رياض الصالحين للنووي

4 ‌‌- باب فضل الزهد في الدنيا والحث عَلَى التقلل منها وفضل الفقر 26 جمادى الأولى 1443هـ

سامي بن محمد الصقير

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديهم ومشايخنا ولجميع المسلمين امين. دخل الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه - 00:00:00ضَ

رياض الصالحين في باب فضل الزهد في الدنيا. وقال تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام والحرث. ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب. وقال تعالى - 00:00:20ضَ

يا ايها الناس ان وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا. ولا يغرنكم بالله الغرور. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى في باب الزهد وقال الله تعالى زين للناس حب الشهوات. زين التزيين بمعنى التحسين - 00:00:40ضَ

والمزين هو الله تعالى. اي ان الله تعالى زين للناس حب الشهوات كونا فالتزيين هنا تزيين كوني زين للناس حب الشهوات اي المشتهيات والملذات ثم ذكر سبحانه وتعالى ستة اشياء هي اصول الملذات والشهوات في الدنيا التي جبل الناس على محبتها - 00:00:58ضَ

والتعلق بها قال من النساء وبدأ بالنساء لان التعلق بهن اشد والفتنة بهن اشد. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ما تركت بعدي فتنة اضر على الرجال من النساء - 00:01:24ضَ

من النساء والبنين يعني والافتتان بالبنين. والبنين هم الذكور من الذرية. وانما خص البنين دون البنات لان التعلق بالبنين اشد ولهذا كانوا في الجاهلية يتشائمون من البنات. واذا بشر احدهم بالانثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم - 00:01:42ضَ

ارى من القوم من سوء ما بشر به ايمسكه على هون ام يدسه في التراب؟ فكانوا يتشائمون بذلك ولان علي ابن هو الذي يحمل نسب ابيه. فاولاد ابنه ينسبون اليه دون اولاد بناته. كما قال الشاعر بنون - 00:02:06ضَ

بنوا ابنائنا وبناتنا بنوهن ابناء الرجال الاباعدي والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة القناطير هي المال الكثير. المجتمع من الذهب والفضة يعني من الدراهم والدنانير. فالدينار هو النقد من الذهب - 00:02:26ضَ

والدرهم هو النقد من الفضة. والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة. والخيل المسومة. الخيل المسوم فيها معنيان قيل المعنى الخيل التي تسوم وترعى من السوم وهو الرعي. وقيل الخيل المسومة اي - 00:02:46ضَ

المعلمة التي وضع عليها علامة لحسنها وجودتها والخيل المسومة والانعام. وهي جمع نعم وهي الابل والبقر والغنم. والحرث اي زين لهم الحرث. اي انهم يحرثون الارض لغرسها وزرعها. هذه ستة اشياء ذكر الله تعالى ان الناس تتعلق نفوسهم بها. ثم قال ذلك - 00:03:06ضَ

متاع الحياة الدنيا. يعني هذه الامور من متع الدنيا فانها لا تبقى بل تفنى. فهي اما ان تزول عنك واما ان تزول انت عنها. ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده - 00:03:33ضَ

المآاب يعني حسن المرجع عند الله تعالى. فانه وعد المتقين بجنات النعيم. فهذه الاية الكريمة تدل على على التحذير من الاغترار بالدنيا. وفيها ايضا ان الله تعالى جبل الناس على محبة هذه الاشياء. فان الانسان فان - 00:03:48ضَ

محبة الانسان لهذه الامور من النساء والبنين والقناطير المقنطرة الى اخر ما جاء في الاية لا يلام الانسان عليه. وانما يلام ان تشغله عن طاعة الله تعالى وعما خلق من اجله. وفيه ايضا ان المرجع والمآب الى الله تعالى بل - 00:04:08ضَ

حسن المآاب الى الله واما الاية الثانية فهي قول الله تعالى يا ايها الناس ان وعد الله حق. اي ما وعد عباده به من البعث والجزاء والحساب والثواب والعقاب. حق اي صدق وثابت. فهو صدق باعتبار الاخبار به. وثابت - 00:04:28ضَ

باعتبار وقوعه ان وعد الله حق. فلا تغرنكم الحياة الدنيا. يعني لا تغتروا بالحياة الدنيا. فانها فانية زائلة فالحياة الحقيقية هي الدار الاخرة. ولا يغرنكم بالله الغرور. اي لا يغرنكم امهال الله - 00:04:51ضَ

تعالى وحلمه وحلمه لكم ان تخالفوا امره. وقوله ولا يغرنكم بالله الغرور الغرور هو الشيطان والفرق بين الغرور بالظن والغرور بالفتح ان الغرور بالظم مصدر. واما الغرور بالفتح فهو صفة مشبهة تدل على اتصاف ذلك بالفاعل. فهذه الاية ايضا كالتي قبلها فيها التحذير من الاغترار - 00:05:11ضَ

الدنيا وليس معنى ذلك ان الانسان يدع الدنيا ويدع العمل فيها بل المراد ان لا تشغله الدنيا عما خلق لاجله حينما تطلب المال لا تطلب المال للمال. وانما تطلب المال لاجل ان يكون وسيلة الى طاعة الله تعالى. تستعين - 00:05:41ضَ

به على طاعة الله وتصرفه في مرضات الله. وحينئذ تكون قد تمتعت بالحياة الدنيا على ما يرضي الله عز وجل وفيه ايضا دليل على اثبات البعث والقيامة. وان القيامة والبعث حق ثابت لا مرية فيه. فان - 00:06:02ضَ

ان الناس سوف يموتون وسوف يبعثون الى الله عز وجل. ثم يحاسبهم ان خيرا فخير وان شرا فشر وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد - 00:06:22ضَ