شرح (المنهج الصحيح) | الشيخ أ.د عبدالله الغنيمان

٥. شرح المنهج الصحيح | العلامة عبدالله الغنيمان

عبدالله الغنيمان

بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله قال المؤلف وفقه الله تعالى باب الاسلام والفرق بينه وبين الايمان قال الله تعالى فاخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين - 00:00:00ضَ

وقال تعالى قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم وان تطيعوا الله ورسوله لا يلدكم من اعمالكم شيئا ان الله غفور رحيم وقال تعالى ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات - 00:00:21ضَ

وعن ابن عمر رضي الله عنه قال حدثني ابي عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم اطلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر - 00:00:47ضَ

لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا احد حتى جلس الى النبي صلى الله عليه وسلم فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد اخبرني عن الاسلام - 00:01:07ضَ

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا. قال صدقت فعجبنا له يسأله ويصدقه - 00:01:23ضَ

قال فاخبرني عن الايمان قال الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره قال صدقت قال فاخبرني عن الاحسان. قال ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. قال فاخبرني عن الساعة - 00:01:43ضَ

طالما المسؤول عنها باعلم من السائل قال فاخبرني عن اماراتها. قال ان تلد الامة ربتها. وان ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاة في البنيان قال ثم انطلق فلبثت مليا ثم قال لي يا عمر اتدري من السائل؟ قلت الله ورسوله اعلم. قال فانه جبريل اتاكم يعلمكم دينكم - 00:02:09ضَ

رواه مسلم وعن بهز ابن حكيم رضي الله عنه عن ابيه عن جده قال قلت يا قلت يا نبي الله ما اتيتك حتى حلفت اكثر من عددهن لاصابع يده الا اتيك ولا اتي دينك واني واني كنت امرأ لا اعقل شيئا الا ما علمني الله ورسوله - 00:02:38ضَ

واني سألتك بوجه الله بما بعثك الله قال بالاسلام قال وما ايات الاسلام؟ قال ان تقول اسلمت وجهي لله وتخليت وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة رواه النسائي وابن ماجة وعن سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه قال قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قسما فقلت يا - 00:03:06ضَ

الله اعط فلانا فانه مؤمن فقال النبي صلى الله عليه وسلم او مسلم اقولها ثلاثا ويرددها علي ثلاثا او مسلم ثم قال اني لاعطي الرجل وغيره احب الي منه ان ان يكبه الله في النار - 00:03:37ضَ

متفق عليه وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. والمؤمن من امن الناس على دمائهم واموالهم. رواه الترمذي والنسائي. بسم الله الرحمن الرحيم - 00:04:02ضَ

الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحابته وسلم تسليما كثيرا وبعد تقدم الكلام على الايات في الدرس الماظي وقوله عن ابن عمر قال حدثني ابي - 00:04:27ضَ

عن عمر ابن الخطاب قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الى اخر الحديث الحديث في انهم استغربوا هذا الشيء لأنه يقول طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر - 00:04:49ضَ

لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا احد. هم يعرفون اهل المدينة ويعرفون حتى الذين يفدون عليها غالبا ولكن هذا ليس عليه اثر سفر السواد سواد الشعر ليس فيه ما يخالطه من الغبار وغيره مما يكون - 00:05:14ضَ

من اثار السفر او اصابة الشمس وكذلك الثياب وهو ليس من اهل المدينة. فهو غريب في الواقع ولهذا استغربوا ذلك ايضا لا يعرفه احد من اهل المدينة وقوله حتى جلس الى النبي صلى الله عليه وسلم فاسند ركبتيه الى ركبتيه. يعني انه جلس كهيئة - 00:05:40ضَ

في الجلوس للصلاة عند التشهد. فجعل ركبتيه مقابلة ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا يدل على ان النبي صلى الله عليه وسلم كان جالسا على الارض وهكذا كانت عادته صلوات الله وسلامه عليه - 00:06:13ضَ

وقد قالوا له نبني لك انت تجلس عليه فابى وكان يجلس مع اصحابه لا يرتفع عليهم ثم هذا فيه الادب عند طلب العلم فهو علمهم الادب قبل ان يعلمهم الدين - 00:06:33ضَ

جاء بهيئة حسنة وجميلة من اللباس والشعر وغيره ثم الجلوس جلس جلسة متأدبا صار مقابلا لمن يتعلم منه. لانه جعل النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة المعلم اذا وضع يديه على فخذيه بالادب - 00:06:59ضَ

فصار يسأل ثم سأل قال يا محمد هذا معناه ان الرسول صلى الله عليه وسلم ينادى باسمه العلم وان هذا لا بأس به واما ما جاء في قول الله جل وعلا لا تجعلوا دعاء النبي كدعاء بعضكم لبعض - 00:07:26ضَ

يعني قولوا نبي الله رسول الله فهذا يكون في غير الامور التي يتعين ذكره باسمه العلم كالتشهد تعليم الدين وما اشبه ذلك عند من لا يعرف ولهذا جاء في تشهده صلى الله عليه وسلم انه كان كان يقول - 00:07:52ضَ

اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله في هذا اللفظ وكذلك في السؤال الذي يكون في القبر سؤال الناس كل مقبول اذا وضع في قبره اذا كان مكلفا - 00:08:21ضَ

فانه يسأل عن النبي صلى الله عليه وسلم فيقال من هذا الرجل الذي بعث فيكم فلا بد من معرفته باسمه العلم اخبرني عن الاسلام هذا السؤال عن الاسلام عموما فبين له صلى الله عليه وسلم فقال الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله - 00:08:38ضَ

وان محمدا رسول الله لابد ايضا كذلك في مثل هذا في التشهد ان يذكر وسبق معنى لا اله الا الله ان الاله هو المألوه الذي تألهه القلوب عبادة وذلا وخوفا ورجاء - 00:09:09ضَ

وان هذا من خصوصية التأله. فلا يجوز ان يكون لمخلوق وهذه هي العبادة التي كلف بها الخلق ان يكون تكون خالصة لله جل وعلا ولا يشاركه فيها احد بمعنى لا اله الا الله - 00:09:31ضَ

