Transcription
التأسيس اولى من التأكيد والمراد بالتأسيس كما بين ايديكم التأسيس هو انشاء معنى جديد انشاء وابتداء معنى جديد لم يكن مذكورا من قبل والتأكيد هو تقرير واعادة وتثبيت المعنى السابق - 00:00:00ضَ
هذا معنى اه التأسيس ومعنى التأكيد ومعنى هذه القاعدة ان اللفظ اذا كان محتملا لمعنيين احدهما انشاء لمعنى جديد والاخر واعادة وتكرير وتأكيد للمعنى السابق فهل الاولى ان نحمله على معنى الانشاء ام على معنى التأكيد - 00:00:19ضَ
الاولى ان نحمله على المعنى الاول الذي هو انشاء وابتداء وتأسيس لمعنى جديد. هذا هو الاولى لماذا قالوا لان حمل اللفظ على المعنى الجديد فيه اعمال للكلام اعمال للكلام بحمله على معنى زائد - 00:00:43ضَ
وحمل الكلام على المعنى السابق على معنى التأكيد هذا فيه اهمال للمعنى الجديد القاعدة عندنا ان اعمال الكلام اولى من اهماله التأسيس فيه نوع من الاعمال والتأكيد فيه نوع من الاهمال لانه يهمل المعنى الجديد ويعبر عن هذه القاعدة احيانا بقولهم - 00:01:02ضَ
ان حمل الكلام على الافادة قير من حمله على الاعادة عمل الكلام على الافادة خير من حمله على الاعادة على سبيل المثال يمثلون لهذه القاعدة ان الرجل لو قال لامرأته انت طالق - 00:01:23ضَ
طالق طالق فهل تقع ثلاث طلقات ام تقع طلقة واحدة لو ذهب عند القاضي فاول ما يسأله القاضي يقول له ماذا نويت لو نوى هذا الرجل طلقة واحدة وقال ان قوله طالق طالق في المرة الثانية والثالثة اراد ان يؤكد كلامه وان يسمعها - 00:01:39ضَ
لعلها ما سمعت او شيء فحينئذ تعتبر طلقة واحدة لانه نوى طلقة واحدة واذا قال الرجل انني نويت ثلاث طلقات مستقلات فحينئذ تقع ثلاث طلقات عند من يوقع الطلاق ثلاثا في مثل هذه المسألة. واذا قال الرجل والله ما تذكر - 00:02:02ضَ
ما افتكر لما قلت هذه الكلمة ماذا نويت؟ نويت طلقة ولا نويت ثلاث طلقات فالاصل ان يحمل الكلام على ايش ان يحمل الكلام على التأسيس. فنقول قولك انت طالق هذه وقعت - 00:02:21ضَ
طالق الثانية لفظ محتمل اما ان يكون تأكيدا للطلقة السابقة او تأسيس لمعنى جديد فالاول فالاولى ان يحمي الكلام على التأسيس. التأسيس اولى من التأكيد فتقع الطلقة الثانية وكذلك الطلقة الثالثة تحمل على التأسيس فتكون ثلاث طلقات - 00:02:33ضَ
تكون هذي اه اه فيكون لفظه على ثلاث طلقات طيب المثال الذي بين ايدينا قوله سبحانه وتعالى الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون - 00:02:52ضَ
قوله جل وعلا وصدوا وصدوا هذا اللفظ يحتمل معنيين المعنى الاول صدوا مأخوذ من الصدود وهو الاعراب كما تقول مثلا صد فلان عني يعني اعرض تراني مقبلا وتصد عني يعني وتعرض عني - 00:03:08ضَ
هذا المعنى الاول وصدوا يعني اعرضوا عن سبيل الله. والمعنى الثاني المحتمل في هذا الموضع ان ان قوله صدوا مأخوذ من الصد وهو المنع صدوا غيرهم يعني منعوا غيرهم عن سبيل الله - 00:03:26ضَ
