تفسير القرآن | جامع البابطين

40- تفسير القرآن بجامع البابطين | سورة الليل ١٢-٢١ | يوم 1444/9/6 | الشيخ أ.د يوسف الشبل

يوسف الشبل

قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني سبحان الله وما انا من المشركين. بسم الله والحمد لله واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه. واتبع سنته الى يوم الدين. اما بعد - 00:00:00ضَ

اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا رب العالمين. ايها الاخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وحياكم الله في هذا المجلس المبارك. مجلس القرآن الكريم. وتفسيره وتدبر اياته. هذا اليوم هو اليوم - 00:00:30ضَ

اليوم السادس من شهر رمضان المبارك من عام اربعة واربعين واربع مئة والف من الهجرة. نجلس في هذا المجلس المبارك ومعنا ايات ومعنى ايات من كتاب الله سبحانه وتعالى. السورة التي تناولناها في لقائنا الماضي هي سورة الليل - 00:00:50ضَ

وعرفنا هذه السورة العظيمة الجليلة وما فيها من ايات وان الله سبحانه وتعالى بين فيها اعمال العباد اعمال العباد اوضحها لنا غاية الايضاح والبيان ثم جاء في اخر جزاء اعمال او جزاء اعمال العباد وجزاؤهم في الدار الاخرة. بين الله - 00:01:10ضَ

سبحانه وتعالى ان اعمال العباد في الدنيا في شتى وفي اختلاف ان سعيكم لشتى عندما اقسم الله سبحانه وتعالى بامور عظام وهي الليل اذا يغشى والنهار اذا تجلى وما خلق الذكر والانثى بين جواب القسم بان سعي العباد مختلف. ولاحظ مثل ما ذكرنا - 00:01:40ضَ

ان الله سبحانه وتعالى قال سعيكم ولم يقل ان اعمالكم لان السعي يختلف السعي يحتاج الى جهد وبذل بخلاف الاعمال. لذلك الانسان في الدنيا يسعى. ويكدح ويعمل لاي كي يعمل لاخرته التي تبقى له. سعيكم لشتى. ولاحظ انه قال لشتى ولم يقل مختلف - 00:02:11ضَ

شتى يعني اختلاف بعيد جدا لا يمكن ان يتقابل ولا يمكن ان يقترب. شتان ما بينهما الابرار واعمال الفجار بلا شك فرق عظيم. ولذلك فصل الله سبحانه وتعالى لما اجمل قال - 00:02:41ضَ

لشتى ما هو السعي المختلف؟ كل يتطلع الى هذا الشيء ما هو؟ فقال فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى اهل الخير والصلاح يوفقون للصلاح. وتتيسر امورهم للصلاح وييسر الله لهم الخير ويفتح لهم ابواب الخير. اذا علم من العبد صدق النية والاقبال على الله سبحانه وتعالى - 00:03:01ضَ

اعطى اعطى ماذا؟ اعطى اعماله لله قدم اعماله لله قدم ماله وكل ما يملك ونفسه وروحه لله سبحانه وتعالى اعطى واتقى الله سبحانه وتعالى واتقى المحارم وخاف عقوبة الله وخاف - 00:03:34ضَ

ما توعد الله به اعداءه اتقى الله سبحانه وتعالى بالسعي الى الخير وتحقيق مرضاة الله واتقى ان يقع فيما حرم الله سبحانه وتعالى والبعد عن معاصيه. فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى. صدق بجزاء - 00:03:53ضَ

الله كل ما وعدك الله من الخير تكون على يقين على يقين بما وعدك الله بالحسنى يرى بعض المفسرين ان الحسنى هنا هي الجنة وقد يكون اللفظ اعم الجنة بلا شك انها داخلة في هذا المعنى. وكل ما وعدك الله من الخير في الدنيا وفي القبر - 00:04:13ضَ

