شرح كتاب التوحيد (شرح الحرم ١٤٢٩ - ١٤٣٠) | الشيخ أ.د عبدالله الغنيمان
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب. وعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله - 00:00:02ضَ
صلى الله عليه وسلم قال قال موسى يا رب علمني شيئا اذكرك وادعوك به. قال يا موسى قل لا اله الا الله. قال يا رب كل عبادك يقولون هذا. قال يا موسى لو ان السماوات السبع وعامرهن غيري والاراضين - 00:00:22ضَ
السبع في كفة ولا اله الا الله في كفة مالت بهن لا اله الا الله. رواه ابن حبان والحاكم وصححه بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:42ضَ
اشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله وصحابته. ومن سار على نهجه ودعا بدعوته يوم الدين وبعد قال ابي سعيد الخدري رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - 00:01:02ضَ
موسى عليه السلام يا ربي علمني شيئا ادعوك اذكرك وادعوك به قال يا موسى قل لا اله الا الله. قال يا رب كل عبادك يقولون هذا وفي يقول يقول هذا وفي - 00:01:22ضَ
في لفظ يقولون هذا قال يا موسى لو ان السماوات السبع وعامرهن غيري والاراضين السبع في كفة ولا اله الا الله في كفة مالت بهن لا اله الا الله. المقصود بهذا بيان فضله - 00:01:42ضَ
للتوحيد والتوحيد هو معنى لا اله الا الله ومقتضاها والعمل بها. لانه كما سبق ان معنى لا اله الا الله يعني لا اله يؤله ويعبد ويذل له ويخضع يخاف ويرجى الا الله جل وعلا. ومن اتخذ الها غير الله جل وعلا يطلب منه - 00:02:02ضَ
وهذه الامور وقد اشرك بالله جل وعلا. فلما كانت هذه الكلمة موظوعة للاخلاص اخلاص العبادة وتوحيد الله الذي خلق الله جل وعلا الخلق له. كان فظلها عظيم تبين ان انها لو وضعت في كفة والمخلوقات كلها في كفة مالت بهن مالت بهن - 00:02:32ضَ
ان لا اله الا الله. ومعلوم ان كثيرا من الناس يقول لا اله الا الله. ومع ذلك ترجح سيئاته على حسنات هذا يدل على ان المراد بها عند قولها لمن كان عارفا - 00:03:02ضَ
لمعناها ومخلصا في قولها وعاملا بما دلت عليه. اما مجرد لفظ بدون معنى يعني بدون معرفة المعنى وبدون العمل فانه لا ينفع. اكون مثل الذي يهدي او الذي مثلا يتكلم وهو نائم او سكران. لان المقصود - 00:03:22ضَ
المعاني وليست مجرد الالفاظ. فالمعاني هي التي وضعت لها الكلمات هذه الكلمة اعظم كلمة دلت على معان عظيمة ولهذا صار الدين كله داخلا في معنى هذه الكلمة. كل الدين الذي جاءت به الرسل. داخلا في معنى هذه الكلمة - 00:03:52ضَ
ولهذا لما ارتد من ارتد بعد وفاة الله صلى الله عليه وسلم صارت ردتهم مختلفة منهم من يقول لو كان نبيا ما مات ومنهم من قال لا نؤدي الزكاة لانها تؤدى اليه في حياته وبعد ذلك لا نؤديها ومنهم من انكر الزكاة وغير ذلك - 00:04:22ضَ
فلم يفرق الصحابة بينها بين هؤلاء ورأوا ان كل من امتنع بشيء كان يفعله في وقت النبي صلى الله عليه وسلم فانه قدح ذلك في توحيده وفي قوله لا اله الا الله - 00:04:52ضَ
الرسول صلى الله عليه وسلم قال امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله. فاذا قالوها منعوا مني دماءهم واموالهم الا بحقها قل وحقها كل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من امر ونهي. فهو حق لا اله الا الله - 00:05:12ضَ
