الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى اله رضي الله عن صحابته والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين - 00:00:01ضَ

ننتقل الى الدرس الثاني شرح العقيدة الطحاوية وقد وقفنا على الميثاق. لكن قبل ان نقرأ في موضوع الميثاق بقيت بعض المسائل فيما يتعلق بالتوسل والشفاعة. احب ان اشير اليها لاتمام الفائدة. وبعضها ورد لكن - 00:00:21ضَ

بشكل غير بين ويحتاج الى عنصرة. صفحة مئة ثلاث مئة ثنتين. اه خلاصة ممر ان الشفاعة دينية ودنيوية اما الدنيوية فلا شأن بها لانها تتعلق بمصالح العباد بعضهم ببعض اما الدينية فهي المقصودة في الفاظ الشرع وهي التي وردت في مباحث العقيدة. وهي التي عليها الخلاف. الدين الشفاعة الدينية هي التي - 00:00:41ضَ

يتعلق بمصائر العباد بمصائر العباد من حيث احوالهم يوم القيامة ومن حيث مصائرهم الى الجنة والنار وهي كما عرفتم شفاعة في الدنيا. بمعنى شفاعة للدنيا فيما يتعلق بمصائر العباد وهذه لا تحدث ابدا. كلها منفية - 00:01:10ضَ

لا احد يشفع في الدنيا لاحد فيما يتعلق بمصيره في الاخرة اما ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من بعض الشبعات المثبتة فانها امر سيحدث. ولا يعني انه حدث. سيحدث - 00:01:32ضَ

يوم القيامة بعض الناس يظن النبي صلى الله عليه وسلم شفع. وانها قبلت شفاعته. لا. النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الشفعاء سيشفعون يوم القيامة ثم يأذن لهم الله عز وجل ياذن لمن يشاء - 00:01:49ضَ

فعلى هذا الشفاعة هي الشفاعة المتعلقة بمصائر العباد وفي الدنيا لا تكون ابدا وكل شفاعة في مصائر العباد بالدنيا منفية واغلب همم اهل الاهواء والبدع تنصرف الى هذه الشفاعة في المنفية. يطلبون الشفاعة من الاحياء والاموات في مصائرهم يوم القيامة. وذلك نوع من الشرك - 00:02:07ضَ

او البدعة المغلظة او الوسيلة البدعية اما الشفاعة في مصائب العباد في الاخرة فمنها المثبت ومنها المنفي. اما المثبت فعرفتموه ما توافرت فيه شروطه. اذا اذا الله عز وجل عن الشافع ورضي منه قوله كذلك توافرت الشروط في المشفوع له - 00:02:36ضَ

بان يكون مسلما ويأذن الله عز وجل بالشفاعة من الشافع وللمشفوع له اما بعد ذلك فهو منفي اما التوسل فهو ثلاثة انواع توسل مشروع وساسل بدعي وتوسل شركي والمقصود بالتوسل - 00:03:01ضَ

هو اتخاذ الوسيلة الى الله عز وجل والوسيلة الى الله عز وجل هي التقرب اليه. فان كان التقرب اليه بالاعمال الصالحة وبالعبادة فذلك امر مشروع. وعلى هذا يكون الامر مشروع او - 00:03:25ضَ

المشروع نوعان نوع يقع من العبد نفسه. وهذا هو الواجب بل هو اعظم الواجبات. فتوحيد الله عز وجل من الوسيلة المشروعة بل المسيرة الواجبة وعمل الصالحات من الوسيلة. وكل ما يفعله الانسان تقربا الى الله - 00:03:43ضَ

على هدي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو توسل مشروع. سواء الدعاء المباشر او العبادة القلبية او عبادة الجوارح والدعاء باللسان. او عمل الصالحات وفعل الخيرات. كل ذلك وسيلة - 00:04:05ضَ

المشروعة منها ما هو فرض ومنها ما هو واجب ومنها ما هو سنون الى اخره وهذه هي الوسيلة التي امر الله بها ورضيها عن عباده وتوسل بدعي وهو التوسل بذوات الاشخاص - 00:04:25ضَ

اه اسف قبل ان نخرج الى التوسل بدعي. النوع الثاني من التوسل المشروع. وهو التوسل بدعاء الاخرين بدعاء الصالحين وهذا مشروع مشروع بشروط وضوابط وصورته ان يطلب المسلم من اخيه ان يدعو له - 00:04:45ضَ

