تفسير سورة الأحقاف - أ.د أحمد النقيب

4 | تفسير سورة الأحقاف | الشيخ أ.د أحمد النقيب

أحمد النقيب

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله واصحابه واحبابه ومن تبع هداه وبعد قال الله عز وجل واذكر ايا رسولنا بالثناء الجليل بالثناء الجليل اخا عاد اي هود - 00:00:00ضَ

عليه السلام اذ انذر قومه بالاحقاف اي عندما دعا قومه وانذرهم عاقبة تكذيبه وكان ذلك في مكان يسمى الاحقاف. والاحقاف هي الرمال المجتمعة. وكان كانت ديارهم قريبا من بلاد اليمن. او في بلاد اليمن - 00:00:27ضَ

واذكر اخا عاد اذ انذر قومه بالاحقاف اي انذارهم في ديارهم الرملية ذات الكثبان المجتمعة باليمن وغيرها وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه. اي هناك رسل قد ارسلناهم الى قومهم من قبله - 00:00:55ضَ

ومن بعده فلم يكن هود عندما دعا قومه بدعا من الرسل بل كان مصدقا لمن كان قبله وصدقه من كان بعده ودعوة الانبياء واحدة يصدق بعضهم بعضا لان محورها الا تعبدوا الا الله اني اخاف عليكم عذاب يوم عظيم - 00:01:20ضَ

فما ارسل الله تعالى رسولا وما بعث نبيا الا دعا قومه الى عبادة الله عز وجل. وعبادة الله متضمنة كل قول حسن وكل فعل حميد تتضمن كل قول حسن وكل فعل حميد - 00:01:53ضَ

ومن خالف هذه العبادة او ابتعد عنها فهو متوعد بعذاب وصفه الله بانه عظيم اي فظيع مروع الاقوام عندما سمعوا الدعوة لم ينقادوا لها بل كذبوها وهمزوا فيها ولمزوا. وقالوا له اجئتنا - 00:02:16ضَ

والاستفهام هنا للانكار. سبحان الله! فهم في باطلهم ينكرون اهل الحق على ما هم عليه اجئتنا لتأفكنا عن الهتنا. لتصرفنا عن عبادة الهتنا تأتينا بما تعدنا ان كنت من الصادقين. وهذه منتهى الجرأة - 00:02:44ضَ

فمقتضى العقل ان يقول له ان كنت ما جئت به حقا فالله تعالى ندعوه ان يهدينا اليه وان كنت ما جئت به باطلا فليصبنا ما تتوعدنا به ولكن هذا يسمى بالمصادرة. يعني ايه يا اخوانا المصادرة؟ المصادرة الا تجعل هناك قسمة ولا تفصيلا - 00:03:10ضَ

قالوا وجئتنا لتأفكنا عن الهتنا فاتنا بما تعدنا ان كنت من الصادقين. قال انما العلم عند الله حلموا كلهم ومن جملة ذلك العلم العلم بموعد العذاب الذي سينزل بكم. فهذا العلم - 00:03:38ضَ

عند الله عز وجل. وابلغكم وظيفتي ورسالتي هو البلاغ وما ارسلت اي الذي ارسلت به اليكم فوظيفة الرسل ومن كان في مقامهم هو ابلاغ الرسالة الى الناس. ولكني اراكم قوما تجهلون - 00:03:59ضَ

والجهالة هنا بمعنى السفه. فالسفيه هو الذي يركب احموقة عقله. احموقة عقلهم فلما رأوه عارضا اي رأوا السحاب عارضا مستقبل اوديتهم اي متجها الى اوديتهم كما يأتي السحاب المحمل بالمطر - 00:04:22ضَ

وكانوا يعيشون في وديان يزرعون ويستنبطون الارض ويتعودون على رؤية السحاب فلما رأوا ذلك السحاب المحمل بالغيم مستقبل اوديتهم. قالوا هذا عارض ممطرنا اي هذا سحاب سينزل منه المطر ويكون به النبت. ولكن الحقيقة بل هو ما استعجلتم - 00:04:46ضَ

به هو العذاب الذي استعجلتموه ريح فيها عذاب اليم. اي هذا السحاب في الحقيقة ريح عظيمة دمروا كل شيء بامر ربها اي هذه الريح لا تدع شيئا امامها الا ودمرته تدميرا. فاصبحوا لا يرى الا مساكنهم - 00:05:16ضَ

