قبس من العقيدة الإسلامية (61 حلقة إذاعية) - الشيخ صالح الفوزان - كبار العلماء

42 من 61|قبس من العقيدة الإسلامية|معجزة القرآن|صالح الفوزان|العقيدة|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان قبس من العقيدة الاسلامية الارشاد الى صحيح الاعتقاد والرد على اهل الشرك والالحاد. للشيخ صالح بن فوزان الفوزان - 00:00:00ضَ

ان حفظه الله الدرس الثاني والاربعون. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين وبعد ايها المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:00:20ضَ

ونواصل الحديث معكم في موضوع الايمان بالانبياء عليهم الصلاة والسلام الذي هو احد اصول الايمان ولا يزال الحديث عن معجزات الانبياء عليهم الصلاة والسلام وادلة نبوتهم ونخص في حديثنا هذا اعظم معجزات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم - 00:00:39ضَ

وهو القرآن العظيم فنقول كل نبي تقع معجزته مناسبة لحال قومه ولذلك لما كان السحر فاشيا في قوم فرعون جاء موسى بالعصا على صورة ما يصنع السحرة لكنها تلقفت ما صنعوا - 00:01:01ضَ

تحتاروا والقمع وعلموا ان ما جاء به موسى هو الحق وليس من السحر. كما قال تعالى فالقي السحرة ساجدين قالوا امنا برب العالمين رب موسى وهارون ولم يقع ذلك بعينه لغير موسى عليه الصلاة والسلام. ولما كان الزمن الذي بعث فيه عيسى عليه السلام قد فشى فيه الطب - 00:01:21ضَ

جاء المسيح بما حير الاطباء من احياء الموتى وابراء الاكمه والابرص من الداء العضال القبيح وخلق من الطين كهيئة الطير باذن الله فطاشت عقول الاطباء واذعنوا ان ذلك من عند الله عز وجل - 00:01:46ضَ

ولما كانت العرب ارباب الفصاحة والبلاغة وفرسان الكلام والخطابة جعل الله سبحانه معجزة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هي القرآن الكريم الذي هو كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه - 00:02:05ضَ

ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد وهو المعجزة الباقية الخالدة على مر العصور فقد اختار الله هذه المعجزة الباهرة لخاتمة الرسالات السماوية العامة للناس اجمعين وهي معجزة يطلع عليها وهي معجزة يطلع عليها اهل الاجيال في كل زمان ومكان ويتلونها - 00:02:23ضَ

فيعلمون انه كلام الله حقا وليس كلام البشر قد تحدى الله اهل الانس وقد تحدى الله الانس والجن ان ياتوا بمثله او بعشر سور مثله او بسورة منه اما استطاع احد منهم - 00:02:48ضَ

منذ بعثة محمد صلى الله عليه وسلم الى عصرنا هذا والى الابد لم يستطع احد ان يأتي بكتاب مثله او بمثل سورة منه على الرغم من وجود اعداء كثيرين للرسول صلى الله عليه وسلم ولدين الاسلام في عصور التاريخ - 00:03:05ضَ

قال تعالى وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله ان كنتم صادقين ان فان لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة اعدت للكافرين - 00:03:24ضَ

فالتحدي بهذا القرآن لا يزال قائما الى قيام الساعة وذلك في قوله تعالى فان لم تفعلوا ولن تفعلوا قال تعالى ام يقولون تقوله بل لا يؤمنون فليأتوا بحديث مثله ان كانوا صادقين - 00:03:43ضَ

قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وهذا التحدي كان بمكة فان سورة يونس وهود والطور من المكي ثم اعاد التحدي في المدينة بعد الهجرة فقال في سورة البقرة وهي مدنية وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا - 00:04:00ضَ

فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله ان كنتم صادقين فان لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة اعدت للكافرين فذكر امرين احدهما قوله فان لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار - 00:04:21ضَ

يقول اذا لم تفعلوا فقد علمتم انه حق فخافوا الله ان تكذبوه فيحيق بكم العذاب الذي وعدته المكذبين والثاني قوله ولن تفعلوا ولن لنفي المستقبل. فثبت انهم فيما يستقبل من الزمان لا يأتون بسورة من مثله كما - 00:04:42ضَ

