا لم يتلق عهده هذا التلقي اخلد الى سيرة القرابة وما وما استمرت عليه عادة اهله واصحابه وجيرانه واهل بلده - 00:08:47
فان فان علت همته اخلد الى ما عليه سلفه ومن تقدمه من غير التفات الى تدبر العهد وفهمه فرضي لنفسه ان يكون دينه دين العادة. فاذا شامه الشيطان ورأى هذا مبلغ همته وعزيمته رماه - 00:09:14
العصبية والحمية للاباء وسلفه. وزين له ان هذا هو الحق وما خالفه باطل. ومثل ومثل الهدى في سورة الضلال والضلال والضلال في سورة الهدى بتلك العصبية وبتلك العصبية والحمية التي اسست على غير علم - 00:09:32
فرضاه ان يكون مع عشيرته وقومه ما له ما لهم وعليه ما عليهم. فخذي فخذي عن هدى وولاه الله ما تولى. فلو جاء له كل هدى فلو جاءه كل هدى يخالف قومه وعشيرته لم يره الا ضلالا. هذه مصيبة المصائب - 00:09:51
انه اذا بلغ قيل له انك مؤاخذ بالعهد والوعد والمواثيق لم يأخذه بقوة ولا زال معه دين الصبا والفة العادات فان اخذ شيئا او تذكر شيئا من العهود والمواثيق ركن الى ما عليه القرابة - 00:10:10
واستمر على ذلك ثمان الشيطان يتفقد حاله فاذا رأى ان هذا لن يتزود وهذا حاله انه يركن الى القبيلة والعشيرة والالفة والعادة والتقاليد يؤزه ازا فيدخل فيه العصبية والقبلية الحمية للاباء والاجداد - 00:10:45
فيوصله الى درجة ان بصره لا يبصر الضلالة الا هدى ولا يرى الهدى الا ضلالة لماذا؟ لان الميزان العقلي عنده هو ما عليه الاباء والاجداد هذا هو الحق عنده فحينئذ - 00:11:20
لا تسأل عن عهود هذا الرجل ولا وعوده ومواثيقه مع ربه لانه لا يرى دينا الا ما عليه الاباء والاجداد كل ما يخالف ما عليه الاباء والاجداد فاما الا يبالي به - 00:11:43
واما ان يؤوله واما ان ينكره هذا حال نسأل الله السلامة والعافية وهذه الطامة اكثر الناس ما هم بمتخلصين منها وكم من انسان يقية لكن تجد في قلبه العصبية صاحب عباده - 00:12:03
تجد في قلبه الحمي الجاهلية منسوبنا للعلم فيه حمية الاباء والاجداد نسأل الله السلامة والعافية ما لم خلص الانسان قلبه من الافات اللحمية والشحمية والعادية لن يصل الى المراتب العلية - 00:12:33
فاذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم كل ما دعتك نفسك الى الحمية الجاهلية تذكر هذه الاية وتذكر انك في القبر وحيد لا معك قريب ولا معك ابيب ولا معك - 00:13:05
قبيلة ولا معك عشيرة فلاي شيء كنت تحامي عنهم ولاي شيء تحاكم الدين اليهم بدال ما تحاكمهم الى الدين حاكم الدين اليه فواسفاه على حال من اخلد الى الارض واتبع هواه - 00:13:30
فلا يرى الهدى الا بمنظار القبيلة او بمنظار العشيرة او بنظر الالفة والعادة نعم طيب قال رحمه الله تعالى واذا كانت همته اعلى من ذلك ونفسه اشرف اشرف وقدره اعلى اعلى اقبل على حفظ عهده وفهمه وتدبره - 00:13:57
فعلم ان لصاحب العهد شأنا ليس كشأن غيره فاخذ نفسه بمعرفته من نفس العهد فوجده قد تعرف اليه وعرفه نفسه وصفاته واسمائه وافعاله واحكامه. من صفاته فعرفه نفسه وصفته واسماءه - 00:14:26
ايه وصفاته واسماءه صفات مجروح علامة جره الكسرة نيابة عن الفتح احفظ القاعدة كما ذكرها عن ابن مالك رحمه الله وما بالف وتاء جمع فبالكسر شرا ونصبا معه انت تقول قالت المؤمنات - 00:14:45
اه ورأيت المؤمنات ومررت بالمؤمنات اذا عرفه نفسه وصفاته واسمائه وافعاله واحكام منصوب بالكسرة يرفع الفتحة. ايوه طيب فعرفه نفسه وصفاته واسمائه وافعاله واحكامه فعرف من ذلك العهد قيوما بنفسه مقيما لغيره غني عن كل ما سواه وكل ما سوى سواه فقير اليك - 00:15:13
مستو على عرشه فوق جميع خلقه يرى ويسمع ويرضى ويغضب ويحب ويبغض ويدبر امر مملكته وهو فوق عرشه متكلم امر ناه سبحانه يرسل رسله الى اقطار مملكته بكلامه الذي يسمعه من يشاء من خلقه - 00:15:48
وانه قائم للقسط مجاز بالاحسان والاساءة وانه حليم غفور شكور جواد محسن سبحانه موصوف بكل كمال منزه عن كل عيب ونقص وانه لا مثل له ويشهد حكمته في تدبير مملكته - 00:16:08
وكيف يقدر مقاديره بمشيئة غير مضادة لعدله وحكمته وتوبة وتظاهر عنده العقل والشرع والفطرة فصدق كل منهم وصاحبيه ففهم عن الله سبحانه ما وصف به نفسه في كتابه من حقائق اسمائه التي بها نزل الكتاب وبها نطق ولها اثبت وحقق وحقق وبها - 00:16:25
ولا اثبت وحقق. ولا اثبت وحقق وبها تعرف الى عباده حتى قرت به العقول. وشهدت به الفطر يعني ان من كان له همة فانشغل بمعرفة العهود والوعود والوعد والمواثيق الربانية - 00:16:53
اوصله شغله هذا الى معرفة الله جل وعلا واذا اقبل القلب قلبه على الله اقبل الله على صاحب القلب فما اكرمه وما اعظمه وما اجله ان اتيته وانت تسعى شبرا اتاك ذراعه - 00:17:16
اتيته تمشي اتاك هرولة وان اقبلت عليه ببعضك اقبل عليك بكل ما اعظمها ما اكرمه ما رحبه حتى يعرفه نفسه يعرفه باسمائه وصفاته فيرى الله وجلاله وجماله وعظمته بكل تحريكة وتسكينة - 00:17:46
ويرى انه سبحانه وتعالى قيوم السماوات والارض يرى انه الغني الحميد رغم انه مدبر الامر ترى انه عليم جميع بصير يرى انه جل وعلا احسنوا الخالقين واكرم الاكرمين وانه سبحانه وتعالى رحمن رحيم - 00:18:17
غفور غفار ودود فلا يزال يغيب في مشاهد الربوبية ويجعله ذلك يغيب في مشاهد الالوهية فيرى في كل تدبير حكمته ويرى في كل تدوير قدرته ما سبب غفلة العباد عن هذا كله - 00:18:52
انشغالهم عنه نعم احسن الله قال رحمه الله تعالى فاذا عرف بقلبه وتيقن صفات صاحب العهد اشرقت انوارها على قلبه فصارت كالمعاينة له فرأى حينئذ تعلقها بالخلق والامر وارتباطهما بها وسريان اثارهما في العالم الحسي والعالم الروحي - 00:19:29
ورأى تصرفها في الخلائق كيف عمت وخصت وقربت وابعدت واعطت ومنعت فشاهد بقلبه مواقع عدله سبحانه وقسطه وفضله ورحمته. عدله سبحانه فشاهد بقلبه مواقع عدله سبحانه وقسطة اي شهد بقلبه قسطة - 00:19:53
وفضله ورحمته لانه يرى ان كل شيء لحكمة الله حتى وهو يرى ان الظالم يظلم يعلم انه سبحانه قادر على ان يشل ركن الظالم في لحظة فيدعه لحكمة كما قيل - 00:20:17
لبعض العلماء ايام الحجاج الظالم المبين بنص الحديث قيل له ما وجه تسلط الظالم علينا قال لكي تلجأ الى الله لكي تلجأوا الى الله وقيل لاحد العلماء وقد مسك من قبل التتار - 00:20:45
المغول بايام اجتياح بغداد قال الستم تقولون ان لكم ربا يحميكم قال بلى قال فما باله ترككم قال هل رأيت صاحب غنم يحامي عن غنمه قال نعم قال فان تبعت الغنم راعيها - 00:21:20
هل يجرؤ الذئب عليها قال لي لا قال فان هي عصت راعيها وشرقت او غربت اليست تأكلها الذئاب قال بلى قال فانتم الذئاب سلطتم علينا لبعدنا عن الله هذا حقيقة - 00:21:49
من ينظر بنظر البصيرة فلا تحريك ولا تسكين الا لحكمة لذلك لا تجده يلوم عبدا على شيء منعه عنه يرجع ذلك الى حكمة الله ويقول الله اللهم بذنبي منعتني سلطت علي فلان - 00:22:12
وان اعطاه احد شكره من الناحية الشرعية وقلبه معلق بالله. يقول الله يسر لي هذا السبب نعم قال رحمه الله تعالى فشاهد بقلبي مواقع عدله سبحانه وقسطه وفضله ورحمته واجتمع له الايمان بلزوم بلزوم حجته حجته حجتي. لزوم حجته مع نفوذ اقضيته. سبحانه. وكمال قدرته - 00:22:41
مع كمال عدله وحكمته ونهاية علوه على جميع خلقه مع احاطته ومعيته وعظمته وجلاله وكبريائه وبطشه وانتقامه مع رحمته وبره ولطفه وجوده وعفوه وحلمه للناس لماذا يعترض لانهم يشاهدون مشاهد - 00:23:11
الجمال ويغيبون عن مشاهدة الجلل بيقول يا الله الرحمن شلون سلط علينا ها الظالم ونسوا انه القهار يقولون الله الكريم الودود شلون يصير فينا هذه الزلازل وهذه الفيضانات وهذه الامور - 00:23:33