وفي يوم القيامة وفي اخر مستقر لك وهي الجنة الفوز بها. صدق بذلك كل ما اخبرك الله به من هذا الوعد الكريم تصدق به النتيجة ما هي؟ ييسره لليسرى تتيسر اموره للخير للخير تتفتح له ابواب الخير. اعلم انك اذا اقبلت على الله فتح - 00:04:40ضَ

الله لك الخير. كل ما اقبلت زادك الله خيرا. وتيسرت امورك. امور الاخرة وامور الدين وامور الدنيا وعلى العكس وعلى المقابل يحذر الله يسوق لنا هذا الشيء حتى نحذر ان نسلك هذا الطريق. هل نحذر؟ واما من بخل؟ بخيل باي شيء - 00:05:04ضَ

بخل بنفسه بماله بعمله لا يعطي نفسه ولا يعطي شيئا لربه واستغنى استغنى عن ربه عن دينه عاش للدنيا ما النتيجة؟ فاما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى بما وعد الله سبحانه وتعالى من - 00:05:26ضَ

من الوعد والوعيد كذب بالحسنى من الوعد فسنيسره للعسرى تتيسر الله سبحانه وتعالى ييسر اموره للشر. والامور العسرى والامور التي لا فلاح فيها ولا خير فيها. تجد من اهل الشر من اهل الشر من يبحث عن الشر. ويفتح له الله ابواب الشر - 00:05:47ضَ

باب الضلال ويزيده طغيانا وكفرا وظلالا. ويملي له الله في عمره ليزداد كفرا. بسبب انه اعرض وانه لم يقبل فسنيسره للعسرى. وما يغني عنه ما له اذا تردى. اذا هلك - 00:06:17ضَ

لا ينفعهما له المال هذا المال هذا اما خير لك واما شر وهذا لا ينتفع بهم لا ينفعه ماله اذا تردى قال الله سبحانه وتعالى في الجانب في جانب الجانب الاخر من السورة لما بين الاعمال واثر هذه الاعمال في الدنيا الان يأتيك اثرها - 00:06:37ضَ

يأتيك اثرها في الاخرة. ما اثر هذه الاعمال؟ المسابقة في الخير او في الشر لاهل الشر ما اثر هذا؟ قال الله سبحانه وتعالى ان علينا للهدى الهداية والتوفيق من الله وتيسير الامور من الله - 00:06:57ضَ

الذي يملك الهدى من هو؟ الذي يملك الهدى. التوفيق والتيسير هو الله سبحانه وتعالى. اذا ما الواجب علينا؟ ان نتوجه الى الله سؤاله الهدى لسؤاله التيسير سؤاله التوفيق ان علينا للهدى بعض المفسرين يقول - 00:07:17ضَ

معنى ان عليه للهدى اي علينا ان على الله سبحانه وتعالى الهدى والضلال. الهدى والضلال. وهذا يسميه اهل بلغة القرآن الحذف. يحذف الشيء احيانا لدلالته. مثل سرابيل تقيكم الحر والبرد. وعن - 00:07:36ضَ

وعن الشمال قعيد. هذه احيانا من من بلاغة القرآن الاختصار والحذف. فمعنى الاية ان علينا اي على الله الهدى والضلال فمن ظل بامر الله وقدرته ومن اهتدى فبامر الله وقدرته سبحانه وتعالى هو المالك لي الهدى والمالك للضلال سبحانه وتعالى. فمن ضل فبعلم من الله - 00:07:56ضَ

ومن اهتدى فبعلم سابق من الله سبحانه وتعالى. فالهداية والضلال بيد الله. يهدي من يشاء ويضل من يشاء قال وان لنا للاخرة والاولى. الهداية والضلال بيد الله. والدنيا والاخرة لله سبحانه وتعالى - 00:08:20ضَ

