شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي - الشيخ د ناصر العقل

47 شرح العقيدة الطحاوية ( منشأ الضلال من التسوية بين المشيئة والإرادة ) - د ناصر العقل

ناصر العقل

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى اله رضي الله عن صحابته والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين - 00:00:00ضَ

وصلنا الى ثلاث مئة واربعة وعشرين المقطع الاخير. نعم. قال المؤلف رحمه الله تعالى وقد دل على الفرق بين الماشية والمحبة الكتاب والسنة والفطرة الصحيحة. اما نصوص الماشيات والارادة من الكتاب فقد تقدم ذكر بعضها. واما نصوص - 00:00:20ضَ

المحبة والرضا فقال تعالى والله لا يحب الفساد. ولا يرضى لعباده الكفر. وقال تعالى عقب ما نهى عنه من الشرك والظلم والفواحش والكبر. كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها - 00:00:44ضَ

وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله كره لكم ثلاثا قيل وقال وكثرة السؤال واضاعة المال. وفي المسند ان الله يحب ان يؤخذ برخصه كما يكره ان تؤتى معصيته - 00:01:04ضَ

في هذه الايات والاحاديث تفريق بين المشيئة العامة وبين المحبة والرضا وما يتفرع عنه. فاولا كون الله عز وجل لا يحب الفساد كما في الاية الاولى لا يعني ذلك ان الله لم يقدره ولم يشاءه كونا - 00:01:24ضَ

فان الله عز وجل قدر كل شيء وشاءه كونا لكنه لا يحبه شرعا وقوله عز وجل والله لا يحب الفساد بمعنى لا يريده شرعا لا يحبه شرعا. اما كونه قدره فهذا امر ضروري - 00:01:47ضَ

لانه لا يحصل شيء في الكون الا بقدر الله عز وجل وبعلمه كذلك قولي لا يرضى لعباده الكفر الكفر لا يرضاه الله بمعنى لا يرضاه شرعا ولا يحبك لكن لا يعني ذلك انه لم يقدره كون ولم يشاؤه لم يعلمه. بل علمه وكتبه وقدره وشاء سبحانه - 00:02:08ضَ

لكن الابتلاء لا يتحقق الا بمثل هذه الامور وكذلك ما بعده. وقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث ان الله كره لكم ثلاثا بمعنى كره ذلك شرعا لكنه علمه وقدره وشاء - 00:02:31ضَ

انما قدره على العباد ابتلاء وكذلك في محبة الله عز وجل للرخص وكراهية المعاصي فان الله عز وجل يحب ذلك شرعا وكان قدره وشاءه وكذلك يكره المعاصي شرعا ولا يريدها من العباد ونهاهم عنها لكنه علمها وشاءها وقدرها كونا - 00:02:51ضَ

اذا فلا تلازم الخلاصة انه لا تلازم بين المشيئة والمحبة ولا بين المشيئة والرضا ولا بين المشيئة مرادفات هذه الكلمات من الامور التي تدل على ان الله عز وجل قد يحب من عباده شيئا ويرضاه لكم لكن لا يفعلون. او لا يفعله فريق منهم - 00:03:21ضَ

وان كان قدره وشاء اقول لا تلازم بين المشيئة والقدر والقدرة العامة او التقدير العام. وبين الرضا والمحبة كان من دعائه صلى الله عليه وسلم اللهم اني اعوذ برضاك من سخطك واعوذ بمعافاتك من عقوق - 00:03:51ضَ

عقوبتك واعوذ بك منك. فتأمل ذكر استعادته بصفة الرضا من صفة من صفة السخط وبفعل المعافاة من فعل العقوبة. فالاول للشفاء والثاني لاثرها المرتب عليه ثم ربط ذلك كله بذاته سبحانه - 00:04:16ضَ

وان ذلك كله راجع اليه وحده لا الى غيره. فما اعوذ منه واقع بمشيئتك وارادتك وما اعوذ به من رضاك ومعافاتك هو بمشيئتك وارادتك. ان شئت ان ترضى عن عبدك وتعافيه. وان شئت ان تغضب عليه وتعاقبه. فاعادتي مما اكره - 00:04:42ضَ