لهذا بين ان انها ارجح من المخلوقات كلها. وقوله لو ان السماوات سبع عامرهن. العامر هو الذي يعبد يعبدها. فالامارة بالعبادة عمارة السماوات والارض بعبادة الله جل وعلا وطاعته. وافسادها بالمعاصي. ولا تفسدوا في الارض - 00:05:32ضَ
بعد اصلاحها يعني بعد ما جاءت الرسل بالدعوة الى الصلاح والطاعة. فالصلاح هو الطاعة فاذا حلت المعصية بدل الطاعة حصل الفساد فالعمارة عمارة السماء وعمارة الارض بطاعة الله جل وعلا. والمقصود بمن يعبد الله جل وعلا. ومعلوم ان المخلوق - 00:06:02ضَ
كلها تعبد الله جل وعلا حتى الحجارة الجمادات ولهذا اخبر جل وعلا ان كل شيء يسبح بحمده ولما ذكر ان الشمس والقمر والنجوم والجبال الشجر انها تسجد لله جل وعلا قال وكثير من الانس. يعني كثير منهم وكثير منهم حق عليه القول - 00:06:32ضَ
فما عدا الانس والجن فهم يعبدون الله جل وعلا ويعمرون الارظ والعامر للسماء الملائكة والملائكة جند الله الاعظم والسماوات مملوءة منهم كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم انه قال حطت السماء وحق لها ان تئط ليس فيها موضع قدمين - 00:07:02ضَ
الا وملك ساجد او راكع او قائم. واخبر صلى الله عليه وسلم انه لما عرج به الى السماء لو شاهد البيت المعمور البيت المعمور بيت في السماء السابعة على حيل الكعبة ووضع - 00:07:32ضَ
آآ للتعبد كما وضع البيت في الارض للطواف عليه وعبادة الله جل وعلا عنده بامتثال امر عندما امر بالتطوف به. وهذا وضع للملائكة. يقول فاذا يدخله كل يوم سبعون الف - 00:07:52ضَ
من الملائكة لا يعودون الى مثلها الى يوم القيامة. لانه لا يتهيأ لهم ذلك لكثرة الملائكة وقوله غيري استثنى ممن في السماء نفسه جل وعلا مما يدل على علوه فهو جل وعلا في العلو. والسماء يقصد بها ما علا وارتفع وليس المراد بالسماء المبنية - 00:08:12ضَ
فالله جل وعلا فوق خلقه على عرشه وعرشه سقف المخلوقات ليس فوق العرش مخلوق. فهو نهاية الخلق. والله جل وعلا مستو على عرشه تعالى وتقدس فلهذا قال لو ان السماوات السبع وعامرهن غيري لانه جل وعلا في - 00:08:42ضَ
في العلو فدل هذا على انه اراد جميع من في السماء الذي في داخل السماء والذي بين من السما والارض لان الملائكة يكونون بين السماء والارض في تنفيذ امر الله جل وعلا فهم يدبرون - 00:09:12ضَ
دون السحب كذلك الرياح وغيرها كما اخبر الله جل وعلا عنهم في اما الارض لم يأتي فيها استثناء وقال والاراضين السبع والاراضين السبع انها سبع طبقات واحدة تحت الاخرى ولكن ليس بينها فتوق وليس فيها حمار كالذين - 00:09:32ضَ
فوق الارض العليا. ثم ان هذا يدل على فضل التوحيد. ومن جاء هذه انه يكون اتى بما وجب عليه ويتحصل على الفضل العظيم الذي اعده الله جل وعلا لمن اخلص ووحد. كما دلت عليه النصوص - 00:10:02ضَ
فهو يدل على ان العبرة في المعنى وليس بالكثرة ليس بكثرة الاعمال وانما هو باخلاصها وكونها صالحة وسبب ان الاعمال لا تقبل الا اذا كانت خالصة وصالحة والصلاح ان تكون على سنة المصطفى - 00:10:32ضَ
صلى الله عليه وسلم والاخلاص ان تكون توحيدا يعني ليس فيها شرك. ولا اله الا الله لهذا لان يكون العمل خالصا وان يكون صوابا على الحق وهو معنى شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. فشهادة ان لا اله الا الله - 00:11:02ضَ