هو المالك لها. طيب انت اذا سمعت مثل هذا الكلام ماذا يكون؟ ما الواجب عليك عندما تسمع مثل هذه الاية الله سبحانه وتعالى يقول وان لنا يعني لنا الاخرة ولنا الاولى الدنيا لله والاخرة الاولى لله اذا ما - 00:08:40ضَ

واجب عليك انت ان تتوجه الى الله سبحانه وتعالى. وان تسأل الله عز وجل والا تلجأ الى احد من المخلوقين العاجزين الضعفاء ما ينفعونك الذي ينفع ويضر هو الله سبحانه وتعالى. الدنيا لله والاخرة لله فاسأل الله عز وجل اطلب وتوجه - 00:08:57ضَ

اطلب وتوجه اطلب حاجتك وتوجه الى الله سبحانه وتعالى وان ولما بين الله سبحانه وتعالى في هذه الايات ان الدنيا والاخرة لله عادت الايات الى التحذير من اهل النار وسلوك مسلك اهل النار. فقال سبحانه وتعالى فانذرتكم. فانذرتكم نارا تلظى - 00:09:17ضَ

انذار وتحذير ان يسلك الانسان طريق النار وطريق الهلاك. فانذرتكم نارا ترضى من سلك طريق الهلاك هلك. ومن سلك طريق النجاة نجا. فالتحذير هنا من طرق اهل الضلال قال فانذرتكم نارا تلظى اي تتلظى وتتوقد وتتوهج بشدة - 00:09:44ضَ

ونار الاخرة لا توصف. ومهما وصفت وصفتها لا يمكن ان تتصورها. لا يمكن ان تتصورها نار الاخرة اذا كان نار الدنيا التي تحرق تحرق وتدمر هي جزء من سبعين جزء من نار الاخرة فكيف تتصور نار الاخرة؟ فانذرتكم نارا تلظى والتنكير هنا للتعظيم لما قال نارا - 00:10:14ضَ

اي نارا عظيمة لا تتصورها. ولا يمكن ان تتصورها. قال لا يصلاها الا الاشقاء. لا هذه النار واصلاها ومعنى اصلاحها ليس من الوصول تجد بعض الناس يقول لا يصدها اي لا يصل اليها لا هذا الخطأ معنى - 00:10:44ضَ

خاطئ لا يصلاها اي لا يدخلها ويقاسي حرها الا الاشقاء من الصبي وهو الشواء يشوى بالنار وتأكله النار لا يصلاها الا الاشقاء. والاشقى الذي شقي في الدنيا في الاخرة لم يعرف طريق السعادة ولم يعرف طريق النجاة. واصبح من الاشقياء هو الذي توعده الله سبحانه وتعالى. ولذلك بين الله من هو - 00:11:04ضَ

والقرآن واضح واياته يوضح بعضها بعضا. اذا قيل لك من هو الاشقى؟ فقل الذي كذب كما كما تقدم كذب بالحسنى الذي كذب بما اخبر الله به بوعده واعيده كذب بذلك وتولى ولم يعمل. تولى واعرض ولم يقبل على عبادة ربه هذا - 00:11:34ضَ

هو الذي هو الاشقى وهو الذي يصلى هذه النار. وهو الذي مصيره الى نار جهنم. والله سبحانه وتعالى يذكر لنا اثر هذه الاعمال التي عملها في الدنيا. يعمل في الدنيا ويجازى في الاخرة. هذا جزاؤه - 00:12:04ضَ

اسمع الى جزاء السعداء قال وسيجنبها الاتقى. سيجنبها الاتقى اي سيبعد انا اشد البعد بحيث انه لا يتأثر بها هذه النار. ويصير اذا اذا جنب النار كان مصيره الى الى جنات النعيم والى رضا رب العالمين ويتجنبها الاتقى - 00:12:24ضَ

مثل ما مر معنا اعطى واتقى. اتقى هنا يأتي النتيجة هو الاتقى. هو الاتقى هو الذي كمل في تقوى الله سبحانه وتعالى وحافظ على تقوى الله عز وجل. لا ان يتقي الله في وقت دون اخر. بل يحافظ على تقوى الله سبحانه وتعالى. سيجنبها الاتقى - 00:12:53ضَ

