تفسير سورة البقرة

45- تفسير سورة البقرة - فضيلة الشيخ أ د سامي بن محمد الصقير- 25 ربيع الأول 1444 هـ

سامي بن محمد الصقير

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم واذ نجيناكم من ال فرعون يسمونكم سوء العذاب. يذبحون ابناءكم ويستحيون نسائكم. وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم. واذ فرقنا بكم البحر فانجيناكم واغرقنا ال فرعون وانتم تنظرون. واذ - 00:00:00ضَ

موسى اربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وانتم ظالمون. ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لكم تشكرون واذ اتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله - 00:00:24ضَ

وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد يقول الله عز وجل واذ انجيناكم من ال فرعون يسومونكم سوء العذاب هذا ايضا من النعم التي انعم الله تعالى بها على بني اسرائيل ليشكروه وهو ان جاءهم من ال فرعون - 00:00:45ضَ

قوله تبارك وتعالى واذ نجيناكم اي واذكروا اذ نجيناكم اي انقذناكم وخلصناكم من ال فرعون وقوله من ال فرعون اي من فرعون وملأه وجنوده وجنوده وفرعون اسم او لقب لكل من ملك مصر - 00:01:10ضَ

وفي العون المذكور هنا هو ملك مصر الذي ادعى الربوبية والالوهية في عهد موسى عليه الصلاة والسلام يقول يسومونكم سوء العذاب الجملة هنا حالية اي حال كونهم يسومونكم سوء العذاب - 00:01:37ضَ

ويجوز ان تكون مستأنفة اي وكانوا يسومونكم سوء العذاب. اي اي يذيقوكم اي يذيقونكم الوان العذاب. واصناف العذاب وقول سوء العذاب سوء العذاب اشده وافظعه واقبحه ثم بين سبحانه وتعالى هذا العذاب او هذا السوء سوء العذاب بقوله يذبحون ابناءكم - 00:02:00ضَ

نساءكم هذا بيان وتفسير لقوله يسومونكم سوء العذاب جعلنا قائدا قال ما هو سوء العذاب؟ فقال عز وجل يذبحون ابناءكم ويستحيون نساءكم وفي سورة ابراهيم قال الله عز وجل يسومونكم سوء العذاب ويذبحون ابنائكم ويستحيون نسائكم - 00:02:34ضَ

بالواو العاطفة فيكون عطفا للخاص على العام. يكون من باب عطف الخاص على العام وقول يذبحون. يذبحون بالتشديد للمبالغة في كثرة من يذبحونه من بني اسرائيل ولشدة ذبحهم. فالمبالغة هنا في قول يذبحون مبالغة في كثرة القتل. ومبالغة في صفة القتل وشناعته - 00:03:01ضَ

وفي سورة الاعراف قال الله عز وجل يقتلون ابناءكم هنا وفي سورة ابراهيم قال يذبحون وفي سورة الاعراف قال يقتلون والتقتيل المبالغة في القتل وكثرته والجمع بينهما يعني بين الايتين ان يقال انهم يذبحون بعضهم ويقتلون بعضهم. يعني ان بعض بني اسرائيل منهم - 00:03:33ضَ

ومن يذبح ومنهم من يقتل وقوله يذبحون ابناءكم المراد بالابناء هنا اطفال بني اسرائيل فكانوا يقتلون ابناءهم استئصالا لنسلهم. خوفا من تكاثرهم ونموهم وقيل ان المراد بالابناء هنا الرجال يعني يقتلون ابناءكم يعني رجالكم لانه في مقابل النساء - 00:04:00ضَ

قال ويستحيون نساءكم يستعملون نسائكم ان يستبقون النساء ويستعبدوهن يستعبدونهن بضعفهم فبنو فبنو اسرائيل بين مقتول ومذبوح ومستبقا مستعبد ذليل هكذا كان ال فرعون يصومونهم هذا العذاب ولهذا هو بنفسه في العون امرهم بذلك. حيث قال اقتلوا ابناء الذين امنوا معه واستحيوا نساءهم - 00:04:35ضَ

فهذا التقتيل وهذا الاستحياء لم يكن يعني لم يكن فعلا مجردا من جنود فرعون وانما كان بامر فاذا قال قائل ما الدليل على انه كان بامره؟ قلنا الدليل قول الله عز وجل انه قال اقتلوا ابناء الذين امنوا معه - 00:05:13ضَ