ومنعه ان يحل بي هي بمشيئتك ايضا. فالمحبوب والمكروه كله بقضائك ومشيئتك. فعياذي بك منك. فعياذي بحولك وقوتك ورحمتك. مما كونوا بحولك وقوتك وعدلك وحكمتك. فلا استعيذ بغيرك من غيرك. ولا استعيذ - 00:05:12ضَ

بك من شيء صادر عن غير مشيئتك بل هو منك. فلا يعلم ما في هذه الكلمات من التوحيد والمعارف والعبودية. الا الراسخون في العلم بالله ومعرفته ومعرفة عبوديته فان قيل كيف يريد الله امرا ولا يرضاه ولا يحبه. وكيف يشاؤه ويكونه - 00:05:42ضَ

كيف يجتمع ارادته له وبغضه وكراهته. قيل هذا السؤال هو الذي افترق الناس فرقا وتباينت طرقهم واقوالهم. فاعلم ان المراد نوعان مراد لنفسه مراد لغيره. المراد لنفسه الشفاء من المرض على سبيل المثال - 00:06:14ضَ

والمراد لغيره كالعلاج الذي هو وسيلة الى الشفاء المراد نوعان نوع مراد لنفسه بذاته وهو الشفاء مثلا في مسألة المرض الشفاء من المرض مراد لنفسه وهناك مراد لغيره وهو الدواء. الدواء قد لا يكون لذاته مقصود. انما المقصود به الوصول الى غاية اخرى وهو الشفاء - 00:06:42ضَ

نعم المراد لنفسه مطلوب محبوب لذاته وما فيه من الخير. فهو مراد ارادة الغايات والمقاصد والمراد لغيره قد لا يكون مقصودا للمريد وللمريد ولا فيه مصلحة له بالنظر الى ذاته. وان كان وسيلة الى مقصوده ومراده. فهو مكروه له من - 00:07:07ضَ

من حيث نفسه وذاته. مراد له من حيث افضاؤه وايصاله الى مراده. فيجتمع فيه الامران بغضه وارادته ولا يتنافيان الاختلاف متعلقه لاختلاف متعلق متعلقهما متعلقهما وهذا كالدواء الكريم. اذا علم - 00:07:38ضَ

له ان فيه شفاءه وقطع العضو المتآكل اذا علم ان في قطعه بقاء جسده قطع المسافة الشاقة اذا علم انها توصل الى مراده ومحبوبه. بل العاقل يكتفي في ايثار هذا - 00:08:08ضَ

مكروه وارادته بالظن الغالب. وان خفيت عنه عاقبته. فكيف بمن لا يخفى عليه خافية فهو سبحانه يكره الشيء ولا ينافي ذلك ارادته لاجل غيره. وكونه سببا الى ان هو احب اليه من فوته. من ذلك انه خلق ابليس الذي هو مادة لفساد - 00:08:28ضَ

الاديان والاعمال والاعتقادات والارادات. وهو سبب لشقاوة كثير من العباد. وعملهم بما يغضب الرب تبارك وتعالى. وهو الساعي في وقوع خلاف ما يحبه الله ويرضاه. ومع هذا فهو وسيلة الى محاب كثيرة للرب تعالى ترتبت على خلقه. ووجودها احب اليه - 00:08:58ضَ

من عدمها منها ان ان تظهر انه تظهر للعباد قدرة الرب تعالى خلق المتضادات المتقابلات. فخلق هذه الذات التي هي اخبث فخلق هذه الذات التي هي اخبث الذوات وشرها. وهي سبب كل شر في مقابلة ذات - 00:09:28ضَ

جبريل التي هي من اشرف الذوات واطهرها وازكاها. وهي مادة كل خير، فتبارك خالق وهذا وهذا كما ظهرت قدرته في خلق الليل والنهار والداء والدواء والحياة والموت والحسن القبيح والخير والشر. وذلك من اذل دليل على كمال قدرته وعزته وملكه وسلطانه - 00:09:58ضَ

فانه خلق هذه المتضادات وقابل بعضها ببعض. وجعلها محل تصرفه وتدبيره فخلو الوجود عن بعضها بالكلية تعطيل لحكمته وكمال تصرفه وتدبير مملكته ومنها ظهور اثار اسمائه القهرية. مثل القهار والمنتقم والعدل والضار. والشديد العقاب - 00:10:28ضَ