من هو الاتقى؟ قال الذي يؤتي الذي يؤتي ما له يتزكى. يقدم ما له لله. تزكية وتطهيرا لنفسه لنفسه الذي يؤتي ما له يتزكى. يعطي ما له لله لا يعطي لاجل الدنيا. وانما يقدم ما له لوجه الله سبحانه وتعالى - 00:13:13ضَ

ولذلك قال الله عز وجل وما لاحد اي هذا الذي يعطي ما له ويقدم ما له لا يريد من احد ثناء ولا زكاة ولا رد معروف منهم انما يريده من الله سبحانه وتعالى. وما لاحد عنده من نعمة تجزى. لا يريد من احد ان يرد عليه نعمته او هو يريد - 00:13:37ضَ

يقدم هذا الشيء او يتصدق حتى يرد عليه. ولذلك احذر اذا اعطيت الفقير صدقة من الاخطاء التي يقع فيها بعض المتصدقين انه يقول للفقير ادع لي. انت اعطيته لله. دعا حمد لله. ما دعا لا تطلب منه شيء - 00:14:00ضَ

ادع لي على كذا انا كذا. هذا يعني يخالف الاخلاص ويخالف اجر الصدقة. فمن الاخطاء التي يقع فيها بعض الناس مثل هذا الامر. وما لاحد عنده من نعمة تجزى الا ابتغاء. وجه ربه الاعلى. لا يريد الا - 00:14:20ضَ

ما عند الله. هذا في قمة الاخلاص. عمله في قمة الاخلاص. الا ابتغاء وجه ربه الاعلى. فلما كان عمله وخالصا في صدقاتهم وفي اعمالهم وفيما يرضي ربه سبحانه وتعالى النتيجة ما هي؟ ولسوف يرضى ان يرضيه الله - 00:14:40ضَ

على نيته وعلى حسن عبادته وعلى حسن استقامته يجازيه الله سبحانه وتعالى ويرضيه. ولذلك اجمع اهل التفسير على ان هذه الاية نزلت في خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصديق رضي الله عنه وارضاه - 00:15:00ضَ

الذي انفق ماله كله في سبيل الله. ولذلك كثير المفسرين يرى او او يعني اجماع المفسرين على ان هذه الايات في في ابي بكر الصديق رضي الله عنه وكما قرر اهل التفسير العبرة - 00:15:20ضَ

بعموم اللفظ لا بخصوص سبب. يعني وان نزلت في الصديق فهي عامة. يدخل فيها كل من اتصف بهذه الصفات فجزاؤه عند الله خير الجزاء. جزاؤه عند الله في بهذه الاعمال خير الجزاء. الحقيقة سورة عظيمة اقسم - 00:15:40ضَ

ودائما ايها الاخوة اذا وجدت ان الله يقسم لا يقسم الا على شيء عظيم. لا يقسم الا بعظيم وعلى شيء عظيم. هذه بينت لنا اعمال العباد. يعني اوجزت لنا الحياة كلها. كل اعمال الناس في الدنيا اوجزته لانها في هذه الاسطر. واوجز - 00:16:00ضَ

لنا نتائج الفوز والخسارة في الاخرة. من الفائز؟ ومن هو الخاسر؟ من الذي يعمل في الدنيا؟ فيجد جزاؤه في وما الذي يعمل في الاخرة ان يعمل في الدنيا ويجد جزاؤه في الاخرة من الخير او الشر. اسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا واياكم من اهل السعداء - 00:16:20ضَ

من الفائزين في الدنيا والفائزين في الاخرة. وان يعيننا واياكم على طاعته. وان يتقبل منا ومنكم. والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين كل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني - 00:16:40ضَ

سبحان الله وما انا من المشركين - 00:17:03ضَ