Transcription
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم واذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا. وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم تزيد المحسنين فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فانزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون - 00:00:00ضَ
واذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا. قد علم كل اناس مشربهم كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الارض مفسدين. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله - 00:00:25ضَ
وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد يقول الله عز وجل واذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا قال واذ قلنا اي اذكروا حين قلنا لبني اسرائيل - 00:00:44ضَ
على لسان موسى عليه الصلاة والسلام ادخلوا هذه القرية والمراد بالقرية بيت المقدس بدليل قول الله عز وجل بدليل قوله سبحانه وتعالى على لسان موسى يا قوم ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم - 00:01:02ضَ
اذا ادخلوا هذه القرية المراد بها بيت المقدس في قول الله عز وجل يا قوم ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم وقوله ادخلوا هذه القرية باي شيء بالسكنة والعيش فيها - 00:01:24ضَ
بدليل ان الله عز وجل قال في سورة الاعراف واذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وهذا من تفسير القرآن بالقرآن ولهذا في ولهذا من القواعد المقررة انما في موضع يفصل في موضع - 00:01:45ضَ
وما ابهم في موضع بذل في موضع القرآن يفسر بعضه بعضا وهنا القرية ابهمت لكن بينت في موضع اخر والغرض من دخول القرية ايضا هنا ابهم. لكن في موضع اخر في قول الله عز وجل - 00:02:08ضَ
واذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية اذا المراد بالقرية بيت المقدس والقرية المكان الذي الذي يجتمع فيه الناس ويسكنون فيه سواء كان صغيرا ام كبيرا واصطلاح الناس او اصطلاح والاصطلاح عند بعض الناس - 00:02:31ضَ
المسمى المكان الكبير مدينة والصغير قرية هذا اصطلاح والا فان القرية تطلق في اللغة العربية على مجمع الناس وما اجتمعوا فيه للسكنى سواء كان صغيرا ام كبيرا ولهذا سمى الله عز وجل مكة قرية - 00:02:54ضَ
وهي من اكبر البلدان كما قال الله عز وجل وكأي من قرية هي اشد قوة من قريتك التي اخرجتك اهلكناهم فلا ناصر لهم وقال عز وجل لتنذر ام القرى ومن حولها - 00:03:17ضَ
يقول الله عز وجل فكلوا منها حيث شئتم رغدا والامر في قوله فكلوا لاباحة والامتنان فهو امتنان من الله عز وجل عليهم. واباحة لهم حيث شئتم اي في اي مكان من هذه القرية - 00:03:36ضَ
في وسطها او في اطرافها او في اي جهة منها رغدا اي هنيئا واسعا من غير ما من غير مكدر ولا معارض ولا مال ولا مانع وادخلوا الباب سجدا وادخلوا الباب المراد بالباب هنا باب القرية - 00:03:57ضَ
باب بيت المقدس لانه في الزمن السابق كانت القرى يوضع عليها اسوار وابواب ادخلوا الباب سجدا اي حالا كونكم سجدا اي ساجدين لله اي اذا دخلتم القرية فاسجدوا لله عز وجل شكرا - 00:04:23ضَ
على ما انعم به عليكم من الفتح والنصر ولهذا قال وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة قولوا حطة اي قولوا هذه الكلمات قطة وهي خبر بمبتدأ محذوف والتقدير سؤالنا حطة او دعاؤنا حطة - 00:04:48ضَ
او حاجتنا حطة وقوله حطة من الحط وهو الازالة والمعنى ربنا عنا ذنوبنا وخطايانا يعني ازل عن هذه الذنوب والخطايا واغفرها لنا فامرهم الله عز وجل اذا دخلوا القرية امرهم - 00:05:17ضَ
