Transcription
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم واذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرا. فاخذتكم الصاعقة وانتم تنظرون. ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون وظللنا عليكم الغمام وانزلنا عليكم المن والسلوى. كلوا من طيبات ما رزقناكم. وما ظلمونا ولكن كانوا - 00:00:00ضَ
انفسهم يظلمون بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله عز وجل واذ قلتم يا موسى لن نؤمن - 00:00:26ضَ
لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرا فاخذتكم الصاعقة قالوا واذ قلتم يا موسى اي اذكروا اين قلتم والخطاب في بني اسرائيل حين قلتم لموسى عليه الصلاة والسلام لن نؤمن لك - 00:00:46ضَ
والايمان في اللغة بمعنى التصديق واما شرعا فهو التصديق المستلزم بالقبول والاذعان فهو اعتقاد بالقلب ونطق باللسان وعمل بالجوارح والاركان وقوله لن نؤمن لك اي لن نصدقك اولا نتبعك وننقاد لك - 00:01:05ضَ
ولما جئت به حتى نرى الله جهرا يعني لن نؤمن لك حتى يحصل كذا. حتى نرى الله جهره وحتى هنا للغاية اي الى غاية ان الله جهرة اي نبصره جهارا - 00:01:33ضَ
وعلانية في ابصارنا واعيننا ولا ريب ان هذا من بني اسرائيل انه من سوء الادب وان فيه جراءة على الله عز وجل وعلى رسوله موسى عليه الصلاة والسلام وهو يدل على شدة عنادهم - 00:01:53ضَ
وشكهم وارتيابهم ولهذا قال الله عز وجل يسألك اهل الكتاب ان تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى اكبر من ذلك وقالوا ارن الله جهره فاخذتهم الصاعقة بظلمهم فاذا قال قائل ما الفرق بين قول بني اسرائيل هنا حتى نرى الله جهره - 00:02:16ضَ
وبين قول موسى عليه الصلاة والسلام رب ارني انظر اليك الجواب ان بينهما فرقا وموسى عليه الصلاة والسلام انما قال ربي ارني انظر اليك. قال ذلك شوقا الى الله وتلذذا بالنظر الى الى الله عز وجل - 00:02:46ضَ
ولهذا جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه من دعائه واسألك لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك قال سبحانه وتعالى بخلاف بني اسرائيل فانهم قالوا ذلك عنادا - 00:03:10ضَ
وارتيابا وشكا قال فاخذتكم الصاعقة وانتم تنظرون اخذتكم الصاعقة هذه الجملة يحتمل معنيين المعنى الاول اخذكم الموت الذي صعق الذي صعقتم به لان الموت صعق كما قال عز وجل ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله - 00:03:28ضَ
ويحتمل ان المعنى فاخذتكم الصاعقة اي ماتتكم الصاعقة وهي النار التي تنزل من السماء صعقوا بها ولا مانع من حمل الاية على الامرين وان الصاعقة كانت سببا لهلاكهم وموتهم وانما عاقبهم الله عز وجل - 00:04:00ضَ
بالصاعقة بسبب تعنتهم وعنادهم وجراءتهم وسؤالهم ما لا يمكن سؤاله في الدنيا وهو ان يره الله عز وجل جهرا لان رؤية الله تعالى في الدنيا ليست ممكنة ولهذا قالت ولهذا سألت عائشة رضي الله عنها - 00:04:29ضَ
رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك وقال عليه الصلاة والسلام نور ان اراه وفي رواية رأيت نورا قال فعقدتكم الصاعقة وانتم تنظرون الجملة هنا وانتم تنظرون جملة حالية - 00:04:54ضَ
