Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. دروس التفسير في المسجد الحرام للشيخ صالح بنفوز ان الفوزان حفظه الله. تفسير سورة البقرة. الدرس الرابع - 00:00:00ضَ
الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فنواصل الحديث ان شاء الله على الايات من من اول سورة البقرة - 00:00:16ضَ
الصفة الثالثة من صفاتهم واذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا. واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزئون اذا لقوا الذين امنوا صاروا مع المسلمين في المجالس او في المسجد او في قالوا امنا ان مثلكم مسلمون. دربنا دربكم - 00:00:44ضَ
ان معكم مسلمون ويستغفرون ويصلون يتظاهرون بالعبادة مع الناس انا معكم اذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلوا الى شياطينهم خلوا ذهبوا الى ائمة الكفر اذا خلا المجلس من المؤمنين ولم يكن فيه الا الكفار - 00:01:16ضَ
من اليهود والمشركين وائمة الكفر اذا خلا المجلس من المؤمنين وصار ما فيه الا الكفار قالوا انا معكم ولكننا ظهرنا الاسلام واظهرنا اننا مع المسلمين من باب الاستهزاء انا معكم يا معشر الكفار يا معشر اليهود - 00:01:53ضَ
يا معشر المشركين وعبدة الاوثان نحن معكم ولكننا ابتلينا بهؤلاء فاظهرنا لهم اننا مؤمنون من باب الاستهزاء نبي نخدعهم بذلك خديعة لهم كما قال في اول الايات يخادعون الله والذين امنوا - 00:02:24ضَ
انا معكم انما نحن يعني في اظهارنا الايمان والدين مع الناس هو من باب الاستهزاء بهم وخديعتهم انما نحن مستهزئون ولسنا صادقين في قولنا امنا بالله واليوم الاخر فنحن لا نزال - 00:02:50ضَ
على عقيدتكم وعلى دينكم وانما لجأنا الى هذه الحيلة لاجل ان نأمن على انفسنا وعلى دمائنا واموالنا لان هؤلاء ظهروا الان صار لهم دولة وصار لهم شأن نحن ما ما نستطيع نصارحهم بالكفر - 00:03:21ضَ
لكن نتظاهر معهم بالايمان فهؤلاء لهم وجهان وجه مع المؤمنين وهو اظهار الايمان ووجه مع الكفار وهو اظهار الكفر والنبي صلى الله عليه وسلم يقول تجدون شر الناس ذا الوجهين - 00:03:46ضَ
الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجهه المؤمن الصادق ما يتغير ما تتغير مواقفه دائما على الايمان ودائما اقواله وافعاله الصدق والايمان ما يتغير هذا علامة قوة الايمان وصحة الايمان رد الله عليهم بقوله - 00:04:07ضَ
الله يستهزئ بهم هذه عقوبة له الله يستهزئ بهم بمعنى انه يمهلهم ويعافيهم ويستدرجهم حتى تعظم اثامهم فيعظم عذابهم والعياذ بالله والاستهزاء من الله حق ليس هو الاستهزاء المذموم. لانه استهزاء بحق - 00:04:35ضَ
وعدل منه سبحانه وتعالى لانه جازى هؤلاء بما يليق بهم وهذا هو العدل. اما الاستهزاء من الخلق فانه مذموم ولا يجوز لانه بغير حق الاستهزاء من الخلق هذا مذموم وهو من كبائر الذنوب. لا يجوز للانسان يستهزئ - 00:05:07ضَ
بالناس اما الاستهزاء من الله فهو من باب المقابلة والجزاء على العمل فهو يجزي المستهزي بالاستدراج ويعطيه العافية والنعمة حتى يستمر على شره وحتى يغتر بحاله ثم يموت على هذه الحالة والعياذ بالله - 00:05:32ضَ
ولو اراد الله بهم خيرا لعاجلهم بالعقوبة من اجل ان يتوبوا ويرجعوا لكنه استدرجهم فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة - 00:06:00ضَ
وقال جل وعلا فذرني ومن يكذب بهذا الحديث يعني القرآن سنستدرجهم من حيث لا يعلمون واملي لهم ان كيدي متين قال سبحانه وتعالى ولا يحسبن الذين كفروا ان ما نملي لهم - 00:06:24ضَ
خير لانفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين فالله يستدرج الكفار ويستدرج المنافقين ويمهلهم ويعافيهم ويرزقهم من اجل ان يزيدوا من الكفر والنفاق عقوبة لهم حتى يعظم عذابهم - 00:06:44ضَ