ان يعمل الانسان بعد العلم اليقيني بما دلت عليه الكلمة بان تكون عبادته خالصا لله جل وعلا وليس لاغراض اخرى. ومعنى شهادة ان محمدا رسول الله العلم بانه رسول ارسله الله جل وعلا ثم طاعته في امره واجتناب نهيه - 00:11:32ضَ
الا يعبد الله والا يعبد الله جل وعلا الا بما جاء به من الشرع. فدل هذا على ان هذه الكلمة تنتظم الدين كله. وهذا هو سر فظلها. نعم اقرأ الحديث الذي بعده - 00:12:02ضَ
قال وللترمذي وحسنه عن انس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى قال يا ابن ادم لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة - 00:12:22ضَ
هذا جزء حديث اختصره المؤلف ذكر محل الشاهد منه قال وهو من الاحاديث القدسية والحديث القدسي هو ما اظيف الى الله قولا ومعنى يذكره الرسول صلى الله عليه وسلم مضافا الى الله قولا ومعنى ويختلف عن القرآن بان القرآن - 00:12:42ضَ
معجز بلفظه ومعناه ومتعبد بتلاوته. وكذلك محفوظ تولى الله حفظه اما وكذلك هو لا يجوز قراءته للجنب والحائض. ولا يجوز مس المصحف الا بطهارة اما الحديث القدسي فهو يختلف ليست له هذه الاحكام. وهو قول الله قول - 00:13:12ضَ
لفظا ومعنى. وهو يدل على ان كلام الله جل وعلا ليس محصورا في في القرآن او في التوراة او في غيرها بل اذا شاء ان يتكلم يتكلم ويدل على ان كلام الله جل وعلا ايضا يتفاضل فقوله - 00:13:42ضَ
وقال الله تعالى يا ابن ادم القول معلوم انه يشتمل على اللفظ والحرف فهو يقول حقا يقول قولا يسمع. يسمعه جل وعلا من يشاء من خلقه من ملائكته والذي يتولى تبليغ قوله هو جبريل عليه السلام. فهو الواسطة بين الله جل وعلا وبين الرسل - 00:14:02ضَ
ثم الرسل يبلغون يبلغونه اممهم. قال يا ابن ادم انك لم اتيتني بقراب الارض خطايا بقرابها يعني بقرب ملئها. ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة. يعني ان - 00:14:32ضَ
ذنوب وان كثرت فان التوحيد يقضي عليها ويبطلها ويمحوها. الاخلاص يمحو الذنوب وان كثرت. وهذا معنى ثم فلقيتني لا تشرك بي شيئا. يعني انك مت على التوحيد الخالص. فان الذنوب التي لو قدر انها قرب ملء الارض او ملء الارض كلها يمحوها هذا الاخلاص - 00:15:02ضَ
التوحيد. وهذا يدل على فضل التوحيد. وهو قولك لا اله الا الله لهذا جعل ذلك مثال واضحا حتى يفهم الانسان ان الاخلاص اخلاص في العمل لله جل وعلا ولقي ملاقاة الله جل وعلا به - 00:15:42ضَ
انه لا يبقي للعبد ذنبا. بل كل الذنوب يكفرها. ويمحو اثرها ويبقى فضل هذا التوحيد. في هذا قال لاتيتك بقرابها مغفرة. والمغفرة ترى معناها ستر الذنب وازالة ووقاية اثره. ستره ووقانه - 00:16:12ضَ
اثره يعني سترت ذنوبك ووقيتك اثره. وهذا معنى المغفرة. لان مأخوذ من الغفر. والغفر هو الستر مع الوقاية. واللقاء يدل على المعاينة والرؤية وفي ضمنه المخاطبة والكلام. وقد جاء هذا صريحا عن النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث عدي - 00:16:42ضَ
غيره حديث ابن عمر وغيرهما من الاحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ففي حديث عدي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال واعلموا ان كل واحد منكم سيلقى ربه ليس بينه وبينه ترجمان - 00:17:22ضَ
