تفسير سورة البقرة

41- تفسير سورة البقرة - فضيلة الشيخ أ د سامي بن محمد الصقير- 11 ربيع الأول 1444 هـ

سامي بن محمد الصقير

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم واوفوا بعهدي اوفوا بعهدكم واياي فارهبون. وامنوا بما انزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا اول كافر به. ولا تشتروا باياتي ثمنا قليلا. واياي فاتقون - 00:00:00ضَ

ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وانتم تعلمون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد قال الله عز وجل يا بني اسرائيل - 00:00:23ضَ

اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم يا بني اسرائيل يا حرف نداء وبني منادى وهو مضاف واسرائيل مضاف اليه واسرائيل معناها عبد الله واسرائيل لقب يعقوب ابن اسحاق ابن ابراهيم الخليل - 00:00:41ضَ

عليه الصلاة والسلام وعلى هذا فبنو اسرائيل ذرية يعقوب واولاده ذكورا واناثا فان قوله يا بني اذا كانت لقبيلة فانها تشمل الذكر والانثى وقوله يا بني اسرائيل بنو اسرائيل والعرب - 00:01:08ضَ

هم ابناء عموما بان بني اسرائيل ذرية يعقوب اسحاق ابن ابراهيم عليه الصلاة والسلام والعرب ذرية اسماعيل ابن ابراهيم اذا هم اولاد عمومة والمراد ببني اسرائيل والمقصود بهم هنا هم اليهود - 00:01:38ضَ

والنصارى والخطاب في الاية في هذه الاية وغيرها اذا قيل بني اسرائيل المراد بذلك الموجودون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا سيما من كان في المدينة من القبائل كبني قينقاع وبني النظير وبني قريظة - 00:02:04ضَ

قال يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم اذكروا نعمتي اي بقلوبكم والسنتكم وجوارحكم في عنا ذكر النعمة يكون بالقلب واللسان والجوارح وقوله اذكروا نعمتي. نعمتي هنا مفرد مضاف - 00:02:31ضَ

سيشمل جميع نعم الله عز وجل التي ذكر الله عز وجل انها انها لا تعد انها تعد ولا تحصى. كما قال عز وجل وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ومن اعظم النعم - 00:02:57ضَ

على بني اسرائيل من اعظم نعم الله تعالى على بني اسرائيل ان جعل فيهم الانبياء والملوك والحكم واتاهم الكتاب والايات العظيمة الشرعية والكونية كما قال الله تعالى واذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم - 00:03:20ضَ

اذ جعل فيكم انبياء وجعلكم ملوكا واتاكم ما لم يؤت احدا من العالمين وذكر سبحانه وتعالى في هذه الاية ان من اعظم نعمه ان جعل فيهم انبياء وجعلهم ملوكا وكذلك ايضا اتاهم الله تعالى الكتاب - 00:03:43ضَ

قال الله عز وجل ولقد اتينا بني اسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين ومن ذلك ان الله تعالى انجاهم من آل فرعون ونصرهم عليهم كما قال تعالى واذ قال موسى - 00:04:06ضَ

لقومه واذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم انجاكم من ال فرعون يصومونكم سوء العذاب قال يا يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم وقولوا انعمت عليكم هذه الجملة توكيل لقوله نعمتي - 00:04:27ضَ

في بيان ان هذه النعم فضل من الله عز وجل وليست من من كسبهم ولا من كسب ابائهم ولا غيرهم. وانما هو محض فضل من الله واوفوا بعهدي او في بعهدكم - 00:04:48ضَ

بعد ان ذكرهم الله عز وجل بنعمه عليهم على سبيل الاجمال لان ذلك ادعى الى قبولهم تذكر امرهم بالوفاء بالعهد قال واوفوا بعهدي والوفاء بالعهد معناه اتمامه والاتيان به وافيا - 00:05:07ضَ

وقول اوفوا بعهدي ايتوا بعهدي وافيا وعهد الله الذي اخذه على بني اسرائيل هو الايمان به وبرسله ويدخل في ذلك الشرائع من اقام الصلاة وايتاء الزكاة وغيرها اذا العهد الوفاء بالعهد هنا هو ما عاهدوا الله عز وجل عليه - 00:05:33ضَ

وهو الميثاق كما قال عز وجل ولقد اخذ الله ميثاق بني اسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا وقال الله اني معكم لئن اقمتم الصلاة واتيتم الزكاة وامنتم برسلي وعزرتموهم واقرضتم الله قرضا حسنا - 00:06:05ضَ

لاكفرن عنكم سيئاتكم ولادخلنكم جنات تجري من تحتها الانهار فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سوء السبيل وقوله واوفوا بعهدي اوفي بعهدكم وقول اوفوا بعهدي هذا يشمل العهد الذي يكون بين الانسان وبين ربه - 00:06:26ضَ

ويكون بين الانسان وبين غيره الوفاء فالامر بالوفاء بالعهد شامل لما عهد الله به الى الخلق من طاعته وعبادته وشامل ايضا لما تعاهدوا عليه. اي العهود التي تكون بينهم لانهم يعاهدون باسم الله عز وجل - 00:06:52ضَ

واوفوا بعهدي اوفي بعهدكم اي انتم اي انكم اذا اذا اوصيتم بعهدي فاني اوفي بعهدكم واعطيكم ما عهدت اليكم وما وعدتكم من الجزاء على اعمالكم كما قال عز وجل في الاية - 00:07:19ضَ