سريع الحساب وللبطش الشديد والخافض والمذل. فان هذه الاسماء والافعال كمال لا بد من وجود متعلقها ولو كان الجن والانس على طبيعة الملائكة لم يظهر اثر هذه الاسماء يعني بذلك انه لا تتحقق هذه المعاني الا بوجود ابتلاء الخلق بالخير والشر - 00:10:58ضَ

وهذا لحكمة والله عز وجل يفعل في خلقه ما يشاء وهو فعال لما يريد. وما فعله الله عز وجل كله خير وحكمة لكن لا يتبين ذلك الا بضله. اذا فكما شهر الشارح خلق الله عز وجل الشر - 00:11:25ضَ

ومن ذلك ابليس لهذه الحكمة وانه لا تظهر اثار اسماء الله عز وجل القهرية الا بمثل هذا الابتلاء وبمثل هذه الفتنة التي ابتلى الله بها العباد ولذلك جعل الله الشر والخير فتنة - 00:11:44ضَ

وابتلاء للخلق. نعم ومنها ظهور اثار اسمائه المتضمنة لحلمه وعفوه ومغفرته وشتمه. وتجاوزه عن حقه وعتقه لمن شاء من عبيده. فلولا خلق ما يكرهه من الاسباب المفضية الى ظهور اثار هذه - 00:12:04ضَ

الاسماء لتعطلت هذه الحكم والفوائد. وقد اشار النبي صلى الله عليه وسلم الى هذا بقوله لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون ويستغفرون فيغفر لهم. ومنها ظهور اثار - 00:12:28ضَ

الحكمة والخبرة فانه الحكيم الخبير. الذي يضع الاشياء مواضعها وينزلها منازلها لائقة بها فلا يضع الشيء في غير موضعه. ولا ينزله في غير منزلته التي يقتضيها كمال وحكمته وخبرته. فهو اعلم حيث يجعل رسالاته. واعلم بمن يصلح لقبولها. ويشكر - 00:12:48ضَ

على انتهائها اليه. واعلم بمن لا يصلح لذلك فلولا فلو قدر عدم فلو قدر عدم الاسباب المكروهة لتعطلت حكم كثيرة. ولفاتت مصالح ولو عطلت تلك الاسباب لما فيها من الشر لتعطل الخير الذي هو اعظم من الشر الذي في تلك الاسباب - 00:13:18ضَ

وهذا كالشمس والمطر والرياح التي فيها من المصالح ما هو اضعاف اضعاف ما يحصل بها من الشر ومنها حصول يعني الخير المحض لا يحصل به حقيقة الابتلاء التكليف ولا معنى الجزاء ولا معنى الوعد والوعيد - 00:13:47ضَ

ولا تظهر فيه للعباد معاني الحكمة ومعاني الرحمة ومعاني القوة والجبروت وغير ذلك فكان في خلق المتضادات ومن ذلك الخير والشر. وفيما يترتب على ذلك من الجزاء العباد في الدنيا والاخرة. ظهور معاني - 00:14:11ضَ

معاني الحكمة وحقيقة الابتلاء ونحو ذلك مما هو معلوم لدى العقلاء. نعم ومنها حصول العبودية المتنوعة. التي لولا خلق ابليس لما حصلت فان عبودية الجهاد من احب انواع العبودية اليه سبحانه. ولو ولو كان الناس كلهم مؤمنين له - 00:14:33ضَ

تعطلت هذه العبودية وتوابعها من الموالاة لله سبحانه وتعالى. والمعاداة فيه وعبودية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وعبودية الصبر ومخالفة الهوى وايثار محاب الله الله تعالى وعبودية التوبة والاستغفار وعبودية الاستعاذة بالله ان يجيره من عدوه - 00:14:58ضَ

ويعصمه من كيده واذاه الى غير ذلك من الحكم التي تعجز العقول عن ادراكها فان قيل فهل كان يمكن وجود تلك الحكم بدون هذه الاسباب؟ فهذا سؤال فاسد. وهو فرض - 00:15:29ضَ

جود وهو فرض وجود الملزوم بدون لازمه. كفرض وجود الابن بدون الاب والحركة بدون متحرك والتوبة بدون التائب. فان قيل فاذا كانت هذه الاسباب مرادة لما تفظي اليه من الحكم - 00:15:50ضَ