نسوا انه سبحانه الجبار المنتقم جل في علاه المؤمن العارف لربه ينظر الى ربه بانه ذو الجلال والاكرام عظمة بجمال جلال لا ينظر نظرة اعور نعم قال رحمه الله تعالى ورأى لزوم ورأى لزوم الحجة مع قهر المقادير التي لا خروج لمخلوق عنها - 00:23:55
وكيف وكيف اصطحاب الصفات وتوافقها وشهادة بعضها لبعض وانعطاف الحكمة الحكمة التي هي نهاية نهاية وغاية على المقادير التي هي اول اول وبداية برجوع ورجوع ورجوع فروعها الى اصولها ومبادئها الى غاياتها. حتى كانه يشاهد مبادئ الحكمة وتأسيس القظايا على - 00:24:37
وفق الحكمة والعدل والمصلحة والرحمة والاحسان الصواب من حيث اللغة على وفق بفتح الواو وتأسيس القضاء على وفق الحكمة والعدل والمصلحة والرحمة والاحسان لا تخرج قضية عن ذلك الى انقضاء الاكوان وانفصال الاحكام يوم الفصل بين العباد وظهور عدله وحكمته وصدق - 00:25:02
كصدق رسله وما اخبرت به عنه بجميع الخليقة. انسها وجنها مؤمنها وكافرها. وحينئذ يتبين من صفات جلاله ونعوت كماله للخلق ما لم يكونوا يعرفونه قبل ذلك حتى ان اعرف خلقه به في الدنيا يثني عليه يومئذ من صفات كماله ونعوت جلاله ما لم يكن يحسنه في الدنيا. يعني النبي - 00:25:29
صلى الله عليه وسلم الان في هذه الدنيا الناس يدركون شيئا من الجمالات والجلالات ويتفاوت الناس فيه بحسب اقبالهم على التعرف على صفات الله جل وعلا واسمائه وافعاله واكمل الخلق معرفة بربه - 00:25:54
هم الرسل والانبياء عليهم الصلاة والسلام واكمل الناس معرفة بربه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عليه الصلاة والسلام من اعرف الخلق بالخالق جل في علاه فيعرف ربه - 00:26:21
من صفات الجمال والجلال سيفات في البهاء والعظم صفة العلم والحكمة صفتي الغفور الرحيم والكريم وبصفة القهار الجبار لكنه صلى الله عليه وسلم واخوانه فضلا عن من دونهم لا يحيطون بالله علما - 00:26:46
ان الله يقول ولا يحيطون به علما كما لا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء فلا يحيطون به علما الا بما شاء لكن اذا كان يوم القيامة ورأى الخلائق حكمة الله - 00:27:18
عدل الله حتى انه ليقيم على الانسان شاهدا من نفسه فيشهد عليه جوارحه فاي عدل اعظم من هذا ويتجلى للخلائق من كمالات الخالق ما لا يبقى لاي احد شبهة ولذلك كلهم يذعنون ويقولون - 00:27:42
وقيل الحمد لله رب حتى الكفار هم يدخلون النار يقولون سبحان الله ينزهون الله عن الظلم ويفتح الله تبارك وتعالى على نبينا صلى الله عليه وسلم اذا قام مقام الشفاعة العظمى - 00:28:13
المقام المحمود اذا قام مقام الوسيلة والدرجة الرفيعة يفتح الله عليه من المحامد ما لا يحسنه الان كما جاء في الحديث ويثني على ربه جل وعلا بنعوت الجلال صفات الكمال - 00:28:38
حتى يأذن الله له برفع رأسه بعد السجود والاذعان فيقول الله له ارفع رأسك يا محمد سل تعطى واشفع تشفع نعم قال رحمه الله تعالى وكما يظهر ذلك لخلقه تظهر تظهر لهم الاسباب التي بها زاغ الزائغون فظل الضالون وانقطع - 00:29:06
منقطعون فيكون الفرق بين العلم يومئذ بحقائق الاسماء والصفات والعلم بها في الدنيا الفرق بين العلم بالجنة والنار ومشاهدتهما واعظم من واعظم من ذلك وكذلك يفهم يفهم من العهد كيف اقتضت اسماؤه وصفاته لوجود النبوة والشرائع والا يترك خلقه سدى - 00:29:32
كيف اقتضت ما تضمنته من الاوامر والنواهي؟ وكيف اقتضت وقوع الثواب والعقاب والمعاد وان ذلك من موجبات اسمائه وصفاته بحيث ينزه عما زعم اعداءه من انكار ذلك ويرى شمول وقدرة واحاطتها واحاطتها بجميع كائنات - 00:30:00
حتى لا يشد عنها مثقال ذرة. ويرى انه لو كان معه اله اخر لفسد هذا العالم فكانت فكانت تفسد السماوات تفسد فكانت تفسد السماوات والارض ومن فيهن لو كان فيه مالهة الا الله لفسدتا - 00:30:20
فلو لذلك نحن ندرك الان ان الناس لماذا يأتي عليهم الفساد في الارض فيضانات تنازل حرائق اي نعم هي مركبة لاسباب لكن هذه الاسباب لها اسباب غير مرئية ولا هي اسباب كونية هي اسباب شرعية - 00:30:41
انما تظهر هذه المفاسد في الارض بسبب ادعاء الناس وعبادتهم غير الله جل وعلا فيفسد فيفسد يفسدون بسبب عبادة غير الله جل وعلا ويفسدون بسبب عبادة غير الله فيجمعون بين - 00:31:13
الفساد والافساد هذا كان اعظم الفساد في الارض الشرك ويليه البدع ويليها الكبائر ومن ذلك الظلم ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء ولو ان اهل الكتاب - 00:31:43
اقاموا التوراة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر الى اخر الاية نعم قال رحمه الله تعالى ويرى انه لو كان معه اله اخر لفسد هذا العالم. فكانت تفسد السماوات والارض ومن فيهن. وانه سبحانه لو جاز عليه النوم او الموت - 00:32:21
اتدكدك هذا العالم باسره ولم يثبت طرفة عين ويرى من من محاسن النظر والتأمل في اسماء الله وصفاته وافعاله ان العبد كلما نظر الى دقة الصنعة وعظم عظم الخلقة كلما نزه ربه عن النقيصة - 00:32:43
الذي خلق فيك العين بهذه الدقة لا يتصور في خلقته فساد ولو في شعرة انت عاجز عن ادراك دقة خلقة خلق العين ما تعرف كيف عاجزة عن ادراك مع ما اوتي الناس من العلم - 00:33:13
عاجزين عن ادراك كيف يعمل العاقل ما يدرك الى الان لا يعرفه انت لا تعرف مجرد ما ان تريد ان ترفع يدك ترفع يدك طيب الان مجرد ارادة في قلبك - 00:33:42
كيف صدر الامر الى عضلات اليد لكي ترتفع ومتى كان هذا الصدور؟ لماذا لم يأخذ وقت لا تستطيع سبحان الله نعم قال رحمه الله تعالى هو يرى مع ذلك الاسلام والايمان الذين تعبد الله بهما جميع عباده - 00:34:02
كيف انبعاثهما من الصفات المقدسة كيف وكيف اقتضيا ثوابه عقاب عاجلا واجلا ويرى مع ذلك انه لا يستقيم قبول هذا العهد والتزامه بمن جحد صفاته وانكر علوه على خلقه وتكلم - 00:34:23
وتكل وانكر تكلمه وتكلمه وانكرتك علوه على خلقه وتكلمه بكتبه وعهوده كما لا يستقيم قبوله لمن انكر حقيقة سمعه وبصره وحياته وارادته وقدرته ظن هؤلاء هم الذين ردوا عهده قبوله وان من قبله من قبله - 00:34:40
وان من قبله منهم لم يقبله بجميع ما فيه. وبالله التوفيق. يعني ختم هذا الفصل بفائدة لطيفة. لماذا اهل البدع لا يستقيموا قبولهم للعهد تجد عندهم تناقضات تجد عندهم تناقضات في العمل في العبادة في العلم - 00:35:03
لانهم لم يأخذوا العهد بكلية انما اخذوا العهد بانتقائية فصاروا مشابهين لي اليهود الذين قال الله عنهم افتؤمنون ببعض الكتاب تكفرون ببعض فتجد منهم من يقول ليس للعبد مشيئة مجبور - 00:35:25
وتجد بعظهم يقول الله ليس له مشيئة في العبد وتجد بعضهم يقول الله لا يوصف بالرحمة لا يوصف بالقهر لا يوصف الرضا لا يوصف بالسخط تجد بعضهم يقول الله في كل شيء - 00:35:52
تجد بعضهم يقول الله ليس في شيء ولا يشار اليه بشيء يشبهونه بالمعدوم كل من زاغ عن طريقة السلفية بالاسماء والصفات لرب البرية فلازمه الوقوع في الانحراف وعدم الاستقامة التامة - 00:36:17
لا تغتر بعبادة اهل البدع ولو وجدته عابدا تجد عنده من الانحرافات ما الله به عليم قد ذكر الله عز وجل عن المشركين قال وهم لها عاكفون جالسين عند الصنم يعبدون - 00:36:47
عاكفون سماهم عكوف لزوم لكن ما نفعهم ذلك كما تجد بعض الناس عند القبور اخشع ما يكون وعند الصلاة ما كأنه واقف بين يدي رب الارباب جل في علاه نعم - 00:37:09
قال رحمه الله تعالى فصله خلق بدن بني ادم من الارض وروحه من ملكوت السماء. وقرن بينهما فاذا اجاع فهذه مسألة ايضا مسألة اجماعية ان بدن الانسان مخلوق من ماء وطيء - 00:37:32