لاكفرن عنكم سيئاتكم ولادخلنكم جنات تجري من تحتها الانهار فمن وفى بعهد الله وفى الله عز وجل بوعده. واوفوا بعهدى اوفى بعهدكم واياي فارهبون ظمين منفصل في محل نصب مفعول - 00:07:41ضَ

وقوله فارهبون. قدم عليه الظمير لافادة التخصيص والحصر اي فارهبوني وحدي دون غيري وهذا كقوله عز وجل اياك نعبد واياك نستعين اي لا نعبد الا اياك ولا نستعين الا بك - 00:08:06ضَ

وقوله فارهبون. الرهبة شدة الخوف والخشية التي تقتضي التعظيم والانقياد والطاعة واياي فارحبون وامنوا بما انزلتم مصدقا لما معكم امنوا الايمان كما تقدم لنا في اللغة بمعنى التصديق كما قال عز وجل وما انت بمؤمن لنا اي بمصدق - 00:08:29ضَ

واما شرعا الايمان هو التصديق المستلزم للقبول والاذعان فلا يكفي مجرد التصديق بل لا بد من قبول واذعان وامنوا بما انزلتم مصدقا لما معكم اي صدقوا امنوا اي صدقوا بما انزلت - 00:09:05ضَ

وهو القرآن الذي انزله على قلب محمد صلى الله عليه وسلم سمعنا وامنوا بما انزلت مصدقا اي صدقوا بالقرآن وبما جاء به. الذي انزلته على محمد صلى الله عليه وسلم - 00:09:32ضَ

وبدأ سبحانه وتعالى بالامر بالايمان لانه لا يتم ايمانهم ولا يصح الا بالايمان بالقرآن قال وامنوا بما انزلت بدأ بالايمان بما انزل لان ايمانهم لا يصح ولا يتم الا اذا امنوا بالقرآن وبما جاء فيه - 00:09:49ضَ

ولهذا قال الله عز وجل يا ايها الذين اوتوا الكتاب امنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل ان اذا بدأ سبحانه وتعالى في الايمان القرآن بقوله وامنوا بما انزلتم مصدقا - 00:10:14ضَ

لانه لا يتم الايمان ولا يصح الايمان الا بالايمان بالقرآن وبما انزل على النبي صلى الله عليه وسلم وامنوا بما انزلت مصدقا لما معكم مصدقا حال من قوله امنوا بما انزلت - 00:10:36ضَ

اي اي حالة كونه مصدقا فيما معكم اي للذي معكم وهو التوراة والانجيل وقوله مصدقا المصدق والمخبر بصدق غيره المصدق والمخبر بصدق غيره اي ان هذا القرآن مخبر وشاهد بصدق التوراة - 00:10:57ضَ

وانها من عند الله عز وجل حقا وصدقا وهو ايضا مصدق لما اخبرت به التوراة والانجيل لما اخبرت به التوراة والانجيل من اوصاف النبي صلى الله عليه وسلم ومن اوصاف القرآن - 00:11:24ضَ

وهذا مما يوجب عليكم يا بني اسرائيل ان تؤمنوا بالله قال مصدقا لما معكم ولا تكونوا اول كافر به اي ولا تكونوا يا بني اسرائيل اول كافر بالقرآن وبما نعم وبمن انزل عليه القرآن. ولا تكونوا اول كافر به اي لا تكونوا يا بني اسرائيل اول كافل بالقرآن وبمن انزل - 00:11:45ضَ

عليه القرآن وهو محمد صلى الله عليه وسلم لان الكفر بالقرآن يستلزم الكفر بمن انزل عليه القرآن قال ولهذا قال ولا تكونوا اول كافر به وتأمل هنا لم يقل ولا تكفروا به - 00:12:16ضَ

ولا تكونوا اول كافر به لان قوله ولا تكونوا اول كافر به يتضمن نهيهم عن المبادرة الى الكفر وتوبيخهم وتقريعهم في التأخر عن الايمان ولا تكونوا اول كافر به ولا تشتروا باياتي ثمنا قليلا - 00:12:37ضَ

لا تشتروا اي لا تبتاعوا بايات زمنا قليلا والمراد الايات هنا الايات الشرعية اي لا تعتاضوا عن الايمان بالله عز وجل وما يجب الايمان به لا تعتادوا عن ذلك من مناصب والرياسات - 00:13:02ضَ

والجاه ومتع الدنيا ولا تشتروا باياتي ثمنا قليلا واياي فاتقون وهذا كقوله عز وجل واياي فارهبون والمعنى اتقوني وحدي اتقوني وحدي وتقوى الله عز وجل ان يتخذ العبد وقاية من عذاب الله - 00:13:23ضَ

بفعل اوامره وجهنا بلاواعي هذا هو معنى التقوى ان يتخذ العبد وقاية من عذابه بفعل اوامره واجتناب نواهيه فلا يفقدك حيث امرك ولا يجدك حيث نهاك وتقوى الله تعالى هي جماع الدين - 00:13:53ضَ

وهي وصية الله تعالى لعباده الاولين والاخرين كما قال عز وجل ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله ان اتقوا الله. اذا واياي فاتقون اي اتقوني ولا تكتقوا غيري - 00:14:17ضَ

وذلك لعظم شأن التقوى واياي فاتقون نقف على هذا ونستكمل ان شاء الله تعالى - 00:14:38ضَ