وذكرت لكم ذلك في الدرس السابق على التفصيل اما النوع الثاني من التوسل والتوسل البدعي فهو التوسل بذوات الاشخاص التوسل بما لم يرد به الشرع من الاشياء والامور التي لا تكون وسيلة من الشخص نفسه - 00:05:06ضَ

اذا لم يصل الامر الى حد صرف العبادة فانه توسل بدعي اذا لم يصل الامر الى حد صرف العبادة لغير الله فان التوسل يكون توسل بدعي وهو اتخاذ الوسائط او الوسائل او الاشخاص او الاشياء - 00:05:31ضَ

وسيلة او التبرك بها على نحو يؤدي الى التوسل ويستثنى من ذلك التبرك بذات النبي صلى الله عليه وسلم في حياته فان ذلك مشروع لورود النص به اما ما عدا ذلك فان التوسل بالذوات وبالاشياء يعد بدعة. وتوسل شركي - 00:05:53ضَ

وهو صرف العبادة لغير الله عز وجل واتخاذ الشفعاء والوسائط بين العبد وبين ربه بصرف انواع العبادة اي اي او اي نوع من انواع عبادتي لهذا الوسيط او ما يسمونه الشفيع او الوسيلة او الواسطة او الولي او نحو ذلك. فاي نوع من انواع العبادة - 00:06:21ضَ

سواء كان دعاء او استعانة او استغاثة او نذر او ذبح او طواف او سجود او صلاة او ركوع يصرف لغير الله عز وجل او يدعي صاحبه انه يريد به شفاعة المصروف له عند الله بمعنى ان يصرف العبادة لغير الله زاعما ان هذا الشخص او - 00:06:46ضَ

هذا الشيء سيشفع له بسبب هذه العبادة يشفع له عند الله فان ذلك شرك لان الشرك هذا النوع من الشرك على نوعين. نوع يصرف به صاحبه العبادة بحثه الى صاحبه. ونوع يصرف به العبادة او - 00:07:13ضَ

الدعاء الى هذا الشخص زاعما انه بذلك يريد منه الشفاعة عند الله. او يريد منه التوسل عند الله او التوسط او التقرب به الى الله كقول المشركين ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى - 00:07:31ضَ

هناك طائفة من المشركين زعموا انهم ما عبدوا الملائكة او الجن او الانس او الاشجار او الاحجار الا لتقربهم الى الله. ومع ذلك عدوا من المشركين. وهذا النوع هو الذي عليه اكثر مشركة المبتدعة - 00:07:51ضَ

في هذه الامة الذين اتخذوا الاحياء والاموات واصحاب القبور من دون الله فانهم زعموا انهم لا يعبدونهم. انما زعموا انهم يريدون منهم الشفاعة. وانهم يدعونهم من دون الله على ان اولئك المدعوين سيشفعون لهم بسبب هذا الدعاء - 00:08:12ضَ

يدعونهم مباشرة ينادونهم اذا اتخاذ الوثائق من عبادة البحتة يعد توسل شركي وهناك مسألة تختلط بالتوسل وهي مسألة التبرك توسع الناس في مفهوم التبرك خاصة اهل البدع فادخلوا بالتبرك الشفاعة الممنوعة وادخلوا بالتبرك التوسل الممنوع والتوسل البدعي والتوسل الشركي - 00:08:35ضَ

وايضا توسعوا في باب التبرك حتى جعلوا البركة فيما لا بركة فيه وجعلوا البركة مما لم يبارك الله فيه وجعلوا ايضا وطلبوا البركة مما لم يثبت شرعا ان فيه بركة. او - 00:09:04ضَ

سعوا في اه التبرك بما وردت فيه النصوص لكن باكثر مما ورد في النص اولا البركة لا تكون الا من الله عز وجل. يجعلها فيما يشاء من خلقه وتكون البركة في الاشياء - 00:09:20ضَ

وتكون في الزمان وتكون في الاشخاص وتكون في المكان. لكن كل ذلك لابد ان يثبت فيه الشرع فعلى هذا لا تثبت البركة لشيء ولا لشخص ولا لمخلوق الا بدليل ما لم يرد الدليل بانه مبارك - 00:09:41ضَ