نفي ان يكون احدا من الخلق يؤله ويتجه اليه بالتأله والعبادة واثبات العبادة لله كلها خالصة. لا يكون لغيره منها شيء وهذه الكلمة هي التي يدخل بها الكافر الاسلام اذا نطق بها ولابد من النطق بها - 00:09:54ضَ

ولهذا قال ان تشهد ثم كلمة تشهد تدل على العلم الذي يكون في القلب انه يتيقن اما مجرد خبر فهذا لا يكفي ان يخبر فلا بد يكون اذا تشهد يكون لسانه قد طابق ما في قلبه من العلم واليقين ثم كذلك العمل. ان يعمل بذلك - 00:10:22ضَ

اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ومعنا محمدا رسول الله يعني انه رسول جاء بالدين الذي يجب ان يتعبد به. فلا يعبد يعبد الله جل وعلا - 00:10:54ضَ

بما جاء به فهو رسول ارسله الله الى عباده ليس له من الملك شيء مع الله وليس له كذلك من العبادة شيء فهو يطاع ويتبع ولا يعبد الله جل وعلا الا بالشرع الذي جاء به صلوات الله وسلامه عليه - 00:11:11ضَ

وقوله وتقيم الصلاة اقامتها على الوجه الذي امر به صلى الله عليه وسلم وشرعها لعباده بان يأتي بشرائطها واركانها على الوجه الشرعي ولا تكون الصلاة عادة يأخذها من الناس او من - 00:11:38ضَ

غيرهم ممن يقلده بل لا بد ان تكون عبادة تحلى بها القلب بل قبل ان تتحلى بها الجوارح واقامتها ان تكون عبادة شرعية تكون خالصة لله اهم شيء وكذلك ان يؤتى بها بما يلزم لها - 00:12:06ضَ

ومن المهم فيها من اقامتها حضور القلب حضور القلب فيها وحضور القلب امر واجب لابد من فاذا لم يحضر قلبه في صلاته فليس له من صلاته شيء وانما يحسب له ما حظر كما في حديث ابن عباس - 00:12:32ضَ

وقد يحسب له عشر صلاته او اقل او اكثر على حسب ما يحضر القلب اما الخشوع الخشوع مطلوب ولكنه ليس واجب وانما الواجب ان يعلم انه قائم بين يدي الله - 00:13:01ضَ

ويعلم ماذا يقول وما يسمع ومعنى الركوع والسجود الى غير ذلك في الصلاة كلها وهذا اقامة الصلاة وتؤتي الزكاة اذا كان لك مال يزكى وايتاءه بان تضعها حيث امرك الله جل وعلا طائعا - 00:13:22ضَ

محتسبا الاجر فيها خائفا ما لو منعتها ان تعاقب والزكاة طهرة للمال وتزكية للاعمال وتصوم رمضان اذا ادركته اذا ادركك رمظان يجب عليك ان تصومه اذا كنت صحيحا معافى وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا. هذا هو الاسلام هذه الاعمال الظاهرة التي - 00:13:50ضَ

تعمى بالجوارح ظاهرا ثم قال صدقت فعجبنا له يسأله ويصدقه المعنى ان السائل تقتضي حاله انه لا يعرف ما يسأل عنه فلما قال صدقت دل على انه عارف فهذا وجه العجب - 00:14:25ضَ

ولعجبنا له يسأله ويصدقه يعني لو كان غير عالم ما صح ان يقول صدقت هذي ايظا من الامور التي يدل على الغرابة ثم قال اخبرني عن الايمان الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله - 00:14:50ضَ

واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره وهذا الدليل على التفرقة بين الاسلام والايمان. فالاسلام جعله للاعمال التي تعمى بالجوارح. باللسان وبالجوارح كالصلاة او بالمال كالزكاة او المشترك بالبدن والمال كالحج - 00:15:19ضَ

او الصوم الذي يكون بالامساك وبالنية والاحتساب هذي هي الاسلام اما الايمان فسره بانه الايمان بالله. والله جل وعلا غيب لا يشاهد حتى يقول اني رأيته وليس له مثيل فيقاس عليه تعالى وتقدس - 00:15:48ضَ

فلا بد ان يكون الايمان به عن خبره وعن اياته ومخلوقاته التي تشاهد وترى وتدل عليه ولهذا كان ما وظعه القلب ولابد ان يظهر ذلك على الجوارح ثم الايمان به يقتضي طاعته - 00:16:17ضَ

وان يعبد هو وحده ولا يكون له شريك لا في في الطاعة والعبادة ولا في الخلق والتدبير والايجاد ولا في الاسماء والصفات تعالى وتقدس ولا كذلك في شيء من خصائصه - 00:16:42ضَ

ما الذي يخصه لا يشاركه فيه مخلوق تعالى وتقدس واما ملأ الملائكة فكذلك يؤمن بها لانها من الغيب. غير مشاهدة فيؤمن بها حسب ما اخبر عنها بالاخبار التي جاءت من الله والكتب كتب الله التي انزلها هداية لعباده - 00:17:04ضَ

يؤمن بها على وجه الاجمال والتفصيل التفصيل بما انزله الله علينا يجب ان يؤمن به لكل حرف منه وايمانه به لابد ان يعمل به. وبدون عمل لا ينفع الايمان اما الكتب التي انزلها الله على رسله فيؤمن بها مجملا - 00:17:33ضَ

لانها هدى ونور يهتدي بها من انزلت اليه ومن تابعها ومن جانبها ولم يقبلها فهو من الخاسرين ورسل الله كذلك تؤمن بالرسل الذين عينوا باسمائهم باعيانهم والبقية تؤمن بهم اجمالا بانهم جاؤوا الى اممهم بالحق - 00:18:02ضَ

ودعوهم الى الهدى فمن اطاعهم واتبعهم فهو الراشد الفائز ومن ابى فهو الخاسر الذي سيعذبه الله جل وعلا العذاب الاليم اما اليوم الاخر فمعناه ما بعد الموت كل ما ذكر بعد الموت ومن ذلك حضور الملائكة لدى المحتضر - 00:18:35ضَ

لانها من هذا القبيل ثم قبض روحه ثم سؤاله في قبره وما يكون في القبر من نعيم او عذاب لان مفارقة الروح للبدن ليست عدم ونهاية بل هي حياة اخرى ينتقل من هذه الحياة الدنيا الى حياة البرزخ - 00:19:09ضَ