واستحيوا نساءهم بل قال فئة اخرى سنقتل ابناءهم ونستحيي نساءهم وانا فوقهم قاهرون وهذا التقتيل وهذا التقتيل هل هو بعد بعثة موسى عليه الصلاة والسلام او انه قبل ذلك اي هل ما كان اي هل ما فعله فرعون ببني اسرائيل من تقتيل ابنائهم واستحياء نسائهم - 00:05:34ضَ

هل كان ذلك قبل بعثة موسى او انه بعده قال بعض العلماء ان ذلك كان بعد بعثة موسى وقبل ولادته بان فرعون رأى رؤيا رأى رؤيا ان زوال ملكه سيكون على يد رجل من بني اسرائيل - 00:06:06ضَ

وقيل انه وقيل ان الكهنة هم الذين اخبروه بذلك. وان زوال ملكه سيكون سيكون عن طريق او على يد رجل من بني اسرائيل فكان يقتل ابناءهم ويستحيي نساءهم ولا مانع من ان يكون هذا الايذاء من فرعون - 00:06:29ضَ

قبل وبعد لا مانع ان يكون ايذاءه لبني اسرائيل وتقتيله لبني اسرائيل قبل بعثة موسى وبعد ذلك ويدلك على هذا اعني ان تعذيبه لبني اسرائيل كان قبل بعثة موسى وبعد ذلك ان قوم موسى عليه - 00:06:55ضَ

الصلاة والسلام قالوا له قالوا اوذينا من قبل ان تأتينا ها ومن بعد ما جئتنا يقول يقول الله عز وجل وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم. البلاء والابتلاء هو الامتحان والاختبار - 00:07:16ضَ

البلاء والابتلاء هو الامتحان والاختبار والابتلاء والبلاء قد يكون في الخير وقد يكون في الشر كما كما قال الله عز وجل ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون وقال عز وجل ايضا وبلوناهم ها بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون - 00:07:37ضَ

وقول وفي داركم بلاء من ربكم عظيم. ذلكم هذا راجع الى انجائهم من فرعون وقومه. يعني وفي انجائكم من فرعون وقومه بلاء من ربكم عظيم. يعني امتحان لكم واختبار لتشكروا - 00:08:04ضَ

الله عز وجل وتقوم بطاعته فهو عائد على جميع ما تقدم من انجائهم من فرعون وعذابه ومن كونه يسومه ومن كونه يصومه سوء العذاب يعني انه انجاهم من الغرق كما سيأتي. وايضا انجاهم من عذاب فرعون من عذاب فرعون - 00:08:22ضَ

قومك طيب اذا وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم. قلنا البلاء هو الامتحان والاختبار. ثم قال عز وجل واذ فرقنا البحر فانجيناكم واغرقنا ال فرعون وانتم تنظرون اذ فرقنا اذ هنا بمعنى اذ فرقنا اي اذكروا اذ فرقنا - 00:08:48ضَ

فهي معطوفة على الاية السابقة وهي قوله واذ نجيناكم. اي واذكروا حين فرقنا بكم البحر ومعنا فرقنا اي فلقناه وفصلنا بعضه عن بعض وجعلنا وجعلنا بينهما طريقا لاجل ان تعبروه الى الشاطئ - 00:09:14ضَ

وقول وعيد الفراقنة بكم الباء هنا يحتمل ان تكون للملابسة ويحتمل ان تكون للسببية الباء في قوله واذ فرقنا بكم البحر يحتمل ان تكون للملابسة. اي جعلنا فرقه ملابسا لدخولكم - 00:09:39ضَ

يعني حال دخولكم ويجوز ان تكون للسببية اي جعلنا فرقه لاجلكم او لسببكم وقول فرقنا بكم البحر المراد بالبحر هنا بحر القلزم وهو المعروف الان بالبحر ايش في البحر الاحمر - 00:10:07ضَ

قال فانجيناكم واغرقنا ال فرعون انجيناكم اي انقذناكم وخلصناكم من الغرق واغرقنا ال فرعون. اي اغرقنا فرعون وقومه وجنوده وانتم تنظرون. الجملة هنا حالية اي والحال انكم تنظرون اليهم وهم - 00:10:28ضَ