اذا مر بهم مار او ابصرهم مبصر لم يجد اثرا للحياة في ذلك المكان لم يجد اثرا للحياة في ذلك المكان. كذلك نجزي القوم المجرمين. الذين لم ينقادوا لدعوة الرسل ثم يوجه ربنا عز وجل الخطاب الى اهل مكة متوعدا منذرا في قوله - 00:05:40ضَ

قد مكناهم في ماء مكناكم فيه. اذا كنتم يا اهل قريش في وديان مكة تعيشون في نعمة سابغة وتتمتعون باطايب النعم فان هؤلاء كانوا مكنين ايضا في ديارهم. تمكينا اعظم من تمكينكم - 00:06:09ضَ

واجعلنا لهم سمعا وابصارا وافئدة. اي مددناهم بالقلب الذي يعي وبالحواس التي تمت هذا القلب بالمعلومات فما اغنى عنهم سمعهم ولا ابصارهم ولا افئدتهم من شيء. لم يسمعوا الحق سموه سماع طاعة وانقياد. ولم يروا الحق - 00:06:32ضَ

ولم يقبلوا الحق بافئدتهم. فما اغنت عنهم هذه الافئدة وما اغنى عنهم هذا السمع ولا البصر اذ كانوا يجحدون بايات الله وذلك في حال كونهم كفار. ينكرون ايات الله ولذلك النتيجة - 00:07:02ضَ

نوح بهم ما كانوا به يستهزئون. ولقد اهلكنا يا اهل مكة ما حولكم من القرى عاد وثمود وسدوم ومدائن صالح. كل هؤلاء اهلكناهم. وكانوا حولكم وتعرفون شيئا كثير من اخبارهم وصرفنا الايات تصريف الايات اي ان الله تعالى جعل لانبيائهم ايات - 00:07:21ضَ

ونوع الايات كي تكون سببا في ايمانهم ولكن ما رجعوا الى الحق وما قبلوه. وصرفنا تأتي لعلهم يرجعون. فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا الهة. اي اتخذوا مع الله الهة - 00:07:51ضَ

يتقربون بها ويتزلفون اليها. فهذه الالهة التي تقربوا اليها وتزلفوا اليها ما نصرتهم من عذاب الله عز وجل بل ضلوا عنهم اي تنكروا لهم وما منعوا عنهم عذابا وما جلبوا اليهم نفعا وما - 00:08:11ضَ

دفعوا عنهم ضرا. وذلك افكهم اي كذبهم في عبادتهم غير الله. وما كانوا يفترون. ثم ينتقل اشتاق الى قصة ايمان الجن. وان الجن من امة التكليف كان النبي عليه الصلاة والسلام في منصرفه من الطائف على قول وجيه لاهل العلم وقد ادميت - 00:08:34ضَ

اما وشج رأسه واوذي ايذاء شديدا. اهل مكة يتنكرون له ويضربونه ويذهب الى الطائف فيتنكرون له فاهل الارض يتنكرون له ولا يقبلون دعوة الله فنزل واديا وقرأ القرآن. فكان هناك رهط من الجن يجوبون الارض. ما الذي حدث في الارض من جديد - 00:09:00ضَ

انهم كانوا يسترقون السمع فيسمعون بعض السمع من خبر السماء. اما اليوم فلا يسمعون شيئا. ما الجديد الذي حصل في الارض فاخذ يجوبون الارض من اقطارها طولا وعرضا. ها؟ ففي اثناء تطواتهم لمعرفة الخبر - 00:09:26ضَ

والحدث الغريب الذي حدث في الارض سمعوا رسول الله في بطن احد الوديان يقرأ القرآن فلما حضروه اي سمعوا القرآن قالوا انصتوا اسمعوا هذا القرآن قرآن عجيب. فلما قضي اي - 00:09:46ضَ

انتهى النبي عليه الصلاة والسلام من قراءته والقى الله في قلبهم الايمان ولوا الى قومهم منذرين قالوا لهم ايه ؟ يا قومنا يا قومنا انا سمعنا كتابا انزل من بعد موسى - 00:10:06ضَ

لم يقل من بعد عيسى لان الانجيل متمما للتوراة فاصل الانجيل التوراة فالانجيل متمم ومكمل ومبين للتوراة فاصل انجيل التوراة. ولذلك قالوا انا سمعنا كتابا انزل من بعد موسى. هذا الكتاب - 00:10:26ضَ

مصدقا لما بين يديه ويهدي الى الحق والى طريق مستقيم. يا قومنا اجيبوا داعيا الله وامنوا به وامنوا به فاذا فعلتم يغفر لكم من ذنوبكم من عذاب اليم. من قد تكون للبعضية وقد تكون بيانية. ان كانت بعضية اذا هذا الايمان به - 00:10:49ضَ