اخبر بذلك وامر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم ان يقول في سورة سبحان وهي مكية افتتحها بذكر الاسراء وهو كان بمكة بنص القرآن والخبر المتواتر. قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان ياتوا بمثل هذا القرآن - 00:05:03ضَ

لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا فعم بامره له ان يخبر بالخبر جميع الخلق معجزا لهم قاطعا بانهم اذا اجتمعوا كلهم لا يأتون بمثل هذا القرآن ولو تظاهروا وتعاونوا على ذلك - 00:05:24ضَ

وهذا التحدي لجميع الخلق وقد سمعه كل من سمع القرآن وعرفه الخاص والعام وعلم مع ذلك انهم لم يعارضوه ولا اتوا بسورة من مثله من حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم والى اليوم والامر على ذلك مع ما علم من ان الخلق كانوا كلهم كفارا قبل ان - 00:05:44ضَ

يبعث ولما بعث انما تبعه قليل وكان الكفار من احرص الناس على ابطال قوله مجتهدين بكل طريق يمكن تارة يذهب الى اهل الكتاب فيسألونهم عن امور من الغيب حتى يسألوه عنها - 00:06:07ضَ

كما سألوه عن قصة يوسف واهل الكهف وذي القرنين ويجتمعون في مجمع بعد مجمع ليتفقوا على ما يقولونه فيه وصاروا يضربون له الامثال فيشبهونه بمن ليس بمثله. مع ظهور الفرق فتارة يقولون مجنون - 00:06:25ضَ

وتارة يقولون ساحر وتارة يقولون هو كاهن وشاعر الى امثال ذلك من الاقوال التي يعلمونهم وغيرهم من كل عاقل يسمعها انها افتراء عليه فاذا كان قد تحداهم بالمعارضة مرة بعد مرة وهي تبطل دعواهم - 00:06:44ضَ

فمعلوم انهم لو كانوا قادرين عليها لفعلوها فانه مع وجود هذا الداعي مع وجود هذا الداعي التام المؤكد اذ كانت اذا كانت القدرة حاصلة وجب وجود وجب وجود المقدور ثم هكذا القول في سائر اهل الارض - 00:07:03ضَ

فهذا يوجب علما بينا لكل احد بعجز جميع اهل الارض عن ان يأتوا بمثل هذا القرآن بحيلة وبغير حيلة وهذا ابلغ الايات التي تكرر جنسها وهذا ابلغ من الايات التي تكرر جنسها كاحياء الموتى - 00:07:22ضَ

فان هذا لم يأتي احد بنظيره فاقدامه صلى الله عليه وسلم في اول الامر على هذا التحدي وهو بمكة واتباعه قليل على ان يقول خبرا يقطع به انه لو اجتمع الانس والجن - 00:07:41ضَ

على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله في ذلك العصر وفي سائر الاعصار المتأخرة لا يكون الا مع جزمه بذلك وتيقنه له والا فمع الشك والظن لا يقول ذلك من يخاف ان يظهر كذبه - 00:07:57ضَ

فيفتضح فيرجع الناس عن تصديقه. واذا كان جازما بذلك متيقنا له لم يكن ذلك الا عن اعلام الله تعالى له بذلك وليس في العلوم المعتادة ان يعلم الانسان ان جميع الخلق - 00:08:14ضَ

لا يقدرون ان يأتوا بمثل كلامه الا اذا علم العالم انه خارج عن قدرة البشر والعلم بهذا يستلزم كونه معجزة انتهى كلام الشيخ رحمه الله هذا والقرآن الكريم معجز من وجوه متعددة من جهة اللفظ ومن جهة النظم ومن جهة البلاغة في دلالة اللفظ على المعنى - 00:08:30ضَ

ومن جهة معانيه التي امر بها ومعانيه التي اخبر بها عن الله تعالى واسمائه وصفاته وملائكته وغير ذلك ومن جهة معانيه التي اخبر بها عن الغيوب المستقبلة وعن الغيب الماضي ومن جهة ما اخبر به عن المعاد ومن جهة ما بين فيه من الدلائل اليقينية - 00:08:53ضَ

هذا والى الحلقة القادمة باذن الله والحمد لله. والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:16ضَ