شرح نظم زبدة البلاغة لناظمه الشيخ محمد نصيف
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين. وعلى اله وصحبه اجمعين نحن في الدرس الخامس والاربعين من شرح نظم زبدة البلاغة. وهو قوله وجاز قصد الاصل في الكناية - 00:00:01
عن صفة الموصوف نوع النسبة. وهذا البيت يتكلم عن الكناية. وهو متعلق بالبيت السابق. ففي اخر البيت السابق منع اصل هذين اقتفي قلنا ان الحديث هناك عن امتناع المعنى الاصلي في المجاز فنحمل - 00:00:21
على المجاز وهذا يقودنا الى الحديث عن الكناية فان الكناية يجوز فيها ان يراد المعنى الاصلي وهذا هو الفرق الجوهري بين المجاز والكناية. ففي الكناية او لنقل في المجاز يمتنع المعنى الاصلي ونحمل على معنى اخر - 00:00:41
اخر لازم له. وفي كناية نحمل الكلام على معنى اخر لازم لللفظ ولكن المعنى الاصلي جائز. وبالمثال يتضح المقال اذا قلت زيد لا يغلق بابه فاطلب منه ما شئت. انا اقصد انه كريم - 00:01:01
ولكنني اتيت بهذا الاسلوب للتدليل على صدقي لو قلت له زيد كريم فاطلب منه قد تتوهم انني اظنه كريما وليس هناك دليل على كرمه. فاذا قلت زيد لا يغلق بابه فاطلب منه - 00:01:31
فانني اتيت بالدليل على كرمه مع الاشارة الى كرمه ولاحظ ان الكرم هو المقصود ولكن انا الاصلي وهو عدم اغلاق الباب غير ممتنع عقلا فيمكن لرجل كريم ان يفتح بابه ويظل بابه مفتوحا ليدخل - 00:01:51
الطلاب والسائلون. والاضياف ونحوهم. ولذلك قال هنا وجاز قصد الاصل في الكناية في المجاز يمتنع المعنى الاصلي. في الكناية يجوز لا يجب ولكن يجوز قصد الاصل في الكناية. ثم اشار في الشطر الثاني الى انواع الكناية. وهنا نلاحظ ان الكناية في اللغة تأتي بمعنى الستر - 00:02:11
والكناية التي نتكلم عنها عند البلاغيين فيها ستر. اذ فيها اخفاء لشيء. واظهار لشيء ليس هو المقصود وانما ذلك المخفي هو المقصود. فمثلا كما مر معنا زيد لا يغلق بابه. المقصود الكرم وقد اخفيت صفة - 00:02:41
الكرم واتيت بشيء يدل عليها. وهو انه لا يغلق بابه فسترت الصفة التي هي الكرم فهذه تسمى كناية عن صفة. وهي احد اقسام الكناية باعتبار عنه المستور. اما اذا سترت اما الحالة الثانية فهي ان استر الموصوف - 00:03:01
كما قال سبحانه وتعالى وحملناه على ذات الواح ودسر. اي حملناه على سفينة كما ذكر في ايات متعددة الفلك والسفينة التي اه ركبها نوح ومن امن معه. فقال هنا في سورة القمر وحملناه على ذات الواح ودسر لم يصرح - 00:03:31
ولاحظ ان الكناية ستر والتصريح اظهار. فعكس الكناية التصريح لم يصرح باسم باسم السفينة وانما اتى بوصفها فستر الموصوف وهو السفينة واتى بصفتها وهي انها ذات الواح ودسر لنكتة لطيفة - 00:04:01
وهي اظهار ان نجاة فرعون ان نجاة استغفر الله ان نجاة نوح عليه الصلاة والسلام ومن معه ليست لقوة السفينة فالسفينة انما هي الواح ودسر اي مسامير. فكيف تكون سببا للنجاة؟ وانما - 00:04:21