وخلق ادم كما قال صلى الله عليه وسلم مما وصف لكم وجاء في القرآن خلق الانسان من صلصال من حمأ مسنوه اذا الانسان مخلوق من ماء وطين ما المقصود الانسان مخلوق ما وطين؟ يعني بدنه - 00:37:51
ولذلك بدنك لو يأتون يفحصونه يجدونه انه مكون من الماء والطين واما الروح التي بين جنبيك لا يعلم كنه الروح الا الله لكن الاسلام مجمعون انتبه ان الروح مخلوق مجمعون ايش - 00:38:16
ان الروح مخلوقة من خلق الله ومع كون الروح مخلوقة لكنها ليست مخلوقة من مادة الارض من اي شيء خلقها الله؟ كيف خلقها الله؟ لا نعلم وعلمنا ان الملائكة خلقوا من نور بالنص - 00:38:49
ولولا النص ما علمنا كيف خلقته لو قال كقائل غلمان اهل الجنة مخلوقون من اي شيء؟ ما تعرف ليش؟ ما جاءنا الخبر حور الجنة مخلوقون من اي شيء ما نعرف - 00:39:13
ليش ما نعرف ما جاءنا الخبر غيب فالروح غيب لاحظ اجمعوا ان الارواح مخلوقة واجمعوا على انها سماوية يعني ليست من جنس المخلوقات الارظية فهي من جنس المخلوقات العلوية ومازج الله جل في علاه بين الروح والبدن - 00:39:33
فاخبر انه نفخ في ادم من روحه فاذا نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدا فاضاف الروح الى نفسه ولما ذكر خلق الانسان ماذا قال فنفخنا فيه من روحنا ولما ذكر خلق عيسى - 00:40:03
قال اذا الارواح كلها مضافة الى الله عز وجل ما نوع الاظافة؟ الاظافة هذي اظافة تشريف باجماع المسلمين وليست اضافة التبعيض انتبه ولا اظافة الصفة الى الموصوف هي مضافة اضافة - 00:40:29
الفعل الى فاعل اضافة التشريف كما نقول بيت الله وناقة الله وهذا عبد الله ايش نوع الاظافة؟ تشريف لكن لما نقل علم الله لا هذي ما هو اضافة تشريف هذي اضافة الصفة الى الموصوف - 00:40:57
طيب اذا قلنا من رح الله ما نوع الاظافة؟ نوع الاظافة من رح الله نوع الاظافة اظافة تشريف فادم اظاف الله روحه الى نفسه تشريفا وعيسى عليه السلام اظاف الله روحه لنفسه تشريفا - 00:41:21
الانس اظاف الله ارواحهم الى نفسه تشريفا هذه مسألة مهمة لا بد ان ننتبه لها نعم نسأل الله ان قال رحمه الله تعالى فاذا اجاع بدنه واسهره واقامه في الخدمة وجدت روحه خفة والصواب - 00:41:44
وجدت روحه خفة وجدت روحه. صاحي نعم احسنت ووجدت روحه خفة وراحة فتاقت الى الموضع الذي خلقت منه واشتاقت الى عالمها العلوي الى عالم الله هذه قضية مهمة الان خلونا نشبه لكم بتشبيه غير هذا - 00:42:07
اجتمع زوجان احدهما من الشرق والاخر من الغرب في وسط لا في الشرق ولا في الغرب فالى اين سيتجهان بعد عيش طويل في الوسط اه الى الشرق ولا الى الغرب - 00:42:35
لأ كلاهما اين احسنت سيتجهان الى من له الغلبة والقوة. فان كان الغلبة للزوج ها كان الاتجاه الى جهة الزوج. ان كان الغلبة للزوجة كان الاتجاه الى جهة الزوجة فلما زاوج الله بين الروح والبدن - 00:42:58
فان كانت الغلبة للبدن كانت الغلبة اه لها نزلت سفلية ونسيت الروح علويتها حتى كأنها ادون من طينيتها واذا صار العكس غلبت الروح البدن نسيت الروح ممازجة البدن لها وكأنها وكأنه روحاني وليس طينيا - 00:43:23
ولا يكاد يتلذذ لا باكل ولا بشرب وانما يأكل ويشرب ليقيم صلبه حتى لا يتأخر عن علويته شوفوا كيف على مثال عظيم ترى ننتبه له فانت ايها الانسان وانا كل واحد منهم - 00:43:55
جعلنا الله من طين وروح لمن تجعل الغلبة؟ الامر اليك ترى تفكر مع نفسك فاذا جاع بدنه ايوة اكمل فاذا فاذا جاع بدنه وده واسره واقامه في الخدمة وجدت روحه خفة وراحة. الله اكبر. فتاقت الى الموظع الذي خلقت منه. واشتاقت الى - 00:44:17
كعالمها العلوي الله اكبر واذا اشبعه ونعمه ونومه واشتغل بخدمته وراحته اخلد البدن للموضع الذي خلق منه ان جذبت الروح معه فصارت في السجن فلولا انها الفت السجن لاستغاثت من ال من مفارقتها او انقطاعها عن عالمها الذي خلقت منه - 00:44:45
كما يستغيث المعذب رأيت بعض مشايخي وما يهتم باكل ولا شرب فتعجبت من ذلك فسألت احد احدهم فقال الغذاء غذاء الروح هو الذي ينبغي ان نهتم به اما غذاء البدن قوامه بلقيبات - 00:45:06
وكان وكانت زوجته تقول منذ اربعين سنة ما سأل ما اكلنا ما طبخنا ما غداؤنا ما عشاء من اربعين سنة ما سأل يوم زوجته شنو راح ناكل ما كان يفكر ابدا - 00:45:35
ابدا ما كان يفكر بعكس اهل الدنيا بعكس من غلب جانب البدن على الروح يقيم الدنيا ويكسر رأس زوجته اذا ما كان الطعام كشهوته ولا لا واذا انتم ما تدركون هذا يسألوني انا - 00:45:59
كم من انسان طلق زوجته عشان الاكل ليش ما في فرق بينه وبين البهيمة غلب الجانب الشهوانية البهيمي. نعم قال رحمه الله تعالى وفي الجملة فكلما خف البدن لطفت الروح وخفت وطلبت عالمها العلوي - 00:46:20
فكلما ثقل لو اخلد الى الشهوات والراحة ثقلت الروح وهبطت من عالمها فصارت ارضية سفلية. نسأل الله وعلا ان يأخذ بايدينا وبانفسنا حتى لا نخلد الى الارض حتى نكون من اهل - 00:46:44
الدرجات العلى اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك لا تجري الدنيا اكبر همك ولا مبلغ علمنا هذا معناه ترى انتبهوا ليش تقول اللهم لا تجعل الدنيا اكبر هم ولا مبلغ علمنا - 00:47:07
لانها هي كانت كذلك شغلت بها عن نقاوة روحك عن الدرجات العلوية نعم قال رحمه الله تعالى فترى الرجل روحه في الرفيق في الرفيق الاعلى وبدنا هو عندك فيكون نائما على فراشه وروحه عند - 00:47:27
سدرة المنتهى تجول حول العرش. واخر واقف في الخدمة ببدنه وروحه في في السفلي تجول حول السفلي السفلي السفليات. نسأل الله السلامة والعافية كان ابن مبارك رحمه الله ومعه امام خراسان - 00:47:50
الامام المجاهد العالم كان يحج سنة ويغزو سنة الكريم الجواد السخي الشجاع كان في ثغر من الثغور يقول زميل له يطلب معه العلم يقول كنت اتعجب باي شيء سبقنا عبد المبارك - 00:48:10
طلب العلم فطلبنا جلس عند المشايخ فجلس كل ما سوى شيء نحشي نفس الشيء سوينا شلون غلبنا هذا الرجل يقول فانطفأ السراج وهم في ثغر من الثغر قال فمنا المنشغل - 00:48:40
ومنا الصارخ ومنا الباحث كل واحد ها شغلوا السراج سووا كذا سووا كذا سووا كل واحد منشغل بشيء يقول فلما اشعلوا السراج اذا بابن المبارك يبكي يقول فتعجبت له قلت له لم تبكي؟ قال تذكرت ظلمة القبر - 00:49:00
قال فعلمت ان في واده في واد. هذا وين تفكيره؟ وحنا وين تفكيره اللهم ارحمنا برحمتك اللهم ارحمنا برحمتك نعم طيب قال رحمه الله تعالى فاذا فارقت الروح البدن التحقت برفيقها الاعلى او الادنى - 00:49:26
فعند الرفيق الاعلى كل كل قرة عين وكل نعيم وسرور وبهجة ولذة وحياة طيبة وعند الرفيق الاسفل كل هم هم وغم وضيق وحزن وحياة نكدة ومعيشة ضنك. يعني اذا فارقت الروح البدن تذكروا المثل اللي قلته لكم - 00:49:47
تزوج رجل مشرقي بامرأة مغربية فسكن في الوسط فكانت الغلبة لمن؟ لاحدهما فاين سيكون الدفان في مكان الغالب ولا في مكان المغلوب في مكان الغالب فاذا غلبت الروح البدن كانت الروح كما جاء في الحديث - 00:50:07
القدسي اكتبوا كتاب عبدي في عليين اه ليش في عليين؟ الغلبة كانت للروح وان كانت الغلبة للبدن اكتبوا كتاب عبدي في سجين ولا تفتح لهم ابواب السماء كما جاء في القرآن كما جاء في الحديث القدسي - 00:50:30
ليش ما تفتح لهذه الارواح الخبيثة او الدنيئة او المنافقة او الفاجرة ابواب السماء لانها طاوعت كانت مغلوبة لم تتطهر فليس لها لابواب السماء ان تفتح لها الله اكبر والله - 00:50:56
ان هذا لعظة لمن يدعي وذكرى لمن يتذكر نعم احسن الله قال رحمه الله تعالى قال تعالى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا بذكره وكلامه الذي انزله على رسوله والاعراض عنه ترك تدبره والعمل به - 00:51:22
