رياض الصالحين للنووي

40- كتاب الفضائل - من رياض الصالحين - فضيلة الشيخ أد. #سامي_الصقير- 20 ربيع الأول 1446هـ

سامي بن محمد الصقير

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امورنا ولجميع المسلمين. امين. قال الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالح - 00:00:00ضَ

الصالحين في باب فضل الصلوات وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ارأيت لو ان نهرا بباب احدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا لا يبقى من درنه شيء. قال فكذلك مثل الصلوات الخمس - 00:00:20ضَ

يمحو الله عز وجل بهن الخطايا متفق عليه. وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الصلوات كمثل نهر جار غمر على باب احدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات. رواه مسلم. عن ابن مسعود رضي الله عنه - 00:00:40ضَ

ان رجلا اصاب من امرأة قبلة فاتى النبي صلى الله عليه وسلم فاخبره فانزل الله تعالى واقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات. فقال الرجل الي هذا؟ قال لجميع امتي كلهم متفق عليه؟ بسم الله الرحمن الرحيم قال رحمه الله - 00:01:00ضَ

تعالى وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ارأيتم لو ان نهرا بباب احدكم الخطاب هنا للصحابة رضي الله عنهم وهو خطاب لهم ولجميع الامة. ارأيتم لو ان نهرا بباب احدكم يغتسل منه - 00:01:20ضَ

كل يوم خمس مرات. هل يبقى من درنه شيء؟ الدرن بمعنى وسخ. يعني هل يبقى من وسخه شيء؟ قالوا لا ومن درنه شيء. قال فكذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله تعالى بهن الخطايا. فشبه النبي صلى الله عليه وسلم - 00:01:40ضَ

الصلوات الخمس بنهر بباب احدنا. يغتسل منه كل يوم خمس مرات. فكما ان النهر يطهر الدرن. فكذلك الصلوات تطهر الخطايا. وتمحوها. وقوله صلى الله عليه وسلم فذلك كما دلو الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا. اي بسببهن. والمراد بذلك اذا فعلت هذه الصلوات - 00:02:00ضَ

على الوجه المشروع بان اتى بها الانسان كاملة بشروطها واركانها وواجباتها ومكملاتها لهذا قال يمحو الله بهن الخطايا. والخطايا جمع خطيئة. والخطيئة هي ارتكاب الانسان ما يلام عنه عن عمد وقصد. اما الحديث الثاني وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم مثل الصلوات الخمس - 00:02:30ضَ

كما في نهر غمر جار بباب احدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات. وقوله كمثل نهر غمر الغمر اي انه كثير جار اي انه ليس راكدا فوصفه بوصفين الوصف الاول - 00:03:00ضَ

انه كثير والوصف الثاني انه جار ومعلوم ان النهر اذا كان كثيرا وكان جاريا فان ماءه يكون تقيا ويطهر ويزيل ما يلاقيه من الدنس والاوساخ. ففي هذين الحديثين دليل على فوائد منها اولا - 00:03:20ضَ

فضيلة الصلوات الخمس وانها تكفر الخطايا. والمراد بذلك الصغائر. واما الكبائر فانها لا تكفر الا بالتوبة كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة رمضان الى رمضان مكفرات لما بينهن اذا اجتنبت الكبائر. بل قال الله تعالى ان تجتنبوا كبائر ما تنهون - 00:03:40ضَ

ان نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما. وفي هذا الحديث ايضا والذي قبله دليل على مشروعية الوضوء لكل صلاة بقول يغتسل منه كل يوم خمس مرات. والوضوء لكل صلاة اما ان يكون واجبا وذلك فيما اذا - 00:04:10ضَ

كان عن حدث واما ان يكون مستحبا اذا كان عن غير حدث وهو تجديد الوضوء وتجديد الوضوء انما يشرع اذا فعل بالوضوء الاول صلاة. فلو ان شخصا مثلا توضأ قبل الظهر بساعة ولم يصلي ثم - 00:04:30ضَ

دخل وقت الظهر فلا يسن له ان يعيد الوضوء الا لسبب اخر. لانه لم يصلي بالوضوء السابق صلاة. واما لو توضأ وصلى ما كتب الله له ثم دخل وقت الظهر فانه يشرع له ان يجدد الوضوء. اما الحديث الثاني حديث - 00:04:50ضَ

ابن مسعود رضي الله عنه ان رجلا قبل امرأة فاتى النبي صلى الله عليه وسلم ان يخبره وجاء تائبا المنيب اليه صلى الله عليه وسلم فاخبره بذلك فانزل الله تعالى الاية الكريمة وهي قوله تبارك وتعالى - 00:05:10ضَ

واقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل. اقم الصلاة اي ايتي بها قائمة على وجهها المشروع بشروطها واركانها وواجباتها ومكملاتها. طرفي النهار يعني اوله واخره. فدخل في ذلك صلاة الفجر والظهر والعصر والمغرب. ثم قال وزلفا من الليل اي طائفة وساعات - 00:05:30ضَ

من الليل فدخل في ذلك صلاة العشاء. وهذا ايضا شامل للصلوات الخمس وما يتبعها من الرواتب والنوافل ثم قال ان الحسنات يذهبن السيئات. وهذه جملة مؤكدة تفيد تحقق الوقوع. فالحسنات - 00:06:00ضَ

يذهبن السيئات والخطايا. لما انزل الله تعالى هذه الاية الكريمة قال هذا الرجل الي يا رسول الله يعني خاصة فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل لامتي كلهم. فدل هذا الحديث على فوائد ومسائل منها اولا - 00:06:20ضَ

جواز اخبار الانسان عما فعله من ذنب او ما يلام عليه. اذا اقتضت المصلحة او بذلك ومن المصلحة والحاجة ان يخبر عما فعله من ذنب ليعرف الحكم الشرعي ويتدارى كما يمكن ان - 00:06:40ضَ

تدارك من قضاء واجب او كفارة او نحو ذلك. واخبار الانسان ما فعله من الذنوب او ما يلام عليه لا يعد من هتك ستر الله عز وجل عليه. لان الرسول صلى الله عليه وسلم اقر هذا الرجل على اخباره. ومنها - 00:07:00ضَ

ايضا ان من جاء تائبا من ذنب فانه لا ينتهر ولا يعنف. لان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعنف هذا الرجل ولم ينتهره لان تعنيفه وانتهاره قد يكون سببا لعدم اقباله على الله وعدم - 00:07:20ضَ

بل يبشر بالخير ويوعظ وينصح بالاكثار من الحسنات التي تكفر عنه سيئات ومنها ايضا ان القبلة اي القبلة المحرمة ليست من كبائر الذنوب بل هي من صغائر الذنوب ووجه ذلك ان القبلة لو كانت من كبائر الذنوب لم تكفرها الصلوات الخمس لان الصلوات الخمس - 00:07:40ضَ

لا تكفر الكبائر وانما تكفر الصغائر. ومنها ايضا ان نزول القرآن على نوعين نزول ابتدائي ونزول سببي. اما النزول الابتدائي فهو الذي لم يتقدم نزوله سبب وهذا غالب ايات القرآن الكريم. والثاني ما تقدم نزوله سبب يقتضيه. بان - 00:08:10ضَ

واقعة او جوابا لسؤال فينزل الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم جوابا لهذه الواقعة او حكما لهذه الواقعة. ومن فوائد هذا الحديث ايضا ان العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب - 00:08:40ضَ

لان هذا الرجل لما قال الي هذه يا رسول الله؟ قال بل لامتي كلهم. فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ومعنى ذلك انه اذا ورد لفظ عام على سبب خاص. فالعبرة بعموم اللفظ - 00:09:00ضَ

لا بخصوص السبب لكن صورة السبب قطعية في الدخول. مثال ما دل الدليل على انه ايات الظهار فانها نزلت في الصامت حينما ظهر من امرأته مع انها نزلت خاصة به - 00:09:20ضَ

لكن هي له ولجميع الامة. ومثال ما دل الدليل على التخصيص قول النبي صلى الله عليه وسلم ليس من البر الصيام في السفر. فهذا عام لكنه ورد على سبب خاص. وهو ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان - 00:09:40ضَ

في سفر فرأى زحاما ورجلا قد ظلل عليه. فقال ما هذا؟ قالوا صائم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ليس من البر الصيام في السفر فهذا العموم خاص بمثل حال هذا الرجل وبما يشبه حال هذا الرجل وليس - 00:10:00ضَ

ان الصيام في السفر ليس من البر على اطلاقه. لان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصوم في السفر فمعنى قوله صلى الله عليه وسلم ليس من البر الصيام في السفر اي اذا كان فيه مشقة بحيث انه يشق على الانسان - 00:10:20ضَ

كحال هذا الرجل الذي ضلل عليه. والدليل على عدم ارادة العموم في غير ما يشبه حال هذا الرجل ان صلى الله عليه وسلم كان يصوم في السفر بل ان الصوم في السفر افضل اذا كان الانسان لا يشق عليه - 00:10:40ضَ

صيام ففي صحيح مسلم عن ابي الدرداء رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان في شديد الحر حتى ان كان احدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر وما فينا صائم الا رسول - 00:11:00ضَ

الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحة. ومعلوم ان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يفعل الا ما هو اكمل وافضل وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد - 00:11:20ضَ