والقبر اسم لما بعد الموت سواء قبر الانسان او لم يقبر سواء دفن في الارض او احرقته احرق او اكلته الطيور والسباع او كان في البحر او غير ذلك. اذا مات لابد ان يصل اليه السؤال - 00:19:38ضَ

ويصل اليه اما النعيم او العذاب. حسب اعماله ثم كذلك بعد هذه الدنيا البعث اعادة الحياة حياة جديدة ثم جمع الناس في المحشر شارون يجمعون في يوم طويل جدا وشديد - 00:20:02ضَ

فيأتيهم الله جل وعلا فيفصل بينهم ويقضي بينهم بحكمه وعدله يكون اهل الايمان والتقى بالكرامة والسعادة واهل الكفر والمخالفات الشقاء وفي النار. نسأل الله العافية فيؤمن بكل ما اخبر الله جل وعلا به واخبر به رسوله على التفصيل - 00:20:34ضَ

من ذلك الوقوف والحشر كونهم يحشرون حفاة عراة غرلا ومن ذلك تطاير الصحف واخذ اخذها بالايمان او بالشمال فمن اخذها بيمينه فهو السعيد ومن اخذها بالشمال فهو علامة على الشقاء - 00:21:04ضَ

وكذلك الميزان والصراط والحوظ وغير ذلك مما هو مفصل ومبين كله داخل بقوله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره القدر من صفات الله جل وعلا لأنه عبارة عن علم الله وكتابته وقدرته وخلقه - 00:21:26ضَ

والله جل وعلا علم الاشياء قبل وجودها وقدرها فتقع على وفق علمه وتقديره وكذلك كتبها فما من شيء الا وهو مكتوب مكتوب في كتاب ازلي وكل شيء يقع وقد سبق علم الله به وكتابته له - 00:21:53ضَ

ومشيئته له وهو الذي يخلق ولا ليس معه خالق تعالى وتقدس وهذا هو الشاهد في ذكر الحديث شاهد لعبدالله ابن عمر لان عبد الله ابن عمر سئل قبل ذكر هذا الحديث - 00:22:22ضَ

سأله يحيى بن يعمر وزميله قال انه خرج من قبلنا اناس يعني في البصرة يتكفرون العلم يعني يتتبعونه ويحرصون عليه ولكنهم يقولون الامر انف انوف يعني انه مستأنف لا يعلم حتى يقع - 00:22:46ضَ

فتبرأ منهم عبد الله ابن عمر وقال اذا اتيت اولئك فاخبرهم اني منهم بري وانهم مني برءاء ثم قال والذي يحلف به عبد الله ابن عمر لو ان لاحدهم مثل احد ذهبا - 00:23:10ضَ

فانفقه في سبيل الله ما قبل منه حتى يؤمن بالقدر خيره وشره. ثم روى الحديث رواه لاجل ذلك والقدر يقول العلماء له درجات اربع لابد منها اذا امن بها العبد فقد امن بالقدر - 00:23:27ضَ

الدرجة الاولى اليقين بان الله بكل شيء عليم علم الله الذي لا يفوته شيء. فهو محيط بكل شيء علما وعلمه ازلي لا يستحدث وقد علم كل شيء قبل وجوده فهو - 00:23:49ضَ

علمه كامل تام لا يلحقه نسيان ولا يلحقه قصور. تعالى الله وتقدس كسائر صفاته فلا بد من الايمان بهذا الثاني الايمان بان الله جل وعلا كتب الاشياء قبل وجودها. بل قبل خلق السماوات والارض - 00:24:17ضَ

كما في حديث عبد الله بن عمرو الذي في صحيح مسلم يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله كتب مقادير الاشيا قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة - 00:24:42ضَ

وعرشه على الماء وكذلك في الحديث الذي في السنن حديث عبادة يعني ابنه يقول انه دخل عليه وهو يتخايل الموت فيه. فقال يا ابتي اوصني فقال اجلسوني فقال له يا بني انك لا تجد طعم الايمان حتى تؤمن بالقدر خيره وشره وتعلم ان ما اصابك لم يكن - 00:25:00ضَ

ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اول ما خلق الله القلم قال له اكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن الى يوم القيامة - 00:25:37ضَ

وهذا ليس اخبارا باولية المخلوقات وانما هو اخبار بان القلم لما خلق امر بالكتابة بلا فاصل. بين خلقه والكتابة يعني قوله اول ما خلق الله القلم قاله له اكتب جملة واحدة - 00:25:54ضَ

اريد بالاخبار بانه امر بالكتابة مباشرة بعد خلقه فهو لا يخالف حديث عبدالله بن عمرو لان فيه في حديث عبد الله ابن عمرو وعرشه على الماء وهذه الكتابة هي التي اخبر بها انه كتب مقادير الاشياء قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة - 00:26:17ضَ

وكان عرشه على الماء والعرش كان على على الماء يعني ان الماء والعرش مخلوقان قبل خلق القلم ثم الامر الثالث مشيئة الله العامة ما شاء الله كان وما لم يشأ لا يكون - 00:26:43ضَ

لا يقع شيء الا بمشيئته والامر الرابع خلقه فهو الخالق وحده وليس معه خالد. وهذان الامران الاخير ان يعني المشيئة والخلق قد خالف فيهما بعض الناس القدرية وغيرهم فزعموا ان - 00:27:10ضَ

المشيئة مشيئة العبد هي التي تنفذ العبد هو الذي يشاء ان يؤمن ويشاء ان يكفر ولا دخل لله جل جل وعلا في ذلك زعموا وهذا ظلال بين وهو من الشرك بالله جل وعلا الشرك في الربوبية - 00:27:39ضَ

ولهذا هؤلاء لا ينفكون عن الشرك تزعموا ان مع الله خالقين كثر يعني ان العباد يخلقون افعالهم والسبب في هذا انهم يقولون لو قلنا ان الله جل وعلا هو الذي يخلق افعالهم يخلق الكفر والمعاصي - 00:28:04ضَ