ومنعوا غيرهم عن الدين اي القولين اصح في التفسير بناء على القاعدة التي ذكرناها الاولى هو المعنى الثاني صدوا غيرهم صدوا يعني منعوا غيرهم عن سبيل الله لان المعنى الاول وهو الاعراب - 00:03:42ضَ
فيه شيء من التأكيد. سيكون المعنى الاول الذين كفروا واعرضوا عن سبيل الله والاعراض عن سبيل الله صورة منصور الكفر وهو كفر الاعراب بينما لو حملنا الاية وصدوا على معنى المعنى الثاني لاصبح في الاية معنى - 00:03:58ضَ
جديدا وهو انهم صدوا يعني منعوا غيرهم اذا هم لم يكتفوا انهم كفروا في انفسهم بل زادوا على ذلك انهم منعوا غيرهم عن سبيل الله وهذا تأسيس لمعنى جديد. والقاعدة ان التأسيس اولى من التأكيد فيكون المعنى الثاني هو الاصح والاظهر - 00:04:17ضَ
ويؤكد ذلك وفي الاية قرينة تدعو على هذا المعنى وهي قوله جل وعلا ايش زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون فلم يكتفوا بفساد انفسهم وانما افسدوا غيرهم طيب ننتقل الى التطبيقات - 00:04:36ضَ
لقوله تعالى اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة. كلمة صلوات ما معنى الصلوات؟ الصلوات جمع صلاة الصلاة قيل هي الثناء والمدح والتعظيم وقيل هي الرحمة وممن حمل الاية على معنى الرحمة البغي رحمه الله - 00:04:56ضَ
قال صلوات اي رحمة فان الصلاة من الله الرحمة ورحمة ذكرها الله تأكيدا اي عليهم رحمة بعد رحمة هذا قول لبعض المفسرين ان كلمة قضاة في قول الصلوات يعني رحمة - 00:05:12ضَ
اي القولين اصح بناء على القاعدة؟ ها يا شيخ القول الاول هو الاصح ان الصلوات بمعنى الثناء والمدح والتعظيم. وهذا قول اكثر المفسرين حملوا الصلوات على معنى الثناء الجميل وعلى معنى البركة والمدح والتعظيم ونحو ذلك لان القاعدة انما التأكيد - 00:05:30ضَ
لو حملنا الصلوات على معنى الرحمة لكان المعنى اولئك عليهم رحمات من ربهم ورحمة وهذا فيه تأكيد طيب المثال الذي بعده خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها. طبعا يا اخوة - 00:05:52ضَ
هذا الكلام يقال اذا كان اللفظ محتملا للتأسيس والتأكيد لكن اذا كان اللفظ لا يحتمل الا التأكيد فحينئذ نحمله على التأكيد واضح لو قال القائل مثلا الشاعر يقول يا علقمة يا علقمة يا علقمة - 00:06:06ضَ
خير تميم كلها واكرمه هو اراد ان يؤكد نداءه الواحد يجي يقول يعني نحمل على معنى اخر يمكن يقصد علقمة الاول غير علقمة الثاني غير علقمة الثالث هو اراد ان يؤكد بالتكرار - 00:06:25ضَ
واضح اذا كان اللفظ لا يحتمل الا التأكيد فيحمل على التأكيد اما اذا كان محتملا المعنيين فالتأسيس اولى من التأكيد. المثال الذي بعده خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم تزكيهم - 00:06:40ضَ
كلمة الزكاة في اللغة معناها يطلق تطلق الزكاة على الطهارة وتطلق على النماء والزيادة وتطلق على معاني اخرى وفي هذا الموضع تطهرهم وتزكيهم تزكيهم قال الشوكاني رحمه الله تعالى التزكية المبالغة في التطهير - 00:06:53ضَ
كأنه قال تطهرهم وتبالغ في تطهيرهم وقال كثير من المفسرين التزكية هي النماء والزيادة. ايهما اقرب واصح ها القول الاول والثاني القول الثاني الذي ذهب اليه جمهور المفسرين ان التزكية هي النماء - 00:07:12ضَ