وحتى لا يتوبوا ويرجعوا الى رشدهم نسأل الله العافية استدراج الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون. يمهل لهم ولا يعاجلهم بالعقوبة من باب الاستدراج لهم يعمهون العمة هو الظلال - 00:07:10ضَ
العمى هو الضلال والبعد عن الهدى هذا هو العمى. واما العمى فهو فقد البصر العمى فقد البصر واما العمى العمى فقد البصر وهذا يكون في العينين واما العمة فهو فقد الهداية - 00:07:39ضَ
وهذا يكون في القلب وهذا اشد قال تعالى فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ويمدهم في طغيانهم والطغيان هو الخروج عن الحق المجاوزة للحق هذا هو الطغيان - 00:08:04ضَ
يعمهون يعني يتخبطون ويضلون فهم يعيشون على ظلال في حياتهم حتى يأتيهم الموت من غير توبة ومن غير رجوع هذا اشد العقوبة من الله سبحانه وتعالى وهذا جواب لمن يقول لماذا المنافقون يعملون هالاعمال هذي - 00:08:33ضَ
ولا يجيهم خلاف ولا يجيهم عقوبات لماذا الجواب هو ما ذكره الله ان هذا من باب الاستدراج لهم ولو جتهم العقوبات لكان لكان خيرا لهم فكان خيرا لهم فلما لم تأتهم العقوبات واقاموا على الكفر وعلى النفاق هذا شر لهم - 00:09:01ضَ
نسأل الله العافية يقول بعض الناس ما بال المسلمين الان ضعفه ومتأخرون والكفار وبلادهم فيها جدب وفيها وفيها جفاف وفيها وفيها وبلاد الكفار مخصبة وفيها امطار وفيها مناظر جميلة وفيها - 00:09:26ضَ
يقول يا اخي هذا من باب الاستدراج والله اراد بالمسلمين خيرا حيث اصابهم ببعض ذنوبهم من اجل ان يتوبوا ويرجعوا الى الله سبحانه وتعالى. ويحاسبوا انفسهم. اما اولئك فان الله استدرجهم - 00:09:48ضَ
ثم يأخذهم سبحانه وتعالى اخذ عزيز مقتدر وهم على كفرهم فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا - 00:10:05ضَ
وقال جل وعلا وكأين من قرية امليت لها وهي ظالمة. ثم اخذتها والي المصير فلا يغتر بامهال الله سبحانه وتعالى واستدراجه لان هذا عقوبة واملاء وامداد وامداد لهم في بالزيادة من الكفر والنفاق - 00:10:32ضَ
كل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مد حتى اذا رأوا ما يوعدون اما العذاب واما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا واظعف جندا ويزيد الله الذين اهتدوا هدى. والباقيات الصالحات - 00:11:06ضَ
خير عند ربك ثوابا وخير مردا ويمدهم في طغيانهم يعمهون ثم ظرب لهم مثلا يوضح حاله فقال اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين اشتروا الضلالة بالهدى استبدلوا - 00:11:26ضَ
استبدلوا الضلالة اخذوا الضلالة وتركوا الهدى فهم باعوا كأنهم باعوا الضلالة باعوا الهدى باعوا الهدى واخذوا الثمن وهو الضلالة. اعتاظوا اعتاضوا عن الهدى بالضلال وهل هذا الا عين الخسارة هل هذا الا عين الخسارة الذي يشتري الظلال ويبيع الهدى - 00:11:58ضَ
ويتركه هل هذا الا عين الخسارة في في هذه التجارة هذه تجارة خاسرة فما ربحت تجارتهم تجارة خاسرة والعياذ بالله فالذي يبيع يبيع الهدى بالظلال او يشري الضلال يشتري الظلال بالهدى - 00:12:31ضَ
هذا هو الخاسر. اما العكس وهو الذي يشتري الهداية بالظلال يعني يأخذ الهداية ويترك الظلال فهذا هو الرابح. تجارته رابحة. يا ايها الذين امنوا هل ادلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم - 00:12:59ضَ
تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله باموالكم وانفسكم ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون. يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم واخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب - 00:13:17ضَ
وبشر المؤمنين هذه هي التجارة الرابحة فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين وهؤلاء هم الصنف الاول من المنافقين الذين اعلنوا الايمان وابطن الكفر من اول مرة وهم اخبث المنافقين وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:13:43ضَ