لا يجوز ان تلتمس منه البركة. ثم الاشياء المباركة على نوعين هناك اشياء مباركة تتعدى بركتها كما زمزم وبعض الازمنة وهناك بركة في اشياء مباركة بركتها في نفسها. لا تتعدى - 00:10:01ضَ

وعلى هذا فان التبرك او البركة في الاشياء هي ثبوت الخير. ولزومه لهذا الشيء او زيادته وكثرة الخير فيه اما الزيادة وكثرة الخير فهي البركة المتعدية. اما الثبوت واللزوم فهي البركة اللازمة - 00:10:23ضَ

والبركة تكون في الازمان وتكون في الامكنة. وتكون في الاشخاص تكون في الاشياء وفي الافعال اما البركة في الازمنة فكبركة شهر رمضان وبركة ليلة القدر وليالي رمضان والعشر الاواخر وكبركة عشر ذي الحجة - 00:10:43ضَ

وبركة يوم عرفة والاشهر الحرم. ونحو ذلك مما ورد البركة فيك يوم الجمعة اما في الامكنة كالمساجد الثلاثة فهي مباركة اما في الاشياء الاشخاص هناك بركة نعزمها بركة متعدية. اما البركة المتعدية فليس احد عنده بركة متعدية - 00:11:11ضَ

تلتمس الا شخص النبي صلى الله عليه وسلم اما بقية الاشخاص فان فيهم بركة اي في المؤمنين منهم بركة لكن بركتهم لهم لا تتعدى غيرهم الا بما شرع كتعدي البركة بالدعاء. فهذا امر اخر - 00:11:42ضَ

او نحو ذلك وقد تثبت البركة ايضا في بعض الاشياء او بعض الامور كما ورد في البركة في نواصل الخيل كما ورد في بركة السحور ونحو ذلك من الامور التي ورد فيها بركة وهي مفسرة. بركة مفسرة ومعلومة - 00:12:04ضَ

عند اهل الايمان كما ان البركة تثبت في في مثل ماء زمزم. لانها وردت في ذلك وهي بركة متعدية وهذه نماذج من الاشياء المباركة او الاشخاص او الازمنة. والا النصوص ورد فيها شيء كثير من ذلك انما كما قلت - 00:12:26ضَ

بخصوص ان البركة على نوعين بركة متعدية وبركة لازمة ولا يثبت ذلك كله الا بالنص الشرعي. فمن ادعى ان شيئا او شخصا فيه بركة متعدية لم يرد فيها النص فهو مبتدع. والان ننتقل الى درسنا - 00:12:47ضَ

رحمه الله تعالى قوله والميثاق الذي اخذه الله تعالى من ادم وذريته حق هنا الميثاق الذي اخذه الله على عباده حين خلق ادم بالتوحيد وميز فيه اهل الجنة واهل النار. وسيأتي - 00:13:08ضَ

الخلاف كما في مفهوم الميثاق. هل هو ميثاق فعلي على نحو ما ورد في الحديث اذا ثبت الحديث؟ والحديث الصحيح انه ثابت وهو ان الله عز وجل اخذ الميثاق من بني ادم - 00:13:32ضَ

من ظهر ادم في اول الخلق وانطقهم واشهدهم على انفسهم وشهدوا. وان هذا الميثاق بقيت معالمه في الفطرة والعقل السليم وفي اتباع الوحي وفي دلائل خلق الله عز وجل وبراهينه على خلقه. وهما نوعا الميثاق وعلى هذا فالميثاق - 00:13:50ضَ

على نوعين ميثاق فعلي اخذه الله عز وجل بالاستنطاق وهو الميثاق الاول الذي ورد في الحديث الذي سيأتي الذي اخذه الله على بني ادم من ظهر ادم ثم الميثاق الاخر وهو امتداد للاول واثر او مئة واثر من اثاره - 00:14:10ضَ

وهو الميثاق من اقامة الدلائل على الخلق بدلائل الفطرة ودلائل العقل ودلائل الخلق على الله عز وجل وبدلائل الوحي. بالحجة بالرسل بالكتب المنزلة البراهين الشرعية والكونية. اذا فالميثاق هنا نوعان - 00:14:37ضَ

على ما ذكرت نعم قال تعالى واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم؟ قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين - 00:14:56ضَ