يغفر بعض الذنب وهو الشرك. واذا كانت منه هي البيانية وهذا ما قد يميل القلب اليه ان كانت بيانية بالتقدير يغفر لكم ذنوبكم. كقول الله عز وجل ولتكن منكم امة يدعون الى الخير. فمن - 00:11:19ضَ

قد تكون بعضية وقد تكون بيانية. وان كانت بيانية فالتقدير ولتكونوا امة داعية للخير. وهنا ايضا يغفر لكم من ذنوبكم او التقدير يغفر لكم ذنوبكم. ويجركم يحميكم من عذاب اليم - 00:11:40ضَ

لا يوجب داعي الله لا يستجيب هذه الدعوة. فليس بمعجز في الارض. لا يستطيع ان يكون قويا لا يستطيع ان يكون قويا وان يفر من عذاب الله عز وجل. وليس احد يستطيع ان - 00:12:01ضَ

تحميه من بأس الله. ولذلك قال وليس له من دونه اولياء. اولئك في ضلال مبين. او لم يروا ان الله الذي خلق السماوات والارض القوم الذين ينكرون البعث ويقولون اذا كنا - 00:12:21ضَ

نائبهم النخرة هل يقدر ربك على اعادتنا بعد الموت؟ يجيبهم ربنا عز وجل بقوله او لم يروا ان الله الذي خلق السماوات والارض ولم يعي بخلقهن السماوات ما عظمها واتساعها - 00:12:41ضَ

الارض ايضا ما عظمها واتساعها. رفع السماء بلا عمد وبسط الارض وفرشها ومهدها. الذي فعل ذلك دون تعب او ارهاق اليس ذلك بقادر على ان يحيي الموتى؟ فالجواب بلى انه على كل شيء قدير - 00:13:01ضَ

هنا ببلى لانه سؤال منفي سؤال منفي فيكون الجواب ببلى. ويوم يعرض الذين كفروا على النار ويوم يعرض الذين كفروا على النار دلالة على شدة العذاب وقسوته واستحكامهم منهم واستحكام - 00:13:26ضَ

العذاب منهم اليس هذا بالحق فهذا هو لاقول عين اليقين ولكنه حق اليقين فهناك علم اليقين وهناك عين اليقين وهناك حق اليقين. فاعلى مراتب اليقين حق اليقين وهو ملابسة الشيء - 00:13:48ضَ

عين اليقين رؤية الشيء علم اليقين معرفة الشيء فالكفار علموا ان هناك نارا هذا علم اليقين ونحن نعلم ان هناك جنة ونارا. اذا احنا عرفنا لكن عندما يؤمر بنا الى الجنة اللهم اجعلنا من اهلها - 00:14:13ضَ

الجنة وقصورها ونتنسم عبيرها وشذاها يبقى ده اسمه ايه عين اخر واحد يدخل الجنة اخر واحد يا رب طلعني من النار ربنا عز وجل يقول له يا عبدي اليس لك شيئا بعد ذلك؟ لا بس يا رب طلعني من النار. اطلع من النار - 00:14:34ضَ

فيطلع من النار يشم ريحة الجنة يا رب طب خليني اشوف يا عبدي الم تطلب مني ان اخرجك من النار فاخرجته؟ طب بس اشوف فلما يرى الجنة يبقى ده اسمه ايه؟ عين اليقين. طب لما يرى الجنة بقى هيصبر؟ ما يصبرش - 00:15:01ضَ

فيسأل الله عز وجل ان يدخله الجنة فيقول يا عبدي الم تطلب مني ان تخرج من النار فاخرجتك وان تشم ريحها فجعلت لك ذلك فيقول ربي ادخلها فيدخل الجنة فيعطيه ربنا عز وجل مقاما في الجنة قدر الارض لو حيزت عشر مرات - 00:15:22ضَ

يبقى دي اخر واحد يخش فين يخش الجنة المنزلة بتاعته في الجنة قد الدنيا دي كلها عشر مرات. مش عنده شقة ستين متر اربعين متر. لأ قد الدنيا دي عشر مرات. سبحان الله! يبقى لما يدخل الجنة ويتلبس بالجنة ده اسمه ايه يا اخواني - 00:15:46ضَ

ده اسمه ايه؟ حق اليقين. لما يبصر الجنة يبقى ده ايه؟ عين اليقين. لما يسمع عن الجنة يبقى ده علم اليقين. طب الناس الكفار بقى لما دخلوا النار بقى وعاينوها - 00:16:09ضَ