والمعيشة ضنك فاكثر ما جاء في التفسير انها عذاب القبر. قاله ابن مسعود قال ابن مسعود وابو هريرة وابو سعيد الخدري وابن عباس وفيه حديث مرفوع واصل الضنك في اللغة الضيق والشدة. فكل ما ضاق فهو ضنك - 00:51:40
يقال منزل ضنك وعيش ضنك فهذه المعيشة ضنك في مقابلة في مقابلة التوسيع على النفس والبدن بالشهوات واللذات والراحة ان النفس كلما وسعت عليها ضيقت ضيقت على القلب حتى تصير معيشة ضنكا - 00:51:57
وكلما ظيقت عليها وسعت على القلب حتى ينشرح وانفسح المعيشة في الدنيا بموجب التقوى بموجب التقوى سعته في البرزخ الاخرة وسيعة المعيشة في الدنيا بحكم الهوى ضنكا ضنك ضنكها في البرزخ والاخرة - 00:52:15
فاثر احسن المعيشتين واطيبهما ودومهما. واشق البدن بنعيم الروح ولا تشق الروح بنعيم البدن. فان نعيم الروح وشقاء فان نعيم الروح وشقاؤها اعظم وادوم ونعيم البدن وشقاؤه اقصر واهون والله المستعان - 00:52:31
يقول ذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا فاستمتعتم بها رأى الفاروق رضي الله عنه جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما بيده قطعة لحم قال ما هذا يا جابر قال لحم - 00:52:50
اشتهيته فاشتريته قال وكلما اشتهيت اشتريت اما سمعت الله يقول اذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها ما المقصود من هذه اللفتة العمرية ما المقصود من هذه الكلمة الفاروقية المقصود - 00:53:17
تغلب جانب الروح لا تغلب جانب البدن هذب روحك لا تجعلها قينية نعم السلام عليكم قال رحمه الله تعالى فصل العارف لا يأمر الناس بترك الدنيا فانهم لا يقدرون على تركها - 00:53:47
ولكن يأمرهم بترك الذنوب مع اقامتهم على دنياهم فترك الدنيا فضيلة وترك الذنوب وترك الذنوب فريضة فكيف يؤمر في الفضيلة من لم يقم الفريضة فان فان صعب عليهم ترك الذنوب فاجتهد فاجتهد ان تحبب تحبب الله تحبب الله فاجتهد ان تحبب الله - 00:54:07
بذكر آلائه وانعامه واحسانه وصفات كماله ونعوت جلاله. فان القلوب مختورة على محبته. فاذا تعلقت هان عليها ترك الذنوب والاستقلال منها والاصرار عليها. فقد قال يحيى بن معاذ طلب طلب العاقل الدنيا - 00:54:30
خير من ترك الجاهل لها. يعني هذه فوائد في الدعوة الى الله جل وعلا اذا رأيت الناس مقيمين على الذنوب ومقيمين على حب الدنيا فلا تطلب منهم ترك ترك الدنيا - 00:54:50
صعب اطلب منهم ترك الذنوب فاذا وجدت منهم انفة في ترك الذنوب فعليك بتذكيرهم بالاء الله ونعم الله عليهم ترغيبا وترهيبا نعم احسن الله قال رحمه الله تعالى العارف يدعو الناس الى الله من دنياهم فتسهل عليهم الاجابة فتسهل عليهم الاجابة - 00:55:08
والزاهد يدعوهم الى الله بترك الدنيا فتشق عليهم فتشق عليهم الاجابة فان الفطام عن الثدي الذي ما عقل الانسان نفسه الا وهو يرتظع منه شديد ولكن تخير من المرضعات ازكاهن وافضلهن - 00:55:38
فان لله فان للبن تأثيرا في طبيعة المرتضع. ورضاع المرأة الحمقى يعود بحمق الولد. انفع رضاعة ما كان من فان قويت على مرارة الفطام والا فارتظع بقدر بقدر فان من البشم ما يقتل - 00:55:54
البشم يعني اللي نسميه حنا اليوم التخمة فان من البشم ما يقدر الله المستعان نعم قال رحمه الله تعالى فصل بين رعاية الحقوق مع الضرر ورعايتها مع العافية بون بعيد - 00:56:13
ان عبدي كل كل عبدي الذي يذكرني وهو ملاق قرنه ومن ملاق قرنه. نعم فهو ملاق قرنه. هم يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون. ايش معنى ان عبدي كل عبدي - 00:56:32
الذي يذكرني وهو ملاق طبعا لا يصح هذا مرفوعا لكنه يكاد يكون من المقولات الاولين مما ينقلونه عن رب العالمين معناه ان عبدي حقا هو الذي لا يغيب لا يغيبه ذكري - 00:56:52
مشاهدته لحبيبه اه هذا معنى المثل عندنا شيقولون ها شاف حبيبه نسى صديقه هذا معنى المثل انك مهما ترى من شيء لا تنسى ذكر الله هذا معناه نعم تمام قال رحمه الله تعالى ليس العذب من صحيح فارغ واقف مع الخدمة انما العجب من ضعيف سقيم تعتوره الاشغال - 00:57:18
وتختلف عليه الاحوال وقلبه واقف في الخدمة غير متخلف بما يقدر عليه نسأل الله جل وعلا ان يرزقنا واياكم الاشغال والانشغال بطاعته وان لا يجعلنا من الفارغين ولا من المتخلفين - 00:57:50
بهذا القدر وصل اللهم وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين يا ذا الجلال هادشي دابا طيب بعد الاذان اللي باقي تفضل نعم نعم هذي واظح من كان مقيما على الذنوب يستجيب الله له - 00:58:08
هذا هو الاستدراج الاستدراج ما معناه الاستدراج معناه ان الله يعطي العبد وهو مقيم على المعاصي العلاج التوبة استغفار شكر الله على الالاء وعدم الكفران نعم واياك الله يبارك سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله - 00:58:51
Transcription
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين وبعد هذا هو المجلس الرابع والثلاثون من مجالس قراءتنا لكتاب الفوائد للعلامة ابن القيم رحمه الله تعالى - 00:00:16
ونحن في يوم الاثنين السابع من شهر ذي القعدة عام اربعة وثلاثين واربع مئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وقفنا على قوله رحمه الله اصل اذا بلغ العبد - 00:00:34
اعطي عهده الذي عهده اليه خالقه خالقه ومالكه كما هو معلوم فان الله جل وعلا قد اخذ علينا العهود والمواثيق ان نعبده وحده لا شريك له وجاء هذا في ايات كثيرة منها قوله تعالى - 00:00:54
واذا اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم لست بربكم قالوا بلى هذا من العهود في قوله جل وعلا انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال - 00:01:18
فابين ان يحملنه واشفقن منها وحملها الانسان فهذا من البيوت لكن هذا العهد كان مأخوذا والمؤاخذة على عدم الوفاء به او الاثابة على الوفاء به انما يكون بعد البلوغ فهذا مثاله - 00:01:38
لو كان انسان يملك صبيا او ولدا قادم صغيرا فيقول له قد اخذت عهدك على ان تعمل بهذا الكتاب متى ما بلغت فيقول قبلت ثم تمر السنون فينسى هو او لا ينسى - 00:02:07
فاذا بلغ يعطى ويذكر بذلكم العهد فاما ان يفي بوعده ويفرح بعهده ووعده ويتشرف بالامتثال واما العكس فهذا الفصل معقود لبيان هذا المعنى فنقرأ كلامه رحمه الله ونسأل الله عز وجل - 00:02:36
ان يرزقنا واياكم التوبة والاوبة والوفاء بالعهود السير على الوعود ان نعمل بالطاعات حتى اليوم الموعود. نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين - 00:03:06
نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اما بعد اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا قل للمسلمين يا رب العالمين قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى اذا بلغ العبد اعطي عهده الذي عهده اليه خالق ومالكه - 00:03:28
فاذا اخذ عهده بقوة بقوة وقبول وعزم على تنفيذ ما فيه صلح للمراتب والمناصب التي يصلح لها الموفون بعهودهم. هذا هو المطلوب. الانسان يأخذ عهده بالقوة وبدون ثواني كما قال عز وجل - 00:03:44
عن يحيى عليه السلام يا يحيى خذ الكتاب بقوة وهكذا امر موسى عليه السلام قومه ان يأخذوا بما في التوراة بقوة وامر النبي صلى الله عليه وسلم كذلك والله امرنا ما هو بس بالقوة بس بل بالاعتصام - 00:04:04
يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعا والاعتصام ابلغ من الامر بالاخذ بالقوة نعم قال رحمه الله تعالى فاذا هز نفسه عند اخذ العهد وانتخاها فقال قد هلت - 00:04:30