ما كانت سببا للنجاة لما جاء بعد ذلك قالوا وحملناه على ذات الواح ودسر تجري باعيننا. فلانها جرت برعاية من الله وحفظ نجا آآ من فيها والا فما تغني الالواح والدسر عن طوفان - 00:04:41
كان يجري بهم في موج كالجبال. وهنا نوع ثالث اخير ختم به قال اوعى النسبة قلنا هناك كناية عن صفة وهناك كناية عن موصوف وبقيت الكناية عن النسبة. اذ الكلام صفة - 00:05:01
صوف ونسبة اذا قلت زيد كريم فزيد صفة. عفوا فزيد موصوف. وكريم صفة وقد اسندت اليه الكرم لان هذا خبر هذا مبتدأ اسندت اليه الكرم وهذه هي النسبة. قد تكون النسبة مثبتة وقد تكون منفية - 00:05:21
اقول ليس زيد كريما فتكون النسبة النفي. يقول نفيت النسبة. نرجع الى بعد هذا الى النوع الثالث من الكناية. قلنا كناية عن صفة ستر فيها الكرم مثلا في زيدون لا يغلق بابه - 00:05:41
اي عن موصوف آآ كما في وحملناه على ذاته الوحي هو دسر وكناية عن نسبة نذكر الصفة والموصوف ولكن لا نسند احدهم ما الى الاخر فاقول لك اذا جاء زيد في المجلس جاء العلم والادب. هذا يعني - 00:06:01
لان زيدا عالم ذو ادب. ولو قلت زيد عالم فهذا تصريح ليس فيه اخفاء ذو ادب كذلك. فاذا قلت اذا جاء زيد جاء العلم والادب فقد سترت علاقة بين زيد والعلم والادب مع انني ذكرت العلم والادب وذكرت زيدا فذكرت الصفة والموصوف وسترت واه - 00:06:21
اخفيت النسبة. في هذا القدر كفاية ان شاء الله وبه ينتهي الكلام على علم البيان. اسأل الله العون المدد والتوفيق للجميع وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين - 00:06:51
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين. وعلى اله وصحبه اجمعين نحن في الدرس الخامس والاربعين من شرح نظم زبدة البلاغة. وهو قوله وجاز قصد الاصل في الكناية - 00:00:01
عن صفة الموصوف نوع النسبة. وهذا البيت يتكلم عن الكناية. وهو متعلق بالبيت السابق. ففي اخر البيت السابق منع اصل هذين اقتفي قلنا ان الحديث هناك عن امتناع المعنى الاصلي في المجاز فنحمل - 00:00:21
على المجاز وهذا يقودنا الى الحديث عن الكناية فان الكناية يجوز فيها ان يراد المعنى الاصلي وهذا هو الفرق الجوهري بين المجاز والكناية. ففي الكناية او لنقل في المجاز يمتنع المعنى الاصلي ونحمل على معنى اخر - 00:00:41
اخر لازم له. وفي كناية نحمل الكلام على معنى اخر لازم لللفظ ولكن المعنى الاصلي جائز. وبالمثال يتضح المقال اذا قلت زيد لا يغلق بابه فاطلب منه ما شئت. انا اقصد انه كريم - 00:01:01
ولكنني اتيت بهذا الاسلوب للتدليل على صدقي لو قلت له زيد كريم فاطلب منه قد تتوهم انني اظنه كريما وليس هناك دليل على كرمه. فاذا قلت زيد لا يغلق بابه فاطلب منه - 00:01:31
فانني اتيت بالدليل على كرمه مع الاشارة الى كرمه ولاحظ ان الكرم هو المقصود ولكن انا الاصلي وهو عدم اغلاق الباب غير ممتنع عقلا فيمكن لرجل كريم ان يفتح بابه ويظل بابه مفتوحا ليدخل - 00:01:51