يبقى عاينوها ودخلوها يبقى ايه؟ هذا حق اليقين. يقال لهم تبكيتا وتحزينا عشان قلوبهم تنتظر اليس هذا بالحق الذي اخبرتم به عندها يقولون بلى وربنا يحلفوا بالله. اي وهو ده الحق. ويكون الجواب فذوقوا - 00:16:23ضَ

قل عذاب لزاما كما كفرتم لزاما. فيكون العذاب من جنس العمل. ذوقوا العذاب لزاما بما كفرتم لزاما. فذوقوا عذاب بما كنتم تكفرون. قال الله عز وجل نبيه ومصطفاه. وايضا لسائر الدعاة في كافة الاوقات فاصبر - 00:16:47ضَ

فاصبر يا رسولنا كما صبر اولو العزم من الرسل. اصحاب الدعوة العظيمة كنوح وكابراهيم فاصبر كما صبروا ولا تستعجل لهم اي لا تستعجل دعاءهم بالعذاب. فبيقولم اللهم ان كان هذا هو الحق - 00:17:10ضَ

من ربك فامطر علينا حجارة من السماء او ائتنا بعذاب اليم. هذا من حمقهم وسفههم فلا تستعجل ذلك لهم لانهم يوم يرون العذاب لانهم عندما يقع عليهم العذاب ويعاينون العذاب فان مدة بقائهم في الدنيا كلها - 00:17:30ضَ

حتى لو كانت قرونا واماد متطاولة كأنهم يوم يرون العذاب لم يلبثوا الا ساعة من نهار. عندما فيهم العذاب الذي توعد به كل مقامهم في الدنيا كأنه ساعة من نهار. فهذا المذكور - 00:17:51ضَ

من القرآن وهذا المذكور من فناء الدنيا وهذا المذكور مما في الاخرة من العذاب ان بالمقيم وهذا المذكور من الوحي من الوحي والذكر هذا كله بلاغ. اي يتبلغ به الى الله - 00:18:14ضَ

زاد يصل بك الى الله عز وجل فلابد ان تتزود به. فتزود بالايمان وتتزود بالعلم من نافع والعمل الصالح المتضمن لكل خير. فهل يهلك الا القوم الفاسقون؟ نسأل الله تعالى - 00:18:34ضَ

اجعلنا من الصالحين وصل اللهم على نبي الامين وعلى اصحابه الغر الميامين. ان شاء والله يا اخوانا هنقرأ جميعا في صوت واحد. ان شاء الله. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم - 00:18:54ضَ

واذكر اخا عاد اذ انذر قومه ومن خلفه خلفه الا تعبدوا عليكم عذاب يوم عظيم. قالوا اجئتنا بما تعدنا. فاتنا ان كنت من الصادقين ولكن هذا عارض ممطرنا آآ ريح فيها عذاب - 00:19:14ضَ

تدمر كل شيء بامر ربها فاصبح لا يرى الا مساكنهم. كذلك نجزي القوم وجعلنا لهم سمعا اغنى عنهم افئدتهم من شيء اذ كانوا اذ كانوا يجحدون بايات الله وحاق بهم ما كانوا - 00:21:14ضَ

يستهزؤون. ولقد اهلكنا ما حولكم من القرى وصرفنا الايات لعلهم يرجعون. فلو من دون الله قربانا الهة وذلك افكهم وما كانوا يفترون واذ صرفنا اليك نفرا من الجن فلما حضروه قالوا - 00:22:34ضَ

انصتوا فلما قضي ولوا الى قومهم منذرين قالوا يا قوم انا سمعناك بين يديه يهدي الى الحق والى طريق مستقيم يا قوم اجيبوا داي الله وامن يغفر لكم من ذنوبكم. يغفر لكم - 00:23:34ضَ

ذنوبكم ويجركم من عذاب اليم. ومن لا فليس بمعجز في الارض وليس له. وليس اولياء اولئك اولئك في ضلال مبين. اولم يروا ان الله الذي خلق السماوات والارض ولم يعي بخلقهن بقادر - 00:24:34ضَ

يحيي الموتى ويوم يعرض الذين كفروا على النار اليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا. قال فذوقوا العذاب بما كنتم فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل ولا اعجل لهم. كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثون - 00:25:24ضَ

فهل يهلك الا القوم الفاسقون؟ بس قال ان يكرمنا - 00:26:24ضَ