قد اغلت اهلت لعهد ربك اشمعنى وانت اخاها من النخوة يعني شنو يعني قال انا رجال ها؟ انا راجل لسان اهل مصر انا رجال انا قد العهد على قد الوعد - 00:04:57
اه ما قال لا لا وينه وش اسوي ها فاذا هز نفسه عند اخذ العهد وانتخاها وقال قد اهلت لعهد ربي ايوه فقال قد ابهلت ابهلت لعهد ربي فمن اولى بقبوله وفهمه وتنفيذه مني - 00:05:21
فحرص اولا على فهم عهده وتدبره وتعرفه وصاياه وتعرف وصايا سيده له. ثم وطن نفسه على ما في عهده والعمل به وتنفيذه حسب ما تضمنه عهده فابصر بقلبه حقيقة العهد وما تضمنه - 00:05:41
فاستحللها همة اخرى وعزيمة غير العزيمة التي كان فيها وقت الصبا قبل وصول العهد. فاستقال من ظلمة غرة الصبا والانقياد للعادة والمنشأ وصبر على شرف الهمة وهتك ستر الظلمة الى نور اليقين - 00:06:00
فادرك بقدر صبره وصدق وصدق اجتهاده ما وهبه الله له من فضله فاول مراتب سعادته ان تكون له اذن واعية. فقلب يعقل ما ما تعيه الاذن هذه اول مراتب السعادة - 00:06:16
اول مراتب السعادة في الدنيا والاخرة ان الانسان يعطى ويعطي من نفسه الاذن الواعية باصطلاحنا في عصرنا ها يقولون عنه ايش؟ مستمع جيد اشمعنى مجتمع جيد يعني كل ما يسمعه يتفكر فيه - 00:06:32
تدبر فيه نعم هذي اول مراتب السعادة الثانية فاذا قال رحمه الله تعالى فاذا سمع وعقل واستبانت له الجادة ورأى عليها تلك الاعلام ورأى اكثر الناس منحرفين عنها يمينا وشمالا - 00:07:01
فلزمها ولم ينحرف مع المنحرفين الذين كان سبب انحرافهم عدم عدم قبول العهد او قبلوه بكره ولم يأخذوه بقوة ولا عزيمة ولا حدثوا انفسهم بفهمه وتدبره والعمل بما فيه وتنفيذ وصاياه - 00:07:19
بل عرض عليهم العهد ومعهم ضراوة الصبا ودين العادة وما الفوا عليه الاباء والامهات. فتلقوا العهد تلقي من هو مكتف بما وجد عليه اباؤه وسلفه وسلفه وعادتهم لا لا تلقي الى تلقي لا تلقي من يجمع همه وقلبه على فهم العهد والعمل به - 00:07:36
حتى كأن ذلك العهد اتاه وحده وقيل له تأمل ما فيه ثم اعمل بموجبه. هذا هو الواجب عند الانسان انما يبلغ لابد ان نهيئ اولادنا وذرياتنا ان ما قبل ما كان في الصبا - 00:08:02
يختلف عما بعد الصبا ما كان قبل البلوغ يختلف عما بعد البلوغ فبعد البلوغ هو مؤاخذ بالعهود والوعود والمواثيق مثل ما نقول لاولادنا انتبه تراك بلغت السن القانون اذا سويت كذا بيصير عليك كذا - 00:08:22
واذا سويت كذا بيصير عليك كذا اعرف حقوقك وحقوق الناس وهكذا فيما يتعلق بالعهود والوعود والمواثيق الشرعية نعم قال رحمه الله تعالى فاذا لم يتلق عهده هذا التلقي اخلد الى سيرة القرابة وما وما استمرت عليه عادة اهله واصحابه وجيرانه واهل بلده - 00:08:47
فان فان علت همته اخلد الى ما عليه سلفه ومن تقدمه من غير التفات الى تدبر العهد وفهمه فرضي لنفسه ان يكون دينه دين العادة. فاذا شامه الشيطان ورأى هذا مبلغ همته وعزيمته رماه - 00:09:14
العصبية والحمية للاباء وسلفه. وزين له ان هذا هو الحق وما خالفه باطل. ومثل ومثل الهدى في سورة الضلال والضلال والضلال في سورة الهدى بتلك العصبية وبتلك العصبية والحمية التي اسست على غير علم - 00:09:32
فرضاه ان يكون مع عشيرته وقومه ما له ما لهم وعليه ما عليهم. فخذي فخذي عن هدى وولاه الله ما تولى. فلو جاء له كل هدى فلو جاءه كل هدى يخالف قومه وعشيرته لم يره الا ضلالا. هذه مصيبة المصائب - 00:09:51
انه اذا بلغ قيل له انك مؤاخذ بالعهد والوعد والمواثيق لم يأخذه بقوة ولا زال معه دين الصبا والفة العادات فان اخذ شيئا او تذكر شيئا من العهود والمواثيق ركن الى ما عليه القرابة - 00:10:10
واستمر على ذلك ثمان الشيطان يتفقد حاله فاذا رأى ان هذا لن يتزود وهذا حاله انه يركن الى القبيلة والعشيرة والالفة والعادة والتقاليد يؤزه ازا فيدخل فيه العصبية والقبلية الحمية للاباء والاجداد - 00:10:45
فيوصله الى درجة ان بصره لا يبصر الضلالة الا هدى ولا يرى الهدى الا ضلالة لماذا؟ لان الميزان العقلي عنده هو ما عليه الاباء والاجداد هذا هو الحق عنده فحينئذ - 00:11:20
لا تسأل عن عهود هذا الرجل ولا وعوده ومواثيقه مع ربه لانه لا يرى دينا الا ما عليه الاباء والاجداد كل ما يخالف ما عليه الاباء والاجداد فاما الا يبالي به - 00:11:43
واما ان يؤوله واما ان ينكره هذا حال نسأل الله السلامة والعافية وهذه الطامة اكثر الناس ما هم بمتخلصين منها وكم من انسان يقية لكن تجد في قلبه العصبية صاحب عباده - 00:12:03
تجد في قلبه الحمي الجاهلية منسوبنا للعلم فيه حمية الاباء والاجداد نسأل الله السلامة والعافية ما لم خلص الانسان قلبه من الافات اللحمية والشحمية والعادية لن يصل الى المراتب العلية - 00:12:33
فاذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم كل ما دعتك نفسك الى الحمية الجاهلية تذكر هذه الاية وتذكر انك في القبر وحيد لا معك قريب ولا معك ابيب ولا معك - 00:13:05
قبيلة ولا معك عشيرة فلاي شيء كنت تحامي عنهم ولاي شيء تحاكم الدين اليهم بدال ما تحاكمهم الى الدين حاكم الدين اليه فواسفاه على حال من اخلد الى الارض واتبع هواه - 00:13:30
فلا يرى الهدى الا بمنظار القبيلة او بمنظار العشيرة او بنظر الالفة والعادة نعم طيب قال رحمه الله تعالى واذا كانت همته اعلى من ذلك ونفسه اشرف اشرف وقدره اعلى اعلى اقبل على حفظ عهده وفهمه وتدبره - 00:13:57
فعلم ان لصاحب العهد شأنا ليس كشأن غيره فاخذ نفسه بمعرفته من نفس العهد فوجده قد تعرف اليه وعرفه نفسه وصفاته واسمائه وافعاله واحكامه. من صفاته فعرفه نفسه وصفته واسماءه - 00:14:26
ايه وصفاته واسماءه صفات مجروح علامة جره الكسرة نيابة عن الفتح احفظ القاعدة كما ذكرها عن ابن مالك رحمه الله وما بالف وتاء جمع فبالكسر شرا ونصبا معه انت تقول قالت المؤمنات - 00:14:45
اه ورأيت المؤمنات ومررت بالمؤمنات اذا عرفه نفسه وصفاته واسمائه وافعاله واحكام منصوب بالكسرة يرفع الفتحة. ايوه طيب فعرفه نفسه وصفاته واسمائه وافعاله واحكامه فعرف من ذلك العهد قيوما بنفسه مقيما لغيره غني عن كل ما سواه وكل ما سوى سواه فقير اليك - 00:15:13
مستو على عرشه فوق جميع خلقه يرى ويسمع ويرضى ويغضب ويحب ويبغض ويدبر امر مملكته وهو فوق عرشه متكلم امر ناه سبحانه يرسل رسله الى اقطار مملكته بكلامه الذي يسمعه من يشاء من خلقه - 00:15:48
وانه قائم للقسط مجاز بالاحسان والاساءة وانه حليم غفور شكور جواد محسن سبحانه موصوف بكل كمال منزه عن كل عيب ونقص وانه لا مثل له ويشهد حكمته في تدبير مملكته - 00:16:08
وكيف يقدر مقاديره بمشيئة غير مضادة لعدله وحكمته وتوبة وتظاهر عنده العقل والشرع والفطرة فصدق كل منهم وصاحبيه ففهم عن الله سبحانه ما وصف به نفسه في كتابه من حقائق اسمائه التي بها نزل الكتاب وبها نطق ولها اثبت وحقق وحقق وبها - 00:16:25
ولا اثبت وحقق. ولا اثبت وحقق وبها تعرف الى عباده حتى قرت به العقول. وشهدت به الفطر يعني ان من كان له همة فانشغل بمعرفة العهود والوعود والوعد والمواثيق الربانية - 00:16:53
اوصله شغله هذا الى معرفة الله جل وعلا واذا اقبل القلب قلبه على الله اقبل الله على صاحب القلب فما اكرمه وما اعظمه وما اجله ان اتيته وانت تسعى شبرا اتاك ذراعه - 00:17:16
اتيته تمشي اتاك هرولة وان اقبلت عليه ببعضك اقبل عليك بكل ما اعظمها ما اكرمه ما رحبه حتى يعرفه نفسه يعرفه باسمائه وصفاته فيرى الله وجلاله وجماله وعظمته بكل تحريكة وتسكينة - 00:17:46
ويرى انه سبحانه وتعالى قيوم السماوات والارض يرى انه الغني الحميد رغم انه مدبر الامر ترى انه عليم جميع بصير يرى انه جل وعلا احسنوا الخالقين واكرم الاكرمين وانه سبحانه وتعالى رحمن رحيم - 00:18:17