والزيادة ولذلك قالوا التزكية هنا اه ان الماء والزيادة بمعنى انها هذه الزكاة تنمي اموالهم وتزيد في اخلاقهم وتزيد في اعمالهم وتزيد في ثوابهم كل هذه التفسيرات مبنية على ان التزكية هي النماء والزيادة. قال الرازي واعلم ان التزكية - 00:07:30ضَ
لما كانت معطوفة على التطهير وجب حصول المغايرة فقيل التزكية مبالغة في التطهير وقيل التزكية بمعنى الانماء والمعنى الثاني هذا هو والصحيح طيب قال الله جل وعلا علم الله انكم كنتم تختانون انفسكم - 00:07:49ضَ
فتاب عليكم وعفا عنكم. تختنون انفسكم يعني تخونون انفسكم بمخالفة امر الله فتاب عليكم وعفا عنكم تاب عليكم التوبة تأتي في القرآن بمعنى العفو والمغفرة والصفح والتجاوز وتأتي التوبة احيانا في القرآن بمعنى - 00:08:09ضَ
نسخ الحكم من الاخف من الاشد الى الاخف نسخ الحكم الى ما هو ايسر واسهل والترخيص للناس بعد آآ بعد العزيمة كما في قوله جل وعلا لما ذكر وجوب قيام الليل قال علم الا تحصوه فتاب عليكم - 00:08:31ضَ
يعني فخفف الحكم ونسخه الى حكم ايسر وكما في قوله جل وعلا فاذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم في لما نسخ الامر بالنجوى آآ بين الامر بالصدقة بين يدي النجوى - 00:08:49ضَ
وله شواهد في القرآن اذا كلمة فتاب عليكم تحتمل هل المراد بها المغفرة ام المراد بها تخفيف الحكم والترخيص فيه. ايهما اصح بحسب القاعدة المعنى الثاني هو الاصح لماذا نعم لان الله عز وجل قال فتاب عليكم وعفا عنكم - 00:09:05ضَ
لو كان معنى التوبة هو العفو والمغفرة لكان فيه ايش لكان لكان ما بعده تأكيدا له يعني كلمة فتابى عليكم لو حملناها على معنى العفو ليصبح ما بعدها تأكيد اللي هو قوله جل وعلا وعفا عنكم - 00:09:25ضَ
ولو حملنا فتاب عليكم على معنى الرخصة سيصبح ما بعدها تأسيس والتأسيس اولى من التأكيد. الم ترى ان الله يسبح له من في السماوات والارض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه - 00:09:41ضَ
طيب كل قد علم من الذي علم بهذه الاية كل قد علم صلاته وتسبيحه. قيل المعنى كل يعني كل مصل من المصلين قد علم صلاة نفسه وكل مسبح قد علم تسبيحه. يعني كل مصلي قد علم كيف يصلي - 00:09:58ضَ
وكل مسبح قد علم كيف يسبح باي شيء يسبح الله عز وجل وقيل المعنى كل قد علم الله صلاته وتسبيحه فيكون الضمير راجع الى الله عز وجل اي المعنيين اقرب - 00:10:16ضَ
المعنى الاول نعم لماذا لان الله عز وجل قال بعد ذلك والله عليم بما يفعلون فلو كان معنى كل قد علم الله صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون لكان فيه - 00:10:32ضَ
شيء من التوكيد والتكرار لكن المعنى الاول هو الاقرب وممن رجح المعنى الاول طبعا المسألة محل خلاف بين المفسرين لكن ممن رجح الاول الشيخ الشنقيطي رحمه الله في اضواء البيان - 00:10:48ضَ
قال لانه قد تقرر في الاصول ان الحملة على التأسيس ارجح من الحمل على التأكيد - 00:11:02ضَ