يغرقون وهذا من حكمة الله عز وجل انهم ينظرون اليهم وهم يغرقون ليكون ذلك اشفى لقلوبهم وابلغ في اهانة عدوهم ولهذا قال الله عز وجل ولقد اوحينا الى موسى ان اسلب عبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا. لا تخافوا دركا ولا - 00:10:51ضَ

وقال تبارك وتعالى ايضا فاوحينا الى موسى ان يضرب بي عصاك البحر فانفلق فكان كل كل فرق كالطود العظيم. اذا وانتم ينظرون نقول الحكمة من نظر بني اسرائيل بغرق فرعون انه ماذا - 00:11:17ضَ

انه ابلغ في التشفي والانتقام. وذلك انه لما خرج موسى عليه الصلاة والسلام لما خرج موسى عليه الصلاة والسلام ومعه بنو اسرائيل بامر الله. فرارا من فرعون ومن قومه وما - 00:11:38ضَ

يفعلونه من من العذاب والنتان توجهوا نحو البحر فتبعهم فرعون بجنوده فاوحى الله عز وجل الى موسى حينئذ ان اظرب بعصاك البحر فضرب البحر بعصاه فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم - 00:11:57ضَ

اي كل فرق من البحر كالجبل العظيم. وصار ما بينهما طريقا يبسا يمشون يمشون فيه فلما تكاملوا يتكامل موسى ومن معه خارجين من البحر دخل فرعون وقومه. دخل فرعون وقومه يظنون ان - 00:12:22ضَ

هذا انه طريق ليعبروا كما عبر موسى ومن معه فلما تكاملوا داخلين في البحر امر الله تعالى البحر فانطبق عليهم فغرقوا جميعا وهذا من اية الله عز وجل الدالة على كمال قدرته - 00:12:43ضَ

وهو ايضا من ايات من وهو ايضا من الايات التي اتاها الله عز وجل بموسى كما قال عز وجل ولقد اتينا موسى تسعة ايات ثم قال عز وجل واذ واعدنا موسى اربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وانتم ظالمون. ثم عفونا - 00:13:05ضَ

عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون هذا ايضا فيه تذكير من الله عز وجل لبني اسرائيل بوعده لموسى اربعين ليلة. لاجل ان ينزل عليه التوراة التي تتضمن النعم العظيمة عظيمة - 00:13:27ضَ

وكان هذا يعني وكان مواعدة الله عز وجل لموسى عليه الصلاة والسلام كان ذلك بعد اغراق فرعون بني اسرائيل ولهذا قال واذ واعدنا موسى اربعين ليلة اي واذكروا اذ واعدنا موسى - 00:13:49ضَ

اربعين ليلة وقد وعده الله عز وجل في اول الامر ثلاثين ليلة ثم اتمها بعشر فكانت كم اربعين ليلة كما قال عز وجل وواعدنا موسى ثلاثين ليلة ها واتممناها بعشر فتم ميقات ربه - 00:14:09ضَ

اربعين ليلة قال ثم اتخذتم العجل من بعده وانتم ظالمون. ثم اتخذتم العجل مفعول اول اتخذ والمفعول الثاني محذوف والتقدير ثم اتخذتم العجل الها ومعبودا وهذا فيه انكار وتوبيخ وتقريع لهم. كيف جعلتم وصيرتم هذا العجل اله - 00:14:31ضَ

تعبدونه من دون الله عز وجل وقوله سبحانه وتعالى ثم اتخذتم العجل العجل في الاصل هو ولد البقرة هذا هو الاصل العجل ولد البقرة لكن المراد به في الاية تمثال من ذهب - 00:15:00ضَ

على هيئة العجل تمثال من ذهب على هيئة العجل نحته وصنعه السامري. في غيبة موسى عليه الصلاة والسلام وقال لبني اسرائيل هذا الهكم واله موسى فنسي يعني ان اي ان موسى ظل ان يهتدي الى هذا الاله وقد اهتديت اليه - 00:15:20ضَ

ولهذا قال الله عز وجل واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار. الم يروا انه لا ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين غيبقى ثم اتخذتم العجل من بعده. يعني من بعدي - 00:15:46ضَ