غفور غفار ودود فلا يزال يغيب في مشاهد الربوبية ويجعله ذلك يغيب في مشاهد الالوهية فيرى في كل تدبير حكمته ويرى في كل تدوير قدرته ما سبب غفلة العباد عن هذا كله - 00:18:52
انشغالهم عنه نعم احسن الله قال رحمه الله تعالى فاذا عرف بقلبه وتيقن صفات صاحب العهد اشرقت انوارها على قلبه فصارت كالمعاينة له فرأى حينئذ تعلقها بالخلق والامر وارتباطهما بها وسريان اثارهما في العالم الحسي والعالم الروحي - 00:19:29
ورأى تصرفها في الخلائق كيف عمت وخصت وقربت وابعدت واعطت ومنعت فشاهد بقلبه مواقع عدله سبحانه وقسطه وفضله ورحمته. عدله سبحانه فشاهد بقلبه مواقع عدله سبحانه وقسطة اي شهد بقلبه قسطة - 00:19:53
وفضله ورحمته لانه يرى ان كل شيء لحكمة الله حتى وهو يرى ان الظالم يظلم يعلم انه سبحانه قادر على ان يشل ركن الظالم في لحظة فيدعه لحكمة كما قيل - 00:20:17
لبعض العلماء ايام الحجاج الظالم المبين بنص الحديث قيل له ما وجه تسلط الظالم علينا قال لكي تلجأ الى الله لكي تلجأوا الى الله وقيل لاحد العلماء وقد مسك من قبل التتار - 00:20:45
المغول بايام اجتياح بغداد قال الستم تقولون ان لكم ربا يحميكم قال بلى قال فما باله ترككم قال هل رأيت صاحب غنم يحامي عن غنمه قال نعم قال فان تبعت الغنم راعيها - 00:21:20
هل يجرؤ الذئب عليها قال لي لا قال فان هي عصت راعيها وشرقت او غربت اليست تأكلها الذئاب قال بلى قال فانتم الذئاب سلطتم علينا لبعدنا عن الله هذا حقيقة - 00:21:49
من ينظر بنظر البصيرة فلا تحريك ولا تسكين الا لحكمة لذلك لا تجده يلوم عبدا على شيء منعه عنه يرجع ذلك الى حكمة الله ويقول الله اللهم بذنبي منعتني سلطت علي فلان - 00:22:12
وان اعطاه احد شكره من الناحية الشرعية وقلبه معلق بالله. يقول الله يسر لي هذا السبب نعم قال رحمه الله تعالى فشاهد بقلبي مواقع عدله سبحانه وقسطه وفضله ورحمته واجتمع له الايمان بلزوم بلزوم حجته حجته حجتي. لزوم حجته مع نفوذ اقضيته. سبحانه. وكمال قدرته - 00:22:41
مع كمال عدله وحكمته ونهاية علوه على جميع خلقه مع احاطته ومعيته وعظمته وجلاله وكبريائه وبطشه وانتقامه مع رحمته وبره ولطفه وجوده وعفوه وحلمه للناس لماذا يعترض لانهم يشاهدون مشاهد - 00:23:11
الجمال ويغيبون عن مشاهدة الجلل بيقول يا الله الرحمن شلون سلط علينا ها الظالم ونسوا انه القهار يقولون الله الكريم الودود شلون يصير فينا هذه الزلازل وهذه الفيضانات وهذه الامور - 00:23:33
نسوا انه سبحانه الجبار المنتقم جل في علاه المؤمن العارف لربه ينظر الى ربه بانه ذو الجلال والاكرام عظمة بجمال جلال لا ينظر نظرة اعور نعم قال رحمه الله تعالى ورأى لزوم ورأى لزوم الحجة مع قهر المقادير التي لا خروج لمخلوق عنها - 00:23:55
وكيف وكيف اصطحاب الصفات وتوافقها وشهادة بعضها لبعض وانعطاف الحكمة الحكمة التي هي نهاية نهاية وغاية على المقادير التي هي اول اول وبداية برجوع ورجوع ورجوع فروعها الى اصولها ومبادئها الى غاياتها. حتى كانه يشاهد مبادئ الحكمة وتأسيس القظايا على - 00:24:37
وفق الحكمة والعدل والمصلحة والرحمة والاحسان الصواب من حيث اللغة على وفق بفتح الواو وتأسيس القضاء على وفق الحكمة والعدل والمصلحة والرحمة والاحسان لا تخرج قضية عن ذلك الى انقضاء الاكوان وانفصال الاحكام يوم الفصل بين العباد وظهور عدله وحكمته وصدق - 00:25:02
كصدق رسله وما اخبرت به عنه بجميع الخليقة. انسها وجنها مؤمنها وكافرها. وحينئذ يتبين من صفات جلاله ونعوت كماله للخلق ما لم يكونوا يعرفونه قبل ذلك حتى ان اعرف خلقه به في الدنيا يثني عليه يومئذ من صفات كماله ونعوت جلاله ما لم يكن يحسنه في الدنيا. يعني النبي - 00:25:29
صلى الله عليه وسلم الان في هذه الدنيا الناس يدركون شيئا من الجمالات والجلالات ويتفاوت الناس فيه بحسب اقبالهم على التعرف على صفات الله جل وعلا واسمائه وافعاله واكمل الخلق معرفة بربه - 00:25:54
هم الرسل والانبياء عليهم الصلاة والسلام واكمل الناس معرفة بربه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عليه الصلاة والسلام من اعرف الخلق بالخالق جل في علاه فيعرف ربه - 00:26:21
من صفات الجمال والجلال سيفات في البهاء والعظم صفة العلم والحكمة صفتي الغفور الرحيم والكريم وبصفة القهار الجبار لكنه صلى الله عليه وسلم واخوانه فضلا عن من دونهم لا يحيطون بالله علما - 00:26:46
ان الله يقول ولا يحيطون به علما كما لا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء فلا يحيطون به علما الا بما شاء لكن اذا كان يوم القيامة ورأى الخلائق حكمة الله - 00:27:18
عدل الله حتى انه ليقيم على الانسان شاهدا من نفسه فيشهد عليه جوارحه فاي عدل اعظم من هذا ويتجلى للخلائق من كمالات الخالق ما لا يبقى لاي احد شبهة ولذلك كلهم يذعنون ويقولون - 00:27:42
وقيل الحمد لله رب حتى الكفار هم يدخلون النار يقولون سبحان الله ينزهون الله عن الظلم ويفتح الله تبارك وتعالى على نبينا صلى الله عليه وسلم اذا قام مقام الشفاعة العظمى - 00:28:13
المقام المحمود اذا قام مقام الوسيلة والدرجة الرفيعة يفتح الله عليه من المحامد ما لا يحسنه الان كما جاء في الحديث ويثني على ربه جل وعلا بنعوت الجلال صفات الكمال - 00:28:38
حتى يأذن الله له برفع رأسه بعد السجود والاذعان فيقول الله له ارفع رأسك يا محمد سل تعطى واشفع تشفع نعم قال رحمه الله تعالى وكما يظهر ذلك لخلقه تظهر تظهر لهم الاسباب التي بها زاغ الزائغون فظل الضالون وانقطع - 00:29:06
منقطعون فيكون الفرق بين العلم يومئذ بحقائق الاسماء والصفات والعلم بها في الدنيا الفرق بين العلم بالجنة والنار ومشاهدتهما واعظم من واعظم من ذلك وكذلك يفهم يفهم من العهد كيف اقتضت اسماؤه وصفاته لوجود النبوة والشرائع والا يترك خلقه سدى - 00:29:32
كيف اقتضت ما تضمنته من الاوامر والنواهي؟ وكيف اقتضت وقوع الثواب والعقاب والمعاد وان ذلك من موجبات اسمائه وصفاته بحيث ينزه عما زعم اعداءه من انكار ذلك ويرى شمول وقدرة واحاطتها واحاطتها بجميع كائنات - 00:30:00
حتى لا يشد عنها مثقال ذرة. ويرى انه لو كان معه اله اخر لفسد هذا العالم فكانت فكانت تفسد السماوات تفسد فكانت تفسد السماوات والارض ومن فيهن لو كان فيه مالهة الا الله لفسدتا - 00:30:20
فلو لذلك نحن ندرك الان ان الناس لماذا يأتي عليهم الفساد في الارض فيضانات تنازل حرائق اي نعم هي مركبة لاسباب لكن هذه الاسباب لها اسباب غير مرئية ولا هي اسباب كونية هي اسباب شرعية - 00:30:41
انما تظهر هذه المفاسد في الارض بسبب ادعاء الناس وعبادتهم غير الله جل وعلا فيفسد فيفسد يفسدون بسبب عبادة غير الله جل وعلا ويفسدون بسبب عبادة غير الله فيجمعون بين - 00:31:13
الفساد والافساد هذا كان اعظم الفساد في الارض الشرك ويليه البدع ويليها الكبائر ومن ذلك الظلم ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء ولو ان اهل الكتاب - 00:31:43
اقاموا التوراة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر الى اخر الاية نعم قال رحمه الله تعالى ويرى انه لو كان معه اله اخر لفسد هذا العالم. فكانت تفسد السماوات والارض ومن فيهن. وانه سبحانه لو جاز عليه النوم او الموت - 00:32:21
اتدكدك هذا العالم باسره ولم يثبت طرفة عين ويرى من من محاسن النظر والتأمل في اسماء الله وصفاته وافعاله ان العبد كلما نظر الى دقة الصنعة وعظم عظم الخلقة كلما نزه ربه عن النقيصة - 00:32:43