يخبر سبحانه انه استخرج ذرية بني ادم من اصلابهم شاهدين على انفسهم ان الله ربهم ومليكهم وانه لا اله الا هو وقد وردت احاديث في اخذ الذرية من صلب ادم عليه السلام - 00:15:16ضَ

وتمييزهم الى اصحاب اليمين والى اصحاب الشمال. وفي بعضها الاشهاد عليهم اه بان الله ربهم على هذا يكون آآ اخذ الذرية وتمييزهم الى اصحاب اليمين واصحاب الشمال الى اهل الجنة واهل النار. هذا امر ثابت لا دخل له بمسألة الميثاق. يعني الا من بعض الوجوه - 00:15:37ضَ

واعني ان عندنا في هذه النصوص مسألتان مسألة اخذ الميثاق ومسألة اخذ الذرية من ظهر ادم وتقدير وتمييز اهل الجنة اهل الهداية عن اهل النار اهل الضلال هذه مسألة هذه مسألة مستقلة وردت في نصوص كثيرة وهي ثابتة قطعا ولا خلاف في نوعها ولا في كيفيتها. لانها - 00:16:07ضَ

امر غيبي وقد ثبت على هذا النحو يثبت كما جاء بلا تأمل والنوع الاخر الذي ورد في هذه النصوص اللي هو الاشهاد. اخذ الذرية من ظهر اذى ثم الاشهاد عليهم او اشهادهم على انفسهم - 00:16:34ضَ

هذه مسألة اخرى وهي المسماة بالميثاق والنصوص اختلط فيها هذا بذاك وما اورده المؤلف او ما سيورده الشارح من اشكالات ليس على اخذ الذرية من ظهر ادم ثم تمييز اهل الظلالة من اهل الهداية تمييز اهل الجنة من اهل النار. ليس الاشكال على هذا لان هذا ثابت بنصوص كثيرة. نصوص الميثاق وغيرها - 00:16:50ضَ

انما الاشكال على الميثاق ما هو؟ وما كيفيته؟ وما المقصود به وذكرت لكم انه الصحيح هو الذي يترجح ان الميثاق يشمل النوعين. يشمل اخذ الميثاق يشمل النوعين يشمل اخذ الميثاق - 00:17:18ضَ

بالاشهاد والنطق والاستنطاق. في اول الخلق ويشمل اخذ الميثاق ببقاء معالم هذا الميثاق بالفطرة السليمة والعقل السليم البراهين على وجود الله عز وجل وعلى ربوبيته والهيته واقامة الحجة على الخلق - 00:17:34ضَ

الادلة الكونية والشرعية نعم. فمنها ما رواه الامام احمد عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله اخذ الميثاق من من ظهر ادم عليه السلام بنعمان يعني عرفة فاخذ من صلب - 00:17:54ضَ

به كل ذرية لرأها فنثرها بين يديه ثم كلمهم قبلا. قال لست بربك قالوا بلى شهدنا الى قوله المبطلون. ورواه النسائي ايضا وابن جرير وابن ابي حاتم والحاكم في المستدرك وقال صحيح الاسناد ولم يخرجاه. وروى الامام احمد ايضا عن عمر ابن - 00:18:17ضَ

الخطاب رضي الله عنه انه سئل عن هذه الاية فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سئل عنها فقال ان الله خلق ادم عليه السلام ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج - 00:18:47ضَ

منه ذرية قال خلقت هؤلاء للجنة وبعمل اهل الجنة يعملون. ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية قال خلقت هؤلاء للنار وبعمل اهل النار يعملون. فقال رجل يا رسول الله ففيما العمل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل اذا - 00:19:07ضَ

خلق العبد للجنة استعمله بعمل اهل الجنة حتى يموت على عمل من اعمال اهل الجنة. فيدخل به الجنة. واذا خلق العبد للنار استعمله بعمل اهل النار. حتى يموت على عمل من اعمال - 00:19:37ضَ

لاهل النار فيدخل به النار. ورواه ابو داوود والترمذي والنسائي وابن ابي حاتم وابن جرير وابن حبان في صحيحه. وروى الترمذي عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:19:57ضَ

لما خلق الله ادم مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته الى يوم القيامة وجعل بين بين عيني كل انسان منهم وبيصا من نور. ثم عرضهم - 00:20:17ضَ