كيف يخلقها فيهم ثم يعذبهم عليها؟ يكون هذا ظلم تفروا من هذا الى ان قالوا هم الذين يخلقون افعالهم اذا امن المؤمن فبقوته وارادته واذا كفر الكافر فكذلك وهذا ضلال بين - 00:28:25ضَ

وذلك ان العبد مخلوق بجملته هو العبد يفعل بقدرته وارادته اذا وجدت القدرة والارادة لابد من وجود المراد والقدرة والارادة من جملة المخلوقات. مخلوقات لله جل وعلا ليس احد هو الذي يخلق قدرته - 00:28:47ضَ

او ارادته ولهذا تجد الانسان يتذبذب كثيرا. يريد ان يفعل الشيء ثم لا يفعله ويتردد فيه ما يدري كيف ان يقدم ولا ما يقدم وقد يقدم على شيء لا يريده ولا - 00:29:11ضَ

ولم يخطط له فالمقصود ان الانسان مخلوق وكذلك ما فيه من القوى مثل السمع والبصر واليدين والرجلين وكذلك القدرة والارادة التي يحصل بها الفعل فاذا كانت القدرة والارادة مخلوقتان لله جل وعلا - 00:29:31ضَ

فهو كذلك كل شيء مخلوق لله جل وعلا وهو واضح في كون الله خالق كل شيء تعالى وتقدس اما المشيئة المشيئة كذلك لا تشاؤون الا ما يشاء الله. وهؤلاء الظلال يقولون بل العبد هو الذي يشاء - 00:29:53ضَ

يعني ان الله اراد من الكافر ان يؤمن فاراد الكافر الكفر الذي وقع ارادة الكافر وليست ارادة الله. تعالى الله وتقدس ولهذا كانوا يجادلون في مثل هذه الاشياء مجادلات يتبين منها انهم على ظلال - 00:30:22ضَ

كما كان مرة احد هؤلاء كبراؤهم جالس في مجلس كبير مملوء بالعلما والوزراء والكبرا فدخل احد اهل السنة وقال هذا الظال سوف اخزي هذا الداخل فلما دخل وصار يسمع كلامه قال سبحان من تنزه عن الفحشاء - 00:30:46ضَ

هذا الخزي بزعمه الذي يقابله من اهل السنة فهم المقصود فهم مقصوده وانه يقول انتم يا اهل السنة تقولون ان الله قدر على العاصي والكافر الكفر فعاقبه ونحن نقول هذا فحشاء وننزه ربنا عنه - 00:31:13ضَ

فاجابه قائلا سبحان من لا يكون في ملكه الا ما يشاء يعني انتم ايها القوم تقولون ان الله اراد شيئا واراد المخلوق شيئا فوجدت ارادة المخلوق التي لا يريدها الله - 00:31:38ضَ

فيكون في ملكه شيء لا يريده وهذا ظلال ثم قال ذلك الظال ايريد ربنا ان يعصى فقال له مجيبا له ايعصى ربنا قصرا؟ يعني يعصى وهو لا يريد وقال له ارأيت ان حكم علي بالردا ااحسن الي ام اساء - 00:31:59ضَ

قال ان كان منعك حقك فقد اساء وان كان منعك فظله فانه يؤتي فظله من يشاء وقال الحاضرون والله ليس عن هذا جواب. فكأنما القم حجرا فالمقصود ان الضلال وان كان له مثلا شبه وله اشياء - 00:32:25ضَ

فاذا جاء الحق زهق الباطل وثبت الحق. وهذا حق ظاهر لا يحتاج الى مجادلات لان الله جل وعلا هو الخالق وحده وهو الذي اذا شاء شيئا ووجد وعباده كلهم لا تقع مشيئتهم الا بعد مشيئته كما قال جل وعلا وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب - 00:32:48ضَ

عالمين فاثبت لهم مشيئة ولكن بعد مشيئته تعالى وتقدس وذلك ان ان الله جل وعلا جعل في الانسان قدرة وارادة وكلفه بما يستطيعه وبين له الحق وطريق الهدى من طريق الظلالة - 00:33:13ضَ

فقال هذا الخير وهذا طريقه فافعل وهذا الشر فاجتنبه. والامر اليك جعل الامر اليه في هذا والله جل وعلا عليم بكل شيء. ولا يقع شيء الا بعلمه وبقدرته ومشيئته فوكل الامر اليهم - 00:33:35ضَ

والله قد كتب هذه الاشياء قبل وجودهم وليس في هذا حجة لمن يحتج على المعاصي يقول هذه امور مكتوبة علي لانك مأمور بالطاعة ما امرت بالمعصية ومأمور بشيء تستطيع وتقدر عليه - 00:33:57ضَ

فاذا احجمت وامتنعت فذلك بارادتك ولا تحتج على ذلك بان تبرئ نفسك وتلوم ربك وتتهمه فان هذا اسوأ من فعلك وذلك ان الانسان ما يدري ماذا كتب عليه حتى يقع - 00:34:21ضَ

وقبل ان يقع لا يدري فهو مأمور بفعل الخير وترك الشر. مجانبته اما المصائب اذا وقعت فهذه يجوز الاحتجاج عليها بالمقدور هذا شيء قدره الله والحمد لله نحن نؤمن باقدار الله ونرظى ونسلم - 00:34:44ضَ

هؤلاء الذين يقول انهم خالفوا في هذين الامرين انقسموا الى قسمين قسم قالوا ان العباد هم الذين يخلقون افعالهم استقلالا ولا دخل لفعل الله وارادته ومشيئته في ذلك وزعموا انهم ينزهون الله بذلك كما السبب - 00:35:15ضَ

وقسم منهم قابل هؤلاء تماما وقالوا العبد لا اختيار له ولا قدرة له فهو بمنزلة الالة التي تدار او بمنزلة الريشة التي تكون في مهب الريح تصرفها كيف تشاء ثم كل فريق يستدل على باطله - 00:35:42ضَ

بما يستطيع هؤلاء قالوا ان القرآن والسنة يدلان على قولنا اما القرآن فقول الله جل وعلا وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وكذلك في السنة - 00:36:08ضَ

حديث الذي في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان موسى عليه السلام قال يا ربي ارني ادم الذي اخرجنا ونفسه من الجنة - 00:36:34ضَ

