قبس من العقيدة الإسلامية (61 حلقة إذاعية) - الشيخ صالح الفوزان - كبار العلماء

4 من 61|قبس من العقيدة الإسلامية|أصول العقيدة الإسلامية|صالح الفوزان|العقيدة|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان قبس من العقيدة الاسلامية الارشاد الى صحيح الاعتقاد والرد على اهل الشرك والالحاد. للشيخ صالح بن فوزان الفوزان - 00:00:00ضَ

ان حفظه الله الدرس الرابع بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين وبعد ايها الاخوة المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:00:20ضَ

نتحدث اليكم من خلال هذا البرنامج في موضوع العقيدة الاسلامية ونخص في حلقتنا هذه بيان اصول هذه العقيدة فاعلم ايها المسلم وفقني الله واياك ان اصول العقيدة الاسلامية التي هي عقيدة الفرقة الناجية - 00:00:40ضَ

اهل السنة والجماعة هي الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والايمان بالقدر خيره وشره وهذه الاصول دلت عليها نصوص كثيرة من الكتاب والسنة واجمعت عليها الامة قال تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبي - 00:01:00ضَ

وقال تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر قال تعالى امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق احد من رسله وقال تعالى ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا مبينا - 00:01:28ضَ

وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره وهذه الاصول العظيمة وتسمى اركان الايمان قد اتفقت عليها الرسل والشرائع - 00:01:54ضَ

ونزلت بها الكتب السماوية ولم يجحدها او شيئا منها الا من خرج عن دائرة الايمان وصار من الكافرين. كما قال تعالى ان الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلا - 00:02:16ضَ

اولئك هم الكافرون حقا واعتدنا للكافرين عذابا مهينا. والذين امنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين احد منهم. اولئك سوف يؤتيهم اجورهم وكان الله غفورا رحيما وهذه الاصول العظيمة والاركان القويمة تحتاج الى شرح وبيان - 00:02:40ضَ

وهو ما سنحاول ان شاء الله تقديم ما نستطيع منه في الحلقات القادمة عبر هذا البرنامج فالاصل الاول وهو الايمان بالله عز وجل هو اساسها واصلها وهو يعني الاعتقاد الجازم بان الله رب كل شيء ومليكه. وانه الخالق وحده المدبر للكون كله - 00:03:03ضَ

وانه هو الذي يستحق العبادة وحده لا شريك له وان كل معبود سواه فهو باطل وعبادته باطلة. ذلك بان الله هو الحق. وان ما يدعون من دونه هو الباطل وان الله هو العلي الكبير - 00:03:27ضَ

وانه سبحانه متصف بصفات الكمال ونعوت الجلال منزه عن كل نقص وعيب وهذا هو التوحيد بانواعه الثلاثة توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات فاما توحيد الربوبية فانه الاقرار بان الله وحده هو الخالق للعالم - 00:03:46ضَ

وهو المدبر المحيي المميت. وهو الرزاق ذو القوة المتين. والاقرار بهذا النوع مركوز في الفطر. لا يكاد ينازع وفيه احد من الامم كما قال تعالى ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله - 00:04:10ضَ

ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن خلقهن العزيز العليم قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم؟ سيقولون لله وهذا في القرآن كثير يذكر الله عن المشركين انهم يعترفون لله بالربوبية والانفراد بالخلق والرزق - 00:04:27ضَ

والاماتة ولم ينكر توحيد الربوبية ويجحد الرب الا شواذ من المجموعة الا شواذ من المجموعة البشرية تظاهروا بانكار الرب مع اعترافهم به في باطن انفسهم وقرارة قلوبهم وانكارهم له انما هو من باب المكابرة والعناد. كما ذكر الله عن فرعون انه قال ما علمت لكم من اله غيري - 00:04:49ضَ

وقد خاطبه موسى عليه الصلاة والسلام بقوله لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات والارض بصائر فقال تعالى وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا وهم لم يستندوا في جحودهم الى حجة وانما ذلك مكابرة منهم. كما قال تعالى وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا - 00:05:17ضَ

نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر وما لهم بذلك من علم ان هم الا يظنون. فهم لم ينكروا عن علم دلهم على انكار ولا سمع ولا عقل ولا فطرة ولما كان هذا الكون وما يجري فيه من الحوادث شاهدا على وحدانية الله وربوبيته - 00:05:42ضَ