على ادم فقال اي ربي من هؤلاء؟ قال هؤلاء ذريتك. فرأى رجلا منهم اعجبه ما بين عينيه. فقال اي رب من هذا؟ قال هذا رجل من اخر الامم من ذريتك يقال له داوود قال ربي كم عمره؟ قال ستون سنة. قال اي ربي زده من - 00:20:37ضَ

عمري اربعين سنة. فلما انقضى عمر ادم جاء ملك الموت قال او لم يبق من عمري اربعون سنة قال اولم تعطها او لم تعطها ابنك داود؟ قال فجحد فجحدت حريته ونسي ادم فنسيت ذريته. وخطأ ادم فخطئت ذريته. ثم قالت - 00:21:07ضَ

الترمذي هذا حديث حسن صحيح. ورواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وروى الامام احمد ايضا عن انس ابن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقال للرجل من اهل - 00:21:37ضَ

النار يوم القيامة ارأيت لو كان لك ما على الارض من شيء اكنت مفتديا به؟ قال فيقول نعم قال فيقول قد اردت منك اهون من ذلك قد اخذت عليك في ظهر ادم الا تشرك بي شيئا - 00:21:57ضَ

شيئا فابيت الا ان تشرك بي الا ان تشرك بي واخرجاه في الصحيحين ايضا في ذلك احاديث اخر ايضا كلها دالة على ان الله استخرج ذرية ادم من صلبه ميز بين اهل اهل الجنة بين اهل النار واهل الجنة. ومن ومن هنا قال من قال ان الارواح - 00:22:17ضَ

مخلوقة قبل الاجساد. وهذه الاثار لا تدل على سبق الارواح الاجساد سبقا مستقرا ثابتة وغايتها ان تدل على ان بارئها وفاطرها سبحانه صور النسمة وقدر وخلقها واجلها وعملها. واستخرج تلك الصور من مادتها. ثم اعادها اليها - 00:22:47ضَ

وقدر خروج كل فرد من افرادها في وقته المقدر له. ولا يدل على انها خلقت خلقا مستقرا واستمرت موجودة ناطقة كلها في موضع واحد. ثم يرسل منها الى الابدان جملة بعد جملة كما قاله ابن حزم. فهذه لا فهذا لا تدر فهذا لا تدل الاثار عليه - 00:23:17ضَ

نعم الرب سبحانه يخلق منها جملة بعد جملة على الوجه الذي سبق به التقدير او ولا فيجيء الخلق الخارجي مطابقا للتقدير السابق. كشأنه سبحانه في جميع مخلوقاته فانه قدر لها اقدارا واجالا وصفات وهيئات. ثم ابرزها الى الوجود مطابقة - 00:23:47ضَ

لذلك التقدير السابق. على اي حال الحديث عن سبق الارواح او سبق الاجساد هذه مسألة غيبية لا سيما فيما يتعلق بالاصل اما ما يتعلق باطوار الخلق. ما يتعلق باطوار الخلق فالنصوص صريحة وواضحة. ان الله عز وجل خلق - 00:24:17ضَ

الارشاد ثم نفخ فيها الارواح. هذا واضح بمعنى ان ادم خلق الله جسده اولا كما ورد في النص الصحيح ثم نفخ الله فيه الروح. كذلك بني ادم يخلق الله اولا اجساد - 00:24:36ضَ

كما هو معروف في النطفة والعلقة والمضغة ثم بعد ذلك تنفخ في كل انسان روحه. بمعنى ان تكون الروح بعد تكون الجسد بعد مرحلة من مراحل تكون الجسد. هذا امر نعلمه. اما ايهما اسبق في اصل الخلق الازلي فهذه مسألة غيبية لا داعي للخوف - 00:24:56ضَ

فيها والكلام فيها انما هو ظرب من الكلام في الغيب وقول على الله بغير علم في ذلك انما تدل على القدر السابق. وبعضها يدل على انه سبحانه استخرج امثالهم وصورهم - 00:25:18ضَ

فهم وميز اهل السعادة من اهل الشقاوة. واما الاشهاد عليهم هناك. هذا هذان النوعان اللذين اللذين اه او اللذان اشرت اليهما قبل وهو ان هذه النصوص تدل على نوعين النوع الاول تمييز الرئة الجذرية واخذ - 00:25:36ضَ