فاراه الله ادم فقال انت ادم ابو البشر الذي خلقك الله بيده واسجد لك ملائكته واسكنك جنته. لماذا خيبتنا ونفسك فاخرجتنا من الجنة فقال له ادم انت موسى الذي كلمك الله بلا واسطة - 00:36:55ضَ

وكتب لك التوراة بيده كم وجدت في التوراة مكتوبا؟ فعصى ادم ربه فغوى قبل ان اخلق قال وجدت مكتوبا قبل ان تخلق باربعين سنة قال تلومني على شيء كتب علي قبل ان اخلق باربعين سنة - 00:37:17ضَ

فحج ادم موسى فحج ادم موسى ثلاثا يعني غلبه بالحجة قالوا هذا دليل لنا ان الانسان لا قدرة له وانه لا اختيار له والجواب عن هذا اولا الاية قوله فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم - 00:37:38ضَ

ليس المنفي هو المثبت لانه نفي شيء واثبت غيره مجالدتهم بالسيوف والاقدام عليهم هذا فعلهم ولكن تقدير ذلك واعانتهم ونصرهم من الله وكذلك قوله وما رميت اذ رميت هذا كما ذكر في اسباب النزول - 00:38:02ضَ

ان الله امر الرسول صلى الله عليه وسلم ان يأخذ بكفه ثم يرمي بها نحو وجوه الكفار فدخل من رميته هذه في مناخرهم واعينهم وهم بعيدون عنه فايصالها ايصال هذا التراب وهذا الحصبة الذي رمى به الى مناخرهم واعينهم ليس بمقدور الرسول صلى الله عليه وسلم وانما هو - 00:38:34ضَ

بقدرة الله جل وعلا فهذا الذي نفي عنه واثبت له حركة يده اخذ التراب وحركة يده فهو فعله فاذا المنفي في الاية غير المثبت فلا حجة فيها اما الحديث الحديث - 00:39:06ضَ

اولا نعلم ان موسى عليه السلام لا يمكن ان يلوم ادم على ذنب تاب منه لان هذا لا يلام عليه لان التائب من الذنب كمن لا ذنب عليه ولو كان كذلك لقال له ادم عليه السلام وانت قتلت نفس لماذا ما تقتل النفس - 00:39:29ضَ

ولكنه يعلم انه تاب منه فلا يلوم عليه وانما لامه على المصيبة والمصيبة هي الخروج من الجنة يعني الذي ترتب على الذنب وليس هو الذنب فالمصيبة وقعت ولا يمكن ان تستدرك - 00:39:53ضَ

فلهذا يحتج بها يحتج عليها بالقدر والكتابة اما الذنب فيمكن ان يستدرك بالتوبة والخروج منه فاذا وقع الانسان في في الذنب يجب عليه ان يستغفر ويتوب. ولا يقول هذا مقدر - 00:40:14ضَ

بل يقول ظلمت نفسي واستغفر ربي ويتوب كما قال ادم ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من من الخاسرين اما ان يحتج مثل ما احتج ابليس فيقتضي ذنب اخر - 00:40:34ضَ

ابليس قال بم اغويتني؟ هو الذي اختار الغواية بنفسي فاختارها وفعلها فيكونوا مثلا يحتج بهذا هذا من الباطل اما الفريق الثاني الذي قابلوا هؤلاء وقالوا ان الانسان يخلق فعله فسبق الكلام فيه - 00:40:53ضَ

وانهم لا حجة لهم في ذلك لان الله جل وعلا هو الخالق لكل شيء وهو الذي اذا شاء شيئا وقع وان لم يشأ الناس واذا لم يشأ الشيء لا يقع ولو شاء الخلق كلهم تعالى وتقدس - 00:41:16ضَ

جعل الانسان له قدرة ومشيئة وكلفه بالشيء الذي يستطيعه وبين له طريق الخير وطريق الشر ولهذا قل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وقد اعد جل وعلا العذاب للكافرين كما اعد - 00:41:36ضَ

النعيم للطائعين وصار الامر الى الناس يبقى مسألة التوفيق والسداد وتحبيب الايمان وما اشبه ذلك فهذا فضل الله. فضله يعطيه من يشاء كما قال جل وعلا ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم - 00:41:56ضَ

الى اخره. وقال جل وعلا فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام. ومن يرد ان يضله يجعل صدره ظيقا حرجا كانما يتصعد في السماء ثم هو يعمل بمقدوره. ولهذا تجد مثلا الذي يختار المعاصي لو وقفت في وجهه لقاتلك. وقال لا انا - 00:42:21ضَ

حر دعني واذا قلت له انه هذا يترتب عليه عذاب قال ما لك ولي دعه وان كان يترتب عليه العذاب فانه يفعل ذلك باختياره باختياره ومقدوره لا احد يجبره وهذا كالافعال التي نفعلها. كلنا في هذا المكان - 00:42:45ضَ

جئنا باختيارنا ما احد اجبرنا على هذا المجيء وهو مكتوب قبل ان نوجد مكتوب لنا ان سنأتي الى هذا المكان ونجلس في هذا المكان وهكذا سائر الافعال كلها مكتوبة ولكنها تقع - 00:43:06ضَ

باختيار الناس وبمقدورهم فهذا اعمالهم كالاكل والنوم والشرب والمشي وغيرها. كلها يفعلونها باختيارهم وقد كتبت قبل وجودهم لان الله علام الغيوب. فالكتابة عبارة عن علم الله بالاشياء علمها وعلم ان هذا المخلوق سيوجد في وقت كذا - 00:43:24ضَ

ثم يعمل هذه الاعمال باختياره فلهذا نقول القدر من صفات الله لانه عبارة عن علم الله وعن كتابته وعن مشيئته وكذلك خلقه تعالى وتقدس فهذا معنى قوله وان تؤمن بالقدر خيره وشره فجعل هذا من الايمان الذي لا بد منه بل هو من - 00:43:50ضَ

اركان الايمان ثم قال له صدقت فاخبرني عن الاحسان قال الاحسان ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن ترعاه فانه يراك يعني انه على درجتين. درجة اعلى من الاخرى - 00:44:19ضَ