الطلاب والسائلون. والاضياف ونحوهم. ولذلك قال هنا وجاز قصد الاصل في الكناية في المجاز يمتنع المعنى الاصلي. في الكناية يجوز لا يجب ولكن يجوز قصد الاصل في الكناية. ثم اشار في الشطر الثاني الى انواع الكناية. وهنا نلاحظ ان الكناية في اللغة تأتي بمعنى الستر - 00:02:11
والكناية التي نتكلم عنها عند البلاغيين فيها ستر. اذ فيها اخفاء لشيء. واظهار لشيء ليس هو المقصود وانما ذلك المخفي هو المقصود. فمثلا كما مر معنا زيد لا يغلق بابه. المقصود الكرم وقد اخفيت صفة - 00:02:41
الكرم واتيت بشيء يدل عليها. وهو انه لا يغلق بابه فسترت الصفة التي هي الكرم فهذه تسمى كناية عن صفة. وهي احد اقسام الكناية باعتبار عنه المستور. اما اذا سترت اما الحالة الثانية فهي ان استر الموصوف - 00:03:01
كما قال سبحانه وتعالى وحملناه على ذات الواح ودسر. اي حملناه على سفينة كما ذكر في ايات متعددة الفلك والسفينة التي اه ركبها نوح ومن امن معه. فقال هنا في سورة القمر وحملناه على ذات الواح ودسر لم يصرح - 00:03:31
ولاحظ ان الكناية ستر والتصريح اظهار. فعكس الكناية التصريح لم يصرح باسم باسم السفينة وانما اتى بوصفها فستر الموصوف وهو السفينة واتى بصفتها وهي انها ذات الواح ودسر لنكتة لطيفة - 00:04:01
وهي اظهار ان نجاة فرعون ان نجاة استغفر الله ان نجاة نوح عليه الصلاة والسلام ومن معه ليست لقوة السفينة فالسفينة انما هي الواح ودسر اي مسامير. فكيف تكون سببا للنجاة؟ وانما - 00:04:21
ما كانت سببا للنجاة لما جاء بعد ذلك قالوا وحملناه على ذات الواح ودسر تجري باعيننا. فلانها جرت برعاية من الله وحفظ نجا آآ من فيها والا فما تغني الالواح والدسر عن طوفان - 00:04:41
كان يجري بهم في موج كالجبال. وهنا نوع ثالث اخير ختم به قال اوعى النسبة قلنا هناك كناية عن صفة وهناك كناية عن موصوف وبقيت الكناية عن النسبة. اذ الكلام صفة - 00:05:01
صوف ونسبة اذا قلت زيد كريم فزيد صفة. عفوا فزيد موصوف. وكريم صفة وقد اسندت اليه الكرم لان هذا خبر هذا مبتدأ اسندت اليه الكرم وهذه هي النسبة. قد تكون النسبة مثبتة وقد تكون منفية - 00:05:21
اقول ليس زيد كريما فتكون النسبة النفي. يقول نفيت النسبة. نرجع الى بعد هذا الى النوع الثالث من الكناية. قلنا كناية عن صفة ستر فيها الكرم مثلا في زيدون لا يغلق بابه - 00:05:41
اي عن موصوف آآ كما في وحملناه على ذاته الوحي هو دسر وكناية عن نسبة نذكر الصفة والموصوف ولكن لا نسند احدهم ما الى الاخر فاقول لك اذا جاء زيد في المجلس جاء العلم والادب. هذا يعني - 00:06:01
لان زيدا عالم ذو ادب. ولو قلت زيد عالم فهذا تصريح ليس فيه اخفاء ذو ادب كذلك. فاذا قلت اذا جاء زيد جاء العلم والادب فقد سترت علاقة بين زيد والعلم والادب مع انني ذكرت العلم والادب وذكرت زيدا فذكرت الصفة والموصوف وسترت واه - 00:06:21
اخفيت النسبة. في هذا القدر كفاية ان شاء الله وبه ينتهي الكلام على علم البيان. اسأل الله العون المدد والتوفيق للجميع وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين - 00:06:51
شرح نظم زبدة البلاغة لناظمه الشيخ محمد نصيف