فهل تكون مرضية محبوبة من هذا الوجه؟ ام هي مسخوطة من جميع الوجوه قيل هذا السؤال يرد على وجهين احدهما من جهة الرب تعالى وهل يكون محبا لها من جهة - 00:16:12ضَ

افظائها الى محبوبه. وان كان يبغظها لذاتها. والثاني من جهة العبد. وهو انه هل يصوغ له الرضا بها من تلك الجهة ايضا؟ فهذا سؤال له شأن اعلم ان الشر كله يرجع الى العدم. اعني عدم الخير واسبابه المفضية اليه. وهو - 00:16:30ضَ

من هذه الجهة شرق. واما من جهة وجوده المحض فلا شر فيه. مثاله ان النفوس الشريرة وجودها خير من حيث هي موجودة وانما حصل وانما حصل لها الشر بقطع مادة الخير عنها. فانها خلقت في الاصل متحركة - 00:16:58ضَ

فان اعينت بالعلم والهام الخير تحركت به. وان تركت تحركت بطبعها الى خلافه وحركتها من حيث هي حركة خير. وانما تكون شرا بالاضافة لا من حيث هي حركة والشر كله ظلم. وهو وضع الشيء في غير محله. فلو وضع في موضعه لم يكن شرا - 00:17:23ضَ

فعلم ان جهة الشر فيه نسبية اضافية. ولهذا كانت العقوبات الموضوعة في محلها خير الشر شر شر باثاره يعني ان الشر شر باثار وبثماره وبنتائجه والعقوبة عليه يعني اه الشر من حيث ان الله عز وجل قدره ليس شر محض لكن لما انبنى الشر على فعل المكلفين - 00:17:52ضَ

ناتجا عن تصرفاتهم او كان الشر ايضا ناتج عن اسباب بذلوها فوقع الشر منهم او عليهم وعلى غيرهم صار شر بهذه اما مجرد مجرد خلقه وكونه وجد فليس هذا شر محض - 00:18:24ضَ

فابليس مسلا لذاته ليس هو شر لذاته انما هو شر حينما عصى الله عز وجل. اما خلقه ووجوده وذاته هو خلق من خلق الله ما جاء الا لحكمة لكنه لما عصى الله عز وجل وقع الشر من فعله. فصار خبيث بذاته وبافعاله - 00:18:45ضَ

وكذا الكافر الكافر لذاته خلق من خلق الله. ليس وجود الكافر شر محض بذاته انما صار شر بما عمله حينما كلف وامر فلم يأتمر ولم المقتضى التكليف فصار الشر مضاف اليه بافعاله - 00:19:05ضَ

فصار بذاته وبوجوده وبافعاله وتصرفاته شر بعد ان نتج عنه الشر ولذا يعني الانسان غير المكلف يعني حتى من ابناء الكفار الذي الذي يعيش بين ظهرانيهم ليس هو شر لذاته او شره كشر الكافر المكلف - 00:19:28ضَ

المجنون وغير المميز لا يكون شره الا عندما يكلف عندما يكلف يكون منه الشر ويحاسب على ذلك فاذا ليس وجود الشر او ليس الحكم على الشر بالشرية او الفساد لذاته ولذات وجوده. انما لما ينتج عنه - 00:19:53ضَ

نعم ولهذا كانت العقوبات الموضوعة في محلها خيرا في نفسها. وان كانت شرا بالنسبة الى المحل الذي حلت به لما احدثت فيه من من الالم الذي كانت الطبيعة قابلة لضده من اللذة - 00:20:18ضَ

مستعدة له. فصار ذلك الالم شرا بالنسبة اليها. وهو خير بالنسبة الى الفاعل. حيث وضعه في موضعه. هذا مثل الحدود الحدود اقامتها خير. والذي يقيم الحدود فعل خيرا لكنها بالنسبة لمن حدثت له قد تكون شر بمعنى ان هذا - 00:20:39ضَ

الذي تقطع يده قطع اليد بذاته احدث له شيء من الاذى والاذى شر لكن قد تكون العاقبة له خير من حيث انه بذلك تكفر عنه ذنوبه. والفعل الذي فعله الذي اقام الحج - 00:21:08ضَ