في امرين عام قولي امر فعلي وامر قولي اما الفعلي فهو السجود. ادخلوا الباب سجدا واما الفعلي فهو نعم. واما القول فهو ان يقول حطة. اذا امرهم الله عز وجل عند دخول القرية - 00:05:44ضَ
هذين الامرين امر فعلي وهو ان يدخلوا ساجدين لله عز وجل شكرا وامر قولي وهو ان يسأل الله عز وجل مغفرة الذنوب وهذا من سنن المرسلين ولهذا لما فتح الله عز وجل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم مكة - 00:06:08ضَ
دخلها خاضعا خاشعا وصلى عليه الصلاة والسلام ثماني ركعات في جوف الكعبة وكذلك ايضا فعل اصحابه فسعد بن ابي وقاص رضي الله عنه لما دخل ايوان كسرى صلى ثماني ركعات - 00:06:33ضَ
ولهذا عد بعض العلماء من الصلوات المشروعة عدوا صلاة الفتح صلاة الفتح وان الله عز وجل اذا فتح على امام المسلمين بلدا ان يصلي ثماني ركعات قال نغفر لكم خطاياكم - 00:06:56ضَ
نغفر وفي قراءة تغفر وقالوا نغفر لكم خطاياكم. الغافر هو الله عز وجل كما قال عز وجل ومن يغفر الذنوب الا الله نغفر لكم والمغفرة هي ستر الذنب والتجاوز عنه - 00:07:16ضَ
مأخوذة من المغفر الذي يتقى به السهام في القتال لان المغفر فيه ستر ووقاية المغفرة تجمع بين الستر وبين الوقاية ها هي ستر الذنب والتجاوز عنه لان الله عز وجل - 00:07:36ضَ
قد يستر ذنبك ولكن لا يغفر لك وقد يغفر لك ولكن يفضحك بين الخلق فاذا اجتمع الامران الستر والمغفرة حصل المطلوب وزال المرهوب وقولنا اغفر لكم خطاياكم خطاياكم جمع خطيئة - 00:07:58ضَ
والخطيئة هي ارتكاب الذنب عن عمد او المخالفة عن عمد وفرق بين الخطأ فرق بين المخطئ والخاطئ المخطئ هو الذي يرتكب المخالفة عن غير عمد المخطئ الذي يرتكب المخالفة عن غير عمد - 00:08:21ضَ
قال الله عز وجل ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا واما الخاطئ فهو الذي يرتكب المخالفة عن عمد قال الله تعالى ناصية كاذبة ها خاطئة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين - 00:08:50ضَ
الواننا استئنافية وفي سورة الاعراف سنزيد المحسنين بدون واو والمعنا سنزيد محسنين اي سنعطي المحسنين الذين احسنوا في عبادة الله بالاخلاص والمتابعة واحسنوا الى عباد الله باداء ما يجب لهم - 00:09:11ضَ
من الحقوق الواجبة والمستحبة سنزيد المحسنين اي سنزيدهم على مغفرة الذنوب بمضاعفة الثواب والاجر كما قال عز وجل للذين احسنوا الحسنى وزيادة ثم قال عز وجل فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم - 00:09:37ضَ
بدل الذين ظلموا اي ظلموا انفسهم بمخالفتهم ومعصيتهم والتبديل هو التغيير اي جعل شيء ما كان شيء وقوله عز وجل فبدل الذين ظلموا يعني من بني اسرائيل وهذا التبديل منهم - 00:10:03ضَ
تبديل قولي وتبديل فعلي اما التبديل القولي فان الله عز وجل امرهم ان يقولوا حطة فقال عز وجل وقولوا حطة فجعلوا مكان ما امروا به غيره وقالوا حبا او حبة في شعرة - 00:10:30ضَ
مخالفة واستهانة بامر الله واما التبديل الفعلي فهو ان الله عز وجل امرهم ان يدخلوا الباب سجدا ولكنهم خالفوا ودخلوا على ادبارهم استكبارا منهم واستهزاء تبدلوا القول والفعل ولهذا استحقوا - 00:10:56ضَ
ان يحكم عليهم او ان يحكم الله عز وجل عليهم بالظلم ووصفهم به فقال فبدل الذين ظلموا بدلوا تبديلا قوليا وفعليا ولهذا في صحيح البخاري من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قيل لبني اسرائيل - 00:11:24ضَ
ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم فدخلوا نعم فبدلوا فدخلوا يزحفون على استاههم وقالوا حبة في شعرة اذا خالفوا ما امرهم الله عز وجل قولا وما امرهم به - 00:11:48ضَ
فعلا قال الله تعالى فانزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون فانزلنا الفاء هنا بالسببية اي فبسببي ما حصل منهم من التبديل الذي كانوا بسببه ظالمين انزلنا عليهم انزلنا على الذين ظلموا - 00:12:09ضَ
وهنا اظهر سبحانه وتعالى في موضع الاغمار لم يقل فانزلنا عليهم بالقلب انزلنا على الذين ظلموا والغرض من ذلك بيان شناعة ظلمهم وعدوانهم وان هذا الذي انزله الله عز وجل - 00:12:40ضَ
سبب وعن هذا الذي حصل منهم من ظلم سبب لعقوبتهم قال فانزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء العذاب اي انزل الله عز وجل عليهم عذابا من السماء فالعذاب هو الرجس - 00:13:04ضَ
هو العذاب كما قال الله عز وجل لئن كشفت عنا الرجس ها لنؤمنن لك ولنوصلن معك بني اسرائيل اذا انزل الله عز وجل عليهم هذا العذاب رجزا من السماء وقول من السماء السماء يطلق على كل ما علاه - 00:13:24ضَ
المراد بالسماء هنا العلو وقوله على الذين ظلموا رجزا من السماء اي من فوقهم من العلو من صاعقة او برد او ريح او حجارة او غير ذلك رجزا من السماء يعني عذابا من السماء بما كانوا يفسقون - 00:13:47ضَ
بما الباء هنا للسببية وما مصدرية اي بسبب فسقهم والفسق هو الخروج عن طاعة الله عز وجل اي بسببي خروجهم عن طاعة الله تعالى وظلمهم عوقبوا بما ذكر. ان الله عز وجل انزل عليهم رز من السماء - 00:14:10ضَ
ثم قال عز وجل نعم ووصفهم الله عز وجل في هذه الاية بوصفين استحقوا عليهما العذاب وهما الظلم والفسق ثم قال عز وجل واذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا - 00:14:40ضَ
واذ استسقى اذ استسقى اي اذكر حين استسقى موسى لقومه من بني اسرائيل حيث طلبوا ربهم عز وجل ان يسقيهم ماء يشرب يشربون منه اما مما ينزل سبحانه وتعالى من السماء - 00:15:05ضَ
او مما يخرج من الارض وذلك حينما كانوا في التيه فطلبوا من موسى عليه الصلاة والسلام ان يستسقي له ربهم فقال الله عز وجل فقل نضرب بعصاك الحجر قلنا يعني اجابة لموسى - 00:15:25ضَ
لما طلب قومه منه اضرب بعصاك والمراد بالعصا هنا عصا موسى عليه الصلاة والسلام المعروفة التي قال الله عز وجل عنها في سورة طه وما تلك بيمينك يا موسى؟ قال هي عصايا اتوكأ عليها - 00:15:46ضَ
واهش بها على غنمي ولي فيها مآرب اخرى وقوله اظرب بعصاك الحجر الحجر هل هنا قيل انها للجنس قيل انها للجنس اي اي حجر شئت وقيل انها للعهد حي الحجر المعهود المعين - 00:16:07ضَ
والاول اصح ان تكون للجنس وليست حجرا معينا لاننا اذا قلنا انها للجنس كان ذلك ابلغ في قدرة الله عز وجل يقال اي ما ابلغ ان يضرب اي حجر او ان يعين له حجر معين - 00:16:36ضَ
ها الاول اذا تقول هل هنا يقول الجنس يضرب بعصاك الحجر يعني اي حجر شئت فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا وفي سورة الاعراف فانبجست والفاء في قول فانفجرت السببية اي فبسبب ضرب موسى عليه السلام الحجر - 00:16:56ضَ
انفجرت منه اثنتا عشرة عينا والانفجار الانفتاح والانشقاق هاي انفتحت وانشقت من هذا الحجر اثنتا عشرة عينا وانما كانت اثنتي عشرة عينا بعدد اسباط وقبائل بني اسرائيل فكان لكل قبيلة منهم - 00:17:22ضَ
كان لكل قبيلة عين من هذه العيون ولهذا قال الله عز وجل قد علم كل اناس مشربهم يعني كل قبيلة وكل سبط من الاسباط علموا مشربهم وقوله عز وجل فقلنا اظرب بعصاك الحجر - 00:17:52ضَ