الاولى تعبده كانك تشاهده وتنظر اليه ومعلوم ان من عبد الله على هذه الصفة انه لا يذخر شيئا من الاجتهاد واحسان العمل سيأتي باحسن ما يمكنه من العمل. من الاخلاص والصدق والقيام به - 00:44:44ضَ

كما يحب ربه جل وعلا فان لم يصل الانسان الى هذه الدرجة فليكن على العلم يعلم علما يقينا ان الله يشاهده وينظر اليه فيعبد الله على انه على ان الله يسمع كلامه يرى موقفه ويعلم ما في نفسه - 00:45:07ضَ

فلا يكون نظره نظر الله اليه في نظر المخلوق او يكون اظعف كما يقع الان لكثير من الناس يختفي ويعمل المعاصي والله ينظر اليه فصار الناس عنده نظرهم اعظم من نظر الله اليه - 00:45:34ضَ

يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله فاذا علم ان الله يشاهده لا بد ان يراقب ربه لا بد ان يخاف من ربه ويأتي بامره على حسب الاستطاعة فهذا مقام الاحسان وهو اعلى الدرجات - 00:45:59ضَ

ثم قال له اخبرني عن الساعة هذا يدلنا على ان العلم السعة انه من الدين والساعة عبارة عن نخ في الصور النفخ في الصور الذي يكون به نهاية الدنيا وموت كل حي - 00:46:22ضَ

كما قال الله جل وعلا فنفخ ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الارض هذه الساعة والعلما يقولون الساعة تنقسم الى قسمين ساعة خاصة لكل انسان وهي موته - 00:46:47ضَ

اذا مات العبد قامت ساعته وقامت قيامته ولاقى حسابه وجزاءه لانه لان القبر اما نعيم واما عذاب الى ان يبعث واذا بعث اما ان ينقطع عذابه اذا كان الذنوب يعني كفاها عذاب القبر او بعض عذاب القبر - 00:47:09ضَ

والا قد يزاد لانه ثبتت الاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم شبه المتواترة ان كثيرا من الاسلام يدخلون النار كثير منهم يدخلون النار ثم يخرجون اما بالشفاعة واما برحمة ارحم الراحمين انه يرحمه - 00:47:38ضَ

هذي في احدكم واذا معنى ذلك انه لا يكفي عذابهم في القبر يعذبون في الموقف ايضا الوقوف الطويل الشديد ثم لا يكفي يدخلون النار حتى يطهروا لان بعض المسلمين يكون الامام في قلبه - 00:48:04ضَ

مثقال ذرة مثقال ذرة ولهذا جاء اخرجوا من النار من كان في قلبه من الايمان مثقال ذرة وبعضهم يكون مثقال حبة بخلاف الذي يكون الايمان في قلبه كالجبل هذا لا - 00:48:29ضَ

يرى النار ولا يسمع حسيسها فالمقصود ان الساعة بالنسبة لكل فرد هي موته فاذا مات قامت قيامته فلاقى حسابه والحساب لا يكمل الا بالموقف والا منذ حضرت الملائكة اما انها تحظر - 00:48:53ضَ

بالبشارة والطمأنينة الروح والريحان واما ان تحظر بالسياط التي تضربه تضربه بها كما قال جل وعلا ولو ترى اذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسط ايديهم. يعني بالظرب الملائكة باسطة ايديهم بالظرب تظربهم. اخرجوا انفسكم اليوم تجزون عذاب الهول - 00:49:29ضَ

هذا وهم على فرشهم ولا احد يسمع ولا احد يرى ولكنه هو يسمع هذا التأنيب ويسمع ويحس بهذا الظرب الشديد القسم الثاني الذي يقول الله فيهم ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي - 00:50:03ضَ

توعدون نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة فهؤلاء الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا على الحق استمروا عليه حتى حظر الموت. هذه الحالة اما هناك قسم اخر ليس بكافر وليس بتقي - 00:50:30ضَ

مؤمن الايمان الكامل. عنده من المعاصي وعنده من التقصير الكثير. فهذا مسكوت عنه امره الى الله. وعفو الله عظيم وقد جاءت احاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تدل على ان مثل هؤلاء يعذبون - 00:50:58ضَ

مثل حديث الحديث الذي في الصحيحين عن ابن عباس كان النبي صلى الله عليه صلى الله عليه وسلم يسير فمر بقبرين وقال انهما ليعذبان وما يعذبانه في كبير ثم قال بلى - 00:51:20ضَ

اما احدهما وكان يمشي بالنميمة واما الاخر فكان لا يستبرئ من بوله هذا يدل على ان المعصية انها سبب عذاب القبر. المعاصي. وفي الحديث الاخر الذي حديث الرؤيا ان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:51:41ضَ

تأخر يوما عن عن العادة التي كان تقيم يقيم الصلاة فيها صلاة الفجر ثم خرج اليهم وصلى صلاة تجوز فيها. ثم لما فرغ من الصلاة قال اماكنكم اخبركم عن الذي حبسني - 00:52:03ضَ

فاني صليت ما شاء الله ان اصلي ثم غلبتني عيناي ثم اتاني اتيان من ربي وقال لي انطلق. فانطلقت معهما فاتينا على رجل ورجل اخر قائم عليه معه كلوب من حديد يشرشر - 00:52:22ضَ

شدقه الى قفاه ومنخره الى قفاه ثم يتحول الى الجانب الثاني فيفعل به كذلك فاذا فرغ منه الى الجانب الاول قد عاد كما كان فيفعل به كذا فقلت سبحان الله ما هذا - 00:52:44ضَ

وقال لي انطلق انطلق لانطلقنا فاتيت على رجل نائم واخر معه حجر يثلغ رأسه فيتدهدأ الحجر فيتبعه فاذا اخذ الحجر وحضر اذا رأسه قد عاد ثم يثلغه فقلت سبحان الله. فقال لي منها ما هذا؟ فقال لي انطلق انطلق. فانطلقنا - 00:53:01ضَ

فاتينا على رجل يسبح في نهر كالدم وعلى ضفاف النهر رجل عنده حجارة فيسبح ثم يأتي ويفقر فاه فيلقمه حجرا ثم يعود يسبح فقلت سبحان الله ما هذا؟ فقال لي انطلق انطلق فانطلقنا - 00:53:26ضَ