ايها الحال انكم تنظرون الى العذاب وينظر بعضكم الى بعض وهم يتساقطون وتنظرون الى الصاعقة وقوله وانتم تنظرون ينبني على ما سبق في قوله عز وجل فاخذتكم الصاعقة المعنى صعقتم بالموت - 00:05:14ضَ
اول معنى ان الله تعالى انزل عليكم الصاعقة فاذا قلنا صعقتم بالموت فيقول وانتم تنظرون اي ينظر بعضكم الى بعض وهم يتساقطون من الموت وعلى المعنى الثاني وانتم تنظرون اي تنظرون الى هذه الصواعق - 00:05:37ضَ
تنزل من السماء لاهلاككم وسبب ذلك اي قولهم اي اعني قولهم ارنا الله جهرا ان موسى عليه الصلاة والسلام لما رجع من ميقات ربه بعدما انزل الله تعالى عليه التوراة - 00:05:56ضَ
وجاءهم بها فكذبوه وقالت ان وقالوا انها ليست من عند الله وقالوا لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرا فاخذت ام الصاعقة وقيل ان سبب ذلك ان موسى عليه الصلاة والسلام - 00:06:17ضَ
لما اختار من قومه سبعين رجلا بميقات ربه عز وجل وذهب بهم وجعل يكلم الله ويكلمه الله قالوا لن نؤمن لك حتى نرى الله جهره فاخذتهم الصاعقة ولهذا قال الله عز وجل واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا - 00:06:37ضَ
وقال عز وجل ايضا فلما اخذتهم الرجفة قال ربي لو شئت اهلكتهم من قبل واياي اتهلكنا بما قال السفهاء منا قال ثم بعثناكم من بعد موتكم ثم بعثناكم اي احييناكم بعد موتكم - 00:07:06ضَ
ولما صعقوا بالموت او انزل الله عليهم الصاعقة التي اهلكتهم احياهم الله عز وجل بعد ذلك وهذا دليل على عظم قدرة الله تعالى في احياء الموتى وفيه ايضا دليل على ظهور اية من ايات موسى عليه الصلاة والسلام - 00:07:26ضَ
التي يؤمن على مثلها البشر قال لعلكم تشكرون هاي دعسناكم بعد موتكم لعلكم تشكرون اي لاجل ان تشكروا والشكر والقيام بطاعة المنعم القيام بطاعة المنعم والشكر له ثلاث متعلقات بالقلب - 00:07:50ضَ
واللسان والجوارح تم شكر الله تعالى بالقلب فان تعتقد بقلبك ان الله عز وجل هو الذي يستي اليك النعم ويتفضل بها عليك فتنسيبها تنسب هذه النعم الى المنعم والمفتي لك بها وهو الله عز وجل - 00:08:16ضَ
ويكون الشكر باللسان وذلك بالثناء على الله تعالى ويكون الشكر بالجوارح وذلك بان تستعمل هذه النعم في طاعة الله عز وجل ثم قال تعالى يرحمك الله وظللنا عليكم الغمام وانزلنا عليكم المن والسلوى - 00:08:41ضَ
كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا انفسهم يظلمون. وهذه الاية نظيرها قول الله عز وجل في سورة الاعراف وظللنا عليكم الغمام وانزلنا وظللنا عليهم الغمام وانزلنا عليهم المن والسلوى - 00:09:07ضَ
علوم طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا انفسهم يظلمون وهذا فيه تذكير من الله عز وجل لبني اسرائيل بنعمته تعالى عليهم حينما تاهوا في البر جعل الله عز وجل بمنه وفضله جعل هذا الغمام يظلهم - 00:09:28ضَ