هذه العصا عصا موسى المعهودة المعروفة وقد جعل الله عز وجل في هذه العصا اربع ايات عظيمة خارقة للعادة تأييدا لنبيه موسى عليه الصلاة والسلام الاية الاولى انه ظرب بها البحر - 00:18:15ضَ
وانفلق في القين كما قال الله عز وجل فاوحينا الى موسى عن اظرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق العظيم هذه الاية الاولى انه ضرب بعصاه البحر فانفرق فرقتين الاية الثانية - 00:18:43ضَ
ما في هذه الاية انه ضرب الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا كما قال الله عز وجل فقل نضرب بعصاك الحجر وفي هذه الاية فقلنا وفي سؤال اخرى ان يضرب بعصاك الحجر - 00:19:10ضَ
الاية الثالثة انه عليه الصلاة والسلام يلقي هذه العصا فتكون حية تسعى ويأخذها فتعود عصا كما قال الله عز وجل فالقى عصاه فاذا هي ثعبان مبين ونزع يده فاذا هي بيضاء للناظرين - 00:19:28ضَ
وقال عز وجل في سورة طه وما تلك بيمينك يا موسى؟ قال هي عصايا اتوكأ عليها واهش بها على غنمي ولي فيها مآرب اخرى. قال القها يا موسى فالقاها فاذا هي حية تسعى - 00:19:53ضَ
قال خذها ولا تخف سنعيدها ايش؟ سيرتها الاولى الاية الرابعة انها تلقف ما يأفكون اي تلقف اف كالسحرة وكذبهم كما قال الله عز وجل واوحينا الى موسى ان الق عصاك فاذا هي تلقف ما يأفكون - 00:20:12ضَ
فهي تلقف افك السحرة وتبين بطلان ما يعملونه من السحر اذا هذه اربع ايات عظيمة قد جعلها الله عز وجل في عصا موسى. نعيدها مرة ثانية الاية الاولى مختصرة انه يضرب البحر فكان او ظرب بها البحر فكان في القيد - 00:20:40ضَ
الاية الثانية انه ضرب بها الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا الاية الثالثة انه يلقيها فتكون حية تسعى والاية الرابعة انها تلقف ما يأفكه السحرة ثم قال عز وجل قد علم كل اناس مشربهم - 00:21:05ضَ
يعني قد علم كل سبط وكل قبيلة من بني اسرائيل مشربهم يعني مكانه وزمانه وقدره حتى لا يزاحم بعضهم بعضا. ويعتدي بعضهم على بعض فكل له شرب وهذا دليل على قدرة الله عز وجل - 00:21:26ضَ
ثم قال عز وجل كلوا واشربوا من رزق الله اي قيل لهم بعد ما اخرج الله عز وجل لهم هذا الماء وفجر لهم هذا الماء كلوا واشربوا من رزق الله. والامر هنا - 00:21:49ضَ
للاباحة والامتنان وقول من رزق الله الرزق في اللغة العطاء يعني من عطائه الذي انزله لكم واخرجه لكم ولا تعثوا في الارض مفسدين لا تطغوا وتسعوا مفسدين في الارض بالمعاصي - 00:22:06ضَ
لان المعاصي سبب لذهاب النعم وسلبها. وقوله ولا تعثوا العثو العسى يعثو العثور هو اشد الفساد والافساد فنهاهم الله عز وجل عن ذلك وقال لا تعثوا في الارض مفسدين لماذا - 00:22:34ضَ
مفسدين بماذا؟ نقول بالذنوب والمعاصي لان الذنوب والمعاصي سبب للفساد قال الله عز وجل ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون هذه الاية والتي قبلها او في هذه الاية فيها ان الله عز وجل امتن على بني اسرائيل اولا بامرهم بالاكل والشرب من - 00:22:59ضَ
ثم نهاهم عن الافساد لان الافساد سبب لي سلب هذه النعمة التي انعم الله عز وجل بها عليكم وذلك ان النعم التي ينعم الله عز وجل بها على العبد قد تكون سببا لفساده - 00:23:27ضَ
وطغيانه الانسان فالناس منهم من اذا انعم الله عز وجل عليه بنعمة شكر ومنهم من اذا انعم عليه بنعمة تكبر وتجبر وطغى كما قال عز وجل كلا ان الانسان ليطغى ان رآه - 00:23:48ضَ
ويأتي ان شاء الله تعالى بقية الكلام عن الايات وما فيها من الفوائد والله اعلم - 00:24:09ضَ