من ظهر ادم وتمييز بعضهم عن بعض. تمييز المهتدين عن الظالين واهل الجنة عن اهل النار. والنوع الثاني هو مسألة الاشهاد والميثاق نعم واما الاشهاد عليهم هناك فانما هو في حديثين موقوفين على ابن عباس وابن عمرو رضي الله عنهم - 00:25:56ضَ

ومن ثم قال قائلون من السلف والخلف. انما ان المراد بهذا الاشهاد. انما هو وفطرهم على التوحيد كما تقدم في حديث ابي هريرة رضي الله عنه. ومعنى قوله شهدنا اي - 00:26:18ضَ

قالوا بلى شهدنا انك ربنا. وهذا قول ابن وهذا قول ابن عباس وابي ابن كعب. وقال ابن عباس ايضا اشهد بعضهم على بعض. وقيل شهدنا من قول الملائكة والوقف على - 00:26:38ضَ

الى قوله بلى وهذا قول مجاهد والضحاك والضحاك والشدي. وقال السدي هو خبر من الله تعالى عن نفسه وملائكته انهم شهدوا على اقرار بني ادم اول اظهر وما عداه احتمال لا دليل عليه. وانما يشهد ظاهر الاية للاول. واعلم - 00:26:58ضَ

فرق بين ظاهر الاية لو جردت عن حديث وبينما ورد في الاحاديث من تفسير يمكن ان به الاية. نعم ليس في الاية ما يدل على يعني نوع الاشهاد ما لكن الحديث مفسر الاحاديث مفسرة اما قوله في حديثين موقوفين على ابن عباس وابن عمرو - 00:27:28ضَ

في ظهر انه يقصد بعض الفاظهم. والا فالاشهاد بمعنى ان الله عز وجل اخذ من ادم ذريته واشهدهم وقالوا شهدنا على نحو ما ذكر في فقد ورد على ما ما اشار اليه قبل ذلك. ورد في الحديث الذي سبق وهو ما رواه الامام احمد - 00:27:54ضَ

صفحة ثلاث مئة وثلاث فاخرج من صلبه كل ذريته كل ذرية ذرأها فنذر بين يديه. ثم كلمهم قبلا الست بربكم هذا مرفوع وهو ايضا على الاصح صحيح وكذلك ورد مرفوع في حديث اخر اورده بعد قبل قليل. ويؤيد الحديث السامي بل انه ورد في طرق من طرق - 00:28:20ضَ

قبل ان تكون مقصورة على هذين الطريقين مرفوعة. نعم. اما تفسير الاية بهذا التفسير فهناك من السلف من جعل هذا شيء وذاك شيء اخر وربما فسروا الاية على معنى وفسروا الاحاديث على معنى اخر. مع ما بينهما من شيء من التلازم لكن - 00:28:49ضَ

لا يعدو ان يكون هذا التفسير رأي نعم. واعلم ان من المفسرين من لم يذكر سوى القول بان الله استخرج ذرية ادم من ظهره. واشهد على انفسهم ثم اعادهم كالثعلبي والبغوي وغيرهما. ومنهم من لم يذكره. بل - 00:29:11ضَ

ذكر انه نصب لهم الادلة على ربوبيته ووحدانيته. وشهدت بها عقولهم وبصائرهم التي ركبها الله فيهم كالزمخشري وغيره ومنهم من ذكر القولين كالواحدي والرازي وغيرهما وغيرهم. لكن نسب الرازي القول الاول الى اهل السنة. والثاني الى - 00:29:35ضَ

ولا ريب ان الاية لا تدل على القول الاول اعني ان الاخذ كان من ظهر ادم. وانما في فيها ان الاخذ من ظهور بني ادم. وانما ذكر الاخذ من ظهر ادم وانما ذكر الاخذ من - 00:30:05ضَ

ادم والاشهاد عليهم هناك في بعض الاحاديث. وفي بعضها الاخذ والقضاء بان بعضهم الى الجنة وبعضهم الى النار. كما في حديث عمر رضي الله عنه. وفي بعضها الاخذ قراءة ادم اياهم من غير قضاء ولا اشهاد. كما في حديث ابي هريرة والذي فيه الاشهاد - 00:30:25ضَ