الذي خلق فيك العين بهذه الدقة لا يتصور في خلقته فساد ولو في شعرة انت عاجز عن ادراك دقة خلقة خلق العين ما تعرف كيف عاجزة عن ادراك مع ما اوتي الناس من العلم - 00:33:13
عاجزين عن ادراك كيف يعمل العاقل ما يدرك الى الان لا يعرفه انت لا تعرف مجرد ما ان تريد ان ترفع يدك ترفع يدك طيب الان مجرد ارادة في قلبك - 00:33:42
كيف صدر الامر الى عضلات اليد لكي ترتفع ومتى كان هذا الصدور؟ لماذا لم يأخذ وقت لا تستطيع سبحان الله نعم قال رحمه الله تعالى هو يرى مع ذلك الاسلام والايمان الذين تعبد الله بهما جميع عباده - 00:34:02
كيف انبعاثهما من الصفات المقدسة كيف وكيف اقتضيا ثوابه عقاب عاجلا واجلا ويرى مع ذلك انه لا يستقيم قبول هذا العهد والتزامه بمن جحد صفاته وانكر علوه على خلقه وتكلم - 00:34:23
وتكل وانكر تكلمه وتكلمه وانكرتك علوه على خلقه وتكلمه بكتبه وعهوده كما لا يستقيم قبوله لمن انكر حقيقة سمعه وبصره وحياته وارادته وقدرته ظن هؤلاء هم الذين ردوا عهده قبوله وان من قبله من قبله - 00:34:40
وان من قبله منهم لم يقبله بجميع ما فيه. وبالله التوفيق. يعني ختم هذا الفصل بفائدة لطيفة. لماذا اهل البدع لا يستقيموا قبولهم للعهد تجد عندهم تناقضات تجد عندهم تناقضات في العمل في العبادة في العلم - 00:35:03
لانهم لم يأخذوا العهد بكلية انما اخذوا العهد بانتقائية فصاروا مشابهين لي اليهود الذين قال الله عنهم افتؤمنون ببعض الكتاب تكفرون ببعض فتجد منهم من يقول ليس للعبد مشيئة مجبور - 00:35:25
وتجد بعظهم يقول الله ليس له مشيئة في العبد وتجد بعضهم يقول الله لا يوصف بالرحمة لا يوصف بالقهر لا يوصف الرضا لا يوصف بالسخط تجد بعضهم يقول الله في كل شيء - 00:35:52
تجد بعضهم يقول الله ليس في شيء ولا يشار اليه بشيء يشبهونه بالمعدوم كل من زاغ عن طريقة السلفية بالاسماء والصفات لرب البرية فلازمه الوقوع في الانحراف وعدم الاستقامة التامة - 00:36:17
لا تغتر بعبادة اهل البدع ولو وجدته عابدا تجد عنده من الانحرافات ما الله به عليم قد ذكر الله عز وجل عن المشركين قال وهم لها عاكفون جالسين عند الصنم يعبدون - 00:36:47
عاكفون سماهم عكوف لزوم لكن ما نفعهم ذلك كما تجد بعض الناس عند القبور اخشع ما يكون وعند الصلاة ما كأنه واقف بين يدي رب الارباب جل في علاه نعم - 00:37:09
قال رحمه الله تعالى فصله خلق بدن بني ادم من الارض وروحه من ملكوت السماء. وقرن بينهما فاذا اجاع فهذه مسألة ايضا مسألة اجماعية ان بدن الانسان مخلوق من ماء وطيء - 00:37:32
وخلق ادم كما قال صلى الله عليه وسلم مما وصف لكم وجاء في القرآن خلق الانسان من صلصال من حمأ مسنوه اذا الانسان مخلوق من ماء وطين ما المقصود الانسان مخلوق ما وطين؟ يعني بدنه - 00:37:51
ولذلك بدنك لو يأتون يفحصونه يجدونه انه مكون من الماء والطين واما الروح التي بين جنبيك لا يعلم كنه الروح الا الله لكن الاسلام مجمعون انتبه ان الروح مخلوق مجمعون ايش - 00:38:16
ان الروح مخلوقة من خلق الله ومع كون الروح مخلوقة لكنها ليست مخلوقة من مادة الارض من اي شيء خلقها الله؟ كيف خلقها الله؟ لا نعلم وعلمنا ان الملائكة خلقوا من نور بالنص - 00:38:49
ولولا النص ما علمنا كيف خلقته لو قال كقائل غلمان اهل الجنة مخلوقون من اي شيء؟ ما تعرف ليش؟ ما جاءنا الخبر حور الجنة مخلوقون من اي شيء ما نعرف - 00:39:13
ليش ما نعرف ما جاءنا الخبر غيب فالروح غيب لاحظ اجمعوا ان الارواح مخلوقة واجمعوا على انها سماوية يعني ليست من جنس المخلوقات الارظية فهي من جنس المخلوقات العلوية ومازج الله جل في علاه بين الروح والبدن - 00:39:33
فاخبر انه نفخ في ادم من روحه فاذا نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدا فاضاف الروح الى نفسه ولما ذكر خلق الانسان ماذا قال فنفخنا فيه من روحنا ولما ذكر خلق عيسى - 00:40:03
قال اذا الارواح كلها مضافة الى الله عز وجل ما نوع الاظافة؟ الاظافة هذي اظافة تشريف باجماع المسلمين وليست اضافة التبعيض انتبه ولا اظافة الصفة الى الموصوف هي مضافة اضافة - 00:40:29
الفعل الى فاعل اضافة التشريف كما نقول بيت الله وناقة الله وهذا عبد الله ايش نوع الاظافة؟ تشريف لكن لما نقل علم الله لا هذي ما هو اضافة تشريف هذي اضافة الصفة الى الموصوف - 00:40:57
طيب اذا قلنا من رح الله ما نوع الاظافة؟ نوع الاظافة من رح الله نوع الاظافة اظافة تشريف فادم اظاف الله روحه الى نفسه تشريفا وعيسى عليه السلام اظاف الله روحه لنفسه تشريفا - 00:41:21
الانس اظاف الله ارواحهم الى نفسه تشريفا هذه مسألة مهمة لا بد ان ننتبه لها نعم نسأل الله ان قال رحمه الله تعالى فاذا اجاع بدنه واسهره واقامه في الخدمة وجدت روحه خفة والصواب - 00:41:44
وجدت روحه خفة وجدت روحه. صاحي نعم احسنت ووجدت روحه خفة وراحة فتاقت الى الموضع الذي خلقت منه واشتاقت الى عالمها العلوي الى عالم الله هذه قضية مهمة الان خلونا نشبه لكم بتشبيه غير هذا - 00:42:07
اجتمع زوجان احدهما من الشرق والاخر من الغرب في وسط لا في الشرق ولا في الغرب فالى اين سيتجهان بعد عيش طويل في الوسط اه الى الشرق ولا الى الغرب - 00:42:35
لأ كلاهما اين احسنت سيتجهان الى من له الغلبة والقوة. فان كان الغلبة للزوج ها كان الاتجاه الى جهة الزوج. ان كان الغلبة للزوجة كان الاتجاه الى جهة الزوجة فلما زاوج الله بين الروح والبدن - 00:42:58
فان كانت الغلبة للبدن كانت الغلبة اه لها نزلت سفلية ونسيت الروح علويتها حتى كأنها ادون من طينيتها واذا صار العكس غلبت الروح البدن نسيت الروح ممازجة البدن لها وكأنها وكأنه روحاني وليس طينيا - 00:43:23
ولا يكاد يتلذذ لا باكل ولا بشرب وانما يأكل ويشرب ليقيم صلبه حتى لا يتأخر عن علويته شوفوا كيف على مثال عظيم ترى ننتبه له فانت ايها الانسان وانا كل واحد منهم - 00:43:55
جعلنا الله من طين وروح لمن تجعل الغلبة؟ الامر اليك ترى تفكر مع نفسك فاذا جاع بدنه ايوة اكمل فاذا فاذا جاع بدنه وده واسره واقامه في الخدمة وجدت روحه خفة وراحة. الله اكبر. فتاقت الى الموظع الذي خلقت منه. واشتاقت الى - 00:44:17
كعالمها العلوي الله اكبر واذا اشبعه ونعمه ونومه واشتغل بخدمته وراحته اخلد البدن للموضع الذي خلق منه ان جذبت الروح معه فصارت في السجن فلولا انها الفت السجن لاستغاثت من ال من مفارقتها او انقطاعها عن عالمها الذي خلقت منه - 00:44:45
كما يستغيث المعذب رأيت بعض مشايخي وما يهتم باكل ولا شرب فتعجبت من ذلك فسألت احد احدهم فقال الغذاء غذاء الروح هو الذي ينبغي ان نهتم به اما غذاء البدن قوامه بلقيبات - 00:45:06
وكان وكانت زوجته تقول منذ اربعين سنة ما سأل ما اكلنا ما طبخنا ما غداؤنا ما عشاء من اربعين سنة ما سأل يوم زوجته شنو راح ناكل ما كان يفكر ابدا - 00:45:35
ابدا ما كان يفكر بعكس اهل الدنيا بعكس من غلب جانب البدن على الروح يقيم الدنيا ويكسر رأس زوجته اذا ما كان الطعام كشهوته ولا لا واذا انتم ما تدركون هذا يسألوني انا - 00:45:59
كم من انسان طلق زوجته عشان الاكل ليش ما في فرق بينه وبين البهيمة غلب الجانب الشهوانية البهيمي. نعم قال رحمه الله تعالى وفي الجملة فكلما خف البدن لطفت الروح وخفت وطلبت عالمها العلوي - 00:46:20
فكلما ثقل لو اخلد الى الشهوات والراحة ثقلت الروح وهبطت من عالمها فصارت ارضية سفلية. نسأل الله وعلا ان يأخذ بايدينا وبانفسنا حتى لا نخلد الى الارض حتى نكون من اهل - 00:46:44
الدرجات العلى اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك لا تجري الدنيا اكبر همك ولا مبلغ علمنا هذا معناه ترى انتبهوا ليش تقول اللهم لا تجعل الدنيا اكبر هم ولا مبلغ علمنا - 00:47:07