انما فعل خيرا. اذا فالشر والخير نسبي سيكون صدوره من الله عز وجل الاصل فيه الخير لكن الشر طارئ لما يحدث بعد ذلك من افعال ومن امور هي من باب - 00:21:28ضَ

تصرفات العقلاء المكلفين او من باب الجزاء والوعيد ونحو ذلك. نعم فصار ذلك الالم شرا بالنسبة اليها وهو خير بالنسبة الى الفاعل حيث وضعه في موضعه فانه سبحانه لم يخلق شرا محضا من جميع الوجوه والاعتبارات. فان حكمته تأبى ذلك. فلا - 00:21:47ضَ

في جناب الحق تعالى ان يريد شيئا يكون فسادا من كل وجه. ان يكون فساد ان يريد شيئا فسادا من كل وجه لا مصلحة في خلقه بوجه ما هذا من ابين المحال. فانه سبحانه الخير كله بيديه. والشر ليس اليه. بل كل ماء - 00:22:15ضَ

اليه فخير والشر انما حصل لعدم هذه الاضافة الشر الذي لا يحدث من العباد ليس اليه فعله لكن الله عز وجل قدره وشاءه يعني لا ينسب الى الشر الى الله مباشرة لا يضاف اليه الشر - 00:22:41ضَ

يقال ان الله خلق هذه الامور وقدرها. لكن لا ينسب اليه من باب الاظافة. نعم والشر انما حصل لعدم هذه الاظافة والنسبة اليه. فلو كان اليه لم يكن شرا فتأملت - 00:23:02ضَ

فانقطاع نسبته اليه هو الذي صيره شرا فان قيل لم تنقطع نسبته اليه خلقا ومشيئة قيل هو من هذه الجهة ليس بشرط. فان وجوده هو المنسوب اليك. وهو من هذه الجهة ليس - 00:23:20ضَ

بشر والشر الذي فيه من عدم امداده بالخير واسبابه. والعدم ليس بشيء حتى ينسب الى من بيده الخير فان اردت مزيد ايضاح لذلك نقف هنا الان في مقطع طويل. يقول هل يتنافى ما ذكرته من امر القدر وان العبد له مشيئة واختيار ما - 00:23:42ضَ

حديث ان قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء لا ليس هناك تنافي الله عز وجل افعل في خلقه ما يشاء. وتقليب قلوب العباد قد يكون من من باب الجزاء على عمل. الله اعلم - 00:24:05ضَ

قد يجعل الله ذلك من باب الجزاء عن العمل. ومع ذلك فالله يفعل في عباده ما يشاء لكن هذا ليتنافى من ان الله جعل كل ميسر لما خلق له. ومن ان التكليف باقي - 00:24:22ضَ

بان وعد الله لا يتخلف في ان من عمل صالحا فسيجزي به. ومن عمل غير صالح فسيجزى به. فكون القلوب بين اصابع بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء لا يتعارض مع كون العباد امروا - 00:24:39ضَ

بان يفعلوا الاسباب فقد يكون تقليب قلوب العباد الى الخير والشر. مبني على ما قدره الله وما يسر له العبد من ذلك. فلا تنافي فاذا القدر مبناه على التسليم مبناه على التسليم. ولذلك ينبغي للعبد دائما - 00:25:01ضَ

ان يدعو الله عز وجل بالتثبيت ويدعو ان يهديه الله عز وجل وان يثبته على الحق والاستقامة ويميته على الاسلام. والنبي صلى الله عليه وسلم وهو المعصوم وهو الذي غفر الله ما تقدم له ما تقدم من ذنبه وما تأخر - 00:25:24ضَ

جزم الله له بالفلاح ومع ذلك يقول يا مقلب القلوب والابصار ثبت قلبي على دينك الى ان الامور كلها راجعة الى الله عز وجل وانه يفعل في عباده ما يشاء. وانه لا احد يتألى على الله او يفرض عليه شيء - 00:25:48ضَ

المهم انه لا تعارض بين هذا وذاك. انما هذا فيه امر للعباد بان يلجأوا الى الله عز وجل ويدعوه يلجأ اليه بالدعاء بالتثبيت والعصمة من الزلل. والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:26:07ضَ