على الصفة التي قالها اهل القول الاول موقوف على ابن عباس وابن عمرو رضي الله عنهم. وتكلم فيه اهل الحديث ولم يخرجه احد من اهل الصحيح غير الحاكم في المستدرك على الصحيحين - 00:30:55ضَ

والحاكم معروف والحاكم معروف تساهله رحمه الله. والذي فيه القضاء بان بعض اللهم ان الحديث انه صحيح. الارجح ان الحديث صحيح وله طرق. واخرجها غير غير الحاكم في المستدرك ايضا - 00:31:15ضَ

والذي فيه القضاء بان بعضهم الى الجنة وبعضهم الى النار دليل على مسألة القدر. بمعنى ان الله عز وجل من قدر على العباد في علمه السابق وفيما كتبه عليهم وفيما شاءه سبحانه قدر على العباد بسبب - 00:31:35ضَ

قدر منهم اهل الجنة وقدر منهم اهل النار وان مصائر العباد لا تخرج عن هذا التقليل. من الله سبحانه نعم. والذي فيه القضاء او بان بعضهم الى الجنة وبعضهم الى النار دليل على مسألة القدر. وذلك شواهده كثيرة - 00:31:55ضَ

لا نزاع فيه بين اهل السنة. وانما يخالف فيه القدرية المبطلون المبتدعون. واما الاول النزاع فيه بين اهل السنة من السلف والخلف. ولولا ما التزمته من الاختصار لبسطت الاحاديث الواردة في ذلك. وما قيل من الكلام عليها وما ذكر فيه من المعاني المعقولة. ودلالة - 00:32:19ضَ

الفاضل اية الكريمة. قال في الحقيقة فيما يظهر ان الاشكال جاء من جانب واحد فقط والا فلا مجال للخلاف لولا هذا الاشكال. وهو انه ذكر الميثاق في الاية جاء فيه ذكر اخذ - 00:32:49ضَ

الذرية من ظهور بني ادم. من بني ادم من ظهوره من بني ادم من ظهورهم يعني من مجموع بني ادم. وفي الحديث من ادم نفسه فاذا امكن الجمع كما اشار اليه الشارع - 00:33:10ضَ

اذا امكن الجمع بان المقصود من ادم ثم من من اللازم ان يكون اخراج الذرية ابن ادم ان تخرج الذرية بعضها من بعض في نفس الوقت ولعل ذلك من لوازم اخراج الذرية من ادم فيما يظهر فيكون النص يحمل بعضه على بعض. يحمل الحديث على الاية والاية الحديث - 00:33:28ضَ

الاية تشير الى ان الله عز وجل اخذ الذرية من بني ادم الحديث يشير الى ان الله اخذ الذرية من ظهر ادم نفسه. فاقول لو قلنا انه من لوازم اخذ الذرية من ظهر ادم ان - 00:33:57ضَ

وخذ من الذرية من ظهور بعظهم من بعظ ثم يجمع بين النصين لكان هذا اولى وقد اشار اليه بعض اهل العلم فيكون بذلك لا لا اشكال ويحمل الميثاق على النوعين على انه ميثاق فعلي صار به الاستنطاق وانطق الله به البشر - 00:34:13ضَ

وان الله كلمهم قبلا كما ورد في الحديث ثم شهدوا والنوع الثاني الذي هو بقي الذي بقي في حياة الناس بعد ادم او بعد هذه بعد هذا المشهد وهو دلائل توحيد الله عز وجل. وبراهين وجوده وخلقه وعبادته - 00:34:39ضَ

فهذا اثر من اثار الميثاق. وباق الى يوم القيامة نعم قال القرطبي وهذه الاية مشكلة. وقد تكلم العلماء في تأويلها. فنذكر ما ذكروه من ذلك حسب ما وقفنا عليه. فقال قوم معنى الاية ان الله اخرج من ظهر بني ادم بعضهم من بعض. قالوا - 00:35:03ضَ

ومعنى اشهدهم على انفسهم الست بربكم دلهم بخلقه على توحيده. لان كل بالغ اعلموا ضرورة ان له ربا واحدا. الست بربكم اي قال فقام ذلك مقام الاشهاد عليه والاقرار منهم. كما قال تعالى في السماوات والارض قالتا اتينا طائعين. ذهب - 00:35:31ضَ