وانزل عليهم المن والسلوى وامرهم بالاكل من طيبات ما رزقهم ولهذا قال وضللنا عليكم الغمامة وانزلنا عليكم والخطاب في قوله عليكم ببني اسرائيل وظللنا عليكم الغمام. الغمام جمع غمامة قال اهل العلم وهو السحاب الابيظ البارد - 00:09:56ضَ
سمي بذلك بانه يغم السماء يعني يواري السماء ويسترها فجعل الله تعالى عليهم هذا الغمام ظلا يقيهم حر الشمس ويلطف عليهم برودة الشتاء وذلك لان السحاب ان السحاب يلطف البرد - 00:10:25ضَ
ويخففه وقوله نعم. وضللنا عليكم الغمامة وانزلنا عليكم المن والسلوى. ظللنا وهذا دليل على ان الظل ان الظل من نعم الله عز وجل والدليل على ذلك قوله تبارك وتعالى في سورة النحل - 00:10:55ضَ
والله جعل لكم مما خلق ها ظلالا قال وانزلنا عليكم المن والسلوى هل من شيء يشبه العسل ينزل من السماء. قال العلماء بين طلوع الفجر وطلوع الشمس ويأكلونه من يومهم - 00:11:19ضَ
وسمي المن بهذا الاسم المن لان الله تعالى من به عليهم لانهم ينتفعون به ويأكلونه من غير تعب ولا مشقة ولهذا قال بعض العلماء ان كل ما من الله تعالى - 00:11:45ضَ
على الانسان من الطعام والشراب الى عمل ولا مشقة ولا كدح ولا كد فهو من المن وقد ثبت في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الكمأة من المن - 00:12:08ضَ
وماؤها شفاء من العين قال وانزلنا عليكم المن والسلوى السلوى طائر معروف يسمى السمان السمان الان موجود نعم لكن في اللغة يسمى السماني اذا السلوى طائر معروف وهو كما قال العلماء من احسن الطيور والذها لحما - 00:12:27ضَ
كلوا من طيبات ما رزقناكم كلوا اي وقلنا لهم كلوا والامر هنا في قول كلوا للاباحة والامتنان من طيبات ما رزقناكم من هنا لبيان الجنس وقوله ما رزقناكم اسم موصول - 00:12:59ضَ
يشمل كل ما رزقهم الله عز وجل والامر لهم بالاكل كلوا من طيبات ما رزقناكم لاجل ان يشكروا الله تعالى كما قال الله عز وجل كلوا من رزق ربكم ها واشكروا له. بلدة طيبة ورب غفور - 00:13:22ضَ
قال وما ظلمونا وما ظلمونا ولكن كانوا انفسهم يظلمون ما ظلمونا الظلم في اللغة بمعنى النقص ومنه قول الله عز وجل الجنتين اتت اكلها ولم تظلم منه شيئا اي لم تنقص منه شيئا - 00:13:44ضَ
واما شرعا فالظلم نقص كل ذي حق حقه نقص كل ذي حق حقه اقول وما ظلمونا اي ما نقصونا شيئا في كفرهم وعنادهم واستكبارهم وعدم شكرهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون - 00:14:08ضَ
اي ولكن كانوا يظلمون انفسهم وقدم المفعول انفسهم على الفعل افادة للحصر اي ولكنهم بكفرهم وعنادهم انما يظلمون انفسهم لان الله عز وجل لا تنفعه طاعة الطائعين ولا تضره معصية العاصين - 00:14:36ضَ
فمن عمل صالحا لنفسه ومن اساء عليها ولهذا قال ولكن كانوا انفسهم يظلمون ويستفاد من هذه الاية الاية من هاتين الايتين فوائد منها اولا بيان شدة عناد بني اسرائيل وجراءتهم على الله عز وجل - 00:15:03ضَ
وعلى رسوله موسى عليه الصلاة والسلام وذلك بقولهم اذن الله جهرا ومنها ايضا ان كون الانسان ينظر الى العذاب والعقوبة هو اشد واعظم اشد اثر واعظم في تقريعه وتوبيخه في قوله - 00:15:29ضَ