ولا حاجب يحجبه. فيقرره بنعمه. الم اصح بدنك الم اعطيك مالا؟ الم ازوجك؟ وكلها تقرين ثم يسأله عن اعماله فان اراد الله جل وعلا به خيرا فعل به كما في حديث ابن عمر الذي في الصحيحين قيل له كيف - 00:17:42ضَ
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في النجوى والنجوى هي المخاطبة الخفية التي لا يدركها الغير. يدركها المخاطب فقط. فقال سمعته صلى الله عليه وسلم يقول يدني الله جل وعلا عبده المؤمن ثم يضع عليه كنفه - 00:18:12ضَ
اكرره بذنوبه فيعترف بها. فاذا رأى انه قد هلك. قال له جل وعلا انا سترتها عليك في الدنيا واغفرها لك اليوم. فيعطى صحيفته بيمينه فيخرج على الناس يكون هاء اقرؤوا كتابي الى اخر الايات. وهذا - 00:18:42ضَ
ليس لفرد بل لكثير من المؤمنين. الذي يريد الله جل وعلا به خيرا فيغفر ذنبه وقد ستر عليه في الدنيا. ولهذا قال العلماء ينبغي للانسان اذا اقترف ذنبا الا ينشره والا يفرح نفسه. بل يستر نفسه لعل الله ان يستره يوم القيامة. ويعفو - 00:19:12ضَ
بخلاف المجاهر فان المجاهر يكون مبارزا ومتهتكا ومستهترا ومحتقرا لامر الله جل وعلا فهو يستحق العقاب. كما قال صلى الله عليه وسلم كل ام معافى الا المجاهرون. الذين يجاهرون بالذنوب ويتبجحون بها فهؤلاء نسأل الله العافية - 00:19:42ضَ
لا يغفر له الا ان يشاء الله فالامر اليه هو الذي يحكم بين خلقه وبين عباده تعالى وتقدس ان الانسان لابد له من ملاقاة ربه ولا بد من خطابه وسؤاله - 00:20:12ضَ
قد كثر ذكر ذلك في كتاب الله. كما قال الله جل وعلا فوربك لنسألنهم اجمعين عما كانوا يعملون وقال فلنسألن الذين ارسل اليهم ولنسألن المرسلين. وقال ويوم يناديهم فيقول اين شركائي الذين كنا نزعمون؟ ويوم يناديهم فيقول ماذا اجبتم المرسلين؟ في نداءات - 00:20:32ضَ
كثيرة وايات كثيرة يبين جل وعلا ان هذا لابد من وقوعه والله جل لو على يحاسب خلقه في ان واحد. وكل واحد يتصور انه وحده هو الذي يكلم ويحاسب. والحساب للخلق كلهم. وهو جل وعلا اسرع الحاسبين. ولا يعجزه شيء. فهو علام - 00:21:02ضَ
الغيوب يعلم ما في نفوسهم. وما عملوه. والمحاسبات والسؤالات يوم القيامة لها تصورات ومواقف متعددة. حسب ما جاء في كتاب الله واحده رسوله صلى الله عليه وسلم يجب ان يعد الى العبد لهذه المواقف عدته. ويستعد للقاء ربه - 00:21:32ضَ
جل وعلا قبل ان يفجأه الموت وهو على غير استعداد. فيندم حينما حين لا ينفع والمقصود ان هذا الحديث يدل على فضل الاخلاص والتوحيد. فالانسان اذا مات موحدا مخلصا لله مهما كانت ذنوبه فانها تكون مغفورة. ولكن هنا شرط فيها الا يكون - 00:22:02ضَ
مشركا قال ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا وتشرك بي شيئا نكرا في سياق النفي ما يدل على العموم انه اذا وقع له الشرك فانه ليس له هذا الوعد يعني اذا فقد الشرط فقد المشروط الذي هو الاتيان - 00:22:32ضَ
له بقراب الارض مغفرة يفقد هذا. لانه جاء بشرك فالمشرك الذي يموت على الشرك يكون في النار نسأل الله العافية وذنبه غير مغفور قطعا لان الله قطع بذلك وآآ بينه ووضحه وقال ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فجعل - 00:23:02ضَ
كل الذنوب ما عدا الشرك تحت المشيئة. اذا شاء ان يغفرها غفرها. اما الشرك فهو غير مغفور هذا كما تقدم يقتضي ان يكون العبد على حذر وان يبحث عن معنى الشرك - 00:23:32ضَ