لانها هي كانت كذلك شغلت بها عن نقاوة روحك عن الدرجات العلوية نعم قال رحمه الله تعالى فترى الرجل روحه في الرفيق في الرفيق الاعلى وبدنا هو عندك فيكون نائما على فراشه وروحه عند - 00:47:27
سدرة المنتهى تجول حول العرش. واخر واقف في الخدمة ببدنه وروحه في في السفلي تجول حول السفلي السفلي السفليات. نسأل الله السلامة والعافية كان ابن مبارك رحمه الله ومعه امام خراسان - 00:47:50
الامام المجاهد العالم كان يحج سنة ويغزو سنة الكريم الجواد السخي الشجاع كان في ثغر من الثغور يقول زميل له يطلب معه العلم يقول كنت اتعجب باي شيء سبقنا عبد المبارك - 00:48:10
طلب العلم فطلبنا جلس عند المشايخ فجلس كل ما سوى شيء نحشي نفس الشيء سوينا شلون غلبنا هذا الرجل يقول فانطفأ السراج وهم في ثغر من الثغر قال فمنا المنشغل - 00:48:40
ومنا الصارخ ومنا الباحث كل واحد ها شغلوا السراج سووا كذا سووا كذا سووا كل واحد منشغل بشيء يقول فلما اشعلوا السراج اذا بابن المبارك يبكي يقول فتعجبت له قلت له لم تبكي؟ قال تذكرت ظلمة القبر - 00:49:00
قال فعلمت ان في واده في واد. هذا وين تفكيره؟ وحنا وين تفكيره اللهم ارحمنا برحمتك اللهم ارحمنا برحمتك نعم طيب قال رحمه الله تعالى فاذا فارقت الروح البدن التحقت برفيقها الاعلى او الادنى - 00:49:26
فعند الرفيق الاعلى كل كل قرة عين وكل نعيم وسرور وبهجة ولذة وحياة طيبة وعند الرفيق الاسفل كل هم هم وغم وضيق وحزن وحياة نكدة ومعيشة ضنك. يعني اذا فارقت الروح البدن تذكروا المثل اللي قلته لكم - 00:49:47
تزوج رجل مشرقي بامرأة مغربية فسكن في الوسط فكانت الغلبة لمن؟ لاحدهما فاين سيكون الدفان في مكان الغالب ولا في مكان المغلوب في مكان الغالب فاذا غلبت الروح البدن كانت الروح كما جاء في الحديث - 00:50:07
القدسي اكتبوا كتاب عبدي في عليين اه ليش في عليين؟ الغلبة كانت للروح وان كانت الغلبة للبدن اكتبوا كتاب عبدي في سجين ولا تفتح لهم ابواب السماء كما جاء في القرآن كما جاء في الحديث القدسي - 00:50:30
ليش ما تفتح لهذه الارواح الخبيثة او الدنيئة او المنافقة او الفاجرة ابواب السماء لانها طاوعت كانت مغلوبة لم تتطهر فليس لها لابواب السماء ان تفتح لها الله اكبر والله - 00:50:56
ان هذا لعظة لمن يدعي وذكرى لمن يتذكر نعم احسن الله قال رحمه الله تعالى قال تعالى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا بذكره وكلامه الذي انزله على رسوله والاعراض عنه ترك تدبره والعمل به - 00:51:22
والمعيشة ضنك فاكثر ما جاء في التفسير انها عذاب القبر. قاله ابن مسعود قال ابن مسعود وابو هريرة وابو سعيد الخدري وابن عباس وفيه حديث مرفوع واصل الضنك في اللغة الضيق والشدة. فكل ما ضاق فهو ضنك - 00:51:40
يقال منزل ضنك وعيش ضنك فهذه المعيشة ضنك في مقابلة في مقابلة التوسيع على النفس والبدن بالشهوات واللذات والراحة ان النفس كلما وسعت عليها ضيقت ضيقت على القلب حتى تصير معيشة ضنكا - 00:51:57
وكلما ظيقت عليها وسعت على القلب حتى ينشرح وانفسح المعيشة في الدنيا بموجب التقوى بموجب التقوى سعته في البرزخ الاخرة وسيعة المعيشة في الدنيا بحكم الهوى ضنكا ضنك ضنكها في البرزخ والاخرة - 00:52:15
فاثر احسن المعيشتين واطيبهما ودومهما. واشق البدن بنعيم الروح ولا تشق الروح بنعيم البدن. فان نعيم الروح وشقاء فان نعيم الروح وشقاؤها اعظم وادوم ونعيم البدن وشقاؤه اقصر واهون والله المستعان - 00:52:31
يقول ذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا فاستمتعتم بها رأى الفاروق رضي الله عنه جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما بيده قطعة لحم قال ما هذا يا جابر قال لحم - 00:52:50
اشتهيته فاشتريته قال وكلما اشتهيت اشتريت اما سمعت الله يقول اذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها ما المقصود من هذه اللفتة العمرية ما المقصود من هذه الكلمة الفاروقية المقصود - 00:53:17
تغلب جانب الروح لا تغلب جانب البدن هذب روحك لا تجعلها قينية نعم السلام عليكم قال رحمه الله تعالى فصل العارف لا يأمر الناس بترك الدنيا فانهم لا يقدرون على تركها - 00:53:47
ولكن يأمرهم بترك الذنوب مع اقامتهم على دنياهم فترك الدنيا فضيلة وترك الذنوب وترك الذنوب فريضة فكيف يؤمر في الفضيلة من لم يقم الفريضة فان فان صعب عليهم ترك الذنوب فاجتهد فاجتهد ان تحبب تحبب الله تحبب الله فاجتهد ان تحبب الله - 00:54:07
بذكر آلائه وانعامه واحسانه وصفات كماله ونعوت جلاله. فان القلوب مختورة على محبته. فاذا تعلقت هان عليها ترك الذنوب والاستقلال منها والاصرار عليها. فقد قال يحيى بن معاذ طلب طلب العاقل الدنيا - 00:54:30
خير من ترك الجاهل لها. يعني هذه فوائد في الدعوة الى الله جل وعلا اذا رأيت الناس مقيمين على الذنوب ومقيمين على حب الدنيا فلا تطلب منهم ترك ترك الدنيا - 00:54:50
صعب اطلب منهم ترك الذنوب فاذا وجدت منهم انفة في ترك الذنوب فعليك بتذكيرهم بالاء الله ونعم الله عليهم ترغيبا وترهيبا نعم احسن الله قال رحمه الله تعالى العارف يدعو الناس الى الله من دنياهم فتسهل عليهم الاجابة فتسهل عليهم الاجابة - 00:55:08
والزاهد يدعوهم الى الله بترك الدنيا فتشق عليهم فتشق عليهم الاجابة فان الفطام عن الثدي الذي ما عقل الانسان نفسه الا وهو يرتظع منه شديد ولكن تخير من المرضعات ازكاهن وافضلهن - 00:55:38
فان لله فان للبن تأثيرا في طبيعة المرتضع. ورضاع المرأة الحمقى يعود بحمق الولد. انفع رضاعة ما كان من فان قويت على مرارة الفطام والا فارتظع بقدر بقدر فان من البشم ما يقتل - 00:55:54
البشم يعني اللي نسميه حنا اليوم التخمة فان من البشم ما يقدر الله المستعان نعم قال رحمه الله تعالى فصل بين رعاية الحقوق مع الضرر ورعايتها مع العافية بون بعيد - 00:56:13
ان عبدي كل كل عبدي الذي يذكرني وهو ملاق قرنه ومن ملاق قرنه. نعم فهو ملاق قرنه. هم يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون. ايش معنى ان عبدي كل عبدي - 00:56:32
الذي يذكرني وهو ملاق طبعا لا يصح هذا مرفوعا لكنه يكاد يكون من المقولات الاولين مما ينقلونه عن رب العالمين معناه ان عبدي حقا هو الذي لا يغيب لا يغيبه ذكري - 00:56:52
مشاهدته لحبيبه اه هذا معنى المثل عندنا شيقولون ها شاف حبيبه نسى صديقه هذا معنى المثل انك مهما ترى من شيء لا تنسى ذكر الله هذا معناه نعم تمام قال رحمه الله تعالى ليس العذب من صحيح فارغ واقف مع الخدمة انما العجب من ضعيف سقيم تعتوره الاشغال - 00:57:18
وتختلف عليه الاحوال وقلبه واقف في الخدمة غير متخلف بما يقدر عليه نسأل الله جل وعلا ان يرزقنا واياكم الاشغال والانشغال بطاعته وان لا يجعلنا من الفارغين ولا من المتخلفين - 00:57:50
بهذا القدر وصل اللهم وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين يا ذا الجلال هادشي دابا طيب بعد الاذان اللي باقي تفضل نعم نعم هذي واظح من كان مقيما على الذنوب يستجيب الله له - 00:58:08
هذا هو الاستدراج الاستدراج ما معناه الاستدراج معناه ان الله يعطي العبد وهو مقيم على المعاصي العلاج التوبة استغفار شكر الله على الالاء وعدم الكفران نعم واياك الله يبارك سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله - 00:58:51
شرح كتاب الفوائد لابن القيم الجوزية رحمه الله
(٣٤) التعليق على كتاب الفوائد لابن القيم الجوزية رحمه الله - فضيلة الشيخ د. محمد هشام الطاهري