وعقداتكم الصاعقة ها وانتم تنظرون ومنها ايضا بيان منة الله عز وجل على بني اسرائيل لانه لما اهلكهم احياهم وهذا دليل على منته سبحانه وتعالى عليهم. ولهذا قال ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون - 00:16:02ضَ
ومنها ايضا بيان قدرة الله تعالى على احياء الموتى لانه احياهم بعد ما اماتهم ومنها ايضا اثبات الحكمة في افعال الله تعالى وانه سبحانه وتعالى لا يفعل شيئا الا لحكمة - 00:16:31ضَ
ولا يشرع الشرائع الا لحكمة لقوله لعلكم تشكرون وهذا تعليل لماذا؟ لبعثهم بعد موتهم ومن فوائدها ايضا وجوب شكر الله عز وجل على نعمه الظاهرة والباطنة واما الاية الثانية فيستفاد منها ايضا - 00:16:57ضَ
تذكير بني اسرائيل بنعم الله عز وجل على ابائهم واسلافهم حيث ظلل عليهم الغمام وانزل عليهم المن والسلوى ومنها ايضا ان الظل من اعظم نعم الله عز وجل على العباد - 00:17:23ضَ
ولهذا ولهذا امتن الله تعالى به على بني اسرائيل في هذه الاية. وقال وظللنا عليكم الغمام وقال عز وجل في سورة النحل والله جعلكم مما خلق ظلالا ومنها ايضا ان لحم الطيور من افضل اللحوم - 00:17:51ضَ
لان الله تعالى من به على بني اسرائيل وهو طعام اهل الجنة كما قال عز وجل في سورة الواقعة ولحم طير ها مما يشتهون ولذلك كان الذ انواع اللحوم هو لحم - 00:18:13ضَ
الطيور وفيه ايضا دليل على منتي منة الله عز وجل وفضله على بني اسرائيل حيث امرهم ان يأكلوا من الطيبات في قول كلوا من طيبات ما رزقناكم والامر هنا الامر هنا للاباحة - 00:18:35ضَ
في باحة الاكل والمباح تجري فيه الاحكام الخمسة ولهذا الاكل وان كان في اصله مباحا لكن يجري فيه الاحكام الخمسة قد يكون الاكل واجبا وقد يكون محرما وقد يكون مستحبا وقد يكون مكروها وقد يكون مباحا - 00:18:58ضَ
فيكون الاكل واجبا اذا كان فيه انقاذ النفس من الهلاك بحيث لو لم يأكل لهلك لان الله عز وجل قال ولا تقتلوا انفسكم. وقال ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة ويكون الاكل محرما - 00:19:24ضَ
اما لوصفه واما لصفة اوحال الحال في حال الصيام فيحرم على الصائم الاكل والشرب او باعتبار وصف الاكل. كما لو اكل شيئا محرما فانه حرام ويكون الاكل مستحبا تأتي السحر السحور - 00:19:47ضَ
تسحروا فان في السحور بركة طيب ويكون الاكل مكروها اذا كان تسبب التخمة بل ذهب بعض العلماء الى تحريم التخمة يعني ان يأكل حتى يشبع بحيث لا يستطيع الحراك ولهذا قال شيخ الاسلام رحمه الله تحرم التخمة - 00:20:14ضَ
ومعنا التخمة ان يأكل حتى يمتلئ بطنه بحيث لا يستطيع ان يتحرك ويكون الاكل مباحا فيما سوى ذلك اذا القاعدة ان كل مباح ها تجري فيه الاحكام الخمسة ومنها ايضا - 00:20:39ضَ
بيان ظلم بني اسرائيل بكفرهم بالله عز وجل وما انعم عليه وما انعم به عليهم من النعم التي ذكرها عز وجل في قوله وضللنا عليكم الغمام وانزلنا عليكم المن والسلوى - 00:21:00ضَ
ومنها ايضا ان من كفر بالله وعاند رسله فانما يظلم نفسه ويضر بنفسه ولا يضر الله شيئا فسوف هو سبحانه وتعالى لا تنفعه طاعة الطائعين ولا تضره معصية العاصين فمن عمل صالحا فلنفسه - 00:21:17ضَ
ومن اساء فعليها - 00:21:48ضَ