فاتينا على بناء مثل التنور اسفله واسع اعلاه ضيق فيه رجال ونساء عراة فيأتيهم لهب من اسفل منهم ويصيحوا فقلت سبحان الله ما هؤلاء قال لينطلق وذكر ثم فسروا له - 00:53:45ضَ

قالوا اما الرجل الذي رأيته يشرشر صدقه فذلك الرجل يكذب الكذبة فتبلغ الافاق فيصنع به هذا الى يوم القيامة هذا جزاء واما الرجل رايت يثلغ رأسه فالرجل يأخذ القرآن وينام عن الصلاة المكتوبة - 00:54:06ضَ

يفعل به ذلك الى يوم القيامة واما الرجل رأيته يسبح في النهر مثل اللي مثل الدم ويلقى محجرا فذلك اكل الربا. هذا عذابه الى يوم القيامة واما الرجال والنساء العراة فاولئك الزناة والزواني. هذا عذابهم الى يوم القيامة - 00:54:27ضَ

دل على ان هذه في القبر يعذبون فيها وارواح والروح لا تموت اما ان تعذب واما ان تنعم يا حية البدن الذي ايظا فارقته الروح وقد يكون بعد وقت تراب. ايظا هو يألم - 00:54:49ضَ

ويحس بالالم وان كان ذرات تراب وهذا هي امور غيبية لا نطلع عليها والانسان مثلا قد يقبر في القبر اثنان احدهما يعذب والاخر ينعم ولا يصل الى هذا عذاب من هذا من عذاب هذا الشيء. ولا الى هذا من نعيم من نعيمه شيء - 00:55:12ضَ

والله على كل شيء قدير. تعالى الله وتقدس المقصود ان الانسان اذا مات لاقى حسابه او بعظ حسابه وجزاؤه يتم يوم القيامة القسم الثاني يعني يقسم الساعة النفخ في الصور - 00:55:35ضَ

وهذا الذي جاء السؤال عنه والنفخ الصور يكون مرتان كما صرح القرآن بذلك في قوله جل وعلا ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الارض ثم نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون - 00:55:56ضَ

اذا جاءت الراجفة تتبعها الرادفة الرادفة هي الثانية وفي الصحيح عن ابي هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بين النفختين اربعون وفيهما يعني في الصحيحين يقول صلى الله عليه وسلم ينفخ في الصور النفخة الثانية - 00:56:15ضَ

فاكون اول من يبعث فاجد موسى باطشا بقائمة من قوائم العرش فلا ادري ابعث قبلي ام جوزي بصعقة الطور في احاديث كثيرة في هذا اما ما جاء في بعض الاحاديث - 00:56:38ضَ

ان النفخ ثلاث نفخات نفخة الفزع ونفخة الصعق ونفخة البعث فهي احاديث ظعيفة لا تثبت وهذه احاديث صحيحة وكذلك الايات التي ذكرنا بعضا منها فالسؤال عن هذا لان في لان الساعة عليها - 00:56:57ضَ

بها تنتهي الحياة الدنيا وتبدأ الحياة الاخرة وقبل الساعة الساعة مقدمات وقال اخبرني عن الساعة. قال ما المسؤول عنها باعلم من السائل هذا يدلنا على ان النبي صلى الله عليه وسلم قد عرف السائل من هو؟ وانه جبريل - 00:57:21ضَ

قد كان يأتي جبريل احيانا بصورة دحيى الكلبي واحيانا بهذه الصورة التي لم يعرف بها وهذه هذا من انواع الوحي الذي يأتي به جبريل وهذا هو اسهلها عليه كونه يتمثل له رجل ويخاطبه بالشيء - 00:57:43ضَ

واشدها عليه ما كان يأتيه مثل سلسلة الجرس كما هو مذكور في اقسام الوحي وقوله ما المسؤول عنها باعلم من السائل يعني انا وانت بالنسبة اليها سواء لا نعرف متى تجي. لان علمها عند الله - 00:58:08ضَ

وقد استأثر الله بعلمها فلم يعلمها لا ملك ولا نبي ولا احد ولهذا عدل عن ذلك وقال اخبرني عن اماراتها يعني علاماتها المقدمات التي تكون قبلها فقال ان تلد الامة ربتها. وفي رواية ربها - 00:58:32ضَ

وان ترى الحفاة العراة العالة دعاء الشاة يتطاولون في البنيان وفي رواية ان توسد الامور الى غير اهلها. وفي رواية ان ترى سفلة الناس هم الذين يتولون الامور وهذا هو معنى ان توسد الامور الى غير اهلها - 00:58:56ضَ

وفي رواية اذا ضيعت الامانة فانتظر الساعة وكلها روايات صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذه من اماراتها ولا اماراتها كثيرة واولها بعثة نبينا صلى الله عليه وسلم. فانه هو نبي الساعة - 00:59:21ضَ

وعلى امته تقوم الساعة ولهذا يقول الله جل وعلا اقتربت الساعة وانشق القمر هل ينظرون الا ان تأتيهم الساعة وقد جاءت اشراطها يعني علاماتها وكذلك موت صلى الله عليه وسلم. فهو من علامات الساعة - 00:59:47ضَ

ثم ذكر اشياء كثيرة ولكن في هذا قال ان تلد الامة ربتها فالامة هي المملوكة الذي تملك ويتصرف فيها تباع وتشترى وتستخدم معنى قوله صلى الله عليه وسلم ان تلد الامة ربتها - 01:00:15ضَ

يعني عبارة عن كثرة الفتوح التي تكون بعده في بلاد الكفار واستعبادهم واسترقار واسترقاقي بناتهم ونسائهم فيكون الانسان عنده امرأة رقيقة سيطؤها فتلد فاذا ولدت اعتقها ولدها فيكون بمنزلة سيدها الذي يعتقها - 01:00:47ضَ

لانها اذا ولدت صارت عتيقة ولا يجوز التصرف فيها فيقول هذا معنى ان تجد الامة ربتها وفي رواية ربها وفي رواية عزيز اخر سيدها او سيدتها يعني الذي الولد الذي تلده يكون كانه بمنزلة من يعتقها. السيد الذي يعتقها - 01:01:19ضَ