الى هذا القفال واطنب. وقيل انه سبحانه اخرج الارواح قبل خلق الاجساد انه طبعا هذا اكثر ما ينتصر له هذا القول اهل الكلام. وقال به بعض الصلة فعلا لكنه لا يناقض القول الاول - 00:36:01ضَ

ولا يزال الامر في مجال يعني النظر في ان الادلة متوجهة الى ان نوعي الميثاق موجودين. ان نوعي موجودان فالاول وردت به النصوص وهو غيبي. والثاني تدل عليه دلائل الفطرة والخلق - 00:36:21ضَ

ولا تناقض بين الامرين في نظري لان هذا تدل عليه النصوص وهذا تدل عليه النصوص. فهم فسروا الميثاق ببعض معانيه فسروا الميثاق ببعض معانيه وليس في كل معانيه. نعم. وقيل انه سبحانه اخرج الارواح قبل خلق الاجساد. وانه - 00:36:44ضَ

جعل فيها من المعرفة ما علمت به ما خاطبها. ثم ذكر القرطبي بعد ذلك الاحاديث الواردة في الى اخر كلامه. واقوى ما يشهد لصحة القول الاول. حديث انس المخرج في الصحيحين - 00:37:03ضَ

الذي فيه قد اردت منك ما هو اهون من ذلك قد اخذت عليك في ظهر ادم الا تشرك بي شيئا فابيت الا ان تشرك بي ولكن قد روي من طريق اخر قد سألتك اقل من ذلك وايسر فلم - 00:37:23ضَ

تفعل فيرد الى النار وليس فيه في ظهر ادم وليس في الرواية الاولى اخراجهم من ظهر ادم على صفتي التي ذكرها اصحاب القول الاول. بل القول الاول متظمن لامرين عجيبين. المقصود بالقول الاول من اجل ان - 00:37:43ضَ

ينتظم المعنى في اذهاننا المقصود بالقول الاول القول بان الاشهاد اشهاد فعلي. انه اشهاد فعلي حصل فيه استنطاق وان الله عز وجل كلم الخلق او هذه الذرية قبلا وانهم قالوا شهدنا - 00:38:03ضَ

هذا هذا القول الاول وهذا الذي تدل عليه ظواهر النصوص. والقول الثاني في نظري صحيح وتدل عليه ايضا نصوص اخرى. فلا تنافي قوله فلذلك الاشارة الى التعجب اظنها تنتهي او تزول اذا اخذنا بهذا الجمع. اي بالجمع - 00:38:20ضَ

من بين النصوص على هذا النحو بان يكون الميثاق ميثاق اول. ثم بقي اثره في فطرة الخلق وفي دلائل وبراهين خلق الله عز وجل في الكون والانفس وفي الشرع. نعم. بل القول الاول متظمن لامرين عجيبين احدهما كون الناس - 00:38:40ضَ

يتكلموا حينئذ واقروا بالايمان وانه بهذا تقوم الحجة عليهم يوم القيامة والثاني ان الاية دلت على ذلك والاية لا تدل عليه لوجوه. اه نقف عند هذه الوجوه لانها طويلة تحتاج الى ايضا شيء من التعليق. لان في هذه الوجوه شيء من بعضها فيه شيء من التكلف. وبعضها ظاهر وجيد وبعضها اخذت - 00:39:00ضَ

المتكلمين نحتاج الى شيء من التعليق نترك الدرس القادم هناك من هناك مقولة مشتهرة تباركوا بالنواصي والبقع والله ما ادري عن مدى صحة هذه المقولة اطلاقها غير صحيح. اما تقييدها بما ورد بالشرع بالنواصي المباركة نعم - 00:39:30ضَ

كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم الخيل معقود في نواصيه الخير الى يوم القيامة وقد يقصد بالنواصي الاشياء المباركة. هذا صحيح. اذا ورد الشرع بشيء مبارك فانا نتبرك به اذا كانت بركته تتعدى - 00:39:54ضَ

وكذلك البقع. فاذا قصد بالبقع البقع المباركة التي بارك الله فيها. وورد الشرع في ذلك فلا مانع. اما اذا قصد الاطلاق وان الناس تبارك يتبركون بما يريدونه كما يشاؤون. هذا غير صحيح. بل ربما يكون من اسباب ظهور البدعة. واشتهارها بين - 00:40:10ضَ

والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:40:31ضَ