وعن نوعه خوف الوقوع فيه وهو لا يدري. لان الامر ليس سهلا فهو صعب جدا نعم قال رحمه الله تعالى فيه مسائل الاولى سعة فضل الله الثانية كثرة ثواب التوحيد عند الله. ساعة فضل الله جل وعلا دلت عليها نصوص كثيرة من - 00:23:52ضَ
كتاب الله جل وعلا وحديث رسوله صلى الله عليه وسلم. ولا يجوز لاحد من الخلق ان يقنط احدا من الناس او يقول انه لا يغفر لك. او انك لا يرجى انك تكون من - 00:24:22ضَ
اهل الجنة بل الواجب ان يبين فضل الله ولكن يحذر من مخالفات لان الله جل وعلا قارن بين الرجا والخوف قرن بين ذكر رحمته وذكر عذابه فقال نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم. وان عذابي هو العذاب الاليم - 00:24:42ضَ
قال جل وعلا اعلموا ان الله شديد العقاب وانه غفور رحيم. اعلموا امر امر له لنا ان نعلم ذلك ونتيقن بانه شديد العقاب وانه غفور رحيم. وقال جل وعلا ورحمتي وسعت - 00:25:12ضَ
كل شيء واخبر انه سيكتبها للمتقين الذين اتقوا. وكتابة معناه كتابة يكتبها على نفسه جل وعلا. فالمقصود انه لا يجوز للانسان. ان يقنط من رحمة الله يقول انه عمل الاعمال الكثيرة او انه تاب ثم رجع ثم تاب ثم - 00:25:32ضَ
رجع ثم تاب ثم رجع فيأتي الشيطان ويزين له طريق الظلال بانه لا يغفر له فيهلك. فالله جل وعلا غفور رحيم. قد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم. انه قال - 00:26:02ضَ
قال كان رجل في من كان قبلكم مسرفا فقتل تسعة وتسعين نفس ثم ندم وصار يسأل الناس ويقول دلوني على عالم. فدلوه على رجل عابد ليس عالما ابدا فجاء وسأله فقال له اني قتلت تسعة وتسعين نفسا فهل لي من توبة؟ فقال من - 00:26:22ضَ
من قتل نفسا واحدة فكأنما قتل الناس جميعا. كيف قتل تسعة وتسعين نفس وتبحث عن التوبة؟ ليس لك توبة قال اذا ما دام ليس لي توبة واكمل المئة فقتله. ثم بعد ذلك عاد على نفسه باللوم والندم - 00:26:52ضَ
وصار يسأل يقول دلوني على عالم فدل على عالم فجاء اليه وقال اني مئة نفس وهذا القتل القتل عمد. فهل لي من توبة؟ قال نعم. ومن يحول بينك وبينه ولكن انت من بلد سيء واهله اهل السوء. انظر الى البلد الفلاني فهو بلد خير - 00:27:12ضَ
واهل خير اذهب اليهم اصدق ربك وتب فذهب اليهم تائبا صادقا وفي منتصف الطريق او قرب منتصفه حضر الموت. فمات فجاء الملائكة ملائكة العذاب لقبظ روحه قالت هذا رجل مسرف ما عمل خير - 00:27:42ضَ
ملائكة الرحمة لقبض روحي فاختصموا ايهم الذي يقبض روحه؟ فارسل الله جل وعلى اليهم ملكا ليكون حكما بينهم. وقال لهم قيسوا الى اي البلدين هو اقرب فان كان الى البلد الخير اقرب فملائكة الرحمة اولى به هي التي تقول روحه - 00:28:12ضَ
فقاسوا ووجدوه اقرب الى البلد الطيب بشبر او ذراع البلد الاخر. وقبظته ملائكة الرحمة وفي رواية انه لما حضره الموت فصار لا يستطيع ان يمشي صار ينوء بصدره يريد ان يقرب - 00:28:42ضَ
وفي رواية ان الله جل وعلا لما ارسل الملك الذي يكون حكما بين الملائكة اوحى الله الى الارض الطيبة ان تقاربي. والى الخبيثة ان تباعدي. رحمة الله لا يجوز لاحد ان يحجرها على الناس. فهي واسعة. ولهذا اخبر جل وعلا ان - 00:29:02ضَ
وسعت كل شيء هذا مع قول الله جل وعلا ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما. ولهذا معلوم ان هذه الاية - 00:29:32ضَ
نزلت في المدينة - 00:29:52ضَ