Transcription
الاصل عدم الحركة واما بالنسبة لمن تحصل منه الحركة فان كانت لمصلحة الصلاة كما ذكرنا فلا اشكال فانه كما هو الاصل اذن بها الشرع فاذا اذن الشرع بالشيء فان صاحبه لا يعاتب ولا ينام ولا - 00:00:00ضَ
اخذ على ذلك لان الاذن يخالف الظمان فاذا فعل ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ان يتحرك لدفع المار بين يديه في الصلاة او يتحرك لدفع او يحرك يديه لدفع المصليين وراء ظهره اذا كان اماما - 00:00:23ضَ
او كان اماما فرد الذي عن يمينه حتى يقف مع رجل اخر. وهكذا من الافعال التي وردت بها السنة فلا اشكال او وقف احد عن يساره فاداره عن يمينه كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا اشكال - 00:00:44ضَ
اما اذا كانت الافعال من غير افعال الصلاة فانها فان العلماء رحمهم الله منهم من يقول ينظر الى عدد الافعال فان كانت ثلاث حركات متوالية اوجبت الحكم ببطلان صلاته وهذا مذهب من يضبط بالعدد. وكثيرا ما يستعمله فقهاء الشافعية رحمهم الله - 00:01:00ضَ
واخذوا هذا من حديث المنبر فان النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر كان على الدرجة انه وقف عليه الصلاة والسلام على الدرجة الثالثة فقالوا اذا كان ثلاثة حركات فما دونها تغتفر - 00:01:26ضَ
اما اذا كانت اكثر فانها توجب بطلانا الصلاة والقول الثاني ان العبرة بالعرف واذا كان العرف يعد العمل كثيرا حكمنا ببطلان صلاته واما اذا كان بالعرف يسيرا فانه لا يحكم ببطلان الصلاة - 00:01:42ضَ
وهذا مذهب الحنابلة وقريب منه مذهب الحنفية الذين قالوا انه ينظر في المصلي فاذا رآه احد يفعل هذه الافعال وقال انه في غير الصلاة حكمنا ببطلان صلاته واما اذا كان ان لا يستغربها من المصلي - 00:02:04ضَ
فانه يحكم بعدم بطلان الصلاة فيها وهذا المذهب قريب منه ايضا مذهب المالكية في الرد الى العرف آآ من مذهب الحنفية والماء الحنفية والحنابلة رحمة الله عليهم لان الشرع لم يرد فيه - 00:02:25ضَ
توقيت والقاعدة ان الذي لا لم يرد فيه تحديد من الشرع انه يرجع فيه الى العرف ولذلك القاعدة تقول العادة محكمة فظبطوه بالعرف كما في العشرة الزوجية وكما في تقدير النفقات وكما في الحرز - 00:02:44ضَ
ونحو ذلك من المسائل التي اطلقها الشرع ثم بينها العرف او يرجع في تقديرها وتحديدها الى العرف فهذا حاصل ما ذكره العلماء بعض الاعمال اليسيرة لو رآه الانسان لو رآها الانسان من المصلي لقال انه غير مصلي. كما في الاكل والشرب - 00:03:06ضَ
فان اوله كان بحركة واحدة فمن رآه فانه يقول انه غير مصل وهكذا بالنسبة للعرف فان من يأكل ليس بمصلي ومن يشرب فليس بمصل هذا حاصل ما ذكره الائمة رحمهم الله في الحركات في الصلاة - 00:03:25ضَ
وينبغي ان ينتبه الى ان الناس توسعوا في هذا الامر ولذلك اذا قيل بمذهب الحركات فانه لا شك ان كثير من الصلاة تبطل فان الرجل تجده يعبث بساعته ثم ما يلبث ان يحرك ثوبه - 00:03:43ضَ
ثم لا يلبث ان يحرك ان يحك من دون حاجة. فهذه ثلاث حركات متوالية من دون حاجة فمثل هذه الامور صحيح ان العلماء ذكروها وهو ائمة سلف اه ليس عندنا ضابط شرعي يحتمل ان الذي قال بالثلاث عن ان الثلاث حد في كثير من المسائل قوله حق فيحكم ببطلان الصلاة ويحتمل من قال بالعرف - 00:04:02ضَ
ينظر الى الى حكم العرف عليه بالبطلان. كل هذا يوجب ان يحذر المسلم في صلاته من الحركة خاصة مما لا تدعو الحاجة اليه وقد تساهل كثير من الناس الا من رحم الله في مثل هذا خاصة في هذه الازمنة المتأخرة - 00:04:25ضَ
حتى انك ترى الرجل يصلي ولا تفرق بينه وبين واقف بدون صلاة من كثرة حركاته واشتغاله بهيئة لباسه ملبسه سواء كان على رأسه او كان على جسده هذا كله مما ينبغي التنبيه عليه والتحذير منه - 00:04:45ضَ
والحركة في الصلاة تدل على غفلة المصلي لان من استشعر عظمة الله سبحانه وتعالى وهيبة الجبار جل جلاله خشع لله سبحانه وتعالى واذا سهى القلب انفلتت الجوارح فاصبح الرجل لا يتحكم في جوارحه في الصلاة - 00:05:05ضَ
وعلى المسلم من هذه اللحظة بل وفي كل لحظة ان يراقب افعاله في الصلاة وان يعيد النظر في نفسه حتى ولو انه كان على حال طيب بحث عما هو اطيب منه - 00:05:27ضَ
واذا كان على حال حسن في الوقوف بين يدي الله بحث عما هو احسن منه ولا يعطي نفسه الامان لانه لا يزال الشيطان بالانسان حتى يغفله عن ابسط ما يكون من الصلاة من اركانها وواجباتها - 00:05:42ضَ
فعندها نسأل الله السلامة والعافية تضيع الصلاة واذا ضاعت الصلاة صعدت الى السماء فغلقت دونها ابواب السماء فقالت ضيعك الله كما ضيعتني فعلى المسلم ان يحافظ على خشوع الصلاة وان يحذر من ذلك وان يعلم انه اذا كبر تكبيرة الاحرام انه دخل في حرمات الصلاة - 00:06:00ضَ
ولذلك سميت تكبيرة الاحرام بتكبيرة الاحرام لان المصلي يدخل بها في حرمات الصلاة ومعنى حرمات الصلاة اي ان لهذه العبادة حرمة وهي من اعظم العبادات بعد الشهادتين. لانها وقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى واقبال على الله جل وعلا - 00:06:25ضَ
واذا صلحت الصلاة صلحت صلاة العبد صلح دينه وصلحت دنياه وصلحت اخرته واذا ضاعت صلاته فهو لمن سواها اضيع فنسأل الله بعزته وجلاله وعظمته وكماله ان يرزقنا الخشوع بين يديه - 00:06:48ضَ
وان يرزقنا صلاة الخاشعين المفلحين. وان يغفر لنا ما كان من التقصير. نعم - 00:07:05ضَ