ماذا؟ حياك موسى. ها؟ من بعد ذهاب موسى. وانتم ظالمون. الجملة حالية يعني والحال انكم ظالمون بعبادتكم العجل من دون الله عز وجل وقوله وانتم ظالمون انما قال سبحانه وتعالى ظالمون. لان الشرك - 00:16:06ضَ

اعظم الظلم. اعظم الظلم فاعظم الظلم هو الشرك بالله تعالى كما قال الله عز وجل ان الشرك لظلم عظيم وقال عز وجل والكافرون ها هم الظالمون وسئل النبي صلى الله عليه وسلم اي الذنب اعظم؟ قال ان تجعل لله ندا وهو خلقك. اذا وانتم ظالمون ايظا - 00:16:26ضَ

قادمون لانفسكم لانكم عرظتموها لعذاب الله والخلود في نار جهنم لان من اشرك بالله تعالى عبد غيره واتخذ غيره الها فانه مشرك شركا اكبر يكون صاحبه مخلدا في النار والعياذ بالله. ولهذا - 00:16:51ضَ

قال الله تعالى انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار قال سبحانه وتعالى ثم عفونا عنكم العفو هو التجاوز وعدم المؤاخذة بالذنب - 00:17:14ضَ

هذا العفو العفو والتجاوز وعدم المؤاخذة بالذنب بان يسقط الانسان شيئا من حقه او يتسامح في بعض ثم عفونا عنكم من بعد ذلك من بعد ذلك اشارة الى ان العفو حصل حينما تابوا الى الله عز وجل - 00:17:34ضَ

وقتلوا انفسهم لما حصل منهم عبادة العجل. قال ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون اجل ان تشكر الله عز وجل على ما انعم به عليكم من النعم التي منها ان جاءكم من ال فرعون اخراجكم من البحر - 00:17:55ضَ

ايضا اه انه عفا عنكم وتاب عليكم بعد عبادتكم العجل والشكر هو القيام بطاعة المنعم القيام بطاعة المنعم فمعنى لعلكم تشكرون اي تقومون بطاعة الله عز وجل في قلوبكم والسنتكم وجوارحكم - 00:18:23ضَ

الشكر متعلقه بالقلب واللسان والجوارح فهمتم؟ الشكر يكون بالقلب واللسان والجوارح ولهذا قال الشاعر افادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ولساني والظمير المحجب افادتكم النعماء مني ثلاثة يدي. هذي الجوارح ولساني هذا اللسان والظمير المحجبة ما هو - 00:18:46ضَ

القلب فشكر الله عز وجل يكون بالقلب. وذلك بان تعتقد ان الله تعالى هو الذي اسدى اليك هذه النعمة وانعم بك وانعم بها عليك يكون ايضا شكر الله تعالى باللسان. وذلك بالثناء عليه بما يستحقه وما هو اهله - 00:19:18ضَ

يكون شكر الله تعالى ايضا بالجوارح. بالجوارح وذلك بامرين. الامر الاول ان تري الله تعالى اثر هذه النعمة التي انعم بها عليك وثانيا ان تستعملها في طاعة الله فإذا انعم الله عز وجل عليك بنعمة المال فاشكروا الله بجوارحك - 00:19:39ضَ

اولا ان تري الله اثر هذه النعمة بان توسع على نفسك وعلى عيالك باللباس الجميل الحسن فان الله تعالى جميل يحب الجمال ايضا ان تستعمل هذا المال في طاعة الله. فتستعين به على طاعة الله. لا ان تستعين به على معصية الله - 00:20:04ضَ

اذا الشكر يكون بالقلب واللسان والجوارح. نعم. ويأتي ان شاء الله الكلام على الفوائد والله اعلم نحو خطاب لبني اسرائيل الخطاب لبني اسرائيل لكن الخطاب لبني اسرائيل خطاب للجميع العبرة العبرة بعموم اللفظة بخصوص لكن في الاية - 00:20:28ضَ

اتأمرون الناس بالبر؟ سياق الاية يدل على ان الخطاب موجه لمن لبني اسرائيل لكن كل من كل من يعني آآ اتصف بهذا الوصف يدخل فيهم الذي يأمر الناس بالبر يقول مثلا افعل كذا وهو لا يفعل داخل في الاية - 00:21:09ضَ

كما قال عز وجل لما تقولون ماذا تفعلون - 00:21:30ضَ