اذ المخلوق لابد له من خالق والحوادث لابد لها من محدث. كما قال تعالى ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون ام خلقوا السماوات والارض؟ قال وفي كل شيء له اية تدل على انه واحد. لما كان لابد من جواب عن هذا اضطرب هؤلاء المنكرون - 00:06:05ضَ

المنكرون لوجود الخالق في اجوبتهم فتارة يقولون هذا العالم وجد نتيجة للطبيعة التي هي عبارة عن ذات الاشياء من النبات والحيوان والجمادات فهذه الكائنات عندهم هي الطبيعة وهي التي اوجدت نفسها - 00:06:29ضَ

او يقولون هي عبارة عن صفات الاشياء وخصائصها من حرارة وبرودة ورطوبة ويبوسة وملاسة وخشونة وهذه القابلية القابليات من حركة وسكون ونمو واقتداء وتزاوج وتوالد هذه الصفات وهذه القابلة القابليات هي الطبيعة بزعمهم وهي التي اوجدت الاشياء - 00:06:49ضَ

وهذا قول باطل على كلا الاعتبارين لان الطبيعة بالاعتبار الاول على حد قولهم تكون خالقة ومخلوقة. فالارض خلقت الارض والسماء خلقت السماء وهكذا وهذا مستحيل. واذا كان صدور الخلق عن الطبيعة بهذا الاعتبار مستحيلا - 00:07:16ضَ

فاستحالته بالاعتبار الثاني اشد استحالة. لانه اذا عجزت ذات الشيء عن خلقه فعجز صفته من باب اولى لان وجود الصفة مرتبط بالموصوف الذي تقوم به فكيف تخلقه وهي مفتقرة اليه - 00:07:36ضَ

واذا ثبت بالبرهان حدوث الموصوف لزم حدوث الصفة. وايضا فالطبيعة لا شعور لها. فهي الة محضة فكيف تصدر عنها الافعال العظيمة التي هي في غاية الابداع والاتقان وفي نهاية الحكمة وفي غاية الارتباط - 00:07:52ضَ

ومن هؤلاء الملاحدة من يقول ان هذه الكائنات تنشأ عن طريق المصادفة بمعنى ان تجمع الذرات والجزئيات عن طريق المصادفة يؤدي الى ظهور الحياة بلا تدبير من خالق مدبر ولا حكمة - 00:08:13ضَ

وهذا قول باطل ترده العقول والفطر فانك اذا نظرت الى هذا الكون المنظم بافلاكه وارضه وسمائه وسير المخلوقات فيه بهذه الدقة والتنظيم العجيب تبين لك انه لا يمكن ان يصدر الا عن خالق حكيم - 00:08:29ضَ

قال الامام ابن القيم رحمه الله فسل المعطل الجاحد. ماذا ماذا تقول في دولاب دائر على نهر قد كمته واحكم تركيبه وقدرت ادواته احسن تقدير وابلغه بحيث لا ارى الناظر فيه خللا في مادته ولا في صورته - 00:08:49ضَ

قد جعل على حديقة عظيمة فيها من كل انواع الثمار والزروع اسقيها صاحبها وفي تلك الحديقة من يلم شعثها ويحسن مراعاتها وتعهدها والقيام بجميع مصالحها فلا يختل منها شيء ثم يقسم قيمتها عند الجذاد على احسن المخارج. بحسب حاجتهم وضروراتهم - 00:09:12ضَ

فيقسم لكل صنف منهم ما يليق به ويقسمه هكذا على الدوام اترى هذا اتفاقا بلا صانع ولا مختار ولا مدبر بل اتفق وجود ذلك الدولاب والحديقة وكل ذلك اتفاقا من غير - 00:09:35ضَ

كفاعل ولا قيم ولا مدبر افترى ما يقول لك عقلك في ذلك لو كان وما الذي يفتيك به وما الذي يرشدك اليه ولكن من حكمة العزيز الحكيم ان خلق قلوبا عميا لا بصائر لها - 00:09:51ضَ

الا ترى هذه الايات فلا ترى هذه الايات الباهرة الا رؤية الحيوان البهيمية كما خلق اعينا لا ابصار لها انتهى كلامه رحمه الله تعالى ايها المستمعون الى الحلقة القادمة باذن الله لنواصل الحديث معكم في هذا الموضوع - 00:10:07ضَ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:29ضَ