والاسترقاق لا يكون الا سببه الكفر ولا يكون الا اذا كان قتال بين المسلمين والكفار فلا يكون بنو ادم كلهم بنو ادم احرار خلقهم الله ولكن اذا كفروا تسلط الله عليهم المؤمنين عقابا لهم - 01:01:47ضَ

وجعل لهم الاسترقاق او القتل او للبيع كما هو معروف في الشرع اما قوله وان ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان. فهو عبارة عن ان العرب الذين يكونون في البادية - 01:02:13ضَ

يرعنون يرعون الابل والشاة انهم يبنون بنا ويتركون رعي الابل والغنم ويتطاولون يعني يتفاخرون في بنائهم كل واحد يقول عمارتي احسن من عمارة كوبنائي احسن من بنائك ولو لم يقل ذلك - 01:02:36ضَ

المهم انه يجتهد ان يكون احسن من فلان فهذا ايضا من علامات الساعة وقد وقع كلا الامرين قوله ثم انطلقت فلبثت مليا يعني ولثت وقتا فقال لي يا عمر اتدري من السائل - 01:02:55ضَ

قلت الله ورسوله اعلم قال فانه جبريل اتاكم يعلمكم دينكم جعل هذه الامور كلها دين. هذه الامور الاربعة التي ذكرت الاسلام والايمان والاحسان ومعرفة امارات الساعة. كلها من الدين والشاهد في الحديث انه فرق بين الاسلام والايمان - 01:03:16ضَ

فجعل الاسلام الاعمال الظاهرة الشهادتين التي تنطق باللسان والصلاة التي تكون بالبدن والزكاة التي تكون بالمال والصوم كذلك الذي يكون بالبدن والامساك والحج الذي يكون مشتركا بين المال والبدن لمن كان - 01:03:42ضَ

بعيدا عن الكعبة فهذه هذا الاسلام اما الايمان ففسره بانه الامور الباطنة التي تكون في القلب من الاقرار والعلم الايمان بالله والملائكة والكتب والرسل وكذلك الايمان بالقدر خيره وشره فهذا - 01:04:02ضَ

فرق بين الاسلام والايمان. اما الاحسان فهو درجة رفيعة وهو لا يصل اليه كل احد يعني ان الانسان قد يكون مؤمن ولكن ما يكون محسنا كما ان الانسان قد يكون مسلما ولا يكون مؤمنا - 01:04:27ضَ

الايمان الكامل ولابد ان يكون عنده شيء من الايمان الذي يصحح به عمله هذا امر لابد منه فهذه المسألة كما هو معروف قد اشكلت على كثير من العلماء والفت بها مؤلفات منهم من يجعل الاسلام والايمان شيء واحد - 01:04:45ضَ

كما سبق ومنهم من يفرق بين هذا وهذا والصحيح تفرقة ولكن التفرقة ليست في كل موطن اذا افرد احدهما يعني الايمان او الاسلام جاء مفردا دخل فيه الثاني اه لهذا يقول الله جل وعلا ان الدين عند عند الله الاسلام - 01:05:05ضَ

هذا يدخل فيه كل الدين الايمان غيره وكذلك اذا جاء الايمان وحده دخل فيه الاسلام ولابد والاحسان اما اذا اجتمعا فيفسر احدهما بالاعمال الظاهرة والاعمال الباطنة والدليل على هذا انه جاءت احاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه فسر - 01:05:27ضَ

الاسلام بما فسر به الايمان لما كان مفرد فهذا هو الذي تجتمع به الادلة وهو الذي تدل عليه يدل عليه هذا الحديث وغيره من الايات التي مر ذكر بعظها وقوله عن بهز ابن حكيم عن ابيه عن جده قال قلت يا رسول الله - 01:05:59ضَ

ما اتيتك حتى حتى حلفت اكثر من عددهن لاصابع يديه الا اتيك ولا اتي دينك واني كنت امرأ لا اعقل شيئا الا ما علمني الله ورسوله واني سألتك بوجه الله بما بعثك الله - 01:06:22ضَ

قال بالاسلام قال وما ايات ذال؟ ايات الاسلام؟ قال ان تقول اسلمت وجهي لله وتخليت وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة. هذا جاء مفردا الاسلام هنا مفرد. فدخل به فيه الايمان دخل فيه الدين كله - 01:06:45ضَ

وقول هذا انه كان يحلف عدد الاصابع انه لا يأتي النبي ولا يأتي دين دليل على ان الانسان ان الله اذا اراد به خيرا انه يأتي وان لم يكن راضيا بذلك - 01:07:09ضَ

وبعد هذه الايمان التي كان يقسمها انه لا يأتي النبي ولا يأتي دينه اتى قيل النبي صلى الله عليه وسلم فاسلم وقوله اني كنت امرأ لا اعقل يعني لا اعقل مصلحتي ولا اعقل ما فيه الخير والسعادة - 01:07:30ضَ

ولكن الله جل وعلا تفظل علي فجئت اليك لتعلمني ما ينفعني واما سؤاله يقول اني اسألك بوجه الله جاء النهي عن السؤال بوجه الله الا الجنة والمعنى انه لا يسأل بوجه الله الا الجنة وما كان وسيلة اليها - 01:07:53ضَ

فالعلم بالاعمال الصالحة التي تدل وتكون طريقا الى الجنة هو من الوسائل. الوسائل اليها والا يقول ملعون من سأل بوجه الله غير الجنة لا يجوز ان يسأل بوجه الله من امور الدنيا شيئا لانه عظيم - 01:08:22ضَ

وهذا دليل على ان لله وجه حقيقة جعل الله وتقدس والذين ينفون ذلك لا دليل لهم الا ما ورثوهم عن اكابرهم ومن يعظمونهم الذين يتأولون ايات الله جل وعلا على غير تأويلها. نسأل الله العافية - 01:08:45ضَ

وقوله بما بعثك يعني البعث هنا الارسال يعني الذي يدل على انه ما يعرف شيئا وقال بالاسلام وقوله وما ايات الاسلام يعني علاماته التي يمكن ان اذا فعلها يكون مسلما. فقال ان تقول اسلمت وجهي لله - 01:09:10ضَ

وتخليت فاسلمت وجهي يعني اني انقذت لطاعة ربي - 01:09:36ضَ